إضاءة
بين الجهاد بالسيف والجهاد بالكلمة
بين الجهاد بالسيف والجهاد بالكلمة
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى دينه الحق وإلى طاعة خليفة الله في أرضه تبدأ بالكلمة.
قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ النحل: 125.
وسليمان (ع) بدأ بالكلمة:
﴿اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ النمل: 28.
وكان كتاباً كريماً وحكيماً ورحيماً: ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ النمل: 29 - 30.، أي إنه موسوم بالرحمة.
ثم تنتقل إلى المجادلة بالتي هي أحسن:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
ثم تنتقل إلى القول الغليظ:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ التوبة: 73، التحريم : 9.،
وهذا ما فعله سليمان آخر الأمر:
﴿ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ النمل: 37.
فإذا لم تنفع الكلمة كان السيف هو الفيصل بين الحق والباطل لإعلاء كلمة الله وإظهار طاعته في أرضه، فالانتقال للسيف أمر حتمي إذا لم تنفع الكلمة، بل هو واجب في كل الأديان الإلهية؛ ولهذا رفع أنبياء الله ورسله السيف وجاهدوا وقاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فالانتقال إلى السيف مباشرةً عجلة، وهلك المستعجلون، وترك الانتقال إلى السيف بعد تمام الكلمة تخاذل، وهلك المتخاذلون.
المصدر : كتاب الجهاد باب الجنة للسيد أحمد الحسن (عليه السلام)