بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
"...والحقيقة التي غفل عنها هؤلاء هي أن النفع والضر والشفاعة والقدرة على التأثير في هذه الحياة الدنيا عموماً متعلقة بالحياة والإذن من الله سبحانه، وبما أن الحياة ثابتة قطعاً للأنبياء والأوصياء المرسلين (ع)؛ لأنهم سادة الشهداء على الخلق وهم من قتلوا أناهم في سبيل الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.
ومن يقول إنهم ليسوا أحياء عند ربهم يرزقون يعني أنه يتهم الأنبياء والأوصياء، فكيف يقرّ بأن من قتل تحت راياتهم حي عند ربّـه، وهم (ع) القادة وأصحاب الرايات لا يكونون كذلك ؟!
إذن، فالحياة عند ربهم ثابتة للأنبياء والأوصياء وبالتالي فالقدرة ثابتة؛ لأن تأثير الروح المشرقة بنور ربها على هذا العالم الجسماني أهون ما يكون؛ لأنها من عالم مهيمن على هذا العالم فلم يبقَ إلا الإذن من الله لهم بالتأثير، والله سبحانه قال: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾.
فهم إذن أحياء وقادرون بقدرة الله وما أودع الله فيهم من القدرة ويعملون بإذن الله وبأمر الله بل والله أمرنا أن نتخذهم وسيلة ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً﴾.
بل ونطلب منهم حتى أن يكونوا شفعاءنا إلى الله في غفران الذنوب ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾.
أما من يحصر تأثيرهم وقدرتهم بوجودهم الجسماني في هذه الحياة الدنيا فهو جاهل لحقيقة الأمر، ولم يلتفت إلى أنهم أحياء عند ربهم، والله يستعملهم وهم عمال عند الله ولهم مهام وأعمال يقومون بها، كما أن جبرائيل (ع) الملك والحي عند ربه له مهام وأعمال يقوم بها بإذن الله.
فاتهام من يعتقد بأن محمداً (ص) يضر وينفع بإذن الله بعد وفاته وانتقاله إلى ربه؛ لأنه حي عند ربه بأنه مشرك غير صحيح؛ لأن جبرائيل (ع) الملك الحي عند ربه وهو روح وليس جسد جسماني في هذا العالم يضر وينفع وعمل ويعمل وسيعمل أعمالاً بإذن الله.
ثم إنهم ادعوا أنهم يريدون بنفي الواسطة أو الشفاعة التوحيد الخالص، في حين أنهم وقعوا في أخس أنواع الشرك والكفر باعتقاداتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان، بل إن القرآن ينص على نقضها وإبطالها.
فهم يدعون أنهم لا يريدون أن يجعلوا بينهم وبين الله واسطة وشفيعاً، وأن من يجعل بينه وبين الله واسطة فهو مشرك وكافر، وغفلوا عن أنّ هذا هو تماماً موقف إبليس (لعنه الله) الذي رفض أمر الله سبحانه بأن يجعل آدم (ع) واسطة وشفيعاً له بين يدي الله سبحانه، فإبليس (لعنه الله) كان يعبد الله بل كان طاووس الملائكة لكثرة عبادته ولم يرفض عبادة الله، ولكنه رفض أن يسجد لآدم وأن يكون آدم قبلته إلى الله، وبهذا رفض إبليس (لعنه الله) أن يكون آدم (ع) واسطته إلى الله وشفيعه بين يدي الله..."
***********
للراغب في الاستزاده فليراجع كتاب التوحيد للسيد احمد الحسن ع على الرابط التالي:
والحمدلله
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
"...والحقيقة التي غفل عنها هؤلاء هي أن النفع والضر والشفاعة والقدرة على التأثير في هذه الحياة الدنيا عموماً متعلقة بالحياة والإذن من الله سبحانه، وبما أن الحياة ثابتة قطعاً للأنبياء والأوصياء المرسلين (ع)؛ لأنهم سادة الشهداء على الخلق وهم من قتلوا أناهم في سبيل الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.
ومن يقول إنهم ليسوا أحياء عند ربهم يرزقون يعني أنه يتهم الأنبياء والأوصياء، فكيف يقرّ بأن من قتل تحت راياتهم حي عند ربّـه، وهم (ع) القادة وأصحاب الرايات لا يكونون كذلك ؟!
إذن، فالحياة عند ربهم ثابتة للأنبياء والأوصياء وبالتالي فالقدرة ثابتة؛ لأن تأثير الروح المشرقة بنور ربها على هذا العالم الجسماني أهون ما يكون؛ لأنها من عالم مهيمن على هذا العالم فلم يبقَ إلا الإذن من الله لهم بالتأثير، والله سبحانه قال: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾.
فهم إذن أحياء وقادرون بقدرة الله وما أودع الله فيهم من القدرة ويعملون بإذن الله وبأمر الله بل والله أمرنا أن نتخذهم وسيلة ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً﴾.
بل ونطلب منهم حتى أن يكونوا شفعاءنا إلى الله في غفران الذنوب ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾.
أما من يحصر تأثيرهم وقدرتهم بوجودهم الجسماني في هذه الحياة الدنيا فهو جاهل لحقيقة الأمر، ولم يلتفت إلى أنهم أحياء عند ربهم، والله يستعملهم وهم عمال عند الله ولهم مهام وأعمال يقومون بها، كما أن جبرائيل (ع) الملك والحي عند ربه له مهام وأعمال يقوم بها بإذن الله.
فاتهام من يعتقد بأن محمداً (ص) يضر وينفع بإذن الله بعد وفاته وانتقاله إلى ربه؛ لأنه حي عند ربه بأنه مشرك غير صحيح؛ لأن جبرائيل (ع) الملك الحي عند ربه وهو روح وليس جسد جسماني في هذا العالم يضر وينفع وعمل ويعمل وسيعمل أعمالاً بإذن الله.
ثم إنهم ادعوا أنهم يريدون بنفي الواسطة أو الشفاعة التوحيد الخالص، في حين أنهم وقعوا في أخس أنواع الشرك والكفر باعتقاداتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان، بل إن القرآن ينص على نقضها وإبطالها.
فهم يدعون أنهم لا يريدون أن يجعلوا بينهم وبين الله واسطة وشفيعاً، وأن من يجعل بينه وبين الله واسطة فهو مشرك وكافر، وغفلوا عن أنّ هذا هو تماماً موقف إبليس (لعنه الله) الذي رفض أمر الله سبحانه بأن يجعل آدم (ع) واسطة وشفيعاً له بين يدي الله سبحانه، فإبليس (لعنه الله) كان يعبد الله بل كان طاووس الملائكة لكثرة عبادته ولم يرفض عبادة الله، ولكنه رفض أن يسجد لآدم وأن يكون آدم قبلته إلى الله، وبهذا رفض إبليس (لعنه الله) أن يكون آدم (ع) واسطته إلى الله وشفيعه بين يدي الله..."
***********
للراغب في الاستزاده فليراجع كتاب التوحيد للسيد احمد الحسن ع على الرابط التالي: