إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

دفاعاً عن النساء

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • حراس الوادى
    عضو جديد
    • 03-11-2009
    • 1

    دفاعاً عن النساء


    إن إثارة اشكال ( وبنحو تشكيكى ) أن القرآن ذو نزعة ذكورية فى مجمله مع كونه صحيحا هى شبهة ربما بدأ ترويجها المستشرقون ثم كررتها ونفختها التوجهات النسوية التحررية الممثلة لبعض انساق الاتجاهات الليبرالية , فالحركات النسوية ذات المرجعية الليبرالية التى تنادى بالمساواة التامة وبأن النساء شقائق الرجال تستهجن هذا الخطاب الذكورى الاستعلائى الاستبدادى بقوانينه والزاماته الذكورية وتنكر تضمينه النص القرآنى لأنه يموضع المرأة دون الرجل تشريفا وتكليفا ويجعل الحياة كأنها مصممة لعالم الذكور حتى أن الأديبة المصرية نوال السعداوى تحذر منه كونه يدفع لتأسيس نظام طبقى ذكورى يشكل الرجل قمته وعموده الفقرى والمرأة ضحيته ومستعبدته بل يقال أن احدى المهووسات بأنسنة الخطاب الدينى وبنسوية الفكرة قرأت ( قل هى الله أحد ) بتغيير الضمير هو لله سبحانه الذى ينبغى بحسبها أن يكون مؤنثا . ( وهذا طبعا سفه عقلى فالأنوثة والذكورة لا تحكمان عوالم الملائكة . فكيف بالخالق جل عن الشبه والمثيل )
    وردت الحركة الرجالية ( الفقهية منها بالخصوص ) بأن هذا صنع الله واختياره ولا ينبغى الاعتراض على قضائه : الله فضل الرجل لحكمة خاصة ومهمة محددة ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) ( تفسير بعض الأولى للرجال . ومدلول بعض الثانية للنساء ) - وهذا طبعا تفسير ساذج – وأناط بالرجال مسئوليات لاتقوى عليها النساء فلذلك كان الخطاب للرجل . هذا ما يقال عادة . بداية ينبغى التنبه أننا لسنا بصدد مناقشة ذكورية الاحكام وان كان فى بعضها إجحاف ظاهرى أو بحسب الظاهر تمييز بحق المرأة كالمسائل الشهيرة محل النزاع من ارث وولاية وشهادة وقوامة وعصمة وغيرها . لكننا هنا نروم التفريق بين النص القرآنى كوحى ( ذكورى اللغة والتوجه ) وبين تعليلات وممارسات المسلمين وبنية عقائدهم وخطاباتهم وتنظيراتهم لهذه الذكورية التى أسهمت فى احتقار المرأة وظلمها وتخلفها وإهدار كرامتها فهذه أمور مدانة . لايدافع عنها ولا كرامة . هى عار علق والتف بالنص الالهى كالتفاف النبتة الخبيثة المتسلقة على ساق شجرة طيبة . هدفنا الرئيسى إذاً تبين حكمة النص القرآنى واستلهام مغزى ذكوريته وهى ذكورية بلا مواربة بغض النظر عن سيل المحاولات التى تلوى المسألة لإنكارها سواء تماهيا مع مناهج ألسنية مقترحة أو دفاعا أعمى ضد اتهامات غربية وليس القرآن فقط مع كونه نصا محفوظا بل كل النصوص الدينية توراتية ، إنجيلية وسواها ، هى ذكورية بالمجمل طبعا بعضها كان للعقلية الكهنوتية السائدة دورا فى ذكورية صياغتها ، فخلصنا إلى نساء يهتفن : الرجال ينبغى أن يساوين النساء . ورجال يجيبون : اتقين الله ، فالرجال أفضل من النساء بنص الله وبقضائه الكونى والشرعى فلذلك الخطاب ذكورى . عيب الاثنين أنهما ينظران من جهتيهما وزاويتهيما لملء انائهما ولا يستقرئان الواقع كما هو ليضبطا النص عليه ويستبصرا عدله ومناسبته لموضوعه . ونقول : ( الرجال شر من النساء ، لذلك خطابات الوحى ذكورية وخاصة له إجمالا ، والمرأة مستبعدة ومحيدة ) هذه العبارة هى عنوان البحث كله وخلاصته والتفصيل سيأتى . إن الواقع والخلقة الطبيعية والسلوك والفطرة والعقل والوحى وكل الأدلة تشير أن المرأة مخلوقة رحمة وسلام و ( الرحم ) اشتق من ( الرحمن ) بحسب المأثور . منذ البداية كان الذى عصى وغوى هو الرجل ادم والذى قيل له ( اسكن أنت وزوجك ) ادم لتوقع تهيجه وعدم ملازمة سكنه والمرأة سكن بطبيعتها وساكنة بفطرتها ( خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) ( الروم:21 ) والمشاكس هو الرجل والمرأة بطبيعتها تمتلك الحنان والرقة والرحمة واللين والوداعة لذلك كلفها سبحانه خلقيا ( من الأخلاق ) بالحمل والإرضاع والتربية وهذه أمور يعجز عنها الرجل وسلحها بالطبيعة المناسبة لهذه الوظائف منذ أن سميت أول أنثى ( حواء ) كمحضن رحمة (تحوى ) الخلق حملا واحتضانا وتنشئة . فإذا علمنا أن هدف الخليقة منذ نفخ الروح الربانية فى البشر وإنشاء الجنس الانسانى العاقل هو خلافة الله اى التخلق بأخلاق الرب وصفاته من حب ورحمة وحكمة وسلام وإبداع وان الإنسان سقط عن مواكبة المشروع الجديد بتلبيس إبليس أدركنا أن هدف الوحى وعلى طول التاريخ هو إعادة الإنسان القابع فى طوره الدنيوى ليتهذب إنسانه ويعود إلى دار مقره جنة السلام التى خرج منها وأن سلاسل الهدى موحاة ليهدى الله ( من اتبع رضوانه سبل السلام ) ( المائدة:16 ) ودار السلام وليدخل فى السلم كافة ويفشى السلام ويحيى السلام . وإذا علمنا أن الله خلق الخلق للرحمة وعلمنا أن المرأة تمتلك طبيعيا وفطريا حس الرحمة ومقومات السلام والسكن والصبر وأن الرجل هو الذى يفتقد هذه السمات لما تسلح به من قوة وعنف وقسوة وحدة وطفور . أدركنا أى الجنسين أولى بالمصنع الالهى لتهيئته للسلام والرحمة فآدم وليس حواء هو الذى تاب الله عليه ( بنص القرآن ) وتلقى الكلمات الأولى عبر حواء ولا وجود لقصة تحالف حواء مع الشيطان والحية . ومن أكل من الشجرة لوحده وغوى هو آدم . وحواء اشتهت فقط فعصت بذلك و (تم تحريف القصة للتعلية من شأن الرجل من قبل رجال الدين البدو الرعاة ) . وإذا علمنا أن الوحى موجة بثية ككل الإيحاءات ليس عربيا ولا أعجميا ولايخضع نظامه لثنائية جنسية ذكرية أو أنثوية ولكون اللغة البشرية اللسانية ما هى الا نتاج مفاعلات العقل حين نزوله عالم الواقع ونظرا لأن المخاطب الأول تهذيبا وأمرا ووصايا , ومعصية وندما وتوبة هو رجل ذكر أى ادم فانعكس هذا على بنية اللغة كونها ترجمانا واقعيا للوحى أى كونها لسان الفم المعبر عن لسان الحال فجاءت مصدرة ومصطبغة ومغلبة بالذكورية الآدمية . لقد وجدنا أن المرأة فى كل التراث الدينى أقرب إلى الرحمن بالطبيعة و( أعز من الكبريت الأحمر ) وإيذاؤها أكبر جرما من إيذاء نبى والمرأة كأم مقدمة لدى الله حقوقا وعقوقا على الرجل الأب ورمى المحصنة الغافلة أشد من رمى المحصن ويستوجب اللعائن والعذاب وقتل المرأة وسلبها أشد وأبشع وأنكر وضرب الفتاة ولو تأديبا أظلم وأنكر من ضرب الصبى وإيقاع الأذى النفسى على المرأة وبالذات الحامل والمرضع والمربية ينتقل جينيا وبرمجيا إلى الجيل الثانى وتقاس الحضارات ورقى طبائعها بمعاملتها للمرأة . لهذا فالذى يخاطب وينبغى مخاطبته بــ ( ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ) وهو خطاب ذكورى بمتكلمه وبضمائر مخاطبيه ، هم الرجال ومن التجاوز والعبث مخاطبة النساء بذلك لأن طبيعتهن الرحمة ولأنهن هن المظلومات والمطلوب رحمتهن و ( ما أهانهن الا لئيم ) بل هن محط غايات خطاب الرجل . إن المرأة نفحة ربانية فكما أن النص يقول للرجال ( اعبدوا الله واتقوا الله ) فأيضا يقول لهم اتقوا الله فى الأرحام والخطاب للرجال لأنهم ببساطة منطقية الطرف المراد تهذيبه , لذلك منطق القرآن ذكورى لا للتغليب ولا للتشريف بل للتكليف فحسب . تماما كما نقول : لماذا يؤخذ الفتيان الى المستشفى ويعطون وصفات الدواء والمواعظ الصحية والإرشادات وتهمل الفتيات ؟ هل لأن الطبيب يحب الفتيان ؟ كلا . بل لأنهم وحدهم المرضى لا الفتيات . مرض الفتيان يعدى ولا يحتمل ومرض الفتيات جاء بالتبع وهو غير معد ويحتمل . لذلك حين فسد الرجل فسدت الدنيا ( وإذا فسد العالم فسد العالم ) . وحين افترى على الصادق الأمين وقيل ( أكثر أهل النار النساء ) كانت كذبة رخيصة وتصحيحها ( بالصدق والأمانة ) أن ( أكثر أهل النار الرجال ) حتى إن امرأتى لوط ونوح هما اثنتان قبال من كذبهما من آلاف الرجال فقال القرآن بشأنهما ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط ...فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) ( التحريم : 10 ) كانتا مثلا للذين كفروا ودخلتا النار مع الداخلين لا مع الداخلات ليس لتغليب ضمير الذكور بل لأن الذكور هم المعنيون أساسا والمرأة أمرها هين فالرجال أكثر أهل النار بلغة القرآن الذكورية وموازينه وبمنطق التاريخ وبالإحصائيات البينة بأن الرجال هم من قتل وذبح واغتصب وهدم ونسف واجتاح وأغار وفجر واستباح وأفسد وسفك الدماء وبأن قيادات الحروب وزعماء البطش هم رجال ، ساسة ، وقادة ، وتيجان وأباطرة وعنصريون وساديون وارباب الحاد ونظم إفساد . فكر فى رمز إجرام وسيقفز لك مباشرة اسم رجل . وفكر فى نفس قتلت 42 مليون نفسا ، 22 مليون ، 7 ملايين ، 5 ملايين ، 3 ملايين ... فنازلا ، وهى أرقام حقيقية وموثقة عالميا فلن يخرج لك الا أسماء رجال . كل طغاة العصور الذين اجتاحوا البلدان والذين قتلوا الأطفال وأبادوا الشعوب البدائية والمتحضرة وارتكبوا جرائم الحرب واغتصبوا النساء وهشموا جماجم الأطفال وطوروا أسلحة جهنم للفتك الشامل وخربوا الطبيعة وقرصنوا ونشروا الدعارة والمخدرات والربا والخمور وتاجروا بالبشر وحولوا النساء إلى إماء للجنس والذين قتلوا آلاف الأنبياء والصديقين ونصبوا المشانق وطاردوا المفكرين والأحرار والنساء بعنوان الهرطقة والسحر والذين باسم الدين قاموا بأبشع الجرائم ففتشوا الضمير وخربوا الإيمان ، والكفار والمنافقون والكهنة الكذابون والذين جعلوا من أنفسهم آلهة تعبد وكل المستكبرين ... كلهم , كلهم رجال , حتى أنك لن تجد مصطلح ( ديكتاتورات , مستبدات , جلادات , مغتصبات ... الخ ) . ولأن الرجل هو الذى أفسد وسفك الدماء وهو الذى ينبغى إرجاعه لجادة السلام بترك الإفساد وسفك الدماء فبعث له رسلا وأنبياء من جنسه ( وما أرسلنا من قبلك الا رجالا نوحى اليهم من أهل القرى ) ( يوسف : 109 ) وقد قتل الكثير منهم شر قتلة مع قوتهم ورجولتهم فما بالك لو بعث الله نساء لما قتلن فحسب بل تم اغتصابهن من قبل المتوحشين الفجار وجعلهن يحملن سفاحا ولما أنصت الرجال لغرورهم لهن ولما ناسبت لهم أن تهديهم عن قسوتهم وتديرهم وتدبرهم فهم بحاجة لقوة أقوى منهم تعلمهم الرحمة والسلام . فلذلك ما أرسل الله الا رجالا ولو أرسل ملاكا لجعله أيضا رجلا , يحاورهم ويقارعهم ويجالسهم ويجادلهم ويتحمل استهزاءهم وأذاهم وحتى قتلهم وصلبهم ورجمهم له . فخطاب القرأن معظمه تقريعات وهداية سلوك وهذه خطابات موجهة للرجال خاصة . أما معارفه وقصصه وعبره وعلومه فهى للجميع فإذا استمع الرجل وأطاع فالمرأة مفروغ منها لأنها أسمع و اطوع وأسكن وأرحم وأقل شرورا . لذلك تجد أنه إذا اسلم الرجل أسلمت امرأته وبناته ، وليس العكس صحيحا ، ليس لأنها تابع وأقل عقلا بل لأنها ألين وأسهل عريكة وأكثر تواضعا ورحمة وأقرب فطرة , وأخف شرورا وغرورا وعزة بإثم واستعلاء واستكباراً وطغياناً . هذا كله بحسب الطبيعة والمشاهدة , ووجود استثناءات نسائية شاذة وجبارة هنا وهناك لا تخل بالقاعدة المحكمة المنسابة عبر التاريخ . فالقرآن لم يساوى النساء بالرجال . بل ميز الرجال بالخطاب ( الهدائى التقريعى التهذيبى ) لأن النساء أفضل ، وخاطب الرجل بألا يظلم المرأة ويعطيها حقوقها ليس لأنه المقرب من الإله والاشرف ليخاطبه , بل لأنه الذى يعتدى ويستأثر ويتجاوز على الحقوق ويظلم ويتميز بالقوة وبهرمونات العنف وبحب السيطرة . فعاجله ليعالجه بألا يظلم المرأة ويؤتيها حقوقها كما فى سورة النساء التى تتكلم عن النساء ولكن بخطاب موجه للرجل , حتى آية الإرث تتكلم للرجال بضمير المخاطب وعن النساء بضمير الغائب ( إن لم يكن لكم ولد / إن لم يكن لهن ولد ) لأنها المهضومة الحق وهو الهاضم . سورة النساء كعينة اختبار , بل كأدل نموذج للخطاب القرآنى , لفحص ذكوريته بثنايا سورة المفروض أن تكون خاصة بالنساء وحدهن , فاذا بنا نجد العكس تماما , أنها كلها خطاب للرجال لتسديدهم فى معتركهم ولتقليم أظافرهم وتهذيب رعوناتهم تجاه النساء فمنذ أول آية خاطبتهم ( واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ) والأرحام هن النساء ( وآتوا اليتامى أموالهم ) ( وان خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) وهى آية حقوقية اسىء توظيفها وتفسيرها ( وآتوا النساء صدقاتهن ...) وهكذا ... الخ . وأخيرا .... فنحن نشكر كل من قال نعم فى الاستفتاء الأخير ونخص بالشكر أم نعيمة لأنها قالت نعمين .
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎