قال تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾
روايات في أن القرأن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة عليهم السلام:
عن جابر عن أبي جعفر (ع)، قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء.
وعنه عليه السلام، قال: ما من أحد من الناس إدعى أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذب وما جمعه وحفظه كما أنزله إلا علي إبن أبي طالب والأئمة من بعده.
عن أبي الصباح قال: قال أبو عبد الله (ع): إن الله علم نبيه (ص) التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله (ص) علياً (ع).
إذن لا يجمع القرآن غيرهم عليهم السلام فالقرآن والعترة لن يفترقوا أبدا وهم الثقلين. أخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق ابن سيرين، قال: قال علي لما مات رسول الله (ص): آليت أن لا آخذ علي ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته).
فالقرآن لا يمسه إلا المطهرون فكيف جمعه وكتابته؟!!. والمطهرون هم محمد وآل محمد عليهم السلام كما جاء في آية التطهير ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾.
إن أهل البيت أمروا شيعتهم أن يقرؤوا القرآن كما يقرأ الناس وجعلوا غاية لذلك وهي قيام القائم في آخر الزمان ومجيئه، روى الكليني: (.. عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) وأنا أستمع حروفًا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله (ع): (كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع). وقال: أخرجه علي (ع) إلى الناس حين فزع منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله أنزله [الله] على محمد وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدًا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه).
وروى جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " إذا قام قائم آل محمد عليه السلام ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزل الله جل جلاله فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لأنه يخالف فيه التأليف ". وها قد ظهر قائم آل محمد عليهم السلام فأكيد أنه سيقرأ القرآن كما أنزله الله على محمدٍ (ص) وجمعه عليٍ (ع)، فيكون بذلك أصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف كما حدثتنا الرواية.
تاريخ جمع القرآن:
إنقسموا أبناء العامة من الأمة الإسلامية وإختلفوا في تاريخ جمع القرآن وكيفية جمعه ومن كان المبادر الأول في جمعه.
حيث إنقسموا الى عدة أقسام:
القسم الأول: القائلون بأن القرآن جمع في عهد النبي (ص).
فأصحاب هذا القول أدركوا شنيع قول أن القرآن لم يجمع في عهد النبي وأنه (ص) توفي والقرآن مختلف فيه ولم يجمع بإشرافه، فذهبوا الى أن القرآن كان مجموع في عهده (ص).
القسم الثاني: قالوا بأن القرآن جمع في عهد الخليفة الأول أبا بكر.
وهذا القول يفترض أ ن القرآن لم يكن قد جمع في زمن رسول الله ويضرب بالتالي ما روي عن زيد بن ثابت عرض الجدار، ذلك أن زيدًا يقول بأنه وغيره من المسلمين كانوا يؤلفون القرآن من الرقاع في زمن النبي (ص)، في حين أن هذا القول يذهب إلى أن أول من قام بجمع القرآن في الرقاع والصحف هو أبو بكر فكيف الجمع بين القولين بربكم ؟!
لم يسلم أصحاب هذا القول من الإختلاف أيضا فمنهم من قال:
أن القرآن جمع بإقتراح من عمر وبأمر من أبا بكر لكن بمباشرة زيد بن ثابت لذلك.
أما الآخرون فقالوا بأن أبا بكر هو من إقترح جمع القرآن بنفسه.
ومنهم من قال أن الجمع تم بإقتراح زيد.
القسم الثالث: قالوا بأن القرآن جمع في عهد الخليفة الثاني عمر.
يستند أصحاب هذا الرأي على عدة مرويات في موضوع جمع القرآن والتي تدل على أن القرآن لم يجمع في عهد أبا بكر. روى ابن سعد في طبقاته عن ابن سيرين أنه قال: (مات أبو بكر ولم يجمع القرآن). وأخرج ابن حجر والمتقي الهندي والسيوطي: (عن الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله، فقيل: كانت مع فلان وقتل يوم اليمامة، فقال إنا لله، وأمر بالقرآن فجمع، فكان أول من جمعه في المصحف).
القسم الرابع: قالوا بأن القرآن جمع في عهد الخليفة الثالث عثمان.
أما هذا الفريق فيأخذ بالمرويات التي تدل على أن الجمع حدث في عهد الخليفة الثالث عثمان، حيث يروى محمد بن سعد في طبقاته الكبرى: (أخبرنا عارم بن الفضل، قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين، قال: قتل عمر ولم يجمع القرآن). (عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: إن أول من جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمان بن عفان، ثم وضعه في المسجد فأمر به يقرأ كل غداة) وهو واضح في نفي الجمع بالمطلق عن عمر بن الخطاب أو حتى عن أبي بكر.
كل رواية تدل على أن الخليفة السابق لم يجمع القرآن في عهده إنما جمع القرآن في عهد الخليفة اللاحق!!!
طريقة جمع القرآن:
أما عن طريقة جمع القرآن فقالوا فيها، عن هشام بن عروة قال: (لما استحر القتل بالقراء فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد فمن جاءكم بشاهدين على شيء من القرآن من كتاب الله فاكتباه). فكانت منهجية جمع القرآن هو فقط قبول الآيات التي يشهد عليها شاهدين بنزولها، فلم يكن من الشروط نزاهة وعدالة الشاهدين. والأدهى أن المرويات التي تروي عن الجمع في عهد عثمان تبين أنه كان يأخذ بالآية ولو كان عليها شاهد واحد فقط ومن دون النظر الى عدالته.
لكن عندما نراجع التاريخ والمرويات نرى أن زيد خالف منهج الجمع الذي وضعه أبا بكر وعمر. يقول زيد: (فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" حتى خاتمة براءة ..). فأثبت زيد هذه الآية رغم وجود شاهد واحد فقط عليها بينما نرى زيد لا يقبل من بعضهم تطبيقاً للقانون الذي رسمه، قال السيوطي: (أخرج ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد، قال: أول من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيد .. وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها، لأنه كان وحده).
الآن ظهر أن الإختلاف ليس فقط في من الذي جمع القرآن بل تعدى إلى طريقة جمع القرآن فلا يكادون يرسون على بر !!!
إذا كان كذلك فهل هناك إختلاف أيضا في قراءة القرآن بغض النظر عن من جمعه وكيف جمعه ؟ّ!!!
الجواب: نعم.
تاريخ نشأة الاختلاف في القراءات:
لقد بدأ الإختلاف في القراءات من زمن الرسول (ص) وكما ورد عنه (ص) أنه نهى عن الإختلاف في قراءة القرآن الكريم لكن من تًسمع؟ ومن تعض؟ أتعض أمة إتخذت من الإختلاف أداة لبلوغ مقاصدها الدنيوية. أتعضُ أمة أهملت الثقلين وأخذت بآراء أناس غير معصومين ولم ينصبوا من قبل الله؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الرسول (ص): (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال: فمن)
وروى مسلم فقال: (.. حدثنا أبو عمران الجوني قال: كتب إلى عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلى رسول الله يومًا، قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب).
كما هو واضح من الروايتين:
الأول: اختلاف القراءة يؤدي إلى الاختلاف في القرآن وهو منهي عنه.
الثاني: التحذير من إتباع سنن الماضين وهلاكهم بنفس السبب.
لكن نجد من كتب العامة ومن كتب التاريخ ما يثبت أن منشأ الإختلاف في القراءات هم الصحابه فتوجد هناك مرويات من كتب العامة ما يثبت ذلك:
- أن من أراد أن يقرأ القرآن غضًا طريًا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
- وأن أبي بن كعب كان أقرأ الصحابة.
- وخير أمة محمد الذي أعز الله به الإسلام هو عمر وكانت له قراءة أيضًا.
- وعائشة التي فضلها على بقية النساء كفضل الثريد كانت لها قراءة.
- وحبر الأمة ابن عباس له قراءة أيضًا.
- وعثمان يجمع المصحف وله قراءة تخالفه.
- ولغيرهم من الصحابة الذين رضي الله عنهم كلهم كما يقولون قراءة كذلك.
وقد احتوت كتب الصحاح عندهم والمسانيد والتفسير والسير وغيرها هذه القراءات بشكل يصعب استقصاؤه جدًا.
ثم إن هذه القراءات مختلفة فيما بينها وفي أوجهها اختلافًا ذريعًا، وقد أوصل أبو عمرو الداني أوجه الاختلاف بينها إلى ثمانية عشر وجهًا، كان منها: الاختلاف في الزيادة والنقصان، وتغيير لفظ بدل آخر، والإثبات والحذف، والتقديم والتأخير، والتوحيد والجمع،والتشديد والتخفيف، وتغيير الإعراب والحركات والصرف واللغات.
ولكي نثبت ما تقدم بأمثله على إختلاف القراءات عند الصحابة، سأسرد لكم أربعة أمثلة من العديد الأمثلة الكثيرة الموجودة في كتب العامة:
قرأ عمر بن الخطاب الآية الكريمة: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْم الْجُمُعَةِ فاسْعَوْا إَلى ذِكْر اللَّهِ﴾، قرأها: (فامضوا إلى ذكر الله).
قرأ أبي بن كعب الآية الكريمة: ﴿فمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ﴾، قرأها: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن إلى أجل مسمى).
قرأ عبد الله بن مسعود الآية الكريمة: ﴿وَ كَفى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتَال﴾، قرأها: (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي).
وقرأ أيضا هذه الآية الكريمة: ﴿ لا يَنَال عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، قرأها: (لا ينال عهدي الظالمون).
فبعد هذه الأمثلة، نرى أن الإختلاف في القراءات فيها الزيادة والنقصان وتغيير في الإعراب والتقديم والتأخير والى آخره.
كم هو عدد القراءات ومن هم قراؤها:
كثيرة جدًا هي القراءات. وليس بخاف أن مشكلة كثرة القراءات واختلافها سرعان ما حدثت بعد رحلة الرسول الأكرم كما تبين، فكانت قراءة أبي وابن مسعود وعمر وابن عباس وعثمان وزيد وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري وعائشة وحفصة وغيرهم، ثم بعد جمع عثمان وفي زمن الأمويين بعده كثرت القراءات وصارت تعرف بأسماء أصحابها في أمصار الإسلام المختلفة. وكان في العهد الأموي أن السلطة الأموية وحدت الناس على قراءة القراء المعتبرين عند الناس وعند السلطة، ورفضوا أن ينسخ أو يقرأ المصحف (بالنقط والحركات والهمز) بالقراءات الأخرى فقبلوا سبع ورفضوا الأخرى. حيث أوردت بعض الكتب 14 قراءة بل هي أكثر مع حساب أسماء الصحابة الذين أوردتهم أنفاً.
وقال ابن الجزري: (أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام، وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئًا مع هؤلاء السبعة .. وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط).
من هم القراء السبعة:
القراء السبعة هم جماعة من التابعين وتابعي التابعين، كانت لهم قراءات كما هو شأن عشرات بل مئات القراءات الأخرى، إلا أن جمع ابن مجاهد لها كما سمعنا واقتصاره عليها استغله البعض وأضفى على السبعة المجموعة قدسية راحت تتعاظم يومًا فيومًا، حتى قيل اليوم بترول الوحي بها وأن رسول الله(ص) قد قرأ بها وأباحها لأمته. ونحن في الوقت الذي نطالب فيه هؤلاء بتقديم دليلهم على هذا نرى أن القراءات السبعة لا تخلو واحدة منها من ملاحظة في سندها، فضلا عن ادعاء تواترها.
القراء وهم:
أما ما نسمعهم من ورش وحفص وغيرهم فهم رواة لهؤلاء القرآء.
إنتقادات مِن مَن جمع القراءات في سبع على القراءات:
فيما يأتي أمثلة من انتقادات وجهها ابن مجاهد على قراءة القراء السبعة ليوجه صفعة لمزعومة أﻧﻬا وحيًا نازلا من الله وتواترت عن نبيه وينهيها إلى الأبد، أو يقولون بجهل جامعها في نقده لها فإذن حري بالمسلم أن لا يعتمد قول الجاهل في فعله كله. وهذه بعض النماذج في كتابه "السبعة":
ولم أذكر أمثلة على وصمات القراءات لغير وصمه أخطاء في اللغة العربية، لضيق المقام.
مَن المقدس عندهم القراءات أم قواعد اللغة !!
يطالعنا بعض المتفيهقين اليوم بإضفاء قدسية كبيرة على بعض الأمور التي لا يتورعون بتكفير من خالفها، وقد يستغرب القارئ إذا ما سمع أن أحد هذه الأمور هي قواعد اللغة والقراءات.
وعلى هذا الأساس لنا أن نتساءل: إذا ما تخالف الاثنان المقدسان فمن تقدمون ؟ هل تحتفظون للغة بقواعدها وتخطئون القراءة، أم العكس ؟! أما أن يبقى الأمران مقدسين عند الاختلاف فهذا ما لا يقول به عاقل، ومن ثم لو قابلنا بين قارئ كبير ونحوي كبير فمن قوله مقدس بنظر أهل العامة ؟؟
الخلاصة من أقوال الإمام أحمد (ع):
"والخلاصة: إنّ القول بالتحريف لا يعدو القول بالنقصان أو بتغيير بعض الكلمات اعتماداً على الروايات التي وردت عن المعصومين (ع) وعن بعض الصحابة. وكلاهما - أي النقصان وتغير بعض الكلمات - لا يقدح بكون الذي بين أيدينا قرآناً، حيث إنّ القول بالنقصان يعني أن الذي بين أيدينا بعض القرآن، فلا إشكال في أنّه من الله سبحانه.
أمّا القول بتغير بعض الكلمات مثل : (أمة بـ أئمة)، و (اجعلنا بـ اجعل لنا)، و (طلح بـ طلع)، فهو شبيه بالقول بالقراءات السبعة أو العشر التي لاقت القبول من جميع المسلمين اليوم، وهم لا يخطّئون من يقرأ بأي منها مع اختلاف بعض الكلمات من قراءة إلى أخرى، سواء باللفظ أو بالمعنى.
هذا والحمد لله الذي رزقنا ذكره ومنّ علينا بكتابه الكريم وقرآنه العظيم، والحمد لله وحده."
ملاحظة: المحاضرة من كتاب ماذا جرى على القرآن.
روايات في أن القرأن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة عليهم السلام:
عن جابر عن أبي جعفر (ع)، قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء.
وعنه عليه السلام، قال: ما من أحد من الناس إدعى أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذب وما جمعه وحفظه كما أنزله إلا علي إبن أبي طالب والأئمة من بعده.
عن أبي الصباح قال: قال أبو عبد الله (ع): إن الله علم نبيه (ص) التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله (ص) علياً (ع).
إذن لا يجمع القرآن غيرهم عليهم السلام فالقرآن والعترة لن يفترقوا أبدا وهم الثقلين. أخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق ابن سيرين، قال: قال علي لما مات رسول الله (ص): آليت أن لا آخذ علي ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته).
فالقرآن لا يمسه إلا المطهرون فكيف جمعه وكتابته؟!!. والمطهرون هم محمد وآل محمد عليهم السلام كما جاء في آية التطهير ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾.
إن أهل البيت أمروا شيعتهم أن يقرؤوا القرآن كما يقرأ الناس وجعلوا غاية لذلك وهي قيام القائم في آخر الزمان ومجيئه، روى الكليني: (.. عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) وأنا أستمع حروفًا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله (ع): (كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع). وقال: أخرجه علي (ع) إلى الناس حين فزع منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله أنزله [الله] على محمد وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدًا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه).
وروى جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " إذا قام قائم آل محمد عليه السلام ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزل الله جل جلاله فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لأنه يخالف فيه التأليف ". وها قد ظهر قائم آل محمد عليهم السلام فأكيد أنه سيقرأ القرآن كما أنزله الله على محمدٍ (ص) وجمعه عليٍ (ع)، فيكون بذلك أصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف كما حدثتنا الرواية.
تاريخ جمع القرآن:
إنقسموا أبناء العامة من الأمة الإسلامية وإختلفوا في تاريخ جمع القرآن وكيفية جمعه ومن كان المبادر الأول في جمعه.
حيث إنقسموا الى عدة أقسام:
القسم الأول: القائلون بأن القرآن جمع في عهد النبي (ص).
فأصحاب هذا القول أدركوا شنيع قول أن القرآن لم يجمع في عهد النبي وأنه (ص) توفي والقرآن مختلف فيه ولم يجمع بإشرافه، فذهبوا الى أن القرآن كان مجموع في عهده (ص).
القسم الثاني: قالوا بأن القرآن جمع في عهد الخليفة الأول أبا بكر.
وهذا القول يفترض أ ن القرآن لم يكن قد جمع في زمن رسول الله ويضرب بالتالي ما روي عن زيد بن ثابت عرض الجدار، ذلك أن زيدًا يقول بأنه وغيره من المسلمين كانوا يؤلفون القرآن من الرقاع في زمن النبي (ص)، في حين أن هذا القول يذهب إلى أن أول من قام بجمع القرآن في الرقاع والصحف هو أبو بكر فكيف الجمع بين القولين بربكم ؟!
لم يسلم أصحاب هذا القول من الإختلاف أيضا فمنهم من قال:
أن القرآن جمع بإقتراح من عمر وبأمر من أبا بكر لكن بمباشرة زيد بن ثابت لذلك.
أما الآخرون فقالوا بأن أبا بكر هو من إقترح جمع القرآن بنفسه.
ومنهم من قال أن الجمع تم بإقتراح زيد.
القسم الثالث: قالوا بأن القرآن جمع في عهد الخليفة الثاني عمر.
يستند أصحاب هذا الرأي على عدة مرويات في موضوع جمع القرآن والتي تدل على أن القرآن لم يجمع في عهد أبا بكر. روى ابن سعد في طبقاته عن ابن سيرين أنه قال: (مات أبو بكر ولم يجمع القرآن). وأخرج ابن حجر والمتقي الهندي والسيوطي: (عن الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله، فقيل: كانت مع فلان وقتل يوم اليمامة، فقال إنا لله، وأمر بالقرآن فجمع، فكان أول من جمعه في المصحف).
القسم الرابع: قالوا بأن القرآن جمع في عهد الخليفة الثالث عثمان.
أما هذا الفريق فيأخذ بالمرويات التي تدل على أن الجمع حدث في عهد الخليفة الثالث عثمان، حيث يروى محمد بن سعد في طبقاته الكبرى: (أخبرنا عارم بن الفضل، قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين، قال: قتل عمر ولم يجمع القرآن). (عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: إن أول من جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمان بن عفان، ثم وضعه في المسجد فأمر به يقرأ كل غداة) وهو واضح في نفي الجمع بالمطلق عن عمر بن الخطاب أو حتى عن أبي بكر.
كل رواية تدل على أن الخليفة السابق لم يجمع القرآن في عهده إنما جمع القرآن في عهد الخليفة اللاحق!!!
طريقة جمع القرآن:
أما عن طريقة جمع القرآن فقالوا فيها، عن هشام بن عروة قال: (لما استحر القتل بالقراء فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد فمن جاءكم بشاهدين على شيء من القرآن من كتاب الله فاكتباه). فكانت منهجية جمع القرآن هو فقط قبول الآيات التي يشهد عليها شاهدين بنزولها، فلم يكن من الشروط نزاهة وعدالة الشاهدين. والأدهى أن المرويات التي تروي عن الجمع في عهد عثمان تبين أنه كان يأخذ بالآية ولو كان عليها شاهد واحد فقط ومن دون النظر الى عدالته.
لكن عندما نراجع التاريخ والمرويات نرى أن زيد خالف منهج الجمع الذي وضعه أبا بكر وعمر. يقول زيد: (فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" حتى خاتمة براءة ..). فأثبت زيد هذه الآية رغم وجود شاهد واحد فقط عليها بينما نرى زيد لا يقبل من بعضهم تطبيقاً للقانون الذي رسمه، قال السيوطي: (أخرج ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد، قال: أول من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيد .. وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها، لأنه كان وحده).
الآن ظهر أن الإختلاف ليس فقط في من الذي جمع القرآن بل تعدى إلى طريقة جمع القرآن فلا يكادون يرسون على بر !!!
إذا كان كذلك فهل هناك إختلاف أيضا في قراءة القرآن بغض النظر عن من جمعه وكيف جمعه ؟ّ!!!
الجواب: نعم.
تاريخ نشأة الاختلاف في القراءات:
لقد بدأ الإختلاف في القراءات من زمن الرسول (ص) وكما ورد عنه (ص) أنه نهى عن الإختلاف في قراءة القرآن الكريم لكن من تًسمع؟ ومن تعض؟ أتعض أمة إتخذت من الإختلاف أداة لبلوغ مقاصدها الدنيوية. أتعضُ أمة أهملت الثقلين وأخذت بآراء أناس غير معصومين ولم ينصبوا من قبل الله؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الرسول (ص): (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال: فمن)
وروى مسلم فقال: (.. حدثنا أبو عمران الجوني قال: كتب إلى عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلى رسول الله يومًا، قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب).
كما هو واضح من الروايتين:
الأول: اختلاف القراءة يؤدي إلى الاختلاف في القرآن وهو منهي عنه.
الثاني: التحذير من إتباع سنن الماضين وهلاكهم بنفس السبب.
لكن نجد من كتب العامة ومن كتب التاريخ ما يثبت أن منشأ الإختلاف في القراءات هم الصحابه فتوجد هناك مرويات من كتب العامة ما يثبت ذلك:
- أن من أراد أن يقرأ القرآن غضًا طريًا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
- وأن أبي بن كعب كان أقرأ الصحابة.
- وخير أمة محمد الذي أعز الله به الإسلام هو عمر وكانت له قراءة أيضًا.
- وعائشة التي فضلها على بقية النساء كفضل الثريد كانت لها قراءة.
- وحبر الأمة ابن عباس له قراءة أيضًا.
- وعثمان يجمع المصحف وله قراءة تخالفه.
- ولغيرهم من الصحابة الذين رضي الله عنهم كلهم كما يقولون قراءة كذلك.
وقد احتوت كتب الصحاح عندهم والمسانيد والتفسير والسير وغيرها هذه القراءات بشكل يصعب استقصاؤه جدًا.
ثم إن هذه القراءات مختلفة فيما بينها وفي أوجهها اختلافًا ذريعًا، وقد أوصل أبو عمرو الداني أوجه الاختلاف بينها إلى ثمانية عشر وجهًا، كان منها: الاختلاف في الزيادة والنقصان، وتغيير لفظ بدل آخر، والإثبات والحذف، والتقديم والتأخير، والتوحيد والجمع،والتشديد والتخفيف، وتغيير الإعراب والحركات والصرف واللغات.
ولكي نثبت ما تقدم بأمثله على إختلاف القراءات عند الصحابة، سأسرد لكم أربعة أمثلة من العديد الأمثلة الكثيرة الموجودة في كتب العامة:
قرأ عمر بن الخطاب الآية الكريمة: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْم الْجُمُعَةِ فاسْعَوْا إَلى ذِكْر اللَّهِ﴾، قرأها: (فامضوا إلى ذكر الله).
قرأ أبي بن كعب الآية الكريمة: ﴿فمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ﴾، قرأها: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن إلى أجل مسمى).
قرأ عبد الله بن مسعود الآية الكريمة: ﴿وَ كَفى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتَال﴾، قرأها: (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي).
وقرأ أيضا هذه الآية الكريمة: ﴿ لا يَنَال عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، قرأها: (لا ينال عهدي الظالمون).
فبعد هذه الأمثلة، نرى أن الإختلاف في القراءات فيها الزيادة والنقصان وتغيير في الإعراب والتقديم والتأخير والى آخره.
كم هو عدد القراءات ومن هم قراؤها:
كثيرة جدًا هي القراءات. وليس بخاف أن مشكلة كثرة القراءات واختلافها سرعان ما حدثت بعد رحلة الرسول الأكرم كما تبين، فكانت قراءة أبي وابن مسعود وعمر وابن عباس وعثمان وزيد وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري وعائشة وحفصة وغيرهم، ثم بعد جمع عثمان وفي زمن الأمويين بعده كثرت القراءات وصارت تعرف بأسماء أصحابها في أمصار الإسلام المختلفة. وكان في العهد الأموي أن السلطة الأموية وحدت الناس على قراءة القراء المعتبرين عند الناس وعند السلطة، ورفضوا أن ينسخ أو يقرأ المصحف (بالنقط والحركات والهمز) بالقراءات الأخرى فقبلوا سبع ورفضوا الأخرى. حيث أوردت بعض الكتب 14 قراءة بل هي أكثر مع حساب أسماء الصحابة الذين أوردتهم أنفاً.
وقال ابن الجزري: (أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام، وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئًا مع هؤلاء السبعة .. وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط).
من هم القراء السبعة:
القراء السبعة هم جماعة من التابعين وتابعي التابعين، كانت لهم قراءات كما هو شأن عشرات بل مئات القراءات الأخرى، إلا أن جمع ابن مجاهد لها كما سمعنا واقتصاره عليها استغله البعض وأضفى على السبعة المجموعة قدسية راحت تتعاظم يومًا فيومًا، حتى قيل اليوم بترول الوحي بها وأن رسول الله(ص) قد قرأ بها وأباحها لأمته. ونحن في الوقت الذي نطالب فيه هؤلاء بتقديم دليلهم على هذا نرى أن القراءات السبعة لا تخلو واحدة منها من ملاحظة في سندها، فضلا عن ادعاء تواترها.
القراء وهم:
- عبدالله بن عامر الدمشقي. (نقل ابن حجر عن الهيثم بن عمران قوله: (كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد زمان الوليد بن عبد الملك، وكان يزعم أنه من حمير، وكان يغمز في نسبه.)
- عبدالله بن كثير المكي. (فارسي الأصل)
- عاصم أبن أبي النجود الكوفي. (قال يحيى القطان: ما وجدت رجلا اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ. وقال النسائي: ليس بحافظ.)
- أبو عمرو البصيري. قال ابن حجر: (قال أبو خيثمة: كان أبو عمرو بن العلاء رجلا لا بأس به، ولكنه لم يحفظ).
- حمزة بن حبيب الكوفي. (فارسي الأصل)
- نافع المدني. (قال ابن حجر: (قال الساجي: صدوق اختلف فيه أحمد ويحيى. فقال أحمد: منكر الحديث. وقال يحيى: ثقة).
- الكسائي. (قال الحموي: (علي بن حمزة الكسائي .. كان يديم شرب النبيذ ويجاهر باتخاذ الغلمان الروقة، أي الذين على جانب عظيم من الجمال ..).
أما ما نسمعهم من ورش وحفص وغيرهم فهم رواة لهؤلاء القرآء.
إنتقادات مِن مَن جمع القراءات في سبع على القراءات:
فيما يأتي أمثلة من انتقادات وجهها ابن مجاهد على قراءة القراء السبعة ليوجه صفعة لمزعومة أﻧﻬا وحيًا نازلا من الله وتواترت عن نبيه وينهيها إلى الأبد، أو يقولون بجهل جامعها في نقده لها فإذن حري بالمسلم أن لا يعتمد قول الجاهل في فعله كله. وهذه بعض النماذج في كتابه "السبعة":
- أخطاء في اللغة العربية:
- قال: (قوله: "أنِبْئهم "، كلهم قرأ " أنِبْئهم "بالهمز وضم الهاء، إلا ما حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار عن أصحابه، عن ابن عامر( أنبيهِم ) بكسر الهاء، وينبغي أن تكون غير مهموزة؛ لأنه لا يجوز كسر الهاء مع الهمز؛ فتكون مثل: (عَليهم) و (إَليهم) وزعم الأخفش الدمشقي عن ابن ذكوان بإسناده عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر (أنِبْئهِم) مهموزة، مكسورة الهاء، وهو خطأ في العربية)
- (قوله: "كن فَيَكُونُ"، قرأ ابن عامر وحده" كُن فَيَكُونَ" نصبًا، وهذا خطأ في العربية، وقرأ الباقون رفع).
- ووصم القراءات أيضاً بالوهم
- ووصم القراءات أيضاً بالغلط
- ووصم القراءات أيضاً باللحن
ولم أذكر أمثلة على وصمات القراءات لغير وصمه أخطاء في اللغة العربية، لضيق المقام.
مَن المقدس عندهم القراءات أم قواعد اللغة !!
يطالعنا بعض المتفيهقين اليوم بإضفاء قدسية كبيرة على بعض الأمور التي لا يتورعون بتكفير من خالفها، وقد يستغرب القارئ إذا ما سمع أن أحد هذه الأمور هي قواعد اللغة والقراءات.
وعلى هذا الأساس لنا أن نتساءل: إذا ما تخالف الاثنان المقدسان فمن تقدمون ؟ هل تحتفظون للغة بقواعدها وتخطئون القراءة، أم العكس ؟! أما أن يبقى الأمران مقدسين عند الاختلاف فهذا ما لا يقول به عاقل، ومن ثم لو قابلنا بين قارئ كبير ونحوي كبير فمن قوله مقدس بنظر أهل العامة ؟؟
الخلاصة من أقوال الإمام أحمد (ع):
"والخلاصة: إنّ القول بالتحريف لا يعدو القول بالنقصان أو بتغيير بعض الكلمات اعتماداً على الروايات التي وردت عن المعصومين (ع) وعن بعض الصحابة. وكلاهما - أي النقصان وتغير بعض الكلمات - لا يقدح بكون الذي بين أيدينا قرآناً، حيث إنّ القول بالنقصان يعني أن الذي بين أيدينا بعض القرآن، فلا إشكال في أنّه من الله سبحانه.
أمّا القول بتغير بعض الكلمات مثل : (أمة بـ أئمة)، و (اجعلنا بـ اجعل لنا)، و (طلح بـ طلع)، فهو شبيه بالقول بالقراءات السبعة أو العشر التي لاقت القبول من جميع المسلمين اليوم، وهم لا يخطّئون من يقرأ بأي منها مع اختلاف بعض الكلمات من قراءة إلى أخرى، سواء باللفظ أو بالمعنى.
هذا والحمد لله الذي رزقنا ذكره ومنّ علينا بكتابه الكريم وقرآنه العظيم، والحمد لله وحده."
ملاحظة: المحاضرة من كتاب ماذا جرى على القرآن.
Comment