إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حوار قصصي مبسط حول الدعوة اليمانية:الحلقة الرابعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المهتدي
    عضو جديد
    • 10-02-2009
    • 6

    حوار قصصي مبسط حول الدعوة اليمانية:الحلقة الرابعة

    [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
    الحلقة الرابعة
    وقد حلّ الليل وواثق واخوه محمود متهيآن لسماع حديث ابيهما،وما أن انتهوا من العشاء وجلسوا قليلاً،فقال واثق لابيه يا ابت أني بانتظار حديثك الشيّق الذي قد ملأ قلبي محبّة لأهل البيت(ع)،والذي كشف لي حقائق كبيرة تؤكّد لي عظمة أهل البيت(ع) الذين لم يفهم الناس الذين يعدّون من أهل الاختصاص هذه المعاني الكبيرة الراقية.
    الأب: نعم يا بني فإنّ أهل البيت(ع) لم تفهم كلامهم الناس،وهذا أمر لطالما عانى منه أهل البيت(ع) ولقد أشاروا الى هذه الحقيقة في أحاديثهم.
    الأب:اُريد الليلة يا وَلدي أن اضيف لكما حقيقة أُخرى تظمانها الى الحقائق السابقة،وإن انتهينا هذه الليلة منها نشرع في بيان حقيقة جديدة، والحقيقة التي اُريد ان ابينها اليوم لا افصح عنها الآن ،بل اريد منكما استخلاصها من نهاية كلامي،لكن ارجو منكما الالتفات جيداً.
    واثق ومحمود:نحن كلنا اُذن صاغية لحديثك يا أبتاه.
    الأب: روى الشيخ النعماني في كتابه الموسوم بالغيبة، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال: النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال : وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج الفتاة من خدرها).(1).
    وروى أيضاً: عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال(قلنا له : السفياني من المحتوم ؟ فقال : نعم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، والقائم من المحتوم ، وخسف البيداء من المحتوم ، وكف تطلع من السماء من المحتوم ، والنداء من السماء . فقلت : وأي شئ يكون النداء ؟ فقال : مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه (ع).(2).
    وروى أيضاً: عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، قال :كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (ع) فجرى ذكر السفياني ، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر : هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال : نعم . قلنا له : فنخاف أن يبدو لله في القائم . فقال : إن القائم من الميعاد ، والله لا يخلف الميعاد).(3).
    وجاء أيضاً،عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : خروج السفياني من المحتوم ؟
    قال : " نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها محتوم ، واختلاف بني العباس في الدولة محتوم ، وقتل النفس الزكية محتوم ، وخروج القائم من آل محمد محتوم).(4).
    وجاء أيضاً، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : خروج السفياني من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، وأشياء كان يقولها من المحتوم . فقال أبو عبد الله عليه السلام : واختلاف بني فلان من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم.(5).
    وجاء عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج القائم من المحتوم .(6).
    الأب:اُبين لكما يا ولَدي عدّة حقائق :
    الحقيقة الاولى:إنّ الروايات التي ذكرت علامات ظهور الامام المهدي(ع)،ذكرت هناك علامات حتمية لظهوره الشريف،ومعنى كونها حتمية،بمعنى لا يحصل فيها البَداء،وهذا ما أكدته الروايات التي ذكرتها الآن لكما؛ولذا جاء في الرواية الثالثة قوله (ع): إن القائم من الميعاد ، والله لا يخلف الميعاد).فأمر القائم وظهوره لابدّ منه،ومن هنا جاءت الروايات تؤكد هذه الحقيقة ببيان لا غبار عليه.
    الحقيقة الثانية:هذه الروايات التي ذكرتها لكم ويوجد غيرها أيضاً تركت ذكره للإختصار،إنّما جاءت لتبين العلامات التي تسبق ظهور الإمام المهدي(ع)،فكل ماجاء فيها علامات سابقة على الظهور المقدّس للإمام المهدي(ع).
    الحقيقة الثالثة:إذا كانت الروايات تبيّن العلامات الحتمية التي تسبق ظهور الإمام المهدي(ع)، ومن المعروف عند الناس أن لفظ القائم عندما يطلق ينصرف للإمام المهدي(ع)،ومن هنا من حقكما القول يا ولَدي:إذن يكون ظهور القائم ـ الذي هو الإمام المهدي(ع) بحسب ما ينصرف من لفظ القائم عندهم ـ علامة لظهور القائم!!
    هل هذا واضح يا محمود؟
    محمود: نعم،لكن كيف يكون ذلك يا أبي؛إذ كيف يكون القائم علامة لظهور القائم،هذا أمر غريب جدّاً!
    الأب:ماذا تقول يا واثق؟
    واثق:أبي لا يمكن ذلك؛لأنّ الروايات انّما جاءت لتبين العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(ع)،فكيف تجعل ظهوره من علامات ظهوره؟!
    الأب:أحسنتما وأنا ايضاً معكما فيما تقولانه،لكنكما لو نظرتما الى الرواية الاولى لبانت لكما الحقيقة،حيث أنّ الرواية الاولى لا تختلف عن بعض البواقي الّا بشيء واحد،وهو أنّها ذكرت اليماني بدل القائم.
    تأمّل في الرواية الاولى يا واثق وانت يا محمود،فساعيدها عليكما:عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال: النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال : وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج الفتاة من خدرها).
    الأب: هل اتضح لكما ما اردت بيانه؟
    واثق ومحمود:نعم صحيح با أبتي.
    الأب:من هنا سيرتفع الإشكال المتقدّم الذي بينتماه،ويكون رفعه بهذا البيان،وهو:إن القائم واليماني هما اسمان لشخص واحد،ففي الرواية الاولى قالت اليماني من المحتوم،وفي الروايات الباقية قالت القائم من المحتوم،وهما تعبيران يشيران الى شخص واحد،فيكون خروج ذلك الشخص أمرٌ لابدّ منه ومن المحتومات التي لا تتبدّل،وهذا الشخص تارة يسمّى القائم واُخرى يسمّى اليماني.
    الأب:فهل وصلت اليكما هذه الحقيقة؟
    واثق ومحمود: نعم يا أبتاه،ولكن لو أكدتها أكثر فلك منّا خالص الشكر.
    الأب:سوف أدخل لكما في موضوع جديد يؤكد هذه الحقيقة،وتثبت لكما أنّ اليماني هو نفسه القائم،فلاحظا يا ولَدي: روى ابو بصير،عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل).(7).
    فهذه الرواية ـ وغيرها أيضا ًـ تؤكد أنّ كل راية ترفع قبل قيام القائم هي راية ضلال،ومن الواضح عند كل انسان ان اليماني يظهر قبل الإمام المهدي (ع) كما هو المستفاد من كلام أهل البيت(ع)؛ولذا قال الشيخ الكوراني:فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه.(8).
    وقال في معجم أحاديث الإمام المهدي(ع):أقول:يظهر من أحاديث اليماني أن دوره في ظهور الامام (ع) رئيسي.(8).
    فإذا اتضح لكما يا ولدي أنّ اليماني يخرج قبل الإمام المهدي(ع)،والذي وصف الإمام الباقر رايته بقوله وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم).(9).
    افهل تكون راية اليماني التي هي اهدى الرايات عند آل محمد (ع) والتي تظهر قبل الامام المهدي (ع) راية ضلال وصاحبها طاغوت يعبد من دون الله؟!
    فان فسرنا القائم في هذه الروايات بالامام المهدي(ع) نفسه يتعين عليه الاجابة بأنها ـ أي راية اليماني ـ راية ضلال ،وبهذا نخالف نص كلام الامام الباقر(ع) الذي يقول في اليماني ( وليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني ،هي راية هدى ،لأنه يدعو الى صاحبكم....).
    وان فسرنا اليماني (ع) بنفس القائم فسيرتفع الإشكال؛اذ تكون كل الرايات قبل راية اليماني- الذي هو القائم - راية ضلال وصاحبها طاغوت يعبد من دون الله طبقاً لما ورد عن اهل البيت (ع).
    الأب:هل استطعت ان اُصل الفكرة اليكما؟
    واثق ومحمود:أحسنت يا أبي،فلقد اتضحت الفكرة ببركة محمد وآله الطاهرين.
    الأب:الآن أُريد محمود يلخص لي الفكرة والحقيقة التي انتهينا اليها.
    محمود:بالخدمة يا ابتي،خلاصة ما انتهينا اليه،أنّ القائم واليماني شخصية واحدة،وإلّا يلزم التناقض في كلام أهل البيت(ع) وحاشاهم من ذلك؛لأنّهم المعصومون الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً،فهم معصومون في القول والعمل،فلا يصدر منهم الّا الكلام الحكيم الذي يسلّم له كل إنسان صاحب فطرة سليمة وكان مواليأً لهم مقتفياً أثرهم ،ولو لم يكن سواء هذه الحقيقة التي اتّضحت لنا الآن لكفت دليلاً على عصمتهم وعمق كلامهم.
    الأب:أحسنت يا محمود وأسأل الله لك دوام التوفيق.
    الاب:أمّا انت يا واثق ،فأريد منك توضيح الحقيقة التي وصلنا اليها في هذه الحلقات الاربعة.
    واثق:سمعاً وطاعة يا أبتي،خلاصة النتيجة التي انتهينا اليها في الحلقات الاربعة هي:أنّ هناك شخصية تظهر قبل الإمام المهدي(ع) ولها منـزلة عظيمة،كما أن أهل البيت(ع) لكي يحافظوا على هذه الشخصية ولا يدعيها كل أحد بيّنوها ببيان رائع جدّاً،بحيث أنّ كل رواية تنظر الى جهة من هذه الشخصية الواحدة،وهذه الشخصية،هي شخصية المهدي الأول الوارد ذكره في وصية رسول الله(ص)،فأسموه بأسماء مختلفة وكلها تشير اليه،فالمهدي الأول هو نفسه طالع المشرق،وطالع المشرق نفسه اليماني،واليماني نفسه القائم.
    الأب:أحسنتما ياولدي وبارك الله فيكما وجعلكما من انصار الامام المهدي عليه السلام،ففي ذلك خير الدنيا والآخرة.لكن أودّ أن انبهكما على شيء،وهو:أنّ القائم يطلق على الإمام المهدي(ع)أيضاً،فليس في كل رواية يذكر فيها القائم ينصرف ذهنكما الى المهدي الاول(ع) الذي هو ابن الإمام المهدي(ع) كما سيأتي توضيح ذلك،بل قد يراد بالقائم الإمام المهدي القائم بأمر ابيه الإمام الحسن العسكري،كما يطلق على المهدي الأول القائم بأمر أبيه الإمام المهدي محمد بن الحسن عليهما السلام.
    فإلى هنا يا ولدي ننهي حديثنا هذه الليلة ونلتقي غداً على مائدة أهل البيت(ع) بإذنه ومنّه تعالى.والحمد لله أولاً وآخراً.
    مجموعة هوامش الحلقة الرابعة:
    (1)كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني : 262.
    (2) كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني : 265.
    (3)كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني : 314 .
    (4)الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 371.
    (5)الغيبة للشيخ الطوسي : 435.
    (6)الغيبة للشيخ الطوسي : 454.
    (7) ( الكافي :8/295 ، وسائل الشيعة (آل البيت) : 15 / 52، الفصول المهمة في أصول الأئمة : 1 / 451).
    (8) معجم أحاديث الامام المهدي(ع). .(ص: 619).قال الشيخ الكوراني:في معجمه: والمرجح عندنا في الجواب:أن ثورة اليماني تحضى بشرف التوجيه المباشر من الامام المهدي(ع) فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه.وقال في كتابه عصر الظهور: ولكن المرجح ان يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى أنها تحضى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام ، وأنها جزء مباشر من خطة حركته عليه السلام ، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه . ويؤيد ذلك أن أحاديث ثورة اليمانيين تركز على مدح شخص اليماني قائد الثورة وأنه " يهدي إلى الحق " ويدعو إلى صاحبكم " وانه " لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو إلى النار. (ص:147).
    (9) (الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني:264).[/align]
  • ahmed-ahmed1999
    عضو نشيط
    • 21-05-2012
    • 322

    #2
    رد: حوار قصصي مبسط حول الدعوة اليمانية:الحلقة الرابعة

    احسنتم الله يوفقكم
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎