إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أضاءة ثانية : يصلح الله أمره في ليلة واحدة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • الكاظمي
    عضو جديد
    • 10-05-2010
    • 11

    أضاءة ثانية : يصلح الله أمره في ليلة واحدة

    أضاءة ثانية : يصلح الله أمره في ليلة واحدة

    بسم الله الرحمن الر
    حيم

    الحمد لله ربَّ العالمين وصل الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
    وسلم تسليما

    القارئ الباحث المنقب في أحاديث وروايات الرسول الأعظم وأهل البيت
    حول المهدي عليه السلام بما جآئت به كتب الشيعة والسنة على حداً سواء ،سيجد بدون شك أختلافات واضحة وتضارب في كلامهم من حيث الصفات الجسمية ، عمره الشريف في سنة الظهور ، وولادته عليه السلام وجهة ومكان الظهور وأمور أخرى كثيرة ، والتي لا تولد الا الشك والضنون عند القارئ من جهه ومن جهة أخرى تجبرنا الى أختراع تأويلات غير منطقية لمحاولة سد الثغرات في هذا التضارب الواضح .
    ومعاذا الله أن يكون الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم مرادهم هو التضارب في كلامهم وبالتالي أختلاف أمة محمد وتكفير وضرب رقاب بعضهم البعض . وكيف وهم الرحمة
    الألهية المهداة للعالمين أجمعين . والحقيقة اقول ان لا مخرج من عدم الوضوح هذا وأزاحة الضبابية في مراد اهل البيت عليهم السلام من احاديثهم ورواياتهم الا بالرجوع الى ما جآء به الأمام أحمد الحسن عليه السلام وأشار بعلمه وأدلة دعوته الواضحة التي لا يردها الا جاهل لا يفقه شيئا او مغرض ملئ قلبه حقدا وحسدا .
    وفي هذه الأضاءة أردت أن أناقش أحد أحاديث أهل البيت عليهم السلام حول صاحب الأمر الأمام المهدي مكن الله له في الأرض قاصدا المعنى بالأبتعاد عن حشو الكلام متوكلا على الله سبحانه وتعالى فهو حسبي ونعم المعين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

    عبد الواحد بن محمد، عن أبي عمير الليثي، عن محمد بن مسعود، عن محمد بن علي القمي، عن محمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الازدي، عن ضريس الكناسي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (إن صاحب هذا الامر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء يصلح الله أمره في ليلة واحدة).
    1 ـ بحار الأنوار ـ للمجلسي ـ ج51 ص218.
    2 ـ الغيبة ـ للنعماني ـ باب ما روي في صفته وسيرته وفعله وما نزل من القرآن فيه.
    3 ـ كمال الدين وتمام النعمة ـ للصدوق ـ باب ما أخبر به أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام.
    وسوف نناقش بأذن الله تعالى كل فقرة من فقرات الحديث كل على حده بعرضه على أحاديث أهل البيت عليهم السلام لنرى بحول الله وقوته أن كان الحديث يدل على أن المقصود والمشار اليه بصاحب الأمر هو الأمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام او هو شخص آخر قد أخفوهُ عنا أهل البيت عليهم السلام لأمر ما أو لآخر.

    ـ فيه سنه من يوسف ـ

    جائت أحاديث وروايات أهل البيت تشير الى أن في صاحب الأمر الأمام المهدي عليه السلام سنن كثير من الأنبياء عليهم السلام وله من هذه السنن سنه من نبي الله يوسف عليه السلام ،وأذكر أولا أحاديث أهل البيت عليهم السلام بهذا الشأن.
    ـ عن أبي بصيرقال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة أنبياء، سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين، فأما من موسى فخائف يترقب،
    وأما من يوسف فالسجن، وأما من عيسى فيقال له: إنه مات ولم يمت، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالسيف) .
    1ـ الأمامة والتبصرة ـ للصدوق ـ ص94 .
    2 ـ كمال الدين وتمام النعمة ـ للصدوق ـ ص158
    .
    3 ـ الغيبة ـ للطوسي ـ ص60 .
    4 ـ بحار الأنوار ـ للمجلسي ـ ج51 ص217 .
    5 ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ـ الشيخ الطبرسي ـ ج2 ص233 .

    ـ عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: ( في صاحب هذا الامر سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين، فقلت: ما سنة موسى؟ قال: خائف يترقب قلت: وما سنة عيسى؟ فقال: يقال فيه ما قيل في عيسى، قلت: فما سنة يوسف؟ قال:
    السجن والغيبة قلت: وما سنة محمد(صلى الله عليه وآله)؟ قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنه يبين آثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا حتى يرضى الله، قلت: فكيف يعلم رضا الله؟ قال: يلقى الله في قلبه الرحمة)
    1 ـ الغيبة ـ للنعماني ـ باب ما روي في غيبة الأمام المنتظر .
    2 ـ كمال الدين وتمام النعمة ـ للصدوق ـ باب ما اخبر به ابو جعفر محمد بن علي ص329.
    3 ـ بحار الأنوار ـ للمجلسي ـ ج52 ص347.
    روايات أهل البيت هنا حددت تشابه سنة المهدي وسنة نبي الله يوسف عليهم السلام بفقرتين هما السجن والغيبة فقط.
    ولكن لم نجد في أحاديث وروايات محمد وآل محمد عليهم السلام ما يشير صراحة على ان الأمام المهدي عليه السلام يسجن أن كان ذلك في غيبته الصغرى أوفي غيبته الكبرى او حتى بعد ظهوره وخروجه وأملاء الأرض عدلا وقسطا ،ومن قال أن الأمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام سجن أو سوف يسجن عند ظهوره ، فاليأتنا بدليل واحد صحيح من روايات وأحاديث محمد وآل محمد عليهم السلام.
    والشيخ الطوسي (رحمه الله) أدرك جيدا ان هذه الفقرة من الحديث لا تتفق مع أخبارات أهل البيت عليهم السلام بشأن المهدي ،ولذلك لجأ رحمه الله الى أيجاد مخرج ،حيث قال في كتابه الغيبة ص60 بعد أن ذكر الحديث أعلاه :ـ
    (
    فما تضمن هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا (أي الأمام المهدي) فإن قيل صاحبكم لم يسجن في الحبس . قلنا : لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لانه بحيث لايوصل إليه ولايعرف شخصه على التعيين فكأنه مسجون).
    وكلام الشيخ الطوسي (رحمه الله) مردود من وجوه.
    أولا ـ كلام الأمام الباقر عليه السلام واضح في الحديث أعلاه لا يحتمل التؤيل حيث قال: أن صاحب هذا الأمر فيه سنّه من يوسف.

    والسنة : هي الطريقة في تدبير الحكم ،والطريقة الجارية التي تجري بطبعها دائما أو غالبا ،وهي مشيئة الله وأمره الماضيين في خلقه ،قال الله تعالى في كتابه الكريم : ((سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)) سورة الأحزاب /62.
    وقال تعالى ((سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)) سورة الفتح /23.
    وكذلك تشير الآيات هنا الى أن ألله لا يغير سنته في خلقه ولا غيره قادر على ذلك ،وتجري فيكم سننه كما جرت سننه في الأمم السابقة.
    وقال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب / الآية 38
    (( مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا))
    ونفهم من قوله تعالى (وكان أمر الله قدرا مقدورا)
    أي يقدر من عنده سبحانه لكل أحد ما يلائم حاله ويناسبها.
    أذن نستنتج من فهمنا لآيات الله البينات أن مراد الأمام من قوله (له سنه من يوسف) أن الله قد سنّ بأن يحبس في السجن صاحب الأمر كما كانت سنّته الجارية في نبي الله يوسف عليه السلام.
    وأن قدرْْ الله وقضائه المبرم بأن يسجن يوسف كانت مطابقة لقضاء الله وقدره في صاحب الأمر.
    ويتبين لنا أيضا إن الله سبحانه وتعالى كانت مشيئته الماضية في صاحب الأمر عليه السلام وهي السجن ،كما كانت مشيئته سبحانه في نبي الله يوسف عليه السلام .

    ثانيا ـ تشبيه الأمام هنا صلوات الله عليه وعلى آله تشبيه حقيقي وليس تشبيه معنوي بين صاحب الأمر ونبي الله يوسف عليهما السلام ،حيث قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله:
    (( كائن في امتي ما كان في بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ...))بحار الأنوار ج36 ص248 .
    2 ـ كفاية الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر ج1 ص18 .

    ـ ومن الصحيحين، عن أبي سعيد الخدري أنرسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن).
    بحار الأنوار ج28 ص30.
    ـ وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهإن استقمتم على الطريقة لعلي في ولايته اسقيتم ماء غدقا، وأكلتم من فوق رؤسكم ومن تحت أرجلكم، وأن لم تستقيموا اختلفت كلمتكم وشمت بكم عدوكم، ولتتبعن بني إسرائيل شيئا شيئا، لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم فيه ! وطوبى لمن تمسك بولاية علي من بعدي حتى يموت وبلغني وأنا عنه راض).
    ونفهم هنا من أحاديث رسول الله (ص) مدى التطابق الكبير في مفردات سنن الله الماضية في الأمم السابقة وسنة الله في هذه الأمة ،ويخبرنا رسول الله (ص) أن في هذه الأمة سنة أن تخالف أصحابه وصيته في وصيه وخليفته علي عليه السلام وتغدر به ،كما كانت سنّة الله في أصحاب الأنبياء في بني أسرائيل خالفوا وصايا أنبيائهم بالتمسك بأوصيائهم من بعدهم وارتدوا على أدبارهم.
    ويجري ذلك على الأمام المهدي عليه السلام بأن يسجن الأمام في سجون الظالمين كما أخبرنا الأمام الباقر عليه السلام بذلك بقوله: له سنة من يوسف وهي السجن في سجون الظالمين.

    ـ أبن أمه سوداء ـ

    الأمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام أمه نرجس الرومية بنت ملك الروم وأمها من ذرية أحد حواري عيسى علية السلام.
    والمعروف لدا الكل أن الشعب الرومي المعروف اليوم بالشعب الأوربي هو شعب ذو بشرة بيضاء أو المسمى بالجنس الأبيض والمتميز عن الأجناس الأخرى مثل الجنس الأسود والجنس الأصفر.
    ونرجس سلام الله عليها هي بالنتيجة تكون أمرأة بيضاء لأنتمائها الى هذا الجنس الأبيض ،ولذلك جائت الأخبار أن أحد صفات الأمام المهدي عليه السلام أنه أبيض اللون .
    قال أمير المؤمنين عليه السلام - وهوعلى المنبر -: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان
    أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان: شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله...) كمال الدين وتمام النعمة ـ للصدوق ـ ص653 .
    ولكن في الحديث أعلاه يذكر الأمام الباقر عليه السلام ان الأمام المهدي عليه السلام أبن أمة سوداء وليس أبن أمة بيضاء وهذا مخالف للمشهور ،وقد أدرك جيدا العلامة المجلسي أن هذه الخصلة من الحديث لا يمكن أن تنطبق على صاحب الأمر الأمام المهدي أرواحنا له الفداء فعمد الى تؤيل كلام الأمام الباقر عليه السلام مرتابا في تؤيله هذا ،حيث قال رحمه الله في كتاب بحار الأنوار ما نصه:
    (
    بيان: قوله عليه السلام: " ابن أمة سوداء ، يخالف كثيرا من الاخبار التي وردت في وصف امه عليه السلام ظاهرا إلا أن يحمل على الام بالواسطة أو المربية).
    والواضح من كلام المجلسي (رحمه الله) التأكيد على أن أم الأمام المهدي عليه السلام ليست بأمة سوداء ،ويحمل ضناً منه وليس يقينا كلام الأمام الباقر عليه السلام على أنها الأم التي قامت برعاية وتربية الأمام المهدي عليه السلام.
    وكلام المجلسي (رحمه الله) أيضا مردود من وجوه.
    أولا ـ المراد من كلام الأمام الباقر عليه السلام في هذا الحديث هو الدلالة والتعيين على معرفة صاحب الأمر وعدم الأشتباه به وإتباعهُ وتمييزهُ ودعوته من الدعوات المنحرفة التي سوف تظهر قبله والتي تظهر منها متزامنة مع دعوته عليه السلام .
    عن المفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول:(...ولترفعن اثنى عشر راية مشتبهة لا يدرون امرها ما تصنع. قال المفضل: فبكيت وقلت سيدي وكيف تصنع أولياؤكم؟ فنظر الى شمس قد دخلت في الصفة فقال: ترى هذه الشمس يا مفضل؟ قلت نعم يا مولاي ، قال: والله لأمرنا انور من هذه الشمس ) .
    1 ـ الغيبة ـ للشيخ الطوسي ـ ج1 ص348
    2 ـ الغيبة ـ للنعماني ـ الباب العاشر، ج14 ص14 .

    وأمر الأمام المهدي عليه السلام أمر ينتظره العالم بأسره لأنه هو الأمل الذي تُمد اليه الأعناق بالخلاص من الظلم والجور الذي ظهر على العالم أجمع.
    وأمر الأمام المهدي عليه السلام أمر عظيم قد أكدت عليه رُسوُل الله وأنبيائه وأئمة أهل البيت عليهم السلام على وجود مخلص في آخر الزمان ووجوب معرفته ونصرته ومن تخلف عنه أو زاغ عن نصرته فقد زاغ عن الحق وخرج من الدين الحنيف.
    عن الصادق جعفربن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني). كمال الدين وتمام النعمة ـ باب في من أنكر القائم الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام.
    فليس من الصواب أن نحمل كلام الأمام عليه السلام على معناً آخر غير معناه الحقيقي ،والأمام المهدي عليه السلام وأمره من عقائد الدين الحنيف .هذا من جهه ومن جهة أخرى أذا حملنا معنى كلام الأمام على أن المراد بالأمة السوداء أمه
    ُ بالواسطة أو المربيه ،قد بطل التعيين والأستدلال على شخصية الأمام المهدي عليه السلام ومعرفته ،وقد وضع الأمام علامة ضنيّة غير ثابته عقلا والمسألة سوف تكون قابلة للكذب والتصديق عند الظهور المقدس.
    ثانيا ـ لايوجد في التأريخ وأخبارات أهل البيت ذكر لأي أمرأة تكفلت بتربية الأمام المهدي علية السلام والأهتمام به بعد موت السيدة نرجس سلام الله عليها أو ذكر أسمها أو صفتها بأنها سوداء اللون .

    ثالثا ـ ذكر العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار حديث واضح في معناه وضوح الشمس في رابعة النهار على إن أم صاحب الأمر التي ولدته هي أمرإة سوداء.
    عن زيد الكناسي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول إن صاحب هذا الامر فيه شبه من يوسف
    من أمة سوداء يصلح الله له أمره في ليلة) .
    بحار الأنوار ج51 ص42 .

    ـ يصلح الله أمره في ليلة ـ

    أمر الأمام المهدي وأبآئه الأئمة عليه السلام هو بلا شك الأمامة والخلافة والمنزلة العظيمة والمكانه الرفيعة التي خصهم الله تعالى وقربهم اليه وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا كبيرا.أمرهم هو أمر الله سبحانه وتعالى وهم وجه الله في الأرض.
    عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (خالطوا الناس بما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون، ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا، إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان).
    بحار الأنوار ج2 ص72.
    والفقرة في حديث ألامام الباقر تشير الى أن الله سبحانه وتعالى سوف يقوم بأصلاح أمر حجته ووليه في أرضه وسمائه الأمام المهدي عليه السلام ،وأمره هو الأمامة التي هي أمر الله وسرهُ المستودع في حجته وخليفته في أرضه وسمائه ،وكل شيء مرتبط بالله سبحانه وتعالى لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه كامل مستكمل محكمٌ مستحكم.
    والأصلاح أخي القارئ لا يتحقق معناه الا بعد تقويم ما أعوج من الأمر من خلل او عطب او ما شابه ذلك.
    والسؤال هنا أخي القارئ الكريم ،ما هو الخلل والعطب في أمر صاحب الأمر الأمام المهدي عليه السلام والذي لايستقيم الا بأصلاحه من قبل الله عز وجل؟ وهو خليفة الله في أرضه وسمائه ،وهو بذلك تجب له الطاعة والولاية على جميع خلقه في أرضه وسمائه ،وينصب له عمود من نور من الأرض الى السماء يرى فيه أعمال العباد ،ويطلع على الغيب ،ويرى مابين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك والملكوت ،والأمام بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدسي ومقام علي ونور جلي وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات، زائد الحسنات، عالم بالمغيبات خصا من رب العالمين، ونصا من الصادق الامين ،علم الانبياء في علمه وسر الاوصياء في سره وعز الاولياء في عزه كالقطرة في البحر والذرة في القفر.
    {ومن أراد الوقوف على منزلة الأمامة والأمام فعليه مراجعة كتاب بحار الأنوار ج25 ص169. من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لطارق بن شهاب}.
    أذن مما تقدم يكون من غير الممكن ان يكون مراد الأمام الباقر عليه السلام من كلامه بهذه الفقرة هو أمر الأمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام الأمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام والا طعنّا في أمامة الأمام المهدي عليه السلام ومنزلته العظيمة عند الله سبحانه وتعالى ثم أنكرنا بذلك ضرورة من ضروريات الدين .
    وحاول البعض كما هو في الفقرات السابقة ان يجد مخرج ،فذهب الى تؤيل كلمة أمر في الفقره أعلاه وجرها الى غير معناها ضناً منه انه يحسن صنعا.حيث قال محمد رضا الجعفري في كتابه الغيبة :ـ
    (
    أي بعد أن يكون عليه الصلاة والسلام لا يأمل بقرب ظهوره وانتهاء أمد غيبته في ليلة يأمر الله سبحانه وتعالى له فيظهر في صبيحتها، هذا معنى يصلح الله أمره في ليلة).
    ولابأس أن نناقش تؤيل محمد رضا الجعفري في كتابه الغيبة لفقرة يصلح الله أمره في ليلة واحدة في نقاط.
    أولا ـ وضح لنا أهل البيت عليهم السلام وبينوا العلامات الكثيرة التي تسبق ظهور الأمام المهدي عليه السلام بأوضح صورة ،منها خمس علامات حتمية مباشرة .
    عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:للقائم خمس علامات( ظهور السفياني ، واليماني ، والصيحة من السماء ، والخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية ))
    1 ـ الغيبة ـ للنعماني ـ ص261 .

    2 ـ الأمامة والتبصرة ـ للصدوق ـ ص128.
    3 ـ بحار الأنوار ـ للمجلسي ـ ج52 ص203.
    وعن صالح مولى بني العذراء قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: (ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمسة عشر ليلة).
    1 ـ بحار الآنوار ـ للمجلسي ـ 52 ص203 .
    2 ـ الغيبة ـ للطوسي ـ ج1 ص453.
    والنفس الزكية هذا هو المذبوح بين الركن والمقام ،وهو رسول المهدي عليه السلام إلى أهل مكة .
    نفهم من هذه الغيبيات من روايات أهل البيت عليهم السلام والتي هي من علم الله عزوجل الذي أفاضه عليهم وخصهم به دون خلقه ،
    هوتوجيه أنظار شيعتهم الى العلامات التي تسبق ظهور الأمام المهدي عليه السلام وترقب حدوثها ،وأنتظار تحققها على أرض الواقع والأستعداد بذلك لأستقبال الأمام المهدي واللحوق به ونصرته .
    وأهل البيت عليهم السلام يعلمون من ما علمهم الله سبحانه وتعالى علامات ظهور الأمام المهدي وخروجه وقيامه وكل ما يحيط بالأمام المهدي عليه السلام ،ومن المؤكد أخبار الأئمة لشيعتهم البعض من هذه الغيبيات المتعلقة بعلامات الظهور المقدس وغيرها :ـ
    عن ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن مسألة فأبى وأمسك ثم قال: (لو أعطيناكم كلما تريدون كان شرا لكم وأخذ برقبة صاحب هذا الامر) بحار الأنوار ج72 ص78 .
    أذن من غير المعقول أن يكون الأمام المهدي عليه السلام لا يعلم وقت ظهوره وأنقضاء أمد غيبته بعد تحقق علامة قتل النفس الزكية بين الركن والمقام وهو عليه السلام من قام بأرساله الى أهل مكة وعلمهُ بقتله من قبلهم ،وعلمهُ بقتل النفس الزكية سيتحقق الوعد الآلهي بظهوره عليه السلام بعد خمس عشر يوما ،كما أخبرنا بذلك الأمام الباقر عليه السلام.
    ثانيا ـ أذا قلنا بأن أصلاح أمر الأمام المهدي يتحقق بأنتهاء أمد غيبته عليه السلام ،فقد جعلنا من حيث لا ندري غيبة الأمام المهدي عليه السلام والتي هي أمر الله ومشيئته خلل في تقدير الله سبحانه وتعالى للأمور وعقبة تحجز الأمام عن الظهور لتطبيق سنة الله في الأرض.
    والله سبحانه وتعالى هو من سيقوم بأصلاح هذا الخلل الذي هو ما كان الا أمر منه وبتقديره سبحانه وتعالى . ولكن هل هذا يليق به سبحانه وتعالى وهو الحكيم المطلق والعادل الذي لا يظلم عباده مثقال ذرة ؟

    ثم أن أنتهاء أمد غيبة الأمام المهدي عليه السلام فيه أصلاح أمرنا وليس أمره عليه السلام ،فيه أصلاح أمر المنتظرين والمظلومين في مشارق الأرض ومغاربها المترقبين لظهوره وخروجه بالسيف ليملئها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فبخروجه عليه السلام فيه صلاح ديننا ودنيانا.

    ثالثا ـ في أحاديث أهل البيت عليهم السلام يوجد ما يفسر بكل وضوح معنى ـ يصلح الله أمره في ليلة واحدة ـ كما روي عن الأمام الصادق عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه :ـ
    )كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى بن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لاهله نارا فرجع إليهم وهو رسول نبي فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى في ليلة، وكذا يفعل الله تعالى بالقائم الثاني عشر من الائمة عليهم السلام يصلح الله أمره في ليلة كما أصلح الله أمر موسى عليه السلام، ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور(. بحار الأنوار ج13 ص42 .

    ومن هذه الرواية نفهم أن أصلاح أمر موسى من قبل الله سبحانه وتعالى هو من قبيل أعطاءه النبوة والرسالة لأن موسى عليه السلام كان في علم الله سبحانه هو خيرٌ من غيره وأصلح لهذا الأمر الألهي فأختاره سبحانه وتعالى بأصدار الأمر بنبوته ورسالته وأنشائهما في لحظة أقتباسه النار ،وهذا ما تؤكدهُ أيضا الآيات في سورة طه من الآية 9 الى الآية 13 :ـ
    [وَ هَلْ أَتَاك حَدِيث مُوسى (9) إِذْ رَءَا نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنى ءَانَست نَاراً لّعَلى ءَاتِيكم مِّنهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلى النّارِ هُدًى (10) فَلَمّا أَتَاهَا نُودِى يَمُوسى (11) إِنى أَنَا رَبّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْك إِنّك بِالْوَادِ الْمُقَدّسِ طوًى (12) وَ أَنَا اخْترْتُك فَاستَمِعْ لِمَا يُوحَى(13)]
    وشرع الله سبحانه وتعالى أن تتعلق مشيئته الألهية بأصلاح أمر الأمام صاحب الأمر عليه السلام بأن يختاره للأمامة ولغاية ألهية عظيمة في آخر الزمان كما كان أختياره تعالى لموسى علية السلام بنفس الطريقة للنبوة والرسالة .
    والأمام محمد بن الحسن العسكري عليهم السلام قد أستلم زمام الأمامة بعد أستشهاد أبيه وهو في سن الخامسة من عمره الشريف سنة مأتين وستين للهجرة .وقد أكد الأمام العسكري في حياته الشريفة ان ولده الأمام المهدي هو الأمام من بعده سلام الله عليه وهو صاحب الأمر والقائم المنتظر .
    ـ عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الاشعري قال: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا اريد أن أسأله عن الخلف بعده، فقال لي مبتدئا ياأحمدبن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم عليه السلام ولايخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الارض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الارض قال: فقلت له: ياابن رسول الله فمن الامام والخليفة بعدك؟ فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: ياأحمدبن إسحاق لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ماعرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيته، الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ياأحمدبن إسحاق مثله في هذه الامة مثل الخضر عليه السلام، ومثله ذي القرنين، والله ليغيبن غيبة لاينجوفيها من الهلكة إلا من ثبته الله عزوجل على القول بإمامته وفقهُ للدعاء بتعجيل فرجه فقال أحمدبن إسحاق: فقلت له: يامولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعدعين ياأحمدبن إسحاق...)
    ـ كمال الدين وتمام النعمة ـ للصدوق ـ باب ما روي عن الأمام الحسن العسكري عليه السلام .

    ولا يتبادر للقارئ أن المراد بالأمام الثاني عشر في الحديث أعلاه (وكذا يفعل الله تعالى بالقائم الثاني عشر من الائمة عليهم السلام) هو الأمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ،فكثير من روايات الرسول الأعظم وأهل بيته عليهم السلام حددت بأن الأئمة الأثني عشر هم من ولد رسول الله وعلي وفاطمة عليهم السلام وسأكتفي بذكر روايتين :ـ
    ـ عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (
    الاثنا عشر الامام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام فرسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه لسلام هما الوالدان).
    1 ـ الكافي ـ للكليني ، ج1 ص775 ص778 .
    2 ـ الغيبة ـ للطوسي ، ج1 ص157.
    3 ـ بحار الأنوار ـ للمجلسي ، ج36 ص393
    .
    4 ـ كتاب بصائر الدرجات ـ لشيخ القميين أبو جعفر محمد بن الحسن((الصفار)) وهو أحد أصحاب الأمام الحسن العسكري (ع) المتوفي سنة 290 هجرية.والذي كان وجهاً من وجوه الشيعة في قم وكان ثقة عظيم القدر وقد ألف عشرات الكتب حفظ فيها أحاديث أهل البيت (ع) في مختلف الحقول وقد كانت له مراسلات مع الإمام العسكري (ع).
    5 ـ كتاب الأرشاد ـ للشيخ المفيد ، ص347.
    6 ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ـ للشيخ الطبرسي ، ج2 ص135.
    7 ـ مناقب آل أبي طالب ـ لأبن شهر آشوب ج1 ص306.
    8 ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة ـ لأبي فتح الأربلي ، ج4 ص6.

    ـ عن جنادة بن ابي اميد , قال : (دخلت على الحسن ابن علي (ع ) في مرضه الذي توفي فيه , وبين يديه طشت يقذف فيه الدم , ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي اسقاه معاوية لعنه اللّه ,فقلت : يا مولاي , مالك لا تعالج نفسك ؟ فقال : (يا عبداللّه , بماذااعالج الموت ؟ قلت : انا للّه وانا اليه راجعون , ثم التفت الي وقال : واللّه , انه لعهد عهده الينا رسول اللّه (ص ) , ان هذا الامر يملكه اثنا عشراماما من ولد علي وفاطمة (عليهم السلام ) , ما منا الا مسموم او مقتول )
    1 ـ كفاية الأثر ـ للخزاز القمي ، ص227.
    2 ـ منهاج الصالحين ـ للشيخ وحيد الخرساني ، ج1 ص341.
    3 ـ بحار الأنوار ـ للمجلسي ، ج27 ص217.


    وتوجد روايات أخي الكريم تأكد أن الذي يصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة هو الأمام الثاني عشر من ولد رسول الله (ص) لان وكما نعرف أن علي ليس من ولد رسول الله بل هو أبن عمه وزوج أبنته فاطمة عليهم السلام جميعا ،وسأذكر هنا حديثين في أصلاح أمر الأمام الثاني عشر من ولد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم .

    ـ روى أحمد بن حنبل في مسنده، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يملك منولدي اثني عشر خليفة، ثم يخرج المهدي من بعدي، يصلح الله أمره في ليلة واحدة)
    كتاب الأربعين ـ للشيخ الماحوزي ج1 ص408

    ـ عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلى الله عليه وآله قال له يا عم:(يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ،ثم تكون امور كريهة وشدة عظيمة ،ثم يخرج المهدي من ولدي ،يصلح الله امره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ويمكث في الارض ما شاء الله، ثم يخرج الدجال)
    1 ـ مناقب آل أبي طالب ـ لأبن أبي شهر آشوب ج1 ص252 .
    2 ـ بحار ألنوار ـ للمجلسي ـ ج36 ص301 .
    3 ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ـ الشيخ الطبرسي ـ ج2 ص165 .4 ـ كشف الغمة ـ أبن أبي الفتح الأربلي ـ ج3 ص309 .
    أذن المهدي الذي سوف يخرج في آخر الزمان والذي يملئ الأرض عدلا وقسطا هو أبن الأمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام أبن الأمام الحادي عشر من ولد رسول الله ومن ولد علي وفاطمة عليهما السلام وكما يؤكد هذا هو وصية رسول الله (ص) في ليلة وفاته .
    ـ
    عن أمير المؤمنين عليه السلام
    قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة وداوة . فاملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : (... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلامفذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين)
    ـ الغيبة ـ للطوسي ـ ص60 .
    وأخي القارئ الكريم هناك جملة من روايات أهل البيت عليهم السلام تؤكد أن المهدي هو من عترة رسول الله ومن ولد الأمام الحادي عشر محمد بن الحسن العسكري كما في حديث أمير المؤمنين عليه السلام مع الأصبغ بن نباته .
    ـ عن الاصبغ بن نباتة، قال دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته مفكرا ينكت في الارض قلت: يا مولاي مالي اراك مفكرا قال: (في مولود يكون
    من ظهر الحادي عشرمن ولدي وهو المهدي الذي يملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما يكون له غيبة يضل بها اقواما، ويهدي بها آخرين اولئك خيار هذه الامة مع ابرار هذه العترة فقلت: ثم ماذا: قال: يفعل الله ما يشاء، من الرجعة البيضاء والكرة الزهراء، واحضار الانفس الشح والقصاص والاخذ بالحق والمجازاة بكل ما سلف ثم يغفر الله لمن يشاء).
    1 ـ الهداية الكبرى ـ الحسين بن حمدان الخصيبي ـ ج1 ص 318 .

    الخلاصة
    قضية الأمام المهدي قضية واضحة من حيث أيماننا بأن في أحاديث محمد وأهل بيته مهدي يأتي في آخر الزمان من عترة الحسين عليه السلام ،وأشخاص الآهيون يأتون مع المهدي منهم من يمهد لظهوره عليه السلام مثل اليماني الموعود ومنهم من يأتي متأخرا عن ظهوره مثل نزول نبي الله عيسى عليه السلام .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى قضية الأمام المهدي نراها غير واضحة من حيث كيفية معرفة شخص المهدي الذي يأتي في آخر الزمان ومعرفة اليماني الذي هو اول الممهدين للأمام المهدي عليه السلام ورايته أهدى الرايات والتي هي قبيل خروج الأمام المهدي بسنوات قليلة ،وقضيته أيضا غير واضحة في عدم قدرتنا في فك رموز التعقيد الموجوده في عدم فهم كثير من الأحاديث التي تتضارب فيما بينها في الأشارة الى صاحب الأمر عليه السلام ،وخير دليل على ذلك ما قدمناه في بحثنا السريع المختصر لحديث من أحاديث أهل البيت التي لا تتطابق مع خصال الأمام المهدي
    محمد بن الحسن العسكري عليه السلام .
    وأتباع أهل البيت عليهم السلام لم يهتدوا منذَ أكثر من ألف ومأتين سنة لمعرفة لغز الظهور وشخص القائم الرئيسي في أملآء الأرض عدلا وقسطا وتحديد أبعاد شخصية اليماني الذي يدعو للأمام المهدي قبل خروجه عليه السلام ،بل ذهبوا الى تحريف الكثير من أحاديث وروايات أهل البيت عليهم السلام ضناً منهم أنه قد وقع من الراوي الخطأ في نقل الحديث عن أهل البيت عليهم السلام ،لأنها لا تنسجم مع صفات ومميزات الأمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ،وفاتهم أن الروايات كانت تشير الى المهدي أبن الأمام العسكري عليهم السلام وتشير الى مهدي آخر وهو اليماني صاحب الراية المشرقية والذي هو أول المهديين من أبناء الأمام المهدي عليه السلام الذين يحكمون في دولة العدل الألهي ،والحمدُ لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله .
    { أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}.سورة الناس .
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما .

    Alkadumi-313
  • لبيك_أحمد
    مشرف
    • 14-08-2009
    • 731

    #2
    رد: أضاءة ثانية : يصلح الله أمره في ليلة واحدة

    اللهم صلي على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما


    جزاكم الله خيرا أخي كاظمي على هذا المجهود الرائع


    نسأل الله أن يوفقكم آخرة و دنيا

    تم تثبيت الموضوع للإستفادة
    قال الامام احمد الحسن (ع) المنقذ العالمي لكل الناس

    أدعو كل عاقل يطلب الحقيقة ليحمل فأساً كما حمله ابراهيم (ع) ويحطم كل الأصنام التي تعبد من دون الله بما فيها الصنم الموجود بين جنبيه وهو الأنا .

    [/CENTER]

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎