إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قتل المرتد غير المحارب وصاية على التشريع الإلهي ....

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أفلاطون
    موقوف
    • 04-09-2010
    • 70

    قتل المرتد غير المحارب وصاية على التشريع الإلهي ....

    بسم الله الرحمن الرحيم .و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين .
    قتل المرتد غير المحارب : حق أم وصاية على التشريع الإلهي ؟.

    وعدتنا قناة التلفزة الأحمدية, mta3 العربية بإجراء حوار مع السلفية, و شاء الله تعالى أن يتأخر الموعد لأكثر من شهرين, لأسباب وجيهة و عديدة, لكن الخير هو فيما قدره الله تعالى .فكانت فترة التأخير فرصة للجماعة الإسلامية الأحمدية لدعوة أكبر عدد ممكن من علماء السلفية للدفاع عن فكرهم .

    و كما عودتنا القناة الإسلامية الأحمدية, حل الموعد و تم الحوار , و اختفى علماء السلفية عن بكرة ابيهم , خوفا على مكانتهم و دنياهم .باستثناء عالم واحدو هو الشيخ محمد مسعد ياقوت , عضو رابطة العلماء المسلمين .الذي ظهر بمظهر الهزال و الخوف.
    فقال في أولى مداخلاته ما معناه: (( من المفروض أن تقوموا بنشر مذهبكم لا أن تناقشوا فكرنا و معتقداتنا)).

    إلى هذا الحد يخاف علماء السلفية من مناقشة عقائدهم و تصوراتهم .لكننا نراها يتكبرون على الشيعة و الصوفية و يسخرون منهم و هم يخفون عقائد الضلال و الشرك التي يحسبونها الحق المبين .

    تناول الإخوة المسلمون الأحمديون بعض نقاط الفكر السلفي الميتو و كانت أهم نقطة تناولها الإخوة هي حكم قتل المرتد لمجرد الاعتقاد .
    و سرعان ما اتضحت الحقيقة , و بدا جليا أنه حكم ما أنزل الله به من سلطان .

    و كانت البراهين القرآنية أقوى و أعصى من أن ترد .و تلاشت علوم السلفية , و ظهر عوار الفكر السلفي للقاصي و الداني .
    ألم اقل لكم من قبل أن سقوط عقيدة يعني سقوط فرقتها ؟.

    ها هي فرقة أهل السنة و الجماعة كما يسمون أنفسهم تنهار في كل مناسبة علمية تطرح فيها عقائد القوم تحت بساط البحث و التمحيص.

    أنقل إلى القراء موضوعا قصيرا ينسف هذا الحكم من جذوره العفنة .




    يحفظ غالبية المسلمين , إن لم نقل كلهم آية الكرسي من سورة البقرة , و يليها مباشرة قٌوله عز وجل : ( لا إكراه في الدين ) و التي لا يجهلها أحد من المسلمين . كما يحفظون جميعا سورة : الكافرون , حتى العجائز و الأميون يحفظون هذه السورة القصيرة , و يتلونها في صلاتهم في كل حين . و بذلك جعل الله العزيز الكريم قاعدة من أعظم قواعد الإسلام في أطول سورة و في سورة قصيرة جدا من كتابه الكريم . و هي حرية المعتقد . و بهذا لا يسع أحدا جهل هذه القاعدة .
    و يعرف المسلمون جميعا أن من المسلمين الأوائل في حياة رسول الله و بين يديه من ارتد حين أعلن رسول الله عن آية .– الإسراء – و لا يستطيع أحد أن يدعي أن رسول الله أمر بقتل مرتد واحد . و مع ذلك تجد من يزيد الطين بلا . ليقول أن رسول الله ما قتل المرتدين حينها إلا بسبب ضعف المسلمين في بداية الدعوة . و هذه إساءة أخرى في حق الرسول الكريم , وهي تتضمن وصفه بالإنتهازية و الخبث و العياذ بالله . الأهون علينا لو صح إعتقادهم أن يأمر الرسول بقتلهم غيلة . و لكن ليس من خصال أعظم الخلق هذه الأخلاق الدنيئة . بل بالعكس لقد دخل مكة , و قريش التي أخرجته من أحب الأرض إليه , كلها رهن إشارة بسيطة من يده , و مع ذلك قال : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) أنى ينسب إليه المكر و تحين الفرص و الخديعة ؟ .
    لقد قبل رسول الله بشروط صلح الحديبية بما فيها حرية عودة من أراد الخروج من الإسلام إلى قريش . و لم يشترط حتى المعاملة بالمثل في هذا الصدد . و لو تتبعنا السيرة النبوية لوجدنا مواقف كثيرة , رسخ من خلالها رسول الله قاعدة حرية المعتقد . فمن أين جاء هذا الحكم - قتل المرتد – و هو أخطر حكم سنه علماء المسلمين , و أكثر الشر و الوبال الذي مس المسلمين إلى يومنا هذا جاء من هذا الحكم .فهل في القرآن أو السنة الصحيحة سند لهذا الحكم ؟

    أصل حكم قتل المرتد :
    لما التقى جيش المسلمين بجيش الكفار للقتال , قال رسول الله –عليه الصلاة و السلام - : ( من بدل دينه فاقتلوه ) . إن قول رسول الله هنا , خاص الدلالة و السياق و لا يقبل جره إلى الظروف العادية مطلقا . فردة أحد وقت القتال , ليست ردة من قبيل حرية المعتقد أو عن اقتناع بأن هذا الدين لا يصلح . و إنما هي جبن يضر بالجيش في تلك اللحظات ضررا بالغا . فهو فرار يبث الخوف في وسط المحاربين , و هو خيانة إذ ليس للفار عندئذ سوى الجبهة المعادية للجوء إليها , و إليك أن تتصور الضرر هنا من نقل الأخبار و كشف أسرار الجيش إلى آخر المخاطر . فكان لا بد من سد هذا الباب مطلقا لأن الأمر اصبح خيانة و ليس مجرد اعتقاد. و لذلك لم يحصل أن أمر رسول الله بقتل مرتد في الظروف العادية , و بسبب حرية المعتقد . , إنما يحكم بقتل المرتد المحارب للمسلمين للحرابة و ليس لمجرد الاعتقاد.

    حروب الردة :
    ما وقع في زمن خلافة الصديق –رضي الله عنه – لم يكن حربا للردة أي لمجرد الإعتقاد , بل كان في نفس الظروف التي سنها من قبله رسول الله –صلى الله عليه و آله و سلم – فالأمر خيانة كبرى من خلال رفض الزكاة . لقد كانت الدولة الإسلامية في مهدها بين أمتين عظيمتين , الفرس و الروم . و لو يكن يروق لهما وجود قوة جديدة تنافسهم أو حتى يكون لها كلمة معهم . و لم يكن الفرس و الروم غافلين عن الأمة الجديدة بل كانوا يتحينون الفرصة للقضاء عليها و إبادة أهلها . و لو ترك الصديق الأمر للمرتدين للجأوا لهاتين الجبهتين خيانة و غدرا و من ثم القضاء على الأمة الإسلامية في مهدها .لقد وقف الصديق –رضي الله عنه – الموقف الحق .الذي لا ينكره عليه أحد .
    و من هنا يتبين أن حكم قتل المرتد غير المحارب يفتقر للسند . لا من كتاب الله و لا من سنة نبيه محمد , و لا من سنة خلفائه الراشدين .

    براءة القرآن من دم المرتد غير المحارب .
    إن القارئ الواعي لكتاب الله الكريم , القرآن , لا يجد و لن يجد أبدا حكم قتل المرتد غير المحارب , و لن يجد و لو سندا واحدا لهذه الجريمة . بل بالعكس تماما , ستجد الآيات الصريحة الدلالة على حرية المعتقد , و بشكل متكرر كي لا ينسى المسلمون هذه القاعدة أبدا .
    و إليك ما استطعنا من أدلة تحرم هذه الجريمة و تكفل حرية المعتقد لكل بشر .

    الأدلة من القرآن الكريم :
    1- الآية 256 من سورة البقرة , فال الله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) . هذه الآية الكريمة هي القاعدة العامة التي تكفل حرية المعتقد . و لا تقبل أن يكره أحد للدخول في أي دين , و لا بأية وسيلة كانت من وسائل الإكراه .
    2- قوله تعالى : ( و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله و اليوم الآخر قال و من كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار و بئس المصير ) الآية 126 من سورة البقرة . من الواضح أن الله جعل حكم الكافر عموما هو النار في الآخرة , فالآية صريحة و لم تسن أية عقوبة للكفر في الدنيا .
    3- قوله تعالى : ( فيه آيات بينات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غني عن العالمين ) الآية 97 من سورة آل عمران . فمن الواضح أن الله لم ينتقم من الكفار لكفرهم في الدنيا , بل شملهم حتى بصفته الرحمانية , فهو يغدق عليهم نعمه ظاهرة و باطنة . أم هل نالوها بقوة و عنوة عنه سبحانه و تعالى ؟ . بل أكد رب العزة أنه غني عن العالمين كافرهم و مؤمنهم , إلا أنه لا يرضى لعباده الكفر . و يرضى لهم الإيمان .
    4- قوله تعالى : ( إن الذين كفروا و ماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ) الآية 161 من سورة البقرة .إن هذه الآية الكريمة تسد باب التأويل في وجه كل قائل بقتل المرتد غير المحارب . فهي تخص صراحة من مات و هو كافر بالعذاب الأخروي و لم تسن في حقه القتل أبدا . فالله قد أمهل الكافر - و المرتد في حكمه - أيضا طوال عمره أي إلى حين موته , فكيف يستعجل عليه القائلون بقتل المرتد , و يمنحونه ثلاثة أيام ليقتل بعدها , والله عز و جل و هو خالقه يمنحه العمر كله للتوبة .
    5- قوله تعالى : ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم و أولئك هم الضالون ) الآية 90 من سورة آل عمران .يتعلق الأمر في هذه الآية خصيصا بالمرتد و لا تشمل الكافر الذي لم يذق طعم الإيمان , و مع ذلك لم تقرر في حقه حكما لا بالجلد ولا بالقتل , بل بينت أن توبته لن تقبل لأنه ازداد كفرا , فلن يوفقه الله للتوبة لينال جزاءه في الآخرة .
    6- قوله تعالى إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم سبيلا ) .الآية 137 من سورة النساء . سبحان علام الغيوب , يعلم الله أن من أمته من سينصب من نفسه وصيا على الإسلام بغير حق و يدعي أن قتل المرتد غير المحارب هو لقطع سبل التلاعب بالدين و هي حجة القائلين بهذا الحكم . لهذا جعل الله هذه الآية لترد عليهم حجتهم , فهي تعلن أنه بالرغم من إيمان المرء ثم كفره ثم إيمانه ثم كفره ثم ازدياد كفره فلن يكون له جزاء في الدنيا من غير رب العالمين . بل تؤكد أيضا أن الله لن يوفقه للتوبة و المغفرة و لا للهداية , دون أن تسن حكما للردة .
    7-قوله تعالى و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) من الآية 29 من سورة الكهف . كأني بهذه الآية تدخل الجدل هنا لتفصل فيه , و ما عبارة : ( و قل الحق من ربكم ) إلا فصل في القضية , فقد جعلت الإيمان و الكفر بمشيئة الإنسان , لا بإكراه الأنبياء للناس , و لا من باب أولى من الناس عامة .
    8- قوله تعالى : ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى و كفر فيعذبه الله العذاب الأكبر أن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) من سورة الغاشية الآيات من 21 إلى 26 . والواضح من هذه الآيات أن مهمة الرسل هي التبليغ و التذكير , و لم تجعل أبدا من واجباتهم إكراه الناس على اعتناق الإسلام .
    9- قوله تعالى : ( و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) الآية 99 من سورة يونس . و الحقيقة أن الآية الكريمة قد لا تحتاج إلى شرح أصلا , فهي في شكل استفهامي , إذ تستغرب إكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين .
    10- قوله تعالى : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين ) سورة الكافرون . فالعلاقة بين المسلمين و الكافرين طالما كان الفريقان مسالمان لا يعتدي أحد على أحد بينة واضحة تقوم على أساس السلم . و بالطبع أن الإكراه ليس من السلم , بل ينتج عنه التمرد و الحرب . فلكل فريق دينه الذي ارتضاه لنفسه و عبادة حسب ما أملى عليه دينه.
    و ربما أو الأكيد أن في القرآن أدلة أخرى من خلال استنباط المعاني الدالة على حرية المعتقد في كتاب الله .
    و لكي لا يفهم القائلون بقتل المرتد أني أتهمهم بسن ما ليس في الإسلام من أحكام عمدا , أرى أنه من المحتمل أن تكون نواياهم صادقة و بدافع الحفاظ على دين الله . فلحرصهم على الإسلام رأوا أن يمنعوا التلاعب بدين الله . ففهموا هذا الحكم من حديث رسول الله . و لكن هل حققوا مرادهم بهذا أم لا ؟ الجواب بالتأكيد لا . فالمسلمون ما يزالون يرتدون , يتنصرون و لا أحدا يقيم عليهم الحد . و الأخطر من هذا , أن هذا الحكم أساء إلى الدعوة للإسلام و التبليغ و من حيث لا يشعر القائلون بقتل المرتد فإنهم يكادون أن يوصدوا باب الدعوة . فهل يستطيع الكافر إذا علم مسبقا بهذا الحكم أن يغامر بحياته فيدخل الإسلام ؟ أي أنه بمجرد ردته لا محاربته الإسلام يكلفه ذلك حياته.
    و المعلوم أن الدين لله , و لا يطلع على قلوب البشر إلا خالقها , فلو أن مسلما ارتد , فمنح أجل ثلاثة أيام للتوبة و إلا قتل , فخوفا من القتل يسلم ظاهرا و يبقى على كفره . فهل حقق هذا الحكم الهدف منه ؟ . هل أضاف للأمة الإسلامية مسلما واحدا ؟ بالتأكيد لا فهو لا يزال كافرا بينه و بين ربه.

    الخلاصة أن حكم قتل المرتد غير المحارب حكم ما أنزل الله به من سلطان , و ما طبقه حتى رسول الله –صلى الله عليه و آله و سلم – في حياته و لا صحابته الكرام . فلما ينصب بعض العلماء أنفسهم أوصياء على الله و على دينه ؟ و الحقيقة العملية هي , لو قال غير المسلمين , على سبيل المثال النصارى بقتل المرتد عن دينهم , أكنا نقبل منهم هذا الهراء ؟ و نرضى بقتلهم نصرانيا دخل الإسلام ؟ .
    و أعظم الظلم في حق الله تعالى هو الشرك , و الكفر فكيف يسن الله حكما صريحا في كتابه الكريم للسرقة و الزنا , و لا يقرر صراحة حكم قتل المرتد في كتابه ؟ ليستنبطه العلماء من حديث خاص السياق , و تنقضه عشرات الآيات المحكمات . ألا فلنتق الله في ديننا و في أنفسنا و لنرض بالحق و نتواصى به .

    __________________
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎