إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة الزهراء عليها السلام

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • العائد
    عضو جديد
    • 15-11-2008
    • 24

    خطبة الزهراء عليها السلام


    شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 - ص 34 - 40
    خطبة الزهراء
    وروى محمد بن سلام ، باسناده ، عن فاطمة عليها السلام ، أنه لما اعتزم أبو بكر على منعها فدك والعوالي لاءت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها ، ثم أقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم

    من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله مشيتها حتى انتهت إلى أبي بكر ، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار . فنيطت دونها ودون الناس ملاءة . فجلست ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء فارتج المجلس .

    فأمسكت حتى سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم . ثم افتتحت الكلام بالحمد لله والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وآله . فعلت أصوات الناس بالبكاء عند ذكر رسول الله صلى الله

    عليه وآله . فأمسكت حتى سكنوا ثم قالت : أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد ، أقول عودا وبدء ، ولا أقول ما أقول غلطا ، ولا أفعل ما أفعل شططا بسم الله الرحمن الرحيم " لقد جاءكم رسول من أنفسكم

    عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " . فإن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، قد بلغ النذارة صادعا بالرسالة ، سائلا عن مدرجة المشركين ، حائدا عن سنتهم ،

    ضاربا ثبجهم ، وآخذا بأكظامهم ، يجذ الهام ويكب الأصنام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، وأوضح الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وفهتم بكلمة الاخلاص ،

    وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطأ الاقدام ، تشربون الطرق . وتقتاتون القد ، أذلة خاشعين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله برسوله

    صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم الرجال ، وذؤبان العرب ، وبعد لفيف من ذوايب العرب ، كلما أحشوا نارا للحرب أو نجم قرن للضلالة أو فغرت فاغرة للمشركين فاها قذف أخاه عليا في لهواتها ،

    فلا ينكفئ حتى يطأ سماكها بأخمصه ، ويخمد حر لهبها بحده ، مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا ، وأنتم في رفاهية ، وادعون آمنون ، حتى إذا اختار الله

    لنبيه دار أوليائه ومحل أنبيائه ، ظهرت حسكة النفاق واستهتك جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الآفلين ، وهذر فنيق المبطلين ، يخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخا بكم ، فوجدكم

    لدعائه مجيبين ولعزمه متطاولين ، واستنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحمشكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير شربكم ، هذا ، والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر . حذرا

    زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا ، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم ، وكيف بكم وأنى لكم أنى تؤفكون ، وكتاب الله بين أظهركم أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة وزواجره بينة ،

    وشواهده لائحة ، وأوامره واضحة . أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلا . ألا ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين . ثم أنتم هؤلاء تزعمون أن لا إرث لنا ،

    أفحكم الجاهلية تبغون ؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟ إيها معاشر الناس ابتز ارثيه . يا ابن أبي قحافة أفي الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي ! لقد جئت شيئا فريا . جرأة منكم على قطيعة الرحم

    ونكث العهد . أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : " وورث سليمان داود " وفيما اقتص من خبر يحيى وزكريا إذ يقول " قال رب . . . فهب لي من لدنك وليا .

    يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا " وقال عز وجل : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين " وقال تعالى : " إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على

    المتقين " . وزعمتم أن لاحظ لي ولا إرث من أبي . أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم تقولون : إن أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم بخصوص القرآن وعمومه أعلم

    ممن جاء به . فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك . فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد يوم القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل

    عليه عذاب مقيم . ثم عدلت صلوات الله عليها إلى مجلس الأنصار فقالت : معاشر النقيبة وأعضاد الملة وحصون الاسلام ما هذه الفترة في حقي والسنة عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله أبي

    يقول : المرء يحفظ في ولده . سرعان ما نسيتم وعجلان ما أحدثتم . ثم تقولون مات محمد فخطب جليل استوسع وهيه ، واستشمر فتقه لفقدان راتقه فاظلمت البلاد لغيبته واكتئب خيرة الله لموته واكدت الآمال

    وأطيع الحريم وزالت الحرمة عند مماته صلى الله عليه وآله . فتلك نازلة أعلن بها كتاب الله في أفنيتكم ، وعند ممساكم ومصبحكم هاتفا بكم ولقبل ما حل بأنبياء الله ورسله . " وما محمد إلا رسول قد خلت من

    قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " . إيها بني قيلة أأهضم تراث أبي ؟ وأنتم بمرأى ومسمع تشملكم الدعوة ، وفيكم العدة والعدد

    ولكم الدار ، وأنتم نخبة الله التي انتخب لدينه وأنصار رسوله والخيرة التي اختار لنا أهل البيت ، فنابذتم فينا العرب ، وكافحتم الأمم ، حتى دارت بكم وبنا رحى الاسلام ، وخضعت رقاب أهل الشرك ، وخبت نيران الباطل

    ، ووهنت دعوته ، واستوسق نظام الدين ، فنكصتم بعد الاقدام ، وأسررتم بعد البيان لقوم نكثوا أيمانهم " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين " . ألا لا أرى والله إلا أن أخلدتم إلى الخفض وركنتم إلى

    الدعة فمججتم الذي استرعيتم ، ولفظتم الذي سوغتم " إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد . ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم

    بالبينات فردوا أيديهم إلى أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب . ألا ، لقد قلت ما قلت على علم مني بالخذلان الذي خامر صدوركم واستفز قلوبكم . ولكن قلت الذي قلت لبثة

    الصدر ونفثة الغيظ ومعذرة إليكم وحجة عليكم وإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد . فدونكموها ، فاحتقبوها دبرة الظهر باقية العار موسومة بغضب الله وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة

    التي تطلع على الأفئدة . فبعين الله ما تفعلون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . أنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فأعملوا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون . ثم قالت : ربنا احكم بيننا وبين قومنا

    بالحق وأنت خير الحاكمين . ثم انحرفت إلى قبر أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم

    فقد شغبوا إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتب ابدى رجال لنا نجوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الترب تجهمتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فكل الخلق قد غضبوا ‹

    وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * فقد فقدت وكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت حل بنا * قوم تمنوا فعموا بالذي طلبوا إنا رزئنا بما لم يرز ذو

    شجن * من البرية لا عجم ولا عرب ثم انصرفت صلوات الله عليها إلى منزلها ، فلم تزل ذات فراش حتى لحقت برسول الله صلى الله عليه وآله كما أخبرها أنها أول لاحق به من أهل بيته .
  • بوعلي
    عضو نشيط
    • 16-10-2008
    • 557

    #2
    رد: خطبة الزهراء عليها السلام

    السلام عليكم ورحمت الله وبركاته :

    احسنت اخي على كتابت هذه الخطبه المباركه للسيده الزهراء سلام الله عليها التي بينت مضلوميتها ارواحنا لها الفداء وثبتنا مع المنتقم القائم المهدي في خير و عافيه انشاء الله

    Comment

    • ابومصطفى
      عضو مميز
      • 10-10-2008
      • 1712

      #3
      رد: خطبة الزهراء عليها السلام

      =سلام=
      نعم إخوانى ما أشد مظلوميتها سلام الله عليها
      أخوكم \ أبومصطفى
      sigpic

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎