إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هذا هو حال المؤمنين بحجّة الله { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    هذا هو حال المؤمنين بحجّة الله { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }

    هذا هو حال المؤمنين بحجّة الله{ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }


    فهم ابتداءً آمنوا بكلمات الله وصدّقوها ثم عملوا بها وصدّقوا حجّة الله عليهم وهو الحقّ من ربّهم، فماذا كان جزائهم من ربّهم :
    [ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ]
    الآن لنسأل أنفسنا هل نحن نعمل بقوله تعالى :
    [ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ]

    أخوك المؤمن يصفه سبحانه وتعالى
    بأنه طاهر ونقي
    قد أذهب الله سيئاته
    ليس فقط غفرها بل
    [ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ]
    كفّر أي ستر وغطى.

    نعم ليس فقط غفرها
    بل غطّاها وسترها
    وهل تعلم عمن سترها ؟
    سترها عن الملائكة
    نعم
    وعن الأرض
    وعن كل شيء شهد تلك المعصية
    أو الخطيئة
    لم يعد لها وجود
    ولا أثر
    كأنها شيء لم يكن.

    المَلك الذي كَتبها
    أنساهُ الله ما كَتب
    نعم
    والأرض
    وكل شيء.

    يقولون من يجهلون الحقيقة
    إنّ الذنوب والخطايا يغفرها الله
    ولكن تبقى آثارها
    ويمثلون النفس بالخشبة
    والذنوب بمسامير دُقّت فيها
    ويقولون إن رُفعت المسامير
    تبقى آثارها
    إذن فهم يَرون إن غفرت الذنوب
    تبقى آثارها
    هكذا هم يقولون.

    أقول والحق أقول لكم
    أنتم مخطئون
    لماذا تتكلمون فيما لا تعلمون
    لماذا تغلقون باب الملكوت
    في وجه التائبين.

    الذي دقّ المسامير في الخشبة
    ليس هو خالق الخشبة
    ليستطيع أن يعيدها كما كانت.

    أما الذي يغفر الذنوب
    فهو الله الذي خلق النفس
    وهو قادر على كل شيء
    قادر أن يعيد النفس كما كانت.

    إنّ العبد إذا تاب إلى الله
    فإنّ الله يُنسي الملائكة
    الكاتبين ما كتبوا
    ويُنسي الأرض
    التي عصى عليها العبد ما شهدت
    ويرفع كل أثَر للذنب
    من نفس العبد المؤمن المُخلص في توبته
    نعم
    يعود كيوم ولدته أمه
    فطرة نقية
    لا ذنب ولا أثر
    ولا أحد يَذكر
    نعم.

    من فضل الله أنّه يَبقي العبد
    يَذكر ذنبه
    ليس ليتحدّث به
    فهذا أيضا لا يرضى به الله
    ولكن لئلاّ يعود إليه
    وليستشعر ألم المعصية بالطاعة
    فيرتقي بألمه.

    إذن أيها التائب
    أنت اليوم فطرة نقيّة
    كيوم ولدتك أمك
    لا باب من أبواب السماء يُغلق بوجهك
    إن شئت الارتقاء.

    تُريد أن تكون من المقرّبين
    نعم تفضل الباب مفتوح لك
    الذي فتحه الرؤف الرحيم
    الله يريدك أن تسمعه هو سبحانه وتعالى.

    دَع عنك نداء الشيطان
    لا يخدعك بقوله
    من أنت
    من تكون
    لتصبح من المقرّبين
    لا يخدعك بقوله لك من أنت
    حتى ترتقي إلى علّيين
    وإن كان لا بد أن تلتفت إليه
    فقل له أنا عبد مسكين
    مذنب مقصّر خاطئ
    ولكن ربي رؤوف رحيم كريم
    قد فتح لي الأبواب بعطاءه الابتداء.


    إذن هذا هو حال المؤمن بحجّة الله
    [كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ]

    الآن عرفنا كيف كفّر عنهم سيئاتهم
    فهل نحن نعطيهم حقّهم
    هل نعطي هؤلاء الأنقياء الأطهار حقّهم
    كيف نتعامل فيما بيننا .

    نعم المفروض كل واحد منّا
    يعلم أن أخيه المؤمن هو عزيز على الله
    والله يحب المؤمن
    ويحب من يحبه.

    هل يكفي أن تعلم أنه طاهر
    وأن الله كفّر عنه سيئاته لتحبّه
    هل يكفي أن الله يحبّه لتحبّه
    هل يكفي أن الأنبياء والأوصياء يحبّونه لتحبّه
    هل يكفي أن الملائكة تحبّه لتحبّه
    هل يكفي أن الله لا يرضى
    أن تؤذي المؤمن بكلمة لتتجنّب أذاه
    هل يكفي أن تعلم إن من أحب الخلق إلى الله
    الذين يحبّون في الله .

    لتبدأ من جديد أيها المؤمن المطهَّر
    بحب أو ترك أذى أخيك المؤمن المطهَّر .

    نعم لابد لك من هذا
    لترتقي
    فالأبواب مفتوحة لك
    فلا تَركن لخدعة الشيطان
    إياك ثم إياك
    أن تترك حبَّ المؤمنين
    أو أن تؤذيهم
    فتَغِلق الأبواب التي فُتحت لك مرة أخرى .

    ثم هل نحن عاملون بقوله تعالى
    [ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ]
    هل نحن فرحين بنعمة سلامة الدين
    والولاية الحق
    * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ *

    وهل نحن لا نهتم على ما فاتنا
    من أمور دنيوية
    ومنها أكيد النصر المادي
    وهل نحن لا نفرح إذا تحقّق النصر المادي
    إلاّ لأنه تحقّق بفضل الله ورحمته.

    * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ*

    اذا كنّا كذلك عندها سنكون مصداق
    [وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ]
    نعم أصلح بالهم
    بالرضا بقضاءه
    والتسليم لأمره
    أصلح بالهم بالانقطاع إليه سبحانه
    أصلح بالهم بالعمل بين يديّ حجّته
    أصلح بالهم بالإخلاص له سبحانه
    أصلح بالهم بالرجاء والخوف.

    هناك جهلة ربما يتصوّرون
    أن أصلح بالهم بإصلاح دنياهم
    أي بالأمور الماديّة
    فهم يتصوّرون أن أصلح بالهم
    بالأمور الماديّة الدنيويّة
    لأنّ الدنيا هي مبلغهم من العلم
    بينما عند من أصلح بالهم حقيقة.

    الدنيا كلها جهل إلاّ مواضع العلم
    والعلم كلُّه حجّة إلاّ ما عَمِل به
    والعمل كلُّه رياء إلاّ ما كان مُخلصا
    والإخلاص على خطر عظيم
    حتى ينظر المرء ما يُختم له.

    فبالهم مشغول به سبحانه
    وهل يوجد شيء أصلح
    من بال اشتغل بالله.

    نعم حقاً من كانوا كذلك
    [ أَصْلَحَ بَالَهُمْ ].

    احمد الحسن . خطبة الجمعة الموحدة /٢١-٨-٢٠٠٨.
    سورة محمد : آية ٢
    سورة يونس : ٥٨
    سورة الحديد: آية ٢٣
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎