إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هذه هي الرسالة التي وصلت لمريم (ع) { وتساقط الرطبّ }

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    هذه هي الرسالة التي وصلت لمريم (ع) { وتساقط الرطبّ }

    الامتثال لأمر الله تعالى والعمل بالأسباب

    مريم (ع) امرأة
    والمرأة عادة يصعب عليها
    أن تهز شجرة صغيرة
    فكيف بالنخلة وهي شجرة جذعها متين
    ويصعب على الرجل هزّها
    فضلاً عن المرأة
    وأضف إلى هذا
    ان مريم حديثة ولادة
    وبالتالي فهي مجهدة
    وتحتاج للراحة
    وأن يهتم بها غيرها
    ويعدَّ لها ما تحتاج من طعام
    ولهذا نجد الناس
    عادة ترحم المرأة حديثة الولادة
    فيأتي بعض أقاربها من النساء
    ويلُون احتياجاتها
    فكيف يرحم الناس نساءهم
    ولا يرحم الله مريم
    المنقطعة إليه بالعبادة
    فيكلّفها بهز جذع النخلة ؟!
    ألم يكن بالإمكان
    أن يُنزل الله الرطبّ من النخلة
    لأي سبب يسبّبه الله
    ولماذا لم يستمر
    ما كان يحصل مع مريم سابقاً
    عندما كانت في بيت العبادة
    وكان طعامها يأتيها
    دون أي عمل.

    وهي الآن مجهدة بدنياً ونفسياً
    وفي أشدّ الحاجة
    أن يأتيها طعامها دون أن تعمل !!؟.

    الحقيقة أن سبب أمر الله لمريم
    أن تهز جذع النخلة
    هو إنها خرجت من بيت العبادة
    والانقطاع ألى الله
    إلى دنيا الناس
    فعليها أن تبذل جهداً
    لتحصل على طعامها
    وعليها أن تبذل جهداً
    للحفاظ على خليفة الله عيسى (ع)
    وعليها أن تبذل جهداً
    لتحافظ على نفسها
    عليها الآن أن تعمل بالأسباب
    هذه هي الرسالة التي وصلت لمريم (ع)
    بهزّ جذع النخلة .

    أما مسألة هل هي بذلت جهداً
    في هزّ الجذع ؟
    ولماذا لم يرحمها الله
    ويأتيها بالطعام كما كانت سابقاً ؟
    فجوابها بسيط
    وهو أن نعرف
    كيف هزت مريم جذع النخلة
    فهي لم تحتج أن تهزها بقوتها
    بل هي بمجرد أن امتثلت لأمر الله
    ووضعت يدها على جذع النخلة
    بدأت النخلة تهتز بقوة
    وتساقط الرطب
    وكان هذا الأمر في غاية الحكمة
    فهو إضافة إلى ما تقدَّم
    قد حصل بهذه الصورة
    ليكون سلساً مقبولاً
    ولا تتفاجئ
    وتخاف مريم (ع) نتيجة هذا الحدث
    كما حصل مع موسى (ع) .

    * وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ *
    * وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ*


    فلو أن مريم (ع) جلست بقرب نخلة
    واهتزت هذه النخلة
    بقوة دون معرفتها
    فهي أكيد تُفاجئ وتخاف
    أما لو حصل الأمر
    كما بيّنه الله تعالى
    فلن يكون مُفاجئاً.

    فمريم اُمِرت أن تهز جذع النخلة
    وليس فقط تضع يدها على النخلة
    فالله لم يقل لها ضعي يدك على النخلة
    واهتزت النخلة
    لأن هذا أيضاً سيكون فيه مفاجئةً لها
    وربما خافت
    ولكنه قال لها هزّي إليكِ
    فمسكت النخلة بيديها
    وهي تعلم أنها تريد أن تهز النخلة
    وأن النخلة ستهتز
    لأن الله أراد هذا
    وبهذا فهي لن تُفاجأ باهتزاز النخلة
    ولن تخاف أبداً
    لأنها على عِلم تام
    بما تُريد أن تفعل
    وما يُريد الله أن يحصَل
    وبهذا فسبب اهتزاز النخلة
    سيكون معروفاً عند مريم
    وإنه من الله
    وبهذا سيكون أمراً يزيد اطمئنانها
    وليس خوفها
    بل ويكون أيضاً اظهاراً للقوة الإلهية
    التي كانت تُحيط بمريم (ع)
    لِمريم (ع)
    فتعرف مريم (ع)
    أن هناك ملائكة تُحيطها
    وتحرسها
    وتحفظها
    من كيد الذين سيقولون.
    يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً .

    وبهذا كان هذا الحدث
    هزي إليك بجذع النخلة
    حجراً إلهياً
    حقّق أموراً كان يريدها الله
    فعرفت مريم (ع)
    عندما اُمرت بهز الجذع
    أن عليها من هذا اليوم
    أن تعتمد الأسباب
    وتعمل بالأسباب
    لتربية وتنشئة
    خليفة الله
    حتى يَحين وقت بَعثه .

    ولم تفاجأ مريم (ع)
    بأهتزاز جذع النخلة
    كما تفأجا موسى (ع)
    باهتزاز العصا لمّا تحولت افعى .

    فمريم (ع) كانت مُتعبة
    ومُرهقة من الولادة
    فعاملها الله بغاية الرحمة
    ولم يشأ أن تُفاجأ
    حتى باهتزاز جذع النخلة
    وعلمت مريم (ع) من اهتزاز جذع النخلة
    أن هناك قوة عظيمة
    تُحيطها
    هذه القوة هزّت جذع النخلة
    الذي يَصعب هزّه
    بل وهزّته بقوة
    واسقطت منه الرطبّ
    بكل يُسر .

    وبهذا أزداد اطمئنان مريم (ع)
    النفسي
    وقَويت عزيمتها
    على مواجهة من سيقولون
    يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّا.

    فجاءت بالمولود
    إلى من كانوا ينتظرونه
    والذين يُفترض أنهم ينصرونه
    هي لم تأتي به إلى اليهود المُعاندين
    بل جاءت به إلى من كانوا ينتظرون
    ولادته سابقاً
    وتفاجأوا
    بأن المولود أنثى
    وهي مريم (ع) .

    الآن جاءتهم مريم
    بالمولود الذي ينتظرونه
    ويترقَّبون ولادته
    بل وكانوا ينتظرون ولادته
    من والديّ مريم بالخصوص
    أي لم يحصل أي تغيير كبير
    فقط بَدل أن يكون المولود هو مريم
    أصبح المولود المُنتظَر
    هو ابن مريم (ع) .

    فكانت كلماتهم المُوجهة لمريم (ع)
    هي أقذر ما يُمكن أن تُتَّهم به امراة
    وهو الفاحشة
    يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً
    أي ان عيسى (ع)
    شيء مفترى
    أي ابن حرام
    هذه هي كلمات المؤمنين
    المُنتظرِين
    الذين كانوا يعتقدون
    أنّ المُخلِّص المُنتظر لهم
    سيكون من والديّ مريم (ع)
    بالخُصوص
    فماذا كان مُمكناً أن تنتظر مريم (ع)
    من القِسم الآخر
    من اليهود
    الذين كانوا عبارة عن علماء الهيكل
    واتباعهم
    وهم كانوا قبل هذا الحدَث
    يمقتون مريم (ع)
    ويتربّصون بها الدوائر.

    فكانت المعجزة
    التي لابد منها لتنجوَ مريم (ع)
    من كيدهم
    وهي كلام الصبيّ في المهد
    فشاء الله أن يُؤمن
    عدد ممن حَصَلت هذه المعجزة أمامهم
    آمنوا لأنهم يؤمنون بالغيب
    ولم يؤمن من كانوا يريدون معجزة
    قاهرة
    فقالوا هذا سحر
    وقالوا
    نطق على لسانه شيطان من الجن
    وقالوا أوهام
    وهكذا لم يُعدموا حجّة
    ليكفروا به
    كما هو حال أكثر الناس دائماً
    للأسف .

    وعاد عيسى (ع)
    إلى حالته الطبيعية
    كصبيّ ليدخل دنيا الامتحان
    ويُحقّق نتيجته في الامتحان
    عن استحقاق
    ولتتحقَّق عدالة الله
    فنسيَ ما حصل
    من نُطقه في المهد
    كما نسيَ حاله في الذَّر
    لمّا حُجب بالجسد.

    وأخذت مريم عيسى (ع)
    وأبتعدت عنهم
    لتربيه وتحافظ عليه
    حتى يبعثه الله
    ويؤدّي رسالته
    وأيضاً في نفس الوقت
    فإن هذه الحادثة جعلت الانتظار
    يستمر بين المؤمنين
    وإن كان عددهم قليلا.

    فلمّا بُعث عيسى (ع)
    وجد من كانوا ينتظرونه
    وتهيؤوا في غيبته
    التي استمرت من ولادته
    إلى بعثه
    فقاموا معه
    ونصروا دين الله .

    احمد الحسن .كتابه الجواب المنير ج ٧ /س ٦٥١
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    #2
    رد: هذه هي الرسالة التي وصلت لمريم (ع) { وتساقط الرطبّ }

    مريم بعد كل هذه المسيرة مع الله
    والغيب والاعجاز
    هل يمكن لعاقل أن يقول
    إنها تخاف من الناس ؟
    ثم ها هي التي يتصور من يجهل الحقيقة
    إنها تخاف الناس
    لا تبالي بهم
    ولا بكلامهم
    بل وتأتي بعيسى (ع)
    وبكل هدوء
    لتَعرضه عليهم
    وهم يُهاجمونها بقوة

    * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً *
    يَا أختَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً*

    وهي لا تكلّف نفسها عناء الردّ عليهم
    * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً *.

    إذن مريم (ع) لم تكن خائفة
    ولكنّها خرجت من بيت الله
    ومن مكان عبادتها
    ومحرابها وخلوتها مع الله
    بسبب هذا الحمل
    * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً *
    والآن هي تلد هذا المولود
    * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً * .

    إذن هي الآن أيقنت
    أنها ستُحرم للأبد من مكان عبادتها
    ولن تعود إلى محرابها
    الذي طالما تجلّت لها فيه
    آيات الله ولذا
    * قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً *
    فطمئنها بأنه ملك بني اسرائيل
    وأنّ في ولادته الفرج
    وفي الإنشغال بتربيته
    طاعة وعبادة لله
    * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً *.


    احمد الحسن .كتابه الجواب المنير ج٢ / س ٧٧.
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎