إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الدليل إلى قِبلة الأرواح .

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    الدليل إلى قِبلة الأرواح .

    المتركز في الأذهان عن السجود
    هو وضع الجبهة على الأرض
    أو الإنحناء
    و وضعها على شيء منخفض عنها
    والمراد منه هو بيان الخضوع
    والتذلّل والطاعة للمسجود له.

    وربما كان السجود بالإيماء له بالرأس
    أو حتى برموش العين
    كما هو حال العاجز في الصلاة.

    والحقيقة أن الإنسان الخاضع
    الذليل لله والمطيع لأمر الله
    ساجد في كل أحواله
    نائماً وقائماً
    ً وقاعداً وماشياً
    والإنسان الذي لا يخضع لله
    ولا يتذلّل لله
    ولا يطيع أمر الله
    ليس بساجد
    وإن وضع جبهته على الأرض.

    فالسجود الحقيقي إذن

    هو الطّاعة
    وامتثال الأمر الإلهي
    وربما دون وضع الجبهة على الأرض
    وربما لا يتم بوضع الجبهة على الأرض.

    فإبليس لم يرفض السجود لله
    بل له سجدة ستة الآف عام
    ولكنه رفض أن تكون قبلته
    في السجود لله { آدم }.

    فهو في حقيقة أمره
    متكبّر على الله
    وليس بخاضع ومتذلّل
    ولا مطيع لأمر الله
    وهو من الساجدين لله
    الذين حقَّ عليهم العذاب
    لأنه لم يتّخذ القبلة
    التي أمره الله أن يتخذها.

    * أَلَمْ تَرَ أَنَ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأرضِ وَ اَلشَمْسُ وَ الْقَمَرُ وَالنُجُومُ وَ الْجِبَالُ وَالشَجَرُ وَالدَوُابُ وَ كَثِيرُ مِنَ النَاسِ وَ كَثِيرُ حَقَ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ انَ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ .

    فهؤلاء الذين حق عليهم العذاب
    يُوصفون بأنهم يسجدون لله
    ولكنه ليس سجوداً حقيقياً
    لأنهم لم يطيعوا الله في السجود له سبحانه
    من حيث يُريد وإلى القبلة التي أمرهم بها.

    وباختصار
    فإن المطيع لأمر أحد طاعة مطلقة
    فهو عبد ساجد لهذا المُطاع

    ولذا قال تعالى* اتَخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ*
    أي عبدوا علماءهم غير العاملين
    لأنهم أحلّوا لهم الحرام
    وحرَّموا عليهم الحلال فأطاعوهم.

    فمن يعصِ الله فهو ليس عابداً
    ولا ساجداً لله بقدر تلك المعصية
    فاذا كانت المعصية متعلقة بالقبلة
    التي يتوجّه إليها حال سجوده وطاعته
    أي أنه اتّخذ قبلة غير القبلة التي أمره الله بها
    فإنه في كل عمله عاصٍ
    وليس عابداً ولا ساجداً لله
    ولا تزيده سرعة السير إلاّ بعداً.

    *وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَينَ لَهُ الْهُدَى وَيَتبِعْ غَيْرَ سَبيِلِ الْمُؤْمنيِنَ نُوَلهِ مَا تَوَلى وَنُصْلِهِ جَهَنَمَ وَ سَاءتْ مَصِيرا ً*

    فهكذا إنسان تولّى الشرّ
    ّ والشيطان والظلمة
    ليس على جادة الطريق
    التي توصل إلى الهدف
    بل مستدبراً القبلة
    التي توصله إلى الله
    فتكون سرعة سيره
    سجوده
    و عبادته
    و طاعته
    المدّعاة سبباً في إيصاله
    إلى هاوية الجحيم
    لأن كل أعماله
    سجوده
    عبادته
    طاعته
    يستقبل بها قبلة
    لم يأمره الله بها
    بل نهاه الله عن استقبالها
    فيكون سجوده
    عبادته
    طاعته
    كلها مبنيه على المعصية والذنب
    فتكون معاصي وذنوب
    فلا صام ولا صلّى
    بل أذنب وعصى .

    * فَلا صَدَقَ وَلا صَلى وَلَكِنْ كَذَبِ وَتَوَلَى ثُمَ ذَهَبَ الَى أَهْلِهِ يَتَمَطى أَوْ لَكَ فأولى ثُمَ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى*

    أي أن الأولى هو التصّديق
    بوليّ الله وحجته
    وخليفته سبحانه
    الرسول سواء كان نبياً أو وصياً
    والصلاة معه وهي الولاية لوليّ الله
    لأنها ولاية الله والسجود لوليّ الله
    أي طاعته
    لأنه سجود الله وطاعة الله
    ودون الخضوع لوليّ الله
    لا تنفع الأعمال الظاهرية.


    فاذا علمنا أن الله
    لم ينظر الى الأجسام منذ خلقها
    فلا يكون سجود الأجسام إلاّ مرشداً ودليلاً
    يدل على الحقيقة ويشير إليها
    وهذه الحقيقة هي الطاعة
    وامتثال الأمر الصادر من الله سبحانه وتعالى
    فاذا كان لِسجود الأجسام قبلة
    وهي الكعبة
    فلابد أن يكون لِسجود الأرواح قبلة
    وقبلة الأرواح هو وليّ الله
    [ حجة الله على خلقه ]


    فبطاعته يُطاع الله
    وبمعصيته يُعصى الله
    ولذلك كان الأمر للملائكة
    [ الأرواح ]
    هو السجود لآدم
    الإنسان الكامل.

    والإسلام والسجود واحد
    فالإسلام هو التسّليم
    والتسّليم هو الطاعة المُطلقة
    فالمُسلم هو المُسلم لله سبحانه وتعالى
    وهذا التسّليم [ السجود ]
    لابد له من قبلة
    فقبلته هو وليّ الله
    [ حجته على خلقه ]

    فليس بمُسلم حقيقي
    من أعرض عن قبلة التسّليم
    التي فرضها الله تعالى
    وهي [ حجّة الله ]
    المتمثلة بخليفة الله في أرضه.

    احمد الحسن .كتابه اضاءات من دعوات المرسلين.
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎