إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

{ فَمَا خُلِقنا للدنيا بَل للآخرة }.

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    { فَمَا خُلِقنا للدنيا بَل للآخرة }.

    الدنيا كما وصفها و يراها السيد احمد الحسن (ع)

    ... الحمد لله الذي لم يهني بطلب الدنيا بل جعل الدنيا تطلبني, فو الله ماطلبت ملكاً ولا حكماً ولا مقاماً ولا منصباً ولا طاعة الناس لي وانصياعهم لأمري إلا بأمر الله سبحانه وأمر الإمام المهدي عليه السلام, ولولا قيام الحجه عليّ بحضور الناصر لي لألقيت حبلها على غاربها, ووالله إن الدنيا عندي كما أرانيها الله سبحانه وكما وصفها أبي علي ابن أبي طالب (ع)
    { عراق خنزير في يد مجذوم }
    { فَمَا خُلِقنا للدنيا بَل للآخرة}

    [ خطابه الحج] .

    و ها هي الدنيا بميزان الإمام الحسين (ع)

    وأما الدنيا وزخرفها فقد طلقها الحسين (ع) وأصحابه (ع) وساروا في ركب الحقيقة والنور الإلهي ، وهذا الميزان الثاني الذي رسخه الحسين (ع) بدمه المقدس بالفعل لا بالقول ، فبين (ع) بفعله إن الدنيا والآخرة ضرتان لا تجتمعان في قلب إنسان ، فإذا دخلت إحداهما في قلب الإنسان خرجت الأخرى ، وإذا سار الإنسان إلى إحداهما ابتعد عن الأخرى ، فمن أراد الله سبحانه وأراد الآخرة لا محيص له عن طلاق الدنيا .
    [ خطابه إلى طلبة الحوزة]


    الدنيا بوجهة نظر الإمام علي (ع)

    الإمام علي (ع) : يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم تشوّفت هيهات هيهات قد بنتك ثلاثاً لا رجعة فيها .
    والسؤال هل إن أمير المؤمنين (ع) طلق الدنيا كالطلاق العادي أي أنه تركها، ثم عاد لها، ثم تركها، وهكذا ثلاث؟!.
    السيد احمد الحسن : هذا المعنى الذي ذكرته يعني أنه رغب فيها بعد تركها غير صحيح، ولكنه (ع) رفضها في الطفولة وفي الشباب وفي الكبر، قال تعالى:
    *اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ *٢٠ الحديد .
    وعلي (ع) دخل الإسلام في طفولته ولم يعرف عنه اللعب، بل عرف بالجد والجهاد في الدفاع عن محمد(ص) والإسلام منذ صباه. ثم إنه قضى شبابه يمسح العلق والعرق في سبيل الله، فمن معركة إلى معركة يكاد لا يداوي جراحه، ثم إنه في الكبر لم يهتم لقليل الدنيا ولا لكثيرها. فها هو علي (ع) في طفولته لم يلعب ولم يلهُ ، وفي شبابه لم يعرف الزينة والاهتمام بالمظهر، وفي كبر سنه لم يجمع شيئاً من تراث الدنيا، فقدبانها ثلاثاً كما قال علي(ع) وأيضاً: بانها ثلاثاً بكل وجوده الملكي الجسماني، والملكوتي في السموات الست، والعقلي في السماء السابعة.
    [المتشابهات ج٤ س١٣٠]

    سأل معاوية ضرار بن ضمرة الشيباني عن أمير المؤمنين (ع) فقال: أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا يا دنيا، إليك عني، أبي تعرضت؟! أم إلي تشوقت؟! لا حان حينك، هيهات، غري غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد .
    عنه (ع): والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم .
    عنه (ع): دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز .
    عنه (ع): إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى .
    عنه (ع): لدنياكم أهون عندي من ورقة [في] في جرادة تقضمها، وأقذر عندي من عراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمر على فؤادي من حنظلة يلوكها ذو سقم فيبشمها...ما لعلي ونعيم يفنى، ولذة تنحتها المعاصي؟!
    سألقى وشيعتي ربنا بعيون ساهرة وبطون خماس* وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ* ١٤١ آلعمران.
    الإمام علي (ع): من كرمت نفسه صغرت الدنيا في عينه .

    عبد الله بن عباس : دخلت على أمير المؤمنين (ع) بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمة لها، فقال (ع): والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا .

    الإمام علي (ع): كان لي فيما مضى أخ في الله وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه
    الإمام علي (ع): أنا كأب الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها، وناظرها بعينها .

    عنه (ع): إليك عني يا دنيا، فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب في مداحضك...هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن أزور عن حبائلك وفق، والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه، اعزبي عني، فوالله لا أذل لك فتستذليني ولا أسلس لك فتقوديني .
    الإمام علي (ع): والله ما دنياكم عندي إلا كسفر على منهل حلوا إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا، ولا لذاذتها في عيني إلا كحميم أشربه غساقا، وعلقم أتجرعه زعاقا، وسم أفعى أسقاه دهاقا، وقلادة من نار أوهقها خناقا.
    ولقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، وقال لي: اقذف بها قذف الآتن، لا يرتضيها ليرقعها، فقلت له: اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى، وتنجلي عنا علالات (غلالات) الكرى .

    الإمام الحسن (ع): أيها الناس إنما أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه.


    * حال الحياة الدنيا في القرآن

    *فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى*ٰ ٣٠ النجم.

    *فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ* ١٦٩ الأعراف.


    الإمام علي (ع) : إنما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شئ، وسميت الآخرة آخرة لأن فيها الجزاء والثواب .

    رسول الله (ص) - عندما سأله يزيد بن سلام:
    لم سميت الدنيا دنيا؟ -: لأن الدنيا دنية خلقت من دون الآخرة، ولو خلقت مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة، قال: فأخبرني لم سميت الآخرة آخرة؟ قال: لأنها متأخرة تجئ من بعد الدنيا، لا توصف سنينها، ولا تحصى أيامها، ولا يموت سكانها.

    الإمام علي (ع): الناس أبناء الدنيا، ولا يلام الرجل على حب أمه .
    عنه (ع): الناس أبناء الدنيا، والولد مطبوع على حب أمه .


    * الدنيا مزرعة الآخرة


    الإمام الباقر (ع) - في قوله تعالى: * وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ* ٣٠ النحل -: عنه (ع): نعم العون الدنيا على الآخرة .

    الإمام علي (ع): ولنعم دار من لم يرض بها دارا، ومحل من لم يوطنها محلا .
    عنه (ع): بالدنيا تحرز الآخرة .
    عنه (ع): الدين ذخر والعلم دليل.

    الإمام الباقر (ع) فيما ناجى الله موسى (ع): هي دار الظالمين إلا العامل فيها بالخير، فإنها له نعمت الدار .

    الإمام علي (ع): بئست الدار لمن لم يتهيأها ولم يكن فيها على وجل .



    * خلقت الدنيا لغيرها

    الإمام علي (ع): إن الله سبحانه قد جعل الدنيا لما بعدها، وابتلى فيها أهلها، ليعلم أيهم أحسن عملا، ولسنا للدنيا خلقنا، ولا بالسعي فيها أمرنا .
    عنه (ع): الدنيا خلقت لغيرها ولم تخلق لنفسها .
    عنه (ع): أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففيها اختبرتم ولغيرها خلقتم.

    رسول الله (ص): فليتزود العبد من دنياه لآخرته، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، فإن الدنيا خلقت لكم وأنتم خلقتم للآخرة .


    * تفسير الدنيا

    دنيا بلاغ ودنيا ملعونة - الإمام زين العابدين (ع): الدنيا دنياءان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة

    رسول الله (ص): الدنيا ملعونة وملعون ما فيها، إلا من ابتغى به وجه الله عز وجل.
    عنه (ص): الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها لله عز وجل .

    " فيما أوحى الله تعالى إلى موسى (ع) ": إن الدنيا دار عقوبة، عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها لي .

    الإمام علي (ع): ألا إن الدنيا دار لا يسلم منها إلا فيها (بالزهد)، ولا ينجى بشئ كان لها، ابتلي الناس بها فتنة فما أخذوه منها لها اخرجوا منه وحوسبوا عليه، وما أخذوه منها لغيرها قدموا عليه وأقاموا فيه.

    الإمام الصادق (ع) - في زيارة الحسين (ع) عند الوداع -: ولا تشغلني عن ذكرك بإكثار علي من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها وتفتني زهرات زينتها، ولا بإقلال يضر بعملي كده ويملأ صدري همه، أعطني من ذلك غنى عن أشرار خلقك، وبلاغا أنال به رضاك .

    دنيا كفاف وما فوقه - الإمام زين العابدين (ع): شكا رجل إلى أمير المؤمنين (ع) الحاجة فقال: اعلم أن كل شئ تصيبه من الدنيا فوق قوتك فإنما أنت فيه خازن لغيرك .

    رسول الله (ص): اتركوا الدنيا لأهلها فإنه من أخذ منها فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر .

    الإمام علي (ع): لا تسألوا فيها فوق الكفاف، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ .
    عنه (ع): يسير الدنيا خير من كثيرها، وبلغتها أجدر من هلكتها .

    الإمام الصادق (ع): قال لقمان لابنه:
    وخذ من الدنيا بلاغا، ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس، ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك.

    رسول الله (ص): ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتا.

    الإمام الصادق (ع): إن استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا تسأل عنه غدا فافعل .

    الإمام علي (ع): متاع الدنيا حطام، وتراثها كباب، بلغتها أفضل من أثرتها، وقلعتها أركن من طمأنينتها، حكم بالفاقة على مكثرها، واعين بالراحة من رغب عنها.

    تحسر سلمان الفارسي (رضي الله عنه) عند موته، فقيل له: علام تأسفك يا أبا عبد الله؟ قال: ليس تأسفي على الدنيا ولكن رسول الله (ص) عهد إلينا وقال: ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب، وأخاف أن نكون قد جاوزنا أمره وحولي هذه الأساود، وأشار إلى ما في بيته، وقال: هو دست وسيف وجفنة .


    * الأخذ من الدنيا بقدر الضرورة الدنيا


    الإمام علي (ع): هؤلاء أنبياء الله وأصفياؤه تنزهوا عن الدنيا... ثم اقتص الصالحون آثارهم... وأنزلوا الدنيا من أنفسهم كالميتة التي لا يحل لأحد أن يشبع منها إلا في حال الضرورة إليها، وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس وأمسك الروح، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتد نتنها، فكل من مر بها أمسك على فيه، فهم يتبلغون بأدنى البلاغ.

    الإمام الصادق (ع): ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها .

    الإمام علي (ع): إنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار، ويسمع فيها باذن المقت والإبغاض.
    عنه (ع): من أقل منها استكثر مما يؤمنه، ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه .
    عنه (ع): - وقد كتب إلى بعض أصحابه يعظه -: فإن من اتقى الله جل وعز قوى وشبع وروي ورفع عقله عن أهل الدنيا... فقذر حرامها، وجانب شبهاتها، وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة [منه] يشد بها صلبه، وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه، ولم يكن له فيما لابد منه ثقة ولا رجاء .
    عنه (ع): الدنيا دار المنافقين وليست بدار المتقين، فلتكن حظك من الدنيا قوام صلبك، وإمساء نفسك، وتزود لمعادك.

    رسول الله (ص): فروا من فضول الدنيا كما تفرون من الحرام، وهونوا على أنفسكم الدنيا كما تهونون الجيفة، وتوبوا إلى الله من فضول الدنيا وسيئات أعمالكم، تنجوا من شدة العذاب .


    * الدنيا لمن تركها

    رسول الله (ص): أوحى الله تبارك وتعالى إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك .

    عنه (ص): لما خلق الله الدنيا أمرها بطاعته فأطاعت ربها، فقال لها: خالفي من طلبك، ووافقي من خالفك، فهي على ما عهد إليها الله وطبعها عليه .
    عنه (ص): إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك، وأخدمي من رفضك.

    الإمام علي (ع): الحظ يسعى إلى من لا يخطبه .

    عنه (ع): الدنيا لمن تركها والآخرة لمن طلبها .
    عنه (ع): من ساعى الدنيا فاتته، من قعد عن الدنيا طلبته.
    عنه (ع): من سلا عن الدنيا أتته راغمة .
    عنه (ع): من خدم الدنيا استخدمته، ومن خدم الله سبحانه خدمته .
    عنه (ع): إنك إن أقبلت على الدنيا أدبرت، إنك إن أدبرت عن الدنيا أقبلت .

    رسول الله (ص): إن الله تعالى يعطي الدنيا على نية الآخرة، وأبى أن يعطي على نية الدنيا.

    الإمام علي (ع): من ساعاها فاتته، ومن قعد عنها أتته .
    عنه (ع): مثل الدنيا كظلك إن وقفت وقف، وإن طلبته بعد .

    فيما أوحي إلى موسى (ع) : ... ما من خلقي أحد عظمها فقرت عينه، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها .


    * ذم الدنيا من دون علم


    رسول الله (ص): من قال: قبح الله الدنيا قالت الدنيا: قبح الله أعصانا للرب .
    عنه (ص): لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن، فعليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر، إنه إذا قال العبد: لعن الله الدنيا قالت الدنيا: لعن الله أعصانا لربه.

    الإمام علي (ع): أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها المنخدع بأباطيلها، أتغتر بالدنيا ثم تذمها؟! أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟! متى استهوتك أم متى غرتك؟...
    إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها .
    عنه (ع): أيها الذام أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟ فقال قائل من الحاضرين: بل أنا المتجرم عليها يا أمير المؤمنين، فقال له: فلم ذممتها؟ أليست دار صدق لمن صدقها...فإن ذممتها لصبرها فامدحها لشهدها، وإلا فاطرحها لا مدح ولا ذم.
    عنه (ع): أما بعد، فما بال أقوام يذمون الدنيا [وقد] انتحلوا الزهد فيها؟! الدنيا منزل صدق لمن صدقها...فمن ذا يذم الدنيا - يا جابر - وقد آذنت ببينها؟!... فذمها قوم غداة الندامة [وحمدها آخرون] خدمتهم جميعا.

    الإمام الهادي (ع): الدنيا سوق، ربح فيها قوم وخسر آخرون.


    * التبصر في الدنيا


    الإمام علي (ع): إنما الدنيا منتهى بصر الأعمى، لا يبصر مما وراءها شيئا، والبصير ينفذها بصره ويعلم أن الدار وراءها، فالبصير منها شاخص، والأعمى إليها شاخص، والبصير منها متزود، والأعمى لها متزود.
    عنه (ع): من أبصر بها بصرته، ومن أبصر إليها أعمته " البصيرة ".


    * خصائص الدنيا المذمومة


    الإمام علي (ع): الدنيا حلم والاغترار بها ندم .
    عنه (ع): الدنيا سوق الخسران .
    عنه (ع): الدنيا مصرع العقول .
    عنه (ع): الدنيا ضحكة مستعبر.
    عنه (ع): الدنيا مطلقة الأكياس .
    عنه (ع): الدنيا سم آكله من لا يعرفه .
    عنه (ع): الدنيا معدن الشر ومحل الغرور .
    عنه (ع): الدنيا لا تصفوا لشارب ولا تفي لصاحب .
    عنه (ع): الدنيا مزرعة الشر .
    عنه (ع): الدنيا منية الأشقياء .
    عنه (ع): الدنيا تسلم .
    عنه (ع): الدنيا تذل
    عنه (ع): العاجلة منية الأرجاس .
    عنه (ع): المواصل للدنيا مقطوع .

    المسيح (ع): يا طالب الدنيا لتبر، تركك الدنيا أبر .

    روي أنه النبي (ص) لما مات عثمان بن مظعون كشف الثوب عن وجهه ثم قبل ما بين عينيه، ثم بكى طويلا، فلما رفع السرير قال: طوباك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا، ولم تلبسها

    * حب الدنيا رأس كل خطيئة


    " فيما أوحى الله تعالى إلى موسى (ع) ": اعلم أن كل فتنة بذرها حب الدنيا .

    رسول الله (ص): أكبر الكبائر حب الدنيا .

    الإمام الصادق (ع): رأس كل خطيئة حب الدنيا .

    رسول الله (ص): حب الدنيا أصل كل معصية وأول كل ذنب .

    الإمام علي (ع): حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن .
    عنه (ع): رأس الآفات الوله بالدنيا .
    عنه (ع): إن الدنيا لمفسدة الدين ومسلبة اليقين، وإنها لرأس الفتن وأصل المحن .
    عنه (ع): إنك لن تلقى الله سبحانه بعمل أضر عليك من حب الدنيا.

    " في حديث المعراج ":... لو صلى العبد صلاة أهل السماء والأرض، ويصوم صيام أهل السماء والأرض، ويطوي من الطعام مثل الملائكة، ولبس لباس العاري، ثم أرى في قلبه من حب الدنيا ذرة أو سعتها أو رئاستها أو حليها أو زينتها لا يجاورني في داري، ولأنزعن من قلبه محبتي .

    الإمام الصادق (ع): إن أول ما عصي الله به ست: حب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النساء، وحب النوم، وحب الراحة .

    الإمام زين العابدين (ع): ما من عمل بعد معرفة الله جل وعز ومعرفة رسوله (ص) أفضل من بغض الدنيا... فتشعب من ذلك: حب النساء، وحب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الراحة، وحب الكلام، وحب العلو، والثروة، فصرن سبع خصال، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة .


    * ما هو ليس من الدنيا


    رسول الله (ص): ليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك .

    عن ابن أبي يعفور: قلت لأبي عبد الله (ع): إنا لنحب الدنيا، فقال لي: تصنع بها ماذا؟
    قلت: أتزوج منها وأحج وأنفق على عيالي وأنيل إخواني وأتصدق، قال لي: ليس هذا من الدنيا، هذا من الآخرة .


    * ثمرات حب الدنيا


    الإمام علي (ع): فارفض الدنيا، فإن حب الدنيا يعمي ويهم ويبكم ويذل الرقاب .
    عنه (ع): حب الدنيا يفسد العقل، ويهم القلب عن سماع الحكمة، ويوجب أليم العقاب .

    قال الله لداود: يا داود، احذر القلوب المعلقة بشهوات الدنيا، فإن عقولها محجوبة عني.

    الإمام علي (ع): من غلبت الدنيا عليه عمى عما بين يديه.

    عنه (ع): من لهج قلبه بحب الدنيا التاط قلبه منها بثلاث: هم لا يغبه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه.

    الإمام الصادق (ع): من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم لا يفنى، وأمل لا يدرك، ورجاء لا ينال .

    الإمام علي (ع): من أحب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا .

    رسول الله (ص): إنه ما سكن حب الدنيا قلب عبد إلا التاط فيها بثلاث: شغل لا ينفد عناؤه، وفقر لا يدرك غناه، وأمل لا ينال منتهاه.

    الإمام علي (ع): إنكم إن رغبتم في الدنيا أفنيتم أعماركم فيما لا تبقون له ولا يبقى لكم
    عنه (ع): من كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراقها .

    الإمام الصادق (ع): من كثر اشتباكه بالدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها .

    الإمام علي (ع): حب الدنيا يوجب الطمع .

    رسول الله (ص): حرام على كل قلب يحب الدنيا أن يفارقه الطمع .
    عنه (ص): إن الدنيا مشغلة للقلوب والأبدان، وإن الله تبارك وتعالى سائلنا عما نعمنا في حلاله، فكيف بما نعمنا في حرامه .

    الإمام علي (ع): من أحب الدنيا جمع لغيره .
    عنه (ع): المستمتعون بالدنيا تبكي قلوبهم وإن فرحوا، ويشتد مقتهم لأنفسهم وإن اغتبطوا ببعض ما منها رزقوا.

    الإمام الكاظم (ع): من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه .

    الإمام الصادق (ع): فمن أحبها أورثته الكبر، ومن استحسنها أورثته الحرص، ومن طلبها أورثته الطمع، ومن مدحها ألبسته الريا، ومن أرادها مكنته من العجب، ومن اطمأن إليها أركبته الغفلة .

    الإمام علي (ع): لحب الدنيا صمت الأسماع عن سماع الحكمة، وعميت القلوب عن نور البصيرة.

    * بغض الدنيا


    الإمام علي (ع): ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها؟! إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها .
    عنه (ع): هؤلاء أنبياء الله وأصفياؤه، تنزهوا عن الدنيا، وزهدوا فيما زهدهم الله جل ثناؤه فيه منها، وأبغضوا ما أبغض، وصغروا ما صغر.

    كان علي بن الحسين (ع) إذا تلا هذه الآية :* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين*َ ١١٩ .التوبة يقول: اللهم ارفعني في أعلى درجات هذه الندبة وأعني بعزم الإرادة... وارزقني قلبا ولسانا يتجاريان في ذم الدنيا، وحسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقا .

    الإمام علي (ع): لقد كان في رسول الله (ص) كاف لك في الأسوة، ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها، وكثرة مخازيها ومساويها، إذ قبضت عنه أطرافها، ووطئت لغيره أكنافها، وفطم عن رضاعها، وزوي عن زخارفها...فتأس بنبيك الأطيب الأطهر (ص)، فإن فيه أسوة لمن تأسى، وعزاء لمن تعزى، وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه، والمقتص لأثره.قضم الدنيا قضما، ولم يعرها طرفا، أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله ورسوله وتعظيمنا ما صغر الله ورسوله لكفى به شقاقا لله، ومحادة عن أمر الله.
    ولقد كان رسول الله (ص) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير، فيقول: يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكي لا يتخذ منها رياشا ولا يعتقدها قرارا، ولا يرجو فيها مقاما.
    فأخرجها من النفس، وأشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه، وأن يذكر عنده.
    ولقد كان في رسول الله (ص) ما يدلك على مساوئ الدنيا وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته، فلينظر ناظر بعقله، أكرم الله محمدا بذلك أم أهانه؟ فإن قال: أهانه فقد كذب والله العظيم بالإفك العظيم وإن قال: أكرمه فليعلم أن الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له، وزواها عن أقرب الناس منه.
    فتأسى متأس بنبيه، واقتص أثره، وولج مولجه، وإلا فلا يأمن الهلكة، فإن الله جعل محمدا (ص) علما للساعة، ومبشرا بالجنة، ومنذرا بالعقوبة، خرج من الدنيا خميصا، وورد الآخرة سليما. لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله، وأجاب داعي ربه، فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه وقائدا نطأ عقبه .


    * حقيقة الدنيا لهو ولعب


    وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٣٢. الأنعام
    وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ٦٤ العنكبوت.


    اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ ٢٠ الحديد .

    الإمام الباقر (ع): هل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته، أو كجارية وطئتها .

    الإمام علي (ع) - لما رأى جابر بن عبد الله وقد تنفس الصعداء - فقال (ع):
    يا جابر، علام تنفسك، أعلى الدنيا؟ فقال جابر: نعم، فقال له: يا جابر، ملاذ الدنيا سبعة: المأكول، والمشروب، والملبوس، والمنكوح، والمركوب، والمشموم، والمسموع.فألذ المأكولات العسل وهو بصق من ذبابة، وأحلى المشروبات الماء وكفى بإباحته وسباحته على وجه الأرض، وأعلى الملبوسات الديباج وهو من لعاب دودة، وأعلى المنكوحات النساء وهو مبال في مبال ومثال لمثال، وإنما يراد أحسن ما في المرأة لأقبح ما فيها، وأعلى المركوبات الخيل وهو قواتل، وأجل المشمومات المسك وهو دم من سرة دابة، وأجل المسموعات الغناء والترنم وهو إثم، فما هذه صفته لم يتنفس عليه عاقل.
    قال جابر بن عبد الله: فوالله ما خطرت الدنيا بعدها على قلبي .


    * التحذير من الدنيا


    الإمام علي (ع): أحذركم الدنيا، فإنها ليست بدار غبطة، قد تزينت بغرورها، وغرت بزينتها لمن كان ينظر إليها .
    عنه (ع): أحذركم الدنيا، فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات .
    عنه (ع): أحذركم الدنيا، فإنها منزل قلعة وليست بدار نجعة .
    عنه (ع): أحذركم الدنيا، فإنها دار شخوص، ومحلة تنغيص، ساكنها ظاعن، وقاطنها بائن .
    عنه (ع): أحذركم الدنيا، فإنها غرارة، ولا تعدو إذا هي تناهت إلى أمنية أهلها ما قال الله عز وجل: وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ٤٥ الكهف.
    عنه (ع): احذروا الدنيا، فإن في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وأولها عناء، وآخرها فناء
    عنه (ع): أحذركم الدنيا والاغترار بها، فكأن قد زالت عن قليل عنكم كما زالت عمن كان
    قبلكم، فاجعلوا اجتهادكم فيها التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل .
    عنه (ع): احذروا هذه الدنيا الخداعة الغدارة، التي قد تزينت بحليها، وفتنت بغرورها... فأصبحت كالعروس المجلوة، والعيون إليها ناظرة .
    عنه (ع): احذروا الدنيا الحذر كله، وضعوا عنكم ثقل همومها لما تيقنتم لو شك زوالها، وكونوا أسر ما تكونون فيها، أحذر ما تكونون لها .
    عنه (ع): احذروا الدنيا، فإنها غدارة غرارة خدوع، معطية منوع، ملبسة نزوع .
    عنه (ع): احذروا الدنيا، فإنها عدوة أولياء الله، وعدوة أعدائه، أما أولياؤه فغمتهم، وأما أعداؤه فغرتهم .

    رسول الله (ص): احذروا الدنيا، فإنها أسحر من هاروت وماروت .


    * التحذير من غرور الدنيا


    * زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ* ٢١٢ البقرة .

    *زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ *١٤ آل عمران .

    *الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا *٤٦ الكهف
    الإمام علي (ع): مثل من اغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب، فليس شئ أكره إليهم ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه ويصيرون إليه .

    في حديث المعراج -: يا أحمد، احذر أن تكون مثل الصبي إذا نظر إلى الأخضر والأصفر وإذا أعطي شيئا من الحلو والحامض اغتر به .

    الإمام علي (ع): احذر أن يخدعك الغرور بالحائل اليسير، أو يستزلك السرور بالزائل الحقير .

    كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥ آل عمران.

    *يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* ٥ فاطر .

    الإمام علي (ع): ألا وإن الدنيا دار غرارة خداعة، تنكح في كل يوم بعلا، وتقتل في كل ليلة أهلا، وتفرق في كل ساعة شملا .
    عنه (ع): فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها .
    عنه (ع): اتقوا غرور الدنيا، فإنها تسترجع أبدا ما خدعت به من المحاسن، وتزعج المطمئن إليها والقاطن.
    عنه (ع): غرارة غرور ما فيها، فانية، فان من عليها، لا خير في شئ من أزوادها إلا التقوى.

    المسيح (ع): هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المفتون من اطمأن إليها.

    الإمام علي (ع): ما المغرور الذي ظفر من الدنيا بأعلى همته، كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته .
    عنه (ع): إن من غرته الدنيا بمحال الآمال وخدعته بزور الأماني أورثته كمها، وألبسته عمى، وقطعته عن الأخرى، وأوردته موارد الردى .
    عنه (ع): ما قدمت فهو للمالكين، وما أخرت فهو للوارثين، وما معك فما لك عليه سبيل سوى الغرور به .
    عنه (ع): الدنيا غرور حائل، وسراب زائل، وسناد مائل .
    عنه (ع) - في صفة الدنيا -: تغر وتضر وتمر، إن الله تعالى لم يرضها ثوابا لأوليائه ولا عقابا لأعدائه .
    عنه (ع): إن أقبلت غرت، وإن أدبرت ضرت .


    * خطر الغرور بالدنيا


    * ذلك بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ * ٣٥ الجاثية .
    *وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ *٧٠ انغام.

    * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * ٥١ الأعراف.

    الإمام علي (ع): غرور الدنيا يصرع، غرور الهوى يخدع، غرور الشيطان يسول ويطمع
    عنه (ع): سكون النفس إلى الدنيا من أعظم الغرور .
    عنه (ع): إن الدنيا كالشبكة تلتف على من رغب فيها .


    * إنما تغر الدنيا الجاهل


    الإمام علي (ع): غري يا دنيا من جهل حيلك وخفي عليه حبائل كيدك .
    عنه (ع): الركون إلى الدنيا مع ما يعاين من غيرها جهل .
    عنه (ع): الركون إلى الدنيا مع ما يعاين من سوء تقلبها جهل .
    عنه (ع): الدنيا غنيمة الحمقى .
    عنه (ع): العاجلة غرور الحمقى .
    عنه (ع): الفرح بالدنيا حمق.
    عنه (ع): ثمرة العقل مقت الدنيا وقمع الهوى .
    عنه (ع): من عرف خداع الدنيا لم يغتر منها بمحالات الأحلام .
    عنه (ع): لو تعلمون من الدنيا ما أعلم لاستراحت أنفسكم منها .


    * عدم مسؤولية الدنيا عن الغرور


    الإمام علي (ع): حقا أقول: ما الدنيا غرتك، ولكن بها اغتررت، ولقد كاشفتك العظات وآذنتك على سواء، ولهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك والنقص (النقض) في قوتك أصدق وأوفى من أن تكذبك أو تغرك .


    * التحذير من الطمأنينة بالدنيا


    * إن الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ *٧ يونس.

    الإمام الصادق (ع): إن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا؟! .

    الإمام الحسين (ع): وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب: أنا الله لا إله إلا أنا ومحمد نبيي... عجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن؟! .

    الإمام علي (ع): قال الله تعالى: عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها؟! .
    عنه (ع): كم من واثق بها قد فجعته، وذي طمأنينة إليها قد صرعته، وذي حذر قد خدعته .


    * التحذير من الركون إلى الدنيا


    " فيما أوصى آدم إلى شيث (ع) ": لا تركنوا إلى الدنيا الفانية، فإني ركنت إلى الجنة الباقية فما صحب لي وأخرجت منها .

    " فيما أوحى الله تعالى إلى موسى (ع) ": يا موسى، لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين، وركون من اتخذها اما وأبا... واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه .

    الإمام علي (ع): جد بهم فجدوا، وركنوا إلى الدنيا فما استعدوا، حتى اخذ بكظمهم، ورحلوا إلى دار قوم لم يبق من أكثرهم خبر ولا أثر، قل في الدنيا لبثهم، وأعجل بهم إلى الآخرة بعثهم.


    * النظر إلى الدنيا


    الإمام علي (ع): انظروا إلى الدنيا نظر الزاهد فيها، فإنها عن قليل تزيل الساكن، وتفجع المترف فلا يغرنكم .
    عنه (ع): انظروا إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق، فإنها تزيل الثاوي الساكن، وتفجع المترف الآمن، لا يرجى منها ما ولى فأدبر، ولا يدرى ما هو آت منها فيستنظر .
    عنه (ع): اجعل الدنيا شوكا، وانظر أين تضع قدمك منها، فإن من ركن إليها خذلته، ومن أنس فيها أوحشته، ومن يرغب فيها أوهنته .
    عنه (ع): انظر إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق، ولا تنظر إليها نظر العاشق الوامق .
    عنه (ع): انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها الصارفين عنها، فإنها والله عما قليل تزيل الثاوي الساكن، وتفجع المترف الآمن.
    عنه (ع): أوصيكم بالرفض لهذه الدنيا لتاركة لكم، وإن لم تحبوا تركها... فلا تنافسوا في عز الدنيا وفخرها، ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها، ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها، فإن عزها وفخرها إلى انقطاع، وإن زينتها ونعيمها إلى زوال، وضرائها وبؤسها إلى نفاد .


    * خطر إيثار الدنيا


    * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * ٣٩ النازعات.
    بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ١٧ اعلى.

    * الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ * ٨٦ البقرة .

    رسول الله (ص): لا تؤثرن الحياة الدنيا على الآخرة باللذات والشهوات فإنه تعالى يقول في كتابه: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَ..) * يعني الدنيا الملعونة والملعون ما فيها إلا ما كان لله.
    عنه (ص): من عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله عز وجل وليست له حسنة تتقى بها النار، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقي الله يوم القيامة وهو راض عنه .

    الإمام علي (ع): من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة .
    عنه (ع): لا يترك الناس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه .

    الإمام الصادق (ع): قال لي علي بن الحسين (ع): ما عرض لي قط أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة فآثرت الدنيا إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي. ثم قال أبو عبد الله (ع) لبني أمية: إنهم يؤثرون الدنيا على الآخرة منذ ثمانين سنة وليس يرون شيئا يكرهونه .

    الإمام علي (ع): من لم يبال ما رزئ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك .

    لقمان (ع) - لابنه وهو يعظه -: بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعا.

    * وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ * ٢٠ الأحقاف.

    " في حديث " قال عمر: فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسا، ثم قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! أولئك قوم عجلت له طيباتهم في الحياة الدنيا .


    * الحث على ايثار الآخرة


    فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ٧٤ النساء.

    سويد بن غفلة: دخلت على أمير المؤمنين (ع) بعد ما بويع بالخلافة وهو جالس على حصير صغير وليس في البيت غيره، فقلت: يا أمير المؤمنين بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئا مما يحتاج إليه البيت؟ فقال (ع): يا بن غفلة، إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة، ولنا دار أمن قد نقلنا إليها خير متاعنا، وإنا عن قليل إليها صائرون .


    * الناس عبيد الدنيا


    الإمام الحسين (ع): إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون .

    الإمام علي (ع): من أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا .

    الإمام الصادق (ع) - لإسحاق بن غالب -: يا إسحاق، كم ترى أصحاب هذه الآية * فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ٥٨ التوبة ؟ ثم قال لي: هم أكثر من ثلثي الناس! .

    الإمام علي (ع): ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا، وأبقى آثارا، وأبعد آمالا، وأعد عديدا، وأكثف (أكثر) جنودا؟! تعبدوا للدنيا أي تعبد، وآثروها أي إيثار، ثم ظعنوا عنها بغير زاد مبلغ ولا ظهر قاطع .
    عنه (ع): أقبلوا على جيفة قد افتضحوا بأكلها... قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه، وولهت عليها نفسه، فهو عبد لها، ولمن في يديه شئ منها، حيثما زالت زال إليها، وحيثما أقبلت أقبل عليها .


    * صفات عبيد الدنيا

    في حديث المعراج -: أهل الدنيا من كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه، قليل الرضا، لا يعتذر إلى من أساء إليه، ولا يقبل معذرة من اعتذر إليه، كسلان عند الطاعة، شجاع عند المعصية، أمله بعيد، وأجله قريب، لا يحاسب نفسه، قليل المنفعة، كثير الكلام، قليل الخوف، كثير الفرح عند الطعام.
    وإن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء، ولا يصبرون عند البلاء، كثير الناس عندهم قليل، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون، ويدعون بما ليس لهم، ويتكلمون بما يتمنون، ويذكرون مساوي الناس ويخفون حسناتهم.
    قال: يا رب هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا؟ قال: يا أحمد، إن عيب أهل الدنيا كثير، فيهم الجهل والحمق، لا يتواضعون لمن يتعلمون منه، وهم عند أنفسهم عقلاء وعند العارفين حمقاء .


    * الدنيا سجن المؤمن


    رسول الله (ص): الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدار فارق السجن والسنة .

    لقمان (ع) - لابنه وهو يعظه -: اجعل الدنيا سجنك فتكون الآخرة جنتك .

    رسول الله (ص): الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .

    الإمام الصادق (ع): الدنيا سجن المؤمن والقبر حصنه والجنة مأواه، والدنيا جنة الكافر والقبر سجنه والنار مأواه.

    رسول الله (ص): الدنيا لا تصفو لمؤمن، كيف وهي سجنه وبلاؤه .

    اللهم لا تجعل الدنيا علي سجنا - الإمام الباقر (ع) - في الدعاء -: أسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني، معيشة أقوى بها على طاعتك وأبلغ بها رضوانك... ولا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا تجعل فراقها علي حزنا .

    الإمام الصادق (ع) - في الدعاء أيضا -: لا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا تجعل فراقها لي حزنا.



    * خطر جعل الدنيا أكبر الهموم


    الإمام علي (ع) - مما أوصى به ابنه الحسن (ع) -: لا تكن الدنيا أكبر همك .

    الإمام الصادق (ع): من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين عينيه وشتت أمره ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم له، ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه جعل الله تعالى الغنى في قلبه وجمع له أمره .

    الإمام علي (ع): من كانت الدنيا أكبر همه طال شقاؤه وغمه.

    رسول الله (ص) - كان يدعو دائما بهذا الدعاء -: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك... ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا .
    عنه (ص): من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شئ وألزم قلبه أربع خصال:
    هما لا ينقطع عنه أبدا، وشغلا لا ينفرج منه أبدا، وفقرا لا يبلغ غناه أبدا، وأملا لا يبلغ منتهاه أبدا.


    * أعظم الناس قدرا

    رسول الله (ص): أعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا .

    الإمام زين العابدين (ع) - لما سئل من أعظم الناس خطرا؟ -: من لم ير الدنيا لنفسه خطرا .

    الإمام الباقر (ع) - لما سئل من أعظم الناس قدرا؟ -: من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا .
    عنه (ع) - في جواب نفس السؤال -: من لا يبالي في يد من كانت الدنيا .

    الإمام الكاظم (ع): إن أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطرا .

    الإمام زين العابدين (ع): من تعزى عن الدنيا بثواب الآخرة فقد تعزى عن حقير بخطير، وأعظم من ذلك من عد فائتها سلامة نالها وغنيمة أعين عليها .


    * هوان الدنيا على الله


    *وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ ...* وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ* ٣٣-٣٥ الزخرف

    الإمام الصادق (ع) في قوله تعالى * وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ ...*: لو فعل لكفر الناس جميعا.
    عنه (ع): إنه تبارك وتعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط... ولولا ذلك ما قال الله جل وعز في كتابه * وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً...*ولولا ذلك لما جاء في الحديث: لولا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة من حديد لا يصدع رأسه أبدا .

    رسول الله (ص): يقول الله: لولا عبدي المؤمن لعصبت رأس الكافر بعصابة من جوهر
    عنه (ص): إن الله تعالى يحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب، تخافون عليه .

    الإمام علي تتدارها هانت على ربها فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرها، وحياتها بموتها، وحلوها بمرها، لم يصفها الله تعالى لأوليائه، ولم يضن بها على أعدائه.

    رسول الله (ص): لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى الكافر والفاجر منها شربة من ماء .

    الإمام الصادق (ع): مر رسول الله (ص) بجدي أسك ملقى على مزبلة ميتا، فقال لأصحابه: كم يساوي هذا؟ فقالوا: لعله لو كان حيا لم يساو درهما، فقال النبي (ص): والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذا الجدي على أهله .

    الإمام علي (ع): مالها عند الله عز وجل قدر ولا وزن، ولا خلق فيما بلغنا خلقا أبغض إليه منها، ولا نظر إليها مذ خلقها. ولقد عرضت على نبينا (ص) بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصه ذلك من حظه من الآخرة، فأبى أن يقبلها لعلمه أن الله عز وجل أبغض شيئا فأبغضه، وصغر شيئا فصغره .
    عنه (ع): من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها .

    الإمام الحسين (ع): إن من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل .

    الإمام زين العابدين (ع): من هوان الدنيا على الله تعالى أن يحيى بن زكريا أهدي رأسه إلى بغي في طست من ذهب فيه تسلية لحر فاضل يرى الناقص الدني يظفر من الدنيا بالحظ السني، كما أصابت تلك الفاجرة تلك الهدية العظيمة .

    رسول الله (ص): إن من هوان الدنيا على الله تعالى أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة.
    عنه (ص): ما من شئ أبغض إلى الله تعالى من الدنيا، خلقها ثم عرضها فلم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة .


    * حقارة الدنيا


    الإمام علي (ع): فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ، وقراضة الجلم .

    الإمام الصادق (ع): يا بن جندب، إن أحببت أن تجاور الجليل في داره وتسكن الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا .

    رسول الله (ص) - عندما وقف على مزبلة -: هلموا إلى الدنيا! وأخذ خرقا قد بليت على تلك المزبلة وعظاما قد نخرت فقال: هذه الدنيا


    * النهي عن تعظيم صاحب الدنيا


    رسول الله (ص): من عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه سخط الله عليه .

    الإمام علي (ع) - وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه -: ما هذا الذي صنعتموه؟! فقالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون على أنفسكم في دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار .
    عنه (ع): لا تضعوا من رفعته التقوى، ولا ترفعوا من رفعته الدنيا.


    * افتراق الدنيا عن الآخرة


    الإمام علي (ع): إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان، وسبيلان مختلفان، فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما، كلما قرب من واحد بعد من الآخر، وهما بعد ضرتان .
    عنه (ع): مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة .

    الإمام زين العابدين (ع): والله ما الدنيا والآخرة إلا ككفتي الميزان، فأيهما رجح ذهب بالآخر.

    رسول الله (ص): إن في طلب الدنيا إضرارا بالآخرة، وفي طلب الآخرة إضرارا بالدنيا،فأضروا بالدنيا فإنها أحق بالإضرار .
    عنه (ص): من أحب دنياه أضر بآخرته .

    المسيح (ع): مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان: إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى.

    الإمام علي (ع): طلب الجمع بين الدنيا والآخرة من خداع النفس.

    الإمام الصادق (ع): إذا صلح أمر دنياك فاتهم دينك.

    المسيح (ع): لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد.


    * لذة الدنيا غصة الآخرة


    الإمام الصادق (ع): إنا لنحب الدنيا، وأن لا نؤتاها خير لنا من أن نؤتاها، وما أوتي ابن آدم منها شيئا إلا نقص حظه من الآخرة .
    عنه (ع): آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود (ع) وذلك لما أعطي في الدنيا.
    عنه (ع): من أعطي في هذه الدنيا شيئا كثيرا ثم دخل الجنة كان أقل لحظه فيها.

    الإمام علي (ع): ما التذ أحد من الدنيا لذة إلا كانت له يوم القيامة غصة.
    عنه (ع): ثروة الدنيا فقر الآخرة.
    عنه (ع): كلما فاتك من الدنيا شئ فهو غنيمة.
    عنه (ع): مرارة الدنيا حلاوة الآخرة.
    عنه (ع): من طلب من الدنيا شيئا فاته من الآخرة أكثر مما طلب .
    عنه (ع): من ملك في الدنيا شيئا فاته من الآخرة أكثر مما ملك .
    عنه (ع): ما زاد في الدنيا نقص في الآخرة، ما نقص في الدنيا زاد في الآخرة .
    عنه (ع): أغنى الناس في الآخرة أفقرهم في الدنيا، أوفر الناس حظا من الآخرة أقلهم حظا من الدنيا .

    رسول الله (ص): الفقر فقران: فقر الدنيا وفقر الآخرة، ففقر الدنيا غنى الآخرة، وغنى الدنيا فقر الآخرة، وذلك الهلاك.
    عنه (ص) - عندما اتي بخبيص فأبى أن يأكله، فقيل: أتحرمه؟ -: لا، ولكني أكره أن تتوق إليه نفسي. ثم تلا الآية: * أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا...٢٠ الأحقاف *.

    عمر بن الخطاب: استأذنت على رسول الله (ص) فدخلت عليه في مشربة أم إبراهيم، وإنه لمضطجع على حفصة وإن بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا، فسلمت عليه ثم جلست فقلت: يا رسول الله، أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟! فقال رسول الله (ص): أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع وإنما أخرت لنا طيباتنا .

    جابر الأنصاري: رأى النبي (ص) فاطمة (ع) وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (ص) فقال: يا بنتاه، تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه، فأنزل الله: * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ *.


    * اجتماع الدنيا والآخرة


    * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * ١٤٨ آل عمران.
    * مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " ١٣٤ النساء.
    * لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* ٢٦ يونس.


    *مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ٩٧ النحل.

    *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ* ٢٧ العنكبوت
    .

    الإمام علي (ع): المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام.
    عنه (ع): الحرث حرثان: فحرث الدنيا المال والبنون، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات، وقد يجمعهما الله عز وجل لأقوام.
    عنه (ع): اعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركوا أهل الدنيا في آخرتهم، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون، وأخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبرون، ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ والمتجر الرابح (المربح)، أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم، وتيقنوا أنهم جيران الله غدا في آخرتهم، لا ترد لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيب من لذة .
    عنه (ع): إن جعلت دينك تبعا لدنياك أهلكت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الخاسرين، إن جعلت دنياك تبعا لدينك أحرزت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الفائزين.
    عنه (ع) - في قوله تعالى:* لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ * ٢٦ يونس-: الحسنى هي الجنة، والزيادة هي الدنيا .

    الإمام الباقر (ع) - أيضا في الآية -: أما الحسنى فالجنة، وأما الزيادة فالدنيا ما أعطاهم الله في الدنيا، لم يحاسبهم به في الآخرة ويجمع لهم ثواب الدنيا والآخرة.

    الإمام علي (ع): عليكم بتقوى الله فإنها تجمع الخير ولا خير غيرها، ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله عز وجل: * وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ* ٣٠النحل.

    الإمام الصادق (ع) - لما سئل عن قوله تعالى:* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ*٢٨ الحج: منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟ -: الكل .

    الإمام علي (ع) - في قوله تعالى: * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ*٢٧ العنكبوت : فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة، وكفاه المهم فيهما.

    رسول الله (ص): ثلاث ثوابهن في الدنيا والآخرة: الحج ينفي الفقر، والصدقة تدفع البلية، وصلة الرحم تزيد في العمر.


    * اهتمام المؤمن بالدنيا والآخرة


    الإمام الكاظم (ع): اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروة وما لا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه .

    رسول الله (ص): أعظم الناس هما المؤمن يهتم بأمر دنياه وأمر آخرته .

    لقمان (ع) - لابنه وهو يعظه -: يا بني، لا تدخل في الدنيا دخولا يضر بآخرتك، ولا تتركها تركا تكون كلا على الناس.


    * مثل الدنيا


    * إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ* ٢٤ يونس .

    * وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا*٤٥ الكهف.

    الإمام الكاظم (ع): مثل الدنيا مثل الحية، مسها لين وفي جوفها السم القاتل، يحذرها الرجال ذووا العقول، ويهوي إليها الصبيان بأيديهم.

    الإمام علي (ع): إنما مثل الدنيا مثل الحية، لين مسها، شديد نهشها، فأعرض عما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها، وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه منها إلى مكروه .

    قال بعضهم: كنت مع رسول الله (ص) فرأيته يدفع عن نفسه شيئا، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليك وآلك ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال: هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها: إليك عني فرجعت فقالت: إنك إن فلت مني لم يفلت عني من بعدك.
    رسول الله (ص): هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره، فيبقى متعلقا بخيط في آخره يوشك ذلك الخيط أن ينقطع.

    الإمام الكاظم (ع): مثل الدنيا مثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله .
    عنه (ع): تمثلت الدنيا للمسيح (ع) في صورة امرأة زرقاء، فقال لها: كم تزوجت؟
    فقالت كثيرا، قال: فكل طلقك؟ قالت: لا، بل كلا قتلت، قال المسيح (ع): فويح لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين؟! .

    الإمام علي (ع): إنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه.
    عنه (ع): إنما الدنيا شرك وقع فيه من لا يعرفه .
    عنه (ع): مثل الدنيا كظلك، إن وقفت وقف، وإن طلبته بعد .

    الإمام الصادق (ع): الدنيا بمنزلة صورة رأسها الكبر، وعينها الحرص، واذنها الطمع، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة، ولونها الفناء، وحاصلها الزوال.

    الإمام زين العابدين (ع): لما تجهز الحسين (ع) إلى الكوفة أتاه ابن عباس فناشده الله والرحم أن يكون هو المقتول بالطف، فقال (ع): أنا أعرف بمصرعي منك، وما وكدي من الدنيا إلا فراقها، ألا أخبرك يا ابن عباس بحديث أمير المؤمنين (ع) والدنيا؟...
    حدثني أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إني كنت بفدك في بعض حيطانها، وقد صارت لفاطمة (ع) قال: فإذا أنا بامرأة قد قحمت علي وفي يدي مسحاة وأنا أعمل بها، فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي، وكانت من أجمل نساء قريش، فقالت: يا بن أبي طالب، هل لك أن تتزوج بي فأغنيك عن هذه المسحاة، وأدلك على خزائن الأرض فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك؟
    فقال لها (ع): من أنت حتى أخطبك من أهلك؟ فقالت: أنا الدنيا، قال: قلت لها: فارجعي واطلبي زوجا غيري وأقبلت على مسحاتي وأنشأت أقول:
    لقد خاب من غرته دنيا دنية * وما هي إن غرت قرونا بنائل أتتنا على زي العزيز بثينة * وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غري سواي فإنني * عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا فإن محمدا * أحل صريعا بين تلك الجنادل وهبها أتتني بالكنوز ودرها * وأموال قارون وملك القبائل أليس جميعا للفناء مصيرها * ويطلب من خزانها بالطوائل فغري سواي إنني غير راغب * بما فيك من ملك وعز ونائل فقد قنعت نفسي بما قد رزقته * فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل فإني أخاف الله يوم لقائه * وأخشى عذابا دائما غير زائل أقول: وفي نهج الكيدري عند شرح قول أمير المؤمنين (ع) لهمام في وصف المتقين " أرادتهم الدنيا ولم يريدوها " قال: من مكاشفات أمير المؤمنين (ع) ما رواه الصادق عن آبائه (ع):
    - وساق الحديث قريبا مما مر - ثم قال: فهذا معنى قوله (ع): " أرادتهم الدنيا ولم يريدوها ".

    الإمام علي (ع): إن أهل الدنيا كركب بينا هم حلوا إذ صاح سائقهم فارتحلوا .
    عنه (ع): أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام .
    عنه (ع): إنما مثلكم ومثلها كسفر سلكوا سبيلا فكأنهم قد قطعوه، وأموا علما فكأنهم قد بلغوه.
    عنه (ع): إن الدنيا ليست بدار قرار ولا محل قامة، إنما أنتم فيها كركب عرسوا وارتاجوا، ثم استقلوا فغدوا وراحوا، دخلوها خفافا وارتحلوا منها ثقالا، فلم يجدوا عن مضحى عنها نزولا، ولا إلى ما تركوا بها رجوعا.

    رسول الله (ص) - وقد قيل له: كيف يكون الرجل في الدنيا؟ -: كما تمر القافلة، قيل: فكم القرار فيها؟ قال: كقدر المتخلف عن القافلة، قال: فكم ما بين الدنيا والآخرة؟ قال: غمضة عين، قال الله عز وجل: * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ*٣٥ الأحقاف.
    عنه (ص): إنما مثل صاحب الدنيا كمثل الماشي في الماء هل يستطيع أن يمشي في الماء، إلا وتبتل قدماه؟.

    الإمام علي (ع): إياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها إليها وتكالبهم عليها، فإنهم كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهر بعضها على بعض، يأكل عزيزها ذليلها، ويقهر كبيرها صغيرها، نعم معقلة، وأخرى مهملة، قد أضلت عقولها وركبت مجهولها.
    عنه (ع): أقبلوا على جيفة قد افتضحوا بأكلها، واصطلحوا على حبها.
    عنه (ع): أولهم قائد لآخرهم، وآخرهم مقتد بأولهم، يتنافسون في دنيا دنية، ويتكالبون على جيفة مريحة.


    * مثل الإنسان والدنيا


    رسول الله (ص): ما لي والدنيا! إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب مر للقيلولة في ظل شجرة في يوم صيف ثم راح وتركها.

    دخل عمر على رسول الله (ص) وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر منه!، فقال: ما لي وللدنيا! ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها.


    *مثل من خبر الدنيا


    الإمام علي (ع): إنما مثل من خبر الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب فأموا منزلا خصيبا وجنابا مريعا، فاحتملوا وعثاء الطريق، وفراق الصديق، وخشونة السفر، وجشوبة المطعم، ليأتوا سعة دراهم ومنزل قرارهم .

    * الدنيا متاع


    *قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا* ٧٧ النساء.

    * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاع*٢٦ الرعد.

    * وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ* ٦٠ القصص.

    رسول الله (ص): ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع .

    الإمام علي (ع): هل هي إلا كلعقة الآكل، ومذقة الشارب، وخفقة الوسنان؟!.
    عنه (ع): هون عليك، فإن الأمر قريب، والاصطحاب قليل، والمقام يسير.
    عنه (ع): كل فان يسير .
    عنه (ع): الدنيا منتقلة فانية، إن بقيت لك لم تبق لها.


    * الدنيا قنطرة


    المسيح (ع): إنما الدنيا قنطرة، فاعبروها ولا تعمروها.

    رسول الله (ص): كن في الدنيا كأنك غريب، أو كأنك عابر سبيل، وعد نفسك في أصحاب القبور .

    الإمام علي (ع): عجبت لعامر الدنيا دار الفناء وهو نازل دار البقاء!.
    عنه (ع): كونوا كالسابقين قبلكم والماضين أمامكم، قوضوا من الدنيا تقويض الراحل، وطووها طي المنازل.
    عنه (ع) - في مناجاته -: إلهي كيف ينتهج في دار حفرت لنا فيها حفائر صرعتها... إلهي فإليك نلتجئ من مكائد خدعتها، وبك نستعين على عبور قنطرتها .


    * الدنيا دار ممر

    * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ* ٣٩ غافر.

    الإمام علي (ع): أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم.
    عنه (ع): الدنيا دار ممر لا دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها.
    عنه (ع) - فيما أوصى به ابنه الحسن (ع) -:اعلم يا بني أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وللموت لا للحياة، وأنك في قلعة ودار بلغة وطريق إلى الآخرة.

    المسيح (ع): من ذا الذي يبني على موج البحر دارا؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا.

    رسول الله (ص): الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، لها يجمع من لا عقل له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد من لا ثقة له، ولها يسعى من لا يقين له.

    روي أن جبرئيل (ع) قال لنوح (ع): يا أطول الأنبياء عمرا، كيف وجدت الدنيا؟ قال: كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر .


    * الدنيا ساعة


    الإمام علي (ع): الدنيا كيوم مضى وشهر انقضى.
    عنه (ع): الدنيا أمد، الآخرة أبد.
    عنه (ع): كأن ما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن، وكأن ما هو كائن من الآخرة لم يزل، وكل ما هو آت قريب .

    رسول الله (ص): الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة .

    الإمام الكاظم (ع): اصبر على طاعة الله، واصبر على معاصي الله، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا، وما لم يأت منها فليس تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت.


    * الدنيا كفئ الظلال


    الإمام زين العابدين (ع): إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها، بحرها، وبرها، وسهلها، وجبلها، عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفئ الظلال.

    الإمام الباقر (ع): أنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ، إني [إنما] ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفئ الظلال.

    الإمام علي (ع): إنها عند ذوي العقول كفئ الظل، بينا تراه سابغا حتى قلص، وزايدا حتى نقص .

    الإمام الباقر (ع): إن الدنيا عند العلماء مثل الظل.

    الإمام علي (ع): فلا يغرنكم ما أصبح فيه أهل الغرور، فإنما هو ظل ممدود إلى أجل معدود.
    عنه (ع): الدنيا ظل الغمام وحلم المنام.

    كان الحسن بن علي (ع) كثيرا ما يتمثل فيقول:يا أهل لذات الدنيا لا بقاء لها * إن اغترارا بظل زائل حمق .


    * الدنيا بحر عميق


    الإمام الكاظم (ع) - فيما أوصى لقمان لابنه -: إن الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان وشراعها التوكل، وقيمها العقل، ودليلها العلم، وسكانها الصبر.

    وفي رواية -: يا بني، إن الدنيا بحر، وقد غرق فيها جيل كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى، وليكن جسرك إيمانا بالله، وليكن شراعها التوكل، لعلك يا بني تنجو وما أظنك ناجيا.

    لقمان (ع) - لابنه وهو يعظه -: يا بني، إن الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الإيمان، واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبذنوبك.

    الأوزاعي: إن لقمان الحكيم لما خرج من بلاده نزل بقرية بالموصل يقال لها كوماس (كومليس) فلما ضاق بها ذرعه... أغلق الأبواب وأدخل ابنه يعظه فقال: يا بني إن الدنيا بحر عميق، هلك فيها ناس كثير، تزود من عملها، واتخذ سفينة حشوها تقوى الله، ثم اركب الفلك تنجو وإني لخائف أن لا تنجو. يا بني، السفينة إيمان، وشراعها التوكل، وسكانها الصبر، ومجاذيفها الصوم والصلاة والزكاة. يا بني، من ركب البحر من غير سفينة غرق.


    * الدنيا مضيف


    رسول الله (ص): أيها الناس، إن من في الدنيا ضيف، وما في أيديهم عارية، وإن الضيف مرتحل، والعارية مردودة.

    الإمام الصادق (ع): كان أبو ذر يقول في خطبته: يا مبتغي العلم، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم.

    رسول الله (ص): كونوا في الدنيا أضيافا .

    الإمام علي (ع): إنكم - وما تأملون من هذه الدنيا - أثوياء مؤجلون.


    * الدنيا دار بالبلاء محفوفة


    الإمام علي (ع): دار بالبلاء محفوفة، وبالغدر معروفة، لا تدوم أحوالها، ولا يسلم نزالها، أحوال مختلفة، تارات متصرفة، العيش فيها مذموم، والأمان منها معدوم .
    عنه (ع): دار حرب وسلب، ونهب وعطب، أهلها على ساق وسياق، ولحاق وفراق، قد تحيرت مذاهبها.
    عنه (ع): إن الدنيا دار خبال ووبال، وزوال وانتقال، لا تساوي لذاتها تنغيصها، ولا تفي سعودها بنحوسها، ولا يقوم صعودها بهبوطها .
    عنه (ع): الدنيا دار الغرباء وموطن الأشقياء .
    عنه (ع): الدنيا دار المحن .
    عنه (ع): الدنيا مليئة بالمصائب طارقة بالفجائع والنوائب .
    عنه (ع): أقرب دار من سخط الله، وأبعدها من رضوان الله، فغضوا عنكم - عباد الله - غمومها وأشغالها لما قد أيقنتم به من فراقها وتصرف حالاتها .
    عنه (ع): هي دار عقوبة وزوال وفناء وبلاء، نورها ظلمة، وعيشها كدر، وغنيها فقير، وصحيحها سقيم، وعزيزها ذليل .

    رسول الله (ص): أيها الناس، هذه دار ترح لا دار فرح، ودار التواء لا دار استواء، فمن عرفها لم يفرح لرجاء ولم يحزن لشقاء.


    * عدم صفاء الدنيا لأحد


    الإمام علي (ع): لم يصب امرء منكم في هذه الدنيا حبرة إلا أورثته عبرة، ولا يصبح فيها في جناح آمن إلا وهو يخاف فيها نزول جائحة أو تغير نعمة أو زوال عافية مع، أن الموت من وراء ذلك .
    عنه (ع): أشهد بالله، ما تنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق أخرى تكرهونها.
    عنه (ع): مع أن امرء لم يكن منها في حبرة إلا أعقبته عبرة، ولم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا، ولم تظله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء.
    عنه (ع): مع كل جرعة شرق، وفي كل أكلة غصص، لا تنالون منها نعمة إلا بفراق أخرى .
    عنه (ع): إن الدنيا معكوسة منكوسة، لذاتها تنغيص، ومواهبها تغصيص، وعيشها عناء، وبقاؤها فناء، تجمح بطالبها، وتردي راكبها، وتخون الواثق بها، وتزعج المطمئن إليها، وإن جمعها إلى انصداع، ووصلها إلى انقطاع .


    * لا تكونوا من أبناء الدنيا


    * تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ*٩٤ النساء.

    * مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ*٦٧ الأنفال
    .

    رسول الله (ص): إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب، وإن للدنيا أبناء وللآخرة أبناء، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا.


    * الدنيا دول


    الإمام علي (ع): الدنيا دول، فاطلب حظك منها بأجمل الطلب حتى تأتيك دولتك .

    رسول الله (ص): الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك .

    الإمام علي (ع): ما بالكم تفرحون باليسير من الدنيا تدركونه، ولا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه؟!.
    عنه (ع): أسباب الدنيا منقطعة وعواريها مرتجعة.

    الإمام الصادق (ع): إذا أقبلت الدنيا على المرء أعطته محاسن غيره، وإذا أعرضت عنه سلبته محاسن نفسه.

    الإمام علي (ع): لو عقل أهل الدنيا لخربت الدنيا .

    الإمام زين العابدين (ع): من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

    أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء: اتخذ الدنيا ظئرا، واتخذ الآخرة اما.

    رسول الله (ص): من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما خيرت له الدنيا .
    عنه (ص): ترك الدنيا أمر من الصبر، وأشد من حطم السيوف في سبيل الله عز وجل.

    الإمام الكاظم (ع): اشتدت مؤونة الدنيا والدين، فأما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه، وأما مؤونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليه .


    محمد الريشهري / ميزان الحكمة
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    #2
    رد: { فَمَا خُلِقنا للدنيا بَل للآخرة }.

    احسنتم وجزاكم الله خير
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎