إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المدير العام
    مدير عام المنتدى
    • 17-09-2008
    • 879

    مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا


    * مناقشة عقيدة التثليث:-

    يتصور المسيحيون الإله من خلال فكرة الأقانيم الثلاثة، فاللاهوت برأيهم أقانيم ثلاثة أو أصول ثلاثة؛ الآب والابن والروح القدس، وكل من هؤلاء الثلاثة هو لاهوت مطلق، فالآب لاهوت مطلق وكذلك الابن والروح القدس، وهذه الثلاثة أقانيم هي ثلاثة حقيقية يستقل كل منها عن الآخر، وهي في الوقت ذاته واحد حقيقي، كما سبق القول.
    والمسيحيون في الغالب لا يستطيعون تقديم جواب مقنع عن التناقض الواضح في قولهم أن الثلاثة الحقيقية هي واحد حقيقي، وعادة ما يكون جوابهم المفضل: إن فهم هذه المعادلة التي تناقض مبادئ الرياضيات البسيطة أمر يفوق قدرة العقول البشرية المحدودة، والأمر يحتاج بالنتيجة إلى عون خاص يقدمه الروح القدس كما يزعمون.

    يقول القديس سان أوغسطين : أنا مؤمن، لأن ذلك لا يتفق مع العقل!
    ويقول كيركجارد: "إن كل محاولة يراد بها جعل المسيحية ديانة معقولة لابد أن تؤدي إلى القضاء عليها"! وجاء في "التعليم المسيحي" : لا يجوز التدخل في أسرار الله، لأننا لا نستطيع إدراك أسرار الإيمان! ويقول اسكندر جديد في كتابه: وحدانية الثالوث في المسيحية والإسلام: وخلاصة ما تقدم أن الله في المسيحيّة واحد ,وإن كان اللاهوت ثلاثة أقانيم : الآب والابن والروح القدس ,أي جوهر واحد وثلاثة أقانيم ,غير أن الجوهر غير مقسوم. فليس لكلٍ من الأقانيم جزء خاص منه ,بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الآخر. وأن ما بينهم من النسب سرّ لا يقدر العقل البشري أن يدركه.

    ولو سألنا المسيحيين عن كيفية نشوء كل من الابن والروح القدس لأجابونا: إن الابن والروح القدس قد صدرا أو انبثقا كلاهما عن الآب، أو إن الابن انبثق عن الآب ثم انبثق الروح القدس عن كليهما.وعلى الرغم من إنهم لا يُعرّفون معنى الانبثاق بصورة واضحة، إلا أننا نعرف بالبداهة أن انبثاق شيء عن شيء يجعل المنبثق متأخراً عن المنبثق عنه ولو بآن أو لحظة، الأمر الذي يسلب عنه صفة الأزلية أو القِدم، فلا يكون في هذه الحالة لاهوتاً مطلقاً.
    يمثل مفكرو المسيحية لفكرة الانبثاق بأمثلة من قبيل الضوء الصادر عن الشمس، والكلمة التي ينطق بها المتكلم، ولكن ضوء الشمس كما هو واضح متأخر عن وجودها ولو بلحظة، وكذلك الكلمة متأخرة عن المتكلم.
    إذن بالنتيجة لا يمكن أن يكون كل من الابن والروح القدس لاهوتاً مطلقاً كما هو الآب.
    كما إننا نعلم إن التمايز والاختلاف لا يمكن تصوره في الحقيقة البسيطة غير المركبة، فإذا كانت الأقانيم الثلاثة مستقلة على الحقيقة كما يقولون فلا يمكن أن تكون حقيقة واحدة لأنه لابد من وجود جهة اختلاف حتمت استقلال كل منها عن الآخر، وجهة الاختلاف تقتضي أن يكون في بعضها نقص هو علة التمايز، وبالتالي لابد أن يكون أحدها لاهوتاً مطلقاً، والآخران مفتقران له، وليسا لاهوتاً مطلقاً.

    إن القول بأن الابن قد صدر عن الآب، وإن الابن لاهوت مطلق، أي إنه كامل لا يفتقر لغيره، قول متناقض وأقرب ما يكون إلى السفه، لأنه إن كان قد صدر عن الآب وحده فهو مطابق له تماماً، لأن الله سبحانه وتعالى حقيقة لها جهة واحدة، فهو غني وغير مركب، فأي معنى وأي حكمة من هذا الصدور مع عدم وجود أي تمايز أو اختلاف أو تغاير يمكن تصوره ؟ هل تقولون إن الآب غير حكيم ليصدر أو ليلد ابن له لا فائدة له سبحانه ولا لغيره من صدوره ؟
    الحقيقة إنهم لابد أن يقولوا بوجود اختلاف أو تمايز بين الآب والابن، وهذا يقتضي بدوره أن يقولوا بوجود لاهوت ثانٍ مختلف عن الآب ويسبق الابن، ليكون الابن صادراً عنهما معاً فلا يطابق أحدهما، فهل يقولون بمثل هذا اللاهوت الثاني الذي يسبق الابن؟
    وبطبيعة الحال لابد أن يكون اللاهوت الثاني أقل كمالاً من الأول وليس لاهوتاً مطلقاً ليكون متمايزاً عنه.
    إن الله نور لا ظلمة فيه وكل عوالم الخلق هي نور مختلط بالظلمة وموجودات ظهرت بتجلي نوره سبحانه في الظلمات ولذا فلا يمكن اعتبار أن الله قد حل في مخلوق أو ظهر في مخلوق ظهوراً تاماً في عوالم الخلق – كما يدعون إنه سبحانه ظهر بعيسى وروح القدس- لأن معنى هذا إنها لا تبقى بل تفنى ولا يبقى إلا نور لا ظلمة فيه أي لا يبقى خلق بل فقط الله سبحانه وهو نور لا ظلمة فيه.
    والحق إن الله سبحانه وتعالى رد في القران الكريم على الذين قالوا إن لله سبحانه ابن انفصل عنه أو وُلِدَ منه أو صَدَرَ عنه، بمعنى أن لاهوتاً مطلقاً قد صدر عن لاهوت مطلق، أو الذين يقولون إن الإنسان المخلوق يمكن أن يرتقي حتى يكون موصولاً باللاهوت المطلق أي أن حقيقة هذا الإنسان تكون هي اللاهوت المطلق لأنه اتحد باللاهوت المطلق وبهذا حسب تفكيرهم يكون اللاهوت المطلق قد نزل في الناسوت وبالجسد، أو بين الناس في إنسان منهم وهذا الإنسان يكون ابن الله.
    قال تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) .
    هذا النقض القرآني يعني إنكم تقولون إن لله ولداً وهذا الولد لاهوت مطلق، فإن كانا متطابقين تماماً فلا حكمة من صدور الولد، وإن قلتم بوجود تمايز بينهما فهذا يحتم وجود لاهوت ثان ( صاحبة ) ليكون الابن صادراً عن الاثنين معاً فلا يطابق أحدهما.
    ويدحض السيد أحمد الحسن(ع) القول بأن عيسى لاهوتاً مطلقاً بقوله: إن عيسى يقول عن نفسه انه يجهل الساعة التي تكون فيها القيامة الصغرى "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب"( ) والجهل نقص بينما اللاهوت المطلق كامل مطلق لا يعتريه نقص أو جهل لأنه نور لا ظلمة فالجهل يعتري المخلوق لوجود الظلمة في صفحة وجوده إذن عيسى(ع) نور وظلمة وهذا يثبت المطلوب وهو إن عيسى ليس لاهوتاً مطلقاً بل عبد مخلوق من ظلمة ونور، وليس نوراً لا ظلمة فيه تعالى الله علوا كبيراً وفي هذا فصل الخطاب وبيان وموعظة لأولي الألباب.


    يتبع
    .
    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
    نقلا عن التوراة:


    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


  • المدير العام
    مدير عام المنتدى
    • 17-09-2008
    • 879

    #2
    رد: مناقشة عقيدة التثليث او الثالوث

    * أدلة المسيحيين على عقيدة التثليث:-

    * كلمة لابد منها:-
    لابد أن يكون واضحاً للقارئ إن عقيدة التثليث بالصورة التي يعتقد بها المسيحيون اليوم لا يوجد في الكلمات التي نطق بها عيسى(ع) ما يدل عليها، وإنها موضوع نزاع وخلاف كبيرين في العالم المسيحي، وإن المسيحيين لبثوا زمناً طويلاً لا يعتقدون بها كما يعتقد مسيحيو اليوم.
    ولابد في هذا الصدد من التذكير بآريوس الموحد الذي كان ينكر إلوهية يسوع ( عيسى ) ويعتقد بأنه مخلوق رفيع القدر ولكن الله تعالى قد صنعه. ويرى أيضاً أن الروح القدس هو بدوره من مخلوقات الله عز وجل.
    وكان لآريوس الكثير من المشايعين, فقد كانت الكنيسة في أسيوط على رأيه, وكان له أنصار أقوياء في الإسكندرية، ومثلهم في فلسطين ومقدونيه, والقسطنطينية.
    ولكن توحيدية آريوس تم وأدها في المجمع المسكوني المنعقد في نيقية، فقد عقد هذا المجمع جلساته في ( 20 مايو 325 م ) بناء على تعليمات من الإمبراطور قسطنطين الأول لدراسة الخلافات في كنيسة الإسكندرية بين آريوس وأتباعه من جهة وبين الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) و أتباعه من جهة أخرى حول طبيعة يسوع هل هي نفس طبيعة الرب أم طبيعة البشر.
    وكانت الغلبة لرأي الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) بالاقتراع، ولكن آريوس واثنين من القساوسة رفضوا بإصرار التوقيع فتم نفيهم إلى اليرا (حاليا البلقان)، وحرّقت كتب آريوس وسُمي مذهبه ببدعة آريوس، ووصم أتباعه إلى اليوم بلقب أعداء المسيحية.
    ونتج عن مجمع نيقية أول أشكال قانون الإيمان المسيحي، وكان من أهم مقرراته:
    (أن السيد المسيح مولود من الآب قبل كل الدهور (أزلي)، إله من إله، نور من نور ، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر ).
    وقام جميع الأساقفة الحاضرين بالتوقيع على قانون الإيمان هذه فيما عدا اثنين منهم بالإضافة طبعا إلى آريوس وجماعته.
    ولكن المعارضة لم تنتهي عند هذا الحد، فلقد ظهر في القسطنطينية سنة 431 م بطريرك يُدعى ( نسطور )، مثّل مذهبه ( محاولة للعودة إلى التوحيد أو للقرب منه، ويقول نسطور شارحا مذهبه : إن مريم لم تلد إلها، لأن ما يولد من الجسد ليس إلا جسدا، ولأن المخلوق لا يلد الخالق، فمريم ولدت إنسانا ولكن كان آلة للاهوت. وعلى هذا فمريم لا تسمى والدة الإله بل والدة المسيح الإنسان، وقد جاء اللاهوت لعيسى بعد ولادته ، أي اتحد عيسى بعد الولادة بالأقنوم الثاني اتحادا مجازيا فمنحه الله المحبة ووهبه النعمة ).
    ومن أجل أفكار نسطور تم عقد مجمع أفسس الأول سنة 431م الذي (تقرر فيه أن المسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ، وأن العذراء ولدت إلها وتدعى لذلك أم الإله ).
    وهكذا يتضح القول بإلوهية الابن قد تقرر كعقيدة مسيحية بعد عشرات السنين من رفع عيسى(ع). أما الأقنوم الثالث ( الروح القدس ) فقد تأخر نصف قرن أخرى ليكمل الضلعين السابقين للإله المثلث!
    ومن أجله تم عقد مجمع القسطنطينية الأول سنة 381م. وكان سبب عقد المجمع مجاهرة مقدونيوس بأن الروح القدس ليس إلها، وإنما هو مخلوق مصنوع.
    ولكن المجمع قرر إلوهية الروح القدس بحجة أنه ليس شيئاً آخر ( غير روح الله، وليس روح الله شيئاً غير حياته. فإذا قلنا أن روح القدس مخلوق فقد قلنا أن حياته مخلوقة وإذا قلنا أن حياته مخلوقة فقد زعمنا انه غير حي وإذا زعمنا انه غير حي فقد كفرنا به ومن كفر به وجب عليه اللعن ).
    .
    يتبع
    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
    نقلا عن التوراة:


    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


    Comment

    • المدير العام
      مدير عام المنتدى
      • 17-09-2008
      • 879

      #3
      رد: مناقشة عقيدة التثليث او الثالوث

      أ - الأدلة العقلية:-
      تفتقر عقيدة التثليث إلى النصوص التي تدل عليها، لهذا يلجأ فقهاء المسيحية إلى طريقة ضرب الأمثال للتدليل عليها من جهة، وتقريبها للأذهان من جهة أخرى.
      ومن الأمثلة التي يسوقونها في هذا الصدد قولهم أن الشمس تتشكل من جسم وضوء وحرارة وهذه الثلاثة تشكل ثالوثا، فلا يمكن فصل الشمس عن جسمها ولا عن ضوئها أو حرارتها. فهذه الثلاثة إذن شيء واحد وثلاثة في وقت واحد !
      وكذلك الأمر بالنسبة لجسم التفاحة و طعمها و رائحتها.
      ولكنهم يتغافلون عن حقيقة أن الحرارة والطعم والضوء والرائحة ليست سوى أعراض أو صفات لا تقوم ولا تستقل بذاتها، بينما الأقانيم الثلاثة بالنسبة لهم حقيقية ومستقلة بعضها عن الأخر. فالمساواة التي يزعمونها في الأقانيم الثلاثة منعدمة هنا.
      ويضربون مثالاً آخر للثالوث، فيقولون: الإنسان يتكون من ذات وعقل وروح وهو واحد.هنا لابد أن نعرف أن الذات تحتاج إلى الروح من أجل الحياة، وتحتاج إلى العقل من أجل التعقل، فنحن إذن بإزاء أجزاء يحتاج بعضها لبعض، وهي ليست مستقلة، كما يقولون بشأن الأقانيم.
      والكلام نفسه يُقال بشأن مثل المثلث؛ فالمثلث يتشكل من ثلاثة أضلاع وهو واحد، ولكن ليس كل ضلع بمفرده مثلثاً، بل انضمامه للأضلاع الأخرى ينتج منه المثلث.

      .
      يتبع
      من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
      نقلا عن التوراة:


      1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
      4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


      Comment

      • المدير العام
        مدير عام المنتدى
        • 17-09-2008
        • 879

        #4
        رد: مناقشة عقيدة التثليث او الثالوث

        ب- الأدلة النصوصية:-

        من نافلة القول إن الاستدلال على قضية ما لابد أن يتم بنصوص محكمة وقطعية الدلالة على المطلوب، أما الاستدلال بنصوص متشابهة أو متعددة الدلالة، فلا يعدو عن كونه مغالطة، ومحاولة لخداع المتلقي.
        وسنرى أن جميع ما استدل به المسيحيون على عقيدة التثليث يقع في خانة المتشابه غير القطعي الدلالة على مطلوبه. وعلى الرغم من كفاية الطعن في دليلهم المزعوم بوصفه دليلاً متشابهاً لا يمكن الاطمئنان إلى دلالته على موضوعه، إلا أننا سنحاول جاهدين تقديم نقوض ليتوضح للقارئ أن ما يحسبه المسيحيون دليلاً على عقيدة التثليث ما هو في الحقيقة إلا وهم.

        أما النصوص التي استدلوا بها فهي كالتالي:-
        1- «الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» (يوحنا8: 58 ).
        هذه العبارة يفهمها بعض الكتاب المسيحيين على أنها تعادل عبارة ”أنا الله“ أو ”أنا الرب“ أو ”أنا يهوه“ الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية.
        وعلى الرغم من إمكانية حسم الجدال بشأن هذه المسألة بكلمة واحدة هي القول بأن عبارة " أنا الله " أو " أنا الرب " لا تعني سوى إن المسيح(ع) تجلٍ لله في الأرض ولاهوته ليس لاهوتاً مطلقاً، غير أننا يمكن أن نفهم من العبارة التي يستدلون بها دلالات كثيرة لا علاقة لها على الإطلاق بما يذهب إليه المسيحيون.
        وسنكتفي هنا بدلالة واحدة محتملة ليسقط استدلالهم، لأنه طالما كان يوجد احتمال لفهم آخر غير الفهم الذي قرروه يكون هذا كافٍ لسقوط فهمهم لأنه بقائه والركون إليه يعتمد بالضرورة على ركيزة كونه الدلالة الوحيدة التي يمكن أن نفهم كلام عيسى(ع) على وفقها، ومع ورود احتمال آخر، يستحيل كلام عيسى متشابهاً، أو متعدد الدلالات، وبالتالي لا يمكن القطع بدلالة معينة حتى لو وجدنا الكثير الكثير مما يقويها، لاحتمال أن يكون المتكلم قصد غيرها، ولاحتمال أن تكون هناك قرائن ترجح فهماً آخر ولكن هذه القرائن غائبة عنا. إذن يمكن أن نفهم كلام عيسى(ع) - على سبيل المثال المحتمل - بأنه أراد أن يُفهم مستمعيه أن روحه وحقيقته مخلوقة قبل زمان إبراهيم(ع)، أو قبل وجود إبراهيم في هذا العالم المادي، فالأرواح مخلوقة قبل هذا العالم المادي.
        ويمكن أن نقوي هذه الدلالة بملاحظة السياق الذي وردت فيه هذه الكلمة، فعيسى(ع) كان يخاطب اليهود، ويسعى للفت أذهانهم إلى الحقائق الملكوتية البعيدة عن الحس والمادة، فالحياة الحقيقية والموت الحقيقي ليسا حياة وموت الجسد، بقدر ما هما حياة وموت الروح، وهذا ما لم يكونوا يفهمونه، فاعترضوا عليه بأن نبي الله إبراهيم(ع) والأنبياء جميعاً قد ماتوا، فكيف تقول إن من يحفظ كلامك لا يموت، هل أنت أعظم من إبراهيم والأنبياء، « مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ »؟ أي إنك – بزعمهم - تخالف الأنبياء وتمنح نفسك مجداً، فقال لهم الله هو مجدني ولم أمجد نفسي، وطريقي هو طريق الأنبياء السابقين، ولكنه هنا استخدم تعبيراً يكشف من خلاله عن حقيقة غفلوا عنها، وهي أن الحياة بالمعنى المادي ليست هي كل الحياة، بل الحياة الحقيقية هي حياة الأرواح، فالموت الجسدي ليس نهاية المطاف، والأرواح تشهد ما يجري كما تشهدون أنتم: ( أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ ). لم يفهم اليهود هذا الكلام فاعترضوا قائلين: « لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ »؟ وهنا قال لهم: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». أي إن روحي مخلوقة قبل زمن إبراهيم ووجوده على هذه الأرض، بل قبل خلق هذا العالم المادي:
        ( 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ ). ( 24أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ ) ( يوحنا17).

        وهذا هو سياق العبارة التي يستدلون بها:
        (51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». 52فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ:الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ:إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. 53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» 54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، 55وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا، لكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. 56أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ:«لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». 59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا )(يوحنا8).

        وكل هذه تدل على حقيقة واحدة هي أن الأرواح والملائكة مخلوقة قبل خلق العالم المادي، ولا يعني ذلك إنها آلهة. بل إن الحوادث أيضاً حاضرة في علم الله تعالى، قبل وقوعها، فمن يقرأ رؤيا يوحنا على سبيل المثال يجد هناك حديثاً عن حوادث ستقع على هذه الأرض، أي إنها لم تقع بعد، ومع ذلك يتم تصويرها وكأنها وقعت فعلاً، إشارة إلى حتمية وقوعها لأنها قد تم تقديرها مسبقاً في علم الله.

        وأتساءل: إذا كان المسيحيون يفهمون الإلوهية من النص أعلاه، فلماذا لم يفهموها من النص التالي:
        "1لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ» 3بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ "(- الرسالة إلى العبرانيين7)؟

        .
        يتبع
        من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
        نقلا عن التوراة:


        1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
        4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


        Comment

        • المدير العام
          مدير عام المنتدى
          • 17-09-2008
          • 879

          #5
          رد: مناقشة عقيدة التثليث او الثالوث

          2- النصوص التي ورد فيها لفظ الابن أو ابن الله، وهي كثيرة أذكر بعضاً منها: «لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب»(يوحنا5: 23)،
          ومثله: (20 لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعلمه . وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم . 21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء . 22 لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن . 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب . من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله )(يوحنا5).
          ومثله: "فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين"(متى28: 18-20)، وكذلك: ( 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء . وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه . 17 وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت )(متى: 3). وكذلك: " 1 تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال أيها الآب قد أتت الساعة مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا* 2 إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته* 3 و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته* 4 أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته* 5 و الآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم* "(- يوحنا 17).
          للرد على الاستدلال بهذه النصوص لابد من التذكير أولاً أن محل النزاع بيننا وبين المسيحيين – كما سلف القول – يتحدد برفضنا القاطع لقول المسيحيين بإلوهية عيسى(ع) إلوهية مطلقة، ومن الواضح أن هذه النصوص لا تسعف زعم المسيحيين بالإلوهية المطلقة.والآن يمكننا أن ندفع بنصوص كثيرة وردت في العهدين القديم والجديد على حد سواء تنسب أبوة الله جل وعلا لغير عيسى(ع)، فعلى سبيل المثال جاء في سفر الأيام الأول الإصحاح السابع عشر: (11 و يكون متى كملت أيامك لتذهب مع آبائك إني أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك و اثبت مملكته* 12 هو يبني لي بيتاً و أنا اثبت كرسيه إلى الأبد* 13 أنا أكون له أبا و هو يكون لي ابنا و لا انزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك )(- سفر الأيام الأول:17).
          وفي متى ولوقا: ( طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون )(متى5: 9. لوقا20: 36).
          وكذلك: ( فصلوا انتم هكذا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك* 10 ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض* 11 خبزنا كفافنا أعطنا اليوم* 12 و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا* 13 و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد آمين* 14 فانه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي* )(متى6 :9 – 14).
          وجاء في سفر التكوين: ( وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض ، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا )(التكوين6: 1- 2).
          وفي سفر الخروج: " 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»" - الخروج:4 .

          وفي المزامير: "هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً"(المزمور 89/26-27 ).
          ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل: "وبنو العلي كلكم"(المزمور 82/6).
          وتلاميذ عيسى(ع) أيضاً هم بنو العلي، ففي لوقا: " أحبوا أعداءكم ... فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي"(لوقا 6/35).
          بل كل من يؤمن يكون مولوداً من الله: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله"(- يوحنا (1) 5/1). وكل من يصنع البر يكون مولود من الله: "من يصنع البر مولود منه"(- يوحنا (1) 2/29).
          وورد أيضاً: "آدم ابن الله"(- لوقا3: 38)،
          ومثله داود الذي قيل له: " أنت ابني، أنا اليوم ولدتك "(المزمور2/7)،
          وسليمان أيضاً ابن الله: "هو يبني لي بيتاً … أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً"(الأيام(1) 17/12-13)،
          والملائكةَ (أبناء الله) "مثلَ الملائكةِ وهم أبناء الله "(لوقا20/36)،
          والحواريون أيضاً: " قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "(يوحنا 20/17)، " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"(متى5/48)،
          بل كل الناس، أو المسيحيين على الأقل: "فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك.."(متى 6/9).
          وتوجد نصوص كثيرة أخرى لسنا بصدد استقصائها.
          إذن ما الذي يجعل ورود تعبير البنوة مقترناً بعيسى(ع) دالاً على إلوهيته، وما الذي يمنع من القول بإلوهية غيره إذا ما اقترن به التعبير بالبنوة ذاته ؟
          إن أي شيء يمكن أن يتقدم به المسيحيون على أنه مائز يرشح عيسى لنيل مرتبة الإلوهية، ويمنعها عن غيره كفيل بإسقاط استدلالهم بهذه النصوص، لأنه في هذه الحالة لن يكون نفس النصوص هذه، ونفس التعبير بالبنوة المقترن فيها بعيسى(ع) هو الدال على إلوهيته وإنما ذلك المائز المفترض، إذن ليتقدموا بذلك المائز المفترض لننظر فيه.
          والحق إن عبارة ( ابن الله ) يمكن أن نجد لها دلالات كثيرة غير ما يزعمه المسيحيون، فمن الممكن أن نقول إنها لا تعني شيئاً سوى المديح والإشادة، أي إنها تعبير مجازي، فكما إننا نسمي الشرير أو الرجل غير الصالح بأنه ابن إبليس، أو ابن الأفعى كما ورد في إنجيل متى: ( يا أولاد الأفاعي ، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار )(متى12: 34)، وكذلك في يوحنا: ( أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق . متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب )(- يوحنا8: 44). أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
          ورد في متى: (44 وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم* 45 لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الأشرار و الصالحين و يمطر على الأبرار و الظالمين* 46 لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك* 47 وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا* 48 فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل* )(متى:5).

          من هذا النص يتبين أن ابن الله يراد منه الإنسان البار الصالح. ويؤكده ما ورد في إنجيل مرقس: ( ولما رأى قائد المائة الواقف مقابلة أنه صرخ هكذا وأسلم الروح ، قال : حقاً كان هذا الإنسان ابن الله )(مرقس15: 39).
          هنا نقل مرقس كلمة قائد المائة بتعبير ( ابن الله ) بينما نقلها لوقا بكلمة ( بار )، الأمر الذي يفيد تساوي الكلمتين أو التعبيرين: ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً )(- لوقا 23: 27). أم إن المسيحيين يقولون إن خطأ ما قد وقع فيه لوقا؟ وعندها عليهم أن يعذرونا إذا ما قلنا لهم: إذن ابحثوا لكم عن أدلة أخرى فنصوصكم لا يسعنا الوثوق بها على الإطلاق.
          بل إن عيسى(ع) يقول إن معنى البنوة هو طاعة الله وعمل أعماله: " إن قال: آلهةً لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله .. فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟ إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي.."(- يوحنا10/37).
          فقوله: (إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي) تفسير لمعنى قوله ( ابن الله )، فهو ابن الله لأنه يعمل أعمال الله، أي يطيع أوامره وينتهي عن نواهيه. أي إنه يقول لهم: كما وصفكم كتابكم بأنكم آلهة مجازاً ؛ فأنا كذلك ابن الله مجازاً، سواء بسواء.

          ومثله: (31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ:«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ». 33 فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً:«مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي» )(مرقس3 ).

          ويمكن أيضاً أن نحمل تعبير البنوة والأبوة على دلالة أخرى هي إن الناس جميعاً هم عيال الله أو ابناؤه، بمعنى إنه تعالى يرعاهم ويرزقهم، ويربيهم وينعم عليهم كما يفعل الوالد لولده.
          وهذا تدل عليه نصوص كثيرة من قبيل ما ورد في متى: " أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه"(- متى 6/11)،
          وفي رسالة يوحنا الأولى: " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله"(يوحنا (1) 3/1).
          ورد في سفر التثنيه: "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك"(- أشعيا64: 8)،
          أو كما قال النبي أشعياء: "يا رب أنت أبونا"(التثنيه32: 6).
          وفي سفر هوشع: ( «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. 2كُلَّ مَا دَعَوْهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ، وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ. 3وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكًا إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. 4كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ )(هوشع: 11).

          وفي إشعياء: (15«هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ )(- أشعياء49: 15).
          واستعمال كلمة الابن بهذا المعنى يبدو معروفاً لليهود فقد قالوا لعيسى(ع): ( ... إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله )(- يوحنا 8/41).

          .
          يتبع
          من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
          نقلا عن التوراة:


          1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
          4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


          Comment

          • المدير العام
            مدير عام المنتدى
            • 17-09-2008
            • 879

            #6
            رد: مناقشة عقيدة التثليث او الثالوث

            يقول السيد أحمد الحسن(ع):
            ( هذه الكلمات التي جاءت في التوراة أو الإنجيل واشتبهت في موارد على جاهلها وتأولها العلماء غير العاملين ليدعوا بنوة إنسان لله سبحانه أو ليدعوا الإلوهية المطلقة لإنسان لا تعني بأي شكل من الأشكال إلوهية إنسان إلوهية مطلقة بل هي بمجموعها تنفي البنوة الحقيقية لأي إنسان ، وإذا التفت إليها الإنسان بقلب مفتوح طالبا معرفة الحقيقة كما أرادها الله سبحانه وتعالى الذي خلقه لرأى أن عيسى (ع) يحمد الله ويثني عليه قبل أن ينطق بهذه الكلمات ولو نظر الإنسان بعين الإنصاف لعرف أن هذه الكلمات منطبقة على كل الأنبياء والمرسلين والأوصياء الذين كانوا حجج الله على خلقه وخلفاءه في أرضه فكل حجة من حجج الله هو أعرف أهل زمانه بالله فيصدق عليه انه من يعرف الله دون من سواه من أهل زمانه وأيضا يصدق انه لا يعرف خليفة الله وحجة الله حق معرفته إلا الله الذي خلقه ((وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له )) وهذا تجده في قول رسول الله محمد(ص) لوصيه علي بن أبي طالب(ع) : (( يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا ))، وأيضا لعرف الإنسان الحقيقة وهي إن الخلق كلهم عيال الله سبحانه وتعالى فهو يرحمهم كما يرحم الأب أبناءه بل هو ارحم بالخلق من الأم بولدها الوحيد وأكيد إن المخلصين من الأنبياء والأوصياء والأولياء (ع) أحب الخلق إلى الله سبحانه فهم أولى بان يكون الله سبحانه وتعالى أبوهم بهذا المعنى، ولأنهم أطاعوه ولم يعصوه سبحانه كما يطيع ويبر الابن الصالح أباه فيصح أنهم أبناء الله بهذا المعنى وهم ليسوا لاهوتاً مطلقاً بل عباد مكرمون لأنهم شاكرون (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ)، ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الزمر:4).
            وقد بين القرآن إنهم (سلام الله عليهم ): ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ ) أي إنهم الله في الخلق أي تجلي الله وصورة الله كما في الحديث عنهم ع : (( أن الله خلق آدم على صورته)) ، (26 وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ) التوراة سفر التكوين الإصحاح الأول ، وليسوا الله سبحانه وتعالى وبالتالي فان النظر إليهم هو نظر إلى الله ومعاينتهم هي معاينة الله وفي الإنجيل ((طوبى للأنقياء القلب . لأنهم يعاينون الله . 9 طوبى لصانعي السلام . لأنهم أبناء الله يدعون)) وفي القرآن تجد نفس الكلام (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22-23) عن أبى الصلت الهروي عن الإمام الرضا(ع) قال : ( قال النبي(ص) : من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله تعالى ودرجه النبي(ص) في الجنة ارفع الدرجات فمن زاره في درجته في الجنة من منـزله فقد زار الله تبارك وتعالى قال : فقلت له : يا بن رسول الله(ص) فما معنى الخبر الذي رووه : إن ثواب لا اله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى فقال عليه السلام : يا أبا الصلت من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل والى دينه ومعرفته وقال الله تعالى : ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقال عز وجل ( كل شيء هالك إلا وجهه )) . عيون أخبار الرضا(ع)ج2 ص106.
            قال تعالى ( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81)
            ( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) : أي أن محمداً(ص) اقرب شيء إلى الله سبحانه وأول مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى وأول من عبد الله سبحانه وتعالى فلو كان لله سبحانه وتعالى ولد (تعالى الله عن ذلك ) لكان محمداً(ص) لأنهم يقولون إن أول ما صدر منه سبحانه وتعالى الولد أو الكلمة، فمحمد(ص) الذي يقول أنا اقرب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى لم يقل أنا ابن انفصل عن الله سبحانه وتعالى لم يقل أنا لاهوت مطلق بل قال أنا عبد الله وابن عبد الله (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ) (الأنبياء:26) فمن يبحث عن الحقيقة لابد له من تحري الدقة والإخلاص في البحث ليصل إلى الحقيقة وينجي نفسه من سخط الله سبحانه وتعالى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم:88-92) )(- كتاب التوحيد: 94 ).
            ويرى الدكتور شارل جنيبير إن اليهود كانوا يطلقون لقب ( خادم يهوا ) على كل إنسان يظنون لديه إلهاماً، وإن الكلمة التي استعملتها الترجمة السبعينية تعني ( خادم ) و( طفل ) وقد تطورت لاحقاً لتكون ( ابن )( انظر المسيحية تطورها ونشأتها: شارل جنيبير. ترجمة الدكتور عبدالحليم محمود ص106. المكتبة العصرية صيدا – بيروت ).

            .
            يتبع
            من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
            نقلا عن التوراة:


            1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
            4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


            Comment

            • المدير العام
              مدير عام المنتدى
              • 17-09-2008
              • 879

              #7
              رد: مناقشة عقيدة التثليث او الثالوث

              وقد جرت محاورة بين عيسى وأحد الفريسيين توضح معنى البنوة والولادة من غير طريق الجسد: ( 1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». 3أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». 4قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. 6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. 8اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». 9أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟» 10أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! 11اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ 13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ .31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ )(- يوحنا:3).

              هذا النص أنموذج تعليمي ممتاز يوجه عيسى(ع) من خلاله الأذهان إلى الابتعاد عن الفهم الحرفي المادي لكلماته، الذي يبدو إنه كان راسخاً في أذهان اليهود، نتيجة انغماسهم بالمادة.
              وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله في محاججته للنصارى:
              ( فقال بعضهم لبعض وفي الكتب المنزلة إن عيسى قال " أذهب إلى أبي وأبيكم " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فإن كنتم بذلك الكتاب تعملون فإن فيه " أذهب إلى أبي وأبيكم " فقولوا إن جميع الذين خاطبهم عيسى كانوا أبناء الله كما كان عيسى ابنه من الوجه الذي كان عيسى ابنه ، ثم إن ما في هذا الكتاب مبطل عليكم هذا الذي زعمتم أن عيسى من وجهة الاختصاص كان ابنا له ، لأنكم قلتم إنما قلنا إنه ابنه لأنه اختصه بما لم يختص به غيره ، وأنتم تعلمون أن الذي خص به عيسى لم يخص به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى " أذهب إلى أبي وأبيكم " ، فبطل أن يكون الاختصاص لعيسى ، لأنه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى ، وأنتم إنما حكيتم لفظة عيسى وتأولتموها على غير وجهها ، لأنه إذا قال " أذهب إلى أبي وأبيكم " فقد أراد غير ما ذهبتم إليه ونحلتموه ، وما يدريكم لعله عنى أذهب إلى آدم أو إلى نوح وأن الله يرفعني إليهم ويجمعني معهم وآدم أبي وأبيكم وكذلك نوح ، بل ما أراد غير هذا )(- الاحتجاج ج 1 - الشيخ الطبرسي ص 19).

              ومعناه: إنكم إذا ما قلتم: إن الله تعالى سمى عيسى ابناً لشيء يختص به، فإن عليكم إذا أن تفهموا ما ورد في كتبكم على غير ما تفهمونه، لأن غيره قد شاركه بالتسمية، ولم يكن له الاختصاص الذي تزعمونه.

              أخيراً يقول شارل جنيبير: أما بالنسبة للابن فإنه على أي وضع تصورته، يكون إمّا مولوداً وإمّا مخلوقاً، فهو لا مناص قد سبقه عدم وأنه وجد بعد عدم، إذاً فلا يكون إلهاَ لأنه حادث(- انظر المسيحية نشأتها وتطورها ص8).
              أقول أي لا يكون إلهاً مطلقاً.
              .
              يتبع
              من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
              نقلا عن التوراة:


              1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
              4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


              Comment

              • المدير العام
                مدير عام المنتدى
                • 17-09-2008
                • 879

                #8
                رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                يقول البابا شنودا الثالث:
                ( الابن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني. حاشا أن تنادي المسيحية بهذا ، فالله روح ( يو4 : 24 ). و هو منزه عن التناسل الجسدي. و الابن في المسيحية هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل. و بنوة الابن من الآب في الثالوث المسيحي، مثلما نقول " العقل يلد فكراً " ومع ذلك فالعقل وفكره كيان واحد. ولا علاقة لهما بالتناسل الجسداني ...الفكر يخرج من العقل، و يظل فيه، غير منفصل عنه. أما في التناسل الجسداني، فالابن له كيان مستقل قائم بذاته منفصل عن أبيه وأمه. وكل من الأب والأم له كيان قائم بذاته منفصل عن الآخر. و هنا نجد خلافاً مع الثالوث المسيحي. الله في الثالوث المسيحي فهو كائن منذ الأزل، وعقله فيه منذ الأزل، وروحه فيه منذ الأزل. لم يمر وقت كان فيه أحد هذه الأقانيم غير موجود )(- البابا شنودا الثالث: سنوات مع أسئلة الناس: السؤال رقم 3).

                واضح إن البابا يحاول جاهداً تضليل قارئه بافتراض إن ولادة الأقنوم الثاني على حد تعبيرهم شبيهة بولادة الفكر من العقل، ويتناسى أن وجود الفكر هو وجود اعتباري لا حقيقي. ثم إن البابا يترك فكرته مضطربة، متناقضة، ولا أدري كيف لم يشعر أن سياقها يناقض ما يريده تماماً، بل لعله شعر بذلك فتركها مبتورة دون إكمال.
                فهو يقابل بين ولادة الفكر من العقل والولادة الجسدية، ويقرر إن الولادة الجسدية تقتضي استقلال المولود، وهذا يعني إن عليه أن يقول بعدم استقلال الفكر المولود عن العقل، ويناقض بذلك قولهم باستقلالية الأقانيم.
                ويقول أيضاً: ( الملاحظة الأخرى التي أوردها القديس أوغسطينوس هي: قال: إلى أبى و أبيكم ، ولم يقل إلى أبينا. و قال: إلى إلهي و إلهكم ، ولم يقل إلهنا مفرقاً بين علاقته بالآب ، و علاقتهم به.
                فهو أبي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت، حسبما قلت من قبل " أنا و الآب واحد "( يو 10 :30 ). واحد في اللاهوت والطبيعة والجوهر. لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد ( يو3 : 16، 18) ( 1يو4 : 9 ). أما أنتم قد دعيتم أبناء من جهة الإيمان " و أما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه " (يو1: 12 ) . وكذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول " انظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعي أولاد الله " ( 1يو 3 : 1 ). و باختصار هي بنوة من نوع التبني ، كما قال بولس الرسول "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني، الذي به نصرخ يا أبانا، الآب " ( رو 8 : 15 ). و قيل " ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " ( غل 4 : 5 ) [ أنظر أيضاً ( رو 9 :5 ) ، (أف 1 : 5 ) ] .إذن هو أبي بمعني ، وأبوكم بمعني آخر ).

                أقول: إن كلام القديس أوغسطينوس غريب حقاً، فقوله: ( إلهي وإلهكم ) هو نفسه القول: ( إلهنا )، فالتفريق في الضمير المضاف إليه، أي ( ياء المتكلم ) و ( وكاف المخاطب ) لا يتضمن أية دلالة على أنه إله لعيسى(ع) بكيفية تختلف عن إلوهيته لهم.
                أما كلام البابا شنودا فهو من نوع المصادرة والتحكم كما هو واضح، وعلى البابا أن يقدم دليله على أن أبوة الله لعيسى هي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت كما يزعم. وإذا كان مقصودهم إن إله عيسى يختلف عن إلههم، فإله عيسى هو الله أو الآب كما يعبرون، فهل يقولون أن الآب ليس إلهاً لهم، وأن إلههم هو الابن فقط ؟ ثم ألا يشعرون إنهم بهذا القول يدمرون المثلث الإلهي الذي يؤمنون به ؟ فالآب لم يعد أحد الأقانيم الثلاثة للإله الذي يؤمنون به، وكذلك الابن لم يعد ينتمي للدائرة الأقنومية.

                ولا ينفعه في هذا الصدد استشهاده بقول عيسى(ع): " أنا والآب واحد " لأن المقصود منه هو إن هدفنا واحد ونحن بالتالي نمثل جهة واحدة، أي إن عيسى(ع) لا يعمل سوى مشيئة الآب: ( 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ )( - يوحنا: 4). كما إن هنا واحدية ( أنا والآب واحد )، بينما تقتضي البنوة إثنينية.
                أما قوله: " لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد " فهو يعتمد على تحرير معنى البنوة قبل كل شيء، فالوحيد صفة للبنوة ودلالتها تتقرر بالنتيجة تبعاً لدلالة البنوة. أما بقية كلامه واستشهاداته فلا قيمة لها دون تحرير دلالة ما تقدم.

                يتبع
                .
                من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                نقلا عن التوراة:


                1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                Comment

                • المدير العام
                  مدير عام المنتدى
                  • 17-09-2008
                  • 879

                  #9
                  رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                  3- « 41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ 42قَائلاً:«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ:«ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. »(متى22: 42-45).
                  في هذا النص يقولون أن داود(ع) سمى المسيح(ع) ربي، الأمر الذي يعني برأيهم إن عيسى بالنتيجة لاهوت مطلق.
                  أقول: هذه الكلمة ترجمتها نسخ أخرى بصورة ( قال الرب لسيدي )(نسخة الكتاب المقدس لدار المشرق 1994م) الأمر الذي يقوض استدلالهم من الأساس، فالسيد تعني الشخص ذو المكانة الرفيعة، ولا تعني الإله بالضرورة، فكيف بالإله المطلق؟

                  بل إن مجرد اختلافهم في الترجمة يدل على أنهم لا يملكون ما يجعلهم يقطعون بدلالة محددة للعبارة، فكيف إذن يستدلون بها على مراد محدد ؟ أليس هذا من قبيل التعسف، بل المجازفة والاستهتار ؟
                  ولكن حتى لو قلنا أن داود(ع) نطق بكلمة ( قال الرب لربي )، فلا ضرورة تحملنا على أن نفهم منها معنى أن عيسى(ع) – هذا بعد التنزل وموافقتهم على أن المعني هو عيسى وليس شخصاً آخر، لأننا نعتقد أن المعني شخص آخر – أقول: ما هي الضرورة التي تدفعنا إلى أن نفهم منها إن عيسى هو إله ؟ أليس من معاني الرب هو المربي أو المعلم ؟ فلماذا نتجاهل هذه الدلالة وننساق وراء فهم لا دليل عليه؟ ثم لو تنزلنا عن هذه الدلالة الأخيرة جدلاً وقلنا أن الرب تعني الإله، فهل من الضرورة أن يكون هذا الإله إلهاً مطلقاً ولاهوته لاهوتاً مطلقاً ؟


                  4- استدلوا بكلمة إلوهيم الواردة في التوراة، على أنها تدل على مجموعة من الآلهة.
                  ولو قبلنا قولهم بدلالة الكلمة على الجمع فليس بالضرورة أن يكون كل من الآلهة هؤلاء لاهوتاً مطلقاً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الجمع يدل على تعدد في الآلهة، لا على تعدد في الأقانيم، ولا يدل بالتالي على الثالوث.
                  وقد ورد في المزامير ما يدل على أن المقصود هو تعدد آلهة لا تعدد أقانيم: ( 1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: 2«حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمَِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4نَجُّوا الْمَِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا.5«لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ». 8قُمْ يَا اَللهُ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ )(المزمور82).
                  ومن النص يتبين أيضاً إن كلاً من هؤلاء الآلهة – باستثناء الله جل وعلا - لا يمثل إلهاً مطلقاً فهم يموتون، فهم إذن مفتقرون لله جل وعلا.
                  كما إن التعبير بصيغة الجمع يفهم منه كذلك التفخيم والتعظيم، وهو معروف في اللغة العبرية وغيرها، فقد ورد في سفر الخروج: "فقال الرب لموسى: انظر. أنا جعلتك إلهاً (إلوهيم) لفرعون و هرون اخوك يكون نبيك"(- الخروج 7 : 1).
                  فهنا الكلمة لا يمكن أن يراد منها الجمع، فالمخاطب بها واحد وهو موسى(ع)، وكون الرب هو من جعل موسى إلهاً ( إلوهيم ) يدل على أنه ليس لاهوتاً مطلقاً. ومثله ما ورد في صموئيل الأول: (12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَلَّمَتِ الْمَرْأةُ شَاوُلُ قَائِلةً: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. )(- صموئيل الأول: 28).

                  فهي تقول رأيت آلهة بالجمع بينما يقول لها: ما هي صورته ! أي إنه فهم منها أنه واحد وليس جماعة، فأجابته: ( رجل شيخ )، أي شخص واحد.وقد ورد في تيماوثاوس ما يدل على أن عيسى تجلٍ لله في الأرض: (لأنّه يوجد إله وسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح)(- تيماوثاوس2: 15).


                  5- من الإشارات التوراتية التي استدلوا بها على التثليث قول الملائكة: "قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود"(- إشعياء6/3)، فقد كرر ذكر كلمة قدوس ثلاث مرات، ومثله قالت الحيوانات التي رآها يوحنا في رؤياه: "قدوس، قدوس، قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء"(الرؤيا 4/8).
                  فهم يزعمون أن تكرار كلمة ( قدوس ) ثلاث مرات إشارة إلى الثالوث، بينما معروف إن التكرار يراد منه التأكيد كما في نصوص إنجيلية وتوراتية كثيرة، منها قول اليهود: "فصرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه"(لوقا 23/21).
                  والحقيقة إن الاستدلال بمثل هذه النصوص يدل بلا شك على العجز الذي يستشعره المسيحيون في إثبات عقيدة التثليث.

                  يتبع
                  .
                  من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                  نقلا عن التوراة:


                  1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                  4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                  Comment

                  • المدير العام
                    مدير عام المنتدى
                    • 17-09-2008
                    • 879

                    #10
                    رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                    6- استدلوا بنص الشهود الثلاثة على التثليث، وهو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى فقد قال: " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم الواحد"(يوحنا الأولى5/7).

                    هذا النص يرد عليه أنه غير منسوب لعيسى(ع)، وهو بالنتيجة يمثل فهم من كتبه، وفهمه يحتاج إلى الدليل، فالدين لا يؤخذ من الناس، بل من رب الناس ومن أرسله.
                    وكذلك فإن النص لم يصف الثلاثة بأنهم آلهة ولا أنهم أقانيم، بل قال إنهم ثلاثة وإنهم يشهدون، أما كونهم واحد كما قال، فلا يدل على فكرة الأقانيم التي لا يمكن أن تتبادر إلا لذهن معبأ بها مسبقاً.
                    إذن يمكن أن نفهم النص على أن المراد منه إن هؤلاء الثلاثة يشهدون على الناس، وإنهم واحد بمعنى إنهم يمثلون جهة واحدة هي جهة الحق.
                    على أن من الضروري أن يعرف القارئ إن هذا النص غير موجود في سائر المخطوطات القديمة للكتاب المقدس، بل وغير موجود حتى في أول نص مطبوع، فقد أضيف لاحقاً، وقد اعترف بإضافته علماء النصرانية ومحققوها ومنهم جامعو تفسير هنري واسكات، وحذفته النسخة القياسية المنقحة ( R S V ) من نسختها الإنجليزية، كما حذفته بعض التراجم العالمية، ولكنه لا يزال موجوداً في غالب التراجم، ومنها العربية.
                    يقول بنيامين ولسن مترجم المخطوطات اليونانية: "إن هذه الآية التي تشمل على الشهادة بالألوهية غير موجودة في أي مخطوط إغريقي مكتوب قبل القرن الخامس عشر، إنها لم تذكر بواسطة أي كاتب إكليركي أو أي من الآباء اللاتينيين الأولين حينما يكون الموضوع الذي يتناولونه يتطلب بطبيعته الرجوع إليها، لذلك فهي بصراحة مختلقة".
                    بل حتى في بعض الترجمات العربية وردت محاطة بقوسين دلالة على الشك فيها، وقد اعترف بهذا البابا شنودا الثالث(كتاب: سنوات مع أسئلة الناس. السؤال رقم4).

                    يقول أحد البحوث المنشورة على الانترنيت: (( النص السابق موجود بترجمة الملك جيمس وهي التي كان أغلب النصارى يأخذون عنها للغات الأخرى. وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النص دخيل وغير موجود إلا في بعض المخطوطات الحديثة و غير موجود في المخطوطات الأقدم ، قرر ذلك الكثير من علماء اللاهوت مما أدى إلى حذف النص من التراجم الجديدة للكتاب المقدس فحذف هذا النص كلٌ من:
                    1- الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية "العربية" (منشورات دار المشرق - بيروت).
                    2- الترجمة العربية المشتركة.
                    3- الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) -وضعته بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير و غير موجود بالنص الأصلي.
                    هذا بالإضافة إلى أن التراجم الأجنبية الشهيرة حذفت النص وكما ذكرنا النص غير موجود في الترجمات الحديثة مثل : ISV, ESV,ASV,....Etc
                    وهذه أقوال بعض المعاجم في النص السابق مقتبسه من كتاب (القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح – مشعل بن عبد الله القاضي)
                    "إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7 نسخة الملك جيمس) ليس جزءً حقيقياً من العهد الجديد"
                    معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون
                    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press
                    "إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] يقول: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ). إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد".
                    معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 871 – مطابع أبينغدون
                    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.871, Abingdon Press
                    " إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] في النص اليوناني الأول للعهد الجديد****us Receptus و الموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة (الآب و الكلمة و الروح القدس)، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية."
                    قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020
                    The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020)).انتهى.

                    بطبيعة الحال إن نصاً بمثل هذه الأهمية لو كان صادراً عن عيسى(ع) لكنا وجدناه في أكثر من إنجيل على الأقل، بينما الواقع يقول إنه غير موجود حتى في إنجيل يوحنا نفسه!
                    ولا أدري كيف يبرر المسيحيون عدم وجود هذا النص في إنجيل يوحنا، بينما يوجد في بعض نسخ رسالته ؟

                    يتبع
                    .
                    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                    نقلا عن التوراة:


                    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                    Comment

                    • المدير العام
                      مدير عام المنتدى
                      • 17-09-2008
                      • 879

                      #11
                      رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                      7- احتجوا أيضاً بنصوص من قبيل: «قلت لكم ولستم تؤمنون.. لأنكم لستم من خرافي.. خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد.. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد»(- يوحنا10: 25-30).

                      وما ورد في إنجيل يوحنا: (19فَقَالُوا لَهُ:«أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا» )(- يوحنا8: 19).
                      وكذلك: (23اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا )(يوحنا15)،
                      وأيضاً: (9قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ )(يوحنا14).
                      وأخيراً: (23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ )(يوحنا5).
                      هذه النصوص يستدلون منها إلوهية عيسى إلوهية مطلقة، على الرغم من دلالتها الواضحة على أن عيسى نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى وهو ممثل لله في الأرض.
                      فطالما كان خليفة لله في الأرض يكون من رآه قد رأى الله تعالى، ومن أحبه أحب الله، ومن أبغضه أبغض الله، فهو تجلي الله في الأرض، أو الله في الخلق لا إنه هو الله سبحانه وتعالى، أو إنه هو اللاهوت المطلق.
                      وكذلك يكون هو والله واحد، ولكن أيضاً لا بمعنى إنه هو الله، بل بمعنى إنه يمثل الله تعالى وأهدافه، فيكون من هذه الجهة مع الله والله معه، أي يكون مع الله جهة واحدة.
                      وقد ورد عن عيسى(ع): ( لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب . من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله )(- يوحنا5: 23).
                      أي إن الابن والآب جهة واحدة، لأن الابن رسول الله وممثله.
                      وجاء في رسالة يوحنا الأولى: "من اعترف بأن يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه، وهو في الله، ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله، والله فيه"(يوحنا (1) 4/15-16).
                      فالله تعالى في المؤمنين لأنهم آمنوا، وليس لأنهم آلهة. ومعنى إنهم في الله، والله فيهم هو إن الإيمان به تعالى يغمر قلوبهم، بل كل كيانهم، وهذا ما عبر عنه بولس بقوله: "فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم يكونون لي شعباً"(كورنثوس(2) 6/16-17)،
                      وبقوله: "إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل، وفي كلكم"(- أفسس 4/6).
                      ويقول عيسى لتلاميذه: " أنا الكرمة، وأنتم الأغصان، الذي يثبت في، وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير"(- يوحنا 15/5).
                      أي من يحبني ويطيعني ويؤمن بي فهذا يأتي بثمر كثير.

                      ويقول: (23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي )(يوحنا17).

                      فالمعنى الصحيح لقوله: "لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ، وأنا فيه"(- يوحنا10/38) هو إن الله في عيسى بمعنى أن عيسى تجلٍ لله وصورة له لا إنه هو ذاته.

                      ويقول بولس: " أنا غرست، وأبلُّوس سقى ... الغارس والساقي هما واحد .. فإننا نحن عاملان مع الله"(كورنثوس (1) 3/6-9)، فوحدة بولس مع أبلوس وحدة الهدف المشترك، لا الجوهر والذات.
                      وورد في التوراة: " يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكونان جسداً واحداً "(التكوين 2/24). أي يصبحان جهة واحدة، وهدف واحد.
                      كل هذه الأمثلة تدل على أن قول عيسى(ع): ( أنا والآب واحد ) يعني أن عيسى(ع) هدفه هو هدف الله وإرادته هي إرادة الله تعالى، لا ما يفهمه المسيحيون من أنهما واحد، وأن عيسى بالتالي هو الله جل وعلا.
                      نعم لا يسعهم أن يحملوا كلام عيسى(ع) على الحقيقة، ولابد لهم من تأويله على أن المراد منه ما ذكرته أو غيره، والتأويل مفهوم ووارد حتى في كتبهم فقد جاء في متى " ثم يقول الملَك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رِثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريباً فآويتموني .. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعاً فأطعمناك أو عطشاناً فسقيناك، ومتى رأيناك غريباً فآويناك .. فيجيب الملَك، ويقول لهم: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم"(متى 25/34-40).

                      ومثله ما ورد عن بولس: "شاول شاول، لماذا تضطهدني .. أنا يسوع الذي أنت تضطهده"(أعمال 26/14-15)، فبولس الذي اضطهد تلاميذ المسيح يكون كمن اضطهد عيسى(ع).
                      إن عدم قبولهم بتأويل بعض النصوص يقتضي أن يقولوا إنهم كلهم آلهة، فقد ورد في رسالة بولس: " 6إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. 7وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ "(أفسس: 4).
                      أيضاً ورد عن عيسى(ع) يدل بوضوح على أن الله تعالى ليس هو عيسى، بل هو آخر: (31إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَق. 33أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ. 34وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. 36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ )(يوحنا5).

                      الذي يشهد لعيسى هو آخر، والآب نفسه يشهد له، إذن الآب آخر، وليس هو عيسى.
                      وخاتمة المسك قول عيسى(ع) الذي يؤكد أن استدلالهم لا محل له: "أبي أعظم مني"( - يوحنا 14/28).

                      يتبع
                      .
                      من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                      نقلا عن التوراة:


                      1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                      4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                      Comment

                      • المدير العام
                        مدير عام المنتدى
                        • 17-09-2008
                        • 879

                        #12
                        رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                        8- « لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته* فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و

                        الذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة* »(يوحنا 5: 28و29).
                        جاء هذا النص في سياق هو الآتي: ( 19 فأجاب يسوع و قال لهم الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك* 20 لان الآب يحب الابن و يريه جميع ما هو يعمله و سيريه أعمالاً أعظم من هذه لتتعجبوا انتم* 21 لأنه كما إن الآب يقيم الأموات و يحيي كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء* 22 لان الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن* 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله* 24 الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي و يؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية و لا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة* 25 الحق الحق أقول لكم انه تأتي ساعة و هي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله و السامعون يحيون* 26 لأنه كما إن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطي الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته* 27 و أعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان* 28 لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته* 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة* 30 أنا لا اقدر أن افعل من نفسي شيئا كما اسمع أدين و دينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني* )(- يوحنا:5).

                        من هذا السياق يتوضح أن الابن لا يقدر أن يعمل شيئاً من نفسه، والآب هو من يقيم الأموات، وإذا كان للابن شيء من ذلك فهو بسلطان من الآب، فالابن من هذه الجهة تبع للآب وهو لا ينفذ مشيئته بل مشيئة الآب. ويتفرع عن هذا المعنى أن الابن غير مستقل عن الآب وهو محتاج له، فليس هو لاهوت مطلق.

                        والنص كما يتضح من سياقه لا يتحدث عن عيسى(ع) بل عن ابن الإنسان، وسيأتي لاحقاً أن المقصود منه شخص آخر ليس هو عيسى(ع).
                        وكذلك فإن القيامة والدينونة يراد منها – كما سنبينه بعون الله - زمن ظهور المنقذ الذي سنعرف أنه يمثل القيامة الصغرى، وهي حدث يقع على هذه الأرض وليس في عالم الآخرة.
                        وغير هذا توجد نصوص يُفهم منها معنى مغاير للدينونة، من قبيل: "لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم، الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد"(يوحنا 3/17).
                        والمعنى هنا هو أن من لا يؤمن بعيسى(ع) يكون قد ثبت كفره بالله تعالى لأنه هو أرسل عيسى(ع)، وهذا ما قاله عيسى(ع): (20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي، وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»)(يوحنا13).
                        وكذلك: "وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم، من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه؛ الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير"(- يوحنا 12/47-48).

                        ومن قوله: (الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير) يتضح أن عيسى يدين الناس لا بمعنى إنه هو يفعل وأنه هو الله، وإنما بمعنى أن الدين الحق الذي نطق به والرسالة الصحيحة هي التي يدينهم بها الله تعالى، وحيث إن عيسى(ع) هو مُبلّغ هذه الرسالة يكون كأنه هو من يدينهم.
                        ويمكن أيضاً أن نفهم من مجموع النصوص أن عيسى يدينهم بمعنى أن الله تعالى يخوله ذلك، ولا ضرورة تقتضي هنا أن يكون هو الله جل وعلا. بل ورد أن التلاميذ، أو أمثالهم أيضاً يدينون: " فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده؛ تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر"(متى19/28، ولوقا22/30).
                        "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟ ... ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة"(كورنثوس (1) 6/2-3).
                        وإذا قيل: إن التلاميذ يدينون بتخويل من عيسى(ع)، نقول: وما الذي يمنع أن يكون عيسى(ع) يدين بتخويل من الله تعالى ؟

                        يتبع
                        .
                        من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                        نقلا عن التوراة:


                        1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                        4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                        Comment

                        • المدير العام
                          مدير عام المنتدى
                          • 17-09-2008
                          • 879

                          #13
                          رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                          9- قول المسيح لليهود: « فقال لهم أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم»(يوحنا8: 23).
                          وهو عين ما أكده لنيقوديموس قبل ذلك: «وليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء»(يوحنا3: 13).
                          ومثله ما نطق به يوحنا المعمدان: «الذي من الأرض هو أرضي، ومن الأرض يتكلم، الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع»(يوحنا3: 31).

                          المقصود هنا ليس هو ما يفهمه من يستدل بهذه النصوص على إلوهية المسيح إلوهية مطلقة، فالمسيح ليس من هذا العالم كما قال بمعنى أنه ليس مثل من نسميهم أبناء الدنيا، أي نمط الناس الذي يحصرون همهم كله في الدنيا أو المادة فقط، ولا يلتفتون إلى الروح والحياة الحقيقية التي يريد لهم الأنبياء(ع) أن يرتقوا لها، وهذا هو ما قاله عيسى(ع) لنيقوديموس: ( 3 أجاب يسوع وقال له الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله . 4 قال له نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ . ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد . 5 أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله . 6 المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح . 7 لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق . 8 الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب . هكذا كل من ولد من الروح 9 أجاب نيقوديموس وقال له كيف يمكن أن يكون هذا . 10 أجاب يسوع وقال له أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا . 11 الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا . 12 إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات . 13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء )(يوحنا 3).

                          فالناس كل الناس قد ولدوا من الجسد، ومع ذلك عيسى(ع) يريد منهم أن يولدوا ولادة جديدة، أي أن يتساموا بأرواحهم فوق متطلبات الجسد والحياة المادية الضيقة ليدخلوا في رحاب ملكوت الله، أو ما يسميه النص بـ ( السماويات ).
                          فالمراد هو الاستعداد الروحي لتقبل عطاء السماء كما قال يوحنا المعمدان: ( 27 أجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا إن لم يكن قد أعطي من السماء )(يوحنا: 3).
                          وبالنتيجة عيسى(ع) من فوق لأنه يتكلم بكلام الله كما في هذا النص الذي قاله يوحنا: ( 31 الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع . والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم . الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع . 32 وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها . 33 ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق . 34 لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله . لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح )(يوحنا: 3).

                          والذي يوضح ما قلناه هو أن عيسى(ع) ليس هو وحده الذي لا ينتمي لهذا العالم، بل التلاميذ أيضاً، يقول عيسى(ع): ( 14 أنا قد أعطيتهم كلامك والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم . 15 لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير . 16 ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم )(- يوحنا 17).
                          ومثله: " لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته، لكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم"(يوحنا 15/19).
                          وإذا كان "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء"(يوحنا 3/13)، فإن أخنوخ صعد إلى السماء، ولابد إذن أن يكون قد نزل من السماء: "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد، لأن الله أخذه"(التكوين 5/24)، فهل يقولون بإلوهيته ؟
                          والكلام نفسه يقال بالنسبة لإيليا الذي صعد إلى السماء: "ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء"(- الملوك (2) 2/11).

                          بل لو قلنا إن عيسى(ع)، أو ابن الإنسان إله فهل يعني هذا إنه الإله المطلق ؟ الجواب هو كلا.


                          يتبع
                          .
                          من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                          نقلا عن التوراة:


                          1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                          4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                          Comment

                          • المدير العام
                            مدير عام المنتدى
                            • 17-09-2008
                            • 879

                            #14
                            رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                            10 - قال المسيح لليهود: «ليس أحد يأخذها (نفسي) مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أيضًا أن آخذها»(يوحنا10: 17).
                            يستدلون بهذا النص على أن عيسى(ع) إله مطلق طالما كانت له السلطة على نفسه، ويسندون هذا الاستدلال بما ورد في الكتاب المقدس «ليس لإنسان سلطان على الروح»(جامعة8: 8).
                            ولو أنهم تمنعوا قليلاً في النص الوارد في العهد القديم لعلموا أن المقصود منه هو: أن الروح أي الاعتقاد أو الفكر لا يستطيع أحد أن يتحكم به، وليس له سلطان عليه غير صاحبه، فالطواغيت يستطيعون قتل الجسد بالعنف ولكنهم لا يستطيعون قتل الاعتقاد بالعنف.

                            أما النص الذي يستدلون به فقد ورد في السياق الآتي:
                            ( 11 أنا هو الراعي الصالح . والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف . 12 وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب . فيخطف الذئب الخراف ويبددها . 13 والأجير يهرب لأنه أجير ولا يبالي بالخراف . 14 أما أنا فإني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني 15 كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب . وأنا أضع نفسي عن الخراف . 16 ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد . 17 لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا . 18 ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي . لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا . هذه الوصية قبلتها من أبي )(يوحنا: 10).

                            ويتضح من هذا السياق أن مقصود عيسى(ع) هو أنه يبذل نفسه لا مرغماً وإنما من منطلق حرصه وشعوره بالمسؤولية وبحرية كاملة، وليس في كلامه أي شيء يمكن أن يُستدل منه على إلوهية عيسى المطلقة.



                            11- «أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة»(يوحنا 8: 11).
                            وورد في رسالة يوحنا الأولى: «5وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ »(1يوحنا1: 5).
                            وفي العهد القديم قال داود: «الرب نوري وخلاصي»(مزمور27: 1).
                            والمسيحيون يجمعون هذه النصوص ليخرجوا بمعنى هو أن عيسى(ع) هو الله.
                            هذا الدليل أيضاً لا يفيدهم بشيء، فعيسى(ع) نور العالم بمعنى أنه مرسل من الله سبحانه ونوره من نور الله وعلمه من علم الله تعالى ومن يتبعه يهتدي بنور الله الذي يمثله هو ويدعو له. فالنور والحق في الأصل والحقيقة هو الله تعالى ( الله نور ) (ورد في رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الأول: (5وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ ).)
                            ومن يدعو لنور الله ويلتزم نور الله يكون نوراً بالتبع. وقول عيسى(ع): ( أنا هو نور العالم ) يصح على كل أنبياء الله سبحانه وتعالى فكلٌ منهم هو نور العالم في زمانه. والنور بمعنى الحق والصواب والهداية.
                            "ما دمت في العالم فأنا نور العالم"(يوحنا9: 5).

                            والمهم في الأمر إن قول عيسى(ع): ( أنا نور العالم ) لا يعني إنه نور لا ظلمة فيه، بل هو نور مشوب بالظلمة، وهذه الظلمة ضرورية لوجوده.
                            وعلى أي حال ورد عن عيسى(ع) بحق حواريه قوله: (14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل )(متى5).

                            فهل يعني هذا إنهم كلهم آلهة ؟؟


                            يتبع
                            .
                            من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                            نقلا عن التوراة:


                            1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                            4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                            Comment

                            • المدير العام
                              مدير عام المنتدى
                              • 17-09-2008
                              • 879

                              #15
                              رد: مناقشة عقيدة التثليث و الثالوث

                              12- «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف»(يوحنا10: 14).
                              يستدلون بهذه الآية بعد جمعها بقول داود: «الرب راعيّ فلا يعوزني شيء »(مزمور23: 1)، وقول إشعياء النبي عن الرب: «كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المرضعات »(إشعياء 40: 11).
                              ثم يستنتجون إن عيسى هو الله !
                              الحق إن الراعي الصالح هو الله وحده كما قال عيسى(ع)، ولكن هذا لا يعني عدم وجود راعٍ صالح من خلقه تعالى، بل المقصود إن هؤلاء يكونون رعاة صالحين متى أطاعوا الله واهتدوا بهديه، وارشدوا الناس إلى طريقه الحق.
                              وحين قال عيسى: ( أنا هو الراعي الصالح ) كان يريد هذا المعنى، أي إنه نبي مرسل من الله ويهتدي بهدي الله ومن هنا يمكنه أن يقود الناس إلى بر الأمان.
                              وقد أجاب عيسى الشابَ الذي سماه صالحاً بقوله: (17فَقَالَ لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ)(متى19).

                              ولا أظن عاقلاً لا يفهم من هذا النص إن الله تعالى ليس هو عيسى، لأن عيسى بعد أن أنكر على الشاب أن يدعوه صالحاً، لفت انتباهه إلى أن الله هو الصالح، ولا يمكن للمسيحيين أن يقولوا هنا إن الله هو عيسى نفسه، لأنهم بذلك يوقعونه بالتناقض، إذ يكون قد نفى وأثبت في وقت واحد ..(- يلجأ المسيحيون عادة للعبة الناسوت واللاهوت، فيقولون على سبيل المثال: إنه قال هذا وعنى ناسوته لا لاهوته. نرجو أن لا يمارسوا هنا هذه اللعبة، إذ لا نص عليها هنا ولا في أي موضع آخر.).

                              وعلينا الآن أن نفهم إن كلام عيسى مع الشاب لا يعني إنه ليس بصالح، بل أراد أن يُفهم الشاب أن الصلاح من الله، والصالح على الحقيقة والاستقلال هو الله تعالى، وكل المخلوقين إنما يكونوا صالحين بفضل الله، وصلاحهم متأتٍ من صلاحه، لأنهم يعبرون عن إرادته، وهم بالتالي بحاجة إليه تعالى.


                              13- قال لمرثا: «أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد»(يوحنا11: 24-26).
                              من الواضح تماماً أن عيسى(ع) لا يتحدث في هذا النص عن الموت والحياة بالمعنى المادي لهاتين الكلمتين؛ أي موت وحياة الجسد، وإنما عن موت وحياة بمعنى آخر، فمن يؤمن بعيسى وإن مات فسيحيا، ومن كان حياً لن يموت إلى الأبد.
                              يتحدث إذن عن حياة خالدة، تنتج عن الإيمان به، فمن يؤمن بعيسى يحظى بالخلود، ومن لا يؤمن به، لن يناله.
                              وطالما كان الأمر هكذا فعيسى من هذه الجهة يمثل القيامة، أي يمثل الحد الفاصل بين حياة الخلود وعدمها. أذكرُ اسم (عيسى) من باب المجاز، وأريد به الإيمان بعيسى أو عدمه، وهذا التعبير المجازي هو نفسه الأسلوب الذي استعمله عيسى(ع).

                              السؤال الآن هل يعني هذا إن عيسى إله مطلق ؟

                              إن من لا يؤمن بعيسى هو ببساطة لا يؤمن بالله الذي أرسله، تماماً كمن لا يؤمن بموسى فهو أيضاً لا يؤمن بالله الذي أرسله، فالمحك الذي يحدد من يستحق الخلود ومن لا يستحقه هو في الحقيقة الإيمان بالله تعالى.
                              فموسى وعيسى هم رسل من الله، والله تعالى أمر بطاعتهم والإيمان بهم، ومن لا يؤمن بهم إذن يكون قد عصى الله تعالى. إنهم ( الأنبياء والرسل عموماً ) يمثلون الوسيلة التي اختبر الله بها الناس، ليرى من منهم يؤمن به تعالى، ومن يكفر؟ ومن هنا كانوا هم المحك، وهم المحك بمعنى أنهم وسيلة الكشف.
                              وإذا كان عيسى قد قال: ( أنا هو القيامة والحياة )، فإن موسى وإبراهيم ويوسف وكل الأنبياء يمكنهم أن يقولوا مثل قوله، دون أن يعني قولهم هذا أنهم آلهة.
                              إذ ليس المراد من القيامة هنا سوى النتيجة النهائية التي يحصل عليها الإنسان، وهذه النتيجة يمكن أن تنسب لعيسى وموسى وغيرهما من الأنبياء طالما كان الإيمان بهم يعني النجاح وعدمه يعني الفشل.
                              والكلام نفسه يقال بالنسبة لقوله: أنا الحياة.
                              ألم يقل عيسى(ع): ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته )(- يوحنا 17: 3).


                              14- قول عيسى(ع) لتلاميذه في حديث العلية: « 13وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. 14إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ »(يوحنا14: 13- 14).
                              كل الأنبياء والمرسلين(ع) هم واسطة بين الله وخلقه، والإيمان بهم ينفع المؤمنين لتحل عليهم البركات من الله تعالى، ويستطيع المؤمنون أن يجعلوا منهم واسطة فيسألون الله بهم لأنهم عباد مكرمون، وبفضل صلاحهم يستجيب الله لسؤال المؤمنين، لأنه دليل على الإيمان بهم ودليل بالتالي على الإيمان بمن أرسلهم. وأما قول عيسى(ع): ( فإني أفعله ) فلا يدل على أنه هو الله كما يريد من يستدل بهذا النص، وإنما غايته هي أنه يتوسط للمؤمنين به. ومثل هذا الكلام يُقال بالنسبة لقول عيسى(ع): «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا»(يوحنا15: 5).
                              فعيسى هنا لا يدعي أنه قادر على كل شيء بالاستقلال عن الله، ولكنه يقول للناس أنهم بحاجة للإيمان به لأنه الواسطة بينهم وبين الله تعالى.
                              وأيضاً يمكن أن نقول إن عيسى(ع) وموسى(ع) يفعلون هم ما يطلبه المؤمنون، ولكن على أن نفهم إن الله تعالى هو من خول لهم ذلك ومكنهم منه، لا أنهم يفعلونه بالاستقلال، أو دون إرادة من الله.

                              يتبع
                              .
                              من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                              نقلا عن التوراة:


                              1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                              4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎