إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن في عصور ما قبل التاريخ - تاليف ماري-لويز إينزان

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن في عصور ما قبل التاريخ - تاليف ماري-لويز إينزان

    فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن في عصور ما قبل التاريخ | مديحه رشاد, ماري-لويز إينزان


    المستوطنات القديمة في عصور ما قبل التاريخ




    تقع اليمن بالقرب من قارة أفريقيا، التي انفصلت عنها منذ حوالي أربعة ملايين سنة تقريبا، يحدها البحر الأحمر من جهة، و المحيط الهندي من الجهة الأخرى و تحدها من الغرب سلسلة جبلية تتجه من الشمال إلى الجنوب يصل ارتفاعها إلى 3760 مترا عند جبل النبي شعيب الواقع بالقرب من صنعاء.أما من الجنوب فهناك هضاب حضرموت الجيرية التي تتجه من الغرب إلى الشرق، وتنحدر نحو الشمال باتجاه الصحراء العربية الكبرى ، الربع الخالي، مُشَكِّلَةً حاجزاً مناخياً بين الصحراء والمحيط..


    إن التنوع الجغرافي والمناخي الذي تتميز به اليمن، وكذالك موقعها الذي يشكل حلقة وصل بين قارتين قد جعل منها منذ النشأة وعلى امتداد الاستيطان البشري في عصور ما قبل التاريخ أرضاً ذات نفوذ (الشكل رقم 1).

    تاريخ دراسات ما قبل التاريخ في اليمن

    إن ظهور هذا النوع من الدراسات التي تتناول فترة ما قبل التاريخ في اليمن لا يزال حديثا، ومن أجل فهمها يجب الأخذ بعين الاعتبار الإطار الجغرافي والسياسي لهذا البلد الذي كان حتى تاريخ 22 مايو 1990م - تاريخ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية - منقسماً إلى شطرين: في الشمال الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء وفي الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - المحمية البريطانية القديمة - وعاصمتها عدن، وهكذا فقد تطورت الدراسات الأولية للمستوطنات البدائية في اليمن في كل من الشطرين بشكل مستقل حتى بداية التسعينات.


    فالدراسات الأولية المنتظمة للمستوطنات البدائية في عصور ما قبل التاريخ، كانت قد بدأت في الشطر الجنوبي، عندما كان هذا الجزء من اليمن تحت الحماية البريطانية، وذلك قبل الحرب العالمية الثانية. أما في الشطر الشمالي فإن اكتشافات الرسوم الصخرية في منطقة صعدة شمال الجمهورية العربية اليمنية عام 1974، دشنت البدايات الأولى لهذه المستوطنات البدائية، التي تعود أيضا إلى عصور ما قبل التاريخ.



    في شتاء عام 1937- 1938م، قامت ، في الشطر الجنوبي ، السيدة (G. Caton-Thompson et E.W. Gardner) باكتشاف أول وجود تاريخي للعصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، استناداً للدراسات الجيولوجية و تحليل الأدوات الحجرية1، وذلك على إثر نتائج المسح الأثري لوادي حضرموت.



    وفي عام 1952م، في وادي حضرموت الكبير أيضا، قامت بعثة أ ثرية أمريكية باكتشاف ورش خاصة بطرق و تهذيب الأحجار، فضلاً عن وجود تهذيب من نوع خاص لما يسمى "بتهذيب لفا لوازي" *(Levallois) الذي يميز العصر الحجري القديم الأوسط في عصر ما قبل التاريخ بشكل خاص، وكذلك وجود رؤوس أسهم مدببة تم العثور عليها في ملجأ صخري بعضها كان مصنوعاً من الحجر الزجاجي الأسود (الاوبسيديان) ، وبعيدا عن مصادره، مما ساعد على معرفة أن هذا النوع من الاستيطان يعود إلى العصر الحجري الحديث، غير أننا لم نرصد عن هذه البعثة سوى نتائج أولية2.

    3 - Amikhanov, 1994, 1996 ::مستوى سفلي لموقع خاباروت (GIN 8159 : 9560 ± 120 BP, Cal BC –9253-8626 على (...)

    وفي الشطر الجنوبي كذلك، قامت بعثة سوفيتية بمسح وتنقيب وادي حضرموت وروافده مرة أخرى وذلك في مطلع العام 1983م، حيث أكدت هذه المسوحات وجود استيطان بشري في فترة ما قبل التاريخ بنمط العصر الحجري القديم الأدنى من خلال اكتشاف أدوات حجرية تم العثور عليها على سطح الأرض، كما أكدت أيضا وجود استيطان خلال عصر الهولوسين لاسيما في موقع "حاباروت" الذي اكتشف في المهرة شرق حضرموت والذي يعتبر أول موقع ذي طبقات أثرية يكتشف في هذه المنطقة، الذي تنتمي أقدم مستوياته إلى عصر الهولوسين الأوسط 3.


    - تمت التنقيبات الأثرية لمدينة شبوة القديمة برئاسة بروتون (J.- F. Breton ). بفضل دعوته في عام 1983
    (...)
    8
    تلت البعثة السوفيتية بعثة فرنسية قامت بمسح مدخل حضرموت في منطقة شبوة العاصمة القديمة لمملكة جنوب الجزيرة العربية (sudarabique)4 والتي أكدت هي أيضا وجود أدوات حجرية على السطح تعود للعصر الحجري القديم، وعثرت كذلك على بعض التواريخ على بعض المواقع المكتشفة في السطح مصحوبة بأدوات حجرية.


    مع غياب الطبقات الأثرية و الأدوات النصلية التي ميزت في الأساس العصر الحجري القديم الأعلى على الأقل في أوراسيا، إذ يبدو أنه كان هناك انقطاع في الاستيطان في إحدى فترات ما قبل التاريخ في اليمن والسبب في ذالك يعود إلى عدم ظهور أي استيطان في اليمن في الفترة (مابين 35000 و12000 عام) فهل يمكن التخيل بأن جبال جنوب شبة الجزيرة العربية فقدت كل سكانها خلال فترات الجفاف المفرط الذي أصاب الربع الخالي في العصر الحجري القديم الأعلى؟


    - تم نشر نتائج هذه البعثات برئاسة البروفسور (Alessandro de Maigret) بشكل منتظم في مجلة East and Wes
    (...)
    6 Jung, 1989, 1990.

    في بداية الثمانينات باشرت بعثة إيطالية المسوحات المنتظمة في الشطر الشمالي من اليمن، حيث وضحت وجود استيطان بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في منطقة تهامة وفي الجبال على أطراف الصحراء الوسطى،5 من خلال وجود بعض الأدوات الحجرية، تعود للعصر الحجري القديم على السطح ودائما خارج الطبقات الأثرية (stratigraphie) كتلك التي وجدت في الشطر الجنوبي. كما حددت أيضا مواقع استيطان في مناطق صخرية أخرى في الشطر الشمالي على وجه الخصوص في جبال خولان وجنوب شرق صنعاء6.

    11
    في الواقع لقد شكلت صحراء رملة السبعتين التي اخترقتها حدود الشطرين عائقاً لاكتشاف وفهم تاريخ الاستيطان القديم في هذه البقعة الواسعة من جنوب الجزيرة العربية. وهكذا فقد كان من الصعب دراسة هذا الحوض الصحراوي الذي يربط طبيعيا بين الجبال في الشمال وهضاب حضرموت الكبرى. وننوه هنا بأن الممالك القديمة في جنوب الجزيرة العربية كانت موزعة حول هذا الحوض على مخارج الأودية التي كانت بالقرب من المناطق المنخفضة الوسطى .

    7 Cleuziou et al., 1992.

    بفضل تقدم التكنولوجيا الناتج عن إطلاق أقمار اصطناعية جديدة نهاية الثمانينيات و ما قام به (B. Marcolongo) كأول خبير في هذا المجال من أعمال الترجمة لصور الأقمار الصناعية (landsat، Soyouz et Spot)7 ، والصور الجوية تمكنا من قراءة الماضي الهيدروجيولوجي للحوض الصحراوي الخاص برملة السبعتين. ومن خلال هذه القراءة تبين لنا بأن منطقة وادي الجوف حاليا عبارة عن نهر متحجر يعود إلى العصر الهولوسين كان ينبع من منطقة الجبال الواقعة في الشمال و يجري في الحوض الصحراوي الداخلي عبر هضاب حضرموت مروراً بوادي المسيلة حتى يصل إلى المحيط الهندي خصوصا في آخر فترة مناخية رطبة من عصرالهولوسين منذ أكثر من 7000عام (الشكل رقم 1).


    بعد تحقيق الوحدة اليمنية، تم في عام 1993م إجراء أول فحص فعلي على الأرض لهذه الشبكة المائية القديمة وأحواضها البحيرية القديمة، وكذلك اكتشاف العديد من المستوطنات التي تحيط بهذه الأحواض والتي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وذلك بفضل مساعدة - ولأول مرة - لجهاز يسمى ب 8GPS . ونشير أيضا إلى أن استخدام هذه الأداة كوسيلة استكشاف وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، كان له دور رئيسي ليس فقط من أجل الاهتداء إلى المواقع على الأرض أثناء المسوحات، بل أيضا من أجل العثور على بقايا صغيرة من مواقع الاستيطان في عصور ما قبل التاريخ، التي تم كشفها سابقاً والمكونة من بعض أحجار المساكن أومن شظايا الأدوات أو من الأشياء المهجورة التي تظهر ثم تختفي غالبا بين ممرات التلال الرملية.

    9 الباب الرابع.


    منذ عام 1996م استطاعت إحدى البعثات ، من خلال دراسة عينات للأحواض البحرية القديمة، في صحراء9 رملة السبعتين من الحصول على أول تاريخ يخص البيئة القديمة، و منذ ذلك الحين أصبحت الأبحاث الأثرية تقام في إطار واحد من البحر الأحمر وحتى حدود ظفار في الشرق.

    الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.

    الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
    Agrandir Original (png, 50k)
    15
    لا يزال هناك بعض الحدود الغامضة في ما يتعلق بالتسلسل التاريخي لثقافات ما قبل التاريخ في اليمن، فقد انتهي العصر البلايستوسين بعد العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 12000سنة و تلاه عصر الهولوسين الذي شكل آخر فترة الدهر الرباعي (الشكل رقم 6). كما سندرك كم تضمنت فترة الحداثة المتميزة بعملية الاستئناس من تغيير جذري في تنظيم الجماعات الإنسانية، فقد ظهرت هذه الظاهرة الكبرى في اليمن في عصر الهولوسين في الألف السابع - السادس قبل الميلاد.

    16
    شكلت الأدوات الحجرية أهم المواد الأثرية المحفوظة، التي يمكن الاستفادة منها، غير إن تلك الأدوات التي تعود إلى عصر الهولوسين وعصر البلايستوسين تعد دلائل تاريخية وثقافية عامة. في الواقع عكست التقاليد الثقافية لعلماء الآثار وبلا شك تأثر الجزيرة العربية بالطابع الشرقي.

    الاستيطان في جنوب الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين (pléistocène)
    17
    يعود مهد الإنسان الأول بحسب معرفتنا الحالية إلى أفريقيا الذي ظهر على ما يبدو منذ حوالي 2.5 مليون سنة، وعلى ما يبدو أن جنوب الجزيرة العربية قد انفصل عن أفريقيا بانفتاح باب المندب. إلا أن الطرق التي سلكها الإنسان الأول عند انتقاله من أفريقيا لم تتضح بعد.



    منذ اكتشاف البقايا البشرية في جورجيا في موقع " دمانيسي"10 التي يعود تاريخها إلى 1.77مليون سنة يعود تاريخ الانتشار الأول لجنس الإنسان خارج أفريقيا إلى بضع مئات الآلاف من السنين. و قبل ذلك كنا نعتبر أن الاستيطان في موقع "العُبيديه"11 في وادي الأردن الذي يعود تاريخه إلى 1.4مليون سنة تقريبا كأقدم استيطان بشري عُرف خارج القارة الأفريقية آنذاك، ومع ذلك لا زلنا نجهل الطرق التي سلكها أجدادنا القدماء الأوائل أثناء خروجهم من أفريقيا الشرقية نحو أوراسيا، و الدور الذي لعبته اليمن بحكم أنها الأقرب من مصدر الإنسانية.


    ومن اجل ذلك لقد بنيت العديد من الفرضيات :- طريق أو عدة طرق أرضية أفريقية من غرب البحر الأحمر حتى شبه جزيرة سيناء12 وبعد ذالك نحو منخفض الجزيرة العربية وآسيا، وطريق آخر بحري عبر البحر الأحمر13 باتجاه اليمن(انظر الباب الثاني) ثم تستمر الهجرة نحو الشرق باتجاه عمان ثم إيران ثم شبة القارة الهندية14.

    15 Prat, Marchal, 2001 : من اجل معرفة من هم أجدادنا القدماء (البعيدين).

    كيف ومتى حدث الاستيطان الأول في جنوب الجزيرة العربية، وعبر أي نوع من الجنس البشري15 تم استيطانها؟ وهناك ثلاثة أسئلة لانزال نجهل إجاباتها وهي :



    متى تم عبور البحر الأحمر؟


    هل من الممكن أن تكون هناك هجرة مباشرة من الجهة الشرقية لأفريقيا نحو مضيق باب المندب، عبر البحر الأحمر في عصر البلايستوسين الأدنى؟ (الشكل رقم 4)


    - يجب التنويه هنا إننا لم نلاحظ وجود أي هيكل بشري يعود إلى ما قبل العصر الحجري الحديث، أي إلى ما قبل 10.000سنة ليس في اليمن وحسب، بل و في شبه الجزيرة العربية.

    16 Thomas et al., 1998.
    17 Chelhod, 1984 : p. 26 " على ما يبدو أننا لا نعرف شيء عن أصول الإنسان في هذا الجزء من العربية ".
    23
    - أما في ما يخص ظهور بقايا لحيوانات قديمة في العربية، فيجب الإشارة إلى تميز الاكتشاف الفريد لمستويات بحيرية قديمة في شمال الجزيرة العربية، في جنوب غرب صحراء النفود، إلى جانب فقاريات برية تعود إلى العصر البلايستوسين المتأخر، والتي تشبه إلى حد كبير بقايا الحيوانات الأفريقية 16 ،" علم الإحاثة /المستحجرات"17 التي ذكرها الباحث (J. Chelhod) منذ عشرين عاماً ولا تزال قائمة حالياً.

    24
    - إن الدليل على وجود استيطان بشري في العصر البلايستوسين الأدنى اعتمد على وجود أدوات أو صناعات حجرية مهذبة عُثر عليها على سطح الأرض ، وعليه يمكن أن نقبل وجود استيطان بشري في العربية غير مؤرخ يعود إلى عصر البلايستوسين وذلك بدون تخمين الطرق المسلوكة.

    18 Abbate et al, 1998..
    19 Abbate et al., 1998 ; Abbate et al. 2004.
    25
    -إن الاكتشاف - حديثاً - لجمجمة للإنسان المنتصب القامة " Homo erectus " بنفس مميزات الإنسان الحديث "Homo sapiens" في منخفض داناكيل باريتريا والذي يعود تاريخها إلى مليون سنة قد أثار جدلاًً18 واسعاً، إذ إن موقع هذا الاكتشاف قريبًُ جداً من البحر الأحمر وضفاف اليمن، كما إن اكتشاف 200 موقعً تتواجد فيها أدوات لها علاقة بجماعة الحيوانات القديمة في نفس المنخفض والتي يعود تاريخها كذلك إلى مليون سنة19، أليست تلك أدله كافية لإثبات عبور البحر الأحمر في العهد الرباعي القديم؟

    الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).

    الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
    Agrandir Original (png, 258k)
    20 Derricourt, 2005 : p. 120.
    26
    - نستطيع التساؤل حول عدم وجود أي أدلة قبل نهاية البلايستوسين أي مع الإنسان الحديث "Homo sapiens" تثبت بأن الجنس البشري عَبَرَ البحر الأحمر تاركاً أفريقيا وأن ذلك العبور كان عبر مضيق جبل طارق أو عبر باب المندب الخ . فالاجتيازات البحرية المذكورة تتطابق مع تحركات الإنسان الحديث "Homo sapiens" سواء في استراليا أو في غينيا الجديدة منذ أكثر من 60.000 سنة : "يحتاج تنفيذ مسألة عبور المياه أن تقترن بالقدرة الثقافية" 20.

    21 Fernandès et al., 2006 : يقترح هؤلاء المؤلفين الطريق الأرضية فقط.
    27
    في الواقع أن عبور البحر ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى أدوات تقنية وقدرة عقلية فائقة للتغلب على أي عائق قد يطرأ أثناء عملية العبور21.

    22 Francaviglia, 1990 a et b.
    28
    في المقابل لقد ثبت عبور البحر الأحمر ابتداء من عصر الهولوسين الأوسط،، وذلك بفضل حجارة السيح الاوبسيديان (obsidienne) الذي يُعد أحد أهم الدلائل الأثرية الكبرى للتبادل بين أفريقيا والجزيرة العربية عبر البحر الأحمر22 ، فقد عُثر على العديد من الأدوات الحجرية من هذه المادة البركانية و المنتقاة بعناية على جانبي البحر الأحمر وبفضل التحاليل الجيوكيميائية أصبح من السهل التعرف على مصدرها.

    الأدوات الحجرية والتسلسل الزمني؟
    23 Amirkhanov, 1994, fig. 4 et 5, p. 221-222 :
    29
    ذكر Amirkhanov، كما في موقع أولدفاي ((Olduvai*، بأن أقدم وجود بشري في اليمن يعود تاريخه إلى مليون سنة تقريبا وذلك من خلال دراسته لأدوات حجرية قديمة عثر عليها في ملجأ مهدم في إحدى روافد الضفة اليمنى لوادي حضرموت في منطقة غنية بحجر الصوان والكوارتزيت، والتي كانت عبارة عن أداة من الحجر الجيري، حيث أن حجمها المقصود لم يكن مؤكداً 23.

    24 Whalen, Schatte, 1997.
    25 Leakey, 1971 ; selon la classification proposée par Clark G., 1969 et Toth, 1987.
    30
    اكتشف الباحثين N. Whalen et K. Schatte 24 عدم وجود الطبقات الأثرية، وعدم وجود تاريخ محدد للأدوات القديمة، التي قاما بجمعها من على السطح خلال المسوحات التي أجرياها في المنطقة الواقعة شمال شرق باب المندب، غير أنهما بنيا تسلسلها التاريخي مقارنةً بالتصنيفات التقنية وطريقة التشذيب، التي أجريت على الأدوات الحجرية للمستوى المبكر في موقع أولدفاي Olduvai في تنزانيا، والتي ميزت صناعات الأدوات الحجرية في عصر البلايستوسين الأدنى بأفريقيا25.

    26 Whalen, 1992.
    31
    هل آن الأوان لاقتراح طرق مباشرة للاستيطان خلال البلا يستوسين الأدنى عبر البحر الأحمر، اعتماداً على البراهين القائمة على تصنيف الأدوات الحجرية؟26، وهل آن الأوان لنسلم بوجود تطابق بين التعقيدات التصنيفية والتقنية للأدوات الحجرية وتطورها الزمني؟

    32
    لقد قبل هذان الباحثان بهشاشة هذه الفرضية كما ظلا محافظين عليها أيضا:

    27 Petraglia, 2003 : p. 141.
    "بالرغم من وجود إمكانية جيده لقياس تأريخ المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية، فإن طرق التأريخ المطلقة لم يتم تطبيقها بشكل كافٍ، وإن أعادت الترتيب الزمني فيه، قد اعتمدت على التغير في الشكل والتقنية".27

    28 Roche, 2005.
    29 Delagnes, Roche, 2005.
    33
    وبطبيعة الحال تم تحديد التسلسل التاريخي للمستوطنات في عصر البلايستوسين الأدنى فعلياً بأفريقيا منذ حوالي20 عاماً فقط وذلك من خلال تعدد أعمال البحث والاكتشافات الجديدة التي تجاوزت تسلسل التصنيف القديم، ابتداء من الأداة الحجرية ذات الوجهين ثم التهذيب أي تقنية تهذيب الأدوات28. وهكذا فقد ظهرت أنشطة تهذيب بشكل واضح في موقع Lokalalei، في كينيا، تعود إلى عصر البلايستوسين القديم جدا، والذي يعود تاريخه إلى 2.34 مليون سنة29.

    30 Soriano, 2003.
    34
    ومنذ ذلك الحين لم يعد من المألوف الارتكاز على معيار واحد فقط، كالصناعة الحجرية التي يتم التعرف على حدودها من شكلها وتقنية صناعتها، من أجل تحديد تسلسل تاريخي شامل، فعلى سبيل المثال لقد اتضحت حاليا في مالي بأفريقيا الغربية عيوب التقييم التاريخي والثقافي الفادحة، التي بنيت على أساس الأدوات الحجرية؛ لأن " مصطلح عتيق لا يساوي بالضرورة مصطلح قديم "30 ففي الواقع لقد تبين أن الأدوات المكتشفة في الطبقات الأثرية لموقع Kokolo 2 كشفت درجة بدائية في الصنع وأنها تشبه أدوات المواقع العتيقة في أفريقيا الشرقية كتلك التي عثر عليها في موقع أولدفاي. ولقد تبين أيضا بأن الأدوات الحجرية التي اكتشفت في موقع Kokolo 2 تنتمي، بعد عملية التأريخ، إلى عصر البلايستوسين الأعلى بحوالي خمسين ألف سنة!

    31 Kapel, 1967 ; Inizan, 1980 ; 1988 : p. 128.
    32 Petraglia, 2003 : p. 150.
    35
    ولا ننسئ، أيضا ما اكتشفه H. Kapel في الستينات في إمارة قطر في شرق الجزيرة العربية على ضفاف الخليج العربي الفارسي من أدوات حجرية ذات وجهين و"الأدوات الحجرية الدقيقة القديمة " "macrolithes archaïques" منتشرة على السطح تعود إلى فترة قديمة جداً وجدت منذ 30 سنة مع بعض الفخار العبيدي (بلاد مابين النهرين) الذي يعود تاريخه إلى الألف الخامس قبل الميلاد.31 ألا يفترض من خلال هذه الأعمال أن نذكر احتمالية ظهور العصر الحجري القديم في اليمن32.

    33 Lambeck, 1996.
    36
    بالإضافة إلى ذلك لم يكتشف أي موقع على ضفاف الخليج في الجهة الشرقية للجزيرة العربية يعود إلى عصر البلايستوسين، كما إن هبوط الصفيحة العربية التي غرقت تحت إيران و التخطي والتقهقر البحري المسؤول عن تجميع الماء، أو عدم تجمعه بالخليج العربي الفارسي33 بإمكانها أن تفسر غياب الطبقات التي يعود تاريخها إلى عصر البلايستوسين.

    الفترة الأشولية والعصر الحجري القديم الأدنى : الأدوات الحجرية ذات الوجهين
    37
    لقد بدئت صناعة الأدوات الحجرية ذات الوجهين في أفريقيا الشرقية منذ حوالي 1.7 مليون سنة، حيث كان هذا النوع من الصناعة يتم بواسطة البلطه (hachereau) الأداة التي كانت شائعة في الفترة الأشولية الأفريقية. غير إن استمراره الطويل الذي وصل إلى بضع مئات الآلاف من السنين، يفرض عليه أن يكون دقيقاً في عملية التأريخ من خلال ظهوره البسيط .

    34 Whalen et al., 1983.
    38
    من المحتمل أن المواقع الأشولية، التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأدنى، التي تم تنقيبها بالقرب من صفاقه Saffaqah 34 في شمال المملكة العربية السعودية أو الموجودة على طول ساحل البحر الأحمر كانت مستوطنة من قبل سكان قادمين من الشرق الأدنى.

    التشذيب اللفالوازي والعصر الحجري القديم الأوسط:
    35 Caton-Thomson, Gardner, 1939 ; Inizan, Ortlieb, 1987 ; Crassard, 2007.
    36
    لسوء الحظ تتعرض هذه المنطقة حاليا لنهب الآثار على نطاق واسع في ما يتعلق بآثار المدن الغنية بجنوب ال
    (...)
    39
    إنه لمن المغري أن ننسب تجمعات الصناعة ذات الوجهين المتعلقة بالتهذيب اللفالوازي إلى العصر الحجري القديم الأوسط فضلاً عن الشظايا الكبيرة ،المكاشط المسننة المكتشفة فوق الهضاب الجيرية في حضرموت منذ عام 1938م35. لقد كانت المطرقة الحجرية أو المنقل الصلب هي التقنية الوحيدة المستخدمة في التهذيب. كذلك اكتشف العديد من تلك الورش التي كان يتم فيها عملية التهذيب في منطقة الجوف المرتبطة هي أيضا بالمادة الأولية في موضعها (in situ) : فوجود حجر الصوان على شكل كتل مستديرة صغيرة الحجم في هذه المنطقة، يفسر الأحجام الصغيرة للأدوات اللفالوازية والنواة والشظايا (الشكل رقم 5: 6 إلى 9 ). ومنذ ذلك الحين، توقفت الأبحاث بسبب الاضطراب السياسي وصعوبة الوصول إلى هذه المنطقة36 . وفي منخفض الحوه al-Hawà في الصحراء الوسطى أظهرت عوامل التعرية صناعة تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط، كالتهذيب ذي الوجهين و الشظايا اللفالوازية على مقربة من مصادر الصوان أو الكوارتز (الشكل رقم 5: 2الى 5).

    37
    لقد جمعت في عام 1993, دائما من سطح هذا المنخفض, بعض القطع العظمية لأبقار كبيرة و سن حصان و حددت عن
    (...)
    40
    إن تميز هذه الصناعة باستخدام الكوارتزيت للأدوات ثنائية الوجه والصوان للشظايا، وكذلك بأحجامها يؤكد انتماءها إلى بعض الصناعات، التي عثر عليها على السطح في هضاب حضرموت37.

    38 Clark J.D., 1988.
    41
    نستطيع الإشارة بوضوح إلى أن طرق التهذيب اللفالوازي و طرق التهذيب (Levant) في شرق البحر الأبيض المتوسط متشابه، وأن مقارنته بصناعات العصر الحجري الأوسط (Middle Stone Age) 38 في شرق أفريقيا ستكون ضرباً من المجازفة.

    42
    وعلى الرغم من تعدد المؤشرات فإنه لا يمكن وضع، أو تحديد تاريخ العصر الحجري القديم خارج أو بدون وجود الطبقات الأثرية (استراتغرافيا)، ولا يمكن أيضا تحديد فترة استيطانه، والسبب في ذلك هو وجود التهذيب اللفالوازي في أفريقيا ، وفي أوروبا و في الشرق الأدنى في فترات زمنية وتاريخية ممتدة ، من 300.000 إلى 30.000 عام تقريبا، وأحيانا امتدت حتى العصر الحجري الحديث. وفي ظل غياب التواريخ الدقيقة للطبقات الأثرية (استراتغرافيا) الثابتة ، وغياب الهياكل البشرية والبقايا الحيوانية فقد بات من السابق لأوانه في الوقت الحالي اقتراح تسلسل زمني وتاريخي للمستوطنات في عصر البلايستوسين في اليمن.

    39 Macchiarelli, Peigné, 2006.
    43
    في حين أن الاكتشاف الحديث لمواقع محددة في منطقة تهامة39 تحتوي على عظام حيوانات وصناعة ذات تهذيب لوفالوازي، قد أثار كثيراً من الجدل ،ولكونها المرة الأولى في الجزيرة العربية، التي يتم فيها اكتشاف استيطان مؤرخ يعود لعصر البلايستوسين، ومع ذلك فإن هذا الاكتشاف لم يحل مشكلة الطريق المسلوك!

    الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).

    الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
    Agrandir Original (png, 5,3M)
    1: صناعة ذات وجهين (كوارتزيت). 4،3،2 : شظايا لفالوازية (الصوان). 5: أداة مسننه فوق شظية لفالوازية. صناعة لفالوازية بوادي حريب (الجوف). 9،8،7،6 : نواه لفالوازية (الصوان). رسم : Pierre Bodu.

    العصر الحجري القديم الأعلى
    40 Uerpmann, Uerpmann, 2003 : p. 40 Hv12964 : 9615+/-65 cal BC (-9210-8830).
    44
    فيما يتعلق بوجود الإنسان العاقل (Homo sapiens) واكتشاف استيطان يعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى (40.000-12.000سنة) يظل التساؤل قائما في الجزيرة العربية أيضا: لقد تم الحصول على أقدم تاريخ بواسطة كربون 14 يعود إلى (9615 سنة)40 في منزل بسلطنة عمان بالقرب من العاصمة مسقط.

    45
    والمفارقة أن أول استيطان للإنسان العاقل في الجزيرة العربية يبقى مجهولاً، بينما أصله يفترض أنه كان بالقرب من الأخدود العظيم بشرق أفريقيا منذ أكثر من 400.000 سنة.

    41 Field, Lahr, 2005 ; King, Bailey, 2006.
    46
    - ما هي الطرق التي سلكها الإنسان العاقل الأول ليغزو العالم ؟ وتطرح من جديد مسألة عبور البحر الأحمر و لكن هذه المرة من قِِبل أجدادنا المباشرين الذين كانت لديهم وبلا شك القدرات الذهنية والتقنية لكونهم غزوا استراليا عن طريق البحر منذ حوالي 60.000 سنة41.

    42 Sanlaville, 2000 : p. 72.
    47
    وعلى الرغم من التصحر الملحوظ في الصحراء العربية الوسطى في نهاية العصر البلايستوسين (الباب الثالث) فإنه المناطق الجبلية في اليمن ،التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3000 متر، وكذلك الوديان المنخفضة، احتفظت بالرطوبة الكافية لضمان الحفاظ على النباتات وعظام الحيوانات، كما نلاحظها في الوقت الحالي. تبدو المنطقة الجبلية الشامخة في اليمن والمنتفعة من الفصلين الممطرين ( "الأمطار الخفيفة" في شهري مارس وأبريل و"الأمطار الغزيرة" في شهري يوليو وأغسطس) كخزان مياه حقيقي تتفرع منه شبكة مائية كثيفة"42 .... ففي الشرق هناك العديد من الوديان، التي تخترق هضبة حضرموت الأقل ارتفاعا مازالت مخضرةً غالباً كما هو الحال في السهول المرتفعة في منطقتي صعدة وصنعاء، إذ إن هذه المناطق ملائمة للزراعة والرعي، بالتالي فالظروف المناخية ليست كافية لتفسير الغياب المحتمل للعصر الحجري القديم الأعلى في جنوب الجزيرة العربية.

    43 Macchiarelli, Peigné, 2006.
    48
    وختاما لقد اُستوطن جنوب الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين، لكننا نجهل متى و بأي جنس بشري تم استيطانها، لأن الصناعات الحجرية وحدها ليست كافية لتحديد تسلسل تاريخي، ولا حتى إسنادها إلى جنس بشري بعينه، أما فيما يتعلق بالطرق المسلوكة فهي بلا شك متعددة سواءً برية أو بحرية. وفي النهاية إن الاكتشافات الحديثة في منطقة تهامة تعرض رؤىً جديدة تتعلق بالاستيطان البشري في الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين43.

    شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).

    شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
    Agrandir Original (png, 156k)
    NOTES
    1 - Caton-Thompson, 1938 ; Caton-Thompson, Gardner, 1939.. نذكر بان اليمن ليست بعد بلد مستقل ويعد المنشور مرجع ل " Southwest Arabia".

    2 - Van Beek et al., 1963.

    * لفالوازي : وهي طريقة/ تقنية ابتدعها إنسان النياندرتال في العصر الحجري القديم الأوسط , وأصبحت إحدى مميزاته, تقوم على اختيار نواة يتم تحضيرها, ثم تطرق لاستخراج قطعة حجرية واحده, ثم يتم تشذيبها لتصبح الأداة المطلوبة, لهذا تسمى طريقة النواة المحضرة.

    3 - Amikhanov, 1994, 1996 ::مستوى سفلي لموقع خاباروت (GIN 8159 : 9560 ± 120 BP, Cal BC –9253-8626 على mélanoïde .

    4 - تمت التنقيبات الأثرية لمدينة شبوة القديمة برئاسة بروتون (J.- F. Breton ). بفضل دعوته في عام 1983 , تمكنت من اكتشاف الاستيطان بفترة ما قبل التاريخ في ضواحي شبوة و وادي عرمه في إطار التعاون مع المؤسسات اليمنية : (Inizan, Ortlieb) 1987.

    5 - تم نشر نتائج هذه البعثات برئاسة البروفسور (Alessandro de Maigret) بشكل منتظم في مجلة East and West (De Maigret), 1983, 1984: (Bulgarelli), 1989: (Di Mario), 1989: (Fedele), 1989, 1990 : (Marcolongo), (Palmieri), 1990: (Tosi) 1989, 1990).

    6 Jung, 1989, 1990.

    7 Cleuziou et al., 1992.

    8 Global Position Satellite.

    9 الباب الرابع.

    10 Gabunia et al., 2001 ; Locdkipanidze et al., 2006.

    11 Bar-Yosef, Goren-Inbar, 1993 ; Belmaker et al., 2002.

    12 Fernandes et al., 2006 ; King, Bailey, 2006.

    13 Sanlaville, 2000 : les " tribulations de la Plaque Arabique" .

    14 Petraglia, 2003 ; 2005.

    15 Prat, Marchal, 2001 : من اجل معرفة من هم أجدادنا القدماء (البعيدين).

    16 Thomas et al., 1998.

    17 Chelhod, 1984 : p. 26 " على ما يبدو أننا لا نعرف شيء عن أصول الإنسان في هذا الجزء من العربية ".

    18 Abbate et al, 1998..

    19 Abbate et al., 1998 ; Abbate et al. 2004.

    20 Derricourt, 2005 : p. 120.

    21 Fernandès et al., 2006 : يقترح هؤلاء المؤلفين الطريق الأرضية فقط.

    22 Francaviglia, 1990 a et b.

    23 Amirkhanov, 1994, fig. 4 et 5, p. 221-222 :

    "إن الفاصل بين البلايستوسين الأدنى الأوسط, كما ذكرنا آنفاً, يقدر في المنطقة بحوالي مليون سنة. ووفقاً للمعطيات......, ورغم ذلك فان الاختلاف الذي يمكن أن يشار إليه ربما يكون بحوالي 700.000 سنة ". لقد فحصت في عام 1987 بعض القطع الجيرية المعروضة في متحف عدن بدون التعرف على مقاس مقصود, هذا ما أكده Pierre Bodu et Rémy Crassard على أداة الجوزاه المودعة في متحف سيئون.

    24 Whalen, Schatte, 1997.

    * موقع اولدفاى : يقع في شمال تنزانيا ضمن الحزام البركاني لأخدود الوادي المتصدع العظيم, ثم التنقيب فيه منذ مطلع القرن العشرين, الباحث الانجليزي L.Leaky وزوجته (Leaky & Leaky). قدم اكبر تتابعاً للطبقات (تسمى اسره, وهي خمسه), التي توضح تطور الأدوات الحجرية, وكذلك تطور بقايا الأشكال البشرية. أقدمها نماذج لإنسان الهوموهابل (Homo habilis) مع ثقافته الأدوات الحصوية, تبعه إنسان الهومواركتوس (Homo erectus) وثقافته الأشولية .

    25 Leakey, 1971 ; selon la classification proposée par Clark G., 1969 et Toth, 1987.

    26 Whalen, 1992.

    27 Petraglia, 2003 : p. 141.

    28 Roche, 2005.

    29 Delagnes, Roche, 2005.

    30 Soriano, 2003.

    31 Kapel, 1967 ; Inizan, 1980 ; 1988 : p. 128.

    32 Petraglia, 2003 : p. 150.

    33 Lambeck, 1996.

    34 Whalen et al., 1983.

    35 Caton-Thomson, Gardner, 1939 ; Inizan, Ortlieb, 1987 ; Crassard, 2007.

    36 لسوء الحظ تتعرض هذه المنطقة حاليا لنهب الآثار على نطاق واسع في ما يتعلق بآثار المدن الغنية بجنوب الجزيرة العربية : Audouin, Arbach, 2004.

    37 لقد جمعت في عام 1993, دائما من سطح هذا المنخفض, بعض القطع العظمية لأبقار كبيرة و سن حصان و حددت عن طريق J. Desse.

    38 Clark J.D., 1988.

    39 Macchiarelli, Peigné, 2006.

    40 Uerpmann, Uerpmann, 2003 : p. 40 Hv12964 : 9615+/-65 cal BC (-9210-8830).

    41 Field, Lahr, 2005 ; King, Bailey, 2006.

    42 Sanlaville, 2000 : p. 72.

    43 Macchiarelli, Peigné, 2006.

    TABLE DES ILLUSTRATIONS

    Titre الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-1.png
    Fichier image/png, 50k

    Titre الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-2.png
    Fichier image/png, 258k

    Titre الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
    Légende 1: صناعة ذات وجهين (كوارتزيت). 4،3،2 : شظايا لفالوازية (الصوان). 5: أداة مسننه فوق شظية لفالوازية. صناعة لفالوازية بوادي حريب (الجوف). 9،8،7،6 : نواه لفالوازية (الصوان). رسم : Pierre Bodu.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-3.png
    Fichier image/png, 5,3M

    Titre شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-4.png
    Fichier image/png, 156k
    AUTEUR
    د. ماري-لويز إينيزان



    المقدمة

    الباب الثاني – الاستيطان في عصر الهولوسين
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    #2
    رد: فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن في عصور ما قبل التاريخ - تاليف ماري-لويز إينزان

    الباب الثاني – الاستيطان في عصر الهولوسين
    د. ماري-لويز إينيزان

    على الرغم من كثافة الأبحاث المنتظمة في فترة ما قبل التاريخ في اليمن الذي بداء منذ أكثر من 20عاماً فإن مصدر المستوطنات في فترة ما قبل التاريخ الأكثر قدماً على امتداد عصر البلايستوسين، و حتى الأكثر حداثة خلال عصر الهولوسين لازال مجهولاً. وبما أن الشواهد على وجود فترة ما قبل التاريخ قد تعددت1 ابتداء من عصر الهولوسين الأوسط منذ حوالي 9000 عاماً في منطقة تهامة وفي المرتفعات البركانية الوسطى وفي الهضاب الشرقية حتى حدود حضرموت في الشرق، فإن الاستيطان المحتمل في المنطقة خلال الألفين سنة السابقة، التي تعتبر الأكثر جفافاً (الباب الرابع) ما زال لغزاً.

    2 RASA (Roots of Agriculture in Southern Arabia - J. McCorriston, E. Oches, A. Bin ‘Aqil) et HDOR (ال (...)
    2
    و بفضل برنامجي البحث الحديثين اللذين تركزا في عدد من مواقع حضرموت كمشروع "RASA" في وادي سنا و كمشروع "HADOR" في وادي وعشة 2 نلاحظ أنه تم استكشاف و تنقيب عدداً من المواقع ذات الطبقات الأثرية الهامة على طول جانبي وادي المسيلة.

    3 انظر . ص. 14, الباب الاول.
    3
    وعلى ما يبدو فإن المستوطنات القديمة قد أكدت تاريخ موقع " حاباروت "3 وهو أول موقع ذو طبقات أثرية تم اكتشافه مسبقا في الشرق عن طريق هـ. أمير خانوف H. Amirkhanov والذي يعود تاريخه إلى (الألف التاسع-الثامن قبل الميلاد). كما تشير المادة الأثرية وبالتحديد الأدوات الحجرية إلى وجود صيادين من أجدادنا لم يتم التعرف عليهم.

    4 : منزلين مؤرخين Gif-9483 ( Mkh 26) 8470± 145BP (Cal BC –7935-7081; Gif- 9486 : 8470± 140 BP.
    4
    أظهرت أيضا بعض الاكتشافات غير المتوقعة التي أجريت في المنطقة الوسطى بالقرب من رملة السبعتين عن وجود مواقع مدفونة، تعود لفترة ما قبل التاريخ، إذ كان من الممكن العثور عليها في حال تحاشي قيعان الوديان الكبرى التي تراكمت فيها طبقة سميكة من الترسبات أثناء عملية الري القديم التي يصل سمكها إلى 20 متر في وادي بيحان وقد عملت هذه الطبقة السميكة من الترسبات غالباً على حفظ بقايا الاستيطان في فترة ما قبل التاريخ بعيداً عن التخريب. وفي عام 1992م تم اكتشاف مسكنين مؤرخين في طبقة طبيعية، يدلان على وجود بشري في بداية المستوى المناخي الرطب، وذلك أثنا عملية مسح أجريت على طول أحد روافد وادي مرخة،. حيث كان هذان المسكنان مدفونين تحت طبقة من الرواسب على عمق ( m1.20) (الشكل رقم 7). لكن لسوء الحظ فإن الصناعة الحجرية المرتبطة بها، والمكونة من بعض شظايا الكوارتز لا تحمل أي دلالة تاريخية أو ثقافية. وقد كشف أيضا عن مجموعة من المستوطنات المدفونة في إحدى الطبقات أثناء حفر خزان في منطقة شبوة على امتداد وادي عرمه (4Irmah).

    الشكل رقم 7- مساكن في طبقة طبيعية في وادي خاموما " Khamouma ". مكان المساكن مُشار إليه بالسهم.

    الشكل رقم 7- مساكن في طبقة طبيعية في وادي خاموما " Khamouma ". مكان المساكن مُشار إليه بالسهم.
    Agrandir Original (, 232k)

    Agrandir Original (, 152k)
    1: رواسب غرينية (1،20 متر) 2: طبقة من الحصى الدقيقة (graviers recoupée) المقطوعة بواسطة المنازل، مطمورة بطبقة رسوبية بنية داكنة. 3: ترسبات صفراء 4: حشو بني 5: ترسبات كربونية مع قطع من الكربون 6: تربة محمرة أحمر برتقالي.

    الصيادون – القطافون
    5
    منذ حوالي خمسين سنة أثناء القيام ببعض الأبحاث البترولية في صحراء الربع الخالي الكبرى تم آنذاك العثور،على السطح، على العديد من رؤوس السهام كمؤشرات كانت تؤكد على وجود استيطان أُطلق عليه اسم "العصر الحجري الحديث" néolithique. ومن ثم تعددت الاكتشافات في ظل المسوحات الأثرية المنتظمة التي أجريت بعد ذلك في المملكة العربية السعودية، ثم على ضفاف الخليج العربي-الفارسي وفي شبه جزيرة عمان. مع ذلك كان لا بد من قوسين حول عبارة "العصر الحجري الحديث "؛ لأن هذه الخاصية الثقافية بُنيت بشكل رئيسي على وجود أدوات حجرية من رؤوس السهام، غالبا ذات الوجهين، وبأشكال وأحجام مختلفة جدا، التي ـ مع غياب المعطيات حول نمط الحياة ـ تذكر بالصيد أكثر من الاستئناس الذي يعد من مقومات العصر الحجري الحديث. لقد كانت هذه الدراسات تتعلق بالمناطق الصحراوية بشكل رئيسي وبلا شك تلك التي كان يتردد عليها الصيادين- الجامعون. وبذلك تم تبني مصطلح بني على أدوات الصيد والمعروف باسم النمط العربي ثنائي الوجه Arabian Bifacial Tradition(ABT).

    5 Cleuziou et al., 1992 الباب الرابع والشكل رقم.1.
    6
    فبينما طبيعة وتتابع الثقافات في العصر الهولوسين مازالت غامضة، فأنه من السابق لأوانه تبني هذا المصطلح الذي يذكر بشكل أولى الصيد فقط لهذا المنطقة الواسعة، فقد بُني هذا التعريف على دراسة انحصرت على المادة الحجرية المشذبة، واقتصرت على صنف واحد فقط وهو صنف، أسلحة الصيد ،وإلى طريقة تهذيب واحدة فقط وهي التصنيع ذى الوجهين، على الرغم من وجود كل الأدوات التقليدية التي ليست ذات وجهين. إن ال"ABT" لا يُوضح ثقافة ولا منطقة بعينها، وليس له دلالة زمنية لأن التصنيع ذا الوجهين ، عندما أُرخ ، تطور من الألف الثامن إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وضحت التواريخ الكربون المشع (كربون 14) ودراسة البيئة القديمة تفسيرات حول آخر مناخ رطب في العصر الهولوسين (الباب الرابع). لقد أتاح اكتشاف نهر الجوف- حضرموت القديم والامتدادات البحيرية القديمة في الحوض الداخلي الصحراوي لرملة السبعتين معرفة الاستيطان في عصور ما قبل التاريخ، الذي تم التعرف عليه من خلال وجود بعض بقايا الاستيطان المتآكلة، وفضلاً عن الصناعات الحجرية القديمة، وبعض أنواع الحلي المصنوعة من الصدف البحرية، التي كانت مبعثرة بالقرب من الأماكن البحيرية القديمة5.

    6 Tixier. 1976.
    7
    وفي منطقة الكثبان الرملية الحديثة التي يمكن توقع حركتها ربما تكشف عن بعض مستوطنات عصور ما قبل التاريخ الموجودة في المنطقة التي كانت قد دفنت فجأة، وما تزال محفوظة بواسطة الرمل كتلك التي اُُكتشف بعضها في الصحراء6. حيث تدل المادة المستخرجة على وجود استيطان مؤقت مرتبط بالصيد، مع وجود عدة رؤوس سهام البعض منها تم صناعته بلا شك في حضرموت، على سبيل المثال، رأس السهم ذى تشذيب مسطح " flûtée " ورأس سهم وعشة Wa‘sha (انظر ص 31، الشكل رقم 12 و ص 30 ، الشكل رقم 10). إن وجود أدوات مصنوعة من خام خارجي المنشأ كالاوبسيديان، و الأصداف البحرية، يدل على حركة مهمة لهؤلا السكان، أو أنه يدل على علاقات وتبادلات بعيدة المسافات.

    عملية الحداثة (في العصر الحجري الحديث)
    8
    بما إن حدود العصر الحجري الحديث في اليمن لا تزال غامضة، فإن الجدول التالي سيتطور مع تطور البحث والاكتشافات، ومع أننا لم نعرف العصر الحجري الحديث بشكل عام، فقد وسعنا مفهوم الحداثة إلى التحول في طرق الإنتاج، والذي اعتبر الاستئناس كأهم عناصرها.

    9
    من الصعب إن نقدر مدى التغير في أساليب الحياة في الجزيرة العربية، بل وليس من الملائم أيضا إن نعرف الأدوات الحجرية بمصطلحات مثل " العصر الحجري الوسيط mésolithique " أو " épipaléolithique " لأنه لم يُعرف فيها أي استيطان يعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى.

    7 Desse.1988.
    10
    ظهر تطور الصيد وأساليب حفظ السمك في الخليج العربي الفارسي بوجه خاص،7 كما أدى ظهور بعض الظواهر التقنية والاقتصادية الجديدة مثل السحق وانتقال المواد الأولية على مسافات بعيدة ( الأوبسيديان وبعض الصخور الصلبة و الأصداف البحرية) إلى تمييز أساليب جديدة في الحياة، ولو أخذنا كل هذه العناصر بعين الاعتبار لتمكنا من اقتراح تسلسل تاريخي للحداثة (في العصر الحجري الحديث) في اليمن.

    شكل رقم 8 – الاستيطان والتحديث في عصر الهولوسين

    المستوطنات في العصر الهولوسين

    تواريخ ما قبل الميلاد

    الخصوصية الثقافية (بحسب المنطقة)

    3500- 2000عام

    "العصر البرونزي"

    مزارعون مقيمون

    بدو رعاة

    لوحظوا في المناطق المرتفعة

    المناطق المنخفضة

    6000- 3500عام

    العصر الحجري الحديث

    استئناس الحيوانات

    فن الرسوم الصخرية

    المناطق المرتفعة الوسطى

    (خولان / صعده )

    تهامة /حضرموت

    8000- 6000عام

    العصر الحجري الحديث المبكر

    دوران الاوبسيديان والصدف البحري

    صيادون / جامعون

    حضرموت /المهرة/ رملة السبعتين

    صيد الحمير

    تهامة

    10000- 8000عام

    ؟

    8 Zarins, 1990 ; Francaviglia, 1995 ; Inizan, Francaviglia, 2002..
    9 Di Mario, 1989.
    11
    في اليمن ابتداء من الألف الثامن أو السابع قبل الميلاد، لاحظنا في المواقع ظهور مواد خارجية المنشأ ، غير موجودة في مواقع العصر الحجري القديم ذات التهذيب اللفالوازي. من المحتمل إن خام حجارة الاوبسيديان المشذب الموجود على جانبي البحر الأحمر، استقدم من مناجم المعادن اليمنية ومن مناجم أفريقيا الشرقية8 ، حيث تنتمي المعادن مثل حجر اليشب أو اليثم، والعقيق الأحمر والمرمر والكلوريت والامازونيت9 إلى الأرض اليمنية، وخير دليل على ذلك هو طرق انتقال أو استمرار التبادل (اللوحة رقم 1).

    استئناس الحيوانات والنباتات في اليمن
    10 Vigne et al, 2005. يمكن مراجعة "بدايات تربية الحيوان في الشرق الأوسط و الادنئ " باللغة الفرنسية: : (...)
    11 Steimer-Herbet, 2004.
    12
    لقد عكس استئناس النباتات و الحيوانات سواء أكان محلياً، أو مستعاراً ظواهر معقدة،؛ لأن عملية الاستئناس حدثت في أماكن وفترات مختلفة.10 وإذا كانت عملية الاستئناس قد تسببت في انخفاض الصيد الذي لم يعد يؤمن كامل الغذاء من اللحم فقد ظل الصيد مستمراً في كل مكان كأسلوب رمزي ذي أهمية. لقد اُصطحب الاستئناس بتحولات وابتكارات تقنية كالاستقرار، وظهور الفخار بدون إن نتمكن حقيقةً من إدراك الدوافع أو نظام هذه الظواهر، وبالإضافة إلى ذلك لم يحل التحضر محل البداوة التي لعبت - مع تطور تربية الحيوانات- دورا هاماً في اليمن في التبادلات مع شبه الجزيرة العربية. فقد ساعد التحضر وتطور الزراعة وتربية الحيوانات على الانتشار السكاني، الذي ظهر في نهاية الألف الرابع من خلال ظهور القرى والمقابر الكبيرة المحتوية على بضعة آلاف من القبور كتلك التي اكتشفت في منطقة ألرويك أو "جدران" على أطراف رملة السبعتين الغربية 11.

    استئناس الحيوانات
    12 Vigne, 2003: ص. 146.
    13 Vigne et al., 2005: ص. 7, الباب السابع.
    13
    في ما يخص استئناس الحيوانات فقد قام الباحث J.-D. Vigne بتمييز ظاهرة استئنا س الحيوان؛ لأغراض الإنتاج و مقارنتها مع ما مارسه صيادو العصر الحجري القديم بعملية مراقبة جماعات الحيوان " ظهر الاستئناس تجسيداً لطراز ثقافي متقطع فيما يتعلق بالصيادين، بالتالي، ظهر مرتبطاً بتطور المجتمعات البشرية أكثر من الإبداعات التقنية أو من الأنظمة البيئية"12 ، ويعد الكلب خير مثال على استئناس الإنسان للحيوان في العصر الحجري القديم13.

    14 Fedele, 1989.
    15 Bokonyi, 1990: ص. 146.
    16 Fedele1990, a.
    14
    فمنذ عشرين عاماً فقط أجريت أولى الدراسات الأثرية- الحيوانية بفضل المسوحات التي قامت بها البعثة الإيطالية في وادي حريب، والتي وضحت أهمية الصيد في منخفض رملة السبعتين في عصر الهولوسين الأوسط14. لقد كانت أعمال البعثة الإيطالية هي أيضا أولى الأعمال التي اكتشفت استئناس الحيوانات في المناطق اليمنية المرتفعة ، في شرق صنعاء، حيث عُثر بجبل قطران في طبقة أثرية يعود تاريخها إلى الألف السادس على عظام ثور بري منقرض (Bos primigenius boj)، مرتبطة بأبقار وبفصائل لغنميات الأليفة (Bos taurus، L.ovis aries، L.capra hircus)15. الأمر الذي يشير إلى وجود اقتصاد رعوي قائماً على تربية الأبقار16 بين الألف السادس والألف الرابع قبل الميلاد.

    17 Tosi 1986, b.
    18 Cattani, Bokonyi, 2003.
    19 Vigne, 2003.
    15
    لقد ثبت أيضاً استئناس الأبقار في العصر الهولوسين الأوسط في منطقة تهامة بوادي سردد، 17 و الشومة18، وكذلك في منخفض صعدة (الباب الرابع). لقد كان استئناس المعزيات/ كالماعز الأغنام ولا سيما الغنم، ربما يتبع نفس فصائل الشرق الأدنى؛ لأن هذه الحيوانات لم يكن لها أسلاف برية في الجزيرة العربية ولا في أفريقيا المجاورة. فإذا علمنا أن هذا الاستئناس كان قد ظهر في شرق البحر الأبيض المتوسط (Levant) بالقرب من الساحل الأناضولي منذ حوالي 12 ألف سنة تقريباً ،أسفل جبال طوروس19 ، فأنه قد دخل اليمن في فترة متأخرة جداً في الألف السادس - الخامس قبل الميلاد تقريبا.

    20 Gautier, 1990: ص. 143-147.
    16
    ظهر الثور البري الوحشي - جد الثور- في اليمن. لقد بدأ استئناسه في وادي النيل منذ حوالي 6500 سنة قبل الميلاد.20 ، وربما قبل ذلك بألف سنة في الصحراء. والمقصود هنا بالثور هو الثور بدون سنام، كما اتضح في اليمن من خلال فن الرسوم الصخرية، و عُثر على بعض العظام، منذ الألف السادس قبل الميلاد، ونلاحظ بأن الثور البري استأنس أيضا في الشرق الأدنى. لقد سبق استئناس الثور البري في اليمن استئناس الماعز، حيث أصبح من الصعب أيضا الفصل فيما إذا كان هذا الاستئناس عبارة عن ظاهرة محلية أم أنها وافدة.

    17
    على ما يبدو أن استئناس الحيوان انتشر في اليمن ابتداءً من الألفية السادسة قبل الميلاد، وبفضل فن الرسوم الصخرية حصلنا على براهين، تؤكد على أن هناك مجموعات بشرية كانت تمارس طقوس الصيد (الصيد الشعائري) والتقاليد الرعوية، حيث تؤكد الرسومات الطبيعية المفسرة بدقة وجود حيوانات تم التعرف عليها من خلال العظام كالثور البري ، الثور بدون سنام أو الوعل الأفريقي. إن دخول الثور ذا السنام ، الزيبو zébu (Bos indicus) (ثور له سنام) إلى اليمن تم في الفترة التاريخية كدخول الجمل وحيد السنام أو الخيل.

    صيد و استئناس الحمير
    21 الباب السادس, Robin, , 1996: التقديرات المكتوبة الأولى, ص. 2016.
    18
    تنحدر الحمير اليمنية من أصل أفريقي (الباب لرابع) وعلى ما يبدو أنها كانت الفصيلة الوحيدة للخيليات الموجودة في الجزيرة العربية، فوصول الخيل المستأنس كان بالتأكيد في الفترة التاريخية21.

    22 Masry, 1974.
    23 Tosi, 1986.
    24 Cattani, Bokonyi) , 2002 Cal BC – 6684 -6475 BC) قيست حسب ما تم نشره.
    25 Khalidi, 2005.
    26 Cattani, Bokonyi, 2002 ص 15.
    19
    لقد تم اكتشاف الصيد الانتقائي للحمير في الجزيرة العربية من قبل العديد من الباحثين على ضفاف الخليج22 وفي منطقة تهامة23. فقد أشارت دراسة عظام الحيوانات في موقع الشومة (ash-Shumah) في منطقة تهامة إلى وجود ثور مستأنس (BOS taurus) مرتبط ببقايا عظام وأسنان للحمير والذي يوحي بصيد انتقائي لهذا النوع من الحيوان . إن موقع الشومة (ash-Shumah) عبارة عن ركام صدفي أُرخت إحدى طبقاته إلى 7770 سنة BP24. وفي عام 2003م أدى المسح المنتظم25 في منطقة وادي رماع (Rima) وكوي (Kuway) في منطقة تهامة إلى اكتشاف 126 موقعٍ على السطح تسودها بعض الكتل الصدفية، منها 38 موقعٍ أسندت إلى العصر الحجري الحديث، وذلك لما تمتلكه من مميزات مشتركة مع موقع الشومه كوجود أصداف من نوع Terebralia palustris والصدف الذي يشير إلى وجود بقايا أشجار استوائية (منغروف mangroves) مؤرخة. والواقع هو أن الحمار(Equus asinus africanus) موجود أو ماثل بانتظام في هذه المواقع، ولهذا فأن مسألة الصيد المتخصص للحمار تطرح نفسها من جديد. وبخصوص استئناس الحمار من الصعب معرفة متى جُلب من القرن الأفريقي حيث استئُنس منذ أكثر من 5000سنة. أو أن الصيد المخصص قد أدى إلى استئناسه؟ فهو حيوان له أرجل مهيأة لجبال اليمن الوعرة. " إن وجود البقر المستأنس ومن ثم احتمالية أولية استئناس الحمار البري في موقع الشومة ربما يجعله أحد أقدم المواقع في العربية الجنوبية التي ثم فيها توثيق استئناس الحيوانات"26.

    20
    من الواضح إذن أن الحمار والثور هما أول الحيوانات المستأنسة في اليمن في الألف السادس/السابع قبل الميلاد.

    21
    يعد صيد الحمير جزءاً من موضوع فن الرسوم الصخرية في صعدة و رداع، والمقصود هنا أيضا هو الحمار ذى الأصل الأفريقي الذي يمكن التحقق من هويته بفضل تخاديد الأرجل : مشهد مدهش من الأمسان في رداع، يتكون من أربعة حمير مع صغارها، لكنه ومع الأسف ليس مؤرخاً ( الشكل رقم 182).

    ظهور الخيل والجمل وحيد السنام في اليمن
    22
    يفترض أن يؤدي تحديد ظهور الخيل في اليمن، وتوضيح استئناس الجمال وحيدة السنام في العربية ليس فقط إلى إثبات التسلسل التاريخي للعديد من الرسوم الصخرية، التي تظهر فيها هذه الحيوانات، بل أيضاً إلى إيجاد صداها في مناطق القرن الأفريقي، حيث اعتبرت هذه الحيوانات وافدة من العربية.

    ظهور الزراعة
    27 Costantini, 1990.
    23
    إذا كانت ممارسة الري تمثل إحدى الصور الزاهية التي تميزت بها ممالك العربية الجنوبية، إلى جانب إنشاء السدود في منافذ الوديان الرئيسية، فإننا لازلنا نجهل أصل الأنشطة الزراعية في اليمن وذلك لعدم وجود أدلة أثرية تثبت وجود الزراعة في العصر الحجري الحديث. ولكن بفضل بعض الشواهد غير المباشرة فقد تم التعرف على وجود زراعة في منطقة خولان من قبل L. Costantini27. حيث عُثر على بقايا لبعض المزروعات كالقمح (Hordeum vulgare) والشعير (Triticum monococcum) على أدوات فخارية في مواقع يعود تاريخها إلى نهاية الألف الرابع أو الثالث قبل الميلاد.

    28 Wilkinson, 1997: Wilkinson, Edens, 1997.
    24
    توضح الدراسات التي قام بها T. Wilkinson28 في مرتفعات منطقة ذمار بأن الزراعة على السطح بدئت في بداية الألف الرابع قبل الميلاد مصحوبة بنمو ديموغرافي وإنشاء قرى زراعية صغيرة حوالي 3000 قبل الميلاد، الأمر الذي يسمح بتحديد فترة الاستقرار في هذه المنطقة.

    29 Edens, 2005.
    25
    وفي عرض مفصل يوضح C. Edens29 إن ظهور الزراعة في الأراضي المرتفعة في العصر البرونزي كان بفضل توفر التضاريس المرتفعة، و هطول الأمطار، ودرجة الحرارة الملائمة، الأمر الذي ساعد على تنمية زراعة الحبوب كالقمح والشعير. و إن هذا الدخول المتأخر لزراعة الحبوب خارجي المنشأ ويفترض (C. Edens ) أنه تم عبر ثلاث طرق. الأولى من الشمال قادمة من بلاد المشرق (Levant) والثانية قادمة من شبه القارة الهندية مروراً بعمان، بينما الثالثة يفترض بأنها قادمةً من شرق أفريقيا عبر البحر الأحمر. وتوضح هذه المقترحات الثلاثة أن اليمن لم يكن بلاداً مغلقة في جنوب الجزيرة العربية، بل إنه ملتقى طرق لا يُهمل أو يمكن التغاضي عنه.

    مسألة الذرة البيضاء
    30 Midant-Reynes, 2003: "مسألة الذرة البيضاء" « La question du sorgho », ص. 49.
    31 Cleuziou et Costantini, 1980.
    26
    من المسلم به القول أن الذرة البيضاء، نبتة أفريقية، تم استئناسها في وادي النيل منذ حوالي 8000 عام وفي عهد قريب جدا في أثيوبيا وأريتريا منذ أكثر من 4000 عام30 وعرفت في عمان31 منذ حوالي 3000 عام قبل الميلاد، وذلك من خلال العثور على بعض البقايا على أداة فخارية، ولازلنا لا نملك برهاناً حول ظهورها المبكر في اليمن. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الذرة البيضاء لا تحتمل البرد وأنها نهمة للماء.

    الثقافة المادية في عصر الهولوسين
    32 Lemonnier, 1991: ص. 15.
    27
    " فالحديث عن " ثقافة مادية"، هو تذكير بأن التقنيات كانت نتاج اجتماعي"32. فالثقافة المادية في علم الآثار، يمكن أن تدرس وتفسر بفضل التجهيز التقني الذي نتصرف به. وعلى أية حال فإن الصناعة الحجرية المشذبة ( أدوات، أسلحة ومخلفات التشذيب) طغت على المادة الأثرية في اليمن حتى نهاية الألف الرابع قبل الميلاد. وهذا ما اتضح من خلال عدد ضئيل من المواقع المنقبة، التي لها طبقات أثرية، وقد وجدت أغلب هذه المواقع المدروسة بالقرب من السطح أو في السطح ، هذا الوضع لم يكن ملائماً لحفظ المواد العضوية الحيوانية والنباتية، وكذلك ليس مُوضحاً للحدود الثقافية.

    التقنية كتوجه منهجي
    33 Leroi Gourhan, a 1965: “لا توجد الأداة إلا في حالة استمرارية استعمالها”: ص. 35.
    34 Inizan et al1995 و 1999.
    28
    تشكل التقنية وسيلة منهجية لفهم "مراحل التطور التقني" من أصل المادة الأولية حتى اختفائها وهو المنهج المطور بمهارة من قبل A. Leroi-Gourhan33. يكمن الفحص في إعادة وضع كل مادة مدروسة على كافة مراحل التطور التقني، ابتداء من أصل المادة الأولية حتى ترك الأداة34 .

    35 Tixier, 1967.
    36 Inizan et al1995: ص. 151.
    29
    منذ عام 1965، عرف J. Tixier "التقنية و المنهج"35 وقدم فيه رؤية منهجية جديدة ودمج فيه المنهج التجريبي. " إذاً إن المنهج المتبع من أجل الحصول على أداة من فترة ما قبل التاريخ هو الترتيب المتبوع بخطوة مدروسة لعدد من الحركات المنفذة كل واحدة تنفذ بفضل تقنية معينة"36.

    30
    ومنذ ذلك الحين صارت الصناعات الحجرية تدرس في إطار طريقة التقنية، بصرف النظر عن تمييز الأدوات على أساس طريقة التشذيب ونوع المادة الأولية. كذلك فإن الطَرقَ الذي يهدف إلى الحصول على الأدوات والأسلحة المستهدفة قد تم بطرق مختلفة و بتقنيات مختلفة. وبعد توضيح التقنيات و طرق التهذيب نحاول أن نوضح المجتمعات، التي تتقاسم جملة من المعارف. لقد كان تنقل الجماعات في فترة ما قبل التاريخ، وحدود مناطقهم مرتبطة بتقاليد تقنية، اقتباسات، إبداعات محددة..الخ

    31
    لقد تلاءم هذا النوع من التحليل مع الصناعة الحجرية؛ لأن من خلاله يمكننا تحديد كل المراحل، ابتداء من أصل المادة الأولية حتى ترك الأداة (أو السلاح) حتى ولو لم يظهر من هذه الأداة سوى جزء، فالقبضة الأصلية تقريباً مختفية تماماً.

    الصناعة الحجرية المشذبة
    37 Gallagher, 1977.
    32
    أتاحت المادة الحجرية المشذبة توضيح عدة استخدامات كالنقر ،القطع ، النحت والكشط ...الخ. واقعياً فقد حلت الأدوات المصنوعة من المعدن في اليمن مؤخراً محل الأدوات المنزلية المصنوعة من الحجر المهذب، وذلك في الألف الأول قبل الميلاد تقريباً أثناء تطور حضارة جنوب الجزيرة والتي استخدم فيها الاوبسيديان بشكل دائم. فالبرونز وبلا شك كان خليطاً ثميناً له مميزات تقنية في جانب الأسلحة وأدوات الزينة؛ لذلك فإن الأدوات الحجرية المهذبة الجيدة في الجانب المنزلي والزراعي كانت من الاوبسيديان، خصوصا من بداية امتلاكه، كما أن مميزاته في القطع توضح استخدامه لفترة متأخرة. وجدير بالذكر أن المكاشط المصنوعة من الاوبسيديان كانت قد صنعت مؤخراً في أثيوبيا لتستخدم في صناعة الجلود37.

    مدخل إلى المادة الأولية (انظر الباب الثالث)
    33
    يجب الإشارة إلى الثروة المعدنية والصوانية، التي يتمتع بها اليمن،وهي المواد القابلة للتهذيب بكل أنواعها ( كالصوان و الكوارتزيت و الريوليت و البازلت و الاوبسيديان..الخ) أو المواد القابلة للصقل ( كالصخور الصلبة). لا يزال الكلوريتيت chloritite الموجود في منطقة صعدة يستثمر حاليا في تشكيل صحون الطبخ والمباخر..الخ

    34
    وتوجد أيضا العديد من المعادن الرائعة التي تتمتع بها الأرض اليمنية، كالامازونيت Amazonite، كالسيدون calcédoine (حجر يمان) والعقيق الأحمر cornaline، الكوارتز والرخام.

    35
    ومن خلال المناطق الجيولوجية استطعنا التوصل بسهولة إلى هذه المواد الأولية المختلفة. إذ تحتوي هضاب حضرموت الجيرية، التي تمتد حتى عمان بطول يصل إلى مئات الكيلومترات على مصادر الصوان ذي الحبيبات المنتظمة والدقيقة وبأشكال متنوعة،كما تحتوي كذلك على خام الكوارتزيت الممتاز. والذي يسهل الوصول إليه. لقد عمل هذا المورد على جذب طارقي الأدوات الحجرية في فترة ما قبل التاريخ، وهذا يفسر إلى حد ما كثرة أعداد الورش الخاصة بالتهذيب في هذه المنطقة، خاصة وأن هذه الهضاب تخترقها بشكل عميق العديد من الوديان الملائمة للاستقرار البشري.

    36
    لقد أسهم تحديد مواقع المادة الأولية القريبة أو البعيدة عن مشاغل التهذيب، في تتبعُ الطرق المسلوكة أو التي تم اجتيازها من قبل التجمعات البشرية في فترة ما قبل التاريخ.

    38 Francaviglia, 1990 b : خريطة.
    37
    يوجد الاوبيسديان في حالته الطبيعية في اليمن واريتريا وأثيوبيا38 ، وهو زجاج بركاني يمكن تشذيبه بشكل جيد، وله مميزات قطع تشبه الزجاج، وينكسر بسهولة من جراء الطرق أثناء عملية التشذيب، وفي المقابل فإن المرونة التي يتميز بها جعلت منه صخرة مثالية للتقطيع والتشذيب من خلال الضغط ، ويسهل على الجميع التعرف عليه عندما يكون مهذباً، لكونه يلمع وواضح، ولكن عندما يكون في مناطق المحاجر فإن اللمعان والوضوح يكونان محجوبين أحيانا من خلال الكورتكس (القشرة الخارجية) وغشاء العتق. وبفضل التحاليل الجيوكيميائية بات من الممكن التعرف على أصل المصهورات البركانية.

    39 نفس المرجع
    38
    على ما يبدو فإن استغلاله في اليمن لم يبدأ إلا في عصر الهولوسين، ولكن بتحفظ؛ لأن جميع المصهورات لم تكن مصنفة، وكانت التحاليل الجيوكيميائية لا تزال قليلة39 . زد على ذلك أننا نجهل أهمية وخاصية العُقد الطبيعية، التي قد تسهل تحديد الإمكانيات المتاحة للطارقين في فترة ما قبل التاريخ.

    تقنيات وأساليب التشذيب
    40 Pelegrin, 1991, 2005.
    41 Crassard, Bodu, 2004.
    39
    يعتمد تحديد تقنيات التشذيب المستخدمة بدقة على الخبرة40، التي تم ممارستها بقلة في اليمن41.

    40
    فقد كانت عمليتا الطرق و الضغط أهم أساليب التشذيب المستخدمة في التقطيع والتهذيب. وجدت عملية الضغط في اليمن خلال عملية التشذيب، لذلك فأننا لا نعلم ما إذا كانت هذه العملية مستعارة أم ابتكاراً. وبما أن ظهور معالجة المعدن لم تحدد بعد، إلا أننا نذكر بأن جنوب الجزيرة العربية كانت غنية بالنحاس.

    42 نفس المرجع.
    43 Masry, 1974, Inizan , 1980.
    44 Inizan, 2002.
    41
    لقد سادت تقنية صناعة الشظايا الحجرية في اليمن، كما هو الحال في كل أنحاء الجزيرة العربية، غير أن بعض الصناعات النصلية المميزة ظهرت مؤخراً42. فيما تبين على الدوام غياب تقليد حقيقي للتقنية النصلية، الذي يميز غالبا العصر الحجري القديم الأعلى، بل أيضا العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار (PPN)* في الشرق الأدنى. إن التشذيب بالتناوب " Naviforme" عن طريق النقر بتصميمين من الضرب متقابلين ليس من التقاليد المتعارف عليها في الجزيرة العربية؛ لذلك فإن ظهورها الغريب على الضفاف الشرقية للجزيرة العربية في تصنيع الأسلحة المميزة كانت تدل على مجيئها من الشرق الأدنى في الألف السابع43، من الشعوب التي لم تنقل هذا النمط من التقنية المتخصصة إلى بقية أجزاء الجزيرة العربية. وهذا يعني بأن تقنية تشذيب النصال بواسطة الضغط الموجود في الشرق منذ أكثر من 10.000 سنة لم يكن موجوداً في اليمن في حين أن الاوبسيديان كان مادة استثنائية في تقنية التشذيب تلك44.

    42
    لقد تحققت عملية قطع الاوبسيديان عن طريق الطرق، من أجل الحصول سواء على شظايا بسيطة أو نصلات تحتوي أغلب نواتها على شكل واحد في الطرق.

    العلامات التقنية في اليمن
    43
    المقصود هنا هو تبيين الطرق، والتقنيات أو الأساليب التقنية المستعملة في عملية التشذيب المشتركة في المجموعات الأثرية. فمن خلال درجات الإتقان يمكننا تقييم مستويات المهارة المشتركة لدى مجمعات محددة، على سبيل المثال لقد لاحظنا مسبقا في جانب التهذيب ذي الوجهين بأن مصطلح "ذو الوجهين" (biface) وحده لا يكفي للتعريف بالثقافة، إلا أنه يمكن لبعض التقنيات الدقيقة، التي تحتوي على تشكيله أن تسمح لنا بعمل بعض المقارنات المناسبة.

    ورش تشذيب النصال في منطقة حضرموت
    45 Crassard, Bodu, 2003.
    44
    لقد أدى الاكتشاف الحديث لموقع خاص بتشذيب النصال مؤرخ ومجهز لصناعة رؤوس السهام ، سلاح الرمي، الذي يطلق عليه اسم "سهام الوعشة"، إلى فتح آفاق جديدة فيما يتعلق بالاستيطان في هذه المنطقة في عصر الهولوسين45.

    45
    في الواقع أن مفهوم هذا التشذيب المبتكر للنصال، الذي لم يعرف حتى ذلك الحين، يتطابق مع مفهوم تميز المنطقة لأنه اُستثمر تقنياً. فقد اكتشف في عدة أماكن أثناء المسوحات المنتظمة على طول روافد وادي المسيلة في منطقة حضرموت. بالإضافة إلى ذلك فقد اكتشف في عام 1993م بعض بقايا الطرق المتعلق برؤوس سهام الوعشة (شكل رقم 9 و 10 ) في موقع بحافة بحيرة قديمة في رملة السبعتين ويُحتمل بأنه مكان للصيد، ومع ذلك فمن الممكن أن تكون هذه البقايا مرتبطة بورش التهذيب في حضرموت الشرقية.

    الشكل ٩ – الجزء الأعلى لنصلة من الإوبسيديان، الحوه (الجوف).

    الشكل ٩ – الجزء الأعلى لنصلة من الإوبسيديان، الحوه (الجوف).
    Agrandir Original (, 24k)
    الشكل ١٠ – رأس سهم وعشة من حجر الصوان، موقع الحوه (الجوف).

    الشكل ١٠ – رأس سهم وعشة من حجر الصوان، موقع الحوه (الجوف).
    Agrandir Original (, 24k)
    ورش تشكيل الأدوات ذات الوجهين (ثنائية الوجه)
    46
    ساد ظهور الصناعة ذي الوجهين في فترة عصور ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية وتضمن في الغالب صناعة أسلحة الصيد، التي كانت أحيانا ثلاثية الوجه (شكل رقم 11). لقد وضحت هذه الأدوات (الأسلحة) تنوع في الأشكال و أصناف العصي والأقواس.

    46 نفس المرجع.
    47
    إن دراسة ورش تصنيع الأدوات ثنائية الوجه، التي تم اكتشافها أثناء المسوحات التي نفذتها البعثة الفرنسية في حضرموت الشرقية46 وضحت مرامي عمال التهذيب، وكذلك مستوى مهارتهم في التشكيل. وبفضل قاعدة المعطيات هذه، أصبحنا نتصرف بمادة تسمح لنا ولأول مرة في هذه المنطقة من العالم من فهم ترتيب الطرق العملية لعدة مجموعات من فترة عصور ما قبل التاريخ، ومن ثم إدراجها في مسيراتهم والتعرف عليهم خارج نطاق ورشهم.

    شكل رقم 11- سلاح ذو وجهين (ثنائي الوجه) تم تشذيبه بطريق الضغط "الجانبي"، الحوه.

    شكل رقم 11- سلاح ذو وجهين (ثنائي الوجه) تم تشذيبه بطريق الضغط "الجانبي"، الحوه.
    Agrandir Original (, 59k)
    ظهور التشذيب المسطح ورؤوس السهام ثلاثية الأوجه
    48
    التشذيب المسطح (flûtage) هو أسلوب تقني مخصص لترقيق قطعة من كلا الوجهين وذلك عن طريق الكشط الطولي للقطعة ابتداء من الأسفل (كما في القارة الأمريكية) و/أو من الرأس (الأعلى) (كما في الجزيرة العربية) (شكل رقم 12).

    47 Charpentier, Inizan, 2002.
    49
    ظل هذا الأسلوب التقني الخاص لفترة طويلة مرتبطاً بشكل رئيسي برؤوس السهام المستخدمة عن طريق صيادي الثور الأمريكي (bisons) في الثقافات الهندية القديمة، حتى تم اكتشافها حديثاً في جنوب الجزيرة العربية47، حيث تم اكتشافه في عدة مواقع في جنوب الجزيرة العربية في اليمن وعمان. فظهور عملية التشذيب المسطح هذه التي تستوجب مهارة عالية في التشذيب في تلك المناطق تعد هي المرة الأولى التي يكتشف فيها خارج القارة الأمريكية.

    48 Crassard et al :2006 6902+/- BP (Cal BC -5835-5733).
    50
    إن اكتشاف رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح مع بقايا حطام تهذيبها في طبقات أثرية في موقع منيزه (Manayzah) في منطقة حضرموت يؤكد وجود معرفة إقليمية بهذه التقنية، وهو الإبداع التقني للصيادين في فترة عصور ما قبل التاريخ، وكذلك التميز التقني والثقافي الذي أُثبت48 تسلسله الزمني من الألف السابع إلى الألف السادس قبل الميلاد تقريبا.

    49 Inizan, Ortlieb, 1987: الشكل رقم.8, Charpentier, 2004, Amirkhanov, 1994.
    51
    كانت رؤوس السهام الثلاثية (شكل رقم 13) أسلحة قطعت بشكل مثلثي ويوضح التهذيب الظاهر على الأوجه الثلاثة مستوى عالياً في دقة التنفيذ. فقد كانت الرؤوس المكسرة المكتشفة في منطقة شبوة تبين المثاقب ذات الأكتاف. بعد ذلك استطعنا أن نثبت بأن رؤوس السهام المحزوزة أو الغير محزوزة كانت تجسد نمطاً لنوع خاص مشترك بين جماعات الصياديين في جنوب الجزيرة العربية49، وذلك في الألف السابع – السادس قبل الميلاد.

    شكل رقم 12- رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح. 1: موقع "مَغي" في ساحل حضرموت.

    شكل رقم 12- رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح. 1: موقع "مَغي" في ساحل حضرموت.
    Agrandir Original (, 33k)
    شكل رقم 12- رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح. 2: منطقة "الحوه".

    شكل رقم 12- رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح. 2: منطقة "الحوه".
    Agrandir Original (, 41k)
    شكل رقم 13- رؤوس سهام ثلاثية ، منطقة "الحوه".

    شكل رقم 13- رؤوس سهام ثلاثية ، منطقة "الحوه".
    Agrandir Original (, 25k)
    50 Charpentier, 1996.
    52
    وضح V. Charpentier50 أيضا بأن رؤوس السهام في موقع فسد في سلطنة عمان، تُشكل بقايا حقيقية في منطقة عريضة تمتد من أطراف صحراء الربع الخالي حتى البحر العربي، طوال عصر الهولوسين الأوسط.

    53
    توضح بعض هذه العلامات أصالة واستقلال سكان جنوب الجزيرة العربية، مقارنة بالمناطق المجاورة. في الواقع لقد كشف التشذيب المسطح على معرفة تقنية أصيلة ذات مستوى عالٍ مشترك بين جماعات الصياديين، والتي كانت مجهولة تماما في العالم القديم خارج جنوب الجزيرة العربية.

    الأدوات الهندسية الدقيقة والاوبسيديان
    51 Caton-Thomson, 1944.
    52 وجد على سطح موقع بير حمد في مدخل وادي حضرموت, Inizan, Francaviglia, 2000: الشكل رقم. 2.
    53 Caneva, 1993: الشكل رقم. 4,ميدانت- ريينيس, 2003: « Mésolithique de Khartoum » , Gutherz, 2005, Guth (...)
    54 Khalidi, 2005b, Crassard et al2006.
    54
    إن الأدوات الهندسية الدقيقة، ذات الشكل الهلالي وشبه المنحرف والمستطيل، هي عناصر ذات نمط واحد عملت لتربط في مقبض أو عصا؛ لتكون أسلحة للصيد ولصيد الأسماك أو لتكون مناجل. اعتبرت هذه الأدوات لفترة طويلة دلائل تصنيفية لنهاية العصر الحجري القديم الأعلى، واعتبرت كذلك مفيدة في التعريف بالعصر الحجري الوسيط (Mésolithique) أو (Epipaléolithique). ولكونها اُستخدمت سلاح صيد فقد سبقت على ما يبدو رؤوس السهام المذنبة والمجنحة. في الواقع أن هذه الأدوات الهندسية الدقيقة كانت مجهولة في الجزيرة العربية باستثناء اليمن، حيث تم التعرف عليها لأول مرة عن طريق G. Caton-Thomson في أحد القبور القديمة51.عموما فأن وجودها المتأخر على شكل أدوات صغيرة من الاوبسيديان في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد تقريبا كان علامة مميزة في المواقع القديمة في جنوب الجزيرة العربية منذ الفترة القديمة. 52 ويشير وجودها المتأخر كذلك إلى أنها مستعارة من أفريقيا. ففي الواقع يوجد في الناحية الأخرى من البحر الأحمر تقليد قديم لهذه الأدوات في شرق أفريقيا، في السودان في "Mésolithique de Khartoum" " موقع يعود إلى العصر الحجري الوسيط في الخرطوم ". كما أنها وجدت بعد ذلك في أثيوبيا ثم في أحد جوانب القرن الأفريقي53 في بداية الألف الثاني. في حين أن هذه الأدوات الهندسية الدقيقة التي تسودها الأشكال المقطعية، والتي نجدها أيضا في أراضي تهامة المنخفضة منذ الألف الثاني54، كانت أغلبها مصنوعة من حجر الاوبسيديان، كما هو الحال في أفريقيا الشرقية. وكما هو معروف تتم صناعة هذه الأدوات في بقية أنحاء العالم بواسطة تقنية تسمى الأزاميل الدقيقة، وهي تقنية خاصة في تكسير النصال و النصيلات. في حين لا يوجد في اليمن أي علامة تدل على استخدام تقنية الأزاميل الدقيقة.

    الشكل رقم 14ـ أدوات هندسية دقيقة مصنوعة من الاوبسيديان، شبوة.

    الشكل رقم 14ـ أدوات هندسية دقيقة مصنوعة من الاوبسيديان، شبوة.
    Agrandir Original (, 21k)
    55 Khalidi, 2006.
    55
    إن وجود هذه الأدوات الهندسية الدقيقة (القزمية) في منطقة تهامة يدل على تجمع ثقافي وتقني بين ضفتي البحر الأحمر، والذي توطد ابتداءً من الألف الثالث قبل الميلاد55 وذلك عبر انتقال أدوات هندسية دقيقة من أفريقيا الشرقية إلى اليمن. في المقابل إن تبني جماعات جنوب الجزيرة العربية بما فيها منطقة حضرموت لهذه الأدوات المصنوعة من الاوبسيديان وذلك بأشكال متعددة تطورت من مجرد أشكال مقطعية إلى مستطيلات وشبه منحرفة (شكل رقم 14)، الأمر الذي يوضح بأنه كان يوجد تداول لهذه الأدوات المميزة انطلاقا من تهامة، والتي لم يكن لها بالضرورة تجارة مع السواحل الأفريقية. في موقع المنايزة Manayzah بحضرموت كان يتم تهذيب الاوبسيديان في نفس الموقع، رغم بعده عن مصادره، وذلك في الألف السادس قبل الميلاد. وجدير بالذكر إن وزن الاوبسيديان المكتشف في الموقع يصل في الغالب إلى عشرات الجرامات.

    القطع الصغيرة (pièces esquillées )
    56 Crassard et al2006 .
    57 Gutherz, 2003.
    58 Tixier, 1963: ص. 146.
    59 Crassard, 2007.
    56
    لنُضيف "القطع الصغيرة "( شكل رقم 15) التي ظهرت مؤخرا نحو الألف الثاني قبل الميلاد تقريبا56، ولها صلات مشتركة مع صناعات الساحل الشرقي لأفريقيا57. تستخدم هذه الكلمة المستعملة في اللغة الفرنسية وفي اللغات الأجنبية عموما للتعريف "بقطعة مستطيلة أو مربعة وأحيانا للتعريف بالأحجام الصغيرة جدا الواضحة بكلا طرفيها المهذبين، وفي الأغلب ذو وجهين الناتج عن الطرق الشديد"58. اتصفت منذ بداية القرن العشرين في العصر الحجري القديم الأعلى الأوربي بأن استخدامها غالبا ما كان غامضاً وأحيانا مرتبطاً بمفهوم قطعة متوسطة الحجم مشذبة من أحد الأطراف. ذكر 59 R. Crassard وبما أنها متعددة في منطقة تهامة وأغلبها من الاوبسيديان، فقد كانت توضح إحدى المخلفات الناتجة عن بقايا الإنتاج، الذي نتج عن طريق الطرق الشديد على سندان،وكذلك لبعض الشظايا الصغيرة التي تم تهذيبها في ما بعد إلى قطع هندسية دقيقة. في هذه الحالة فقد كان أسلوباً متبعاً للحصول على شظايا صغيرة.

    الشكل رقم 15ـ قطع صغيرة (pièces esquillées ) مصنوعة من الصوان. جبل المخروق.

    الشكل رقم 15ـ قطع صغيرة (pièces esquillées ) مصنوعة من الصوان. جبل المخروق.
    Agrandir Original (, 38k)
    60 Inizan, 2000.
    57
    إن الاوبسيديان الذي كان يمُر عبر البحر الأحمر مع بعض المواد المميزة كالأدوات الهندسية الدقيقة و"القطع الصغيرة " تدل على تأثير أتى من أفريقيا الشرقية، ابتدأ من الألف الثاني قبل الميلاد، بينما يتم تداول الاوبسيديان في اليمن منذ عصر الهولوسين الأوسط. و بالمقابل فإنه من خلال الصناعة الحجرية المهذبة فإنها لا تدل على تبادل تقني مع الشرق. بينما التشذيب بواسطة الضغط المتبنى تدريجيا من خلال المجتمعات الرعوية في الشرق الأدنى60 كانت مجهولة كلياً في أفر يفيا الشرقية واليمن، بالرغم من أن مصادر الاوبسيديان، صخرة مثالية لهذه التقنية كانت متواجدة فيها بكثرة.

    شكل رقم 16 – المواقع الأثرية المذكورة في النص، ومصادر الاوبسيديان في جنوب الجزيرة العربية.

    شكل رقم 16 – المواقع الأثرية المذكورة في النص، ومصادر الاوبسيديان في جنوب الجزيرة العربية.
    Agrandir Original (, 138k)
    - صناعات أخرى
    61 Braemer et al2001: ص. 33.
    58
    العظم : كانت الصناعة العظمية محدودة جدا، كما أن مشاكل الحفظ لا تكفي لتوضيح مستوى ندرتها. كانت المواقع ذات الطبقات الأثرية المستثمرة نادرة وبالأحرى فإنها خسارة إذ إنه ليس بالإمكان العثور على صناعات مقابض الأدوات والأسلحة، التي كانت تظهر في الرسومات الصخرية. لقد تم العثور في المقابر التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي على بعض الأدوات المصنوعة من العظام : كالمثاقب والأقراط 61.

    62 Inizan et al1997: الشكل رقم. 3. Di Mario, 1989.
    63 Inizan et al1997 .
    59
    أدوات الرحى ( السحق والجلي) : ظهرت مساحق صغيرة وهاونات ابتداءً من الألف السادس قبل الميلاد في عدة مواقع في منطقة شبوة، الحوه ووادي حريب62 لكن لا توجد هناك دراسة وظيفية لهذه المواد. بلا شك أنها تدل على وجود استهلاك للنباتات والحبوب البرية. يمكننا أن نلاحظ في منطقة "الحوه" أدوات الجرش الصغيرة "hachettes"؟63 .

    64 De Maigret, 1990.
    60
    الفخار (السيراميك) : لم يشهد وجوده قبل الألف الرابع أي في بداية العصر البرونزي64.

    المظاهر الرمزية والدينية
    65 Leroi Gourhan, 1974.
    61
    وضحت مجموعة الطقوس الجنائزية فضلا عن فن الرسوم الصخرية، العادات وما اصطلح بتسميته ديانات عصور ما قبل التاريخ65. كما ساهمت أيضا إلى جانب دراسة الثقافة المادية في تحديد نظم المجتمعات اللا كتابية.

    تجمعات جنائزية و الأحجار الضخمة الميغاليتية (Mégalithisme) *
    66 Inizan, Ortlieb, 1987: ثنية بشرية و حلزونية صغيرة مثقوبة تعدان العلامتان (الإشارتان) الوحيدتان المك (...)
    62
    لازلنا نجهل الطقوس الجنائزية في العصر الحجري الحديث: في عام 1984 تم تنقيب أحد القبور الصخرية الضخمة من بين عدة قبور في شمال شبوة، في موقع القويد على مقربة من أحد المساكن الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث66 ( شكل رقم 17).

    شكل رقم 17- قبر القويد، شبوة . تصوير : ماري لويز اينزان.

    شكل رقم 17- قبر القويد، شبوة . تصوير : ماري لويز اينزان.
    Agrandir Original (, 180k)
    67 Steimer-Herbet, 2004: إنها عبارة مستعملة عادة حتى لو لم تكن العديد من البنيات الحجرية الفوقية أحجار (...)
    68 Braemer et al2001.
    69 De Maigret, 1999.
    70 Rougeulle, 1999, Steimer-Herbet, 2004.
    71 Khalidi, 2005 b.
    63
    وفي المقابل هناك العديد من المستوطنات الحجرية المشيدة من الحجر في العصر البرونزي تبدو منتشرة تزين المناظر الطبيعة اليمنية؛ لأنها مشيدة في الغالب في أماكن بارزة كالخطوط الذيلية (شكل رقم 18) وعلى الرغم من اختلافها ، وتنوع حجمها وأحيانا دلالتها الغامضة، يطلق عليها اسم "الأحجار الضخمة غير المنحوتة" (ميغاليت)67. غير أن عدداً كبيراً منها يخص الجانب الجنائزي. وهكذا نلاحظ في منطقة جدران والرويك في رملة السبعتين، وجود مقابر كبيرة تحتوى على ما يقارب الثلاثة آلاف ضريح مرتفع. أدت إحدى الدراسات الحديثة إلى تحديد معنى وفترات إنشائها. فقد شيدت أقدمها قبل حوالي 3000 سنة قبل الميلاد تقريبا 68 أي في العصر البرونزي المبكر. وهذا يعني بأنها معاصرة لمقابر السهول المرتفعة69. وتوضح الأهمية العددية لهذه القبور وتجانس المجموعات، وجود مجموعات اجتماعية تكونت في إطار (قبيلة؟) وذلك في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، الأمر الذي يؤكد انطلاقة سكانية. إن بعض القبور كانت تحتوي على عظام غنم وماعز، مما يبين بأن قاطني تلك القبور كانوا يعيشون حياة رعوية. وعلى ما يبدو أن تلك المقابر الكبيرة اختفت في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. ورغم ذلك لازال توجد عدة صفوف من الحجارة المنتصبة الغامضة ليست مؤرخة كما في موقع "مَغي" (Mahdi)70 الواقع على ساحل المحيط الهندي (شكل رقم 19). كذلك شيدت مجموعات آثار أحجار قديمة ضخمة (ميغاليتيك) منصوبة في سهل تهامة ابتداء من الألف الثالث قبل الميلاد71. كانت المقابر الكبيرة و"الميغاليت" عبارة عن ظواهر ظهرت في حدود الألف الرابع- الثالث قبل الميلاد.

    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.

    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    Agrandir Original (, 188k)
    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.

    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    Agrandir Original (, 140k)
    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.

    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    Agrandir Original (, 128k)
    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.

    شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    Agrandir Original (, 132k)
    شكل رقم 19- مَغي (حضرموت).

    شكل رقم 19- مَغي (حضرموت).
    Agrandir Original (, 556k)
    صفوف، لكتل صخرية توجد عليها منحوتات لحيوانات صغيرة لها قرون تم نحتها بالنقر، تصوير ماري لويز اينيزان.

    الفن المنقول
    72 Fedele, Zaccara, 2005: الشكل رقم. 5.
    64
    تم العثور على القليل من الأدوات المنحوتة : تنتمي التماثيل الصغيرة الأكثر قدماً إلى العصر الحجري الحديث72.

    الحلي (الصدف)
    65
    تعد الحلية جزءاً من الجانب الرمزي والجمالي، حيث كان الصدف المثقوب الذي يأتي من البحر الأحمر، أو من المحيط الهندي، أكثر الحلي المحفوظة قدماً ويعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد تقريبا (شكل رقم 20) بينما تم تهذيب الخرز المصنوع من الحجر الصلب بدءا من العصر البرونزي.

    66
    تتمتع الأرض اليمنية بثروة هائلة من الأحجار الكريمة وأحجار الزينة /الحلي (لوحة رقم 1) لكن على ما يبدو بأن هذه الصناعة الحرفية ظلت محدودة من حيث التقنيات والمهارات.

    شكل رقم 20ـ أصداف بحرية مثقوبة. .1: Cauri

    شكل رقم 20ـ أصداف بحرية مثقوبة. .1: Cauri
    Agrandir Original (, 26k)
    شكل رقم 20ـ أصداف بحرية مثقوبة. 2 : engina mendicaria

    شكل رقم 20ـ أصداف بحرية مثقوبة. 2 : engina mendicaria
    Agrandir Original (, 15k)
    73 Inizan et al1992.
    74 Ekstrom, Edens, 2003: ص. 27.
    75 Braemer et al2001: الشكل رقم. 13.
    76 Inizan et al,1992, Roux, 2000.
    77 حلية معروضة في متحف عتق.
    67
    العقيق الأحمر وأحجار اليمان : إن العقيق الأحمر وأحجار اليمان أصناف من حجر اليمان و صخرة صوانيه أكثر أو أقل شفافة، لا يزال يستخرج من المناطق الجبلية البركانية في غرب ذمار. تنطبق كلمة الحجر اليمان Aagate على أحجار اليمان (العقيق اليماني)أو متنوعة الألوان فيما ظلت تسمية العقيق الأحمرcornaline تخص نوعاً ذا لون أحمر برتقالي، لاسيما عندما يكون ساخنا. لا يزال هذا النوع يستعمل كأفصاص للخواتم عند الرجال، ومرصع في أحزمة الفضة عند النساء. لا تزال قيمته الرمزية مستمرة في العالم الإسلامي إذ أن الفصوص المصنوعة في اليمن لازالت تصدر دائما إلي مكة، أو إلى كربلاء والنجف في العراق73. لقد اكتشفت ورش صغيرة للخرز من العقيق في منطقة ذمار74 تعود إلى العصر البرونزي، كما عُثر أيضا على بعض الحلق الصغيرة المصنوعة من العقيق في قبور بمقابر الجدران والرويك75 (شكل رقم 21). تتضمن المهارات المُتبعة بعض الخرز لاسيما طراز الحلق. إذ لا يمكن مقارنتها بالمنتجات الرائعة الخاصة بالحضارة الهندية في الألف الثالث قبل الميلاد76 التي كانت تصدر إلى بلاد ما بين النهرين، بل حتى إلى مصر. على ما يبدو أن عمل الحجر اليمان كان متطوراً قليلا محلياً كبعض أحجار الزينة الأخرى بينما يوضح اكتشاف بعض الخرز الطويل المصنوع من حجر يمان في ميناء قنا في جنوب الجزيرة العربية بأنها مستوردة من الهند و ليست منتج محلي، وذلك لأن مواصفاتها ومميزاتها التقنية كالصقل والثقب كانت تشبه المنتجات الهندية، التي كانت مجهولة في المشاغل القديمة77.

    شكل رقم 21ـ خمس خرز من العقيق الأحمر Cornaline (جدران) تصوير: T. Steimer-Herbet.

    شكل رقم 21ـ خمس خرز من العقيق الأحمر Cornaline (جدران) تصوير: T. Steimer-Herbet.
    Agrandir Original (, 85k)
    78 بعثة عام 1989 في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
    68
    في الواقع كنا نلاحظ أثناء زيارة قمنا بها لموقع هجر أبو زيد العاصمة القديمة لمملكة أوسان، التي هجرت في الألف الثامن قبل الميلاد، بقايا تهذيب الخرز الصغيرة والبسيطة المصنوعة من العقيق من طراز الحلقة واضحة على السطح في محيط الموقع على مقربة من مخلفات تهذيب الاوبسيديان78.

    فن الرسوم الصخرية
    69
    شكل فن الرسوم الصخرية مرسوماً أو منحوتاً جزءاً من المناظر اليمنية منذ الألف السادس قبل الميلاد على الأقل وحتى الوقت الحاضر. و ساهم بشكل واضح في توضيح التقاليد الثقافية لآلاف السنين التي لا تزال في الذاكرة كصيد الوعول.

    70
    عمل تعايش سكان القرى مع البدو (الرعاة) الرحل القاطنين على هامش الصحراء في العصر البرونزي، على تطور فن الرسوم الصخرية التي لها صلات بمناطق أكثر اتساعا، مما كانت عليه في العصر الحجري الحديث.

    79 RASAراسا ( البعثة الأمريكية) و هدور HDOR (البعثة الفرنسية).
    71
    وأخيراً ، على الرغم من تكثيف البحث في فترة عصور ما قبل التاريخ في اليمن منذ 15 سنة إلا أن اتساع الفجوات يظهر من جديد بشكل كبير: من حيث أن أصل ونسبة السكان الأوائل في عصر الهولوسين لم يتم التعرف عليها بعد. كما لا تزال المواقع ذات الطبقات الأثرية المحفوظة جيدا نادرة فضلاً عن بعض المناطق لم تكتشف حتى الآن. مع ذلك و بفضل برامج المسوحات الأثرية المنتظمة المنفذة حديثاً في بعض مناطق حضرموت79، إذ نرى أنه من خلال اكتشاف بعض الطبقات الأثرية سنتمكن من بناء تسلسل تاريخي، والتعريف بثقافات عصور ما قبل التاريخ خلال فترة عصر الهولوسين. و بدراسة الصناعات الحجرية تتضح دلائل مميزة في جنوب الجزيرة العربية، تنتمي إلى مجتمعات الصياديين الذين كانوا على ما يبدو منفذي أولى الأعمال الصخرية. ثم أننا نرى بأن أعمال استئناس الحيوانات كالغنم والماعز كانت بالتحديد في الألف السادس قبل الميلاد، وربما استئناس الحمار كذلك. ومن ثم إن ظهور الزراعة على سفوح المناطق المرتفعة مرتبطة بالانتشار السكاني يؤكد ظهور الثقافات القائمة على الري التي ستقوم فيها ممالك العربية الجنوبية القديمة.

    NOTES
    1 Crassard, 2007 : ص. 81-83 (جدول يشمل كل المواقع المؤرخة بالحساب المعياري. والحساب المعياري يعني التصحيح التاريخي بواسطة الحلقات الشجريه dendrochronologie ).

    2 RASA (Roots of Agriculture in Southern Arabia - J. McCorriston, E. Oches, A. Bin ‘Aqil) et HDOR (البعثة الأثرية الفرنسية الجوف-حضرموت, وزارة الشئون الخارجية). McCorriston et al., 2005 ; Crassard, 2007 : : ص. 83 و 191.

    3 انظر . ص. 14, الباب الاول.

    4 : منزلين مؤرخين Gif-9483 ( Mkh 26) 8470± 145BP (Cal BC –7935-7081; Gif- 9486 : 8470± 140 BP.

    5 Cleuziou et al., 1992 الباب الرابع والشكل رقم.1.

    6 Tixier. 1976.

    7 Desse.1988.

    8 Zarins, 1990 ; Francaviglia, 1995 ; Inizan, Francaviglia, 2002..

    9 Di Mario, 1989.

    10 Vigne et al, 2005. يمكن مراجعة "بدايات تربية الحيوان في الشرق الأوسط و الادنئ " باللغة الفرنسية: : Paléorient 25/2, 1999.

    11 Steimer-Herbet, 2004.

    12 Vigne, 2003: ص. 146.

    13 Vigne et al., 2005: ص. 7, الباب السابع.

    14 Fedele, 1989.

    15 Bokonyi, 1990: ص. 146.

    16 Fedele1990, a.

    17 Tosi 1986, b.

    18 Cattani, Bokonyi, 2003.

    19 Vigne, 2003.

    20 Gautier, 1990: ص. 143-147.

    21 الباب السادس, Robin, , 1996: التقديرات المكتوبة الأولى, ص. 2016.

    22 Masry, 1974.

    23 Tosi, 1986.

    24 Cattani, Bokonyi) , 2002 Cal BC – 6684 -6475 BC) قيست حسب ما تم نشره.

    25 Khalidi, 2005.

    26 Cattani, Bokonyi, 2002 ص 15.

    27 Costantini, 1990.

    28 Wilkinson, 1997: Wilkinson, Edens, 1997.

    29 Edens, 2005.

    30 Midant-Reynes, 2003: "مسألة الذرة البيضاء" « La question du sorgho », ص. 49.

    31 Cleuziou et Costantini, 1980.

    32 Lemonnier, 1991: ص. 15.

    33 Leroi Gourhan, a 1965: “لا توجد الأداة إلا في حالة استمرارية استعمالها”: ص. 35.

    34 Inizan et al1995 و 1999.

    35 Tixier, 1967.

    36 Inizan et al1995: ص. 151.

    37 Gallagher, 1977.

    38 Francaviglia, 1990 b : خريطة.

    39 نفس المرجع

    40 Pelegrin, 1991, 2005.

    41 Crassard, Bodu, 2004.

    42 نفس المرجع.

    43 Masry, 1974, Inizan , 1980.

    44 Inizan, 2002.

    *Pre-Pottery Neolithic (PPN)

    45 Crassard, Bodu, 2003.

    46 نفس المرجع.

    47 Charpentier, Inizan, 2002.

    48 Crassard et al :2006 6902+/- BP (Cal BC -5835-5733).

    49 Inizan, Ortlieb, 1987: الشكل رقم.8, Charpentier, 2004, Amirkhanov, 1994.

    50 Charpentier, 1996.

    51 Caton-Thomson, 1944.

    52 وجد على سطح موقع بير حمد في مدخل وادي حضرموت, Inizan, Francaviglia, 2000: الشكل رقم. 2.

    53 Caneva, 1993: الشكل رقم. 4,ميدانت- ريينيس, 2003: « Mésolithique de Khartoum » , Gutherz, 2005, Gutherz, Joussaume, 2003: Asa Koma , الشكل رقم. 5.

    54 Khalidi, 2005b, Crassard et al2006.

    55 Khalidi, 2006.

    56 Crassard et al2006 .

    57 Gutherz, 2003.

    58 Tixier, 1963: ص. 146.

    59 Crassard, 2007.

    60 Inizan, 2000.

    61 Braemer et al2001: ص. 33.

    62 Inizan et al1997: الشكل رقم. 3. Di Mario, 1989.

    63 Inizan et al1997 .

    64 De Maigret, 1990.

    65 Leroi Gourhan, 1974.

    66 Inizan, Ortlieb, 1987: ثنية بشرية و حلزونية صغيرة مثقوبة تعدان العلامتان (الإشارتان) الوحيدتان المكتشفتان في هذا الضريح (القبر) الذي كان مجاورا لمواقع المساكن المؤرخ إحداها ب (100 BP - Gif-9488 /- + 7020).

    * Mégalithisme = هي كلمة يونانية megas بمعنى كبير, lithos بمعنى حجر, أي حجر ضخم غير منحوت يستخدم كثيراً في آثار عصور ما قبل التاريخ المشيدة بالحجارة الضخمة, والمقابر التلية / النصبية كنموذج لها وذلك خاصة في عصر البرونز في العالم القديم.

    67 Steimer-Herbet, 2004: إنها عبارة مستعملة عادة حتى لو لم تكن العديد من البنيات الحجرية الفوقية أحجار ضخمة قديمة.

    68 Braemer et al2001.

    69 De Maigret, 1999.

    70 Rougeulle, 1999, Steimer-Herbet, 2004.

    71 Khalidi, 2005 b.

    72 Fedele, Zaccara, 2005: الشكل رقم. 5.

    73 Inizan et al1992.

    74 Ekstrom, Edens, 2003: ص. 27.

    75 Braemer et al2001: الشكل رقم. 13.

    76 Inizan et al,1992, Roux, 2000.

    77 حلية معروضة في متحف عتق.

    78 بعثة عام 1989 في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

    79 RASAراسا ( البعثة الأمريكية) و هدور HDOR (البعثة الفرنسية).

    TABLE DES ILLUSTRATIONS

    Titre الشكل رقم 7- مساكن في طبقة طبيعية في وادي خاموما " Khamouma ". مكان المساكن مُشار إليه بالسهم.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-1.jpg
    Fichier image/, 232k

    Légende 1: رواسب غرينية (1،20 متر) 2: طبقة من الحصى الدقيقة (graviers recoupée) المقطوعة بواسطة المنازل، مطمورة بطبقة رسوبية بنية داكنة. 3: ترسبات صفراء 4: حشو بني 5: ترسبات كربونية مع قطع من الكربون 6: تربة محمرة أحمر برتقالي.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-2.jpg
    Fichier image/, 152k

    Titre الشكل ٩ – الجزء الأعلى لنصلة من الإوبسيديان، الحوه (الجوف).
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-3.png
    Fichier image/, 24k

    Titre الشكل ١٠ – رأس سهم وعشة من حجر الصوان، موقع الحوه (الجوف).
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-4.jpg
    Fichier image/, 24k

    Titre شكل رقم 11- سلاح ذو وجهين (ثنائي الوجه) تم تشذيبه بطريق الضغط "الجانبي"، الحوه.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-5.png
    Fichier image/, 59k

    Titre شكل رقم 12- رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح. 1: موقع "مَغي" في ساحل حضرموت.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-6.png
    Fichier image/, 33k

    Titre شكل رقم 12- رؤوس سهام ذات تشذيب مسطح. 2: منطقة "الحوه".
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-7.png
    Fichier image/, 41k

    Titre شكل رقم 13- رؤوس سهام ثلاثية ، منطقة "الحوه".
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-8.png
    Fichier image/, 25k

    Titre الشكل رقم 14ـ أدوات هندسية دقيقة مصنوعة من الاوبسيديان، شبوة.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...1701/img-9.png
    Fichier image/, 21k

    Titre الشكل رقم 15ـ قطع صغيرة (pièces esquillées ) مصنوعة من الصوان. جبل المخروق.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-10.png
    Fichier image/, 38k

    Titre شكل رقم 16 – المواقع الأثرية المذكورة في النص، ومصادر الاوبسيديان في جنوب الجزيرة العربية.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-11.png
    Fichier image/, 138k

    Titre شكل رقم 17- قبر القويد، شبوة . تصوير : ماري لويز اينزان.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-12.jpg
    Fichier image/, 180k

    Titre شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-13.jpg
    Fichier image/, 188k

    Titre شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-14.jpg
    Fichier image/, 140k

    Titre شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-15.jpg
    Fichier image/, 128k

    Titre شكل رقم 18 – مقبرة الرويك ، رملة السبعتين، تصوير ماري لويز اينيزان.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-16.jpg
    Fichier image/, 132k

    Titre شكل رقم 19- مَغي (حضرموت).
    Légende صفوف، لكتل صخرية توجد عليها منحوتات لحيوانات صغيرة لها قرون تم نحتها بالنقر، تصوير ماري لويز اينيزان.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-17.jpg
    Fichier image/, 556k

    Titre شكل رقم 20ـ أصداف بحرية مثقوبة. .1: Cauri
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-18.png
    Fichier image/, 26k

    Titre شكل رقم 20ـ أصداف بحرية مثقوبة. 2 : engina mendicaria
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-19.png
    Fichier image/, 15k

    Titre شكل رقم 21ـ خمس خرز من العقيق الأحمر Cornaline (جدران) تصوير: T. Steimer-Herbet.
    URL http://books.openedition.org/cefas/d...701/img-20.jpg
    Fichier image/, 85k
    AUTEUR
    د. ماري-لويز إينيزان
    © Centre français d’archéologie et de sciences sociales, 2009

    Conditions d’utilisation : http://www.openedition.org/6540

    الباب الأول – المستوطنات القديمة في عصور ما قبل التاريخ

    الباب الثالث – البيئة الجيولوجية
    LIRE
    ACCÈS OUVERT
    MODE LECTURE
    EPUB
    PDF DU LIVRE
    PDF DU CHAPITRE
    FREEMIUM

    Suggérer l'acquisition à votre bibliothèque
    ACHETER
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎