إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 23 رمضان 1439، 8 6 2018 (أمير المؤمنين ع والخوارج)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 23 رمضان 1439، 8 6 2018 (أمير المؤمنين ع والخوارج)

    الخطبة الاولى:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ... قال الامام أحمد الحسن ع في صفحته بتاريخ 13 6 2017 [ ... في صلاته تقفون خلفه لإيذائه،
    تقفون أمامه وترددون: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
    كفرتموه، شتمتموه.
    لم يعاقبكم.
    كان يَصبِر على جهلكم ويُصّبِر نفسه بقوله:
    فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ.
    عظم الله اجوركم ... ]

    ... ان شاء الله اليوم سأقرأ لكم الروايات التي تبين الكلمات التي بينها الامام ع، وكذلك حال الامام علي ع مع الخوارج...

    ٢٦٨٣ - تاريخ الطبري عن أبي رزين: لما وقع التحكيم ورجع علي من صفين رجعوا مباينين له، فلما انتهوا إلى النهر أقاموا به، فدخل علي في الناس الكوفة، ونزلوا بحروراء، فبعث إليهم عبد الله بن عباس، فرجع ولم يصنع شيئا. فخرج إليهم علي فكلمهم حتى وقع الرضا بينه وبينهم، فدخلوا الكوفة. فأتاه رجل فقال: إن الناس قد تحدثوا أنك رجعت لهم عن كفرك. فخطب الناس في صلاة الظهر، فذكر أمرهم، فعابه، فوثبوا من نواحي المسجد يقولون: لا حكم إلا لله. واستقبله رجل منهم واضع إصبعيه في أذنيه، فقال: (ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) (٣). فقال علي: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) تاريخ الطبري: ٥ / ٧٣، البداية والنهاية: ٧ / 285.

    ٢٦٨٤ - الإمام الصادق (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) كان في صلاة الصبح فقرأ ابن الكوا وهو خلفه: (ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين). فأنصت علي (عليه السلام)؛ تعظيما للقرآن حتى فرغ من الآية، ثم عاد في قراءته، ثم أعاد ابن الكوا الآية، فأنصت علي (عليه السلام) أيضا، ثم قرأ، فأعاد ابن الكوا فأنصت علي (عليه السلام)، ثم قال: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)، ثم أتم السورة، ثم ركع. تهذيب الأحكام: ٣ / ٣٥ / ١٢٧ عن معاوية بن وهب، المناقب لابن شهر آشوب: ٢ / ١١٣ من دون إسناد إلى المعصوم؛ المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٥٨ / ٤٧٠٤، السنن الكبرى: ٢ / ٣٤٨ / ٣٣٢٧ كلاهما عن أبي يحيى نحوه وليس فيهما " ابن الكواء ".

    يذكرنا بواقعنا اليوم... ٢٧٠٥ - الفتوح: سار علي (رضي الله عنه) حتى نزل على فرسخين من النهروان، ثم دعا بغلامه فقال له: اركب إلى هؤلاء القوم، وقل لهم عني: ما الذي حملكم على الخروج علي، ألم أقصد في حكمكم؟ ألم أعدل في قسمكم؟ ألم أقسم فيكم فيئكم؟ ألم أرحم صغيركم؟ ألم أوقر كبيركم؟ ألم تعلموا أني لم أتخذكم خولا، ولم أجعل مالكم نفلا؟ وانظر ماذا يردون عليك، وإن شتموك فاحتمل، وإياك أن ترد على أحد منهم شيئا. فأقبل غلام علي حتى أشرف على القوم بالنهروان، فقال لهم ما أمره به، فقالت له الخوارج: ارجع إلى صاحبك؛ فلسنا نجيبه إلى شيء يريده أبدا، وإنا نخاف أن يردنا بكلامه الحسن كما رد إخواننا بحروراء عبد الله بن الكواء وأصحابه، والله تعالى يقول: (بل هم قوم خصمون) (١)، ومولاك علي منهم، فارجع إليه وخبره بأن اجتماعنا هاهنا لجهاده ومحاربته، لا لغير ذلك. الفتوح: ٤ / ٢٦١.

    ( ... ودعاه إلى نفسه - فقال: قد دعا القوم إلى الحق! فقال علي (عليه السلام): إنهم إنما كادوكم، وأرادوا صرفكم عنهم. فقال الأشعث: والله، لئن لم تجبهم انصرفت عنك. ومالت اليمانية مع الأشعث، فقال الأشعث: والله، لتجيبنهم إلى ما دعوا إليه، أو لندفعنك إليهم برمتك ... ) تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٨٨ وراجع أنساب الأشراف: ٣ / 98 والعقد الفريد: 3 / 340 والفتوح: 3 / 180.

    هذا الخبر يبين بداية الاختلاف... ( ... قال: لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله عز وجل به في كتابه، تبعثون منكم رجلا ترضون به، ونبعث منا رجلا، ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه، ثم نتبع ما اتفقا عليه. فقال له الأشعث بن قيس: هذا الحق. فانصرف إلى علي فأخبره بالذي قال ... فقال الناس: فإنا قد رضينا وقبلنا. فقال أهل الشام: فإنا قد اخترنا عمرو بن العاص. فقال الأشعث وأولئك الذين صاروا خوارج بعد: فإنا قد رضينا بأبي موسى الأشعري. قال علي: فإنكم قد عصيتموني في أول الأمر، فلا تعصوني الآن، إني لا أرى أن أولي أبا موسى. فقال الأشعث، وزيد بن حصين الطائي، ومسعر بن فدكي: لا نرضى إلا به، فإنه ما كان يحذرنا منه وقعنا فيه. قال علي: فإنه ليس لي بثقة، قد فارقني، وخذل الناس عني، ثم هرب مني حتى آمنته بعد أشهر، ولكن هذا ابن عباس نوليه ذلك. قالوا: ما نبالي أنت كنت أم ابن عباس! لا نريد إلا رجلا هو منك ومن ... سواء، ليس إلى واحد منكما بأدنى منه إلى الآخر. فقال علي: فإني أجعل الأشتر. قال أبو مخنف:... أن الأشعث قال: وهل سعر الأرض غير الأشتر؟!... وهل نحن إلا في حكم الأشتر؟! قال علي: وما حكمه؟ قال: حكمه أن يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما أردت وما أراد. قال: فقد أبيتم إلا أبا موسى؟! قالوا: نعم. قال: فاصنعوا ما أردتم. فبعثوا إليه وقد اعتزل القتال، وهو بعرض (١)، فأتاه مولى له، فقال: إن الناس قد اصطلحوا. فقال: الحمد لله رب العالمين! قال: قد جعلوك حكما. ... ) ((مقتطفات)) من كتاب تاريخ الطبري: ٥ / ٥١، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٧، الفتوح: ٣ / ١٩٣ - ١٩٩؛ وقعة صفين: ٤٩٨ كلاهما نحوه.

    ( ... فخرج سعيد بن قيس فقال: يا أهل الشام! إنه قد كان بيننا وبينكم أمور حامينا فيها على الدين والدنيا، سميتموها غدرا وسرفا. وقد دعوتمونا اليوم إلى ما قاتلناكم عليه بالأمس، ولم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم، ولا أهل الشام إلى شامهم بأمر أجمل من أن يحكم بما أنزل الله، فالأمر في أيدينا دونكم، وإلا فنحن نحن، وأنتم أنتم. وقام الناس إلى علي فقالوا: أجب القوم إلى ما دعوك إليه؛ فإنا قد فنينا...
    أكلتنا الحرب وقتلت الرجال. وقال قوم: نقاتل القوم على ما قاتلناهم عليه أمس. ولم يقل هذا إلا قليل من الناس، ثم رجعوا عن قولهم مع الجماعة، وثارت الجماعة بالموادعة. فقام علي أمير المؤمنين فقال: إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب إلى أن أخذت منكم الحرب، وقد والله أخذت منكم وتركت، وأخذت من عدوكم فلم تترك، وإنها فيهم أنكى (١) وأنهك. ألا إني كنت أمس أمير المؤمنين، فأصبحت اليوم مأمورا، وكنت ناهيا فأصبحت منهيا، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون. ) وقعة صفين: ٤٨٣؛ الإمامة والسياسة: ١ / ١٣٦ نحوه، شرح نهج البلاغة: ٢ / 220.

    نتوقف عند هذا القدر، ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...

    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]





    ***





    الخطبة الثانية:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهُمَّ صل على مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ رَسُولِكَ إلى العالَمِينَ وَبِأخِيهِ وَابنِ عَمِّهِ الأنزَعِ البَطِينِ العالِمِ المُبِينِ عَلِيٍّ أمِيرِ المُؤمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ الإمامينِ الشَّهِيدَينِ وَبِعَلِيّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدِينَ وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ باقِرِ عَلمِ الأوَّلِينَ وَبِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ زَكِيِّ الصِّدِّيقِينَ وَبِمُوسى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ المُبِينِ وَحَبِيسِ الظَّالِمِينَ وَبِعَلِيِّ بنِ مُوسى الرِّضا الأمِينِ وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الجَوادِ عَلَمِ المُهتَدِينَ وَبِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ الصَّادِقِ سَيِّدِ العابِدِينَ وَبِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ العَسكَري وَليِّ المُؤمِنِينَ وَبِالخَلَفِ الحُجَّةِ صاحِبِ الأمرِ مُظهِرِ البَراهِينِ، وبأحمد ابن محمد وابنائة الأئمة المهديين حجج رب العالمين على الخلق اجمعين، صلوا عليهم وسلموا تسليما

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، ... (نكمل الموضوع الذي ابتدأناه في الخطبة الأولى)

    2601 - تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج الكندي: قيل لعلي بعدما كتبت الصحيفة: إن الأشتر لا يقر بما في الصحيفة، ولا يرى إلا قتال القوم.
    قال علي: وأنا والله، ما رضيت ولا أحببت أن ترضوا، فإذ أبيتم إلا أن ترضوا فقد رضيت، فإذ رضيت فلا يصلح الرجوع بعد الرضا، ولا التبديل بعد الإقرار، إلا أن يعصى الله عز وجل ويتعدى كتابه، فقاتلوا من ترك أمر الله عز وجل.
    وأما الذي ذكرتم من تركه أمري وما أنا عليه فليس من أولئك، ولست أخافه على ذلك، يا ليت فيكم مثله اثنين! يا ليت فيكم مثله واحدا! يرى في عدوي ما أرى؛ إذا لخفت علي مؤونتكم ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم، وقد نهيتكم عما أتيتم فعصيتموني، ... ) تاريخ الطبري: ٥ / ٥٩، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٩؛ الإرشاد: ١ / ٢٦٩ وفيه من " والله... "، وقعة صفين: ٥٢١ كلاهما نحوه.

    الرد على مسألة رفع المصاحف... ٢٥٨٠ - وقعة صفين عن عمر بن سعد: لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يدعون إلى حكم القرآن قال علي (عليه السلام): عباد الله! إني أحق من أجاب إلى كتاب الله، ولكن ... وابن أبي معيط، وحبيب بن مسلمة، وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال، وشر رجال. إنها كلمة حق يراد بها باطل، إنهم والله ما رفعوها أنهم يعرفونها ويعملون بها، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة. أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحق مقطعه، ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا. فجاءه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد شاكي السلاح، سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من السجود!! يتقدمهم مسعر بن فدكي، وزيد بن حصين، وعصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا علي! أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم. فقال لهم: ويحكم! أنا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب إليه، وليس يحل لي ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله، إني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن؛ فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم، ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم، وأنهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون. قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك. وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر ... ليدخله (١). ((مقتطفات)) وقعة صفين: ٤٨٩، المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ١٨٣ وفيه إلى " صحبتم رجالا "، بحار الأنوار: ٣٢ / ٥٣٢ / ٤٤٩؛ شرح نهج البلاغة: ٢ / ٢١٦ وراجع مروج الذهب: ٢ / ٤٠١ وتاريخ الطبري: ٥ / ٤٨ والكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٦ والبداية والنهاية: ٧ / 273.

    رد أخر من مالك الأشتر... ( ... فأقبل حتى انتهى إليهم فقال: يا أهل العراق! يا أهل الذل والوهن! أحين علوتم القوم ظهرا، وظنوا أنكم لهم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها! وقد والله تركوا ما أمر الله عز وجل به فيها، وسنة من أنزلت عليه (صلى الله عليه وآله)؟ فلا تجيبوهم، أمهلوني عدو الفرس؛ فإني قد طمعت في النصر. قالوا: إذن ندخل معك في خطيئتك، قال: فحدثوني عنكم؛ وقد قتل أماثلكم، وبقي أراذلكم، متى كنتم محقين؟ أحين كنتم تقاتلون وخياركم يقتلون! فأنتم الآن إذ أمسكتم عن القتال مبطلون، أم الآن أنتم محقون؟ فقتلاكم الذين لا تنكرون فضلهم، فكانوا خيرا منكم، في النار إذا! قالوا: دعنا منك يا أشتر، قاتلناهم في الله عز وجل، وندع قتالهم لله سبحانه، إنا لسنا مطيعيك ولا صاحبك، فاجتنبنا. فقال: خدعتم والله فانخدعتم، ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم. يا أصحاب الجباه السود! كنا نظن صلواتكم زهادة في الدنيا، وشوقا إلى لقاء الله عز وجل، فلا أرى فراركم إلا إلى الدنيا من الموت. ألا قبحا يا أشباه النيب الجلالة (١)! وما أنتم برائين بعدها عزا أبدا، فأبعدوا كما بعد القوم الظالمون! فسبوه، فسبهم، فضربوا وجه دابته بسياطهم، وأقبل يضرب بسوطه وجوه دوابهم، وصاح بهم علي فكفوا. تاريخ الطبري: ٥ / ٤٩، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٦ نحوه؛ وقعة صفين: ٤٩٠ وراجع الأخبار الطوال: ١٩٠ والفتوح: 3 / 186.

    ((مقتطفات)) من كتاب مع العبد الصالح ج1 للإمام أحمد الحسن (ع) [ أرجو منك أن تنصح الأنصار أن لا يفعلوا كما فعل جيش علي (ع) ... ، هم يأتونكم الآن بالأخلاق بعد أن أحسوا الهزيمة والخور، أخلاق يفتعلونها وهي أبعد شيء عنهم، يرفعون المصاحف على الرماح.
    قد حذرت منذ سنين من مسألة رفع المصاحف، فأرجو من الله أن يعصمكم من هكذا فتن، فهم اليوم وغداً سيرفعون المصاحف وسيتكلمون بالأخلاق بعد أن يحسوا بالخور والانهزام ... ، ولا ينخدع بأخلاقهم المفتعلة إلا عديم الأخلاق مثل الخوارج ]

    نختم بهذا الدعاء ان شاء الله... هو دعاء اليوم الثالث والعشرون من شهر رمضان:
    (اليوم الثالث والعشرين:اللّهمّ اغسلني فيه من الذّنوب وطهّرني فيه من العيوب وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين.) مفاتيح الجنان

    هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة 23 رمضان 1439، 8 6 2018 (أمير المؤمنين ع والخوارج)

    الرد على قول الخوارج (لا حكم إلا لله) بوجه من نصبه الله من قبل الإمام أحمد الحسن (ع)...

    [ ... إن علياً (ع) لما سمع قول الخوارج " لا حكم إلا لله "، قال (ع): (كلمة حق يراد بها باطل، نعم إنه لا حكم إلا لله، ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله، وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر).
    (وفي رواية أخرى أنه (ع) لما سمع تحكيمهم، قال: (حكم الله أنتظر فيكم (وقال) أمّا الإمرة البرة فيعمل فيها التقي، وأما الإمرة الفاجرة فيتمتع فيها الشقي إلى أن تنقطع مدته وتدركه منيته) ([172]).
    إن معنى هذا الشعار (لا حكم إلا لله): هو حاكمية الله، أي أن من يرفعه المفروض أنه لا يقبل إلا بحاكمية الله التي تتمثل بالقانون الإلهي والحاكم المعين من الله، فالمفروض أن من يرفع هذا الشعار يطالب بتطبيق القانون الإلهي وتمكين الحاكم المنصب من الله.
    هذا هو معنى هذه الكلمة (لا حكم إلا لله)، وهذا هو المفروض أن يكون مطلب من يرفعها شعاراً، ولكن الخوارج جاءوا بهذه الكلمة لنقض حاكمية الله، لقد رفعوها بوجـه علي (ع) بالذات وهو خليفة الله والوصي المنصب من الله، هم بحسب ظاهر الكلام لا يرفضون الله، فقط يرفضون علياً (ع)، ولكن لو تدبرنا موقفهم نجده تماماً كموقف إبليس الذي لم يرفض السجود لله بل كان طاووس الملائكة من كثرة العبادة ولكنه فقط رفض السجود لآدم (ع) خليفة الله.
    وجواب الإمام علي (ع) في نقض مرادهم هو الواقع الموجود، فمع وجود المجتمع الإنساني (الناس) لابد من وجود قانون وحاكم يقوم بتطبيق القانون؛ لتنظيم حياة هذا المجتمع، فإذا رفض القانون الإلهي والحاكم (البر، التقي) المنصب من الله جاء القانون الوضعي والحاكم الطاغوت (الفاجر) حتماً؛ لأن الواقع لا يخلو من أحدهما، قال (ع): (وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر). ... ] كتاب التوحيد للإمام أحمد الحسن (ع)

    [172]- نهج البلاغة : ج1 ص91.

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎