إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الاية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " وارتباطها بامامة الامام علي (ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فجرالاسلام
    عضو جديد
    • 23-05-2010
    • 35

    الاية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " وارتباطها بامامة الامام علي (ع)

    الآية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " وارتباطها بإمامة الإمام علي (ع)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    ﴿ إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا * يوفون بالنذر ويخافون من يوم كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولاشكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ﴾. (الإنسان / 5 – 12)

    الآيات المباركات من سورة الإنسان، وهي تحكي قصة نذر الإمام علي وزوجته الصديقة الزهراء عليهما السلام،

    تفسير مختصر للآيات وفيها إشارات لفضائل أهل البيت (ع)

    منزلة الأبرار

    قوله تعالى: ﴿ إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ﴾
    وصفتهم الآية بالأبرار الذين أشاد بهم الله عز وجل في العديد من الآيات، كما في قوله تعالى: ﴿ وتوفنا مع الأبرار ﴾(آل عمران / 193)، ﴿ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون ﴾(المطففين / 18 –28)

    والمتأمل في سورتي الإنسان والمطففين يجد التقارب في وصف الأبرار من جهات عديدة وكأنهما تحكيان حادثة واحدة.

    والأبرار جمع بر بفتح الباء، وهي صفة مشبهة من البر وهو الإحسان، أي أنهم يحسنون في أعمالهم من غير أن يريدوا نفعا يرجع إليهم من جزاء أو شكور، فهم يريدون الخير لأنه خير لا لأن فيه نفعا لهم. (الميزان ج20 ص124)
    والآية صفتهم بأنهم عباد الله أي أن عبوديته ترسخت فيهم فظهرت آثارها عليهم.

    الوفاء بالنذر

    ﴿ يوفون بالنذر ويخافون من يوم كان شره مستطيرا ﴾والمستطير أي المنتشر والبالغ غايته، والآية تجيب عمن يسأل: لماذا الله عز وجل رزقهم ذلك؟
    والجواب هو: لأنهم يوفون بالنذر وهو مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات لأن من وفى بما أوجبه هو على نفسه لوجه الله كان بما أوجبه الله عليه أوفى. (زبدة البيان للمقدس الأردبيلي ص424)

    المراد من الضمير في ﴿ على حبه ﴾

    ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ﴾الضمير في حبه يحتمل وجوها:
    الأول: الطعام، أي يطعمون الطعام مع اشتهائه والحاجة إليه، نظير قوله تعالى:﴿ وآتى المال على حبه ﴾(البقرة /177) ويكون معنى على أي مع كما في قوله تعالى: ﴿ إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ﴾ (الرعد /6) أي مع ظلمهم.
    روى البرقي بسند صحيح عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا (ع) في قول الله:﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ﴾ قال: قلت: حب الله أو حب الطعام، قال (ع): «حب الطعام». (المحاسن ج2 ص160 ح1436 / 72)
    وبناء عليه تكون الرواية تاكيدا لإيثارهم الشيء مع اشتهائهم إليه بسبب جوعهم.
    الثاني: الإطعام، أي يطعمون على حبهم للإطعام، من جهة أن الإطعام محبوب لله عز وجل. (زبدة البيان ص424)
    الثالث: الله سبحانه وتعالى، أي أن فعلهم وهو الإطعام صدر من جهة حب الله، وهو الباعث على فعلهم.
    والضمائر وإن تعددت معانيها ولكنها تؤول في النهاية إلى تقديم ما يحبه الله عز وجل على ما سواه، فمن يطعم الطعام على حب الطعام فإنه قد دفعه لذلك حب الله عز وجل، وكذلك من أطعم حبا للإطعام.

    الرفق بالأسير

    ونتوقف عند هذه الآية لبيان ما أولاه الإسلام بحق الأسير الكافر وما ندب إليه من الرفق به، لكي يعلم حجم الوحشية التي يقوم بها المجرمون اليوم في العراق وغيره، ومدى تنافي جرائمهم مع تعاليم الإسلام وأهل البيت (ع)، فقد روى الشيخ الطوسي بسند صحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن قول الله عز وجل: ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ﴾ قال:« هو الأسير، وقال (ع): الأسير يطعم وإن كان يقدم للقتل». (تهذيب الأحكام ج6 ص153 ح268 / 2، عنه منتهى المطلب ج2 ص932 الطبعة القديمة)
    وروى الكليني بسند صحيح عن زرارة عن أبي عبدالله (ع) قال:
    «إطعام الأسير حق على من أسره، وإن كان يراد من الغد قتله، فإنه ينبغي أن يطعم ويسقى ويرفق به، كافرا كان أو غيره». (الكافي ج5 ص35 ح2، عنه الجواهر ج21 ص131)
    وذكر فقهاء الإمامية أن الأسير الكافر لايعطى من الزكاة الواجبة (جواهر الكلام ج15 ص377)، ولكن يجوز أن يعطى من الصدقة المستحبة بل ذكر بعضهم استحباب إعطاء الزكاة للذمي عندما يكون في حاجة وضرورة (وسائل الشيعة ج9 ص409 ح3)، وهذا يعني حصول المتصدق على هذا الكافر الثواب، وهنا تتجلى إنسانية تعاليم الدين. نعم مما لاخلاف فيه أن إعطاء الصدقة للمؤمن أكثر ثوابا وفضلا.

    الإطعام لوجه الله

    ﴿ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولاشكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ﴾.
    وعبوسا أي مكفهرا تعبس فيه الوجوه، ووصف اليوم بالعبوس توسعا لما فيه من الشدة، وهذا كما يقال: يوم صائم وليل قائم، والقمطرير أي الشديد في الشر، والنضرة أي البهجة. (التبيان ج10 ص210، مجمع البيان ج10 ص617)
    روى الشيخ المفيد في الاختصاص ص151 عن العالم (ع) قال:
    "أما إن عليا لم يقل في موضع ﴿ إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولاشكورا ﴾ ولكن الله علم من قلبه أنما أطعم لله فأخبره بما يعلم من قلبه من غير أن ينطق به".
    وهكذا جاء في تفاسير أهل السنة عن مجاهد وسعيد بن جبير. (روح المعاني ج15 ص172، تفسير الطبري ج12 ص361)

    الفرق بالجزاء بين أهل البيت (ع) ونساء النبي (ص)

    قوله تعالى: ﴿ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ﴾. (الإنسان 12)
    قال الشيخ المفيد في الإرشاد ج1 ص178:
    "فقطع لهم بالجزاء ولم يشترط لهم كما اشترط لغيرهم لعلمه باختلاف الأحوال على ما بيناه".
    وفي كلامه إشارة لأزواج النبي (ص) اللائي حيث علق تميزهن الدنيوي والأخروي بمواصلتهن على التقوى، قال تعالى:﴿ يا نساء النبي (ص) لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ﴾.

    الآيات وارتباطها بإمامة الإمام علي (ع)

    أورد العلامة الحلي في كتابه الألفين هذه الآيات من جملة ما أورده من أدلة قرآنية على أهلية واستحقاق الإمام علي (ع) للخلافة دون غيره.
    طبعا العلامة الحلي لاينطلق من فراغ، فقد روى الشيخ الطوسي فيما احتج به أمير المؤمنين على اللجنة التي عينها عمر بن الخطاب لتحديد الخليفة من بعده أنه قال (ع):
    «فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته وولديه ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ﴾ إلى سائر ما اقتص الله تعالى فيه من ذكرنا في هذه السورة غيري؟» قالوا: لا. (الأمالي المجلس 20 ح1 ص550 ط مؤسسة البعثة)
    وكذلك روى الشيخ الصدوق احتجاج أمير المؤمنين على أبي بكر باستحقاق الخلافة بآيات وأحاديث منها قوله تعالى: ﴿ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ﴾. (الخصال ص 550 ح30)
    فما هو الوجه في هذه الآية والسورة على هذه الأهلية؟
    إن استحقاق الإمام علي (ع) إما بسبب النص النبوي الواجب اتباعه، والإمام علي (ع) قد احتج عليهم بنص الغدير، وطبعا النص لا يكون إلا لوجود مؤهلات، ولكن حيث أنه كلام النبي (ص) المأخوذ عن الله عز وجل فلا مجال لأحد من التخلف عنه.
    وإما الاستحقاق من جهة الكمالات والفضائل إذ يقبح تقديم صاحب المنقصة على صاحب الفضيلة، والإمام علي (ع) قد احتج عليهم بالسورة والآية من هذا الباب، فالسورة أثبتت للإمام علي (ع) أنه من الأبرار الذين يوفون بالنذر وكان عملهم خالصا لوجه الله تعالى، وهي فضائل غير اعتيادية، والقرآن الكريم يضع الأبرار في الموضع المتقدم الذي يدعو المؤمن أن يتوفاه الله معهم ويلحقه بهم، وهم من السمو والرفعة بحيث أن كتابهم في عليين، والإمام علي (ع) الذي كان في ذلك المقام الرفيع أجدر بأن يتبع، فالذي يكون في العلو يتبع ويسير المقتدون خلفه أما السافل فلا يلتفت إليه إلا من كان على شاكلته من ذوي النفوس المنحطة.
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    #2
    رد: الاية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " وارتباطها بامامة الامام علي (ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس بعسير ، ولكن أن تعطي طعامك ثلاثة أيام لِأسير ، وابن سبيل ، ومسكين ، وتطوي جائعاً . كما فعل الإمام علي (ع) هو الأمر العسير . أن تعيش حياتك من اجل إسعاد الناس ورفع الحيف والظلم عنهم هو الأمر العسير . أن تعطي في سبيل الله كما أعطى الإمام الحسين (ع) هو الأمر العسير .

    شكرا على الموضوع وننتظر منك المزيد
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

    Comment

    • نجمة الجدي
      مدير متابعة وتنشيط
      • 25-09-2008
      • 5279

      #3
      رد: الاية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " وارتباطها بامامة الامام علي (ع)

      نعم هي اخلاق ال البيت ع .. وعلى راسها الايثار

      (قال موسى (ع): يا رب أرني درجات محمّد وأمته!

      قال: يا موسى! إنَّك لن تطيق ذلك، ولكن أريك منزلة من منازله جليلة عظيمة، فضّلْتُه بها عليك وعلى جميع خلقي.

      فكشف له عن ملكوت السماء، فنظر إلى منزلةٍ كادت تتلف نفسه من أنوارها وقربها من اللَّه عزَّ وجلَّ!!

      قال: يا ربّ بماذا بلغته هذه الكرامة؟

      قال: بخُلق اختصصته به من بينهم وهو الإيثار.

      يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتاً من عمر إلاَّ استحييتُ من محاسبته، وبوّأته من جنَّتي حيث يشاء)).


       (ريّ شهري / محمد / ميزان الحكمة/ 1: 5).
      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎