إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

فمن ادعى المشاهدة ..

Collapse
This topic is closed.
X
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابو محمد بغدادي
    موقوف
    • 17-02-2010
    • 789

    فمن ادعى المشاهدة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم>>
    اللهم صل على محمد وءال محمد المعصومين>>
    > >
    ورد عن مولانا الامام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في حديثه عن قائم آل محمد صلوات الله عليه :>>
    > >
    الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 340>>
    عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه . >>
    > >
    > >
    ففي هذه الرواية بيان تفصيلي وهام فيما سيقع على الامام الحجة عليه السلام من الغيبة وهي غيبتان : اولاهما يقول عنها صادق العترة عليه السلام قصيرة لا يعلم مكان الحجة فيها الا خاصة شيعته ..>>
    > >
    ومن الواضح بل الواقع ان الاولى حدثت وكان الخاصة الذين يعلمون مكانه فيها هم من تشرفوا بلقاء الامام والسفارة عنه الى شيعته وكان من ابرزهم العمري وابنه و بن روح النوبختي والسمري >>
    > >
    وعند انتهاء دور السفارة واللقاء والاتصال بالامام الحجة عليه السلام بموت السمري آخر السفراء عليهم الرحمة والرضوان جميعا كان قد خرج على يديه آخر التوقيعات وهو بيان من صاحب الغيبة صلوات الله عليه بانتهاء القصرى وابتداء الطولى الى وقت الاذن الالهي بالظهور والقيام .. >>
    > >
    وكان نص البيان كالتالي :>>
    > >
    كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 516>>
    حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : " بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية ( التامة ) فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي ( من ) شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيك من بعدك ؟ فقال : لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه .>>
    > >
    ورواه عن جماعة عن بن بابويه عن ابي محمد المكتب باختلاف يسير وضعناه بين قوسين كل من :>>
    > >
    الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 395>>
    الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي - ص 603 - 604>>
    الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج 3 - ص 1128 - 1129>>
    مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 8 - ص 8 - 9>>

    > >
    ومن الملاحظ بمجرد الاطلاع على توقيع البيان الصادر من الامام عليه الصلوات ان الفرق بين الغيبة الصغرى والاخرى التامة التي وقعت بموت السمري هو انقطاع دور السفارة والاتصال واللقاء ومن هنا اطلق الامام عليها التامة والتمام معروف ومعلوم أي كاملة من كل جهة من جهات الاتصال بالامام التي كانت الغيبة القصرى تتميز به .. >>
    > >
    ومما يتوضح من التوقيع الشريف ايضا كذب وافتراء كل من يدعي المشاهدة وهي شاملة لجهات الاتصال بالامام فاللقاء أوالسفارة أوالنيابة كلها تستلزم المشاهدة للحجة صلوات الله عليه وذلك كله منكر من الامام الى حين خروج السفياني والصيحة كلاهما بل يوصف بالكذب والافتراء كما قال الامام الحجة صلوات الله عليه ..>>
    > >
    فالمتابع لقضية دعوى الامامة اليمانية لصاحبها احمد اسماعيل ماذا يجد : >>
    يجد بوضوح دعوى السفارة والنيابة عن الامام الحجة صلوات الله عليه ولكنه لا يجد أي وضوح او ظهور للعلامتين اللتان هما شرط التصديق كما قال الامام عليه السلام وهما خروج السفياني والصيحة .. >>
    > >
    فكيف يجيبنا احمد اسماعيل الملقب " احمد الحسن " عن هذا الاشكال الكبير ...؟>>
    > >
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    #2
    رد: فمن ادعى المشاهدة ..

    أسال هل إن رواية علي بن محمد السمري محكمة أم متشابهة ؟ . فإن قلت محكمة بينة المعنى ، أقول لقد صنف كثير من العلماء معاني كثيرة في فهمها ، منهم السيد مصطفى الكاظمي (رحمه الله) والسيد الصدر (رحمه الله) وغيرهم . وهذا يدل على عدم وضوح معناها لهم بشكل لا يقبل اللبس فلا تكن محكمة بل متشابهة ، فهل يمكن انك وقعت في فهم خاطئ للرواية ؟ ثم ألا تعلم انه توجد روايات محكمة بينة المعنى دالة على وجود سفير قبل قيام الإمام ، وهي كثيرة جداً وهذا مثال منها ، فقط للذكرى ، عن الباقر (ع) (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب – و أوما بيده إلى ناحية ذي طوى حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلا ، فيقول : كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة ، فيشيرونله إليهم ، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ، ويعدهم الليلة التي تليها) النعماني ص187
    وفي قصة الجزيرة الخضراء التي نقلها ثقاة من علماء الشيعة ورواها كبار علماء الشيعة في مصنفاتهم (ومنهم الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص 172 ، والسيد نور الله التستري في مجالس المؤمنين ج1 ص78 ، والشيخ علي الحائري في إلزام الناصب ج2 ص85 ، والمقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة ص729 ، والفيض الكاشاني في نوادر الأخبار ص 300 والشهيد الأول محمد بن مكي ، والسيد هاشم البحراني في تبصرة الوالي في من رأى القائم المهدي {عليه السلام} . ومنهم العلامة الميرزا الرضا الاصفهاني في تفسير الأئمة لهداية الأمة ، ومنهم الحر العاملي في إثبات الهداة ج7 ص 371 ، ومنهم المحقق الكركي ، ومنهم مؤسس المدرسة الأصولية الوحيد البهبهاني في بحث صلاة الجمعة ص221 ، والسيد عبد الله شبّر في جلاء العيون ، ومنهم السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات والمقامات في الفوائد الرجالية ج3 ص 136)ينقل بيان لرواية علي بن محمد السمري عن الإمام المهدي (ع) هذا نصه (( فقلت يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أنه روي عن صاحب الأمر ع أنه قال لما أمر بالغيبة الكبرى من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف وفيكم من يراه فقال صدقت إنه ع إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته و غيرهم من فراعنة بني العباس حتى إن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره و في هذا الزمان تطاولت المدة و أيس منه الأعداء و بلادنا نائية عنهم و عن ظلمهم و عنائهم و ببركته ع لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول إلينا )) بحار الأنوار ج : 52 ص : 172 .



    فكيف يرجع المحكم إلى المتشابه ؟ !!! ، وكيف يضرب بالمحكم عرض الجدار ؟!!! ، قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ )
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

    Comment

    • المدير العام
      مدير عام المنتدى
      • 17-09-2008
      • 879

      #3
      رد: فمن ادعى المشاهدة ..

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

      لقد بحثنا هذه الرواية الشريفة باستفاضة
      وسانقل ان شاء الله من كتاب جامع الادلة للاستاذ الدكتور ابي محمد الانصاري
      ليكون جوابا شافيا لكل طالب حق
      والله المستعان
      من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
      نقلا عن التوراة:


      1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
      4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


      Comment

      • المدير العام
        مدير عام المنتدى
        • 17-09-2008
        • 879

        #4
        رد: فمن ادعى المشاهدة ..

        الاعتراض بتوقيع السمري وتقولات أخرى
        على الرغم من كون التوقيع متشابه الدلالة كما يتضح لكل من يقرؤه، إلا أن المعاندين، وقد أعيتهم الحيلة أمام أدلة الدعوة، تشبثوا بهذا التوقيع كما يتشبث الغريق بقشة، في محاولة التفاف فاشلة على أدلة الدعوة الهدف منها ليس النقض على الدعوة، فهم يعرفون تماماً أن التوقيع لا يحقق غرضهم، وإنما لإحاطة الحديث عن الدعوة الشريفة بسياج من الشبهات والإثارات النفسية لإبعاد الناس عنها ودق إسفين بينهم وبينها.
        ولننظر الآن في كلمات بعض أهم من تحدثوا عن التوقيع الشريف لنرى مقدار التضارب الحاصل في أفهامهم مما يعزز ما سبق أن أشرنا إليه من تشابه التوقيع.
        1- يعلق العلامة المجلسي في بحار الأنوار - ج 52 - ص 151 بعد أن ينقل التوقيع الشريف قائلاً: (( بيان : لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه عليه السلام إلى الشيعة ، على مثال السفراء لئلا ينافي الأخبار التي مضت وستأتي فيمن رآه عليه السلام والله يعلم )).
        وقوله : ( لعله ...الخ ) واضح في أنه يحتمل هذا المعنى احتمالاً ولا يقطع به ، وواضح أيضاً إنه إنما ذهب هذا المذهب هروباً مما اعتبره تعارضاً بين مفاد التوقيع الذي ينفي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة وما دلت عليه الأخبار من حصول المشاهدة لأناس كثيرين جداً.
        2- و قال الميرزا النوري في جنة المأوى / بحار الأنوار - ج 53 – ص318-325: (( روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الحسن بن أحمد المكتب والطبرسي في الاحتجاج مرسلا أنه خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري : يا علي بن محمد السمري اسمع أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وما بين ستة أيام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد الأمد ، وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة ، فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
        وهذا الخبر بظاهره ينافي الحكايات السابقة وغيرها مما هو مذكور في البحار والجواب عنه من وجوه :
        الأول : أنه خبر واحد مرسل ، غير موجب علما ، فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل ومن بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره عليه السلام ، فكيف يجوز الإعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله ، وهو الشيخ في الكتاب المذكور كما يأتي كلامه فيه ، فكيف بغيره والعلماء الأعلام تلقوها بالقبول ، وذكروها في زبرهم وتصانيفهم ، معولين عليها معتنين بها
        الثاني : ما ذكره في البحار بعد ذكر الخبر المزبور ما لفظه : لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة ، وإيصال الأخبار من جانبه إلى الشيعة على مثال السفراء لئلا ينافي الأخبار التي مضت وسيأتي فيمن رآه عليه السلام والله يعلم .
        الثالث : ما يظهر من قصة الجزيرة الخضراء ، قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل المازندراني : فقلت للسيد شمس الدين محمد وهو العقب السادس من أولاده عليه السلام : يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر عليه السلام أنه قال : لما أمر بالغيبة الكبرى : من رآني بعد غيبتي فقد كذب ، فكيف فيكم من يراه ؟ فقال : صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته ، وغيرهم من فراعنة بني العباس ، حتى أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره ، وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء ، وبلادنا نائية عنهم ، وعن ظلمهم وعنائهم ، الحكاية . وهذا الوجه كما ترى يجري في كثير من بلاد أوليائه عليهم السلام.
        الرابع : ما ذكره العلامة الطباطبائي في رجاله في ترجمة الشيخ المفيد بعد ذكر التوقيعات المشهورة الصادرة منه عليه السلام في حقه ما لفظه : وقد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبرى ، مع جهالة المبلغ ، ودعواه المشاهدة المنافية بعد الغيبة الصغرى ، ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن ، واشتمال التوقيع على الملاحم والإخبار عن الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله وأولياؤه بإظهاره لهم ، وأن المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام عليه السلام ويعلم أنه الحجة عليه السلام حال مشاهدته له ، ولم يعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك . وقال رحمه الله في فوائده في مسألة الإجماع بعد اشتراط دخول كل من لا نعرفه : وربما يحصل لبعض حفظة الأسرار من العلماء الأبرار العلم بقول الإمام عليه السلام بعينه على وجه لا ينافي امتناع الرؤية في مدة الغيبة ، فلا يسعه التصريح بنسبة القول إليه عليه السلام فيبرزه في صورة الإجماع ، جمعا بين الأمر بإظهار الحق والنهي عن إذاعة مثله بقول مطلق ، انتهى . ويمكن أن يكون نظره في هذا الكلام إلى الوجه الآتي ... إلى أن يقول:
        السادس: أن يكون المخفي على الأنام ، والمحجوب عنهم ، مكانه عليه السلام ومستقره الذي يقيم فيه ، فلا يصل إليه أحد ، ولا يعرفه غيره حتى ولده ، فلا ينافي لقاءه ومشاهدته في الأماكن والمقامات التي قد مر ذكر بعضها ، وظهوره عند المضطر المستغيث به ، الملتجئ إليه التي انقطعت عنه الأسباب وأغلقت دونه الأبواب )) انتهى.
        واضح إن الميرزا النوري يركز على دلالة واحدة يراها ظاهرة في التوقيع هي المتعلقة بالمشاهدة بمعنى الرؤية البصرية أو اللقاء، وما يسوقه من دلالات أو وجوه يستهدف صرف التوقيع عن هذه الدلالة التي يراها معارضة لما دلت عليه الأخبار من تحقق الرؤية، بل إنه في النقطة الأولى من الفائدة الأولى لا يتوانى عن نفض يده من مضمون التوقيع عبر التذكير بكونه خبراً مرسلاً لم يعمل به ناقله وهو الشيخ الطوسي ولا يقوى بالنتيجة على معارضة الأخبار الكثيرة التي حظيت بالعناية والقبول من طرف الكثيرين. أما في النقطة الثانية فالميرزا يقتبس كلام العلامة المجلسي حرفياً ليدلل على أنه شأنه شأن العلامة لا يذهب إلى القول بأن المشاهدة التي يمنعها التوقيع هي المقترنة بادعاء السفارة إلا على سبيل الاحتمال الذي يُلجأ إليه لدفع المعنى الظاهر لتعذر القبول به. فالميرزا والعلامة بكلمة أخرى لا يريدان من كلامهما تقرير معنى يتعلق بانعدام السفارة في الغيبة الكبرى، فهما وإن كانا يقولان بهذا المعنى على سبيل الاحتمال، إلا أنهما – كما هو واضح – لا يقولان به على أنه المقصود الأول والمحدد لكلامهما، فالقول بانتفاء السفارة ليس مقصوداً من طرفهما بذاته ولذاته، وإنما جاء في معرض النقض على من يمكن أن يذهب إلى امتناع المشاهدة بدلالة التوقيع. فكأنهما يعترضانه بالقول : إذا كنت تصر على أن المقصود من التوقيع هو نفي المشاهدة بمعنى الرؤية البصرية فعليك أن تثبت عدم إمكان أن يكون المقصود هو ادعاء المشاهدة المقترن بادعاء السفارة، فنحن على الأقل نحتمل هذا المعنى احتمالاً، ولا يسعك والحال هذه إلا أن تنقض هذا الاحتمال لتثبيت مدعاك.
        إن ملاحظة الجانب السلبي النقضي في توجيه العلامة والميرزا يعززها عدم اكتفائهما بهذا التوجيه، وصيرورتهما ولاسيما الميرزا إلى وجوه أخرى يُحتمل أن يكون التوقيع قاصداً لها.
        والآن ماذا يعني كونهما لم يقصدا بالذات الدلالة التي يستشف منها انتفاء السفارة في الغيبة الكبرى؟
        الأكيد في هذا الصدد إن أحداً لا يسعه الزعم بأنهما يقطعان بانتفاء السفارة في الغيبة الكبرى اعتماداً على ما ورد هنا من توجيه للتوقيع الشريف، ولا يمكنه أن يقطع بالتأكيد أنهما لن يتراجعا عن هذا القول ليقولا إنهما لم يكونا في معرض تحقيق هذا المعنى تحديداً، وإنما أبرزاه في مقام النقض على من يذهب إلى أن دلالة التوقيع هي تكذيب مدعي الرؤية، والنقض كما هو معروف لا يستلزم التقدم بجواب إيجابي مُتحقق منه، بل يكفي فيه اعتراض المعنى المنقوض عليه بدلالة يزعم الناقض كونها محتملة، ولا يلزمه تقديم البرهان على أنها هي المرادة تحديداً إذ يكفيه في مقام النقض كونها محتملة، وعلى من يتقدم بدلالة إيجابية، أو كان في مقام الحل أو تحديد معنى معيناً، عليه أن يبرهن على عدم إمكان الدلالة الناقضة.
        ومن جهة أخرى يمكننا فهم أن من يحاول النقض على معنى ما فأن غايته هي نفس النقض، أو نفس سلب المعنى الإيجابي الذي يقول به الآخر ( أو يُتصور إنه يمكن أن يقول به أو يفهمه من خطاب ما )، وعلى هذا لابد أن يكون واضحاً إن من ينقض مستعد دائماً للتنازل عن المعنى الذي ذهب إليه في نقضه في حال تحصل على معنى آخر يحقق مراده النقضي، وكان هذا المعنى الجديد أكثر قوة، أو أقدر على منع الخصم من توجيه الطعن له أو توهينه. فإن إمكانية الطعن في النقض أو توهينه وإن كان لا يلغي احتماليته غير أنه يضعف النقض في الوقت نفسه من تحقيق أكبر غاياته وهي إعدام المعنى المنقوض.
        وليس من شك في أن النقض الموجه هنا يمكن توهينه بمطالبة صاحب النقض بالدليل القطعي على انتفاء السفارة، وهو منعدم كما هو معروف، وعليه تبقى الدلالة الإيجابية المفترضة حاضرة وعالقة بالأذهان، لا يسع النقض سوى التخفيف من أثرها لا محوه كلياً ولا حتى تضعيفه إلى حد كبير.
        وسنرى في مستقبل البحث إن المعنى الجديد المشار إليه ممكن التحصيل.
        وبالعودة إلى ما ذكره الميرزا النوري نلاحظ أنه يسوق نقضاً آخر في إطار ذكره قصة الجزيرة الخضراء مفاده إن امتناع المشاهدة كان لوقت محدد فهو عليه السلام ( إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته ، وغيرهم من فراعنة بني العباس ، حتى إن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره ، وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء ، وبلادنا نائية عنهم ، وعن ظلمهم وعنائهم ، الحكاية . وهذا الوجه كما ترى يجري في كثير من بلاد أوليائه عليهم السلام ).
        أقول هذا التوجيه لدلالة التوقيع يُسقط الفكرة السابقة المنبنية على انعدام السفارة في الغيبة الكبرى، بحيث يمكن التمسك به في معرض النقض على من يصر على أن التوقيع يراد منه انعدام السفارة، هذا علاوة على دلالته الواضحة على أنهم قد اختلفوا في تحديد المراد من المشاهدة، فالتوجيه الذي بين أيدينا يحددها بالرؤية البصرية واللقاء، ويذهب إلى أن المنع لم يكن مطلقاً بل كان لفترة محددة، هي الفترة الموصوفة بكثرة الأعداء، فالأمر إذن لا علاقة له بالسفارة، ولا يتناقض مع الأخبار الواردة في حصول المشاهدة واللقاء بالإمام (ع).
        وفي النقطة الرابعة ينقل الميرزا رأياً مختلفاً ذهب إليه العلامة الطباطبائي هو ( أن المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام عليه السلام ويعلم أنه الحجة عليه السلام حال مشاهدته له ). وهذا الرأي لا يتعرض لمسألة السفارة، ولا يرى في التوقيع ما يدل على انتفائها.
        أما النقطة السادسة فتوجه التوقيع على أن المراد من المشاهدة المنتفية هو (أن يكون المخفي على الأنام ، والمحجوب عنهم ، مكانه عليه السلام ومستقره الذي يقيم فيه ، فلا يصل إليه أحد ، ولا يعرفه غيره حتى ولده ). وهذا التوجيه بدوره لا يتعرض لمسألة السفارة لا من قريب ولا من بعيد.
        من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
        نقلا عن التوراة:


        1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
        4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


        Comment

        • المدير العام
          مدير عام المنتدى
          • 17-09-2008
          • 879

          #5
          رد: فمن ادعى المشاهدة ..

          3- وفي رجال الخاقاني للشيخ علي الخاقاني / ص 177 - 178 ، قال: (( وروى إبراهيم بن هشام قال كنت في مدينة السلام في السنة التي توفى فيها علي بن محمد السمري فحضرته قبل وفاته بأيام فاخرج إلى الناس توقيعا نسخته " بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري أعظم الله اجر اخوتك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع امرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره - وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي بعدي من شيعتي من يدعى المشاهدة الا فمن يدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم قال : فانتسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له : من وصيك ؟ فقال : لله أمر هو بالغه ، وقبض رحمه الله - وهو آخر كلام سمع منه رضي الله عنه وأرضاه فكانت الغيبة الصغرى أربعا وسبعين سنة ثم وقعت بعد ذلك الغيبة الكبرى التي نحن فيها نسأل الله جل شانه ونضرع إليه أن يعجل فرجه وفرجنا به ولعل ما نفاه - عليه السلام من دعوى المشاهدة وان المدعى كذاب مفتر إنما هو دعوى المشاهدة متى شاء على الاستمرار كما كان للأبواب الأربعة مخافة الانتحال لجمع الأموال لا ما قد يقع لبعض الصلحاء الأبرار أو المتحيرين في القفار من المشاهدة بعض الأحيان مع المعرفة له صلوات الله عليه وعلى آبائه أو بدونها. قال الشيخ رحمه الله وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل )).
          وهنا نصادف توجيهاً جديداً لدلالة التوقيع يختلف عن كل ما تقدم، وفيه أن التكذيب يقع على من يدعي المشاهدة (متى شاء على الاستمرار كما كان للأبواب الأربعة مخافة الانتحال لجمع الأموال لاما قد يقع لبعض الصلحاء الأبرار أو المتحيرين في القفار من المشاهدة بعض الأحيان مع المعرفة له صلوات الله عليه وعلى آبائه أو بدونها ). أقول يفهم من كلام الشيخ الخاقاني إنه لا يرى ضيراً حتى في ادعاء السفارة إن كانت بنحو مختلف عن المعروف في الغيبة الصغرى؛ أي سفارة لا تكون المشاهدة فيها (متى شاء على الاستمرار ) كما عبر.
          4- وفي كشف الغمة لابن أبي الفتح الإربلي - ج 3 - ص 347 : (( قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى أثابه الله وعفا عنه: إن قال قائل كيف يقول الطبرسي رحمه الله تعالى إنا لا نقطع على أن الإمام لا يصل إليه أحد إلى آخره ويلزمه القطع بذلك لأنه قال قبل هذا بقليل فيما حكاه عن توقيعاته عليه السلام " فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر" والذي أراه انه إن كان يراه أحد فقد علم منهم أنهم لا يدعون رؤيته ومشاهدته وان الذي يدعيها كذاب فلا مناقضة إذا والله أعلم )).
          المشاهدة المنفية بحسب الاربلي إذن هي تلك التي يذيع الشخص خبرها دون سواها. وهي هنا مطلق الرؤية البصرية كما لا يخفى، لا خصوص المقترنة بادعاء السفارة.
          5- وقال العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 53 ص 321 : (( وفي خبر علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي المروي في إكمال الدين وغيبة الشيخ ومسند فاطمة عليها السلام لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وفي لفظ الأخير أنه قال له الفتى الذي لقيه عند باب الكعبة ، وأوصله إلى الإمام عليه السلام : ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قال : الإمام المحجوب عن العالم ، قال : ما هو محجوب عنكم ولكن حجبه سوء أعمالكم . الخبر.
          وفيه إشارة إلى أن من ليس له عمل سوء فلا شئ يحجبه عن إمامه عليه السلام وهو من الأوتاد أو من الأبدال ، في الكلام المتقدم عن الكفعمي ، رحمه الله )).
          أقول وهذا توجيه جديد للعلامة المجلسي مفاده أن المشاهدة المنفية هي مطلق الرؤية البصرية لا خصوص المقترنة بادعاء السفارة كما سبق منه، ولكنه قصر النفي هنا على من كانت أعماله سيئة تحجب عنه رؤية الإمام (ع).
          6- وقال المحقق النهاوندي في كتابه ( العبقري الحسان ): (( لا معارضة بين توقيع السمري وقصص اللقاءات حتى يحتاج إلى الجمع ، لان التوقيع الشريف بصدد منع دعوى الظهور العلني للإمام ، وذكر المشاهدة في التوقيع بمعنى الظهور والحضور كما في الآية (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ).
          والقرينة على المعنى أمران: الأول قوله (ع): فلا ظهور إلا بعد الهرج والمرج، والفتنة والفساد . والثاني قوله (ع) ألا من ادعى المشاهدة – أي الظهور ، ظهور الإمام (ع) – قبل خروج السفياني والصيحة من علامات الظهور ، وعلى هذا لا تعارض أبداً بين التوقيع الشريف وبين الحكايات …)).
          أقول كلام المحقق النهاوندي يصرف المراد من المشاهدة إلى وجهة مختلفة، فالمشاهدة بحسبه يراد منها الظهور، ويستدل لهذا المعنى بالآية الكريمة (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ). أي من كان الشهر حاضراً أو ظاهراً له، ويقوي هذا المعنى بقرينتين يذكرهما في كلامه، وكلامه على أي حال أكثر متانة من كل ما سبقه.
          7- وعلق السيد الشهيد الصدر (رحمه الله) على هذا التوقيع الشريف تعليقاً طويلاً ننقل منه مقدار الحاجة، قال: (( إذن مدعي المشاهدة كاذب مزور في خصوص ما إذا كان منحرفاً ينقل أموراً باطلة عن الإمام المهدي (ع). وأما فيما سوى ذلك فلا يكون التوقيع الشريف دالاً على بطلانه . سواء نقل الفرد عن المهدي أموراً صحيحة بحسب القواعد الإسلامية أو محتملة الصحة على اقل تقدير ، أو لم ينقل شيئاً على الإطلاق )).
          وقال رحمه الله في موضع آخر:
          (( إذن فقد تحصل من كل ذلك أن الإشكال الذي ذكروه غير وارد على التوقيع ولا على أخبار المشاهدة وانه بالإمكان الأخذ به وبأخبار المشاهدة ولا يجب تكذيبهما إلا ما كان قائماً على الانحراف والخروج عن الحق …)) الغيبة الصغرى ص654.
          السيد الصدر إذن يرى التكذيب منصرفاً لخصوص الشخص المنحرف الذي ينقل أموراً باطلة.
          من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
          نقلا عن التوراة:


          1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
          4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


          Comment

          • المدير العام
            مدير عام المنتدى
            • 17-09-2008
            • 879

            #6
            رد: فمن ادعى المشاهدة ..

            8- وفي زمننا هذا، وبعد أن بدأت الدعوة اليمانية المباركة تستقطب القلوب، وتسحب البساط من تحت أقدام فقهاء الضلالة الذين اتخذوا الدين تجارة، دفعت حوزة النجف بعض المحسوبين على العلم ليكون رأس حربة في حربها الشعواء على الدعوة، وكان من بين أهم المتسربلين بزي رجال العلم الذين جندتهم حوزة النجف الشيخ محمد السند الذي كتب بحثاً بعنوان ( فقه علائم الظهور ) استدل فيه بالتوقيع الشريف على انتفاء السفارة في زمن الغيبة الكبرى بالصورة التالية:-
            استدل الشيخ بموضعين من هذا التوقيع على بطلان السفارة، كالأتي:
            الأول: -
            يمثله قوله (ع) (( فاجمع أمرك ولا توص لأحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة )) .وصورة استدلاله كانت على النحو الأتي : إن قوله وقعت الغيبة التامة ، وقع وصفاً للغيبة الكبرى ، وإذا كانت الغيبة الكبرى تامة فهذا يعني أن مقابلها ، أي الغيبة الصغرى لم تكن تامة ، فما الذي ميز بين الغيبتين فجعل الكبرى تامة والصغرى غير تامة ؟ .
            جواب الشيخ أن المائز هو وجود السفارة في الغيبة الصغرى ، وانعدامها في الكبرى . بمعنى أن انعدام السفارة في الغيبة الكبرى هو الذي أضفى عليها صفة التمامية .
            هذا الجواب مردود من عدة وجوه:
            1 – لا ينص التوقيع ، ولا توجد أية رواية عن أهل البيت (ع) تنص على انتفاء السفارة في زمن الغيبة الكبرى .
            2- استدلال الشيخ يدخل في باب التخرصات العقلية، وعبارة ( الغيبة التامة ) متشابهة الدلالة، فإن بالإمكان القول إنها تعني الغيبة التي يتحقق الغرض بها ويتم الظهور، فلا غيبة بعدها، وبعبارة أخرى الغيبة التي يتم فيها اكتمال غربلة الأمة وتمحيصها وإعداد أو فرز العشرة آلاف والثلاثمائة والثلاث عشر، فالمراد هنا من التمام هو تمام الغرض من الإختفاء ليتحقق بعدها الظهور والقيام وانتهاء الغيبة، وغيره من الوجوه.
            3- يمكن مقابلة أطروحة الشيخ بأطروحة أخرى تنقضها من الأساس؛ فإذا كانت وظيفة السفير في الغيبة الصغرى تتحدد بنقله تساؤلات واستفسارات القاعدة عبر ما اصطلح عليه بـ( التوقيعات ) ، فإن هذه الوظيفة توفر نوعاً من الإتصال غير المباشر بين الإمام وقاعدته ، الأمر الذي يضفي على غيبته صورة الغيبة غير التامة. وإذا كان لابد من إلتزام التمامية في الغيبة الكبرى فهذا الشرط يتحقق فيما لو أرسل الإمام (ع) رسولاً أو سفيراً بعد أن يكون قد زوده سلفاً بما يحتاج من علم لقيادة الناس، على أن يكون السفير هو القائد والموجه لحركة الجماهير، وينعدم تماماً أي اتصال بين الإمام والجماهير، وبهذه الطريقة تتحقق تمامية الغيبة ويبقى السفير موجوداً، والسفارة قائمة. ولعل القارئ يلاحظ أن هذه الأطروحة تنطوي على مساحة حركة أوسع، وتوفر شروط أمان أكبر للإمام، إذ يمكن للإمام – على سبيل المثال – أن يطلب من سفيره عدم التصريح بكونه سفيراً ويكتفي بممارسة عمله على وفق الخطة المرسومة له. ولاتنافي بين عدم التصريح وبين كون السفير سفيراً طالما كان العمل المنشود متحققاً، وبطبيعة الحال يمكن للخطة أن تتخذ منهجاً يقوم على أساس التصريح المطلق، أو المحدد بجماعة معينة، وغيرها من الوجوه.
            وبهذه الأطروحة يسقط استدلال السند ولو من باب ( إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال ). وعلى سبيل الاستطراد أقول إن السيد الصدر (رحمه الله) استدل بهذا الموضع أيضاً على انتفاء السفارة، وذهب إلى أن المستفاد منه انتفاؤها على مدى التأريخ! واللافت أنه ترك الأمر دون توضيح، فلم يذكر كيفية دلالة الموضع على ما ذهب إليه. والمظنون إن ماذهب إليه السيد واحدة من فلتات القلم التي قلما يسلم منها إنسان. إذ ما أن يصل الدور الى الموضع الثاني المتعلق بتكذيب مدعي المشاهدة حتى نجده يقدم أطروحة - يرجحها على ما عداها - تقول بإمكانية تصديق مدعي المشاهدة فيما لو أخبر بأمور معلومة الصحة، أو حتى محتملة أو ممكنة قياساً بالقواعد كما يعبر، وقد تقدم ذكر قوله، وهو كما يظهر يحتمل معنى السفارة، فالذي ينقل خبراً عن الإمام هو سفير بنحو من الأنحاء، ويكفي هنا أن يتحقق مسمى السفير ليتبين أن الإطلاق الذي قال به السيد الصدر متناقض.
            - الثاني:- يمثله قوله (ع) (( وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو مفتر كذاب )) .
            يقول السند: ((والظاهر من ادعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة، بقرينة السياق والصدور على يد النائب الرابع، حيث أمره بعدم الوصية لأحد أن يقوم مقامه)).
            ويرد عليه :
            1 – إن الظاهر من المشاهدة هو الرؤية البصرية لا ما زعمه.
            2 – إن قرينة السياق المزعومة لا حقيقة لها، ففي غيبة الطوسي - ص 395 : (( عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، قال : حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس سره ، فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : " بسم الله الرحمن الرحيم : يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا . وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ( ألا فمن ادعى المشاهدة ) قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " . قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيك من بعدك ؟ فقال : لله أمر هو بالغه وقضى . فهذا آخر كلام سمع منه رضي الله عنه وأرضاه )).
            أقول إن صدور التوقيع الشريف على يد السفير الرابع لا يعني بحال أن السفارة قد انتفت، فمن المعلوم إن السفير ليس هو من يعين الخلف له، وإنما مهمته هو إعلام الناس بمن يعينه الإمام (ع)، والإمام (ع) يمكنه بطبيعة الحال أن يعين سفيراً له دون أن يطلب من السفير السابق إذاعة خبره، لاسيما إذا اقتضت الحكمة ذلك، وسيأتي عند بيان أسباب الغيبة الكبرى إن الناس كانوا قد أعرضوا عن الإمام وعن سفرائه واستحقوا العقوبة التأديبية، ومنها عدم إذاعة شخص السفير لهم. وعلى أي حال يدل الخبر الذي نقله الطوسي في غيبته إن السفير الرابع حين سألوه عن وصيه قال: ( لله أمر هو بالغه )، ولم يقل لا سفير بعدي، كما هو المتوقع فيما لو كانت السفارة قد انتفت بموته. فالتمسك بالسياق في هذا الصدد تخرص واضح، وتشبث بالمتشابهات.
            بل إن مما يثير الاستغراب إن السند وهو يتحدث عن سياق صدور التوقيع على يد السفير الرابع ويرتب النتيجة الغريبة التي ذهب إليها، أقول مما يثير الاستغراب إنه لم يلتفت إلى أن معاصري السفير الرابع لم يفهموا من صدور التوقيع على يده ما فهمه السند، فجاءوا له بعد ستة أيام من نسخهم التوقيع وفي لحظات احتضاره يسألونه عن الوصي من بعده!؟
            3 – لو سلمنا جدلاً بأن المراد من المشاهدة هو السفارة، كما يزعم الشيخ السند ، فإن القضية المتمثلة بقوله (ألا فمن ادعى المشاهدة... الخ) هي قضية غير مسورة، وهي بالتالي بقوة الجزئية، ومحصلها: إن بعض من يدعى السفارة كذاب لا الجميع، لاسيما بوجود أخبار تدل على وجود السفير، وترجح بالتالي كون القضية غير المسورة قضية جزئية.
            4 – إن الظاهر من المشاهدة كما سبق القول هو الرؤية بالعين، وإنما فروا من هذا الظاهر ظناً منهم أنه يناقض ما ورد من أخبار فاقت حد التواتر – على حد تعبير السيد الصدر – عن أناس التقوا الإمام المهدي(ع).
            و الحقيقة إن التناقض المزعوم لا يعدو عن كونه وهماً، فكما أفاد الشيخ النهاوندي يراد من تكذيب مدعي المشاهدة خصوص من يدعي أن الإمام قد ظهر للعيان وأنه شاهده مع أن علامتي الظهور القريبتين (السفياني والصيحة) لم تقعا، فهذا وحده من ينصرف إليه التكذيب. فمدعي المشاهدة هو ذلك الشخص الذي يزعم إن بإمكان كل شخص أن يرى الإمام لأنه قد ظهر، مع أن الصيحة والسفياني لم يقع أي منهما. ولا أدري لماذا أغفل السند وسواه ذكر رأي الشيخ النهاوندي هذا.
            5- وردت روايات تدل على إمكان حدوث البداء في العلامات المحتومة من قبيل السفياني والصيحة، ففي كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني - ص 314 – 315: (( أخبرنا محمد بن همام ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الخالنجي ، قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، قال : " كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) فجرى ذكر السفياني ، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر : هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال : نعم . قلنا له : فنخاف أن يبدو لله في القائم . فقال : إن القائم من الميعاد ، والله لا يخلف الميعاد" )).
            وفي بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 542: (( حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن ضريس قال أبو جعفر عليه السلام: أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلنا لكم أن يكون ما أنت صانع قال قلت انتهي فيه والله إلى أمرك قال: فقال: هو والله التسليم وإلا فالذبح و أهوى بيده إلى حلقه )).
            من هذين الحديثين يتبين أن البداء قد يجري على العلامات المحتومة من قبيل السفياني والصيحة، وعليه فإن الحكم الذي أصدرته حوزتي النجف وقم دون دليل ولا دين سيطال محمد ذو النفس الزكية الذي سيرسله الإمام قبل قيامه بمدة قصيرة، ولعله والله أعلم سيكون سبب قتله على أيديهم، ولعله كذلك السبب في تكذيب الإثني عشر رجلاً الذين يجمعون على قول إنهم قد رأوه، فقد ورد في كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 285عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال: (( لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم )). وهذا الحديث أورده الكوراني في كتابه الاستدلالي عصر الظهور ص 253،ولكنه في معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ج 3 - ص 488 أورده بالصورة التالية : (( لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبهم ( فيكذبونهم ) )). وكأنه يريد القول إن الحيرة قد تملكته أخيراً – أي بعد انتشار خبر الدعوة اليمانية – ولم يعد يدري أي الروايتين أصح ؛ أ هي رواية ( يكذبهم ) أم ( يكذبونهم ) على الرغم من ورود رواية ( يكذبونهم ) في غيبة النعماني، وعلى الرغم من وضوح ضعف رواية (يكذبهم)، إذ المفروض إنهم يأتون القوم قبل خروج الإمام (ع) فالأولى أن يكذبونهم هم لا هو (ع) لاسيما وهي مسبوقة بحرف الفاء الذي يفيد الترتيب دون تراخي.
            والعجيب إن الكوراني نفسه بعد أن نقل هذه الرواية عن البحار ج52ص 244عن الإمام الصادق عليه السلام قال " لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم " ، قال معقباً ( ويبدو أنهم رجال صادقون بقرينة تعبيره عليه السلام عن اجماعهم على رؤيته ، وتعجبه من تكذيب الناس لهم ، أي عامة الناس . ويظهر أن رؤيتهم له عليه السلام تكون في تلك الفترة التي يظهر فيها في خفاء ليستبين ، فيعلو ذكره ويظهر أمره ). عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - ص 253 -254.
            وعلى أي حال الكوراني نفسه رجح أن يكون اليماني سفيراً للإمام (ع)، فقد قال في عصر الظهور ص 147: (( ولكن المرجح ان يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى أنها تحضى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام ، وأنها جزء مباشر من خطة حركته عليه السلام ، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه )).
            وقال في المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي / الكوراني ص652: (( وهنا سؤال عن سبب كون راية اليماني أهدى راية ، مع أن راية الخراساني وأهل المشرق موصوفة بأنها راية هدى، ومنهم شعيب بن صالح الذي يجعله المهدي× قائد جيشه العام، ومع أن الممهدين الإيرانيين لهم فضل السبق في التمهيد للمهدي ×وبهم يبدأ أمره ؟! والمرجح عندنا في الجواب: أن ثورة اليماني تحضى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي× فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه وأحاديث اليمانيين تركز على شخص اليماني وأنه: (يهدي إلى الحق ويدعو إلى صاحبكم ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو إلى النار) )). أقول اليماني قبل الصيحة ويرافق خروجه خروج السفياني، فخروج السفياني في رجب والصيحة في رمضان، وعلى هذا لابد أن القوم لن يصدقوا اليماني في دعوته وسفارته عن الإمام، وهو ما نراه بأم أعيننا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وسيعلم الذين ظلموا يماني آل محمد أي منقلب ينقلبون.
            من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
            نقلا عن التوراة:


            1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
            4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


            Comment

            • المدير العام
              مدير عام المنتدى
              • 17-09-2008
              • 879

              #7
              رد: فمن ادعى المشاهدة ..

              6- ورد عن حذلم بن بشير قال: قلت لعلي بن الحسين (ع): صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته؟ فقاليكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقتد، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي، ثم يخرج بعد ذلك) (غيبة الطوسي444).
              وهو واضح في ظهور الإمام (ع) قبل السفياني، الأمر الذي يطيح كلياً بما ورد في التوقيع.
              أخيراً أقول أين تذهبون مما ورد عن أبي جعفر (ع) : (( … فإذا حدثناكم بحديث فجاء على ما حدثناكم به ، فقولوا صدق الله ، وإذا حدثناكم بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به ، فقولوا : صدق الله ، تؤجروا مرتين )) غيبة النعماني ص305 .
              من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
              نقلا عن التوراة:


              1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
              4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


              Comment

              • المدير العام
                مدير عام المنتدى
                • 17-09-2008
                • 879

                #8
                رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                كلام للسيد أحمد الحسن (ع) بخصوص توقيع السمري
                قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7). كلامهم (ع) فيه متشابه كما إن كلام الله سبحانه وتعالى فيه متشابه وهذا ورد عنهم (ع) وما أحوجهم (ع) للمتشابه فيما يخص صاحب هذا الأمر (ع) وكما عبر الإمام الرضا (ع) (… إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم واخذ برقبة صاحب هذا الأمر (ع) ). قرب الإسناد ص380.
                وعن الرضا (ع) (من رد متشابه القرآن الى محكمه فقد هدي إلى صراط مستقيم ثم قال (ع) إن في أخبارنا محكم كمحكم القرآن ومتشابه كمتشابه القرآن فردوا متشابهها الى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا) وسائل الشيعة ج18 ص82 .
                فالإنسان غير المعصوم لو اخلص نيته لله سبحانه وتعالى وأراد الخوض في فهم كلامهم (ع) وبالخصوص في ما ورد عن قضية صاحب الأمر (ع) لربما وقع في سوء الفهم جملة وتفصيلا وإذا أصاب فهم أمر ما فقطعاً سيقع الخطأ منه في فهم أمر آخر لورود الباطل على عقله كونه غير معصوم. فما بالك فيمن يتعصب لأمر ويتحامل على أمر وهو يجهلهما معاً ولعل من خاض في رواياتهم (ع) يعلم انه حدث في يوم أن أحد الذين ظلموا أنفسهم كتب كتاباً في تفنيد القرآن الكريم فأرسل إليه الإمام (ع): (لعل المتكلم أراد شيئاً من كلامه غير الذي فهمته أنت ) فاتعظ هذا الشخص ومزق كتابه الباطل.
                فاسأل هذا السؤال أيضاً لكل من يكتب في قضية الإمام المهدي (ع) (لعل المتكلم (وهم الرسول والأئمة (ع) ) أراد شيئاً من كلامه غير الذي فهمته أنت ) ؟!.
                وهل أرجعت يا من تكتب في قضية الإمام (ع) متشابه كلامهم إلى محكم كلامهم ؟
                والآن أسال: هل إن رواية علي بن محمد السمري محكمة أم متشابهة ؟ فإن قلت محكمة بينة المعنى، أقول لقد صنف كثير من العلماء معاني كثيرة في فهمها ، منهم السيد مصطفى الكاظمي (رحمه الله) والسيد الصدر (رحمه الله) وغيرهم. وهذا يدل على عدم وضوح معناها لهم بشكل لا يقبل اللبس فلا تكون محكمة بل متشابهة ، فهل يمكن انك وقعت في فهم خاطئ للرواية ؟ ثم ألا تعلم انه توجد روايات محكمة بينة المعنى دالة على وجود سفير قبل قيام الإمام ، وهي كثيرة جداً وهذا مثال منها ، فقط للذكرى ، عن الباقر (ع) (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب – و أوما بيده إلى ناحية ذي طوى حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلا ، فيقول : كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة ، فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ، ويعدهم الليلة التي تليها) النعماني ص187 .
                وفي قصة الجزيرة الخضراء التي نقلها ثقاة من علماء الشيعة ورواها كبار علماء الشيعة في مصنفاتهم (ومنهم الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص 172 ، والسيد نور الله التستري في مجالس المؤمنين ج1 ص78 ، والشيخ علي الحائري في إلزام الناصب ج2 ص85 ، والمقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة ص729 ، والفيض الكاشاني في نوادر الأخبار ص 300 والشهيد الأول محمد بن مكي ، والسيد هاشم البحراني في تبصرة الوالي في من رأى القائم المهدي {عليه السلام} . ومنهم العلامة الميرزا الرضا الاصفهاني في تفسير الأئمة لهداية الأمة ، ومنهم الحر العاملي في إثبات الهداة ج7 ص 371 ، ومنهم المحقق الكركي ، ومنهم مؤسس المدرسة الأصولية الوحيد البهبهاني في بحث صلاة الجمعة ص221 ، والسيد عبد الله شبّر في جلاء العيون ، ومنهم السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات والمقامات في الفوائد الرجالية ج3 ص 136) ينقل بيان لرواية علي بن محمد السمري عن الإمام المهدي (ع) هذا نصه (( فقلت يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أنه روي عن صاحب الأمر ع أنه قال لما أمر بالغيبة الكبرى من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف وفيكم من يراه فقال صدقت إنه ع إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته و غيرهم من فراعنة بني العباس حتى إن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره و في هذا الزمان تطاولت المدة و أيس منه الأعداء و بلادنا نائية عنهم و عن ظلمهم و عنائهم و ببركته ع لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول إلينا )) بحار الأنوار ج : 52 ص : 172 .
                وإذا لم تكتفِ بهذا أقول من باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم : إن القاعدة العقلية التي يقرها القوم في المنطق والأصول هي : ( إن القضية المهملة بقوة الجزئية ) ، والقضية الموجودة في رواية السمري وهي (فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر) قضية مهملة فهي بقوة الجزئية ، أي تكون هكذا : (فبعض من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر) ، ولا توجد قرينة خارجية تفيد كليتها بل توجد قرينة خارجية دالة على جزئيتها وهي الروايات الدالة على إرسال الإمام المهدي (ع) من يمثله في فترة ما قبل القيام ومنها الرواية التي مرت ورواية اليماني وغيرها كثير.
                من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                نقلا عن التوراة:


                1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                Comment

                • المدير العام
                  مدير عام المنتدى
                  • 17-09-2008
                  • 879

                  #9
                  رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                  وليتضح الأمر اكثر وخصوصاً لمن لم يطلع على المنطق والأصول أقول : إن القضية أما تكون مسورة أو مهملة . والمسورة أما كلية أو جزئية ، (فإذا قلت : كل من يدعي المشاهدة … فهو كاذب ، فهذه قضية كلية لأنك بدأتها بكل ) . ( وإذا قلت : بعض من يدعي المشاهدة … فهو كاذب ، فهذه قضية جزئية لأنك بدأتها ببعض ) ، أما إذا أهملت القضية ولم تجعل لها سور كل أو بعض فهي تكون بقوة الجزئية فلا تفيد الكلية إلا إذا كانت هناك قرينة خارجية دالة على كليتها فإذا لم توجد هذه القرينة ووجدت قرينة على جزئيتها أصبحت هذه القضية جزئية ، والقضية أعلاه مهملة ولا توجد قرينة تدل على كليتها بل توجد قرينة تدل على جزئيتها ( وهي روايات الأئمة (ع) ) فيتحصل إنها جزئية ، وبهذا لا تدل رواية السمري على انقطاع السفارة لا من قريب ولا من بعيد ، والحمد لله وحده.
                  فكيف يرجع المحكم إلى المتشابه ؟ !!! ، وكيف يضرب بالمحكم عرض الجدار ؟!!! ، قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) (آل عمران: 7) .
                  ثم أسال: هل اليماني بعد الصيحة كما صرح بعض من كتب عن قضية الإمام (ع) ؟ إذن التفت : إن الصيحة في رمضان وخروج اليماني أي قيامه في رجب . فإذا كان بعد الصيحة أي في رجب الذي بعدها يكون خروج اليماني بعد قيام الإمام (ع) على أساس هذا الفهم الخاطئ لان قيام الإمام (ع) في محرم وشهر رجب يأتي بعد محرم وهذا بيّن .
                  من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                  نقلا عن التوراة:


                  1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                  4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                  Comment

                  • المدير العام
                    مدير عام المنتدى
                    • 17-09-2008
                    • 879

                    #10
                    رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                    وسبحان الله بعضهم يقول إننا مأمورون أن نكذب رسول الإمام المهدي (ع) مهما أوتي من العلم بحسب رواية السمري ، متناسين أن الأئمة (ع) بينوا إن الذي يأتي يعرف بالعلم (عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله و الأخرى يقال هلك في أي واد سلك قلت كيف نصنع إذا كان ذلك قال إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) غيبة النعماني ص173.[ نصيحة الى طلبة الحوزات العلمية والى كل من يطلب الحق].
                    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                    نقلا عن التوراة:


                    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                    Comment

                    • المدير العام
                      مدير عام المنتدى
                      • 17-09-2008
                      • 879

                      #11
                      رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                      والحمد لله وحده وحده وحده
                      من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                      نقلا عن التوراة:


                      1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                      4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                      Comment

                      • يوسف 313
                        عضو نشيط
                        • 16-02-2009
                        • 207

                        #12
                        رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                        [align=justify]
                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد بغدادي مشاهدة المشاركة
                        ومن الملاحظ بمجرد الاطلاع على توقيع البيان الصادر من الامام عليه الصلوات ان الفرق بين الغيبة الصغرى والاخرى التامة التي وقعت بموت السمري هو انقطاع دور السفارة والاتصال واللقاء ومن هنا اطلق الامام عليها التامة والتمام معروف ومعلوم أي كاملة من كل جهة من جهات الاتصال بالامام التي كانت الغيبة القصرى تتميز به ..

                        ومما يتوضح من التوقيع الشريف ايضا كذب وافتراء كل من يدعي المشاهدة وهي شاملة لجهات الاتصال بالامام فاللقاء أوالسفارة أوالنيابة كلها تستلزم المشاهدة للحجة صلوات الله عليه وذلك كله منكر من الامام الى حين خروج السفياني والصيحة كلاهما بل يوصف بالكذب والافتراء كما قال الامام الحجة صلوات الله عليه ..



                        هناك مثل عراقي عامي مشهور يقول: ( الما يعرف تدابيره حنطته ماكله شعيره ) ولهذا المثل قصة معروفة ... والبغدادي لسوء طالعه لم تبق لديه حنطة ولا شعير .. ورجع يتقمم سفاسف وفضالة السيستاني واتباعه ... حيث بعد ان خاب فاله في كل المواضيع التي شارك فيها جاء الان ليأخذ نصيبه من الاحتجاج برواية السمري ( رحمه الله ) فأقول:

                        1 - استدل البغدادي بلفظ ( التامة ) في حين ان هذا اللفظ جاء في احد النسخ والنسخة المعتمدة اللفظ هكذا ( فقد وقعت الغيبة الثانية ) وبغض النظر عن اي شيء .. فما دام ان هذا اللفظ مختلف فيه فلا يصلح للاستدلال ابدا .. لان الاستدلال فرع ثبوت النص ... هذه اول ردمة للبغدادي.
                        2 - نحن نعلم يقينا بأن الامام المهدي (ع) قد تشرف بلقاءه الكثير الكثير من العامة والخاصة وبهذا لا يمكن حمل الرواية على معنى اللقاء بل ولا على معنى اللقاء مع النقل .. وبهذا يكون معناها متشابها .. فلا يمكن ان يستدل بها على معنى معين .. لان الاستدلال بنص شرعي فرع احكام دلالته .. وقد يكون اقرب معنى للرواية ان من ادعى مشاهدة الامام المهدي (ع) ظاهرا قائما قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر ... اي ان الامام المهدي (ع) لا يقوم الا بعد الصيحة والسفياني .. والله العالم.
                        وعلى اي حال لا يسعنا في حال وجود رواية متشابهة الا رد علمها الى اهلها (ع).
                        3 - ثم نفس الرواية التي استهل بها البغدادي مشاركته .. تدل:
                        أ - ان النفي واقع على الاطلاع على مكان الامام المهدي (ع) اي الذي يسكنه او يستقر فيه .. لا نفي مطلق اللقاء والرؤية .. ( للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه ).
                        ب - ايضا نفس الرواية تدل على ان كلتي الغيبتين هناك من يتصل بالامام المهدي (ع) بل ويطلع على مكانه ..ففي الغيبة الصغرى قال الامام (ع): (الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته ) وفي الغيبة الثانية قال (ع): ( والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه ).
                        فالاستدلال بهذه الرواية على نفي اللقاء بالامام المهدي (ع) ينم عن الجهل المركب المخزي في نفس الوقت ... وهذا ما الفناه من البغدادي.
                        والحمد لله على نعمة العقل.

                        [/align]

                        Comment

                        • الاستشراقي
                          عضو جديد
                          • 20-06-2010
                          • 25

                          #13
                          رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                          الحمد الله رب العالمين
                          والصلاة والسلام على سيد عالم الانوار وعلى الاشباح الزاهره
                          اما بعد
                          التسوير لا ينحصر بالكل او البعض
                          فهناك تسوير مخصوص بالكلمه
                          وهناك تسوير اطاري يعني ياتي الجمله كامله وهو على نوعين
                          متقدم وتسوير متاخر
                          وهذه الجمله انما اكتسبت تسويرها من خلال ما تاخر من بيان
                          فان الاسستتار الموجود في ((قبل) خوج السفياني والصيحه)يفيد التسوير ربهذا
                          تصبح القضيه مسوره.
                          والحمد الله وحده الصلاه على من الانبي بعده سيد عالم الامر وعلى ابن عمه سيد عالم التدبيروعلى فاطمه سيدة عالم المقامات وعلى الحسن والحسين سيدا عالم القرابين وعلى الامه الهادين المهديين من والد الحسين

                          Comment

                          • اختياره هو
                            مشرف
                            • 23-06-2009
                            • 5310

                            #14
                            رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاستشراقي مشاهدة المشاركة
                            وهذه الجمله انما اكتسبت تسويرها من خلال ما تاخر من بيان
                            فان الاسستتار الموجود في ((قبل) خوج السفياني والصيحه)يفيد التسوير ربهذا
                            تصبح القضيه مسوره.
                            كيف تبين لك التسوير من هذه الجملة ؟؟؟؟ ممكن توضح ؟؟
                            يكون معناها بعض من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة ... ما الاشكال ؟؟
                            السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

                            Comment

                            • يوسف 313
                              عضو نشيط
                              • 16-02-2009
                              • 207

                              #15
                              رد: فمن ادعى المشاهدة ..

                              بما ان كلامنا في مسألة منطقية .. فيا حبذا لو يأتينا ( الاستشراقي ) بهذا القانون الجديد للسور الكلي .. والرجاء ان يكون مدعوما بالمصدر مع الصفحة.
                              فلا وقت لنا نصرفه بالرد على الاوهام التي لا اساس لها.

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎