إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • التسليم 10313
    عضو نشيط
    • 13-08-2011
    • 227

    وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً.

    ان نشأة علم النحو يكتنفها الكثير من الغموض والضبابية , وكل من خاض في هذا العلم وأراد أن يعرف الخطوات الأولى وخصوصا بعد رحيل المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) – على حد تعبيرهم بأن علم النحو ترجع جذوره للفترة التي تلت رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) – سيخرج بجملة من التساؤلات والاستفهامات التي لا يجد لها جوابا قطعيا , سوى بعض الآراء التي يدلو بها بعض النحاة على ان بدايات هذا العلم واضحة وتستند لدليل شرعي
    ودون اثبات هذه الآراء بدليل شرعي وقطعي "خرط القتاد "كما يقال .
    والغريب ان من يطالع نشأة علم النحو وبدايته سيجد تضارب في الأقوال سواء على مستوى اسباب نشأة هذا العلم او على مستوى تحديد الواضع لهذا العلم , وأني لأتعجب ان يعد هذا العلم قانونا – في الوقت الحاضر – وميزانا توزن فيه آيات كتاب الله (عزوجل) واحاديث رسله (عليه السلام) ويرد قوله سبحانه أو يؤول اذا ما عارض قاعدة من قواعد هذا العلم !! مع العلم ان أصله مختلف فيه – اسباب نشأته وواضعه ووو- وكل هذا ومازال بعض المتعلمين ينظرون له على انه علم مقدس ومحترم وبه حفظت الشريعة من التحريف .
    لذلك سنسلط الضوء على بدايات هذا العلم – ولا اسلم على انه علم كما سيأتي بيانه - وأصوله لنعرف قيمة هذا العلم وكما يقال " مالا اصل له لافرع له " .
    -----------
    الشيخ ( غسان المحمدي )
  • التسليم 10313
    عضو نشيط
    • 13-08-2011
    • 227

    #2
    رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

    ::: عدم صحة تسمية علم النحو بالعلم :::
    ماهو الميزان لمعرفة العلم من غيره , او بعبارة اخرى ماهو المستند الشرعي الذي من خلاله نستطيع ان نطلق لفظة ( علم ) على شيء معين , فهل كل من اعطى مجموعة آراء وقواعد اجتهادية يصح له اطلاق لفظة (علم) عليها ؟ , اعتقد ان افظل ميزان نحتكم له لمعرفة العلم من غيره هو ما خلفه لنا الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو " الثقلين" أي القرآن والعترة ؛ وخصوصا ان النبي (صلى الله عليه وآله) حصر النجاة وعدم الضلال بهما كما ورد في المرويات المتواترة عند الطرفين سنة وشيعة .
    لقد وردت روايات كثيرة عن اهل البيت (عليهم السلام) توظح الميزان الذي من خلاله نستطيع معرفة العلم من غيره , والميزان هو خروج العلم منهم (عليهم السلام) فكل علم لم يخرج من ذلك البيت- أي محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين) – فلا يسمى علم بل يسمى زخرف او باطل على حد تعبير روايات أهل البيت (عليهم السلام) وهذه بعض منها لا على سبيل الحصر :
    -عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل " .
    - عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " يا يونس ، إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت ، فإنا رويناه ، وأوتينا شرح الحكمة ، وفصل الخطاب ، إن الله اصطفانا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين "
    - عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة - : شرقا وغربا ، فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت "
    - عن عبد الله بن سليمان : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعمى وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : فهلك إذن مؤمن آل فرعون ! ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ( عليه السلام ) ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا ، فوالله ما يوجد العلم إلا هاهنا "
    وغيرها من الروايات الكثيرة التي ذكرتها أمهات المصنفات الشيعية , وعلى هذا الاساس يتبين ان الميزان الحق الذي شهد له محمد وآل محمد (عليهم السلام) لمعرفة العلم من غيره هو خروجه (العلم) من ذلك البيت العلوي أي خروجه من أفواه سادت الخلق اجمعين – اي محمد وآل محمد "عليهم السلام" – وهذا ما لم يحصل ولم نسمع برواية واحدة قط صدرت عنهم بأن النحو علم , وبه حفظت الشريعة وبه تم صيانة القرآن من اللحن , بل على العكس وجدنا النقيض وهو ذم هذا العلم وذم الانهماك به حتى سمته بعض الروايات (بالسهك ) . وهذه بعض منها :
    -عن أبي الحسن موسى عن آبائه "صلوات الله عليهم" قال : دخل رسول (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل , فقال: ما هذا؟ فقيل علامة , قال: وما العلامة؟ قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية وبالأشعار والعربية. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه .
    هنا عبرت الرواية الشريفة عن علم العربية (النحو) بأنها لا تضر من جهلها ولاتنفع من علمها , والنحو كما هو معروف من أهم علوم العربية .
    عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : (من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع) .
    وهذه الروايات تبين عدم اهتمام الرسول (ص) واهل بيته (عليهم السلام) بعلم النحو وذمها , ولا اعتقد ان آل محمد (عليهم السلام) يذمون علما ويشبهونه برائحة (السهك) مع علمهم ان هذا العلم المؤسس له هو امير المؤمنين (عليه السلام) – على حد تعبير بعض النحاة – وهذا شيء محال ان يصدر التعارض بين اهل العصمة صلوات الله عليهم اجمعين .
    وبعد هذا هل يصح ان نطلق أو نوصف النحو بأنه علم ؟ ونكون بذلك مخالفين لأقوال العترة الطاهرة قطعا لا .

    الهوامش
    ---------
    . مختصر بصائر الدرجات : 62 ، بصائر الدرجات : 511 / 21
    . البحار : 26 / 158 / 5 نقلا عن كتاب المحتضر ، الصراط المستقيم : 2 / 157 نحوه ، إثبات الهداة : 1 / 602 كلها عن يونس بن ظبيان .
    . الكافي : 1 / 399 / 3 ، بصائر الدرجات : 10 / 4 كلاهما عن أبي مريم .
    . الكافي : 1 / 51 / 15 ، الاحتجاج : 2 / 193 / 212 .
    --------------
    الشيخ ( غسان المحمدي )

    Comment

    • التسليم 10313
      عضو نشيط
      • 13-08-2011
      • 227

      #3
      رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

      :: غموض نشأة اسباب وضع النحو ::
      لقد صرح الكثير من الباحثين والدارسين على أن اسباب وضع النحو تعد من المسائل المبهمة والغامضة ولا يوجد دليل قطعي يمكن الركون إليه , سوى تحليلات الكتاب وآراؤهم حول الحقبة التي دون بها هذا العلم , وهذا شيء غريب ! .
      يقول : احمد أمين : " وتاريخ النحو في منشئه غامض كل الغموض , فإنا نرى فجأة كتابا ضخما هو كتاب سيبويه , ولا نرى قبله ما يصح أن يكون نواة تبين ماهو سنة طبيعية من نشوء وارتقاء , وكل ما ذكروه من هذا القبيل لا يشفي الغليل "
      هذا الغموض حتى على مستوى التوقيت , فمنهم من قال النحو موجود قبل الإسلام , ومنهم جعل نشأة النحو في صدر الإسلام ,فلم يعرف العرب النحو قبل الإسلام ,وثمة من الآراء من يجعل السبب في ذلك إلى عدم حاجة العرب إليه في تلك المرحلة , فقد كانوا ينطقون بلغة سليمة , إذ نشأت اللغة العربية – برأيهم – في احضان جزيرة العرب خالصة لأبنائها ومن ثم انتشرت
      وأقوال كثيرة ومرددة في هذا الشأن .
      --------------
      الشيخ ( غسان المحمدي )

      Comment

      • التسليم 10313
        عضو نشيط
        • 13-08-2011
        • 227

        #4
        رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

         عوامل واسباب نشأة النحو :
        هنالك جملة من الاسباب عادة ما تذكر من الباحثين في اسباب نشأة النحو , اهمها:
        1 – المحافظة على القرآن الكريم من التحريف واللحن
        2 – انتشار اللحن في الكلام
        3 – اعتزاز العرب بلغتهم العربية باعتبارها لغة القرآن
        4 – حاجة الجيل الجديد إلى فهم اللغة :
        واختلاف الاسباب في معرفة نشاة النحو راجع الى الاختلاف في المرويات التي تعلل سبب وضع النحو .
        فمثلا رواية تعلل وضع النحو الى وقوع اللحن في كتاب الله :
        روي أيضاً أن زياد بن أبيه بعث إلى أبي الأسود ، وقال له : يا أبا الأسود ، إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب ، فلو وضعت شيئاً يصلح به الناس كلامهم ، ويعرب كتاب الله تعالى! فأبى أبو الأسود ، وكره إجابة زياد إلى ما سأل ، فوجه زياد رجلاً وقال له : اقعد على طريق أبي الأسود ، فإذا مر بك فاقرأ شيئاً من القرآن ، وتعمّد اللحن فيه. فقعد الرجل على طريق أبي الأسود ، فلما مر به رفع صوته فقرأ : (أن الله بريء من المشركين ورسوله) بالجر، فاستعظم أبو الأسود ذلك ، وقال : عز وجه الله أن يبرأ من رسوله ! ورجع من حاله ، إلى زياد ، وقال : يا هذا ، قد أجبتك إلى ما سألت ، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن ، فابعث إليَّ ثلاثين رجلاً ، فأحضرهم زياد ، فاختار منهم أبو الأسود عشرة ، ثم لم يزل يختارهم حتى اختار منهم رجلاً من عبد القيس ، فقال : خذ المصحف وصبغاً يخالف لون المداد ، فإذا فتحت شفتيَّ فانقط واحدة فوق الحرف ، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف ، وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله ، فإن أتبعت شيئاً من هذه الحركات غنَّةً فانقط نقطتين . فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره ، ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك .
        ورواية تعلل وضع النحو إلى شيوع اللحن في الكلام
        وروى عاصم قال : جاء أبو الأسود الدؤلي إلى زياد ، وهو أمير البصرة ، فقال : إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وفسدت ألسنتها ، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون به كلامهم؟ فقال له زياد : لا تفعل، قال : فجاء رجل إلى زياد فقال : أصلح الله الأمير! ( توفي أبانا وترك بنونا) ، فقال له زياد : (توفي أبانا وترك بنونا) ، ادع لي أبا الأسود ، فلما جاءه قال له : ضع للناس ما كنت نهيتك عنه ، ففعل .
        ورواية تعلل وضع النحو إلى لحن رجل فارسي بقوله (إن فرسى ظالعاً) وأراد أن يقول : (ظالع) فضحك منه الحاضرون فكان السبب في وضع النحو
        وقد قيل : إن الذى رآه أبو الأسود ونكره ، أنه مرّ به سعد- وكان رجلاً فارسيّا من أهل نوبندجان - كان قدم البصرة مع جماعة [من] أهله ، فادّعوا لقدامة بن مظعون أنهم أسلموا على يديه ، فإنّهم بذاك من مواليه . ولما مرّ سعد بأبى الأسود - وكان يقود فرساً له - قال له أبو الأسود : ما لك لا تركبه يا سعد ؟
        قال : (إن فرسى ظالعاً) ، وأراد أن يقول : (ظالع) قال : فضحك به بعض من حضر، فقال أبو الأسود : هؤلاء الموالي قد رغبوا فى الإسلام ودخلوا فيه ، فصاروا لنا إخوة ، فلو علّمناهم الكلام ! فوضع باب الفاعل والمفعول .
        ورواية تعلل وضع النحو الى أن ابنة أبي الأسود الدؤلي لحنت في كلامها فأدى ذلك إلى وضع النحو ، وأن اللحن وقع باستعمالها التركيب الاستفهامي وهي تريد التعجب
        ويروى أيضاً ، أن أبا الأسود الدؤلي قالت له ابنته : ما أحسنُ السماءِ! فقال لها : نجومها ، فقالت : إني لم أرد هذا ، وإنما تعجبت من حسنها ، فقال لها : إذن فقولي : ما أحسنَ السماءَ! فحينئذ وضع النحو، وأول ما رسم منه باب التعجب .
        وبعد هذا الاختلاف في اصل النحو هل يمكن لأحد الركون إليه والاعتماد عليه ؟! وهل يمكن عده على أنه علم حفظت به الشريعة من التحريف ؟ ومن ثم ما السسبب لعدم ورود روايات عن الأئمة "عليهم السلام" بشأن نشأت علم النحو ؟ اكيد لكون هذا لم يصدر عنهم وإلا لذكروا "عليهم السلام" , كثير من العلوم أشاروا لها أهل البيت في مروياتهم وذكروها ولو بشكل يسير , إلا علم النحو لم نجد له ذكر أو رواية عنهم "عليهم السلام" .

        الهوامش
        -------------
        . نزهة الألباء : 20 .
        . نزهة الألباء : 21 .
        . إنباه الرواة : 1/41 .
        . نزهة الألباء : 21 .
        --------------
        الشيخ ( غسان المحمدي )

        Comment

        • التسليم 10313
          عضو نشيط
          • 13-08-2011
          • 227

          #5
          رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

           الاختلاف في معرفة الواضع الاول للنحو
          تعددت روايات القدماء حول الواضع الأول لعلم النحو، فبعضهم نسبه إلى أبي الأسود الدؤلي، والبعض الآخر نسبه إلى نصر بن عاصم (ت89هـ), وثمة من نسبه إلى عبد الرحمن بن هرمز (ت117هـ) وبعضهم من نسبه الى الامام علي (عليه السلام) .
          يعد ابن سلام الجمحي أول من نسب وضع النحو إلى أبي الأسود وحده , فقد ورد في طبقات الشعراء : (وكان اول من استن العربية وفتح بابها , وانهج سبيلها , ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلي )
          وجاء في مراتب اللغويين قول للسجستاني ينسب فيه الوضع لأبي الأسود وحده , حيث يقول:
          (وكان اول من رسمه , فوضع منه شيئا جليلا, حتى تعمق النظر بعد وطولت الأبواب ) .
          وقال ايضا ابو العباس المبرد: ( أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود الدؤلي )
          ثم تجيء بعض الروايات بأسماء أخرى لواضع النحو, امثال عبد الرحمن بن هرمز ونصربن عاصم , وهم كانوا من تلامذة ابو الأسود الدؤلي حسب ما جاء في المرويات .
          يقول : السيرافي: ( اختلف الناس في أول من رسم النحو فقال قائلون أبو الأسود الدؤلي , ويقال الليثي , وقال آخرون عبد الرحمن بن هرمز ) .
          وممن نسب وضع النحو إلى نصر بن عاصم هو ابن النديم , حيث يقول : ( رسم النحو نصر بن عاصم الدؤلي ) .
          وقال ايضا : ابن الانباري : ( زعم قوم أن أول من وضع النحو نصر بن عاصم ) .
          ويذكر ايضا ابن النديم رواية تنسب النحو إلى عبد الرحمن بن هرمز , فيقول: ( روى ابن الهيعة عم أبي نصر النضر قال: كان عبدالرحمن بن هرمز أول من وضع العربية , وكان أعلم الناس بأنساب قريش , وأخبارها وأحد القراء ) .
          ومما يؤكد اكثر هذا الاختلاف اقوال بعض الدارسين المحدثين :
          يعلق أحمد أمين على الروايات التي دارت حول موضوع واضع النحو فيقول : ( وكل هذا حديث خرافة , فطبيعة زمن علي وابي الأسود تأبى هذه التقاسيم الفلسفية , والعلم الذ ورد إلينا من هذا العصر في كل فرع علم يتناسب مع الفطرة ليس فيه تعريف ولا تقسيم , إنما هو تفسير آية أو جمع لأحاديث ليس فيها تبويب ولا ترتيب , فإما تعريف وإما تقسيم منطقي فليس في شيء مما صح نقله إلينا من عصر علي وأبي الأسود, وأخشى أن يكون ذلك من وضع بعض الشيعة الذين أرادوا أن ينسبوا كل شيء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأتباعه ويشهد لهذا الروايات الكثيرة المتناقضة في سبب الوضع . ومن حسن الحظ أن هذا ليس محل اتفاق بين العماء , فمنهم من قال إن واضع النحو عبد الرحمن بن هرمز المتوفى سنة 177 في خلافة هشام , ومنهم من قال إنه نصر بن عاصم المتوفى سنة 89 , والقائلون بهذا – من غير شك – ينكرون نسبته إلى علي وأبي الأسود ) .
          ويتفق شوقي ضيف مع احمد أمين فينكر كون الدؤلي هو واضع النحو فيقول : ( كل ذلك من عبث الرواة والوضاعين المتزيدين , وهو عبث جاء من أن أبا الأسود نسب إيه حقا انه وضع العربية , فظن بعض الرواة أنه وضع النحو , وهو إنما وضع أول نقط يحرر حركات أواخر الكلمات في القرآن بأمر من زياد بن أبيه أو ابنه عبيد الله ) .
          علم مختلف في اصله ولا يعرف مؤسسه يوضع ميزانا لكتاب الله وكل ما خالف هذا العلم يرفض ؟! فكل من يحتج بقاعدة نحوية لماحسبة كلام المعصوم عليه اولا ان يثبت لنا اصل هذا العلم ولمن ينتسب ومن هو المؤسس له, فكل علم لا يعرف أصله فهو ابن "شبهة" كما يقال في الفقه .

          الهوامش
          -------------
          . ابن سلام , طبقات الشعراء, ص9 .
          . أبو الطيب اللغوي : مراتب النحويين , ص8 .
          . شهاب الدين العسقلاني : الإصابة في تمييز الصحابة, ج2, ص242.
          . السيرافي : أخبار النحويين , ص13 .
          . ابن النديم : الفهرست , مجلد 1 , ص67 .
          . ابن الانباري : نزهة الألباء , ص21 ,
          . ابن النديم : الفهرست, م1, ص67 .
          . أحمد أمين : ضحى الإسلام , مكتبة النهضة المصرية, ط7 , ج2, ص285 – 286.
          . شوقي ضيف : المدارس النخوية, ص 16 .
          --------------
          الشيخ ( غسان المحمدي )

          Comment

          • التسليم 10313
            عضو نشيط
            • 13-08-2011
            • 227

            #6
            رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

            جواب شبهة ان مؤسس علم النحو الإمام علي "عليه السلام" .
            وردت بعض الروايات التي تنسب تأسيس علم النحو إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) سأعرضها لكم حتى يتسنى للقارء معرفة منشأ القول بان الإمام علي (عليه السلام) هو من أسس لعلم النحو ومن ثم يكون لي تعقيب للرد عليها .
            ومن هذه الروايات :
            الرواية الأولى :
            روى أبو الأسود ، قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فوجدت في يده رقعة ، فقت : ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال : إني تأملت كلام الناس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء - يعني الأعاجم- فأردت أن أضع لهم شيئاً يرجعون إليه ، ويعتمدون عليه ، ثم ألقى إليّ الرقعة ، وفيه مكتوب : (الكلام كله اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم ما أنبأ عن المسمى ، والفعل ما أنبئ به ، والحرف ما جاء لمعنى) ، وقال لي : (انحُ هذا النحو، وأضف إليه ما وقع إليك ، واعلم يا أبو الأسود أن الأسماء ثلاثة : ظاهر، ومضمر، واسمٌ لا ظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهرٍ ولا مضمر) وأراد بذلك الاسم المبهم .
            قال أبو الأسود : فكان ما وقع إليّ : (إن) وأخواتها ما خلا (لكن) . فلما عرضتها على علي رضي الله عنه ، قال لي : وأين لكنّ ؟ فقال : ما حسبتها منها ، فقال : هي منها فألحقها ، ثم قال : ما أحسن هذا النحو الذي نحوت! فلذلك سمي النحو نحواً.
            الرواية الثانية :
            روي عن أبى الأسود قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبى طالب- عليه السلام- فأخرج لى رقعة فيها : الكلام كلّه اسم وفعل وحرف جاء لمعنى . قال : فقلت : ما دعاك إلى هذا ؟ قال : رأيت فساداً فى كلام بعض أهلى ، فأحببت أن أرسم رسما يعرف به الصواب من الخطأ. فأخذ أبو الأسود النحو عن على- عليه السلام- ولم يظهره لأحد .
            ثم إن زياداً سمع بشىء مما عند أبى الأسود ، ورأى اللحن قد فشا ، فقال لأبي الأسود : أظهر ما عندك ليكون للناس إماماً . فامتنع من ذلك ، وسأله الإعفاء ، حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ : (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ بالكسر، فقال : ما ظننت أمر الناس آل إلى هذا. فرجع إلى زياد فقال : أنا أفعل ما أمر به الأمير، فليبغني كاتباً لقنا يفعل ما أقول ، فأتى بكاتب من عبد القيس ، فلم يرضه ، فأتى بكاتب آخر- قال المبرّد : أحسبه منهم- فقال له أبو الأسود :
            إذا رأيتني قد فتحت فمى بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه ، وإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فاجعل نقطة من تحت الحرف ، وإن مكّنت الكلمة بالتنوين فاجعل أمارة ذلك نقطتين . ففعل ذلك ، وكان أوّل ما وضعه لهذا السبب .
            الرواية الثالثة :
            وروي أن سبب وضع علي -عليه السلام- لهذا العلم أنه سمع أعرابياً يقرأ : (لا يأكله إلا
            الخاطئين) فوضع النحو .
            الرواية الرابعة :
            وقال ركن الدين علي بن ابي بكرالحديثي في كتاب (الركني في تقوية كلام النحوي) : ان أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي , أخذه عن علي عليه السلام وسببه أن امراة دخلت على معاوية في زمن عثمان وقالت : أبوي مات وترك مالاً , فاستقبح معاوية ذلك , فبلغ الخبر علياً فرسم لأبي الاسود , فوضع أولاً باب الياء والإضافة .
            الرواية الخامسة :
            وَحدث أَبُو عُثْمَان الْمَازِني مَا رَفعه إِلَى يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي دخل على ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت يَا أبه مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهمه مِنْهُ أَي أزمان الْحر أَشد فَقَالَ لَهَا شهرا ناجر فَقَالَت يَا أبه إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهب لِسَان الْعَرَب لما خالطت الْعَجم ويوشك إِن طَال عليها الزَّمَان أَن تضمحل فَقَالَ لَهُ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمر فأشترى صحفاً بدرهم وأملى عَلَيْهِ الْكَلَام كُله لَا يخرج من اسْم أَو فعل وحرف جَاءَ لِمَعْنى ثمَّ رسم أصُول النَّحْو كلهَا فَلَمَّا كَانَ أَيَّام زِيَاد بن أَبِيه بِالْبَصْرَةِ جَاءَهُ أَبُو الْأسود فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي أرى الْحَمْرَاء قد خالطت الْعَرَب فتغيرت أَلْسِنَة الْعَرَب وَقد كَانَ عَليّ بن أبي طَالب قد وضع شَيْئا يصلح بِهِ ألسنتهم أفتأذن لي أَن أظهره فَقَالَ لَا ثمَّ جَاءَ زياداً رجل فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون فَقَالَ زياداً كالمتعجب مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون هَذَا مَا ذكره أَبُو الْأسود ثمَّ مر بِرَجُل يقْرَأ الْقُرْآن حَتَّى بلغ قَوْله تَعَالَى إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله التَّوْبَة بِكَسْر اللَّام فَقَالَ زِيَاد لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم هَذَا وَالله الْكفْر ردوا إِلَيّ أَبَا الْأسود فَقَالَ لَهُ ضع للنَّاس مَا كنت نهيتك عَنهُ فَقَالَ ابغني كَاتباً يفهم عني فجيء بِرَجُل من عبد الْقَيْس فَلم يرضه فَأتي بِرَجُل من قُرَيْش فَقَالَ لَهُ إِذا رَأَيْتنِي قد فتحت فمي بالحرف فانقط على أَعْلَاهُ وَإِذا ضممت فانقط بَين يَدي الْحَرْف فَإِذا كسرت فمي فَاجْعَلْ النقطة تَحت الْحَرْف فَإِذا أتبعت ذَلِك شَيْئا من الغنة فَاجْعَلْ النقطة نقطتين فَكَانَ هَذَا نقط أبي الْأسود وَذكر أَنه لم يضع إِلَّا بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ فَقَط .
            الرواية السادسة :
            قيل لأبى الأسود : من أين لك هذا العلم؟ - يعنون النحو- فقال: لقنت حدوده من علي بن أبي طالب عليه السلام .

            الهوامش
            -------------
            . نزهة الألباء في طبقات الأدباء ، عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري ، أبو البركات ، كمال الدين الأنباري (ت : 577هـ) ، تحقيق : إبراهيم السامرائي ، مكتبة المنار، الزرقاء – الأردن ، ط3 ، 1405 هـ - 1985 م ، ص 18- 19
            . إنباه الرواة : 1/40 .
            . انظر : نزهة الألباء : 19 .
            . انظر : تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، حسن الصدر ، شركة النشر والطباعة العراقية المحدودة ، 1370هـ -1951م ، ص48 .
            . الوافي بالوفيات ، صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (ت : 764هـ) ، تحقيق : أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى ، دارإحياء التراث – بيروت ، 1420هـ- 2000م ، 16/306-307 .
            . إنباه الرواة : 1/50 .
            ------------
            الشيخ ( غسان المحمدي )

            Comment

            • التسليم 10313
              عضو نشيط
              • 13-08-2011
              • 227

              #7
              رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

              الرد على هذه الشبهة :
              1 - ويكفي في بطلان هذا الرأي عدم صدور الروايات الواردة بهذا الشأن عن أهل البيت عليه السلام الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض) ، وكل الروايات التي وردت بهذا المضمون جاء عن طريق غيرهم ، ولو كان علي عليه السلام هو من وضع النحو لورد ذلك على لسان أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين هم أدرى بما في البيت .
              2 – لو كان الواضع لهذا العلم امير المؤمنين(عليه السلام) لكان واضحا وبينا وغير مختلف فيه وهذا غير موجود اليوم في النحو بل العكس ان ما يسمى علم النحو مملوء بتناقضات وتضارب في الاقوال الى حد لا يوصف , حتى اصبح اساس الاختلاف في تفسير القرآن وهذا الشيء ان دل على شيء فيدل على ان هذا العلم موضوع ومن نتاج ايادي بشرية ولا دخل لآل البيت في نشأة هذا العلم , قال تعالى : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً} [النساء : 82].
              وهناك بعض الردود انقلها لكم للدكتور بشار حول هذه الشبهة منها:
              3 - اضطراب الروايات الواردة بهذا الشأن وتضاربها تجعلها ساقطة عن الاعتبار؛ إذ يتعذر على المرء أن يخرج منها بفكرة واضحة عن النشأة الأولى لهذا العلم
              4- ذكر العلماء أن من أسباب وضع النحو هو الدافع القومي العربي ؛ فالعرب يعتزون بلغتهم اعتزازاً شديداً ، وهو اعتزاز جعلهم يخشون عليها من الفساد حين امتزجوا بالأعاجم ، مما جعلهم يحرصون على رسم أوضاعها ؛ خوفاً عليها من الفناء والذوبان في اللغات الأعجمية ، وهذا ما ذكرته الرواية الواردة عن أبي الأسود الدؤلي عندما أتى أميرَ المؤمنين عليه السلام فَقَالَ له (يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهب لِسَان الْعَرَب لما خالطت الْعَجم ويوشك إِن طَال عليها الزَّمَان أَن تضمحل فَقَالَ لَهُ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمر فأشترى صحفاً بدرهم وأملى عَلَيْهِ ...) .
              وهو عليه السلام أبعد ما يكون عن مثل هذه الأمور التي تصوره وكأنه زعيم قومي شغله الشاغل أن يرسم قواعد النحو ليحافظ بها على الهوية العربية ، فهو عليه السلام قضى عمره الشريف يسعى إلى رسم طريق الهداية والحفاظ على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الضلالات والبدع والتحريفات ، وإعطاء سيرة حسنة في جوانب الحياة المختلفة الشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها ، وأكد هذه الحقيقة في أقواله ، كقوله عليه السلام :
              (إنكم إلى إعراب الأعمال أحوج منكم إلى إعراب الأقوال) .
              وقال عليه السلام (إنكم إلى مكارم الأفعال أحوج منكم إلى بلاغة الأقوال) .
              وقال عليه السلام ( الشرف عند الله بحسن الأعمال لا بحسن الأقوال) .
              ويوجد العديد من الروايات في كتب الفريقين تنص على أن الإمام هو من لا يخرج الناس من هدى ولا يدخلهم في باطل .
              فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن قضيب غرسه ربي فليتول علياً وأوصياءه من بعدي فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وإني سألت ربي أن لا يفرق بينهم وبين الكتاب حتى يردا علي الحوض معي هكذا وضم بين إصبعيه ، وعرضه ما بين صنعاء إلى أبلة فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم ) .
              وعن أبي جعفر عليه السلام قال في حق الامام علي والأئمة من ولده عليهم السلام (لا يهتدي هاد من ضلالة إلا بهم ولا يضل خارج من هدى إلا بتقصير عن حقهم) .
              وغيرها من الروايات التي تدل بصريح العبارة على أن وظيفة الإمام هي هداية الناس وانقاذهم من الضلالة والانحراف ، وليست تعليم النحو كما يصورها لنا فقهاء آخر الزمان .
              الهوامش
              -----------
              انظر : المدارس النحوية ، أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف (ت : 1426هـ) ، دار المعارف ، ط7 ، (د- ت) ،ص 12 .
              - الوافي بالوفيات : 16/306-307 .
              - غرر الحكم ودرر الكلم ، عبد الواحد الآمدي التميمي ، عني بترتيبه وتصحيحه الشيخ حسين الاعلمي ، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ، بيروت – لبنان ، ط1 ، 1422هـ - 2002 م ، ص80 .
              - المصدر نفسه : 80 .
              - المصدر نفسه : 168 .
              - بصائر الدرجات ، أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار (ت : 209هـ) ،منشورات شركة الاعلمي للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، ط 1 ، 1431 هـ - 2010م ، ص81-82 ، وقريب منها ما رواه الحاكم (عن زيد بن أَرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسل : (من يريد أَن يحيى حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أَبي طالب ، فإِنه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة)(المستدرك على الصحيحين ، المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (ت : 405هـ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية – بيروت ، ط1، 1411 – 1990 ، 3/139) .
              - بصائر الدرجات : 236 .
              . راجع رسالة دكتور , بشار باقر .
              -------------
              الشيخ ( غسان المحمدي )

              Comment

              • التسليم 10313
                عضو نشيط
                • 13-08-2011
                • 227

                #8
                رد: وقفة مختصرة لبيان الاختلاف في نشأة علم النحو .... مع رد بعض الشبهات

                شبهة: انكم تنكرون تدريس اللغة العربية وتطبقون قواعدها في القراءة

                يقول السيد احمد الحسن "عليه السلام" في جواب هذه الشبهة :
                " لم أنكر أو أمنع أحداً من دراسة اللغة العربية، وهناك أنصار هم أساتذة جامعين ويُدرِسون اللغة العربية، بل قلت بأنها قواعد استقرائية تحتمل الخطأ في بعض الأحيان فلا يمكن اعتبارها قانوناً يحاكم القرآن وكلام الأنبياء والأوصياء وإلاّ فأنهم يقرّون للنصارى نقضهم على القرآن بواسطة قواعد اللغة العربية الوضعية، وإن كنت مطلعاً على اللغة العربية ستجد أنّ هناك أكثر من مدرسة نحوية ولكل مدرسة قواعدها التي تختلف عن الأخرى فأيها الحقيقة وأيها الوهم والباطل ؟ حتى إنّ بعض علماء الشيعة رجّح تحريف القرآن بسبب مخالفته لبعض القواعد النحوية والبلاغية الموضوعة، وبإمكانك الاطلاع على كفاية الأصول للأخوند الخراساني وتعليق المشكيني عليها، حيث علق المشكيني على ترجيح الأخوند تحريف القرآن بما معناه: (كما يدل عليه الاعتبار وكثير من الأخبار)، والاعتبار يقصد به مخالفة القرآن الذي بين أيدي الناس للقواعد النحوية والبلاغية والكلام طويل في قواعد اللغة العربية.
                واعلم إنّ العرب كانوا يتكلمون بأكثر من لغة فصحى، منها لغة تعامل الأفعال الخمسة في حال النصب والجزم والرفع بخلاف ما عليه قواعد اللغة الموضوعة تماماً، أمّا إنّ أمير المؤمنين (ع) أمر بكتابة قواعد اللغة العربية فهذا الكلام غير صحيح ولا علاقة له بالحقيقة، وإن كنتم تعتقدون أنّ هذا مدح لعلي (ع) فعلي في غنى عن هذا " .
                الخاتمة :
                تبين مما سبق عدم صحة تسميته علم النحو (بالعلم) وفق الميزان الذي بينوه آل محمد "عليهم السلام" , وايضا رأينا معركة الآراء في أسباب نشأت علم النحو, حتى تبين ان تحديد اسباب نشأت علم النحو من المسائل الإجتهادية التي كثر القيل والقال فيها , وأبداء آراء وتخرصات شخصية ليس إلا .
                ورأينا ايضا الإختلاف قائم على قدم وساق في مسألة وضع النحو, وتضارب الروايات في معرفة السبب الرئيسي الذي من اجله وضع علم النحو.
                وعرفنا ايضا بطلان نسبة علم النحو الى علي ابن ابي طالب "عليه السلام" وكل ماقيل في هذه المسألة لا يعدو سوى تخرصات يظن صاحبها أن فيها منقبة إلى سيد الموحدين, وهو اعلى وأرفع من هذا الشيء .

                والحمدلله رب العالمين


                الهوامش
                ---------------
                السيد احمد الحسن ع , الجواب المنير , السؤال 236.
                ------------
                الشيخ ( غسان المحمدي )

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎