إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • التسليم 10313
    عضو نشيط
    • 13-08-2011
    • 227

    يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد

    بقي إشكال ربما ينقدح في أذهان من يقرأون هذه الرواية، وهو قول الباقر ع:
    (والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد ...)،
    فقد يقول البعض إنَّ هذا الكلام ظاهر في اختصاصه بالإمام المهدي الحجة ابن الحسن ع لتواتر الروايات بأنه يُبايَع بين الركن والمقام بمكة.
    أقول:
    أ- لا يمكن حصر البيعة بين الركن والمقام بالإمام المهدي ع نفسه، فقد تسبقها بيعة لمتحرك أهل البيت ع المأمور بنصرته.
    ب- قد تكون البيعة للإمام المهدي ع ولهذا المتحرك في نفس الوقت، باعتباره وزيره أو يمانيه... الخ، كما أنَّ الرسول ص نصب علياً ع كخليفة ووصي ووزير له في أول بعثته كما في حديث الدار.
    وقد جاء في خبر طويل بأن وزير المهدي يكون مرافقاً له واسمه المنصور، عن الباقر ع: (... ويهرب المهدي والمنصور منها... ويخرج الجيش في طلب الرجلين. ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة، ويقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء، وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف، ومعه وزيره ... معه عهد نبي الله ص ورايته، وسلاحه، ووزيره معه ...)
    (بحار الأنوار: ج52 ص222 – 225.).
    فقد تبايع الناس أيضاً وزير الإمام المهدي ع، كما بايعت الإمام المهدي ع، ويكون هو متحرك أهل البيت ع.
    ج- وقد يكون هذا المتحرك هو من يستلم البيعة نيابة عن الإمام المهدي ع، وتنسب البيعة للإمام المهدي ع؛ لأنه هو المقصود منها، فيصدق أنْ نقول عن هذا المتحرك بأنه يبايع له بين الركن والمقام، أي إنَّه يتولى استلام البيعة نيابة عن الإمام المهدي ع، وإلى هذا تشير بعض الروايات:
    في خبر طويل عن الباقر ع في مسيرة المهدي ع: (... حتى إذا بلغ إلى الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه، ما خلا صاحب هذا الأمر، فيقول: يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم، أفبعهد من رسول الله ص أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة (المولى في هذه الرواية؛ فيه كلام آخر قد يأتي في وقته إن شاء الله تعالى.): والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك ...)
    (معجم أحاديث الإمام المهدي ع: ج5 ص26 – 29).
    وهذا المولى الذي ولّي البيعة الظاهر هو المولى في الرواية الآتية:
    عن الباقر ع أنه قال: (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومئ بيده إلى ناحية ذي طوى - حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه ...) (كتاب الغيبة للنعماني: ص187.).
    والظاهر أنَّ هذا المولى هو الذي يطلِّع على موضع القائم ع في الرواية الآتية:
    عن الصادق ع أنه قال: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) (الغيبة للشيخ الطوسي: ص162).
    وقد يكون هذا المولى هو المقصود أيضاً في الرواية الآتية:
    عن أبي عبد الله ع، قال:
    (له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة، وراية لم تنشر منذ طويت، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر.... إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلى المولى إرسالاً (لعلها (أرسالاً) بالفتح وليس بالكسر، و (أرسالاً) يعني أفواجاً فوج بعد فوج، ومفردها (رَسَل) بفتحتين، راجع الصحاح للجوهري، وتاج العروس للزبيدي، مادة: رسل.)، بهم ينصر الله إمام الحق) (كلمة المولى تستعمل في معان عديدة: (الأولى بالشيء) و (الذي يلي أمر شخص ما ويقوم بقضاء حوائجه) و (الناصر) و (ابن العم) و (المحب) و (مالك الرق كما يملك المولى عبده) و (المولى المعتق من الرق) و (العاقبة) و (ما يلي الشيء مثل خلفه، وقدامه )... الخ.)،
    (بحار الأنوار: ج52 ص307 – 308.).
    وقوله: (يمشون إلى المولى إرسالاً)، أي أفواجاً فوج بعد فوج، وقد يكون ذلك من أجل البيعة والتسليم والاستعداد للنصرة.
    د- وقد يكون هذا المتحرك الذي يُبايَع بين الركن والمقام هو وصي الإمام المهدي ع، الذي نص عليه الرسول محمد ص بوصيته ليلة وفاته:
    (... فذلك إثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي، وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين).
    وقول الرسول ص: (وهو أول المؤمنين) أي أول المؤمنين بالإمام المهدي ع في عصر الظهور، وأول المصدقين والناصرين له، كما كان الإمام علي ع إلى رسول الله ص، أي إنَّ وصي الإمام المهدي ع لابد أنْ يكون موجوداً قبل قيام الإمام المهدي ع، وللإحاطة بهذا الموضوع يرجى مراجعة كتاب الوصية والوصي.
    ولو تأملنا في أسماء وصي الإمام المهدي ع: (أحمد وعبد الله والمهدي)، لوجدناها عين الأسماء التي ذكرها الرسول محمد ص للذي يبايع بين الركن والمقام في الرواية الآتية:
    (يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها)
    (الغيبة للطوسي: ص454 ح463 و ص70 ح486.).
    فلا إشكال سواء كانت بيعة هذا الوصي في نفس وقت بيعة الإمام المهدي ع، أو كانت في وقت آخر، أو استلم البيعة نيابة عن أبيه... الخ، ولا ننسى الروايات التي ذكرتها في بداية البحث، منها هذه الرواية:
    عن أبي عبد الله ع، قال: (إذا قلنا في رجل قولاً، فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء)
    (الكافي: ج1 ص535.).
    --------------------
    دراسة في شخصية اليماني الموعود ج3
    بقلم الشيخ ::: ناظم العقيلي :::
    --------------
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎