إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الرد على شبهة قراءة أحمد الحسن ع ، واللهجات العربية . بحث جديد

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hq313
    عضو جديد
    • 10-06-2013
    • 27

    الرد على شبهة قراءة أحمد الحسن ع ، واللهجات العربية . بحث جديد

    اللهجات العربية والقراءات القرآنية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً
    لقد أنزل الله تعالى كتابه المجيد إلى العالمين دون الالتفات إلى لسان دون لسان آخر ، أعجميّ أم عربيّ، لأن الهدف المنشود من القرآن الكريم هو هداية الناس (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى..)

    لذلك نجد الله تعالى في كتابه المجيد لا يعير تلك الأهمية حول الألسنة التي يلهج بها الناس في الحقبة التي نزل بها القرآن، فالأعجمي يساوي العربي .

    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت : 44]

    رغم ذلك فإن القرآن لم يهمل البيئة التي نزل بها بصورة خاصة، فهو بالإضافة إلى كونه (هدى للعالمين) إلا أنه نزل عربياً يحاكي لغة العرب على اختلاف لهجاتها {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف : 2]

    والأحاديث كثيرة هي التي تبين أن القرآن نزل عربياً، ولا نحتاج لبيانها لتأكيد القرآن الكريم لها، ونزول القرآن عربياً يمثل المحاكاة الثقافية والاجتماعية والزمكانية التي يعاصرها نزول القرآن الكريم سواء للنبي الأكرم (ص) أو عند بقية الأنبياء .

    يقول تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[إبراهيم : 4]

    والقرآن في منظومته الخطابية وسياق عبارته يجب أن يتلاءم مع العقلية أو الذهنية لكل زمان ومكان ولأهل كل زمان خاصة الزمان الذي أنزل فيه ، فالله تعالى كما تذكر الأحاديث لا يكلم الناس بما لا يعلمون بل يكلمهم وفق الأسلوب الخطابي الذي يستوعبون من خلاله كلام الله لذلك ورد عن أهل البيت عليهم السلام .

    يقول الإمام الحسين عليه السلام : كِتَابُ‏ اللَّهِ‏ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ عَلَى الْعِبَارَةِ وَ الْإِشَارَةِ وَ اللَّطَائِفِ وَ الْحَقَائِقِ‏ فَالْعِبَارَةُ لِلْعَوَامِّ وَ الْإِشَارَةُ لِلْخَوَاصِّ وَ اللَّطَائِفُ لِلْأَوْلِيَاءِ وَ الْحَقَائِقُ لِلْأَنْبِيَاءِ ع‏ .[1]

    فعبارات القرآن في ظاهرها تناسب الفهم العامي، وتناسب المستوى الإشاري للخواص، والكشفي للأولياء ، واليقيني للأنبياء ، وهكذا فهو درجات، وهذه الروايات لها أبعاد كثيرة أخذنا منها بيت الشاهد فقط .

    في الفترة التي نزل بها القرآن الكريم كان العرب في أوج البلاغة والفصاحة وفنون اللغة وقص القصص والأشعار والحكايات .... أيضا زامن ذلك وبطبيعة البيئة الاجتماعية العربية بوجه أخص وجود لهجات، وهي كثيرة جداً، فالقرية الواحدة قد تنقسم إلى قبائل وكل قبيلة لها لهجتها الخاصة، إضافة إلى البلدان العربية المجاورة التي تحمل هي الأخرى لهجات مختلفة عن جارتها من البلدان العربية ، كمصر والشام والحجاز واليمن ....

    هذه اللهجات وعندما نزل القرآن كان لزاماً أن يوافقها ويجاريها لارتباط الفهم العربي والقبلي بما يستوعبه من لهجة مارسها ولهج بها .

    يقول الإمام زين العابدين عليه السلام : إِنَّ الْقُرْآنَ [نَزَلَ‏] بُلْغَةِ الْعَرَبِ‏، فَهُوَ يُخَاطِبُ فِيهِ أَهْلَ [هَذَا] اللِّسَانِ بِلُغَتِهِم‏ . [2]

    ونظير هذا الحديث قول ابن عباس : نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب .[3]

    وحتى على مستوى الألحان فقط أوصى النبي (ص) بقراءة القرآن وفق لحن كل قبيلة ، واللكنة المتداولة آنذاك .

    فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ بِأَلْحَانِ‏ الْعَرَبِ‏ وَ أَصْوَاتِهَا. [4]

    ولا يخفى أن النبي (ص) كان أولى الناس بتطبيق أمر الله تبارك وتعالى، فهو يقرأ بقراءة كل قبيلة وكل لسان، وهذا وارد في كتب القراءات بشكل مستفيض ، إلا أننا نريد أن نسلط الضوء على الفكرة العامة التي رسخها أهل البيت عليهم السلام، بأن القرآن الكريم لا يلتزم بقراءته وفق الرسم الأول الذي نزل فيه، وإنما بالإمكان قراءة القرآن وفق كل لهجة وقبيلة .

    فالرسول (ص) لم يرفض تلك القراءات رغم اختلاف اللهجات كما ينقل تراث أهل السنة، بل سدد كل قراءة وقال بأنها وفق ما أنزل الله . وكذلك كان ديدن القراء والصحابة .... في صدر الإسلام .

    يطالعنا بذلك الخبر : حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا أبو خَلْدة، قال: حدثني أبو العالية، قال: « قرأ على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من كل خمسٍ رَجلٌ، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلِّهم، فكان بنو تميم أعرَبَ القوم » [5]

    ويعكس التاريخ مشهد الجدال الواسع الذي أثير حول الاختلافات التي كانت تنشأ بين القراءة والأخرى وتسديد النبي (ص) لكل قراءة وبالتالي تترسخ فكرة القراءات بصورة عملية بين المسلمين .

    ومن جملة هذه الأمثلة التي يسردها التاريخ :

    قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص-أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص-: إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله (ص) [فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم] حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر " [6]

    حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله (ص) وقال هذا: تلقيتها من رسول الله (ص) فسألا النبي (ص) فقال: " القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر " [7]

    وفي حديث أم أيوب الأنصارية تؤكد تكرار هذا المشهد والسعة التي كان يتعامل بها النبي (ص) مع القراءة والمسلمين آنذاك، فالأحرف واختلاف التشكيل والاعجام لا خلاف عليه ما دامت الآية قد أنجزت المعنى .

    حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد -عن أبيه، عن أم أيوب-يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية-أن رسول الله (ص) قال: " أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت جزاك . [8]







    بعض اللهجات العربية

    لقد استوعب القرآن الكريم في نزوله جميع الظواهر اللغوية آنذاك وإلى يوم القيامة وقد تناسب في خطاباته ونصوصه مع مختلف لهجات البلدان والقبائل العربية .

    وسوف أستعرض بعض اللهجات السائدة آنذاك ثم أقدم نماذج لتلك القراءات .

    ((اللهجات العربية الباقية الشمالية والجنوبية
    تقسم الظواهر اللهجية في العربية الفصحى (الباقية ) إلى ظواهر لهجية شمالية وأخرى جنوبية فاللهجات العربية الشمالية التي كانت منتشرة بين القبائل العدنانية المضّريّة هي :

    1. الكشكشة

    2. الكسكسة

    3. العنعنة

    4. الفحفحة

    5. الاستنطاء

    6. التضجع (الامالة )

    7. العجرفية

    8. القطعه

    واللهجات العربية الجنوبية التي كانت منتشرة بين القحطانيين هي :

    1. التلتلة

    2. العجعجة

    3. الطمطمانية

    4. الوهم

    5. الغمغمة

    6. الوتم

    7. الشنشنة

    8. اللخانية

    9. الوكم







    -1 الكشكشة :
    (( النسبة)) وأطلق عليها تغليباً كشكشة ربيعة , وهي تنسب أيضا إلى ((مُضر وبني عمرو بن تميم وبكر وبعض بني أسد)) (يقال كشكشة أسد أيضاً)
    ((
    تعريفها)): وهي إلحاق الشين بكاف المخاطبة أو جعل الشين مكان الكاف ، وذلك المؤنث خاصة؛ أي أنهم يبدلون كاف المخاطبة شيناً في الوقف ساكنة يقولون (منش) بدل (منك) ويكسرونها في الوصل , فيقولون (منش) بدل (منك)
    وكقولهم في إلحاق الشين بكاف المخاطبة لتبيين كسرة الكاف لأنها تخفى في الوقف (منك,منكش) وكذلك قولهم بدل (رأيتك,رأيتكش) و(عليك,عليكش) و(أكرمتك,أكرمتكش) و(بك,بكش) و(منك,منكش)
    وكقولهم في جعل الشين مكان الكاف مكسورة في الوصل (رأيتك,رأيتُش) (عليكِ السلام,عليشِ السلام) ومنشِ بدل منك
    وينشدون قول المجنون
    فعيناشِ عيناها و جيدشِ جيدها ولكن عظيم الساق منشِ دقيق
    وقرأ بعضهم قوله تعالى ﴿وقد جعل ربشِ تحتشِ سريا﴾ وكذلك قوله تعالى
    ﴿إن الله اصطفاش وطهّرش على العالمين﴾

    وهذا اللهجة متداوله كثير جدا عند القبائل بالسعودية بالحجاز ونجد

    وعند ااهل الكويت والشام تقريبا والعراق ...

    2- الكسكسة
    النسبة: (كسكسة هوازن) وتنسب أيضاً إلى بكر كما تنسب إلى ربيعة ومضر وتسمى لغة تميم
    ((وهي لغة من لغات العرب تقارب الكشكشة)) .
    تعريفها: وهي أن يزيدوا بعد كاف المؤنثة سيناً فيقولون :
    (
    أعطيتكس ) بدلا من (أعطيتك)
    (
    ومنكس وعليكس), وهذا في الوقف دون الوصل..
    ومنه من يبدل السين من كاف الخطاب عامة 0مذكراً أم مؤنثا ) يقولون (أبوس وأمس) أي (أبوك-وأمك) وقيل هو خاص بمخاطبة المؤنث .....

    وهذه متداوله الان ويسمهم بعضها اللهجة النجدية وتوجد أيضا عند أهل الشمال بالسعودية وعامة نجد أيضا ..

    وهي في السابق كانت خاصة لتميم ولكن الان نجد أغلبها




    3- العنعنة
    النسبة: (عنعنة بن تميم) وتنسب أيضاً إلى من جاورهم كبعض قيس وأسد وطيئ وبعض بني كلاب بن عامر بن صعصعة الذي ينتهي نسبهم إلى قيس خاصة...
    تعريفها: وهي إبدال الهمزة عيناً, وبعض اللغويين قيد هذا النص بالحرف (أن) المفتوحة الهمزة مع تسكين النون أو تشديدها.
    فيقولون : (عنّ) في موضع (أنّ)..... , وقولهم (أشهد عنّك رسولُ الله) فإذا كسروا رجعوا إلى الهمزة
    وذكر بعض اللغويين أن كل همزة مبدوء بها تبدل عيناً نحو (إنك وأذن ) يقولون (عنّك ,عذن )
    وبعضهم أطلقها في كل همزة أين ما وقعت في الكلام يقولون :
    (
    هذا خباعنا ) بدل (هذا خباؤنا ) و(خاسعين) بدل (خاسئين ) و (وعلى الأرائك متكعون) بدل (متكؤون )

    ومن الشواهد المروية على هذه اللهجة قول ذي الرمة:
    أَعَن تَرَسَّمتَ مِن خَرقاءَ مَنزِلَةً ماءُ الصَبابَةِ مِن عَينَيكَ مَسجومُ
    أي (أأن)
    وأنشد أبو يعقوب بن السكّيت لأحد الشعراء :
    فلا تلهك الدنيا عن الدين واعتمل لآخرةٍ لا بدّ عن ستصيرُها(أي ؛ أن)
    وقول جران العود :
    وَما أُبنَ حَتّى قُلنَ يا لَيتَ عنَّنا تُرابٌ وعنّ الأَرضَ بِالناسِ تُخسَفُ
    (عننا أي أننا) – (عن أي أن)
    ولعل ظاهرة العنعنة ترجع إلى تجاوز مخرجي العين والهمزة الحلقيتين مما يؤدي إلى التبادل بين الحرفين وهذا الإبدال شائع في كتب الإبدال هذا رأي
    وهنا قول آخر أو ترجع إلى المبالغة في تحقيق الهمزة بقلبها عينا عينا ناصعة عند التميميين
    وقال أحدهم )فحيثما وقعت العين وقعت الهمزة مكانها فنقول في (آمنوا) (عامنوا) المال) وفي (خاسئين) (خاسعين) الخ .........

    4- الفخفخة :
    النسبة: (فخفخة هُذَيل) : وتنسب أيضا إلى ثقيف
    تعريفها: وهي إبدال الحاء عيناً كقراءة بعضهم ( عتّى – حين) بدل( حتى حين) والغريب أنهم لم يبدلوا الحرف الثاني في (حين) فهو هكذا ورد (عتّى حين) ...
    وقوله : ( قم عتّى آتيتك ) أي (حتى آتيتك ).
    وأصل الفخفخة لغة : تردد الصوت في الحلق شبيه بالبحة والفحاح الأبح , ورجل فحفح متكلم أو هو الكثير الكلام, والحاء والعين كلاهما من حروف الحلق
    وأيضاً يقول الخليل : ( ولولا بحةً في الحاءِ لكانت عيناً) ولذلك جاز الإبدال
    وفي عزوها – نسبها – إلى هُذَيل
    يقول ابن مالك : وقرأ ابن مسعود ( ليسجُنّنَهُ عتّى حين ) فكتب إليه عمر بن الخطاب ( أن الله أنزل هذا القرآن عربياً وأنزله بلغة قريش فلا تقرئهم بلغة هُذَيل) والشواهد على هذه الظاهرة اللهجية قليلة منها ما جاء في كتاب الإبدال ليعقوب بن السكيت فيقال :
    ( ضبحت الخيل وضبعت)
    5- الاستنطاء : ( استنطاء هذيل(
    النسبة : تنسب إلى هُذيل , وإلى ( قبائل سعد بن بكر والأزد وقيس وبعض الأنصار في يثرب كما تنسب إلى أهل اليمن أيضاً ؛ وهذا من التداخل بين لهجات الشمال والجنوب )
    تعريفها : وهي إبدال العين الساكنة نوناً , إذا جاورتها الطاء.
    مثل : أعطى يقولون أنطى , وقرئت الآية الكريمة بها ﴿إنّا أنطيناك الكوثر﴾
    وقول الرسول الكريم (( اليد المنطية خيرٌ من المنطاة))
    وقول الأعشى الذي ينتسب إلى قيس القحطانية الأصل لا قيس عيلان:
    جِيادُكَ في القيظ في نِعمَةٍ تُصانُ الجِلالَ وتنْطى الشَعيرا (تعطى)
    وليس هناك شواهد في غير هذا الفعل (أعطى-يعطي-أعطي)وفي إسناده إلى الضمائر ولم يعرف إبدال بين العين والنون لاختلاف مخرجي الصوتين ويرى بعضهم (المحدثين )أن هذه اللهجة لعلها من بقايا الأصول السامية .

    6- التضجع:
    النسبة : (تضجع قيس): وتنسب أيضاً إلى بعض قبائل تميم وأسد
    تعريفها : وهو التباطؤ والتراخي في الكلام أوالتقعد فيه..وهي مأخوذة من قولهم تضجع في الأمر إذا تقعد ولم يقم به وتضجع السحاب أرب في المكان أي أقام وتمكّث في المكان وقيل مأخوذ من إضجاع الحركات بمعنى الإمالة فيها أو الخفض,إذ تنطق الفتحة بين الفتحة الصريحة والكسرة الصريحة.
    وسنتحدث عن الإمالة بالألف للكسرة يقول سيبويه والألف تمال إذا كان بعدها حرف مكسور) وذلك كقولك : (عابد: عيبد ) و(عالم:عيلم) وإنما أمالوا للكسرة التي بعدها أرادوا أن يقربوها منها وجميع هذا لا يميله أهل الحجاز والإمالة أثر عارض تزيله مجاورة الأحرف المستعلية (ص ض ط ظ غ ف خ ) وذلك قولك : قاعد ,غائب خامد, صاعد ,طائف , ضامن , ظالم , وإنما منعت هذه الحروف الإمالة لأنها حروف مستعلية إلى الحنك .

    7- العجرفية :
    النسبة : (عجرفية ضبة ) وتنسب إلى قيس أيضا , ويقال عجرفية قيس وترجع نسبتها إلى ضبة كما ذكر ثعلب , وهذه اللهجة قليلة الدوران على الألسنة ولم يشرحها اللغويون غير أنه ورد في المعاجم ((العجرفة والعجرفية)) جفوة في الكلام وتقعد , ينسب إلى ضبة ولعلها طلب الغريب من الوحشي من الكلام .

    8-- القطعة :
    النسبة : ( قطعة طيء): جاء في لسان العرب القطعة في طيء كالعنعنة في تميم , وهي قطع اللفظ قبل تمامه وهي من الحذف الذي يقرب من الترخيم (الترخيم مأخوذ من ترخيم حواشي الثوب أي تقصيره ) وهو أن يقول المتكلم (يا أبا الحكا) يريد الحكم فيقطع كلامه قبل سماع تمامه.ولا تزال هذه الظاهرة تسمع في بعض قرى مصر في شمال مدينتي الغربية والبحيرة .

    ب- نسب اللغويون إلى القحطانيين من عرب الجنوب بعض الظواهر اللهجية :

    1- التلتلة
    النسبة : (تلتلة بهراء) : وتنسب أيضا إلى تميم وقيس وأسد وربيعة وعقيل وكثير من العرب.....
    تعريفها: وهي كسر أول المضارع المفتوح (وهي ظاهرة تخص حرف المضارع الذي يطرد كسره
    نحو: أنت تِعلَمُ , ونحن نِعلَمُ , وأنا إِعلم وهي تِعلم ونحن نِعرف وأنتم تِعرفون بدلا من الفتح في هذه الأمثلة ونحوها وقِيْلَ تلتلة بهراء كسرهم تاء (تفعلون ) فتصبح ( تِفعلون ) ويقولون تِعلمون)......
    ومن شواهدها الشعرية قول حكم بن الربعي :
    لو قلت ما في قومها لم تِيْثَم يفضلها في حسبٍ وميسمِ
    أي : تَيثم , أراد في البيت : لو قلت ما في قومها أحد يفضلها لم تيثم , وأصلها تأثم , فلما كُسِرت التاء أُبدلت الهمزة إلى ياء لمجانستها للحركة التي قبلها ...
    وقد قرئت (وإياك نَستعين) بفتح النون على لغة قريش وغيرهم يكسرها (نِستعين) وورد في العربية الفصحى(أخال) بمعنى (أظن) وقِيل في هذه اللهجة إنها ظاهرة منتشرة في عامة العرب – (من غير الحجاز) ؛ لأن الفتح هو الغالب في لغة قريش وأسد ) يكسرون أوائل الأفعال المضارعة مما كان ماضيه على (فَعِل _يَفٍْعَل) فيقولون: (أنا إِعلم) وأنت تِعلم) و( نحن نِعلم )....إلا ما كان أوله ياء فإنه يفتحونه طلباً للخفة (للاستخفاف ) فيقولون ( يَعلمُ ) كالحجازية فإذا كان فاء الفعل واواً نحو(وَجِل) و(وَحِل) وبَنَوا منه يَفْعَل , فإنهم يفرّون من ثقل الواو بعد الياء في (يَوجَل) و( يَوحَل) فيكسرون الياء لتُقلب الواو ياءً يقولون (يِيِجَل) و (يِيِحَل) إلا أن بعضهم يقول: (يَاجَل بفتح الياء وإبداء الواو ألف) وآخرين يقولون (يَيجَل بفتح الياء).... ويرى بعضهم: أن التلتلة ظاهرة لهجة سامية تشترك فيها العربية والعبرية والسريانية و الحبشية .

    2-العجعجة :
    النسبة : ( عجعجة قضاعة ), وتنسب أيضاً إلى بعض بني ذوبير من بني أسد خاصةً وإلى بعض بني سعد وبعض بني حنظلة وبعض بني تميم وطيء وقِيلَ إلى بعض أهل اليمن ..
    تعريفها : وهي قلب الياء المشددة أو المخففة جيماً ..
    **
    قال ابن عصفور ((وأن الجيم أبدلت من الياء لا غير , مشددة ومخففة , فيبدلون من الياء المشددة جيماً مشددة ومن الياء المخففة جيماً مخففة .))
    ونص السيوطي في المزهر, على أن العجعجة قلْبُ الياء المشددة جيماً و يقولون في ( تميميّ , تميمجّ )
    ولكن أبا الطيب اللغوي يورد في الإبدال , عن أبي عمرو بن العلاء قوله : ( وهم يقلبون الياء المخففة أيضاً إلى الجيم )
    قال الفرّاء ( وذلك في بني دُبير من بني أسد خاصةً ) يُقال: (بج) بدل (بي)
    وشاهد قلب الياء المخففة جيماً قول الشاعر (أبو الغول الطهوي) لـ ( المفضل الضبي) وهو لبعض 3- اليمن :
    يا رب إن كنتَ قبلتَ حجّتج ( حجتي)
    فلا يزال شاحجٌ يأتيك بج (شاحي) – (بي)
    أحمرٌ نهّاتٌ ينزّي وفرتج (وفرتي)
    ولم يقيّد سيبويه هذا الإبدال بالياء المشددة وإنما قال : (( وأما أناس من بني سعد فإنـهم يبدلون الجيم مكان الياء في الوقف لأنها خفيفة , فأبدلوا من موضعها أبين لحروف وذلك قولهم هذا( تميج ) يريدون ( تميمي ) و( هذا علجُ ) يريدون(علي) وسمعت بعضهم يقول( عَرَبانجّ ) يريدون ( عرباني )......))

    **
    فالإبدال بين صوتي الياء والجيم عند سيبويه ليس محصوراً بالياء المشددة وإنما هو مقيد بالوقف لأن سيبويه يقول : (( فإذا وصلوا لم يبدلوا , فكان الوقف هو الذي أدى إلى سماع هذا الصوت نتيجة لتشديد آخر الكلمة سواء في الياء المشددة نفسها أم الخفيفة وعلى كل حال فإن هذا الإبدال جائز لأن الجيم والياء متحدان في المخرج ( كلاهما شجّريان أي من غار الفم أو سقف الحنك الصلب) والياء التي تتصف بالرخاوة تكتسب بتشديدها بعضا من شدة الجيم , وفي الجيم شدة ورخاوة لأنه حرف مزدوج أي ممتزج بين الشدة والرخاوة ,كما ذكر المحدثون وأنشد سيبويه لراجز من أهل البادية :
    خالي عُوّيّفٌ وأبو علج (علي)
    المطعمان الشحم بالعشج (بالعشي)
    وبالغداة فِلقَ البرنج (البرني)
    يُقلَّع بالوّدِّ وبالصّيصج (الصيصي)
    ((
    فلق:جمع فلقة وهي ما يقطع من كتل التمر ,البرني :تعظيم ومبالغة,الود:الوتد والصيصي: هو قرن البقرة ويريد في البيت الأخير أن التمر شديد التماسك فيحتاج إلى علاج لقلعه)
    والشاهد في الرجز إبدال الجيم من الياء في (علي,العشي ,البرني,الصيصي).
    -
    وهناك عكس هذه الظاهرة-
    (
    وهو إبدال الجيم ياءً) فقد روي أن بعض بني تميم يقولون في(الصهريج) (الصهري ) كما ويقولون(شيرة) في (الشجرة) ومنه قول أم الهيثم:
    إذا لم يكن فيكن ظلّ ولا جنى
    فأبعـد كنّ الله من شيـــــــراتِ (أي من شجرات )
    لأنه واحدة الشجر والشجرات والأشجار (شجَرة) و(شِجّرة) وفي اللسان (وقالوا (شيرة ) فأبدلوا ), فإما أن يكون على لغة من قال: (شِجرة ) و(شيرة) وإما أن تكون الكسرة لمجاورتها الياء وقالوا في تصغيرها شِييرة وشُييرة

    وقالوا: قلبت الجيم ياء في شيرة. كما قلبوا الياء جيماً في قولهم (أنا تميمج)؛أي(تميمي) وكما روي عن ابن مسعود (على كل غنج) يريد (غني)
    وقال ابن جني ((وأما قولهم في شجرة (شيرة) فينبغي أن تكون الياء فيها أصلها ولا تكون مبدلة في الجيم لأمرين : (1)* ثبات الياء في التصغير وأن شين شَجرة مفتوحة وشِين شِيرة مكسورة والبدل لا تغير فيه الحركات إنما يوضع حرف موضع حرف ))
    *
    وجاء في (المزهَّر) أن إبدال الياء جيماً يكون في الإضافة نحو (غلامج) في (غلامي ) وفي النسب (بصرج) في (بصري) وفي (كوفج) في (كوفي)
    **
    وبنو تميم , يبدلون الهاء مكان الياء في الوقف في (هذي) يقولون (هذه)
    قال سيبويه) ونحو مما ذكرنا قول بني تميم في الوقف (هذه ) فإذا وصلوا قالوا ( هذي فلانة )؛لأن الياء خفية فإذا سكت عندها كان أخفى والكسرة مع الياء أخفى , فإذا خفيت الكسرة ازدادت الياء خفاءً كما ازدادت الكسرة , فأبدلوا مكانها حرفاً من موضع أكثر الحروف بها مشابهة ,وتكون الكسرة معه أبين , وأمّا أهل الحجاز وغيرهم من قيس فألزموها الهاء في الوقف وغيره كما ألزمت طيء الياء وهذه الهاء لا تطرد في كل ياء هكذا , وإنما هذا شاذ ولكنه نظيره للمطّرد الأول)) المطّرد الأول : وهو إبدال الألف في (أفعى) ياء أو واو (أفعي –أفعو)....
    ولا تزال هذه اللهجة تُسمع في بعض مناطق الخليج العربي وجنوبي العراق...

    3- الطمطمانية:
    النسبة : (طمطمانية حمير) , وتنسب أيضاً إلى طيئ والأزد والأشعر وعك وبعض أهل تهامة إضافة إلى اليمن
    تعريفها: وهي إبدال لام التعريف ميما , ويروى أن الرسول (ص) نطق بهذه اللهجة في جوابه لوفد اليمن ليس من امبر امصيام في امسفر )؛( ليس من البر الصيام في السفر) وقوله (ص) كذلك ( ومن زنا من امبكر فاصقعوه مئة ) وما تزال هذه اللهجة مسموعة إلى اليوم في بعض نواحي اليمن وخاصة في الشريط الأوسط المحاذي لتهامة اليمن
    ومن هذه اللهجة قولهم في: (طاب الهواء وصفا الجو )(طاب امهواء ,وصفا امجو) ومن شواهدها الشعرية قول أحد الطائيين :
    ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بامسهم وامسلمة
    أي : بالسهم والسلمة .... ويقع هذا الإبدال كثيراً في اللغات السامية
    وأصل الطمطمة في اللغة: العُجمة و(الطِمْطِم) والطِمْطِمي والطُماطُم والطُمْطُماني الأعجم الذي لا يفصح , ويقال في لسانه طمطمانية أي عجمة ....
    ولاحظوا هذه اللهجة كثيرا جدا بأهل جيزان ونجران وقبائل عسير وبعض اهل اليمن بهذه اللهجه ..

    4- الوَهْم :
    { وهم بني كلاب } :أي في لغة قبيلة كلب
    ونسبها سيبويه إلى قوم من ربيعة وقال إنها لغة ردئية
    تعريفها: وهو كسر الهاء في ضمير الغائبين المتصل مطلقا ,أي كسر هاء (منهُمُ ) فـــــي قولهم (منهِم)و(عنهِم)ويقولون( بينهِم ) بدل (بينهُم)بدلاً من النطق المشهور لهـــــــــذه الهاءات وهو الضم (منهُم- عنهُم- بينهُم)الملحوظ في اللغة العربية الفصحى أن تبقى لهذه الضميرحركتها الأصلية وهي الضم إلا إذا وقع بعد كسرة أو ياء, فتكـــسر , مثـــل ( عليهم – وبهموكلهم ) يقول سيبويه: ((واعلم قوما من ربيعة يقولون (عنهِم ) أتبعوهـا الكسرة , ولم يكن المسكن حاجزاً حصيناً عندهم وهذه لغة رديئة))

    -5 الوَكْم :
    ( وكمه : رده عن حاجته أشد الرد):
    النسبة : وهو في لغة ربيعة وهم قوم من كلب اليمانية يقولون ( عليكم )و(بكم) حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة , قال سيبويه (( وقال ناس من بكر من وائل (من أحلامكم ) و (بكم ) شبهها بالهاء لأنها علم إضمار وكان أخف عليهم من أن يضم بعد أن يكسر وهي رديئة جداً )) وسمعنا أهل هذه اللغة يقولون والشاهد للحطيئة :
    وَإِن قالَ مَولاهُم عَلى جُلِّ حادِثٍ مِنَ الأَمرِ رُدّوا فَضلَ أَحلامِكِم رَدّوا
    فالوكم كالوهم من الناحية الصوتية إلا أنه يكون في نطق الكاف من ضمير المخاطبين بالكسر (كُم) إذا سُبقت الكاف بياء أو بكسر نحو ( عليكِم _ بِكِم )

    6- الوَتَمْ :
    النسبة ( لغة اليمن )
    تعريفها : وهي إبدال السين أو قلبها تاءً
    كقول الراجز: ( علباء بن أرقم )
    يَا قَبَّحَ اللهُ بَنِي السَّعْلاتِ
    عَمْروَ بن يربوعٍ شِرَارَ النَّاتِ
    لَيْسُوا أعفّاء وَلاَ أَكْيَاتِ
    السعلات : الغول عند العرب – الأكياس : جمع كيّس وهو الفطن
    يريد شرار(( الناس وأكياس )) , أبدلت السين في هذه الكلمات تاء كما فعل ب(ستٍ) وأصلها (سدس) بدليل قولهم (التسديس ) و(سديسة) فقلبوا السين تاء فصارت (سدتٌ) فتقارب الدال مع المخرج فأبدلت الدال تاء وأدغمت فيها وقالوا أيضا في (حسيس) (حتيت)
    وهذا ما ذكره ابن جنِّي في سر الصناعة ولم يزد على هذه الكلمات الأربعة
    وزاد عليها ابن السكيت في كتابة الإبدال عن الأصمعي قال الأصمعي يقال: الكرم من سوسه ومن توسه أي من خليقته. ويقال: رجلٌ حفيسأٌ وحفيتأٌ إذا كان ضخم البطن إلى القصر
    وزاد الزجاجي (الأماليس ) و(الأماليت) أي لما استوى من الأرض و(نصيب خسيس وختيت)ومنه (أخس حقه وأخته ) أي قلله وهو شديد الخساسة والختاتة.

    7- الشنشنة :

    النسبة : ( شنشنة اليمن) : وتنسب إلى بعض قبائل اليمن وبني تغلب
    تعريفها : وهي جعل كاف الخطاب شيناً مطلقة (أما في الكشكشة فمقيدة في كاف المؤنثة المخاطبة )
    يقول بعض أهل اليمن ( لبيش اللهم لبيش) في (لبيك اللهم لبيك)
    وأصل الشنشنة : الخلق والطبيعة والعادة الغالبة , ((وقِيل ما تزال بعض أنحاء اليمن تعرف هذا النطق))
    وهناك لغة أخرى تجعل الكاف جيماً ( ومن العرب من يجعل الكاف جيماً ) يقولون ( الجعبة) يريدون (الكعبة)...
    وأحيانا ينطقون بالحرف الذي بين القاف والكاف في لغة تميم؛والحرف بين الجيم والكاف في لغة تميم والحرف بين الجيم والكاف في لغة اليمن)
    وبعضهم يقلب تاء المتكلم والمخاطب كافاً يقولون( أحسنك ) يريدون ( أحسنتَ) و( كنك) في (كنتَ) وهذا من اللغات المذمومة التي ذكرها ابن فارس في فقه اللغة

    8- اللخلخانية ( لخلخانية أعراب الشحر وعمان )
    الشِّحر: وهو ساحل اليمن في أقصاها بينها وبين عمان أو ساحل البحرين عمان وعدن كما تنسب إلى العراق وهي العجمة في المنطق يقال رجل لخلخاني وامرأة لخلخانية إذا كانا لا يفصحان وفي الحديث ((أتانا رجل فيه لخلخانية)) قال أبو عبيدة اللخلخانية العجمة واللخلخاني منسوب إلى لخلخان وقِيل قبيلة:
    سيتركها إن سلم الله جارها بنو اللخلخانيات وهي الرتوع
    وفي حديث معاوية قال أي الناس أفصح فقال( رجل قوم ارتفعوا عن لخلخانية العراق)) قال وهي اللُّكنة في الكلام والعجمة واللخلخانية أيضاً نقص حروف الكلم في الإدراج والوصل أو تقصير الحركة الطويلة يقولون (ما شاء الله) (ماشاالله) وهي تشبه القطعة.

    8- الغمغمة :
    النسبة: ( غمغمة قضاعة ).
    تعريفها: وهي الكلام الذي لا يبين كالتغمغم يقال غم عليه الخبر والكلام إذا استعجم وهي صفة للصوت الذي لا يفهم تقطيع حروفه ( أي أن تسمع الصوت ولا يتبين لك تقطيع الحروف) فتكون الأصوات بغير تمييز أو إفصاح والغمغمة في الأصل أصوات الثيران عند الفزع وأصوات الأبطال عند الاقتتال ثم دلّت على عدم تبين الكلام ويقترح بعضهم حذفها من اللهجات لأنها تحريف لكلمة عجعجة قضاعة .
    وهناك ظواهر لهجية أخرى وهي لهجات مذمومة
    الخرم:
    وهو زيادة حرف في الكلام لا الذي في العروض وكقوله(ولا للما بهم أبدا دواء) فالأصل (ولا لما ) فزاد لاما على (لما) وقوله: ( وصاليات ككما يُؤَثفين ) فزاد كافا على ( كما ) وهذا قبيح لا يزيد الكلام قوة بل يقبحه وممّا حكاه الكسائي عن قضاعة من قوله: ( مررت بَه ) و( المال لِه) فإن هذا فاشي في لغتها كلها لا في واحد في القبيلة وغير ذلك من لهجات عدها اللغويون مذمومة ولا يستشهد بها......







    مجموعة من قراءات القراء
    ومن من جملة الأمثلة قراءة بعض أشهر القراء، كعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عباس[9]، وأبي ابن كعب[10] . التي تبين الممارسة السائدة آنذاك حول قراءة القرآن ضمناً وليس حرفا.

    قراءة ابن مسعود :

    حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، قال : في قراءة ابن مسعود ( إن كانت إلا زقية واحدة ) وفي قراءتنا إن كانت إلا صيحة واحدة .[11]

    فقد ورد عن الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال ابن مسعود: « قد سمعت القرأة، فسمعتهم متقاربين ، فاقرءوا كما عُلِّمتم ، وإياكم والتنطع والاختلاف ، فإنما هو كقول أحدكم:"هلم" و"تعال" . ثم قرأ عبد اللههَيْتَ لَكَ) فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إن ناسًا يقرءونها:"هَيْتُ لَكَ" فقال عبد الله: إني أقرؤها كما عُلِّمْت، أحبُّ إليَّ. » [12]

    "فهلم" هي كلمة رديفة "لتعال" و "أقبل" فلا ضير في تعدد القراءة وفق لسان تلك القبيلة عن الأخرى فالذي يفهم أقبل بمعنى المجيء والقدوم يفهمها الآخر بتعال وبالنتيجة يكون الفهم واحد .

    و سمع عمر بن الخطاب « رجلاً يقرأ (عتى حين ) بالعين - وهي لغة هذيل - فقال له : من أقرأك؟ قال : ابن مسعود ، فكتب عمر إلى ابن مسعود : إن الله أنزل القرآن عربياً بلغة قريش ، فبها أقرىء الناس ، ولا تقرئهم بلغة هذيل . » [13]

    تنظير لحلقة محمد زكريا (قناة راصد)
    في المقدمة السابقة استعرضنا بعض اللهجات العربية وهي كثيرة وبمجرد ضغط زر واحد في باحث الانترنت ممكن جرد كتب لا تحصى حول اللهجات العربية قبل الإسلام وبعد الإسلام وما تطورت إليه ....

    أما أهل البيت ع فلم يكن لديهم مانع أصلاً بقراءة القرآن وفق أي لهجة من اللهجات، وفي البحث السابق حول القراءات طرحنا بعض تلك القراءات التي كان يكسر الإمام بداية الحرف من الكلمة (أربٍعين) بدل أربَعين، وقد بينا سبب هذه القراءة وفق اللهجات العربية .

    ولم يقتصر أهل البيت عليهم في سرد الآيات القرآنية وبما تتناسب مع اللهجات العربية، بل حتى في خطبهم وكلامهم اليومي . وهذه القراءات سواء كانت قرآناً أم خطباً وكلاماً أدت إلى اعتقاد البعض أن الإمام يلحن، دون معرفته أن الأمر لا يخضع لقواعد الإعراب بل الأمر خارج عنه تماماً لأنه يدور في رحى اللهجات والألسن .

    ومن النماذج التي كان يلحن فيها أهل البيت عليهم السلام في أقوالهم وعلى مستوى الخطب ما ورد :

    عن أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الكريم، عن أبي إسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمد بن سليمان النخعي، قال: حدثنا السري بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن علي السلمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، قال: إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدى لأمر خفي، يهدى لما في صدور الناس، يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في أي شي‏ء قتله، و يبعث ثلاثة راكب‏، قال: هي بلغة غطفان «ركبان» . [14]

    وغطفان أحد القبائل التي كانت متواجدة قبل الإسلام، وحاربت الرسول ص ودخلت الإسلام، كانت قد تأثرت بقراءة زيد بن علي ع وكانت لها قراءاتها، وفي أحد الأخبار يقرأ الإمام (ثلاثة راكب) وهو ما لا يصح لغوياً، فكان عليه أن يقول "ثلاثة ركبان" أو ثلاثة ركاب" إلا أن الإمام يعلل أن لفظ " راكب" في قراءة غطفان: تعني "ركبان" .




    يروي الحديث الآتي، قيام الإمام الصادق (ع) باللحن في كلامه، حيث استخدم عبارة غير مفهومة عند العوام، مما أدى بعمرو ابن أبي المقداد إلى الالتجاء إلى أصحاب العربية . الذين أوعزوا تفسير هذه الكلمة إلى قبيلة من القبائل .

    مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ‏ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَوْمَ عَرَفَةَ بِالْمَوْقِفِ وَ هُوَ يُنَادِي بِأَعْلى‏ صَوْتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَانَ الْإِمَامَ، ثُمَّ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ الْحَسَنُ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ هَهْ» فَيُنَادِي‏ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِمَنْ‏ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَ عَنْ يَمِينِهِ، وَ عَنْ يَسَارِهِ، وَ مِنْ خَلْفِهِ اثْنَيْ عَشَرَ صَوْتاً.

    وَ قَالَ‏ عَمْرٌو: فَلَمَّا أَتَيْتُ مِنًى، سَأَلْتُ أَصْحَابَ‏ الْعَرَبِيَّةِ عَنْ تَفْسِيرِ «هَهْ» فَقَالُوا: هَهْ لُغَةُ بَنِي فُلَانٍ: أَنَا فَاسْأَلُونِي، قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُ‏ غَيْرَهُمْ أَيْضاً مِنْ أَصْحَابِ‏ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالُوا مِثْلَ ذلِكَ. [15]

    وهذه القراءة أو هذا اللحن في الواقع لا يخدش في فصاحة الإمام وبلاغته وإتقانه التلفظ بالكلمات . وإنما هو الاستخدام السائد البشري لطبيعة الأعراف وطبيعة الكلمات . وأيضاً يتبين أن الإمام الصادق عليه السلام قرأ (هه) بمحضر أهل اللغة ومن يحيط بهذا اللحن، أي أن الإمام كان يخاطب القوم بلغتهم .

    هذه الظاهرة التي سردنا جزءاً منها منذ الصدر الأول من الإسلام واستتباعاً لزمن الأئمة عليهم السلام، كفيلة بتعريف المختصين، أن قراءة القرآن سواء كانت من الإمام المعصوم أو أهل القبائل والبلدان المختلفة كان موسعاً بأي شكل من الأشكال ، ولم يأت أي منع ومانع من أهل البيت عليهم السلام حول قراءة القرآن بأي لهجة من لهجات العرب، وما تم استحداثه وحصره من القراءات اليوم هو اجتهاد شخصي ليس إلا ! ومن أراد فليراجع كتب المسلمين قاطبة ....

    الآن نأتي إلى محمد زكريا (قناة راصد) لا أردي في الواقع كيف أبدأ مع هذا الشخص الذي تهافت في طرحه، فهل "اللامردي" يبرر لأهل البيت قراءتهم بأكثر من لهجة ؟! وهل سوف يعترض عليهم كما اعترض المشتغلون باللغة واعتبروا كلامهم لحناً، أم من الممكن أن يضع احتمالات لإمكانية أن تكون قراءة أحمد الحسن (ع) ضمن تلك اللهجات، أو السليقة التي جبل عليها وفق البيئة التي ترعرع بها فجرى لسانه عليها، خاصة أننا عرفنا أن الإمام لا يعرف بظاهر الخلقة (الجوارح الخارجية) بل بالنص عليه .

    فإذا خرج الإمام المهدي عليه السلام وقرأ القرآن بلهجة من اللهجات، هل سيرده محمد زكريا ويقول له ارجع يا بن فاطمة (ع) إنك دجال مفتر ، كما قال لابنه ووصيه ورسوله أحمد الحسن اليماني عليه السلام .

    فالسيد أحمد الحسن (ع) قرأ (حِجة) بدل (حُجة) ، أو (ضَيزي) بدل (ضِيزي) ، وقرأ (محمدٍ) بدل (محمداً) ......

    فهل هناك مانع شرعي بعد أن علمنا أن رسول الله ص وهو سيد الكون لم يذم هذه القراءات ولا أهل البيت ع بل سدد كل قراءة واعتبرها وحي منزل من الله، فضلا أن أهل البيت عليهم السلام كما بينا سابقاً أمروا بقراءة القرآن بكل لهجة من لهجات العرب، وأي كانت لهجة أحمد الحسن (ع) وأي كانت قراءته فهي تجري ضمن المنظومة اللسانية والظاهرة اللغوية والبيئة التي يعيشها أحمد الحسن (ع) كما عاشها أهل البيت (ع) وقرئوا بها القرآن وكذلك الخطب .

    كل هذه الاستدلالات تبين أن "محمد زكريا اللامردي" أو مركز الدراسات التخصصية، لم يبحث ويدقق حول موضوع القراءات ونشأتها، وكيفية تعامل المعصومين معها، بل وكيفية الأداء اللغوي للمعصوم وفق الاختلافات الكثيرة لتلك اللهجات، فهل التزم المعصوم بلهجة واحدة، أم هناك قراءات لأهل البيت عليهم السلام كثيرة ...؟؟!!

    ويتضح أيضاً أن لا خطأ يذكر في قراءة أحمد الحسن عليه السلام بل إن أسلوبه في القراءة لم يتجاوز أسلوب أهل البيت الطاهرين عليهم السلام، الذين قرئوا بقراءات مختلفة ولم يعترض عليهم إلا المتعجرفين الذين وصفهم الإمام بأصحاب القلوب السوداء والذين تفوح منهم الرائحة النتنة ...

    والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته







    [1] جامع الأخبار ، الشعيري، ص : 41


    [2] تفسير الإمام الحسن العسكري، ص : 272


    [3] المقدسي، المرشد الوجيز، ص : 96


    [4] الكليني، الكافي، 4/629


    [5] جامع البيان للطبري 1/45


    [6] تفسير ابن كثير، 1/42


    [7] تفسير ابن كثير، 1/42


    [8] تفسير ابن كثير، 1/41


    ابن سلام، فضائل القرآن، 2/105[9]

    قال الرسول (ص) في حق عبد الله ابن عباس : حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ مِنْ أَصْفِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَ أَبْصَرُكُمْ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنَ السَّابِقِينَ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ فَارِسٌ‏ وَ فَارِسُ الْقُرْآنِ‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاس‏ . النيشابوري، روضة الواعظين، 2/286


    [10] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَمَّا نَحْنُ‏ فَنَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ أُبَيٍ‏. الكافي، 2/634

    [11] ويقول الجوهري : ((الزقو والزقي مصدر ، وقد زقا الصدا يزقو . زقا : أي صاح : وكل صائح زاق ، والزقية : الصيحة .)) فتح القدير(الشوكاني) 6/160





    [12] جامع البيان الطبري 16/30


    [13] الدارس في علم اللسانيات، يعرف الفوارق بين ألسن القبائل التي تقلب الكاف شين، والحاء عين كما هي قبيلة هذيل .

    المحرر الوجيز ابن عطية 4/2


    [14] دلائل الإمام (الطبري)، ص: 466


    [15] الكليني، الكافي، 9/37[15]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎