إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

❦--❀--تـرانـيم الحـكمـة--❦--❀ أقوال عيسى (ع) في كتب المسلمين

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    ❦--❀--تـرانـيم الحـكمـة--❦--❀ أقوال عيسى (ع) في كتب المسلمين

    ❦--❀--تـرانـيم الحـكمـة--❦--❀
    أقوال عيسى (ع) في كتب المسلمين

    لا يوصف بعجز(1)
    عن أبي عبد الله قال: إن إبليس قال لعيسى بن مريم ع:
    أيقدر ربك على أن يدخل الأرض بيضة لا يصغر الأرض ولا يكبر البيضة؟ فقال عيسى (عليه السلام):
    ويلك إن الله لا يوصف بعجز، ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة.

    علامة إخواني(2)
    إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني، إنما أعلمكم لتعلموا، ولا أعلمكم لتعجبوا، إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون، وبصبركم على ما تكرهون، وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة.
    يا طوبى لمن يرى بعينه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي، ما أبعد ما قد فات وأدنى ما هو آت! ويل للمغترين لو قد آزفهم ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، وجاءهم ما يوعدون وفي خلق هذا الليل والنهار معتبر، ويل لمن كانت الدنيا همه، والخطايا عمله، كيف يفتضح غداً عند ربه؟ ولا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون، لا تنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رعايا عليهم، ولكن انظروا في خلاص أنفسكم فإنما أنتم عبيد مملوكون، إلى كم يسيل الماء على الجبل لا يلين؟
    إلى كم تدرسون الحكمة لا يلين عليها قلوبكم؟! عبيد السوء، فلا عبيد أتقياء، ولا أحرار كرام، إنما مثلكم كمثل الدفلى يعجب بزهرها من يراها، وينفر من طعمها والسلام.

    المؤمن والدنيا(3)
    لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد.

    من نجالس(4)
    قال الحواريون لعيسى (عليه السلام ): يا روح الله من نجالس؟ قال:
    من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله.

    العلم بلا عمل(5)
    رأيت حجرا مكتوب عليه: اقلبني، فقلبته، فإذا على باطنه مكتوب: من لا يعمل بما يعلم مشؤوم عليه طلب ما لا يعلم، ومردود عليه ما علم.

    العالم العامل(6)
    من علم وعمل فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماء.

    كونوا نقاد الكلام(7)
    خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق، كونوا نقاد الكلام فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله، كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة المموهة، النظر إلى ذلك سواء، والبصراء به خبراء.

    اطلبوا علمه(8)
    يا معشر الحواريين! ما يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه، خذوا العلم ممن عنده ولا تنظروا إلى عمله.

    الأبجد ومعناه(9)
    لما ولد عيسى بن مريم -ع- كان ابن يوم كأنه ابن شهرين، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب، وأقعدته بين يدي المؤدب فقال المؤدب: قل: بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسى ـ ع ـ :
    بسم الله الرحمن الرحيم.
    فقال له المؤدب: قل: أبجد.
    فرفع عيسى ـ ع ـ رأسه فقال: فهل تدري ما أبجد؟
    فعلاه بالدرة ليضربه.
    فقال: يا مؤدب لا تضربني إن كنت تدري، وإلا فسلني حتى أفسر لك.
    فقال: فسره لي.
    فقال عيسى ـ ع ـ: الألف: آلاء الله، والباء: بهجة الله، والجيم: جمال الله، والدال: دين الله، هوز: هاء هول جهنم، والواو: ويل لأهل النار، والزاي زفير جهنم.
    حطي: حطت الخطايا عن المستغفرين.
    كلمن: كلام الله لا مبدل لكلماته.
    سعفص: صاع بصاع، والجزاء بالجزاء.
    قرشت: قرشهم جهنم فحشرهم.
    فقال المؤدب: أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم، فلا حاجة له في المؤدب.

    تواضعوا ولا تتكبروا (10)
    يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي.
    قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله. فقام فغسل أقدامهم.
    فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله.
    فقال: إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم.
    ثم قال عيسى (عليه السلام) : بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.

    لا تغضبوا (11)
    قال الحواريون لعيسى بن مريم (عليه السلام) : يا معلم الخير أعلمنا أي الأشياء أشد؟ فقال:
    أشد الأشياء غضب الله عز وجل.
    قالوا: فبم يُتّقى غضب الله؟
    قال: بأن لا تغضبوا.
    قالوا: وما بدء الغضب؟
    قال: الكِبَر والتجبّر ومحقرة الناس.

    ما لا تحب لنفسك(12)
    ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد، وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر.

    موقفك عند الانتقاد(13)
    إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر الله منه، وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها.

    لا تنازع الرجال(14)
    من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه، ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته.

    ليسلم الناس من أذاك(15)
    طوبى لمن كان صمته فكراً، ونظره عبرا، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم الناس من يده ولسانه.

    الأستاذ وتلاميذه(16)
    صنع عيسى (عليه السلام ) للحواريين طعاماً، فلما أكلوا وضأهم بنفسه، قالوا: يا روح الله نحن أولى أن نفعله منك. قال:
    إنما فعلت هذا لتفعلوه بمن تعلمون.

    هكذا تأدبت(17)
    قيل لعيسى (عليه السلام ): من أدبك؟ قال:
    ما أدبني أحد، رأيت قبح الجهل فجانبته..

    أبصروا محاسنه(18)
    روي أن عيسى (عليه السلام ) مر مع الحواريين على جيفة كلب فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب! فقال عيسى (عليه السلام ):
    ما أشد بياض أسنانه!

    لا تفكر بالمعاصي(19)
    اجتمع الحواريون إلى عيسى (عليه السلام ) فقالوا له: يا معلم الخير أرشدنا. فقال لهم:
    إن موسى كليم الله (عليه السلام ) أمركم أن لا تحلفوا بالله تبارك وتعالى كاذبين، وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين.
    قالوا: يا روح الله زدنا. فقال:
    إن موسى نبي الله (عليه السلام ) أمركم أن لا تزنوا، وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلاً عن أن تزنوا، فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت.

    الإخلاص شرط القبول(20)
    إذا صار صائماً أحدكم فليدهن رأسه ولحيته، ويمسح شفتيه بالزيت لئلا يرى الناس أنه صائم، وإذا أعطى بيمينه فليخف عن شماله، وإذا صلى فليرخ ستر بابه فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق.

    أغنى ولد آدم(21)
    أكلي ما أنبتته الأرض للبهائم وشربي ماء الفرات بكفي، وسراجي القمر، وفراشي التراب، ووسادتي المدر، ولبسي الشعر، ليس لي ولد يموت، ولا امرأة تحزن، ولا بيت يخرب، ولا مال يتلف، فأنا أغنى ولد آدم.

    التولي والتبري(22)
    يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم، والتمسوا رضاه بسخطهم.
    مواعظ

    يوشك بكم الرحيل(23)
    تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل، وإنكم علماء السوء! الأجر تأخذون، والعمل تضيعون! يوشك رب العمل أن يطلب عمله، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه، الله تعالى نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته؟
    كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له فليس يرضى شيئاً أصابه؟
    كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضره أحب إليه مما ينفعه؟
    كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلب ليعمل به؟.

    علماء السوء(24)
    ويل لعلماء السوء تصلى عليهم النار.
    ثم قال:
    اشتدت مؤونة الدنيا ومؤونة الآخرة: أما مؤونة الدنيا فأنك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجراً قد سبقك إليه، وأما مؤونة الآخرة فأنك لا تجد أعواناً يعينونك عليها.

    دعوا الذنوب(25)
    مر عيسى بن مريم (عليه السلام ) على قوم يبكون، فقال:
    علام يبكي هؤلاء؟
    فقيل: يبكون على ذنوبهم.
    قال: فليدعوها يغفر لهم.

    عيسى يعظ أصحابه(26)
    يا بني آدم اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها، فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم، ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن اليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى الله بارئكم، واتقوا ربكم، واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً، أين آباؤكم؟ أين أمهاتكم؟ أين إخوتكم؟ أين أخواتكم؟ أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكى، وخرجوا عن الدنيا، وفارقوا الأحبة، واحتاجوا إلى ما قدموا واستغنوا عما خلفوا، فكم توعظون وكم تزجرون، وأنتم لاهون ساهون، مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم بطونكم وفروجكم، أما تستحيون ممن خلقكم، وقد أوعد من عصاه النار، ولستم ممن يقوى على النار؟ ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه، وكونوا من أهله، وأنصفوا من أنفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم، وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وكونوا عبيداً أبراراً، ولا تكونوا ملوكاً جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين، وإله الأولين والآخرين، مالك يوم الدين، شديد العقاب، أليم العذاب، لا ينجو منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يعزب عنه شيء، ولا يتوارى منه شيء، أحصى كل شيء علمه وأنزله منزلته في جنة أو نار.
    ابن آدم الضعيف! أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك؟ قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتعظ.

    لا تأسوا على الدنيا(27)
    يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم، كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم.

    طهروا قلوبكم(28)
    طوبى للمتراحمين، أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم أولئك يزورون الله(29) يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا أولئك يرثون منابر الملك يوم القيامة، طوبى للمساكين لهم ملكوت السماء، طوبى للمحزونين هم الذين يسرون، طوبى للذين يجوعون ويظمؤون خشوعاً، هم الذين يسبقون.
    (طوبى للذين يعملون الخير أصفياء الله يدعون).
    طوبى للمسبوبين من أجل الطهارة فإن لهم ملكوت السماء، طوبى لكم إذا حسدتم وشتمتم وقيل فيكم كل كلمة قبيحة كاذبة حينئذ فافرحوا وابتهجوا فإن أجركم قد كثر في السماء.
    وقال: يا عبيد السوء تلومون الناس على الظن ولا تلومون أنفسكم على اليقين؟
    (يا عبيد الدنيا تحبون أن يقال فيكم ما ليس فيكم، وأن يشار اليكم بالأصابع).
    يا عبيد الدنيا تحلقون رؤوسكم وتقصرون قمصكم وتنكسون رؤوسكم ولا تنزعون الغل من قلوبكم؟!
    يا عبيد الدنيا مثلكم كمثل القبور المشيدة يعجب الناظر ظهرها وداخلها عظام الموتى، مملوءة خطايا.
    يا عبيد الدنيا إنما مثلكم كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه! يا بني إسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.
    يا بني إسرائيل قلة المنطق حكم عظيم، فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة وقلة وزر، وخفة من الذنوب فحصنوا باب العلم فإن بابه الصبر، وإن الله يبغض الضحاك من غير عجب، والمشاء إلى غير أرب.
    ويحب الوالي الذي يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته، فاستحيوا الله في سرائركم كما تستحيون الناس في علانيتكم، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المؤمن، فعليكم قبل أن يرفع، ورفعه أن يذهب رواته، يا صاحب العلم عظم العلماء لعلمهم ودع منازعتهم، وصغر الجهال لجهلهم ولا تطردهم، ولكن قربهم وعلمهم.
    يا صاحب العلم اعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ عليها.
    يا صاحب العلم إن كل معصية عجزت عن توبتها بمنزلة عقوبة تعاقب بها.
    يا صاحب العلم كرب لا تدري متى تغشاك فاستعد لها قبل أن تفجأك.
    وقال (عليه السلام ) لأصحابه: أرأيتم لو أن أحداً مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن عورته أكان كاشفاً عنها أم يرد على ما انكشف منها؟
    قالوا: بل يرد على ما انكشف منها.
    قال: كلا بل تكشفون عنها! فعرفوا أنه مثل ضربه لهم، فقالوا: يا روح الله وكيف ذاك؟
    قال: ذاك الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها.
    بحق أقول لكم: أعلمكم لتعلموا ولا أعلمكم لتعجبوا بأنفسكم، إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون، ولن تظفروا بما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلوب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة.
    طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل قلبه في نظر عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبهم كهيئة عبيد الناس، إنما الناس رجلان: مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية.
    يا بني إسرائيل أما تستحيون من الله؟ إن أحدكم لا يسوغ له شرابه حتى يصفيه من القذى، ولا يبالي أن يبلغ أمثال الفيلة من الحرام، ألم تسمعوا أنه قيل لكم في التوراة صلوا أرحامكم، وكافئوا أرحامكم؟ وأنا أقول لكم: صلوا من قطعكم، وأعطوا من منعكم وأحسنوا إلى من أساء اليكم، وسلموا على من سبكم، وأنصفوا من خاصمكم، واعفوا عمن ظلمكم، كما أنكم تحبون أن يعفى عن إساءتكم فاعتبروا بعفو الله عنكم، ألا ترون أن شمسه أشرقت على الأبرار والفجار منكم، وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين منكم؟ فإن كنتم لا تحبون إلا من أحبكم ولا تحسنون إلا إلى من أحسن إليكم ولا تكافئوا إلا من اعطاكم فما فضلكم إذاً على غيركم؟ قد يصنع هذا السفهاء الذين ليست عندهم فضول ولا لهم أحلام، ولكن إن أردتم أن تكونوا أحباء الله وأصفياء الله فأحسنوا إلى من أساء اليكم، واعفوا عمن ظلمكم، وسلموا على من أعرض عنكم، اسمعوا قولي، واحفظوا وصيتي، وارعوا عهدي كيما تكونوا علماء فقهاء.
    بحق أقول لكم: إن قلوبكم بحيث تكون كنوزكم ـ ولذلك الناس يحبون أموالهم وتتوق(30) اليها أنفسهم ـ فضعوا كنوزكم في السماء حيث لا يأكلها السوس، ولا ينالها اللصوص.
    بحق أقول لكم: إن العبد لا يقدر على أن يخدم ربين، ولا محالة أنه يؤثر أحدهما على الآخر وإن جهد، كذلك لا يجتمع لكم حب الله وحب الدنيا.
    بحق أقول لكم: إن شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها وطلبها وجهد عليها حتى لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل، وماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها؟ كذلك لا يغني عن العالم علمه إذا هو لم يعمل به، ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع ويؤكل، وما أكثر العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم! وما أوسع الأرض وليس كلها تسكن! وما أكثر المتكلمين وليس كل كلامهم يصدق! فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف، منكسي رؤوسهم إلى الأرض، يزورون به الخطايا، يرمقون من تحت حواجبهم كما ترمق الذئاب، وقولهم يخالف فعلهم، وهل يجتنى من العوسج العنب؟ ومن الحنظل التين؟ وكذلك لا يؤثر قول العالم الكاذب إلا زوراً، وليس كل من يقول يصدق.
    بحق أقول لكم: إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، وكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، ألم تعلموا أنه من شمخ برأسه إلى السقف شجه، ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه، ومن تواضع لله رفعه، إنه ليس على كل حال يصلح العسل في الزقاق، وكذلك القلوب ليس على كل حال تعمر الحكمة فيها، إن الزق ما لم ينخرق أو يقحل أو يتفل فسوف يكون للعسل وعاء، وكذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات ويدنسها الطمع ويقسها النعيم فسوف تكون أوعية للحكمة.
    بحق أقول لكم: إن الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النار معملاً، وكذلك الظالم الأول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم فيأتمون به كما لو لم تجد النار في البيت الأول خشباً وألواحاً لم تحرق شيئاً.
    بحق أقول لكم: من نظر إلى الحية تؤم أخاه لتلدغه ولم يحذره حتى قتلته فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه، وكذلك من نظر إلى أخيه يعمل الخطيئة ولم يحذره عاقبتها حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه، ومن قدر على أن يغير الظالم ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم لا ينهى ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه، فمن أين يقصر الظالمون أم كيف لا يغترون؟ فحسب أحدكم أن يقول: لا أظلم ومن شاء فليظلم، ويرى الظلم فلا يغيره، فلو كان الأمر على ما تقولون لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم حين تنزل بهم العثرة في الدنيا؟
    ويلكم يا عبيد السوء كيف ترجون أن يؤمنكم الله من فزع يوم القيامة وأنتم تخافون الناس في طاعة الله، وتطيعونهم في معصيته، وتفون لهم بالعهود الناقضة لعهده؟
    بحق أقول لكم: لا يؤمن الله من فزع ذلك اليوم من اتخذ العباد أرباباً من دونه.
    ويلكم يا عبيد السوء من أجل دنيا دنية وشهوة رديئة تفرطون في ملك الجنة وتنسون هول يوم القيامة! ويلكم يا عبيد الدنيا من أجل نعمة زائلة وحياة منقطعة تفرون من الله وتكرهون لقاءه! فكيف يحب الله لقاءكم وأنتم تكرهون لقاءه؟ وإنما يحب الله لقاء من يحب لقاءه، ويكره لقاء من يكره لقاءه، وكيف تزعمون أنكم أولياء الله من دون الناس وأنتم تفرون من الموت وتعتصمون بالدنيا؟ فماذا يغني عن الميت طيب ريح حنوطه وبياض أكفانه وكل ذلك يكون في التراب، كذلك لا يغني عنكم بهجة دنياكم التي زينت لكم، وكل ذلك إلى سلب وزوال، ماذا يغني عنكم نقاء أجسادكم وصفاء ألوانكم وإلى الموت تصيرون، وفي التراب تنسون، وفي ظلمة القبر تغمرون؟!
    ويلكم يا عبيد الدنيا تحملون السراج في ضوء الشمس وضوؤها كان يكفيكم، وتدعون أن تستضيئوا بها في الظلم ومن أجل ذلك سخرت لكم! كذلك استضأتم بنور العلم لأمر الدنيا وقد كفيتموه وتركتم أن تستضيئوا به لأمر الآخرة ومن أجل ذلك أعطيتموه، تقولون: إن الآخرة حق وأنتم تمهدون الدنيا، وتقولون: إن الموت حق وأنتم تفرون منه، وتقولون: إن الله يسمع ويرى ولا تخافون إحصاءه عليكم، فكيف يصدقكم من سمعكم فإن من كذب من غير علم أعذر ممن كذب على علم وإن كان لاعذر في شيء من الكذب؟
    بحق أقول لكم: إن الدابة إذا لم تركب ولم تمتهن وتستعمل لتصعب ويتغير خلقها، وكذلك القلوب إذا لم ترفق بذكر الموت ويتبعها دؤوب العبادة تقسو وتغلظ، ماذا يغني عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره وجوفه وحش مظلم؟ كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم وأجوافكم منه وحشة معطلة! فأسرعوا إلى بيوتكم المظلة فأنيروا فيها، كذلك فاسرعوا إلى قلوبكم القاسية بالحكمة قبل أن ترين عليها الخطايا فتكون أقسى من الحجارة، كيف يطيق حمل الأثقال من لا يستعين على حملها؟ أم كيف تحط أوزار من لا يستغفر الله منها؟ أم كيف تنقى ثياب من لا يغسلها؟ وكيف يبرأ من الخطايا من لا يكفرها؟ أم كيف ينجو من غرق البحر من يعبر بغير سفينة؟ وكيف ينجو من فتن الدنيا من لم يداوها بالجد والاجتهاد؟ وكيف يبلغ من يسافر بغير دليل؟ وكيف يصير إلى الجنة من لا يبصر معالم الدين؟ وكيف ينال مرضاة الله من لا يطيعه؟ وكيف يبصر عيب وجهه من لا ينظر في المرآة؟ وكيف يستكمل حب خليله من لا يبذل له بعض ما عنده؟ وكيف يستكمل حب ربه من لا يقرضه بعض ما رزقه؟
    بحق أقول لكم: إنه كما لا ينقص البحر أن تغرق فيه السفينة ولا يضره ذلك شيئا ًكذلك لا تنقصون الله بمعاصيكم شيئاً ولا تضرونه بل أنفسكم تضرون، وإياها تنقصون، وكما لا ينقص نور الشمس كثرة من يتقلب فيها بل به يعيش ويحيا كذلك لا ينقص الله كثرة ما يعطيكم ويرزقكم، بل برزقه تعيشون وبه تحيون، يزيد من شكره إنه شاكر عليم.
    ويلكم يا أجراء السوء الأجر تستوفون، والرزق تأكلون، والكسوة تلبسون، والمنازل تبنون، وعمل من استأجركم تفسدون؟! يوشك رب هذا العمل أن يطالبكم فينظر في عمله الذي أفسدتم فينزل بكم ما يخزيكم، ويأمر برقابكم فتجذ من أصولها ويأمر بأيديكم فتقطع من مفاصلها، ثم يأمر بجثثكم فتجر على بطونها، حتى توضع على قوارع الطريق، حتى تكونوا عظة للمتقين، ونكالاً للظالمين.
    ويلكم يا علماء السوء لا تحدثوا أنفسكم أن آجالكم تستأخر من أجل أن الموت لم ينزل بكم، فكأنه قد حل بكم فأظعنكم، فمن الآن فاجعلوا الدعوة في آذانكم، ومن الآن فنوحوا على أنفسكم، ومن الآن فابكوا على خطاياكم، ومن الآن فتجهزوا وخذوا أهبتكم، وبادروا التوبة إلى ربكم.
    بحق أقول لكم: إنه كما ينظر المريض إلى طيب الطعام فلا يلتذه مع ما يجده من شدة الوجع كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ بالعبادة ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب المال، وكما يلتذ المريض نعت الطبيب العالم بما يرجو فيه من الشفاء فإذا ذكر مرارة الدواء وطعمه كدر عليه الشفاء كذلك أهل الدنيا يلتذون ببهجتها وأنواع ما فيها، فإذا ذكروا فجأة الموت كدرها عليهم وأفسدها.
    بحق أقول لكم: إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها، وكذلك تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي لها منكم إلا من عمل بها، ويلكم يا عبيد الدنيا نقوا القمح وطيبوه، وأدقوا طحنه تجدوا طعمه، ويهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الإيمان (وأكملوه) تجدوا حلاوته وينفعكم غبه.
    بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجاً يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به فلم يمنعكم منه ريح قطرانه، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها، ويلكم يا عبيد الدنيا لا كحكماء تعقلون، ولا كحلماء تفقهون، ولا كعلماء تعلمون، ولا كعبيد أتقياء، ولا كأحرار كرام، توشك الدنيا أن تقتلعكم من أصولكم فتقلبكم على وجوهكم، ثم تكبكم على مناخركم، ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم ويدفعكم العلم من خلفكم حتى يسلماكم إلى الملك الديان عراة فرادى فيجزيكم بسوء أعمالكم.
    ويلكم يا عبيد الدنيا أليس بالعلم أعطيتم السلطان على جميع الخلائق فنبذتموه فلم تعملوا به، وأقبلتم على الدنيا تحكمون، ولها تمهدون، وإياها تؤثرون وتعمرون فحتى متى أنتم للدنيا ليس لله فيكم نصيب؟
    بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون، فلا تنتظروا بالتوبة غداً، فإن دون غد يوماً وليلة، قضاء الله فيهما يغدو ويروح.
    بحق أقول لكم: إن صغار الخطايا ومحقراتها لمن مكائد إبليس يحقرها لكم ويصغرها في أعينكم، وتجتمع فتكثر وتحيط بكم.
    بحق أقول لكم: إن المدحة بالكذب والتزكية في الدين لمن رأس الشرور المعلومة وإن حب الدنيا لرأس كل خطيئة.
    بحق أقول لكم: ليس شيء أبلغ في شرف الآخرة وأعون على حوادث الدنيا من الصلاة الدائمة، وليس شيء أقرب إلى الرحمن منها، فدوموا عليها، واستكثروا منها، وكل عمل صالح يقرب إلى الله فالصلاة أقرب إليه وآثر عنده.
    بحق أقول لكم: إن كل عمل المظلوم الذي لم ينتصر بقول ولا فعل ولا حقد هو في ملكوت السماء عظيم، أيكم رأى نوراً اسمه ظلمة أو ظلمة اسمها نور؟ كذلك لا يجتمع للعبد أن يكون مؤمناً كافراً، ولا مؤثراً للدنيا راغباً في الآخرة، وهل زارع شعير يحصد قمحاً أو زارع قمح يحصد شعيراً؟ كذلك يحصد كل عبد في الآخرة ما زرع، ويجزي بما عمل.
    بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله وضيعها بسوء فعله، ورجل أتقنها بقوله وصدقها بفعله، وشتان بينهما! فطوبى للعلماء بالفعل، وويل للعلماء بالقول.
    بحق أقول لكم: من لا ينقي من زرعه الحشيش يكثر فيه حتى يغمره فيفسده، وكذلك من لا يخرج من قلبه حب الدنيا يغمره حتى لا يجد لحب الآخرة طعماً، ويلكم يا عبيد الدنيا اتخذوا مساجد ربكم سجوناً لأجسادكم، واجعلوا قلوبكم بيوتاً للتقوى ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات.
    بحق أقول لكم: إن أجزعكم على البلاء لأشدكم حباً للدنيا، وإن أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا. ويلكم يا علماء السوء ألم تكونوا أمواتاً فأحياكم فلما أحياكم متم؟ ويلكم ألم تكونوا أميين فعلمكم فلما علمكم نسيتم؟ ويلكم ألم تكونوا جفاة ففقهكم الله فلما فقهكم جهلتم؟ ويلكم ألم تكونوا ضلالاً فهداكم فلما هداكم ضللتم؟ ويلكم ألم تكونوا عمياً فبصركم فلما بصركم عميتم؟ ويلكم ألم تكونوا صما ًفأسمعكم فلما أسمعكم صممتم؟ ويلكم ألم تكونوا بكماً فأنطقكم فلما أنطقكم بكمتم؟ ويلكم ألم تستفتحوا فلما فتح لكم نكصتم على أعقابكم؟ ويلكم ألم تكونوا أذلة فأعزكم فلما عززتم قهرتم واعتديتم وعصيتم؟ ويلكم ألم تكونوا مستضعفين في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فنصركم وأيدكم فلما نصركم استكبرتم وتجبرتم؟ فيا ويلكم من ذل يوم القيامة كيف يهينكم ويصغركم؟ ويا ويلكم يا علماء السوء إنكم لتعملون عمل الملحدين وتأملون أمل الوارثين وتطمئنون بطمأنينة الآمنين، وليس أمر الله على ما تتمنون وتتخيرون، بل للموت تتوالدون، وللخراب تبنون وتعمرون، وللوارثين تمهدون.
    بحق أقول لكم: إن موسى (عليه السلام ) كان يأمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين، وأنا أقول: لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين، ولكن قولوا: لا ونعم. يا بني إسرائيل عليكم بالبقل البري، وخبز الشعير، وإياكم وخبز البر فإني أخاف عليكم أن لا تقوموا بشكره.
    بحق أقول لكم: إن الناس معافى ومبتلى، فاحمدوا الله على العافية، وارحموا أهل البلاء.
    بحق أقول لكم: إن كل كلمة سيئة تقولون بها تعطون جوابها يوم القيامة.
    يا عبيد السوء إذا قرب أحدكم قربانه ليذبحه فذكر أن أخاه واجد عليه فليترك قربانه وليذهب إلى أخيه فليرضه ثم ليرجع إلى قربانه فليذبحه، يا عبيد السوء إذا أخذ قميص أحدكم فليعط رداءه معه، ومن لطم خده منكم فليمكن من خده الآخر ومن سخر منكم ميلاً فليذهب ميلاً آخر معه.
    بحق أقول لكم: ماذا يغني عن الجسد إذا كان ظاهره صحيحا ًوباطنه فاسداً؟ وما يغني عنكم أجسادكم إذا أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم؟ وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة؟
    بحق أقول لكم: لا تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم.
    بحق أقول لكم: ابدؤوا بالشر فاتركوه، ثم اطلبوا الخير ينفعكم، فإنكم إذا جمعتم الخير مع الشر لم ينفعكم الخير.
    بحق أقول لكم: إن الذي يخوض النهر لا بد أن يصيب ثوبه الماء وإن جهد أن لا يصيبه، كذلك من يحب الدنيا لا ينجو من الخطايا.
    بحق أقول لكم: طوبى للذين يتهجدون من الليل، أولئك الذين يرثون النور الدائم من أجل أنهم قاموا في ظلمة الليل على أرجلهم في مساجدهم يتضرعون إلى ربهم رجاء أن ينجيهم في الشدة غداً.
    بحق أقول لكم: إن الدنيا خلقت مزرعة، يزرع فيها العباد الحلو والمر والشر والخير، والخير له مغبة نافعة يوم الحساب، والشر له عنا ءوشقاء يوم الحصاد.
    بحق أقول لكم: إن الحكيم يعتبر بالجاهل والجاهل يعتبر بهواه، أوصيكم أن تختموا على أفواهكم بالصمت حتى لا يخرج منها ما لا يحل لكم.
    بحق أقول لكم: إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، ولا تبلغون ما تريدون إلا بترك ما تشتهون.
    بحق أقول لكم: يا عبيد الدنيا كيف يدرك الآخرة من لا تنقص شهوته من الدنيا ولا تنقطع منها رغبته.
    بحق أقول لكم: يا عبيد الدنيا ما الدنيا تحبون، ولا الآخرة ترجون، لو كنتم تحبون الدنيا أكرمتم العمل الذي به أدركتموها، ولو كنتم تريدون الآخرة عملتم عمل من يرجوها.
    بحق أقول لكم: يا عبيد الدنيا إن أحدكم يبغض صاحبه على الظن، ولا يبغض نفسه على اليقين.
    بحق أقول لكم: إن أحدكم ليغضب إذا ذكر له بعض عيوبه وهي حق، ويفرح إذا مدح بما ليس فيه.
    بحق أقول لكم: إن أرواح الشياطين ما عمرت في شيء ما عمرت في قلوبكم، وإنما أعطاكم الله الدنيا لتعملوا فيها للآخرة، ولم يعطكموها لتشغلكم عن الآخرة، وإنما بسطها لكم لتعلموا أنه أعانكم بها على العبادة، ولم يعنكم بها على الخطايا، وإنما أمركم فيها بطاعته، ولم يأمركم فيها بمعصيته، وإنما أعانكم بها على الحلال ولم يحل لكم بها الحرام، وإنما وسعها لكم لتواصلوا فيها ولم يوسعها لكم لتقاطعوا فيها.
    بحق أقول لكم: إن الأجر محروص عليه، ولا يدركه إلا من عمل له.
    بحق أقول لكم: إن الشجرة لا تكمل إلا بثمرة طيبة، كذلك لا يكمل الدين إلا بالتحرج عن المحارم.
    بحق أقول لكم: إن الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب، كذلك الإيمان لا يصلح إلا بالعلم والعمل.
    بحق أقول لكم: إن الماء يطفىء النار، كذلك الحلم يطفىء الغضب.
    بحق أقول لكم: إنه لا يجتمع الماء والنار في إناء واحد كذلك لا يجتمع الفقه والعمى في قلب واحد.
    بحق أقول لكم: إنه لا يكون مطر بغير سحاب، كذلك لا يكون عمل في مرضاة الرب إلا بقلب نقي.
    بحق أقول لكم: إن الشمس نور كل شيء، وإن الحكمة نور كل قلب، والتقوى رأس كل حكمة، والحق باب كل خير، ورحمة الله باب كل حق، ومفاتيح ذلك الدعاء والتضرع والعمل، وكيف يفتح باب بغير مفتاح؟!
    بحق أقول لكم: إن الرجل الحكيم لا يغرس شجرة إلا شجرة يرضاها، ولا يحمل على خيله إلا فرساً يرضاه، وكذلك المؤمن العالم لا يعمل إلا عملاً يرضاه ربه.
    بحق أقول لكم: إن الصقالة تصلح السيف وتجلوه، كذلك الحكمة للقلب تصقله وتجلوه، وهي في قلب الحكيم مثل الماء في الأرض الميتة تحيي قلبه، كما يحيي الماء الأرض الميتة، وهي في قلب الحكيم مثل النور في الظلمة يمشي بها في الناس.
    بحق أقول لكم: إن نقل الحجارة من رؤوس الجبال أفضل من أن تحدث من لا يعقل عنك حديثك، كمثل الذي ينقع الحجارة لتلين، وكمثل الذي يصنع الطعام لأهل القبور، طوبى لمن حبس الفضل من قوله الذي يخاف عليه المقت من ربه، ولا يحدث حديثاً لا يفهمه، ولا يغبط امرءاً في قوله حتى يستبين له فعله، طوبى لمن تعلم من العلماء ما جهل، وعلم الجاهل مما علم، طوبى لمن عظم العلماء لعلمهم وترك منازعتهم، وصغر الجهال لجهلهم، ولا يطردهم ولكن يقربهم ويعملهم.
    بحق أقول لكم: يا معشر الحواريين إنكم اليوم في الناس كالأحياء من الموتى فلا تموتوا بموت الأحياء.
    وقال المسيح: يقول الله تبارك وتعالى: يحزن عبدي المؤمن أن أصرف عنه الدنيا وذلك أحب ما يكون إلي وأقرب ما يكون مني، ويفرح أن أوسع عليه في الدنيا وذلك أبغض ما يكون إلي وأبعد ما يكون مني، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً.
    سترحلون إلى القبر(31)
    تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة ولا ترزقون فيها إلا بالعمل، ويلكم علماء السوء! الأجرة تأخذون والعمل لا تصنعون، يوشك رب العمل أن يطلب عمله، ويوشك أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه؟ وما يضره أشهى إليه مما ينفعه.

    الدنيا كموج البحر(32)
    من ذا الذي يبني على موج البحر داراً؟ تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً.

    استعد للموت(33)
    لا تدري متى يغشاك الموت، لم لا تستعد له قبل أن يفجأك؟

    لا تستعبدكم الدنيا(34)
    لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيداً ، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة، وصاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة.

    الدنيا خبيثة فاتركوها(35)
    يا معشر الحواريين إني قد أكببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي، فإن من خبث الدنيا أن عصي الله فيها، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تنال ولا تدرك إلا بتركها، فاعبروا الدنيا ولا تعمروها، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا، ورب شهوة أورثت أهلها حزناً طويلاً.

    استعينوا بالصبر والصلاة(36)
    إن بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها، فلا ينازعنكم فيها إلا الملوك والنساء، فأما الملوك فلا تنازعوهم للدنيا فإنهم لم يعرضوا لكم ما تركتم دنياهم، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة.

    لا تكن الدنيا مبلغ همك(37)
    ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها، ويأمنها وتغره، ويثق بها وتخذله، ويل للمغترين كيف رهقهم ما يكرهون؟ وفارقهم ما يحبون؟ وجاءهم ما يوعدون؟ وويل لمن الدنيا همه، والخطايا أمله، كيف يفتضح غداً عند الله؟

    أبغضوا الدنيا(38)
    قيل لعيسى (عليه السلام ): علمنا عملاً واحداً يحببنا الله عليه، قال:
    أبغضوا الدنيا يحببكم الله.

    الدنيا عجوز هتماء(39)
    قد روي أن عيسى بن مريم (عليه السلام ) كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز هتماء، عليها من كل زينة، فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: لا أحصيهم، قال: وكلهم ماتوا أوكلهم طلقوك؟ قالت: بل كلهم قتلت، فقال عيسى (عليه السلام ):
    بؤساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين كيف تهلكينهم واحداً واحداً ولا يكونون منك على حذر.

    لا تبع نفسك بالدنيا(40)
    بماذا نفع امرؤ نفسه؟ باعها بجميع ما في الدنيا ثم ترك ما باعها به ميراثاً لغيره وأهلك نفسه، ولكن طوبى لامرىء خلص نفسه واختارها على جميع الدنيا.

    في المال خصال(41)
    روي أن عيسى (عليه السلام ) ذم المال وقال: فيه ثلاث خصال، فقيل: وما هن يا روح الله؟ قال:
    يكسبه المرء من غير حله، وإن هو كسبه من حله منعه من حقه، وإن هو وضعه في حقه شغله إصلاحه عن عبادة ربه.

    اعتبر بالماضين(42)
    كان عيسى (عليه السلام ) إذا مر بدار قد مات أهلها وخلف فيها غيرهم يقول:
    ويحاً لأربابك الذين ورثوك كيف لم يعتبروا بإخوانهم الماضين.

    أتعب جسدك لتستريح(43)
    يا دار تخربين وتفنى سكانك، ويا نفس اعملي ترزقي، ويا جسد انصب تسترح.

    اتق ربك لتقوى(44)
    يا ابن آدم الضعيف اتق ربك، واتق طمعك، وكن في الدنيا ضعيفاً ، وعن شهواتك عفيفاً، عود جسمك الصبر، وقلبك الفكر، ولا تحبس لغد رزقاً فإنها خطيئة عليك، وأكثر حمد الله على الفقر فإن من العصمة أن لا تقدر على ما تريد.

    لا تبع آخرتك بالدنيا(45)
    النوم على الحصير وأكل خبز الشعير، في طلب الفردوس يسير.

    وظائف الليل والنهار(46)
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): إن عيسى بن مريم (عليه السلام ) قال:
    يا معشر الحواريين! الصلاة جامعة، فخرج الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون، وغارت العيون، واصفرت الألوان، فسار بهم عيسى (عليه السلام ) إلى فلاة من الأرض فقام على رأس جرثومة فحمد الله وأثنى عليه ثم أنشأ يتلو عليهم من آيات الله وحكمته فقال:
    يا معشر الحواريين! اسمعوا ما أقول لكم، إني لأجد في كتاب الله المنزل الذي أنزله الله في الإنجيل أشياء معلومة فاعملوا بها.
    قالوا: يا روح الله وما هي؟
    قال: خلق الليل لثلاث خصال، وخلق النهار لسبع خصال، فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه.
    خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك، وتستغفر لذنبك الذي كسبته بالنهار ثم لا تعود فيه، وتقنت فيه قنوت الصابرين، فثلث تنام، وثلث تقوم، وثلث تضرع إلى ربك، فهذا ما خلق له الليل.
    وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة التي عنها تسأل وبها تخاطب، وتبر والديك، وأن تضرب في الأرض تبتغي المعيشة معيشة يومك، وأن تعودوا فيه ولياً لله كيما يتغمدكم الله برحمته، وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفوراً لكم، وأن تأمروا بمعروف، وأن تنهوا عن منكر.
    فهو ذروة الإيمان وقوام الدين، وأن تجاهدوا في سبيل الله تزاحموا إبراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه عند مليك مقتدر.

    ابك على خطيئتك(47)
    احرز لسانك لعمارة قلبك، وليسعك بيتك، واحذر من الرياء وفضول معاشك واستح من ربك وابك على خطيئتك وفر من الناس فرارك من الأسد والأفعى، فإنما كانوا دواء فصاروا اليوم داء، ثم الق الله تعالى متى شئت.

    احذر المفاجأة(48)
    هول لا تدري متى يلقاك، ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك.

    مع القرية البائدة(49)
    مر عيسى بن مريم (عليه السلام ) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال:
    أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون:
    يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها.
    فدعا عيسى (عليه السلام ) ربه فنودي من الجو أن: نادهم. فقام عيسى (عليه السلام ) بالليل على شرف من الأرض فقال:
    يا أهل هذه القرية. فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته.
    فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟
    قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب.
    فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟
    قال: كحب الصبي لأمه إذا اقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا.
    قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟
    قال: الطاعة لأهل المعاصي.
    قال: كيف كانت عاقبة أمركم؟
    قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية.
    فقال: وما الهاوية؟
    فقال: سجين.
    قال: وما سجين؟
    قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة.
    قال: فما قلتم وما قيل لكم؟
    قال: قلنا ردنا الى الدنيا فنزهد فيها قيل لنا: كذبتم.
    قال: ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟
    قال: يا روح الله إنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمني معهم فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها.
    فالتفت عيسى (عليه السلام ) إلى الحواريين فقال: يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.

    مثل الدنيا والآخرة(50)
    مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان: إن أرضى أحدهما أسخطت الأخرى.

    اهربوا من الدنيا(51)
    يا بني آدم اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها فإنكم لا تصلحون لها، ولا تصلح لكم، ولا تبقون فيها لا تبقى لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن اليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى الله بارئكم واتقوا ربكم، واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً.
    أين آباؤكم وأمهاتكم؟ أين إخوانكم؟ أين أخواتكم؟ أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكى وخرجوا عن الدنيا وفارقوا الأحبة، واحتاجوا الى ما قدموا، واستغنوا عما خلفوا، كم توعظون؟ وكم تزجرون؟ وأنتم لاهون ساهون؟ مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم فروجكم وبطونكم، أما تستحون ممن خلقكم، قد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار، ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه وكونوا من أهله.
    وأنصفوا من انفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً, وكونوا عبيداً ابراراً، ولا تكونوا ملوكاً جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة، رب السماوات ورب الأرض وإله الأولين والآخرين، مالك يوم الدين، شديد العقاب، الأليم العذاب، لا ينجو منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يعزب عنه شيء ولا يتوارى منه شيء، أحصى كل شيء علمه وأنزله منزله، في الجنة أو النار.
    ابن آدم الضعيف! أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك؟ وفي كل حال من حالاتك؟ فقد أبلغ من وعظ وأفلح من اتعظ.

    كيف أصبحت؟(52)
    قيل لعيسى بن مريم (عليهما السلام)، كيف أصبحت؟ قال:
    لا أملك نفع ما أرجو، ولا أستطيع دفع ما أحذره، مأموراً بالطاعة منهياً عن المعصية، فلا أرى فقيراً أفقر مني.

    أفقر الفقراء(53)
    قيل لعيسى بن مريم (عليه السلام ): كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي، لا أملك ما أرجو ولا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر مني.
    اجتماعيات

    تواضعوا للناس(54)
    يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة فاقضوها لي.
    قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله.
    فقام فغسل أقدامهم.
    فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله.
    فقال: إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم، ثم قال عيسى (عليه السلام ): بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.

    لا تعينوا الظالم(55)
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله عز وجل، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عز وجل أوثق منه بما في يده، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم ): ألا أنبئكم بشر الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس. ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الذي لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنباً. ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره، وإن عيسى بن مريم (عليه السلام ) قام في بني إسرائيل فقال:
    يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم.
    الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز وجل.

    العالم والدين(56)
    الدينار داء الدين، والعالم طبيب الدين، فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غير ناصح لغيره.

    ما أصنع بالتزويج(57)
    قيل لعيسى بن مريم (عليه السلام ): ما لك لا تتزوج؟ فقال:
    وما أصنع بالتزويج؟
    قالوا: يولد لك.
    قال: وما أصنع بالأولاد؟ إن عاشوا فتنوا، وإن ماتوا أحزنوا.

    ليس أحد أغنى مني(58)
    خادمي يداي، ودابتي رجلاي، وفراشي الأرض، ووسادي الحجر، ودفئي في الشتاء مشارق الأرض، وسراجي بالليل القمر، وإدامي الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، وفاكهتي وريحانتي ما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام، أبيت وليس لي شيء وأصبح وليس لي شيء، وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني.

    إياك والشبع(59)
    أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: مر أخي عيسى (عليه السلام ) بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال: ما شأنكما؟ قال: يا نبي الله هذه امرأتي وليس بها بأس، صالحة، ولكني أحب فراقها. قال: فأخبرني على كل حال ما شأنها؟ قال: هي خلقة الوجه من غير كبر. قال لها: يا امرأة أتحبين أن يعود ماء وجهك طرياً؟ قالت: نعم. قال لها: إذا أكلت فإياك أن تشبعي، لأن الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه. ففعلت ذلك فعاد وجهها طرياً.

    هكذا يغرس الشجر(60)
    أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: مر أخي عيسى (عليه السلام ) بمدينة وإذا في ثمارها الدود، فشكوا إليه ما بهم، فقال:
    دواء هذا معكم وليس تعلمون، أنتم قوم إذا غرستم الأشجار صببتم التراب ثم صببتم الماء، وليس هكذا يجب، بل ينبغي أن تصبوا الماء في أصول الشجر ثم تصبوا التراب لكي لا يقع فيه الدود. فاستأنفوا كما وصف فذهب ذلك عنهم.

    هكذا يطبخ اللحم(61)
    أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: مر أخي عيسى (عليه السلام ) بمدينة وإذا وجوههم صفر، وعيونهم زرق، فصاحوا إليه وشكوا ما بهم من العلل، فقال:
    دواؤه معكم، أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه غير مغسول، وليس شيء يخرج من الدنيا إلا بجنابة. فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم.

    هكذا ينبغي النوم(62)
    أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: مر أخي عيسى (عليه السلام ) بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة، ووجوههم منتفخة، فشكوا إليه، فقال:
    أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلي الريح في الصدور حتى تبلغ إلى الفم، فلا يكون لها مخرج، فترد إلى أصول الأسنان فيفسد الوجه فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقاً. ففعلوا فذهب ذلك عنهم.

    البداية أو الخاتمة؟(63)
    يا معشر الحواريين بحق أقول لكم: إن الناس يقولون: إن البناء بأساسه وأنا لا أقول لكم كذلك.
    قالوا: فماذا تقول يا روح الله؟
    قال: بحق أقول لكم: إن آخر حجر يضعه العامل هو الأساس.
    قال أبو فروة: إنما أراد خاتمة الأمر.

    الأحمق لا علاج له(64)
    قال أبو عبد الله (عليه السلام ) قال: من أعجب بنفسه هلك ومن أعجب برأيه هلك، وإن عيسى بن مريم (عليه السلام ) قال:
    داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله، وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه.
    فقيل: يا روح الله وما الأحمق؟
    قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقاً، فذلك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته.

    لم لا تتخذ بيتاً(65)
    قيل لعيسى (عليه السلام ): لو اتخذت بيتاً، قال: يكفينا خلقان من كان قبلنا.

    الإنسان والأمل(66)
    بينما عيسى ابن مريم (عليه السلام ) جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير به الأرض فقال عيسى (عليه السلام ):
    اللهم انزع عنه الأمل. فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة.
    فقال عيسى (عليه السلام ): اللهم اردد إليه الأمل. فقام فجعل يعمل.
    فسأله عيسى عن ذلك، فقال: بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي: إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير؟ فألقيت المسحاة واضطجعت، ثم قالت لي نفسي: والله لا بد لك من عيش ما بقيت. فقمت إلى مسحاتي.

    مواصفات الجليس(67)
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله من نجالس؟ قال:
    من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله.

    ليكن كلامك ذكر الله(68)
    لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون.
    أدعية

    دعاؤه في الرزق(69)
    اللهم ارزقني غدوة رغيفاً من شعير، وعشية رغيفاً من شعير، ولا ترزقني فوق ذلك فأطغى.

    للخلاص من الشدة(70)
    اللهم خالق النفس من النفس، ومخرج النفس من النفس، ومخلص النفس من النفس، فرج عنا وخلصنا من شدتنا.

    علامة أهل الدنيا(71)
    بحق أقول لكم: كما ينظر المريض إلى الطعام فلا يلتذ به من شدة الوجع كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ بالعبادة ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حلاوة الدنيا.
    وبحق أقول لكم: كما إن الدابة إذا لم تركب وتمتهن تصعبت وتغير خلقها كذلك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت وبنصب العبادة تقسو وتغلظ.
    وبحق أقول لكم: إن الزق إذا لم ينخرق يوشك أن يكون وعاء العسل، كذلك القلوب اذا لم تخرقها الشهوات أو يدنسها الطمع أو يقسها النعم فسوف تكون أوعية الحكمة.

    لا تأكلوا حتى تجوعوا(72)
    يا بني إسرائيل لا تأكلوا حتى تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم، ونسيتم ربكم.
    حِكَم

    أشقى الناس(73)
    أشقى الناس من هو معروف بعلمه مجهول بعمله.

    طوبى للمؤمن بالغيب(74)
    طوبى لمن ترك شهوة حارة لموعود غائب لم يره.

    المعروف خير زاد(75)
    استكثروا من الشيء الذي لا تأكله النار.
    قالوا: وما هو؟
    قال: المعروف.

    العُجب مفسد(76)
    يا معشر الحواريين كم من سراج أطفأته الريح، وكم من عابد أفسده العُجب.

    بذر الشهوات(77)
    إياكم والنظر إلى المحذورات فانها بذر الشهوات ونبات الفسق.

    لا تأسوا (78)
    يا بني آدم لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من آخرتهم إذا أصابوا دنياهم.


    ________________________

    الهامش:

    (1) التوحيد 127 ب9 ح5: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ـ رحمه الله ـ قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ين أبي عمير، عمن ذكره، ...
    (2) أمالي المفيد 129 ـ 130، المجلس 23، ح43: حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبد الله بن محمد بن النعمان (قال: حدثني) أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي رحمه الله، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن رجل، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام ) يقول: كان المسيح (عليه السلام ) يقول لأصحابه: ...
    (3) تنبيه الخواطر 1/ 139: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (4) عوالي اللآلي 4/ 78، ح72: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): ...
    (5) مصباح الشريعة 14، ب5: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (6) منية المريد 37: من كلام المسيح (عليه السلام ): ...
    (7) المحاسن 229، ح169: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن عيسى القاساني، عن ابن مسعود الميسري، رفعه، قال: قال المسيح (عليه السلام ): ...
    (8) المحاسن 230، ح172: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام ) قال: قال المسيح (عليه السلام ): ...
    (9) معاني الأخبار 46 ، 45: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، مولى بني هاشم، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا كثير بن عياش القطان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، قال:
    (10) أصول الكافي 1/ 37، ح6: أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان رفعه قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (11) الخصال 1/ 6، ح17: حدثنا ابي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي بن الصلت قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: ...
    (12) أمالي الصدوق 300، مجلس 58، ح12: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام )، قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ) لبعض أصحابه: ...
    (13) أمالي الصدوق 414، مجلس 77، ح8: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): قال عيسى بن مريم (عليه السلام ) ليحيى بن زكريا (عليه السلام ): ...
    (14) أمالي الصدوق 436، مجلس 81، ح3: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: كان المسيح (عليه السلام ) يقول: ...
    (15) الخصال 1/ 295، ح62،: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام ) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (16) تنبيه الخواطر 1/ 91: ...
    (17) تنبيه الخواطر 1/ 104: ...
    (18) تنبيه الخواطر 1/ 125: ...
    (19) فروع الكافي 3/ 542: ح7: علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي العباس الكوفي جميعاً عن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: ...
    (20) عدة الداعي 220، ب4: كان عيسى (عليه السلام ) يقول للحواريين: ...
    (21) فقه الرضا (عليه السلام ) 370، ب102: روي عن المسيح (عليه السلام) أنه قال للحواريين: ...
    (22) تنبيه الخواطر 2/ 554: وكان عيسى (عليه السلام ) يقول: ...
    (23) منية المريد 48: ومن كلام عيسى (عليه السلام ): ...
    (24) اعلام الدين ص8. منية المريد 48: ومن كلامه (عليه السلام ): ...
    (25) أمالي الصدوق 401 مجلس 75، ح1: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ره) قال: حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام ) قال:
    (26) أمالي الصدوق 446، مجلس 82، ح12: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام ) قال: كان عيسى بن مريم (عليه السلام ) يقول لأصحابه: ...
    (27) أمالي الصدوق 401 مجلس 75، ح2: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي بن الخزاز قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام ) يقول: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ) للحواريين: ...
    (28) تحف العقول 501 ـ 513: ومن حكمه: ...
    (29) أي رحمته تعالى.
    (30) تاق إليه: اشتاق واسرع.
    (31) بحار الأنوار 14/ 320، ح25، عن أمالي الشيخ الطوسي: المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام ) يقول: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ) لأصحابه:...
    (32) تنبيه الخواطر 1/ 141: وقال عيسى (عليه السلام ): ...
    (33) تنبيه الخواطر 1/94: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (34) تنبيه الخواطر 1/ 137: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (35) تنبيه الخواطر 1/ 137: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (36) تنبيه الخواطر 1/ 137: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (37) تنبيه الخواطر 1/ 140: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (38) تنبيه الخواطر 1/ 142: ...
    (39) تنبيه الخواطر 1/ 154: ...
    (40) تنبيه الخواطر 2/ 434: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (41) تنبيه الخواطر 2/ 437: ...
    (42) تنبيه الخواطر 2/ 538: ...
    (43) تنبيه الخواطر 2/ 539: كان عيسى (عليه السلام ) يقول: ...
    (44) تنبيه الخواطر 2/ 548: كان عيسى (عليه السلام ) يقول: ...
    (45) تنبيه الخواطر 2/ 549: وقال (عليه السلام ): ...
    (46) بحار الأنوار 58/ 207 ـ 208 ح38 عن الدر المنثور عن عبد الله بن مغفل قال: ...
    (47) مصباح الشريعة 99ـ 100 ب45: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (48) الزهد 81 ب14 ح218: فالة، عن إسماعيل عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: كان عيسى بن مريم (عليه السلام ) يقول: ...
    (49) أصول الكافي 2/ 318 ـ 319 ح11 وتنبيه الخواطر 1/ 141: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن منصور بن العباس عن سعيد بن جناح، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الحميد بن علي الكوفي، عن مهاجر الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال:
    (50) روضة الواعظين 2/ 448 تنبيه الخواطر 1/ 146: قال المسيح (عليه السلام ): ...
    (51) روضة الواعظين 2/ 447: قال الصادق (عليه السلام ): كان عيسى بن مريم (عليه السلام ) يقول لأصحابه: ...
    (52) مصباح الشريعة 168 ضمن ب79: ...
    (53) أمالي الشيخ الطوسي 2/ 253 ـ 254 ب32 ح8: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب بن عبدة، عن محمد بن حماد عن حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمن أخبره من أهل العلم قال: ...
    (54) بحار الأنوار 2/ 62، ح5، عن منية المريد: عن محمد ابن سنان رفعه قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (55) معاني الأخبار 196، باب: 184، ح2: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن معروف، عن إبراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحوال صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه (عليهما السلام)، قال: ...
    (56) الخصال 1/ 113، ح91: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام ): قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (57) من لا يحضره الفقيه ج3/ 558، ح4916: قال الصادق (عليه السلام ): ...
    (58) بحار الأنوار 14/ 239، ح17، عن إرشاد القلوب: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (59) علل الشرائع 2/ 497، ب 252، ح1: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى العلوي الحسيني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أسباط قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثني عيسى بن جعفر العلوي العمري، عن آبائه، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام ): ...
    (60) علل الشرائع 2/ 574، ب376، ح1: وبالإسناد المذكور: ...
    (61) علل الشرائع 2/ 575، ب377، ح1: وبالإسناد المذكور: ...
    (62) علل الشرائع 2/ 575، ب377، ح1: وبالإسناد المذكور: ...
    (63) معاني الأخبار 348، ح1: حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني أحمد بن سهل الأزدي العابد قال: سمعت أبا فروة الأنصاري ـ وكان من السائحين ـ يقول: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (64) الاختصاص 221: قال أبو جعفر (الصدوق) حدثني محمد ابن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي الربيع الشامي، قال: ...
    (65) تنبيه الخواطر 1/ 139:
    (66) تنبيه الخواطر 1/ 280: وقيل: ...
    (67) أصول الكافي 1/ 39، ح3: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: ...
    (68) أصول الكافي 2/ 114، ح11: حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: كان المسيح (عليه السلام ) يقول: ...
    (69) عدة الداعي 104: وعن الصادق (عليه السلام ) قال: في الإنجيل أن عيسى (عليه السلام ) قال: ...
    (70) مهج الدعوات 313: ومن دعاء لعيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (71) عدة الداعي 96: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (72) المحاسن 447 ب44 ح342: احمد بن ابي عبد الله البرقي عن علي بن حديد رفعه قال: قام عيسى بن مريم (عليه السلام ) خطيباً في بني اسرائيل فقال: ...
    (73) مصباح الشريعة 20 ب8: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ): ...
    (74) تنبيه الخواطر 1/ 104: قال عيسى (عليه السلام ): ...
    (75) تنبيه الخواطر 2/ 568: وقال عيسى (عليه السلام ) لأصحابه: ...
    (76) عدة الداعي 223 ب4: قال المسيح (عليه السلام ): ...
    (77) مصباح الشريعة 10 ب3: قال عيسى بن مريم (عليه السلام ) للحواريين: ...
    (78) بحار الأنوار ج 70ص 110_113.
    Last edited by راية اليماني; 20-06-2018, 17:54. سبب آخر: إضافات+تعديل العنوان
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎