إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تــــيـــــه بـــنــــي إســـرائيــــل :-

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • اميري احمد
    عضو نشيط
    • 26-06-2009
    • 547

    تــــيـــــه بـــنــــي إســـرائيــــل :-

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصل اللهم على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    السلام عليكم سيدي قائم آل محمد (ص) وعلى المؤمنين والمؤمنات والإخوة الضيوف ورحمة الله وبركاته

    والحمد لله الذي قال ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) (سـبأ 28-30)

    لك الحمد ربنا إن عرفتنا ميعادك الذي لا يخلف وسيفك القاطع وحجرك الدامغ وعبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنصرت دينك واصطفيته بعلمك وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب وأطلعته على الغيوب وأنعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس وجعلت طاعته طاعتك ونصرته نصرتك وعرفته لعبادك على لسان نبيك الأمي صلى الله عليه واله وعلى لسان من سبق من الأنبياء وذكرته في التوراة والإنجيل والقران وحذرت عبادك من الغفلة وقلت سبحانك من قائل بسم الله الرحمن الرحيم (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً ) (الفرقان 27-29)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديّان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمّارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق .

    تيه بني إسرائيل :-

    تاه بنو إسرائيل في سيناء أربعين سنة بعد خروجهم من مصر مع موسى وهارون عليهما السلام وهذا التيه كان عقوبة لهم لتمردهم على موسى عليه السلام وعلى الأمر الإلهي بدخول الأرض المقدسة ( فلسطين ) كما كان لا صلاحهم وتخليصهم من المفاسد التي ترسخت في نفوسهم نتيجة لتسلط فرعون وحزبه عليهم في مصر ،وقد جاء ذكر التيه في القران قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة 20-26)
    قبل التيه كان بنو إسرائيل يعيشون في مصر وأول من استوطن مصر منهم هو يوسف ابن يعقوب عليهما السلام ثم دعا أبويه واخوته إلى مصر عندما كان وزير بالإجبار لا حد الفراعنة على بيت المال ومنذ ذاك الحين انتقل إسرائيل أو نبي الله يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم عليهم السلام وبنيه من حياة البادية حيث كانوا يرعون بعض المواشي إلى مصر وحياة المد ينة
    والاستقرار واستمر بعد ذ لك ذرية نبي الله يعقوب يعيشون في مصر ويدعون إلى التوحيد ودين الحق وترك عبادة الأصنام وتأليه الفرعون وربما كانت هذه الدعوة علنا حينا وسراً حينا آخر وكثر عد د بني إسرائيل في مصر والدعوة إلى الحق تصطدم بمصالح حكام الجور من الفراعنة فخشي هؤلاء الظلمة ذ هاب ملكهم وانتقال الملك الدنيوي إلى الأنبياء العظام من بني إسرائيل ولذلك مارسوا اشد أنواع البطش والإرهاب مع بني إسرائيل فأذلوهم واستضعفوهم وقتلوا ابناء هم ومنعوهم من ممارسة عباداتهم وشعائر الله وحاولوا بكل طريق طمس تعاليم دين التوحيد وجبر المصريين وبني إسرائيل على الشرك والكفر بالله وبدينه وإطاعة الفرعون وكل ما يأمرهم به من عبادة التماثيل والصور وقتل المؤمنين ، ولولا عقيدة الانتظار التي كانت موجودة عند بني إسرائيل والتي أوجدتها في نفوسهم بشارة الأنبياء عليهم السلام بالخلف المنتظر الذي سيقضي على فرعون وهامان وجنودهم لما بقي فيهم مؤمن ولما اجتمعوا حول هذا المنقذ عندما جاء ولكن للأسف كان اجتماع مستضعفين حول قائد سيخلصهم من ظلم طاغوت فحسب ولم يدركوا إن هذا القائد هو نبي عظيم أرسل ليزكيهم ويطهر نفوسهم ويعيد دين التوحيد وتعاليمه التي كاد ت تندرس.

    وأُرسل موسى عليه السلام بالآيات والبينات ولكن فرعون وهامان وجنودهما المترفين في بني إسرائيل أمثال قارون استكبروا واستمروا في غيهم وإذا كل من آمن لموسى عليه السلام قال تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ * ) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) (غافر 23-27)
    وبعد هذه المرحلة كان لابد من الهجرة في ارض الله الواسعة وخرج موسى عليه السلام وبنو إسرائيل من مصر مهاجرين في سبيل الله لكن فرعون لم يرق له أن يرى هؤلاء المستضعفين أحرارا وخارجين عن قبضته وبطشه فتبعهم هو و جنوده وكان ذلك الموقف والامتحان العظيم ، وقف بنو إسرائيل أمامهم البحر وخلفهم بدأ يتراءى جيش فرعون فخافوا وقالوا أنا لمدركون ولم يلتفتوا إلى أن الذي قادهم إلى هذا المكان هو نبي عظيم مرسل من الله سبحانه فنبههم (ع) انهم مهاجرون إلى الله بقوله ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) ) ، فأوحى الله له أن يضرب بعصا ه البحر فانشق له البحر لا ن البحر عبد من عباد الله ولا يملك البحر أن يقف عائق أمام هذا العبد المخلص والمتوكل على الله ولا يملك البحر أن يقف عائق أمام هذا السيل الجارف من الأيمان ولا يملك البحر أن يقف عائق إمام موسى عليه السلام لان موسى إنسان وكل شي في الأرض خلق لخدمة الإنسان الذي هو أوسع المخلوقات قدره على معرفة الله ، لكنه إذا أطاع الشيطان كان اجهل وأقسى من الحجر وان من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وان منها لما يهبط من خشية الله . وكانت هذه المعجزة آخر آية رآها فرعون وجنوده من موسى عليه السلام ولكن قلوبهم كانت أقسى من الحجارة فلم يقفوا مبهوتين بل ساروا بين جبلين من الماء ونفوسهم مليئة عناد وتكبر فاغرقوا فبعداً لهم . ونجا بنو إسرائيل وعبروا البحر ووجدوا أنفسهم في صحراء مقفرة بعد أن كانوا يعيشون في وادي النيل الخصب ، لكن موسى عليه السلام جاءهم بالبشارة والأمر الإلهي بالدخول إلى الأرض المقدسة ووعدهم بالنصر من الله ، وكان المفروض بعد كل تلك الآيات والمعجزات التي رأوها في مصر و بعد إن انشق البحر واغرق فرعون وجنوده إن لا يترددوا بالطاعة وكان المفروض إن يوقنوا بالنصر لكنهم تمردوا ورفضوا الدخول إلى الأرض المقدسة ،

    ولعل أهم أسباب هذا الرفض هي :-

    1 - ضعف أيمانهم بنبوة موسى عليه السلام ورسالته فكان الكثير منهم يرونه كقائد لا كنبي عظيم بل أن بعضهم تمرد حتى على قيادته عليه السلام
    2 - ضعف التقوى والخوف من الله حيث أدى بهم إلى التمرد والمعصية دون اكتراث.
    3 - ضعف النفوس والخوف من الطواغيت والخضوع والاستسلام لهم والأنس بالظلم وبالتالي تر ك الجهاد في سبيل الله
    4 - الاهتمام بالحياة الدنيا اكثر من الآخرة وبالتالي ترسخ حب الدنيا في نفوسهم والتمسك بالحياة بشكل غير طبيعي كما هو حال الكثير من المسلمين اليوم.
    5 - انتشار حب الذات بينهم حتى إن بعضهم كان يرى نفسه افضل من موسى وهارون عليهما السلام ولا يقبل قيادتهما له ..كما جاء في التوراة سفر العدد الإصحاح السادس عشر ( 1 ) واخذ قورح ابن يصهار ابن قها ت ابن لاوي وادثان وابيرام ابناء الباب واون ابن قالت ابن داوبين ( 2 ) يقاومون موسى مع أناس من بني إسرائيل مئتين وخمسين رؤساء الجماعة مدعوين للاجتماع ذوي اسم ( 3 ) فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما كفاكما أن كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب ( 4 ) فلما سمع موسى سقط على وجهه ….. ( 12 ) فأرسل موسى ليدعوا داثان وابرام ابني الياب فقالا لا نصعد ( 13 ) قليل انك أصعدتنا من ارض تفيض لبنا وعسلا لتميتنا في البرية حتى تترأس علينا أيضا ترأسا )) …
    وجاء في القرآن قريب من هذا المعنى ، وجدير بنا أن نتذكر إن حب الذات والتكبر آفة أخلاقية أهلكت بني آدم وأردت الكثير منهم في هاوية جهنم وكم حقق الشيطان وعده بغواية بني آدم من خلا ل التكبر ، وكم كان التكبر العائق الرئيسي الذي يمنع الناس من طاعة الأنبياء عليهم السلام وتصديقهم و اكثر الناس تكبرا على الأنبياء والأوصياء عليهم السلام هم الأغنياء والمترفون ورؤساء القوم قال تعالى:

    ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) (سـبأ:34)
    حيث يرون أنفسهم افضل من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وكل قائد معين من الله دينياً أو دنيوياً ويحسدونهم على ما أتاهم الله قال تعالى (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (النساء 54-55)
    ومما مر نعلم ا ن نفوس بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام قد انطوت على مساوئ أخلاقية كثيرة . فكان التيه الذي عاقبهم الله به على رفضهم الدخول إلى الأرض المقدسة ضروريا لتطهير نفوسهم أعادتهم إلى فطرت التوحيد والخير ..
    كما أن في سنين التيه الأربعين تربى جيل من بني إسرائيل في الصحراء وهم ابناء وأحفاد الذين خرجوا مع موسى عليه السلام ،لم يكن لهم موطن يستقرون فيه ولا الكثير من زخرف الدنيا يشدهم لها ويربطهم بأهلها ولم يكونوا تحت سلطة أي طاغوت ، يسومهم سؤ العذاب ويغرس في نفوسهم الضعف والخوف فتربوا أحرارا ومحبين للحرية . ولعل للمعجزات التي كانوا يرونها في التيه اثر كبير في تربيتهم تربية روحية وأيمانية عالية . فنشأ في التيه جيل مؤمن قوي وشجاع مؤهل لحمل الرسالة الإلهية ونشرها ومؤهل لقتال الظلمة والجهاد في سبيل الله ودخول الأرض المقدسة ومن هنا يتبين سبب الاهتمام الرباني بالأباء وإرسال نبي عظيم من أولي العزم لهم وهو موسى عليه السلام مع أن اغلبهم كانوا فاسقين ولم يكونوا صالحين لحمل الرسالة الإلهية بل أن هؤلاء الذين خرجوا مع موسى عليه السلام ماتوا في التيه بأجمعهم ولم يبق منهم إلا كالب ويوشع عليهما السلام ليقود يوشع عليه السلام فيما بعد الأبناء والأحفاد لدخول الأرض المقدسة والانتصار على الجبابرة.
    وبالجملة فان المستفاد من التيه انه عملية إصلاحية أضافة إلى انه عقوبة وكان الهدف الرئيسي منه إصلاح نفوس بني إسرائيل وتربيتهم على رفض الظلم والفساد وحكام الجور والطاغوت بعد أن كانوا انسوا به واستسلموا له ولم يحركوا ساكنا لتغيير وضعهم السيئ في مصر وكان لمكان التيه اثر كبير كونه قفر فيلجأ فيه الإنسان إلى الله ويتوكل عليه ويتحصن بولاية الله وذكر الله كما كان لشخصية موسى عليه السلام اثر كبير في إصلاح بني إسرائيل وتأهيلهم لحمل الرسالة الإلهية فهذا الكيان الرباني الذي اصطنعه الله سبحانه وتعالى لنفسه ولنصرة دينه كما اخبر في القران جاهد في سبيل الله وحيدا عند ما كان في قصر فرعون فساعد المظلومين ووقف في وجه المتكبرين وعند ما لم يكن بد من استخدام القوة قتل أحد هؤلاء الظلمة كما جاء في القران قال تعالى (( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)) (القصص:15)
    أما قوله عليه السلام هذا من عمل الشيطان فربما قالها قاصدا الأمر الذي وقع بسببه القتل أو لعله قصد الشخص المقتول نفسه ، فهو من عمل الشيطان باعتبار إن من لوث فطرة التوحيد والخير فيه هو الشيطان .. وخرج موسى عليه السلام بعد هذه الحادثة من مصر خائفا على دينه مترقبا رحمة الله معاهداً الله على ما أعطاه من قوة وأيمان وهداية أن لا يكون عونأ لظالم ولو بالسكوت على ظلمه فهاجر إلى الله تاركا العالم المادي الخسيس والترف الموجود في قصر فرعون راضيا قانعا بقسم الله فرزقه الله اللحاق بنبي عظيم وهو شعيب عليه السلام والزواج بإحدى بناته وبقي عنده عشر سنين يرعى الغنم ولعل هذا من أصطناع الله له ثم شاء الله أن يعيده إلى قومه في مصر بعد هذه الغيبة عنهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن العبودية إلى الحرية فأخرج منهم جيلاً صالحاً ربانياً مؤهلا لحمل الرسالة الإلهية كما مر ولم يكن ليخرج هؤلاء الأبناء الأحرار الخاضعين لله من أولئك الآباء العبيد المتمردين على أمر الله لولا رحمة الله وفضله عليهم ولولا هذا الكيان المقدس موسى عليه السلام الذي اصطنعه الله وزكاه.
    والحمد لله وحده وحده وحده .
    [flash=http://dc15.arabsh.com/i/02141/dvu6vsqbun6f.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎