إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

شيلون أو من تخضع له الشعوب؟!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    شيلون أو من تخضع له الشعوب؟!

    شيلون أو من تخضع له الشعوب؟!
    جاء في سفر التكوين: (1 وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. 2 اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، وَاصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ: 3 رَأُوبَيْنُ، أَنْتَ بِكْرِي، قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. 4 فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ. 5 شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. 6 فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَاناً، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْراً. 7 مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ، وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ، وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. 8 يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9 يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ ؟ 10 لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ)(1). هذا النص هو وصية يعقوب لأبنائه عندما حضرته الوفاة، وفيه بشارة ببقاء الحكم في ذرية يهوذا حتى يأتي المنتظر الذي تخضع له الشعوب.
    ولا بأس بأن نبدأ بما أورده قاموس الكتاب المقدس: (حار العلماء في تفسير شيلون وفهم المقصود منها. وفي ذلك ثلاثة آراء:
    أ- إن شيلون اسم يشير إلى المسيا الذي يأتي من نسل يهوذا. فإن يعقوب في نبوءته رأى أن رأوبين بسبب خطيئته قد فقد البركة والبكورية. ثم شمعون ولاري فقداها أيضاً بسبب خطيئتهما. فنقلت البركة والبكورية ليهوذا. أما البركة فهي التي وعد بها آدم لانتصار نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (تك3: 15)، والبركة الممنوحة لسام (تك9: 26 و 27) بركة الرئاسة على أخويه، والبركة الموعود بها لإبراهيم بوجود نسل روحي وميراث أرض الموعد (تك17). كل هذه منحت ليهوذا. لهذا نرى انتقال السلطة من يد موسى اللاوي، ويشوع الأفرايمي، وشاول الملك البنياميني، إلى داود الذي من يهوذا، والذي من نسله جاء المسيا الموعود به.
    ب- جاء ترجمة (تك 49: 10) في بعض الترجمات هكذا : (لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي إلى شيلوه). وهذه الترجمة مشكوك فيها. رغم أن فكر العلماء الذين ينادون بها يرجع إلى استخدام شيلوه مركزاً للتابوت أيام يشوع. وهي إشارة لراحة شعب الله بعد هزيمة كنعان.
    ج- تنقسم الكلمة (شيلوه) إلى ثلاثة مقاطع (شئ) و (ل) و (وه). ومعنى العبارة هو: (الذي له) كما يظهر أيضاً من (حز21: 27). وتتفق هذه مع الترجمة السبعينية. وهذا الرأي أيضاً يعود بنا إلى فكرة انتظار المسيا. وترجمتها التفسيرية هي: حتى يأتي المسيا إلى ما يخصه)(2). يتضح من هذا النص أن المفهوم من كلمة (شيلون) هو الإشارة إلى المسيا المنتظر، أو المخلص(3)، وهذا هو كل ما يهمنا من اقتباس هذا النص، أما الإشارة إلى سفر حزقيال فيراد منها النص التالي:
    (25 وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ، رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ، 26 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ، وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27 مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِباً، مُنْقَلِباً أَجْعَلُهُ! هذَا أَيْضاً لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ)(4). وفي هذا النص الأخير دلالة لا تخفى على الاستبدال الذي تحدثنا عنه فيما تقدم، وفيه بطبيعة الحال تأكيد قوي على أن شيلون اسم لشخص لا لمكان، وهذا الشخص سيحكم(5).
    ولابد هنا من التنويه إلى أن بعض الكتّاب المسلمين يحاول أن يفهم النص المُستدل به على أن فيه إشارة إلى أن شيلون الآتي ليس من سبط يهوذا، وهو ما لا يدل عليه النص كما هو واضح.
    ومن جهة أخرى مهمة لابد أن نفهم كذلك أن النص لا دلالة فيه بشكل قطعي على أن الحكم لن يزول قبل مجيء شيلون من سبط يهوذا، فالحق أن النص لا يدل على شيء أكثر من أن شيلون هو من سبط يهوذا، أما أن الملك قد يزول منهم في فترات وربما عاد لهم في أخرى، فلا يمنعه النص.
    وبقدر تعلق الأمر بعيسى ع فإن انتسابه إلى سبط يهوذا مشكوك للغاية، وسنتقدم ببعض الأدلة في مبحث لاحق على أنه من سبط لاوي..، كما أن عيسى ع لم يحكم ولم تخضع له الشعوب ألبتة، بل كان يرفض أن ينظر له الناس على أنه ملك.
    ( 14 فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ! 15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ)(6).
    كما أن عيسى صرّح بوضوح أن رسالته لم تكن عالمية، ولم يكن أبداً بصدد حكم العالم: (ما جئت إلا لخراف بني إسرائيل الضالة).
    نعم، بقي أن المسيحيين يقولون إن سلطته في مجيئه الثاني ستكون سلطة مهيمنة يدين فيها العالم، ولكنهم يقولون كما سلف إنها سلطة روحية وإن دولته ليست في الأرض، إذن علينا أن نثبت أن مملكة العدل الإلهي ستكون على هذه الأرض لينتقض زعم المسيحيين كلياً.
    ولكن قبل هذا لا بأس أن نسمع لرأي أحد علماء اليهود في النص، والعالم المقصود هو ابن كمونة الذي ينقل رأيه الدكتور أحمد حجازي سقا، يقول ابن كمونة: (والأظهر أن البشارة بداود ع بمعنى: أنه لا يزول السبط من يهوذا ولا الرئاسة من بين ظهرانيهم إلى أن تبلغ رئاستهم في الزيادة إلى أن يملك داود ويتفق على تمليكه جميع شعوب إسرائيل) (7).
    ويقول أحمد حجازي: إن ابن كمونة ينتقد رأي المسيحيين بأمور، منها إن الملك زال من بني إسرائيل قبل مجيء عيسى، وإن عيسى ليس من سبط يهوذا، ويرى كذلك أن (شيلون) اسم لمدينة لا لشخص(8).
    قبل كل شيء لابد أن نلاحظ أن بني إسرائيل شعب واحد لا شعوب متعددة، فلا يصح من هذه الجهة صرف عبارة (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) لهم دون سواهم، فالظاهر من العبارة وكما دلت عليه نصوص كثيرة سقنا بعضها فيما تقدم وسيأتي بعض آخر منها، هو الإشارة إلى كل شعوب الأرض، وبهذا تسقط دلالة النص على داود ع . هذا فضلاً على أن التعبير بكلمة (شعوب) جاء على نحو التنكير، فيكون المراد أقوى فيما ذهبنا إليه، بل لو كان المقصود هو ما زعمه ابن كمونة لكان على الأقل أضاف إلى الكلمة لام التعريف؛ لأننا عندها نقول على الأقل يمكن حمل اللام على العهدية ونجد وجهاً لكلام ابن كمونة، على الرغم من ضعفه بحد ذاته؛ لأن اللام قد لا تكون للعهد، بل للإستغراق. وكذلك يُسقط الدلالة على داود ما ورد في سفر إشعياء: (لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ، لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا)(9).
    فالنص هذا يقول إن المسيح المنتظر سيرث كرسي داود، وهذا يعني أنه شخص آخر غير داود نفسه، ويدل بعد هذا على أن مملكته ستبقى ولا تندثر.
    وأخيراً لا يخفى أن القول بأن (شيلون) اسم مدينة يكذبه نص (حزقيال21: 27)، وهذا النقض كاف تماماً.
    #من كتاب شبيه عيسى أو من هو المصلوب
    1- تكوين: 49.
    2- قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية: ص536.
    3- ويؤيد هذا المعنى ما عثر عليه بين لفائف قمران ـ البحر الميت ـ المكتشفة حديثا حيث أطلق اليهود الأسينيون كلمة شيلوه كلقب مميز على مِسِّـيَّـا الحق المنتظر صاحب الحكم والشرع (The rightful Messiah) الذي كانوا ينتظرون ظهوره ليقيم العدل.
    4- حزقيال: 21.
    5- حاول مؤسسا الطائفة البروتستانتية (مارتن لوثر وكلفن) ترجمة الكلمة على أنها تعني (ابن)، لكن العلماء رفضوا هذه الترجمة.
    6- يوحنا: 6.
    7- تنقيح الأبحاث: ص63 – 64، نقلا عن: كتاب البشارة بنبي الإسلام- أحمد حجازي سقا: ج1 ص156.
    8- انظر كتاب البشارة: ج1 ص157.
    9- إشعياء: 9 / 6 – 7.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎