إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 9 محرم 1436، 23 10 2015 (خطبة الجمعة الموحدة–زينب ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 9 محرم 1436، 23 10 2015 (خطبة الجمعة الموحدة–زينب ع)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    عظم الله اجوركم بحلول هذه الفاجعة على آل محمد ص، التي ناح عليه الانبياء والمرسلين والملائكة وحتى الحيوانات، اسأل الله سبحانه أن يجعل هذه الفاجعة هلاكا لدولة الظالمين وتمكينا لقائم آل محمد ص
    ان شاء الله سوف اقرأ لكم خطبة الجمعة الموحدة التي نشرها مكتب النجف الاشرف قبل عام في أيام ال10 الاولى من محرم...

    [ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً
    السلام على الحسين بن علي ذبيح الله، السلام على زينب ابنة علي رمز التضحية والصبر، السلام على العباس بن علي رمز الايثار والوفاء، السلام على علي بن الحسين، السلام على عبد الله الرضيع، السلام على آل أبي طالب المقتّلين، السلام على أصحاب الحسين المضرّجين بدمائهم على رمضاء كربلاء.
    عظم الله أجوركم أيها المؤمنون بذكرى فاجعة الطف الأليمة والمصيبة الكبرى التي ألّمت بخط حاكمية الله والساجدين لله، وناح لأجلها محمد وعلي وفاطمة وآلهم الطيبون والأنبياء والمرسلون (صلوات الله عليهم أجمعين) وشيعتهم جيلاً بعد جيل، فعلى مثل الحسين (ع) فليبكي الباكون، وإياه فليندب النادبون، وعلى مصيبته فلتذرف الدموع، ولتلهب قلوب المؤمنين حرارة وحسرة على ما دهاه وحلّ به وبأهل بيته وصحبه الطيبين.
    أيها المؤمنون الكرام ..
    إنّ قصة الامتحان الإلهي للإنسان كلها تكاد تختزلها قضية واحدة فقط، نعم واحدة لا غير، تلك هي التي ذكرها الله سبحانه في كتابه الكريم فقال: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30، فما كان الخلق إلا أن انقسمت مواقفهم إلى مشهدين، مثّل الأول منهما موقف الملائكة الكرام الذين انصاعوا لمراد ربهم فسجدوا واعترفوا بتقصيرهم بين يدي خليفته سبحانه، بينما تمرد إبليس اللعين (عدو بني آدم القديم) ورفض السجود والانصياع لذلك المختار، وهو المشهد الثاني في يوم الخليقة الأول.
    وهكذا، اختارت البشرية تكرار هذين المشهدين دائماً منذ ذلك اليوم وحتى يوم الناس هذا، بل حتى آخر لحظة قُدّر لها أن تختم دار الامتحان الثاني التي نحن فيها، وبالرغم من أنّ رحمته سبحانه اقتضت أن يوفد إلى عباده آلاف الرسل والأنبياء بل لم يخلُ زمان قط من واحد منهم، لكن أغلب الناس - وللأسف – اختار أن يكرر ذات الموقف الذي كرّره أسلافهم مع الرسل السابقين، قال تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) يس: 30.
    وتبقى الثلة القليلة من الناس (التي لا تكاد تذكر من حيث العدد إذا ما قيست ببقية الناس) هي من تقف مع الرسول الإلهي وتؤمن به وتنصره وتشهد لحاكمية الله، وكانت غالباً لا تستطيع دفع الاذى عنه فيكون مصيره مردداً على الدوام بين القتل والصلب والسجن والتشريد بعد السب والشتم والاستهزاء والتسقيط والتكذيب ... إلخ من سبل نهج الاعتراض على خلفاء الله مما ذكره القرآن وبقية الكتب السماوية.
    أيها المؤمنون ..
    إنّ ما جرى في يوم عاشوراء ما هو إلا تكرار للمشهدين المتقدمين والخطين اللذين لازما ولد آدم منذ يومهم الأول، خط حاكمية الله الذي جسّده الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه الذين آثروا نصرة خليفة الله في زمانهم على الدنيا وما فيها من زخرف وملذات، وخط المعترضين الذي مثلته الفئة الفاسدة التي جاهدت الحسين وخرجت لقتاله وحربه، وما هدأ لها بال إلا وريحانة رسول الله (ص) منحور مذبوح، ورأسه ورؤوس شيعته من آل أبي طالب وبقية صحبه مرفوعة على القنا، بل ما قرّ لحزب ابليس (لعنهم الله) قرار إلا وبقية الحسين (ع) أعني الامام زين العابدين (ع) وعماته وأخواته ويتامى آل محمد (ع) أسرى مقيدين بالسلاسل يُطاف بهم من بلد إلى بلد !!
    "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله" إذ ازدلف إليك ثلاثون ألفاً لقتلك وهتك حرمتك وانتهاب رحلك وسبي ذراريك، فإنا لله وإنا اليه راجعون.
    إننا إذ نقف مذهولين منكوبين معزين إزاء هذه المصيبة العظمى التي آلمت قلوب جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين ، يمكننا في الوقت نفسه أن نقف على بعض مشاهد ذلك اليوم الخالد:
    إنّ الحسين (ع) ما كان ليجري عليه ما جرى لو اختار مداهنة حاكمية الناس والسكوت عليها، لكنه اختار الدفاع عن نهج حاكمية الله ونذر نفسه قرباناً لها، حاكمية الله التي تعني أنّ الله سبحانه هو من يختار خليفته وينصبه ويزوده بعلم يهدي به خلقه ثم يأمر الخلق بطاعته ليأخذ بأيديهم الى حيث مراده سبحانه مما فيه نجاتهم وسعادتهم في الدارين.
    لذا، فإنّ من يريد أن يكون حقاً حسيني المنهج، فعليه التزام مثل هذا النهج الإلهي، وليعلم في ذات الوقت أنّ تنصّله عنه واعتقاده بمناهج أخرى وضعها الناس (ولو كانت بعناوين براقة) يعني بالقطع التنصّل عن الحسين (ع) ونهجه حتى لو زعم حبّه واتباعه والبكاء عليه.
    وحيث "إنّ لكلّ زمانٍ حسين" يمثل رمزاً لخط الساجدين لله، يقابله في الطرف الآخر رمز يمثل خط الاعتراض والتكبر، ليتجسد بعد هذا مشهدا الخليقة المتقدمين، فإنّ الناس - والحال هذه - مطالبون بالبحث عن الداعي للنهج الإلهي، النهج الحسيني، والالتحاق بركبه، ولا خيار آخر أمامهم أبداً.
    ثم إننا اذا ما قررنا حبّ الحسين (ع) واخترناه نهجاً ودرباً نلقى به ربنا، فلنعلم يقيناً أنّ ضريبة ذلك – بعد كون الحق مر ثقيل - أن يصيبنا شيء مما جرى في كربلاء، طبعاً كلٌّ بحسب التحاقه بالحسين (ع) والتصاقه به وبنهجه، وليس آخر تلك الضرائب قتل الشخصية،
    أما إذا ما عرفنا ان الحسين (ع) سمح لمخلوقات، هي انجس ما خلق الله، ان تعتلي صدره الشريف، بل سمح لحوافر الخيل ان تطأ اضلاع صدره ليسمع تكسرها من تحت سنابك خيل الطغاة، كل ذلك من اجل هداية الخلق، فهل سألنا أنفسنا هذا السؤال: هل بوسعنا تحمل قطرة من بحر هذا العطاء الالهي من أجل هداية خلقه ؟
    وإذا كان حال بعضنا أو الكثير منّا الثأر للنفس والقتال لإبراز (الأنا) المقيتة حتى مع الأخ المؤمن فضلاً عن بقية الناس، فليكن يوم عاشوراء إذن محطة مراجعة لتصحيح المسير ومحاسبة النفس، وإن كانت محطة مصبوغة بالدم والدموع والحسرة في وقت واحد.
    إنّ فاجعة الطف الأليمة تمثّل حقيقة مذبحة الانسانية بقيمها الحقيقية، وإذا كانت البشرية اليوم تخصص يوماً من أيامها للطفل والمرأة وما شابه، فهي مدعوة الى اعتبار يوم عاشوراء "يوم الانسانية المذبوح" كواحدة من أكبر المجازر التي ما عرف لها التاريخ البشري من نظير.
    في كربلاء .. تجد إنساناً كريماً رحيما ًعطوفاً يقرر هداية الخلق واصلاح ما فسد من حالهم، فيقرروا قتله واهل بيته وكل من آمن بخطه، فيخرجوا بخيلهم لاعتراضه لكنهم عطشوا فسقاهم وخيولهم الماء، ولكن ما هي الا ايام واذا بهم حاصروه واهل بيته وصحبه في الحر الشديد فقتلوه ضمئاناً وهو يطلب منهم شربة وما سقوه قطرة، انه الحسين (ع).
    في كربلاء .. تجد اختاً ما فارقت اخاها وإمامها لحظة، تتكابر على عاطفتها وتقدم له جواد منيته وتتعهد بحفظ وصاياه ويتاماه من اجل تحقيق مشروعه الالهي، بل تهيئ نفسها للسبي والأسر، وهي التي ما خطر على بال بشر ان يفكر برؤية شخصها، انها زينب (ع).
    في كربلاء .. تجد اخاً خرج مع اخيه وإمامه ليعينه على أداء مهمته الرسالية، يُقدّر لذلك الاخ ان يقتحم شريعة الماء وكان قلبه كصالية الجمر من العطش، فيغترف بيده غرفة وما ان يدنيها من فمه الا ويتذكر عطش اخيه وعياله ونسائه فيرمي الماء ويحرّمه على نفسه ويختار ان يموت عطشا، انها الطعنة الحقيقية التي يقدمها العباس ابن علي لأنانية الجينات التي اخجلت الايثار نفسه، وإذا كان الايثار الحقيقي الفيصل بين بقاء الانسان إنساناً على رجوعه الى ما كان ينتمي إليه إذن فهي مَدينة لمثل هذه المواقف التي يجف القلم عن اكمال تدوينها.
    في كربلاء .. تجد طفلا لا يكاد يلتقط انفاسه من ألم العطش بعد جفاف صدر امه من اللبن، يطلب أبوه من القوم قطرات من الماء تعيد اليه أنفاسه، فيرموه بسهم ويقتلوه وهو في حضن أبيه، انها الطفولة المذبوحة في كربلاء والتي تجسدت بعبد الله الرضيع.
    في كربلاء .. تجد ملائكة طهر تسير على الارض شاركوا أباهم وعمهم الحسين (ع) همّه وألمه وقرروا أن يكونوا قرابين فداء لمشروعه الاصلاحي الانساني، يفقدون حياتهم في أبشع صور أليمه يتفتت لها القلب عند سماعها.
    في كربلاء .. تجد صوت حرة مثكولة بفقد اخيها وسيدها واهل بيته، فترفع صوتها نادبة:
    " يا محمداه بناتك سبايا، وذريتك مقتلة، تسفي عليهم ريح الصبا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء، بأبي من عسكره في يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا هو غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من شيبته تقطر بالدماء ".
    وهكذا، فانّ الانسانية جمعاء يمكنها أن تجد في كربلاء كل ما هي فاقدة له اليوم، ومن الذبيح الساقط على شاطئ الفرات يمكنها ان تستلهم كل شيء.
    إذن، حقّ لك يا قائم آل محمد أن تبكي أباك الحسين (ع) بدل الدموع دماً، ويورثك مقتله الهم والحزن الى وقت الانقضاء.
    يا أنصار آل محمد الطيبين ..
    إننا وفي مثل هذه الايام الخطيرة، مدعوون أكثر من أي وقت مضى الى غليان الهمم في نصرة صاحب راية الهدى والحق الحسيني في السعي لإنقاذ الناس والسعي لهدايتهم، كما اننا ملزمين - وأنتم أهل الشرف والفضل - الى تذكّر جميل الحسين (ع) وعظيم عطائه واهل بيته وصحبه الطاهرين ليكون سبيلًا لسمو انفسنا على الجراح والمشكلات فوالله إنّ ما نتصوره معاناة ومشاكل في الطريق لا يعدله أنّة من أنّات زينب وأخوتها.
    إذن، ليكن عاشوراء هذا العام عهداً نقطعه مع أنفسنا في أن نكون رغم كثرتنا كرجل واحد، نعم واحد لا ثاني له ولو كان ظلاً، فو الله انه السبيل لفرج صاحب راية الحق والهدى، وهذا ما تؤكده كلمات آبائه وملكوت ربه.
    أعتقد أنّ الحسين وزينب (عليهما السلام) وأهل بيتهم يستحقون منا الأكثر من هذا بكثير، فهل إلى ذلك من سبيل، هل الى وحدتنا من سبيل، هل الى زيادة همتنا من سبيل، هل الى فوران غيرتنا من سبيل، هل الى دويّنا بذكر الله من سبيل، كدويّ أنصار الحسين (ع) وهمتهم وغيرتهم في نصرة إمامهم، ليفتح لنا الله سبحانه كما فتح لهم، حينذاك ليخطر على بالنا أننا أنصار قائم آل محمد (ع) ..
    السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك، عليكم جميعا سلام الله ابداً، ما بقينا وبقي الليل والنهار.
    السلام على شيعة الحسين (ع) في كل وقت وحين. السلام على شهداء حاكمية الله السلام على أسرى حاكمية الله السلام على أنصار حاكمية الله السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
    بسم الله الرحمن الرحيم (( قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً احد )). مكتب السيد أحمد الحسن/النجف الاشرف 5/محرم الحرام/1436[

    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    عادة في الخطبه الثانية أتكلم عن شرائع الاسلام للإمام ع، لكن مناسبة هذه الأيام اريد أن اتحدث عن زينب ع...

    ولادة السيدة زينب (ع)... روي أنه لما ولدت جاءت بها أمها الزهراء (عليها السلام) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت : سم هذه المولودة, فقال : ما كنت لأسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله), وكان في سفر له, ولما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) وسأله علي عن اسمها ؟ فقال : ما كنت لأسبق ربي تعالى, فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال له : سم هذه المولودة زينب, فقد اختار الله لها هذا الاسم, ثم أخبر جبرئيل النبي (صلى الله عليه وآله) بما يجري عليها من المصائب, فبكي النبي (صلى الله عليه وآله) وقال : من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين .

    رؤيا لها ع... وروي أنه لما دنت الوفاة من رسول الله(صلى الله عليه وآله), جاءت زينب إلى جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت : يا جداه رأيت البارحة رؤيا : انها انبعثت ريح عاصفة سودت الدنيا وما فيها وأظلمتها, وحركتني من جانب إلى جانب, فرأيت شجرة عظيمة, فتعلقت بها من شدة الريح, فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض, ثم تعلقت على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة, فقطعتها أيضاً, فتعلقت بفرع آخر, فكسرته أيضاً, فتعلقت على أحد الفرعين من فروعها, فكسرته أيضاً, فاستيقظت من نومي؟ فبكى رسول الله وقال : الشجرة جدك, والفرع الاول أمك فاطمة, والثاني أبوك علي, والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان, تسود الدنيا لفقدهم, وتلبسين لباس الحداد في رزيتهم.

    - جاء في خبر طويل في مناسبة مولد العباس ابن علي ابن ابي طالب ع، حيث بُشرأمير المؤمنين ع بولادة العباس ع وقال:
    ( يا قمبر إن هذا المولود له شأن عظيم عند الله، وأسمائه وألقابه كثيرة وسأمضي أنا إلى المنزل بنفسي لأسميه وأكنيه ثم نهض من وقته وساعته وجاء إلى المنزل، فلما دخل نادى بنيه عليّ بولدي فجاءت زينب (عليها السلام) وعلى يديها أخيها العباس (عليه السلام) وهو ملفوف بخرقة بيضاء فلما دنت زينب من أبيها هنئته ودفعت اليه ولده فأخذه وأذن في أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى وأخذ يطيل النظر إليه. ...
    فلما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من مراسم السنة التفتت إليه زينب وقالت: يا أبتاه ما اسمه وكنيته؟، فقال: بنية أما اسمه (عباس) وكنيته (أبو الفضل) وأما ألقابه فكثيرة منهاقمر بني هاشم) و(السقاء) فلما سمعت زينب قالت يا أبتاه أما اسمه (عباس) ففيه علامة الشجاعة والفروسية، وأما كنيته (أبو الفضل) ففيها علامة الشهامة والتفضل، وأما لقبه (قمر بني هاشم) ففيه علامة البهاء والجمال ولكن ما معنى (السقاء)، هل يكون أخي سقاء، فقال لها (عليه السلام): بنية لا كما تظنين أنه تكون له السقاية مهنة وشغلاً ويسقي الأجانب ولكنه يسقي أهل بيته وعشيرته، إنه "ساقي عطاشى كربلاء".
    فلما سمعت زينب (عليها السلام) بذلك تغير لونها واختنقت بعبرتها وجرت مدامعها على خديها، فقال (عليه السلام) كفكفي دمعك وخذي أخاك وإن له وإياك لشأن، فأخذته زينب ورجعت به إلى أمه ) .

    في احدى الزيارات بعد أن انتهيت من الزياره (زيارة الامام الحسين ع والعباس) مررت بالقرب من (المخيم الحسيني) وكنت في حاله يرثا له متأثرا بمصاب أهل البيت ع في العاشر، فرأيت المخيم الحسيني وذكرت زينب ع وعطشها ، فرحت أبحث عن ماء لكي اهديه لزينب ع ،
    فحدثت نفسي وقلت...
    زينب 3 تيام بلا ماي اتاني العباس يرجع بماي
    راح العباس وأبد ما رجع وزينب اتاني إلراح وما رجع
    زينب هذا انا جبت الماي وياي بلكي يروي عطشج للزمان الجاي
    فحسست كأن السيده زينب ع قالت لي...
    حمد الماي يسقي العطشان ويرويه
    لكن عطش الخُوَّه قِلِّي بيش ارويه؟ لكن عطش الخُوَّه قِلِّي بيش ارويه؟
    فأكملت طريقي للسكن وانا على هذا الحال.
    اسأل سبحانه وتعالى أن يتقبلنا ويرحمنا برحمته ويستخدمنا بنصرة قائم آل محمد ص

    نختم بهذا الدعاء ان شاء الله
    اَللّـهُمَّ اَنْتَ الاْلهُ الْقَديمُ وَهذِهِ سَنَةُ جَديدَةُ فَاَسْئَلُكَ فيهَا الْعِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ وَالْقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الاْمّارَةِ بِالسّوءِ وَالاْشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنى اِلَيْكَ يا كَريمُ يا ذَا الْجَلالِ وَالاْكْرامِ يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ يا ذَخيرَةَ مَنْ لا ذَخيرَةَ لَهُ يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ يا حَسَنَ الْبَلاءِ يا عَظيمِ الرَّجاءِ يا عِزَّ الضُّعَفآءِ يا مُنْقِذَ الْغَرْقى يا مُنْجِىَ الْهَلْكى يا مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ يا مُفْضِلُ يا مُحْسِنُ اَنْتَ الَّذى سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِىُّ الْمآءِ وَحَفيفُ الشَّجَرِ يا اَللهُ لا شَريكَ لَكَ اَللّـهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا ما لا يَعْلمونَ وَلا تُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ حِسْبِىَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ آمَنّا بِهِ كلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ اِلاّ اُولُوا الاْلْبابِ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ .

    هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (1) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎