إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

غزوة 'ذات الرقاع' 1محرم 5 للهجرة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    غزوة 'ذات الرقاع' 1محرم 5 للهجرة

    غزوة ذات الرقاع

    وكان سببها أن قادما قدم المدينة بجلب له ، فأخبر أصحاب رسول
    الله صلى الله عليه وآله أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة ، وقيل : في سبعمائة ، فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع وهي جبل فلم يجد إلا نسوة فأخذهن وفيهن جارية وضيئة ، وهربت الاعراب إلى رؤس الجبال ، وخاف المسلمون أن يغيروا عليهم ، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وآله صلاة الخوف ، وكان أول ما صلاها ، وانصرف راجعا إلى المدينة فابتاع من جابر بن عبدالله جملا بأوقية وشرط له ظهره إلى المدينة وسأله عن دين أبيه فأخبره ، فقال : إذا قربت المدينة وأردت أن تجد نخلك فآذني ، واستغفر رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك الليلة خمسا وعشرين مرة .
    البحار ج20 ص178

    في السنة الهجرية الرابعة وقعت حربٌ ـ بتحريض كفار قريش ـ بين المسلمين والقبائل التي كانت تعيش في أطراف المدينة، فقصد هؤلاء حصار المدينة.
    فخرج الرسولُ (صلى الله عليه وآله) من المدينة بأربعمائة أو سبعمائة وتسعين من المسلمين. وفي هذه الغزوة صلّى الرسولُ (صلى الله عليه وآله) بالمسلمين صلاة الخوف، واستمرت الحرب ثلاثة أيام، حتى تمكّن المسلمون من كشف الكافرين ودفع شرهم
    فتح الباري

    عَنْ أبي مُوسَى الأشعري قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه و آله و سلم - في غَزْوَةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، وَنَقِبَتْ قَدَمَايَ (2)، وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ، لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ مِنْ الْخِرَقِ عَلَى أَرْجُلِنَا (3).

    وكانت هذه الغزوة لمحاربة مُحارب وثعلبة من غطفان وقد صلى النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - في هذه الغزوة صلاة الخوف.

    عَنْ صَالِحِ بن خَوَّاتٍ عَمَّنْ شهد رَسُولَ الله - صلى الله عليه و آله و سلم - يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ -وهو سهل بن أبي حثمة- صلى رسول الله عليه و آله و سلم - فصفت طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا، وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتْ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَلَّى بِهِمْ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ
    __________
    (1) أخرجه أحمد
    (12349)، و ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 215.
    (2) نقبت: أي رقَّت، يقال: نقب البعير إذا رقَّ خفه.
    (3) متفق عليه: أخرجه البخاري (4128)، كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، ومسلم (1816)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة ذات الرقاع.

    من صلاته، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا، وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ (1).
    وعَن جَابِرِ بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه كان مع النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - بذات الرقاع، فلما قفل رسول الله -صلى الله عليه و آله و سلم - قفل معه، فأدركتهم القائلة في وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ (2)، فَنَزَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه و آله و سلم -، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ في الْوَادِي يَستَظِلُّونَ بِالشَّجرِ، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت سَمُره فعلَّق بها سيفه، قال جابر: فنمنا نومة ثم إذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يدعونا فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه و آله و سلم -: "إِنَّ هذا اخترط سيف وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ في يَدِهِ صلتًا (3)، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: الله، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ"، ثُمَّ لَمْ يعاقبه رَسُولُ الله - صلى الله عليه و آله و سلم - (4).

    وفي رواية أحمد عَنْ جَابِرِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه و آله و سلم - مُحَارِبَ بن حفصة فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بن الْحَارِثِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه و آله و سلم - بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: "الله عزّ وجلّ"، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله و سلم - فَقَالَ: "مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ "، قَالَ: كُنْ كَخَيرِ آخِذٍ، قَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وأني رسول الله"، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فأتى قومه فقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ (5).
    __________
    (1) متفق عليه: أخرجه البخاري (4129)، كتاب: المغازي، باب. غزوة ذات الرقاع، ومسلم (842)، كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف.
    (2) العضاه: كلُّ شجر عظيم له شوك. (نهاية).

    (3) صلتًا: أي مجردًا من غمده.

    (4) متفق عليه: أخرجه البخاري (4135)، كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، ومسلم (843)، كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف.

    (5) صحيح: أخرجه أحمد (15128)، بإسناد صحيح.


    قال ابن إسحاق:
    فلقي- بذات الرقاع- جمعًا عظيمًا من غطفان، فتقارب الناس، ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضًا (1)، حتى صلى رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - بالناس صلاة الخوف، ثم انصرف بالناس. اهـ (2).
    __________
    (1) قوله: وقد خاف الناس بعضهم بعضًا: ليس معناه أن المسلمين خافوا من المشركين فرجعوا، وإنما هذه الكلمة تقال كناية عن شدة قرب الفريقين من بعضهما، وعندها تُزلزل قلوب الرجال.
    (2) "سيرة ابن هشام" 3/ 107.


Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎