إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 11 ذي الحجة 1436 هجري قمري تحت عنوان اسباب خروج الامام الحسين ع من مكة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 11 ذي الحجة 1436 هجري قمري تحت عنوان اسباب خروج الامام الحسين ع من مكة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
    كتب الامام احمد الحسن ع على صفحته الشخصية المباركة ما نصه :

    يوم الثامن من ذي الحجة ، أو يوم التروية كما هو معروف في مناسك الحج،
    نجد الحسين ابن علي ع وابن فاطمة بنت محمد ص وسيد شباب اهل الجنة وفرد من العترة التي تعصم من الضلال كما نص رسول الله ووارث اذان جده ابراهيم ع ((وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ)) يخرج من مكة الى العراق تاركا مراسيم الحج خلف ظهره مع انه كان مقيما في مكة منذ اشهر.
    هكذا وضع الحسين عليه السلام مدعي الاسلام في موقف لايحسدون عليه،
    وجعل حجهم صفيرا وتصفيقا ((وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)) الى يوم الناس هذا) انتهى كلامه ع

    اولا : ما هي اهم الاسباب التي جعلت الامام الحسين ع يخرج من مكة تاركا مراسيم الحج ؟؟؟
    ثانيا : كيف وضع الامام الحسين ع مدعي الاسلام في موقف لا يحسدون عليه وجعل حجهم صفيرا وتصفيقا ؟؟؟

    اولا : ما هي الاسباب التي جعلت الامام الحسين ع يخرج من مكة تاركا مراسيم الحج ؟؟؟
    بعد ان تسلط معاوية على رقاب المسلمين بدا بقتل شيعة امير المؤمنين ع ونفيهم فعهد الى الجلادين امثال المغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه فصبوا على الشيعة وابلا من العذاب الاليم
    فاستعمل معاوية زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين: الكوفة والبصرة فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، يقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الايدي والارجل، وصلبهم في جذوع النخل وسمل أعينهم وطردهم وشردهم، حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد، أو شريد. وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الامصار: ان لا تجيزوا لاحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة،
    وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: انهم على دين علي، وعلى رأيه فكتب إليه معاوية: اقتل كل من كان على دين علي ورأيه فقتلهم ومثل بهم.
    وكتب كتابا آخر انظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه وان لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر
    عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليه السلام فقال:
    يا ابا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر، واصحابه، واشياعه، وشيعة ابيك ؟ فقال عليه السلام: وما صنعت بهم ؟ قال: قتلناهم، وكفناهم، وصلينا عليهم. ومن افعال معاوية بشيعة امير المؤمنين
    1 - اعدام اعلامهم كحجر بن عدي، وعمرو بن الحمق الخزاعي وصيفي بن فسيل وغيرهم. 2 - صلبهم على جذوع النخل 3 - دفنهم أحياءا 4 - هدم دورهم 5 - عدم قبول شهادتهم 6 - حرمانهم من العطاء 7 - ترويع السيدات من نسائهم 8 - اذاعة الذعر والخوف في جميع أوساطهم إلى غير ذلك من صنوف الارهاق الذي عالوه، وقد ذعر الامام الحسين (ع) مما حل بهم، فبعث بمذكرته الخطيرة لمعاوية التي سجل فيها جرائم ما ارتكبه في حق الشيعة
    وفي‌ كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ :لمّا (استشهد الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌ بالسمّ في‌ سنة‌ 49 هجريّة‌ علي‌ يد زوجته‌ جعدة‌ بنت‌ الاشعث‌ بن‌ قيس‌ بإيعاز من‌ معاوية‌ لم‌ تزل‌ الفتنة‌ والبلاء يعظمان‌ ويشتدّان‌ (علي‌ الشيعة‌) فلم‌ يبقَ ولي‌ّ للّه‌ إلاّ خائفاً على‌ دمه‌ وطريداً او شريداً ولم‌ يبق‌ عدوّ للّه‌ إلاّ مظهراً حجّته‌ غير مستتر ببدعته‌ وضلالته‌
    واخذ الكوفيون يندبون حظهم التعيس على ما اقترفوه من عظيم الاثم في خذلانهم للامام امير المؤمنين وولده الحسن وجعلوا يلحون على الامام الحسين بوفودهم ورسائلهم لينقذهم من ظلم الامويين وجورهم .
    فلمّا كان‌ قبل‌ موت‌ معاوية‌ بسنة‌ حجّ الحسينُ بنُ علي‌ّ صلوات‌ الله‌ عليه‌ وعبد الله‌ بن‌ عبّاس‌ وعبد الله‌ بن‌ جعفر معه‌ ،
    فجمع‌ الحسينُ عليه‌ السلام‌ بني‌ هاشم‌ رجالهم‌ ونساءهم‌ ومواليهم‌ ومن‌ الانصار ممّن‌ يعرفه‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ وأهل‌ بيته‌ ثمّ أرسل‌ رسلاً لاتَدَعوا أحداً ممّن‌ حجّ العام‌ من‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ المعروفين‌ بالصلاح‌ والنسك‌ إلاّاجمعهم‌
    ] لي‌ فاجتمع‌ إليه‌ بمني‌ أكثر من‌ سبعمائة‌ رجل‌ وهم‌ في‌ سرادقه‌ عامّتهم‌ من‌ التابعين‌ ونحو من‌مائتي‌ رجل‌ من‌ أصحاب‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
    . فقام فيهم خطيبا فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: أما بعد: فان هذا الطاغية - يعني معاوية - قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم واني أريد أن أسالكم عن شئ فان صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى امصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا، فاني أتخوف أن يدرس هذا الامر ويغلب والله متم نوره ولو كره الكافرون. وما ترك شيئا مما أنزله الله فيهم من القران الا تلاه وفسره ولا شيئا مما قاله رسول الله (ص) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه. وكل ذلك يقول أصحابه: اللهم نعم. قد سمعنا وشهدنا ويقول التابعي: اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة فقال (ع). أنشدكم الله الا حدثتم به من تثقون به وبدينه.. كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ الكوفيّ» ص‌ 206
    بعد ذلك كتب معاوية الى عماله إني قد كبر سني ودق عظمي، وخشيت الاختلاف على الأمة بعدي وقد رأيت أن أتخير لهم من يقوم بعدي واختار يزيد خليفة له وكان قد اوصاه بوصايا منها
    وانى لست اخاف عليك أن ينازعك في هذا الامر الا أربعة نفر من قريش الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن ابن أبي بكر وبعد هلاك معاوية تسلم يزيد قيادة الدولة
    فأصدر أوامره المشددة الى عامله على يثرب الوليد بن عتبة بارغام المعارضين له على البيعة، وقد كتب إليه رسالتين
    الاولى أما بعد، فخذ حسينا، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام ) تاريخ الطبري 6 / 84
    الثانية :اذا أتاك كتابي فاحضر الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فخذهما بالبيعة فان امتنعا فاضرب أعناقهما، وابعث إلي برؤوسهما وخذ الناس بالبيعة فمن امتنع فانفذ فيه الحكم، وفي الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير والسلام تاريخ اليعقوبي 2 / 215
    فبعث الية الوليد وعندما جاء الحسين ع قال الإمام الحسين عليه السلام في مجلس الوليد الذي دعاه لبيعة يزيد :إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب خمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح وتصبحون ننتظر وتنتظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة .
    الاوامر المشددة من دمشق :وأصدر يزيد أوامره المشددة الى الوليد باخذ البيعة من أهل المدينة ثانيا، وقتل الحسين (ع) وارسال راسه إليه وهذا نص كتابه .
    من عبد الله يزيد أمير المؤمنين الى الوليد بن عتبة، أما بعد :

    فاذا ورد عليك كنابي هذا فخذ البيعة ثانيا على أهل المدينة بتوكيد منك عليهم وذر عبد الله بن الزبير فانه لن يفوت أبدا مادام حيا، وليكن مع جوابك إلي براس الحسين بن علي، فان فعلت ذلك، فقد جعلت لك أعنة الخيل ولك عندي الجائزة، والحظ الاوفر والنعمة والسلام.."

    أرسل يزيد بن معاوية (لع) عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكّة في عسكر عظيم، وولاّه أمر الموسم، وأمّره على الحاجّ كلّهم، وأوصاه بإلقاء القبض على الحسين(عليه السلام) سرّاً وإن لم يتمكّن منه يقتله غيلة، فلمّا علم الحسين(عليه السلام) بذلك حلّ من إحرام الحجّ وجعلها عمرة مفردة وعزم على التوجّه إلى العراق مخافة أن يقبض عليه أو يُقتل غيلة
    ولما عزم الامام الحسين ع عليه السلام على مغادرة مدينة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والتوجه الى العراق تلبية لنداءات ورسائل ورسل أهل الكوفة ومنها رسالة جعدة للامام:
    وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب من اخلص الناس للامام الحسين عليه السلام واكثرهم مودة له وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحون عليه في مراسلة الامام للقدوم الى مصرهم ليعلن الثورة على حكومة معاوية ورفع جعدة رسالة للامام وهذا نصها:
    أما بعد: فان من قبلنا من شيعتك متطلعة انفسهم اليك، لا يعدلون بك أحد، وقد كانوا عرفوا راي الحسن اخيك في الحرب. وعرفوك باللين لاوليائك والغلظة على أعدائك، والشدة في أمر الله فان كنت تحب أن تطلب هذا الامر فاقدم علينا فقد وطنا أنفسنا على الموت معك.
    قال المدائني عن هارون بن عيسى عن يونس بن ابي إسحاق قال: لما بلغ اهل الكوفة نزول الحسين ع مكة وانه لم يبايع ليزيد وفد اليه وفد منهم عليهم ابوعبدالله الجدلي وكتب اليه شبث بن ربعي وسليمان. ابن صرد والمسيب بن نجية ووجوه اهل الكوفة يدعونه إلى بيعته وخلع يزيد وعندماعزم على الرحيل
    ارسل بكتاب الى محمد بن الحنفية قال فيه عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى اخيه محمد المعروف بأبن الحنفية : انّ الحسين يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور واني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسير بسيرة جدي صلى الله عليه واله وسلم وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين .) ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 602 ، عن‌ الخوارزميّ في‌ كتاب‌ «مقتل‌ الحسين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 188 طبع‌ النجف‌ . وجاء في‌ «مناقب‌ ابن‌

    بعدما وصل خبر خروج الامام الحسين ع الى بعض اصحابه جاءت الشخصيات المعروفة في مكّة إلى الإمام الحسين(عليه السلام) تنهيه عن الخروج إلى العراق ولكنّ الإمام(عليه السلام) رفض ذلك.فمن الذين جاؤوا: أبو بكر عمر بن عبد الرحمن المخزومي، فقال له الحسين(عليه السلام): جزاك الله خيراً يابن عمِّ، قد اجتهدت رأيك، ومهما يقض الله يكن
    وجاءه عبد الله بن عباس، فقال له الحسين(عليه السلام): «استخير الله وأنظر ما يكون».وجاءه أخوه محمّد بن الحنفية قائلاً له: يا أخي إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ من بالحرم وأمنعه،
    فقال(عليه السلام): يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت.وجاءه عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وغيرهما والحسين(عليه السلام) يقول لهم: وأيم الله لو كنت في جحر هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقتلوني والله ليعتدن عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت والله لا يدعونّي حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من فَرام المرأة). اُنظر: لواعج الأشجان: 70.
    وقال له الخدري يا أبا عبد الله اني انا ناصح واني عليكم مشفق وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونكم الى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم فاني سمعت أباك يقول بالكوفة والله لقد مللتهم وابغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز به فاز بالسهم الاخيب والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ولا صبر على السيف
    تدبر ايها الموالي رد من كانوا يزعمون انهم شيعة الحسين ع هل قالوا لبيك يابن رسول الله نحن فداك ام انهم راحوا يقترحون على الحسين ع فلا اعلم هل الامام الحسين ع في نظرهم امام منصب من الله ام هم الائمة ؟؟؟؟
    قال الإمام الحسين عليه السلام في لقائه مع الفرزدق الذي سلم عليه ثم قال:يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته ؟
    فاستعبر الحسين عليه السلام باكيا ثم قال: رحم الله مسلما فلقد صار إلى روح الله وريحانه وجنّته ورضوانه ألا إنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا، ثمّ أنشأ يقول:
    فإن تكـن الدنيا تعدّ نفيسة فدار ثواب الله أعلى وأنبل
    وإن تكن الأبدان للموت أنشأت فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضـل
    وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً فقلّة حرص المرءفي الرّزق أجمل
    وإن تكن الأموال للتّرك جمعهـا فما بال متروكٍ به الحرّ يبخل

    ماذا اراد الامام الحسين ع بهذه الابيات اراد ان يقول للفرزدق وغيره من الذين خذلوه ولم يناصروه انكم خفتم على انفسكم من الموت رغم ان الموت يدرككم وان كنتم في بروج مشيدة ولو كنتم اولياء لله لتمنيتم الموت لكنكم لستم اولياء لله وان خفتم على عيالكم واهلكم الهلاك من بعدكم فاعلموا ان الله رازقكم واياهم فثقوا به سبحانه لانه عادل في قسمته وان خفتم ضياع اموالكم وتجارتكم من بعدكم فاعلموا ان المرء لا ياخذ معه الا كفنه هذا ان كفن

    ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك) كشف‌ الغمّة‌ ص‌ 185 .الطبري 6 / 218 وابن الأثير 4 / 16 وإرشاد المفيد ص 201 وابن كثير 8 / 168
    فالامام الحسين ع اراد في سؤاله للفرزدق ان يبين جهل الناس بحجيته وانه اولى بهم من انفسهم والا الم يجمعهم الحسين ع في مدينة جده رسول الله وقام بهم خطيبا يحثهم على الجهاد فاين اصحاب رسول الله واين التابعين واين شيعة امير المؤمنين ع هذه هي حقيقة الناس كما قال روحي فداه الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم
    قال الفرزدق بعد ذكره لقاءه للإمام الحسين : ثم مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم وهيئته حسنة فاتيته فإذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص فسألني فاخبرته بلقاء الحسين بن علي ، فقال لي : ويلك فهلا اتبعته : فوالله سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه . قال : فهممت والله ان الحق به ووقع في قلبي مقالته ثم ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق بهم . . . الحديث (. الطبري 6 / 218 - 219

    انظر الى جواب ابن العاص للفرزدق (سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه) عقيدته كعقيدة المتشيعة اليوم بان الامام قاهر للعادة(

    قال الإمام الحسين عليه السلام في خطبة له عندما عزم الخروج إلى العراق :الحمد لله ما شاء الله ولا قوة الا بالله وصلّى الله على رسوله خُطّ الموت على وُلد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى اسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخيّر لي مصرع أنا لاقيه كاني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ........لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فانني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى .) كشف‌ الغمّة‌ ص‌ 184 طبقاً لعبارة‌ اللهوف‌ ورواها في‌ ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ ج‌ 11 ، ص‌ 598 ،

    ولما خرج الامام الحسين ع من مكة بعث كتاباً إلى من بقي بالمدينة من بني هاشم: "أما بعد فإن من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يبلغ الفتح(.
    هذا هو حال مدعي الاسلام في ذلك الزمان منهم من حذل ومنهم من اشار على امام زمانه .

    الخطبة الثانية

    ثانيا : كيف وضع الامام الحسين ع مدعي الاسلام في موقف لا يحسدون عليه وجعل حجهم صفيرا وتصفيقا ؟؟؟
    قال الامام احمد الحسن ع (ينبغي لمن يريد الحج ابتداء أن يعرف علة الحج وهي أن يعرض ولايته على ولي الله وخليفة الله في أرضه ويبرأ من الجبت والطاغوت وكل عدو لله ولولي الله وخليفة الله في أرضه وحجته على العباد .
    عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) (قَالَ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ هَكَذَا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ يَنْفِرُوا إِلَيْنَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ وَ يَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) الكافي ج :1 ص : 392 انتهى كلامه ع

    فكثير ممن يذهب الى بيت الله الحرام لاداء مناسك الحج بل وينادي باعلى صوته الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
    السؤال (الله اكبر من ماذا والحمد لله على ماذا ؟؟؟
    وعندما يلبي الحاج (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) من هو المنادي حتى البي النداء وهل التلبية تكون في ايم الحج ام في كل وقت ينادي به حجة الله ؟؟؟
    وما معنى لا شريك لك لبيك ؟؟؟
    هل يعني انه لا شريك لك في ملكك ؟؟؟ ام لا شريك لك في حكمك ؟؟؟ ام لا شريك لك في قلبي ؟؟؟
    قال الامام احمد الحسن ع (فعلة الحج هي الاستغفار عن التقصير في حق الحجة على الخلق ع في كل زمان،أما الغرض من الحج فهو التجمع في هذا المكان وفي هذا الزمان من كل عام ترقباً لقيام المصلح المنتظر المهدي ع للجهاد بين يديه، فهو صاحب الآذان في زماننا، إن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن: يأتوك أنت يا حجتي على خلقي لا يأتوني أنا، قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق﴾ ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق﴾ ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ الحج 27_32
    وقضاء التفث: أي التنظيف والتطهر، وهو يكون بحسب الظاهر قصّ الأظافر وحلاقة الشعر، أما بحسب اللبّ والحقيقة فالمراد منه لقاء الإمام الحجة ع، وحلاقة الشعر إنما تمثل التجرد من كل فكرة والتسليم للحجة ع والانصياع لأوامره. فحرمات الله وشعائر الله هم حجج الله سبحانه وتعالى على الخلق.

    قل الامام احمد الحسن ع ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ شعائر الله هي الأدلة على الله سبحانه وتعالى، ومنها الصفا والمروة؛ لأنّ بينهما تجلّت قدرة الله لآدم وحواء وإبراهيم وهاجر ع وبالتالي لجميع الناس فلإبراهيم وهاجر بعين زمزم ولآدم وحواء عندما نزل آدم على جبل الصفا وحواء على جبل المروة وبالتقاء هذين الجبلين آدم وحواء جرت الحياة الإنسانية على هذه الأرض،
    كما جرت عين زمزم فيما بعد.ففي الحج تعظيم لشعائر الله، وفي تعظيمها تعظيم لقدرة الله في قلب الإنسان، ومن شعائر الله جبل عرفات والمشعر الحرام
    وآثار الأنبياء والمرسلين والأوصياء <ع>، وهم أنفسهم <ع> أعظم شعائر الله، ففي ذكرهم تعظيماً لأعظم شعائر الله سبحانه وتعالى.وسميت شعائر؛ لأنّ الإنسان المؤمن يستشعر قدرة الله التي تجلّت من خلالها في قلبه. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع في المتشابهات الاجزاء الثلاث ص 80
    اذن الذهاب الى بيت الحرام هو استجابة لنداء حجة الله في كل زمان لانه صاحب الاذان والذهاب اليه هو استجابة لدعاء اقبل بعد ان امرنا بالادبار فالذي نادى في ذلك العالم هو الله والذي ينادي في هذا العالم هو حجة الله في زمانه والامام الحسين ع كان هو حجة الله في ذلك الزمان وهو الحج الحقيقي وقد نادى باهل مكة قائلا ( من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فانني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى )
    و بعث كتاباً إلى من بقي بالمدينة من بني هاشم "أما بعد فإن من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يبلغ الفتح(
    فمن التحق بالامام الحسين ع استجاب لامر (اقبل ) وقبل منه حجه وان لم يذهب الى بيت الله لانه لبى نداء خليفة الله المؤذن في زمانه اما من تخلف عن خليفة الله في زمانه فلا صام ولا صلى ولم يقبل منه عمل وكيف يتوقع ان يقبل منه عمل وهو ممن خذل امام زمانه وان حج بيت الله ففي زمن الجاهلية كانوا يحجون ويلبون لكن تلبيتهم عندالله لم تعدُ التصفيق والتصفير
    عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع، قَالَ: (نَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ ع: هَكَذَا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِنَّمَا أُمِرُو أَنْ يَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ يَنْفِرُوا إِلَيْنَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ وَيَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾(إبراهيم: 37.) الكافي: ج1 ص392
    ولم ينفع كفار قريش (الأحناف المنحرفين) حجهم بيت الله، ومع أنهم كانوا يلبون(فإن تلبيتهم عندالله لم تعدُ التصفيق والتصفير، لأنها هكذا كانت تسمعها الملائكة وهكذا ترفع ﴿وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾( الأنفال:35.
    فالذي تخلف عن ركب الامام الحسين ع بسبب خوفه على نفسه او على عياله او على ماله لا تنفعه تلبيته
    فالذهاب الى بيت الله الحرام هو هجره الى الله بولي الله لذا تذهب الى بيت الله بما يستر عورتك فقط مطهرا نفسك منظفا بدنك لانك مهاجر الى الله بولي الله تركت الدنيا وما فيها تركت المال والعيال والملك والجاه وكل متعلقات الدنيا كما فعل ابراهيم النبي ع فابراهيم ع كفر بالجبت والطاغوت و انقطع عن اهله وقومه بعد ان دعاهم لعبادة الله الواحد القهار فما كان منهم الا ان اججوا له نارا ليحرقوه ﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴾ الصافات: 98﴿ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ الأنبياء: 70
    ها هو ينقطع عن أهله مهاجرا لله رب العالمين ﴿ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾العنكبوت: 26

    فبعد ان هاجر ابراهيم ع من بلده واهله وعشيرته هاجر حتى من احب الخلق اليه وهو ولده الذي طالما كان يتطلع ولادته وكم اشتاق إليه وبعد أن أصبح معه حقيقة وفي أحضانه يؤمر بتركه ومفارقته هو وأمه في صحراء حيث مكة مكان رفع القواعد من البيت استشعر نفسك مكان إبراهيم أتترك ولدك الوحيد الذي جاء بعد شوق واشتياق وجاء على كبر أتترك الطفل الرضيع وأمه؟ أين يتركهم في بيت بعيد أم في بلد بعيد عن عينيه أو أنه يتركهم عند قريب أو صديق له لا إنها صحراء حيث الهوام والسباع ووحوش الأرض بلا طعام أو شراب حسب نظرة اهل المادة
    هل تستطيع فعل هذا؟ اذن هو اختبار من الله ليرى من أحب إلى قلب إبراهيم الله العاطي الوهَّاب أم إسماعيل العطية والهبة وينجح إبراهيم في الاختبار،وما كان منه إلا أن قال لبيك اللهم لبيك،

    إن الله اختبر إبراهيم في أحب الأشياء إلي قلبه فعند اختبار الله لك في حبيب أو عزيز فهو دليل محبته فأراد الله أن يجرد قلب إبراهيم لله وحده حتى من الولد ومن كل حبيب سوى الحبيب الأول والأعظم وهو الله عز وجل.

    ولنتصور حال هاجر ع عندما تركها ابراهيم وهي تتمسك بثوبه وتقول لمن تتركنا يا ابراهيم وفي أي مكان افبمثل هذا المكان وابراهيم ع لم يجبها فهل صرخت كما يفعلن النسوة اليوم ام لحقت بابراهيم ع عندما تركها ام ماذا فعلت ع كانت ع تعلم انها تسير مع خليفة الله وحجة الله وكانت مسلمة له فسالته يا ابراهيم هل الله امرك ان تتركنا هنا فاجابها ابراهيم ع نعم الله من امرني انظر ايها اللبيب ايها الموالي ايها المهاجر الى الله الى جواب هاجر ع هل قالت وكيف يامرك الله ان تتركنا هنا في هذا المكان واي مكان هو صحراء كما قال تعالى ﴿ رَبَّنَا إِنِّى أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ ﴾ خال من الناس فقط الوحوش والسباع بلا ماء ولا طعام
    ام انها عارفة بالله موقنة بالله مصدقة بالله وبخليفة الله ابراهيم انظر الى جوابها ع فقالت إِذاً لاَ يُضَيِّعُنَا، لا ضياع مع أمر الله بل الضياع كل الضياع في تضييع أمر الله
    انظر الى كلام أم إسماعيل الأم المحتسبة الصابرة الواثقة في أمر ربها أي إيمان هذا وأي ثقة هذه واي معرفة .

    لكن السؤال : كيف ترك ابراهيم ع زوجته وطفله الرضيع الذي طالما تمناه كيف تركهم وهو الغيور كيف تركهم وهو من قال للعاشر عندما اراد فك الصنوق الذي كانت بداخله سارة ع خذ ما شئت من الاموال والحلال ولا تنظر لزوجتي كيف تركهم وهو من دعى على الملك عندما اراد لمس سارة ع وقال يارب انت غيور وهذا الملك يريد لمس زوجتي فشل الله يد الملك فكيف ترك سارة واسماعيل ع ؟؟؟

    ابراهيم ع اين ترك زوجته وولده الرضيع تركهم في ائمن مكان وهو حضن فاطمة ع وعلي ع تركهم بين الصفا والمروى وبذلك ارجع الامانة الى اهلها واهلها هم ال محمد ع وهاجر الى الله

    وبعد ابراهيم ع فلننظر الى موسى ع وكيف انه هاجر الى الله بعد ان نظر الى ظلم فرعون وكيف كان يستعبد بني اسرائيل قرر ع ان يهاجر الى الله قرر ان لا يبقى في قصر فرعون ويكون ظهيرا له ولو بالسكوت على ظلمه ومكثرا لسواده فشاء الله ان تقع حادثة قتل القبطي فكان لابد لموسى وبعد هذه الحادثة ان يهاجر الى الله لانه كفر بالجبت والطاغوت

    وبعد ان قرر موسى ع ان يهاجر الى الله وان يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك جائه الامتحان الالهي وهو انك يا موسى لبيت ندائي وهاجرت لي وانت قلتها بلسانك لبيك لا شريك لك فاخلع نعليك ان اردت ان تلج هذه الساحة المقدسة أي خوفك من الطواغيت وان تكون على يقيين ان الذي يدافع عنك هو الله القادر القاهر واخلع حب اهلك لان موسى ع كان شديد الحب لاهله
    قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): وروي في قوله عزوجل: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك وخوفك من فرعون. كمال الدين وتمام النعمة: ص151.

    وعن الإمام المهدي ع انه قال في حديث طول: (... إن موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال: يا رب إني قد أخلصت لك المحبة مني، وغسلت قلبي عمن
    سواك - و كان شديد الحب لأهله - فقال الله تعالى: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) أي أنزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة، وقلبك من الميل إلى من سواي
    مغسولاً) كمال الدين وتمام النعمة: ص460.

    فالذي يريد ان يذهب الى بيت الله أي ان يهاجر الى الله وهو يجهل الطريق فعليه ان يهاجر بالادلاء على الله وهم اولياء الله عليه ان يكفر بالجبت والطاغوت لان الله قدم الكفر بالطاغوت على الايمان به ومن ثم يترك الدنيا وما فيها وعليه ان يرد الامانة الى اهلها لان صاحب الامانة قد حضر وهو خليفة الله وليعلم الجميع ان كل ما لدى الانسان هو ملك اعتباري وان المالك الحقيقي هو الله وهو من خلفه الله ( قال رسول الله اولست اولى بالمؤمنين من انفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه )

    فالهجرة الى الله تكون بالهجرة الى حجة الله والذي يذهب لحج بيت الله ملبيا نداء حجةلله في زمانه فاذا كان جاهلا بحجة زمانه فكيف يقبل الله منه حجة لان هاجر الى الله من حيث هو يريد لا من حيث الله يريد فاصبح حجه كحج اهل الجاهلية تصفيق وتصفير ومنهم من هاجر الى الله بولي الله لكنه يحمل الدنيا وما فيها على عاتقه فمثل هذا الحاج لا يستطيع الوصول لان الطريق بعيد وحمله ثقيل ومنهم من هاجر الى الله بولي الله ولم يحمل معه شئ من حطام الدنيا لكنه يحمل اناه بين جنبيه ومثل هذا ايضا يسقط كما سقط ابليس
    انما الهجرة الى الله بولي الله تكون كهجرة ابراهيم ع وكهجرة موسى ع وحقيقة هذه الهجرة بينها الحق احمد ع


    قال الامام احمد الحسن ع ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْـرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ (النساء : 100.
    ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾: ولي الله هو سبيل الله فمن يهاجر فيه إلى الله يجد سعة وعطاءً عظيماً،
    ويعطيه الله كما أعطى الأنبياء والمرسلين ع كمالك الأشتر كان على بعد
    مئات الكيلو مترات عن علي بن أبي طالب ع ثم يجلس في الليل يبكي فيسأله أصحابه، فيقول: أبكي لأني أسمع مناجاة علي ع فقد فُتح لمالك في ملكوت السماوات كما فُتح للأنبياءوالمرسلين.
    ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ﴾ بيته: جسمه، أي من يخرج من جسمه، فالموت نوعان:
    - (نوع مذموم) وهو جعل الجسد تابوتاً للروح بإتباع الهوى وعبادة الأنا وحب الدنيا وموالاة عدو الله ومعادة ولي الله
    ﴿ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ﴾: أي إنّ روحه هاجرت إلى الله وتركت جسمه، هاجرت في أرض الله الواسعة، وهاجرت في سبيل الله، أو قل هاجرت في ولي الله إلى الله.
    ﴿فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾؛ لأنه هاجر إلى الله، فأجره على من هاجر له.انتهى كلام الامام احمد الحسن ع

    فنسال الله ان يجعلنا واياكم من المهاجرين الى ا لله بمن اختاره الله وجعله سبيله وان يخرج حب الدنيا من قلوبنا وان يعرفنا بحقيقة انفسنا العدو الملازم وان ينصرنا عليه انه حميد مجيد
    والحمد لله وحده . الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎