المخطط الصهيوني للسيطرة على دول المنطقة بعمالة ( داعش ) ...
و هو مخطط ليس بجديد سنحاول ان نكشف عنه النقاب و نفضح أوراقه فـتابعونا !
تفاصيل مخطط قديم لنقل اليهود الأكراد من "إسرائيل"إلى شمال العراق
2009-11-19
في أجواء من التكتم المتواصل منذ ثمانية عشر عاماً، وتحديداً منذ حرب "تحرير الكويت" وفرض الحظر الجوي على منطقتي شمال وجنوب العراق في العام 1991، بدأالتغلغل الإسرائيلي في العراق إنطلاقاً من المنطقة الكردية التي أصبحت تحت سيطرةحزبي مسعود البرزاني وجلال الطالباني.
وكانت بداية هذا التغلغل على هيئة خبراء ومستشارين وجواسيس، ثم تطوّر إلى المجالات العسكرية والتجارية ووكالات الأمنوالعقارات وسائر الشركات المتخصّصة من الإبرة إلى النفط فالتكنولوجيا. وسرعان ماكشف عن وجهه الآخر حين اتّضح أن كل هذه المجالات ليست وحدها هي الهدف. وأن هناكهدفاً استراتيجياً دينياً – تاريخياً – واستيطانياً أهم من هذه الأهداف "الدنيوية"،فرض التوسّع في عملية التغلغل داخل مناطق ومدن محدّدة في الشمال العراقي شملتنينوى، أربيل، الموصل، باشقيا، الكفل، الكوشفين، الحمدانية، عقرا، وغيرها.
أما سبب التركيز على هذه المناطق والمدن، حسبما تقول المعلومات التي كانآخرها وأكثرها وضوحاً موقع أميركي متخصص – سنعود لاستعراض ما ورد فيه لاحقاً – فيرجع إلى وجود أماكن دينية وأثرية يهودية فيها، يعتبرها الإسرائيليون من قدسالأقداس، وهي تتمثل بشكل خاص في مرقد النبي ناحوم (ناعوم) الواقع في الكرش، ومرقدالنبي يوناح (يونس) بالموصل، ومبرّة النبي دانيال في كركوك، وقبر حزقيل في الكفلالقريبة من الموصل، وقبر عزرا الواقع في مدينة العزيز بمحافظة ميسان، القريبة منالبصرة.
إعادة تصدير اليهود الأكراد
لكن حتى هذه المناطق، لم تقف عندها حدود التغلغل الإسرائيلي، الذي اتسّعتدائرته أكثر، وصولاً إلى العاصمة بغداد وغيرها من المدن العراقية الأخرى. وقد تمّذلك كله بعلم ودعم الولايات المتحدة، وبتنسيق على الأرض مع الحزبين الكرديين، فيإطار اتفاق على تبادل المصالح المشتركة، لا سيما وأن اسرائيل لا تبتغي من تواجدهافي المناطق الكردية، كما أوضحت لقيادتي الحزبين، أكثر مما يجري التنسيق بشأنهمعهما، فضلاً عمّا يتعلق بدوام "التبرّك" من الأضرحة والمواقع الدينية!
ولهذا، فإنها لا تريد لهذا التواجد أن تتّسع دائرته فيشمل – على سبيل المثال – توطين بعض المهاجرين من اليهود الروس أو الآتين من أوكرانيا أو جورجيا.. بل إعادةتصدير اليهود الأكراد من "إسرائيل" إلى "وطنهم الأصلي" ليعيشوا بين إخوانهم، إلىجانب بعض اليهود الآتين من إيران ودول المنطقة، فقط... لا غير !
وأكثرمن ذلك، وتسهيلاً لعملية التوطين "الطبيعية والآمنة"، طرحت إسرائيل خطّة لتنفيذ هذهالعملية من قبل الموساد وحكومة كردستان، تقضي بأن يحلّ العائدون إلى وطنهم محلالكلدانيين والآشوريين الذين يشكّلون "حالة" مختلفة عن حالة الأكراد !
والغريب – كما تفيد المعلومات – أن هذه الخطّة قد حازت على موافقة ودعم العديدمن المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية في الولايات المتحدة التي أوصت بضرورةتسهيل هجرة المواطنين الأصليين من المسيحيين الأشوريين والكلدان إلى دول الغرب، وفيمقدمتها أميركا وكندا واستراليا. على أن يتمّ ذلك بداية عن طريق الإغراء المادي،وفي حالة الرفض وعدم التراجع يجري تكليف الميليشيات الكردية بالضغط عليهم عبر وسائلمختلفة، لدفعهم إلى السير في هذا الخيار!
ولا حاجة للتفكير هنا بكيفيةهذه الوسائل والمدى الذي وصلت إليه ، بعد أن سمعنا بتصفية أسماء معروفة من رجالالدين والأطباء والإختصاصيين، كان على رأسهم المطران بولس فرج رحّو رئيس أساقفةالكنيسة الكلدانية، بدافع إجبارهم على الهجرة الى الخارج، أو النزوح القسري إلىأماكن أخرى في العراق "الجديد".
صورة أميركي يتحدّث بلغتنا
هذه التفاصيل الجديدة كُشف النقاب عنها مؤخرا ، وقد سبقهانشر معلومات أخرى عن أبرز جوانب التغلغل الإسرائيلي تضمنت أسماء مؤسسات وشركاتوسائر مجالات النشاط الموسادي في كافة أنحاء العراق ، إلى جانب أسماء المستشارينالإسرائيليين في نصف الوزارات العراقية على أقل تقدير، منها الداخلية والنفطوالمالية التي تولاها بالترتيب التسلسلي كل من الجنرال كاستيل، فيليب كارول، ديفيدتومي .. واللافت أن هذه القضية لم تعد محط اهتمامنا وحدنا بحكم مساسها بوطنناوأمننا القومي ، بل أصبح هناك من يلاحقها ويهتم بتفاصيلها وخفاياها مثلنا ، كمايعرف عنها
مثلما نعرف وربما أكثر، بحكم كونه من المتخصصين في مجال المعلوماتوكشف الحقائق، أو باعتباره صحافياً أو سياسياً أيّاً كانت توجهاته.
أحد أبرز هؤلاء موقع يُدعى وين مادسن، طالَعَنا مؤخراً بتفاصيل أخرى حول هذاالموضوع، الذي استعرض فيه مخطط اسرائيل التوسّعي الإستيطاني في العراق، وبشكل أخصّفي مناطق معيّنة تتمتّع بصبغة دينية وتراثية يعتبرها الكيان الصهيوني جزءاً من "اسرائيل الكبرى"، وهي نفس المناطق والأضرحة التي سبق ذكرها.
... ويتّهم أميركا أكثر منّا
ونظراً لتميّز هذاالموقع وصاحبه الذي يحمل إسمه: وين مادسن ، نورد لمحة موجزة عن حياة ومواقف هذاالرجل، قبل أن ننقل أبرز ما ورد على لسانه، لكي نتعرّف على شخصيته التي تميّزتبملاحقته الجريئة للقضايا السرّية والحساسة المتعلقة بالمسؤولين الكبار، أو الأحداثالكبيرة. فهو أولاً ضابط سابق في البحرية الأميركية، ثم في وكالة الأمن القومي فيعهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، كما أنه صحافي متخصص بالتحقيقات المميّزة الملفتةللإنتباه، كتلك التي يتهم في أحداها "السي.آي.إيه" باغتيال رفيق الحريري استناداًإلى برنامج يُدعى Matrix word wide attack، الذييسمح باستهداف من يتعارضون معالولايات المتحدة حتى إقتصادياً، وإن لم يكونوا معادين لها. ويعود سبب الإغتيال كماورد في تحقيقه إلى اعتراضه الشديد على إقامة قاعدة عسكرية في شمال لبنان.
ثم إتهامه "إسرائيل" في تحقيق آخر باستعمال الأسلحة الكيماوية في حرب تموز 2006 ضد لبنان، ونشره صوراً لقذائف مدفعية كيميائية لها استعمال مزدوج، بما في ذلكمادة الفوسفور الأبيض الذي استعمل مؤخراً في العدوان على غزة.
وكذلكالأمر بالنسبة لاغتيال جون قرنق نائب الرئيس السوداني وزعيم حركة تحرير السودان،حيث اتهم الولايات المتحدة بتصفيته – رغم أنه كان أحد حلفائها – على خلفية الاختلافمعه حول نفط السودان، وقد أكّد هذا الاتهام بعد ذلك المقدم هاشم بدر الدين قائدالقوات الخاصة لجيش تحرير السودان، وأشار إلى أن الأميركيين سبق لهم وأن هدّدواقرنق.
أما أكثر تحقيقاته التي أثارت ضجّة، فقد كشفت النقاب عن جانب منشخص الرئيس الأرعن بوش الإبن وتصرفاته، خصوصاً وصفه لزوجته بالساقطة ، أثناء حديثله وهو ثمل مع الصحافيين في إحدى رحلاته الخاصة، وإطلاقه أوصافاً أسوأ بكثير عليها،لم يستطع مادسن نشرها بل رمز إليها بالنقاط في موقعه الألكتروني.
وعلىنفس المنوال جاء كشفه لفضيحة مدير البنك الدولي بول وولفويتز مع عشيقته شاها رضا من أب ليبي وأم سورية.
وبالعودة إلى أبرز ما طالَعنا به تقرير وينمادسن، نقرأ تفاصيل لم تُذكر في السابق، حول مخطط إسرائيل التوسعي الإستيطاني فيالعراق، يبدأها بالقول أنه إذا كانت طموحات إسرائيل معروفة بالنسبة للسيطرة الكاملةعلى قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك الأمر بالنسبة للجولان السوري المحتل، فإنطموحاتها بالتوسع والسيطرة على أجزاء من العراق لا تقلّ عن ذلك تحقيقاً لحلمإسرائيل الكبرى.
وبعد أن يؤكد على المعلومات المتعلقة بنقل اليهودالأكراد من إسرائيل إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى تحت ستار زيارة البعثات الدينيةوالمزارات اليهودية القديمة، يؤكد أيضاً أن اليهود الأكراد قد بدأوا منذ الغزوالأميركي للعراق عام 2003 بشراء الأراضي في المنطقة التي يعتبرونها ملكية يهوديةتاريخية.
وفي استعراضه لأسباب "الإهتمام الخاص الذي يوليهالإسرائيليون لأضرحة الأنبياء ناحوم ويونس ودانيال، وكذلك حزقيل وعزرا وغيرهم" يقولأن الكيان الصهيوني ينظر إليها جميعها على أنها جزء من اسرائيل، حالها حال القدسوالضفة الغربية التي يسمّيها يهودا والسامرة.
صهينته "العراق الجديد"!
شيء آخر أكّده تقرير الموقع الأميركي الخارج عنإرادة البيت الأبيض – خصوصاً في زمن بوش – وهو أن فرق الموساد قد شنّت مع مجموعاتمن المرتزقة للصهاينة المسيحيين الأميركيين هجمات على المسيحيين الكلدانيينالعراقيين في كل من الموصل وإربيل فالحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره... وغيرها،وألصقتها بتنظيم القاعدة بغية تهجيرهم بالقوة، وإفراغ المنطقة التي تخطط اسرائيل للاستيلاء عليها بالتنسيق مع الميليشيات الكردية، من سكانها الأصليين من المسيحيينوالمطالبة بها بوصفها أرضاً يهودية توراتية!
وباختصار، يقول وين مادسنفي تقريره: هذه العملية تمثّل إعادة لعملية إقتلاع الفلسطينيين من فلسطين أيامالإنتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية وإحلال الصهاينة مكانهم .
أي بعد ستين عاماً من النكبة، يريدون تكرارها بنفس الأسلوب و اليد المجرمة علىأرض العراق هذه المرة !
نبيل أبو جعفر
* كاتب وصحافي عربي يقيم في باريس
'الرشيد'
و هو مخطط ليس بجديد سنحاول ان نكشف عنه النقاب و نفضح أوراقه فـتابعونا !
تفاصيل مخطط قديم لنقل اليهود الأكراد من "إسرائيل"إلى شمال العراق
2009-11-19
في أجواء من التكتم المتواصل منذ ثمانية عشر عاماً، وتحديداً منذ حرب "تحرير الكويت" وفرض الحظر الجوي على منطقتي شمال وجنوب العراق في العام 1991، بدأالتغلغل الإسرائيلي في العراق إنطلاقاً من المنطقة الكردية التي أصبحت تحت سيطرةحزبي مسعود البرزاني وجلال الطالباني.
وكانت بداية هذا التغلغل على هيئة خبراء ومستشارين وجواسيس، ثم تطوّر إلى المجالات العسكرية والتجارية ووكالات الأمنوالعقارات وسائر الشركات المتخصّصة من الإبرة إلى النفط فالتكنولوجيا. وسرعان ماكشف عن وجهه الآخر حين اتّضح أن كل هذه المجالات ليست وحدها هي الهدف. وأن هناكهدفاً استراتيجياً دينياً – تاريخياً – واستيطانياً أهم من هذه الأهداف "الدنيوية"،فرض التوسّع في عملية التغلغل داخل مناطق ومدن محدّدة في الشمال العراقي شملتنينوى، أربيل، الموصل، باشقيا، الكفل، الكوشفين، الحمدانية، عقرا، وغيرها.
أما سبب التركيز على هذه المناطق والمدن، حسبما تقول المعلومات التي كانآخرها وأكثرها وضوحاً موقع أميركي متخصص – سنعود لاستعراض ما ورد فيه لاحقاً – فيرجع إلى وجود أماكن دينية وأثرية يهودية فيها، يعتبرها الإسرائيليون من قدسالأقداس، وهي تتمثل بشكل خاص في مرقد النبي ناحوم (ناعوم) الواقع في الكرش، ومرقدالنبي يوناح (يونس) بالموصل، ومبرّة النبي دانيال في كركوك، وقبر حزقيل في الكفلالقريبة من الموصل، وقبر عزرا الواقع في مدينة العزيز بمحافظة ميسان، القريبة منالبصرة.
إعادة تصدير اليهود الأكراد
لكن حتى هذه المناطق، لم تقف عندها حدود التغلغل الإسرائيلي، الذي اتسّعتدائرته أكثر، وصولاً إلى العاصمة بغداد وغيرها من المدن العراقية الأخرى. وقد تمّذلك كله بعلم ودعم الولايات المتحدة، وبتنسيق على الأرض مع الحزبين الكرديين، فيإطار اتفاق على تبادل المصالح المشتركة، لا سيما وأن اسرائيل لا تبتغي من تواجدهافي المناطق الكردية، كما أوضحت لقيادتي الحزبين، أكثر مما يجري التنسيق بشأنهمعهما، فضلاً عمّا يتعلق بدوام "التبرّك" من الأضرحة والمواقع الدينية!
ولهذا، فإنها لا تريد لهذا التواجد أن تتّسع دائرته فيشمل – على سبيل المثال – توطين بعض المهاجرين من اليهود الروس أو الآتين من أوكرانيا أو جورجيا.. بل إعادةتصدير اليهود الأكراد من "إسرائيل" إلى "وطنهم الأصلي" ليعيشوا بين إخوانهم، إلىجانب بعض اليهود الآتين من إيران ودول المنطقة، فقط... لا غير !
وأكثرمن ذلك، وتسهيلاً لعملية التوطين "الطبيعية والآمنة"، طرحت إسرائيل خطّة لتنفيذ هذهالعملية من قبل الموساد وحكومة كردستان، تقضي بأن يحلّ العائدون إلى وطنهم محلالكلدانيين والآشوريين الذين يشكّلون "حالة" مختلفة عن حالة الأكراد !
والغريب – كما تفيد المعلومات – أن هذه الخطّة قد حازت على موافقة ودعم العديدمن المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية في الولايات المتحدة التي أوصت بضرورةتسهيل هجرة المواطنين الأصليين من المسيحيين الأشوريين والكلدان إلى دول الغرب، وفيمقدمتها أميركا وكندا واستراليا. على أن يتمّ ذلك بداية عن طريق الإغراء المادي،وفي حالة الرفض وعدم التراجع يجري تكليف الميليشيات الكردية بالضغط عليهم عبر وسائلمختلفة، لدفعهم إلى السير في هذا الخيار!
ولا حاجة للتفكير هنا بكيفيةهذه الوسائل والمدى الذي وصلت إليه ، بعد أن سمعنا بتصفية أسماء معروفة من رجالالدين والأطباء والإختصاصيين، كان على رأسهم المطران بولس فرج رحّو رئيس أساقفةالكنيسة الكلدانية، بدافع إجبارهم على الهجرة الى الخارج، أو النزوح القسري إلىأماكن أخرى في العراق "الجديد".
صورة أميركي يتحدّث بلغتنا
هذه التفاصيل الجديدة كُشف النقاب عنها مؤخرا ، وقد سبقهانشر معلومات أخرى عن أبرز جوانب التغلغل الإسرائيلي تضمنت أسماء مؤسسات وشركاتوسائر مجالات النشاط الموسادي في كافة أنحاء العراق ، إلى جانب أسماء المستشارينالإسرائيليين في نصف الوزارات العراقية على أقل تقدير، منها الداخلية والنفطوالمالية التي تولاها بالترتيب التسلسلي كل من الجنرال كاستيل، فيليب كارول، ديفيدتومي .. واللافت أن هذه القضية لم تعد محط اهتمامنا وحدنا بحكم مساسها بوطنناوأمننا القومي ، بل أصبح هناك من يلاحقها ويهتم بتفاصيلها وخفاياها مثلنا ، كمايعرف عنها
مثلما نعرف وربما أكثر، بحكم كونه من المتخصصين في مجال المعلوماتوكشف الحقائق، أو باعتباره صحافياً أو سياسياً أيّاً كانت توجهاته.
أحد أبرز هؤلاء موقع يُدعى وين مادسن، طالَعَنا مؤخراً بتفاصيل أخرى حول هذاالموضوع، الذي استعرض فيه مخطط اسرائيل التوسّعي الإستيطاني في العراق، وبشكل أخصّفي مناطق معيّنة تتمتّع بصبغة دينية وتراثية يعتبرها الكيان الصهيوني جزءاً من "اسرائيل الكبرى"، وهي نفس المناطق والأضرحة التي سبق ذكرها.
... ويتّهم أميركا أكثر منّا
ونظراً لتميّز هذاالموقع وصاحبه الذي يحمل إسمه: وين مادسن ، نورد لمحة موجزة عن حياة ومواقف هذاالرجل، قبل أن ننقل أبرز ما ورد على لسانه، لكي نتعرّف على شخصيته التي تميّزتبملاحقته الجريئة للقضايا السرّية والحساسة المتعلقة بالمسؤولين الكبار، أو الأحداثالكبيرة. فهو أولاً ضابط سابق في البحرية الأميركية، ثم في وكالة الأمن القومي فيعهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، كما أنه صحافي متخصص بالتحقيقات المميّزة الملفتةللإنتباه، كتلك التي يتهم في أحداها "السي.آي.إيه" باغتيال رفيق الحريري استناداًإلى برنامج يُدعى Matrix word wide attack، الذييسمح باستهداف من يتعارضون معالولايات المتحدة حتى إقتصادياً، وإن لم يكونوا معادين لها. ويعود سبب الإغتيال كماورد في تحقيقه إلى اعتراضه الشديد على إقامة قاعدة عسكرية في شمال لبنان.
ثم إتهامه "إسرائيل" في تحقيق آخر باستعمال الأسلحة الكيماوية في حرب تموز 2006 ضد لبنان، ونشره صوراً لقذائف مدفعية كيميائية لها استعمال مزدوج، بما في ذلكمادة الفوسفور الأبيض الذي استعمل مؤخراً في العدوان على غزة.
وكذلكالأمر بالنسبة لاغتيال جون قرنق نائب الرئيس السوداني وزعيم حركة تحرير السودان،حيث اتهم الولايات المتحدة بتصفيته – رغم أنه كان أحد حلفائها – على خلفية الاختلافمعه حول نفط السودان، وقد أكّد هذا الاتهام بعد ذلك المقدم هاشم بدر الدين قائدالقوات الخاصة لجيش تحرير السودان، وأشار إلى أن الأميركيين سبق لهم وأن هدّدواقرنق.
أما أكثر تحقيقاته التي أثارت ضجّة، فقد كشفت النقاب عن جانب منشخص الرئيس الأرعن بوش الإبن وتصرفاته، خصوصاً وصفه لزوجته بالساقطة ، أثناء حديثله وهو ثمل مع الصحافيين في إحدى رحلاته الخاصة، وإطلاقه أوصافاً أسوأ بكثير عليها،لم يستطع مادسن نشرها بل رمز إليها بالنقاط في موقعه الألكتروني.
وعلىنفس المنوال جاء كشفه لفضيحة مدير البنك الدولي بول وولفويتز مع عشيقته شاها رضا من أب ليبي وأم سورية.
وبالعودة إلى أبرز ما طالَعنا به تقرير وينمادسن، نقرأ تفاصيل لم تُذكر في السابق، حول مخطط إسرائيل التوسعي الإستيطاني فيالعراق، يبدأها بالقول أنه إذا كانت طموحات إسرائيل معروفة بالنسبة للسيطرة الكاملةعلى قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك الأمر بالنسبة للجولان السوري المحتل، فإنطموحاتها بالتوسع والسيطرة على أجزاء من العراق لا تقلّ عن ذلك تحقيقاً لحلمإسرائيل الكبرى.
وبعد أن يؤكد على المعلومات المتعلقة بنقل اليهودالأكراد من إسرائيل إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى تحت ستار زيارة البعثات الدينيةوالمزارات اليهودية القديمة، يؤكد أيضاً أن اليهود الأكراد قد بدأوا منذ الغزوالأميركي للعراق عام 2003 بشراء الأراضي في المنطقة التي يعتبرونها ملكية يهوديةتاريخية.
وفي استعراضه لأسباب "الإهتمام الخاص الذي يوليهالإسرائيليون لأضرحة الأنبياء ناحوم ويونس ودانيال، وكذلك حزقيل وعزرا وغيرهم" يقولأن الكيان الصهيوني ينظر إليها جميعها على أنها جزء من اسرائيل، حالها حال القدسوالضفة الغربية التي يسمّيها يهودا والسامرة.
صهينته "العراق الجديد"!
شيء آخر أكّده تقرير الموقع الأميركي الخارج عنإرادة البيت الأبيض – خصوصاً في زمن بوش – وهو أن فرق الموساد قد شنّت مع مجموعاتمن المرتزقة للصهاينة المسيحيين الأميركيين هجمات على المسيحيين الكلدانيينالعراقيين في كل من الموصل وإربيل فالحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره... وغيرها،وألصقتها بتنظيم القاعدة بغية تهجيرهم بالقوة، وإفراغ المنطقة التي تخطط اسرائيل للاستيلاء عليها بالتنسيق مع الميليشيات الكردية، من سكانها الأصليين من المسيحيينوالمطالبة بها بوصفها أرضاً يهودية توراتية!
وباختصار، يقول وين مادسنفي تقريره: هذه العملية تمثّل إعادة لعملية إقتلاع الفلسطينيين من فلسطين أيامالإنتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية وإحلال الصهاينة مكانهم .
أي بعد ستين عاماً من النكبة، يريدون تكرارها بنفس الأسلوب و اليد المجرمة علىأرض العراق هذه المرة !
نبيل أبو جعفر
* كاتب وصحافي عربي يقيم في باريس
'الرشيد'
Comment