إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 19ذوالقعدة1436، 4 9 2015(غاية التوحيد–الطهارة الترابية)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 19ذوالقعدة1436، 4 9 2015(غاية التوحيد–الطهارة الترابية)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    من أهم وأبرز الاشياء التي طرحها الامام أحمد الحسن ع، بل التي تفرد بها هي بيان التوحيد الحقيقي، وغاية التوحيد وبيان معنى (الله)، التي ممكن لو سئلنا عن معنى كلمة (الله)؟، أو هل غاية التوحيد أو أعلى مرتبة في التوحيد هي الذات الإلهية (الله) ؟ كنا سنشك بقائل هذا السؤال! ، لكن جاء الامام أحمد الحسن ع وبين أننا لم نكن نعرف شيء! ، نقرأ ما بينه الامام ع في هذا الخصوص ، والذي سيثبته من القرأن ومن روايات أهل البيت ع...

    كتاب التوحيد تحت عنوان [ الألوهـية : الألوهية بالمعنى الأعم تشمل الكامل الذي يأله إليه الخلق في تحصيل كمالهم وسد نقائصهم، وهي كالربوبية فكما تشمل الأب باعتباره رب الأسرة، وتشمل خليفة الله في أرضه باعتباره رب الأرض ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾.
    عن الصادق (ع) في هذه الآية، قال: (رب الأرض إمام الأرض، قيل: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر بنوره ويجتزؤون بنور الإمام (ع)).
    الربوبية تشمل في هذا العالم الجسماني: من يتكفل احتياجات شخص ثانٍ فهو بالنسبة له مربٍ لأنه يكمل نقصه - ويوفر احتياجاته - في هذا العالم الجسماني، ولهذا نجد يوسف (ع) وهو نبي وفي القرآن الكريم يعبر عن فرعون نسبة إلى ساقي الخمر بأنه ربه ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾.
    وأيضاً يعبر يوسف عن عزيز مصر الذي تكفّـل معيشة يوسف والعناية به بأنه ربي ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾.
    والذي أحسن مثواه بحسب الظاهر وفي هذا العالم الجسماني هو عزيز مصر ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.
    والألوهية كذلك تشمل من يأله له غيره ليسد النقص والاحتياج الموجود في ساحته فاسم الله مشتق من إله، (عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَاشْتِقَاقِهَا اللَّهُ مِمَّا هُوَ مُشْتَقٌّ، فَقَالَ (ع): يَا هِشَامُ، اللَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلَهٍ وَإِلَهٌ يَقْتَضِي مَأْلُوهاً وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمَّى، فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنَى فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً، وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنَى فَقَدْ أَشْرَكَ وَعَبَدَ اثْنَيْنِ، وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنَى دُونَ الِاسْمِ فَذَاكَ التَّوْحِيدُ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً فَلَوْ كَانَ الِاسْمُ هُوَ الْمُسَمَّى لَكَانَ كُلُّ اسْمٍ مِنْهَا إِلَهاً وَلَكِنَّ اللَّهَ مَعْنًى يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَكُلُّهَا غَيْرُهُ، يَا هِشَامُ الْخُبْزُ اسْمٌ لِلْمَأْكُولِ وَالْمَاءُ اسْمٌ لِلْمَشْرُوبِ وَالثَّوْبُ اسْمٌ لِلْمَلْبُوسِ وَالنَّارُ اسْمٌ لِلْمُحْرِقِ، أَ فَهِمْتَ يَا هِشَامُ فَهْماً تَدْفَعُ بِهِ وَتُنَاضِلُ بِهِ أَعْدَاءَنَا الْمُتَّخِذِينَ مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرَهُ، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: نَفَعَكَ اللَّهُ بِهِ وَثَبَّتَكَ يَا هِشَامُ، قَالَ: فَوَ اللَّهِ مَا قَهَرَنِي أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي هَذَا).
    (فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنَى فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً): اي الذي يعبد الاسم - أي اسم الله - ولايجعله فقط دالاً على المعنى الحقيقي، والصحيح أي اللاهوت المطلق الغني بنفسه يكون كافراً لأنه في الحقيقة يعبد اسماً أو لفظاً مشتقاً من إله المقتضي مألوهاً، أي أنه يعبد اسماً يمكن أن ينطبق على غيره سبحانه؛ لأن هناك من خلقه سبحانه من يؤله لهم لسد النقص فيكونون مصداقاً للاسم العام دون قيد، وكما تبين في مسألة الربوبية وبوضوح تام فمن يعبد اسم الرب فهو أيضاً كافر؛ لأن هناك من خلقه من يفيضون على غيرهم ويربونهم سواء في هذا العالم الجسماني أم في العوالم الأخرى، وغير بعيد ما تقدم من أن الملك وعزيز مصر بل والأب يسمون أرباباً ولا إشكال في تسميتهم بهذا كما تبين من القرآن ، فالأمر كما قال الإمام الصادق (ع) في الجوهرة النفيسة التي تقدمت (وَإِلَهٌ يَقْتَضِي مَأْلُوهاً وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمَّى فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنَى فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً).
    أما (مَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنَى فَقَدْ أَشْرَكَ وَعَبَدَ اثْنَيْنِ): أي من اعتبر أن الاسم مُظهر للمعنى والحقيقة في حين أن الاسم مشتق وعام ولا يتعدى كونه إشارة إلى المعنى الموصل إلى الحقيقة المطلوب الوصول إليها لتتحقق العبادة الحقيقية للإنسان، باعتباره إنساناً قد اودعت فيه قابلية عبادة الحقيقة ومعرفتها.
    (وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنَى دُونَ الِاسْمِ فَذَاكَ التَّوْحِيدُ): لأن المعنى أو اللاهوت المطلق أو الله سبحانه وتعالى هو الموصل لمعرفة الحقيقة (هو)، فالاسم مجرد مشير إلى المعنى الموصل إلى الحقيقة فلا ينبغي التوجه إلى الاسم على كل حال، بل من أراد التوحيد لابد أن يترك التوجه إلى الاسم تماماً ويتوجه إلى المعنى الموصل إلى الحقيقة (وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنَى دُونَ الِاسْمِ فَذَاكَ التَّوْحِيدُ) ... وهذا كله لأن الاسم كما بينت يشير إلى معنى عام وهو من يأله له غيره ليسد نقصه فيكون التوجه إليه كفراً وشركاً؛ لأنه يشير إلى أكثر من ظهور لهذا المعنى وبمراتب مختلفـة، فاللاهوت المطلق يأله له غيره وبعض خلقه يأله لهم غيرهم، أو لنقل بعبارة أخرى إن من يأله لهم غيرهم من خلقه سبحانه هم أيضاً لاهوت ولكن غير مطلق بل فقير ومحتاج لغيره، ولهذا يكون التوجه إلى الاسم بالعبـادة - بأي صورة كانت - شركاً وكفراً، فلابد من تحديد المعنى المراد التوجه إليه من إشارة الاسم ومن ثم التوجـه إلى المعنى دون الاسم (دون الاسم)، (وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنَى دُونَ الِاسْمِ فَذَاكَ التَّوْحِيدُ).
    والحقيقة إن هذه الجوهرة تشير إلى أمر سيأتي بيانه وهو إنه سبحانه قد ظهر وتجلى لنا باللاهوت ؛ لأنه المناسب لحالنا لنعرف الحقيقة فنحن أهم ما يميز هويتنا أو حقيقتنا هو الفقر واللاهوت باعتباره الغنى المطلق هو أنسب ما يكون لنعرف الحقيقة عندما نتوجه إليه ليفيض من غناه وكماله على فقرنا (قَالَ (ع): يَا هِشَامُ اللَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلَهٍ وَ إِلَهٌ يَقْتَضِي مَأْلُوهاً).
    إذن، فالألوهية بالمعنى العام - أي كونها تعني الكامل الذي يأله له غيره ليكمله، ويسد نقصه - تشمل خاصة من خلقه سبحانه وتعالى حصل لهم الكمال في أعلى الدرجات الممكنة للخلق، وأمر الخلق مفوض إليهم بدرجة معينة (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ..... وبقية الله ..... ونوره ..... وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم ..... وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه).
    وهم محمد وآل محمد ، فكما ورد رب الأرباب ورد إله الآلهة، وورد الإله الأكبر في الدعاء المروي عنهم ، قال (ع): (قل وأنت ساجد: يا الله يا رحمن [يا رحيم] يا رب الأرباب وإله الآلهة .....).
    وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (..... قل يا رب الأرباب، ويا ملك الملوك، وياسيد السادات، ويا جبار الجبابرة، ويا إله الآلهـة، صل على محمد وآل محمد وافعـل بي كذا وكذا .....).
    وفي الدعاء القدسي: (..... بسم الله مخرجى ..... توكلت على الإله الأكبر، توكل مفوض إليه .....).
    في الحديث القدسي: (..... يا محمد من أراد الخروج من أهله لحاجة في سفر فأحب أن أوديه سالماً مع قضائي له الحاجة فليقل حين يخرج: بسم الله مخرجي وبإذنه خرجت وقد علم قبل أن أخرج خروجي وقد أحصى بعلمه … توكلت على الإله الأكبر الله .....).
    وقطعاً ليس المقصود الآلهة الباطلة التي لاحظ لها من الكمال أو من ألّه نفسه من الخلق بالباطل ، بل المقصود هنا من اتصفوا بصفة اللاهوت أي إنهم على درجة عالية من الكمال فيأله لهم بقية الخلق ليسدوا نقصهم فهم صورة الله سبحانه، فإله الآلهة، والإله الأكبر تعني: أن هناك من اتصفوا بصفة اللاهوت من حيث إنهم على درجة من الكمال تؤهلهم أن يأله لهم بقية الخلق لطلب الكمال، ولكنه سبحانه لايقرن بهم لأنه غني وهم فقراء محتاجون إليه سبحانه وتعالى.
    قال : (لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل).
    وقالوا أيضاً: (لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو ، وهو هو ونحن نحن).
    وهذا المعنى موجود في القرآن ورد في تفسير القمي حول خروج القائم(ع) في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ﴾([15])، قال (ع): (من زعم أنه إمام وليس هو بإمام).
    وعن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (ع) عما يروون أن الله خلق آدم على صورته، فقال: (هي: صورة، محدثة، مخلوقة واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾) ، وصورة الله التي خلق عليها آدم هو محمد ؛ لأنه المخلوق الأول والتجلي الأول والظهور الأول في الخلق وخليفة الله الحقيقي ، ومعنى أنه صورة الله أي إنه ظهور وتجلي اللاهوت في الخلق، فمحمد هو صورة اللاهوت المطلق في الخلق فمن أراد معرفة اللاهوت المطلق يعرفه بصورته في الخلق أو الله في الخلق محمد .
    وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.
    والذي يأتي في ظل من الغمام هو محمد (الله في الخلق) في الرجعة وبيده حربة من نور فيقتل إبليس (لعنه الله)، فتعالى سبحانه عن الإتيان والمجيء والذهاب أو الحركة وهي من صفات الخلق. ... ]

    هذا والحمدلله رب العالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر(3)

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    في الخطبة السابقة بينا ما يخص الاغسال المستحبة، وأنها تنقسم إلى أغسال <للوقت (مثل غسل الجمعه)- للفعل (مثل غسل الاحرام أو التوبة) – للمكان (مثل غسل دخول المسجد الحرام)>، وختمنا الركن الثاني: في الطهارة المائية، واليوم نبدأ الركن الثالث: في الطهارة الترابية...

    شرائع الاسلام [ الركن الثالث: في الطهارة الترابية والنظر في: أطراف أربعة (ما يصح معه التيمم - فيما يجوز التيمم به – كيفية التيمم – أحكام) الأول: في ما يصح معه التيمم وهو ضروب:
    الأول: عدم الماء. ويجب عنده الطلب ، فيضرب (1) (1000 متر) في كل جهة من الجهات الأربع إن كانت الأرض سهلة، و (500 متر) إن كانت حزنة (2). ولو أخل بالضرب حتى ضاق الوقت أخطأ، وصح تيممه وصلاته. ولا فرق بين عدم الماء أصلاً، ووجود ماء لا يكفيه لطهارته.
    الثاني: عدم الوصلة إليه (3) . فمن عدم الثمن فهو كمن عدم الماء، وكذا إن وجده بثمن يضر به في الحال، وإن لم يكن مضراً في الحال لزم شراؤه ولو كان بأضعاف ثمنه المعتاد، وكذا القول في الآلة التي يخرج بها الماء.
    الثالث: الخوف. ولا فرق في جواز التيمم بين أن يخاف لصاً أو سبعاً أو يخاف ضياع مال، وكذا لو خشي المرض الشديد أو تشقق الجلد والتهابه باستعماله الماء شديد البرودة جاز له التيمم، وكذا لو كان معه ماء للشرب وخاف العطش إن استعمله.
    الطرف الثاني: فيما يجوز التيمم به
    وهو: كل ما يقع عليه أسم الأرض. ولا يجوز التيمم بالمعادن، ولا بالرماد ولا بالنبات المنسحق كالاشنان والدقيق. ويجوز التيمم بأرض النورة، والجص، وتراب القبر، وبالتراب المستعمل في التيمم. ولا يصح التيمم بالتراب المغصوب ولا بالنجس، ولا بالوحل مع وجود التراب. وإذا مزج التراب بشيء من المعادن فإن استهلكه (4) التراب جاز، وإلا لم يجز.
    ويكره بالسبخة والرمل. ويستحب أن يكون من ربا الأرض وعواليها. ومع فقد التراب يتيمم بغبار ثوبه، أو لبد سرجه (5) ، أو عرف دابته (6) ، ومع فقد ذلك يتيمم بالوحل. [
    --------------------------------------------------------

    1- فيضرب (يسير ويبحث) في الأرض 2- حزنة أي فيها جبال ومرتفعات ومنخفضات.
    3- لا يمكنه تحصيله، كما لو كان يباع بثمن لا يمكنه دفعه. 4- استهلكه التراب (أي طغى عليه بحيث يسمى تراباً) جاز، وإلا لم يجز.
    5- لبد سرجه (أي مقدم السرج المرتفع) 6- عرف دابته (الشعر النابت فوق رقبة الدابة)

    الاجوبة الفقهية الطهارة
    س113/ هل يجب طلب الماء حتى مع الظن بعدم وجود الماء ؟
    ج/ إذا كان غير متيقن من عدم الماء فيجب عليه الطلب.
    س114/ من يفقد ثمن الماء أو كان الثمن يضر بحاله يكون حكمه كحكم فاقد الماء، هل يعني أنهما أيضاً يجب عليهما البحث والطلب بالمقدار المحدد في الأرض السهلة والحزنة، أو أن المقصود أن وظيفتهما التيمم
    ج/ وظيفتهما التيمم.
    س115/ هل يشترط أن ينوي في التيمم انه بدلاً عن وضوء أو غسل ؟
    ج/ نعم يشترط.
    س118/ هل يمكنه التيمم بالصخر أم يدقه ويصيره تراباً ثم يتمم به
    ج/ يمكن التيمم بالصخر.
    س119/ هل يجوز التيمم بتراب عليه قطرات ماء منتشرة، أم لابد أن يكون يابساً ؟
    ج/ يجوز.

    نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...

    [إلهي إن عظيم ذنبي كف يدي عن انبساطها إليك، وكثرة ودوام تقصيري سوّدا وجهي عندك، فاغفر ذنبي وبيض وجهي فإنه لا سبيل لذلك إلا فضلك ومنك، وعطاؤك الابتداء، وأنت تعلم أني لا أريد بذلك إلا أن أكون أهلاً أن أقف بين يديك وأحـمدك وحدك لا شريك لك على كل نعمة أنعمت وتنعم بها عليَّ وعلى والديَّ وعلى كل أحد من خلقك.
    إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الأبد بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين، لكنت مقصراً في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمك عليَّ، ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي، وحرثت أرضها بأشفار عيني، وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والأرضين دماً وصديداً، لكان ذلك قليلاً في كثير ما يجب من حقك عليَّ، ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين، وعظمت للنار خلقي وجسمي، وملئت جهنم وأطباقها مني حتى لا يكون في النار معذب غيري، ولا يكون لجهنم حطب سواي، لكان ذلك بعدلك عليَّ قليلاً في كثير ما استوجبته من عقوبتك.
    إلهي فمع عظيم ما استحق من عقوبتك بعدلك، تفضلت عليَّ وجعلتني انطق بحمدك وأذكر أسماءك وأسماء سادتي من الأوصياء أنبياءك ورسلك الذين أتشرف أن أكون حفنة تراب تحت أقدامهم المباركة، إلهي فاغفر لي وأقل عثرتي واجعلهم يغفرون لي ويقيلون عثرتي.]

    هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (1) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎