إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • THE OUTSIDER
    عضو جديد
    • 29-08-2015
    • 12

    الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

    السلام عليكم ...
    كيف نوفق بين علم الله المسبق بالمستقبل وبين مسألة حرية الانسان في اعماله ، اي ان الله عليم بما كان و (ماسيكون) المشكلة في مابين القوسين ، اذا كان علم الله بالمستقبل موجوداً فلا بد ان يكون واقعاً لا محالة وان علم الله بمستقبل الانسان بل بحياته باكملها يوجب ان يكون الانسان مجبوراً وان جبره يستمد من علم الله ، فان الانسان لا يمكن له ان يعمل عملاً ما خلاف ما يعلمه الله ، فان قام بذلك فسيكون علم الله باطلاً وهذا لا يجوز ، اما ان وافق عمله علم الله فسيكون هذا جبراً بدليل انه لا يمكنه العمل بعكسه وبحريه ...
    مثال على ذلك ، فرضاً ان الله يعلم بان فلان خاتمته النار ، فهل يمكن لفلان ان تكون خاتمته الجنة ؟ ان كان الجواب بنعم فهذ سيكون خلاف علم الله ، وان كان الجواب بلا فهذا سيكون جبر محض ...

    ارجوا الرد على هذا الاشكال ...
    والسلام عليكم ...
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    #2
    رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    مرحبا بك في منتديات انصار الله انصار الامام المهدي (ع)...

    هذا الكلام ماخوذ من كلام السيد احمد الحسن اليماني (ع) في كتاب المتشابهات الجزء الاول ... ربما ينفعك في سؤالك :

    ((...يجب معرفة أن القرآن والأحاديث القدسية وكلام الأنبياء والأئمة (ع) تحتوي على:

    1/ كلام من أم الكتاب (كتاب المحكمات): وهو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل، وهو علم ما كان أو يكون إلى يوم القيامة دونما أي تبديل، وهو علم الغيب الذي لا يُطلِع عليه الله سبحانه أحداً إلا الأنبياء والمرسلين والأئمة، فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة. ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَـداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً﴾ ([129]).

    2/ كلام من لوح المحو والإثبات (كتاب المتشابهات): وهو أيضاً علم ما كان أو يكون، ولكن على وجوه كثيرة، واحتمالات عديدة لنفس الواقعة، أحدها سيقع وهو الموجود في (أم الكتاب)، أما البقية فلا تحصل لسبب ما، ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها. وللمثال نقول: (فلان عمره 50 سنة مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب، ولكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر ويعيش عشر سنوات أخرى. وبعد مضي العشر سنوات إذا برّ والديه فإنه سيمدّ عمره خمس سنوات أخرى).

    فهنا في لوح المحو والإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان، فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب، وربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى، وربما بعد العشر سنوات يموت، وربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى ([130]). ولولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل والدعاء، قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير﴾ ([131]).

    أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير، فمثلاً مكتوب فلان يعيش 65 سنة ، أو مكتوب فلان يعيش 60 سنة، أو 50 سنة ، واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط .
    ...
    ))

    كتاب المتشابهات الجزء الاول ... الامام احمد الحسن اليماني (ع).
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

    Comment

    • THE OUTSIDER
      عضو جديد
      • 29-08-2015
      • 12

      #3
      رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

      اهلا بك ...
      المشكلة في النقطة الثانية ان الله يجب ان يعلم حتى بالتفاصيل فالله يعلم بان فلان سوف يتصدق ام لا (كما اوردت في مثالك) وبالتالي فهو يعلم النتيجة مسبقا !
      ان علم الله سرمدي كوجوده وهو محيط بكل شئ فوجود لوح المحو و الاثبات يناقض علم الله المطلق ، افلا يعلم الله بما سيتحقق وما لن يتحقق في لوح المحو و الاثبات ؟ ام ان علمه احتمالي وليس قطعي . اي انه لايعلم المستقبل ولكنه يحتمل كما اوردت انت (اذا ... فإن) ويبقى علمه منوط باعمال البشر فان عمل الانسان علم الله وان لم يعمل فان الله لن يعلم !
      على سبيل المثال يكون علم الله معدوما في حالة عمر شخص ما . ففي علم الله يأتي (اناولا اعلم عمر فلان فان تصدق سيضاف على عمره 10 سنوات وان لم يتصدق فلن يضاف على عمره . ولا اعلم هل سيتصدق ام لا ) !!!

      Comment

      • اختياره هو
        مشرف
        • 23-06-2009
        • 5310

        #4
        رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

        انتبه : لوح المحو الاثبات هو بالنسبة للخلق وليس بالنسبة الى الله سبحانه وتعالى...

        فانت كانسان عندك مجموعة من الاختيارات ممكن ان تقوم بها وعلى اساسها تحدد ما يحصل لك
        اما علم الله سبحانه وتعالى فهو مطلق فهو عالم بكل شيء سبحانه....
        وهذا ليس جبرا ... لانه ببساطة علمه لا ينزع عنك حرية الاختيار فانت دائما عندك الامكانية ان تقوم باختيار اخر تحدد به مصيرك.

        الان فيزيائيا اتضح اليوم بانه لا يوجد حتمية Determinism (واتكلم الان بالنسبة للخلق طبعا، اي داخل المنظومة الكونية)
        فان عرفنا الماضي وعندنا المعادلات الفيزيائية التي تدير العالم المادي فاننا لا نتمكن من معرفة المستقبل بل يمكن ان نعرف نظريا سحابة احتمالات لما يمكن ان يكون عليه... وهذا بحسب مبدا الريبة لهيزنبرك والذي اعطى تطور ميكانيكا الكم.

        اي انه (المعلومة information) عما سيكون عليه المستقبل بمعرفة الماضي ومعرفة المعادلات اي علاقة السببية المادية الموجودة .... اقول هذه المعلومة غير موجودة "قطعا" داخل المنظومة الكونية.
        وهذا يعني انه لا يوجد جبر.

        فعندما نتكلم عن الجبر نتكلم بالنسبة للخلق، فعدم وجود هذه المعلومة في الخلق (التي يعرفها الله سبحانه وتعالى وحده) يجعل من المستحيل التنبؤ "قطعا" بما يحدث وبالتالي ينتفي الجبر

        اما وجود المعلومة في علم الله سبحانه وتعالى المطلق فلا يغير من حرية الاختيار الممنوحة لك ضمن القانون الموجود وداخل المنظومة الكونية.

        طبعا ال محمد (ع) قالوا من قبل انه : لا جبر ولا تفويض بل امر بين الامرين.

        ولم يكن هناك امكانية للناس لفهم سبب ومعنى ذلك ... الان بتطور العلم يمكن ان يكون عندك تصور عن معنى ذلك، والجواب موجود في كتاب (وهم الالحاد) للسيد احمد الحسن في الفصل السادس.

        هل علينا ان نختار بين الايمان بإله او الايمان بالعلم؟ من لم يسمع هذه الجمل الشهيرة والخاطئة: التطور يدعي ان الانسان أصله قرد! العلم يدعي ان الكون والحياة وكل شيء يوجد بالصدفة فقط! وهي كلها صور لقول واحد يروج له الكثير ممن يمثلون الأديان: هذه النظريات العلمية خاطئة! وآخرون اختاروا قولا ثانيا: النظريات العلمية صحيحة والدين صحيح! ولكن... كيف!؟ النظريات العلمية التي ينظر لها الملحدون تمثل أطروحة متكاملة ترسم لوحة اخرى عن نشأة الكون والحياة والثقافة والدين: تناقض اللوحة التي يرسمها رجال الدين! لا يمكن لعاقل ان يقبل كلا القولين ما لم يحل التناقضات !! التطور يقول بعملية عمياء لا واعية غير هادفة على المدى البعيد والدين يقول ان هناك هدف...!! نظرية الكون من لا شيء تقول ان الكون اوجد نفسه تلقائيا من لا شيء دون تدخل خارجي والدين يقول ان هناك خالق للكون...!! علم التاريخ القديم يقول ان الدين هو نتاج انساني محض والدين يقول ان الدين جاء به رسل وانبياء...!! آدم الديني كما يصوره رجال الدين لا وجود له في القصة العلمية... نوح والطوفان الذي يغمر كل الأرض مستحيل علميا...!! قصة خلق العالم كما يرويها رجال الدين قصة خيالية في إطار نظرية الانفجار العظيم... اين خلق الاله القديم الكون الحادث والحياة والانسان؟ كتاب وهم الالحاد يرفع التناقضات ويضع كل جزء في مكانه لترى كل شيء في لوحة واحدة متناغمة! كتاب وهم الالحاد لأحمد الحسن يأخذك وبأسلوب رائع وواضح في رحلة استكشافية من ستة فصول تستحوذ على اهتمامك من اول صفحة الى آخر صفحة... رحلة يثبت فيها احمد الحسن ان العلم لا يوضع بمقابل وجود الاله. مناظرات كتابية رائعة مع دوكنز وهوكنج وغيرهم من أنصار الالحاد أجوبة جديدة لم يسبق لها مثيل لأكبر واهم الأسئلة... هل هو وهم الاله ... او وهم الإلحاد؟
        السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

        Comment

        • THE OUTSIDER
          عضو جديد
          • 29-08-2015
          • 12

          #5
          رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

          انا اعلم بانني غير مجبور ولا حاجة للفيزياء لاعرف ذلك ، عندما اخير بين شيئين اختار ذلك بإرادتي ، صحيح انه قد تنازع الشخص عدة عوامل تؤثر في اختياره كمعيشته و بيئته و ظروفه الاجتماعية ولكن هذا لا يعني انه مجبر على السير بخط معين .
          المشكلة ليست في تصرفاتي ، المشكلة في علم الله ، هل الله يعلم بالمستقبل ؟ نعم يعلم ، وهل علم الله قطعي ام ظني ؟ علم الله قطعي ، وهل علم الله واجب التحقق ام لا ؟ نعم واجب التحقق ، من هذه الاسئلة و الاجوبة لا يبقى للانسان حرية اختيار ، فالله يعلم بكل جزئيات حياته سلفاً و علم واجب التحقق وبذلك كيف للعبد ان يسير في منهج يختاره هو اذا كان المنهج يجب ان يقع ضمن علم الله ؟!
          وقد سبق ان ضربت لك مثالاً على ذلك ...
          تحياتي ...

          Comment

          • اختياره هو
            مشرف
            • 23-06-2009
            • 5310

            #6
            رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

            علم الله ليس اجبارا
            وهذا ما قاله لك الله سبحانه وتعالى
            وهذا ما قاله لك خلفاءه : لا جبر ولا تفويض بل امر بين الامرين
            واعتقد هذا كافي جدا ... لمن لا يريد ان يعرف كيف يكون ذلك
            السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

            Comment

            • 3aLa SaBiL Al NaJaT
              عضو نشيط
              • 14-05-2011
              • 510

              #7
              رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل

              السلام عليكم
              اخي اوت سايدر

              الأمر الذي انت تخوض فيه الآن وتظنه انه معضلة في الفهم او حتى النظر في البداء بأن نتيجته معروفة مسبقا عند الله تعالى كلها متعلقة بأمر التوحيد اي الأعتقاد ب ( لا اله الا الله ) ولا اقصد التوحيد اللفظي ولو انه منه بل التوحيد الحقيقي القلبي. وان كان ردي صعب الفهم فممكن ان نتدارسه ان شئت. لأن لا اريد ان اضيف اكثر من هذا حاليا ولكن ممكن ادامة الحوار ان شئت مع تحياتي

              Comment

              • نجمة الجدي
                مدير متابعة وتنشيط
                • 25-09-2008
                • 5278

                #8
                رد: الجبر و التفويض و علم الله بالمستقبل


                صفة الإرادة والجبر والتفويض:
                صفة الإرادة:
                وتعني أن الله مريد وغير مريد، فقد أوجد أشياء ولم يوجد غيرها، ومخصص إيجادها وعدمه هي إرادته سبحانه وتعالى، وهو سبحانه أمر ونهى، ومخصص الأمر والنهي هي إرادته سبحانه، فهو مريد لما أوجد وهو مريد لما أمر، وهو غير مريد لما نهى.
                فإرادته سبحانه متعلقة بفعله هو من جهة وقوعه في الخارج، أما تعلقها بأفعال عباده فليس من جهة وقوعها في الخارج، بل من جهة أنه أمر بها أو نهى عنها، لأنها ليست أفعاله بل أفعال عباده، ومخصص وقوعها في الخارج هو إرادة فاعلها وهو العبد نفسه.
                تعلق الإرادة الإلهية بالإنسان وأفعاله:

                أولاً: الله مريد للإنسان، لهذا خلقه وأعطاه الحول والقوة.

                ثانياً: الله مريد لبعض أفعال الإنسان التي مكنّه الله من فعلها لهذا أمره بها، وغير مريد لبعض أفعاله التي مكنّه الله من فعلها أيضاً لهذا نهاه عنها.

                ثالثاً: وقوع أفعال العباد في الخارج لا تعني أنه سبحانه مريد لها، بل غاية ما في الأمر أنه أمضاها؛ لأن العباد يوقعونها في الخارج بحول وقوة خولّها الله لهم ولكن بإرادتهم هم وإنْ كانت بالضد من إرادة الله سبحانه؛ حيث إنهم مخيّرون وفي عالم امتحان.
                فهو سبحانه يمضي (أو لا يمضي) ما يريد وما لا يريد من أفعال عباده وفق قانون وسنة إلهية كونية عامة. ولكن إمضاءه سبحانه لما لا يريد من أفعال العبد وفقاً لإرادة العبد لا يعني أنه قد فوّض الأمور للعبد؛ لأن الله سبحانه قد وضع قانوناً تكوينياً عاماً( )، ويمكن أنْ يفعل الإنسان ما يريد من خير وشر ضمن هذا القانون دون أنْ يمنعه الله، إلا إنْ اقتضت الحكمة خرق هذا القانون ومنعه (كما في المعجزة).

                وبهذا تُرَدُ شبهة أو مغالطة الجبر والتفويض، فالإنسان غير مجبر على أفعاله من خير أو شر، وإمضاء الله لها هو بإعطاء الإنسان الحول والقوة والاختيار ضمن حدود حدها الله سبحانه وتعالى، والإنسان يبقى دائماً بحاجة أنْ يمده الله بالوجود والحول والقوة في كل آن وفي حال اختياره للخير أو الشر وفي حال فعله للخير أو الشر، وبهذا فلا تفويض أيضاً.
                أما شبهة أو مغالطة بعض السلفيين القائلين بأنّ كل ما وقع أو حدث في الخارج فهو سبحانه مريد له ومرضي عنده فهي باطلة؛ حيث إنهم لا يميزون بين أفعاله هو سبحانه وبين أفعال عباده، ويخلطون بينهما ولا يميزون بين ما هو مرضي وغير مرضي له من أفعال عباده ويضعون الكل في سلة واحدة ويصنفون الجميع ضمن قائمة الإرادة التكوينية - التي يقولون بها - ويتوهمون أنها جميعاً مرضية له وهو مريد لها.

                والحق إنهم إذا أرادوا تصنيف كل ما وقع في الخارج على أنه واقع ضمن مصطلح الإرادة التكوينية الذي يقولون به؛ عندها عليهم أنْ يفهموا أنّ هذه الإرادة التكوينية التي يقولون بها غير كاشفة عن أمره ونهيه وغير كاشفة عن رضاه، بل وعليهم أنْ يدركوا أنهم قد خلطوا فيها - أي الإرادة التكوينية - أفعاله بأفعال عباده، وبهذا فهي أمر عام يشمل كل ما يقع في الخارج، سواء تعلق من جهة وقوعه في الخارج بإرادة الله أو بإرادة العبد، أي أنّ الإرادة التكوينية بحسب هذا التعريف ليست إرادة إلهية، بل هي خلطة من الإرادة الإلهية وإرادة العباد، ولا فائدة منها في تمييز صفة الفعل أو الحدث الحاصل في الخارج وكونه مرضي لله أو غير مرضي لله أو كون الله مريد له أو غير مريد له، ومن يستخدمها لتمييز صفة الفعل أو الحدث الواقع في الخارج فهو أحد اثنين: إما أنه لا يكاد يفقه شيئاً، أو أنه يعرف ولكنه يريد استخفاف بعض الناس الذين يتبعونه بجهل.

                ولتبسيط الأمر أكثر أقول: إنّ أفعال العباد الواقعة في الخارج غير متعلقة بإرادة الله من جهة الوقوع؛ لأنها ليست أفعاله بل أفعال عباده، وبالتالي فهي متعلقة بإرادة العباد من هذه الجهة. نعم، هي متعلقة بإرادته سبحانه من جهة الأمر والنهي.

                فسؤال بعض الجهلة من السلفيين: هل أن الملك - الذي لم يعيَّنه الله - حكم بإرادة الله أم رغماً عنه٬ أو السارق سرق بإرادة الله أم رغماً عنه؛ مبني على مغالطة وهي أنهم يفرضون أنّ فعل السرقة من جهة وقوعه بالخارج متعلق بإرادة الله سبحانه وتعالى في حين أنه متعلق بإرادة العبد لا بإرادة الله من هذه الجهة، وتعلقه بإرادة الله فقط من جهة الأمر والنهي، أي فقط هل أنّ الله أمر أم نهى أنْ يحكم هذا الملك، وفقط هل أنّ الله أمر أم نهى عن السرقة.

                وأيضاً: لا يوجد شيء يحصل في الوجود إلا والله قادر على منعه، ولا يوجد شيء ممكن إلا والله قادر على إيجاده، ولكنه وضع قوانين لهذا العالم، فقد أعطى الإنسان الحول والقوة والاختيار، وفي الآخرة سيحاسبه على ما فعل وما اختار، ولكنه لا يقهره ولا يجبره في هذا العالم على طاعة خليفة الله في أرضه وتمكينه من الحكم، ولا يجبره ولا يقهره على الصلاة ولا على الصيام ولا على ترك السرقة... الخ، وإلا لكان الإنسان مقهوراً مجبراً على الفعل، ولا قيمة لفعله ولا معنى لعقابه أو إثابته على قيامه بفعل معين أو تركه.
                إذن، فالله يعيِّن خليفته والناس ممتحنون بتمكين خليفة الله في أرضه، فإنْ مكنوه فازوا في الدنيا والآخرة، وإنْ خذلوه ومكنوا غيره أو أطاعوا غيره، فقد خسروا آخرتهم وضيعوا حظهم.
                مقتبس من كتاب عقائد الاسلام- الامام احمد الحسن ع صفحة 183
                قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎