إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الشعوب تريد المهدي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ايمان الانصارية
    عضو جديد
    • 14-07-2015
    • 97

    الشعوب تريد المهدي

    عبدالرزاق هاشم الديراوي
    الشعوب تريد المهدي

    حين ترفع الشعوب أصواتها الرافضة لواقعها الفاسد، الذي لا يلبي في كثير من الأحيان أبسط مقومات الشرط الانساني، حين تنادي برفع النير الذي أثقل كاهلها، وتتطلع لواقع أكثر كمالاً، يحقق لها أمانيها في العيش الكريم، وتسترد فيه حرياتها المفقودة، فإنها، في الحقيقة، وفي العمق، تطالب بالمنقذ الذي تتحقق على يديه، وحده، هذه المطالب.
    ما تطلبه البشرية، حقاً، هو المنظومة القانونية الصالحة المتكاملة، التي تلبي كل احتياجات الإنسان، وتغطي بعديه؛ الروحي والجسدي معاً، وكذلك المطبقو الصالح الذي يجسدها على أرض الواقع، دون زلل، أو شطط، أو محاباة، أو حيف. وهذه المنظومة لا يستطيع أن يحددها، ويقدم الصياغة القانونية لها سوى الله المحيط بجميع الحقائق المتعلقة بالإنسان، والكون، وسائر المخلوقات، ولا يطبقها، حق تطبيقها، سوى من علمه الله عز وجل.
    قد يكون الدافع الذي يحرك البشرية – وغالباً ما يكون كذلك – هو هذا المطلب المحدد، أو ذاك، نقص الكهرباء، على سبيل المثال، او انعدام الحريات، أو غير ذلك، لكن هذه المطالب المحددة، وإن كانت، في المدى القصير، تعني ذاتها، أي إن المطالبة بتوفير الكهرباء – مثلاً – يعني، بالضبط، المطالبة بسد النقص المتعلق بالكهرباء، إلا أنها، في المدى البعيد، أو في الدلالة العميقة، والحقيقية لها، تدل على توق إنساني لسد النقص، وطلب الكمال، فالإنسان يطلب الكمال دائماً، ولا يقر له قرار حتى يستكمل ما يعانيه من نقص.
    وبقدر تعلق الأمر بعلاقة الإنسان بواقعه الإجتماعي، يتطلع الإنسان لشكل العلاقة، أو النظام الذي يوفر له أكمل صورة حياتية ممكنة. والإنسان، لجهله، وابتعاده عن النور الإلهي، يقترح لنفسه صوراً من العلاقات، وأنظمة يتوهم أنها تحقق له ما يصبو إليه، ولكنه بعد كل تجربة يتكشف له زيف وهمه، ويعيد التجربة، مرة أخرى، مع صورة جديدة، ويكتشف النتيجة ذاتها، وهكذا كان التاريخ البشري مختبر تجارب، أسوء كثيراً من مختبرات الفئران! ولن تتوقف المأساة الإنسانية أبداً حتى تسلم قيادها للمهدي الذي يعلمه الله ما يصلحها.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎