إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ما هو المتشابه والمحكم؟ وكيف نعرف المتشابه من المحكم؟!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • noor-ahmed-10313
    عضو جديد
    • 14-08-2015
    • 13

    ما هو المتشابه والمحكم؟ وكيف نعرف المتشابه من المحكم؟!

    کتاب المتشابهات ـ الإمام احمد الحسن علیه السلام ـ ج1 – س19

    .

    رابط تحمیل الکتاب :: http://almahdyoon.org/kotob-al-imam

    ======================================

    سؤال/ 19: ما هو المتشابه و المحكم؟ و كيف نعرف المتشابه من المحكم؟!

    .

    الجواب: المتشابه: (ما اشتبه على جاهله) كما ورد عنهم (علیهم السلام) ([1])، و الآيات المحكمات هن أم الكتاب ([2]). و الأم : ما يولد منه و يرجع إليه، أي إنّ الأم هي الأصل، فالآيات المتشابهة ليعلم المراد منها يجب أن تُردّ إلى المحكم. و لمعرفة الفرق بين المحكم و المتشابه يجب معرفة أن القرآن و الأحاديث القدسية و كلام الأنبياء و الأئمة (علیهم السلام) تحتوي على:

    1/ كلام من أم الكتاب (كتاب المحكمات): و هو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل، و هو علم ما كان أو يكون إلى يوم القيامة دونما أي تبديل، و هو علم الغيب الذي لا يُطلِع عليه الله سبحانه أحداً إلا الأنبياء و المرسلين و الأئمة، فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة. ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَـداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَ أَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً﴾ ([3]).

    2/ كلام من لوح المحو و الإثبات (كتاب المتشابهات): و هو أيضاً علم ما كان أو يكون، و لكن على وجوه كثيرة، و احتمالات عديدة لنفس الواقعة، أحدها سيقع و هو الموجود في (أم الكتاب)، أما البقية فلا تحصل لسبب ما، ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها. و للمثال نقول: (فلان عمره 50 سنة مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب، و لكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر و يعيش عشر سنوات أخرى. و بعد مضي العشر سنوات إذا برّ والديه فإنه سيمدّ عمره خمس سنوات أخرى).

    فهنا في لوح المحو و الإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان، فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب، و ربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى، و ربما بعد العشر سنوات يموت، و ربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى ([4]). و لولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل و الدعاء، قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير﴾ ([5]).

    أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير، فمثلاً مكتوب فلان يعيش 65 سنة ، أو مكتوب فلان يعيش 60 سنة، أو 50 سنة ، واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط .

    إذن، فلوح المحو و الإثبات هو لوح المتشابهات، و لكن من يعرف تفاصيل هذه المتشابهات كالأئمة (علیهم السلام) تصبح لديه محكمات، فلا يوجد متشابه بالنسبة للمعصومين (علیهم السلام)، فالقرآن كله محكم بالنسبة لهم ([6]). كما لا يوجد محكم بالنسبة لغيرهم إلا من أخذ عنهم (علیهم السلام) ، فالقرآن بالنسبة لغير المعصومين كلّه متشابه ([7])؛ لأن غير المعصوم لا يميز المحكم من المتشابه فيه. و من أين لغيرهم التمييز و الصادق (علیه السلام) يحتجّ على أبي حنيفة أنه لا يعلم المحكم من المتشابه إلا الأئمة (علیهم السلام) ([8]) ؟!

    ثم إنّ الناس لا يعرفون من القرآن إلا الألفاظ ([9])، و هي قشور و شيء من المعنى يحصلونه؛ إما من الوهم و العوالم السفلية، فهو باطل. و إما من الملكوت و حقائق الأشياء فيه، و هي من لوح المحو و الإثبات ([10]). و الأحداث فيه إما أنها لا تقع أصلاً، و بالتالي فإنّ معنى اللفظ المرتبط بها لا يتحقق أيضاً في أي زمن من الأزمنة. و إما أنها تقع و صادقة و لكنها وجوه عديدة لكلٍ منها أهل و زمان و مكان تقع فيه، و تبيَّن للناس في هذا العالم السفلي من قبل المعصوم (علیهم السلام).

    فنفس الآية القرآنية تؤوَّل في زمن الصادق (علیه السلام) تأويلاً مغايراً تماماً للتأويل في زمن الإمام المهدي (علیه السلام)؛ لاختلاف الزمان و المكان و الناس، أو قل: لتبدل المتنافيات في عوالم نزول القرآن سواء في الملكوت أو الملك ([11]). و هكذا، فإنّ إحكام المتشابهات هو وظيفة المعصوم، و لا يعلم المحكم من المتشابه إلا المعصوم ([12]).

    و التشابه الموجود في الآيات يشمل المعنى المراد و الأحداث التي تحققت و تتحقق مع مرور الزمن فنفس اللفظ القرآني يمكن أن يراد منه معاني عديدة، و ينطبق كل من هذه المعاني على أحداث عديدة. و لذا فإنّ للقرآن ظهوراً كثيرة لا يعلمها إلا الله و من أراد الله إطلاعه عليها، و هم المعصومون (علیهم السلام) ، و لهذا لا تستغرب أن أمير المؤمنين علياً (علیه السلام) يمكنه أن يكتب في البسملة حمل سبعين بعيراً ([13]).

    و في المتشابهات حِكَم: منها: معرفة الحاجة والاضطرار إلى المعصوم (علیه السلام) ([14]). و منها: إحياء الرجاء في النفوس ([15]). و منها: الامتحان و التمحيص ([16]). و حكم كثيرة لست بصدد استقصائها. و المتشابهات أمر حتمي ملازم لنزول القرآن إلى عالمي الملك و الملكوت، أو نزول لوح أم الكتاب إلى عوالم الكثرة و المتنافيات، و تكثّرهُ فيها، ليُكوِّن لوح المحو و الإثبات ([17]). و في المتشابهات الحلّ الأمثل ليُكلّم الأنبياء و المرسلون و الأئمة (علیهم السلام) الناس على قدر عقولهم ([18]).

    ثم إنّ إحكام المتشابهات - التي هي وظيفة الإمام المعصوم (علیه السلام) - علامة و آية يعرف بها الإمام المهدي (علیه السلام) و من يبلغ عنه (علیه السلام)، و لهذا ورد عنهم ما معناه: (إذا ادعاها مدعٍ فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله) ([19])، و العظائم اليوم تُسيِّر سفينة آل محمد (علیهم السلام) في خضمّ موج الفتن و اللجج الغامرة، و إنهاء حكومة الطاغوت على الأرض.

    .

    .

    .

    بقية آل محمد علیهم السلام الركن الشديد أحمد الحسن وصي و رسول الإمام المهدي (علیه السلام) إلى الناس کافه المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم ـ کتاب المتشابهات ـ السوال 19

    ================

    [1]- عن مسعدة بن صدقة، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السلام) عن الناسخ و المنسوخ ، و المحكم و المتشابه، قال: (الناسخ الثابت المعمول به، و المنسوخ ما كان يعمل به ثم جاء ما نسخه، و المتشابه ما اشتبه على جاهله) تفسير العياشي : ج1 ص11.

    [2]- قال تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) آل عمران : 7.

    [3]- الجن : 26 – 28.

    [4]- عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : (البر و الصدقة ينفيان الفقر، و يزيدان في العمر، و يدفعان تسعين ميتة السوء) الكافي : ج4 ص2.

    [5]- الحديد : 22.

    [6]- عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قلت له: قول الله: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) أنتم هم؟ قال: (من عسى أن يكونوا غيرنا ؟!) وسائل الشيعة (آل البيت) : ج27 ص198.

    [7]- عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر (علیه السلام) عن شيء من التفسير فأجابني، ثم سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: كنت أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا، فقال: (يا جابر إن للقرآن بطناً [و للبطن بطناً] و له ظهر و للظهر ظهر، يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، و إن الآية يكون أولها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل متصرف على وجوه ) وسائل الشيعة (آل البيت) : ج27 ص192.

    [8]- ذكر العلامة المجلسي في البحار الحادثة بطولها، فراجع: ج2 ص 292، و اليك محل الشاهد منها: عن شعيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله (علیه السلام) قال: (... فقال (علیه السلام) : أنت فقيه أهل العراق؟ قال: نعم. قال: فبما تفتيهم؟ قال بكتاب الله وسنة نبيه قال: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم، قال: يا أبا حنيفة ولقد ادعيت علماً، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا ، وما ورثك الله من كتابه حرفاً ...) .

    [9]- عن أبي جعفر (علیه السلام) - في كلامه مع عمرو بن عبيد - قال: (.. فإنما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما انزل، فإذا احتاجوا إلى تفسيره فالاهتداء بنا و إلينا يا عمرو) وسائل الشيعة (آل البيت) : ج27 ص202.

    [10]- و بهذا التقسيم ينحصر تحصيل علم الكتاب لمن أراد النجاة بأهل البيت .

    [11]- عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: (إن للقرآن تأويلاً ، فمنه ما قد جاء ، و منه ما لم يجيء، فإذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمة عرفه إمام ذلك الزمان) وسائل الشيعة (آل البيت) : ج27 ص196.

    [12]- وردت روايات كثيـرة تنصّ على أن متشابـه القـرآن لا يعلمـه إلا أوصيـاء الرسـول محمـد ، منهـا: عن أبي جعفـر(علیه السلام): (نحن الراسخون في العلم، و نحن نعلم تأويله) وسائل الشيعة (آل البيت) : ج27 ص198.

    [13]- عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنه قال: (لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب) مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي : ج2 ص388.

    [14]- عن أمير المؤمنين (علیه السلام) في حديث عن علوم القرآن الكريم قال: (... و قسماً لا يعلمه إلا الله و ملائكته و الراسخون في العلم. و إنما فعل ذلك لئلا يدعي أهل الباطل المستولين على ميراث رسول الله (صلی الله علیه و اله و سلم) من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم، و ليقودهم الاضطرار إلى الائتمام بمن ولي أمرهم فاستكبروا عن طاعته ...) وسائل الشيعة (آل البيت) : ج27 ص194.

    [15]- أي لولا وجود لوح المحو و الإثبات (المتشابهات) لانتفى البداء، و لم يرجُ الناس صلاح حالهم و زيادة أرزاقهم و أعمارهم و حسن عاقبتهم ، بسبب الدعاء و الصدقة و برالوالدين و صلة الأرحام و غيرها من أعمال البر.

    [16]- فلو كان القرآن كله محكماً عند الناس كلهم، لكان كل فرد منهم إمام نفسه، و لا نتفى الامتحان في الرد إلى المعصوم و الانتهاء إليه في تفسير القرآن، و لكن الله جعله متشابهاً ليعلم طاعة الناس للحجج المعينين والالتزام بما ورد عنهم و عدم التكبر عليهم و أخذ علم القرآن من غيرهم.

    [17]- عالم العقل أو السماء السابعة هو عالم جوامع الكلم ، و كلما نزل العلم إلى السماوات الستة الملكوتية تتسع دائرة ذلك العلم و تتشعب و تزداد التفاصيل و الأوجه، حتى تبلغ ذروتها في الاتساع في عالم الملك (الحياة الدنيا)، و لذلك ورد عن أهل البيت (علیهم السلام) أنّ لهم أن يتكلموا في سبعين وجه، و لهم المخرج من كل وجه. عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: سمعته يقول: (إنه لأتكلم على سبعين وجهاً لي في كلها المخرج) بصائر الدرجات : ص 349 – 350.

    [18]- عن رسول الله (صلی الله علیه و اله و سلم) : (إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم) الكافي : ج1 ص23. فلو كان علم الدين كله محكم و له وجه واحد لا غير، فكيف يكلم الأنبياء الناس على قدر عقولهم ؟

    [19]- غيبة النعماني : ص173.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎