إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

متى زمن الظهور؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    متى زمن الظهور؟

    متى زمن الظهور؟
    هذا السؤال مهم جدا، وهو اول ما يتبادر إلى ذهن كل سائل يشغله ما يحدث في العالم وما يقع فيه في كل زمان، ففي كل زمان هناك أحداث ووقائع قد يتوهم البعض أنها من علامات الظهور، وليس أدل على ذلك من مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية التي حصدت من أرواح الناس بالجملة وبصورة عبثية دلت فيما دلت على بهيمية الخلق وتنازلهم عن استحقاقهم الإنساني، حيث صار القتل هواية الهدف منه إثبات ذات المتحاربين، بل وعقب تلك الحروب الكارثية وقعت حروب اقليمية وتسلط على رقاب الناس طواغيت ساديون بكل معنى الكلمة، ولكن على الرغم من ذلك ما كان أحد يجرؤ على القول أنها علامات آخر الزمان!!
    إذن كيف يتبين زمن الظهور وبمن يكون، فالزمان يتبين؛ إما بوقعة بشرية، أو بحدث كوني، أو بمبعوث الهي، وعندما نتفحص روايات الطاهرين(ص) نجدها تتحدث عن وقعات وبلاءات وأحداث كونية كثيرة يمكن أن يقع فيها البداء، ولكنها عندما تصل إلى مسألة البعث الإلهي فهي تتحدث عن شخصية واحدة صورتها الروايات من كل جهاتها التي يمكن لكل الناس التعرف عليها من خلالها ولا يقع فيه البداء لأنها من الميعاد، فلمن يراه رأي العين وضعوا أوصافا، ولمن يراه في ملكوت الله يرى اوصافا، ولمن يسمع به يرى اوصافا، ولمن يقرأ له يرى أوصافا، ولمن عاش زمانه يرى أوصافا، وبذلك فهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ما تركوا في أمره شاردة ولا واردة لأهل الأرض إلا بينوها ببيان شاف واف.
    وقد يسأل سائل يقول هذا يعني أن الروايات وصفت شخصا تعرفه الناس متى وقعت عليه العين أو سمعت به الاذن من قبل أن يعلن أو يدعو؟؟!! وهذا السائل أجابه ويجيبه الإمام الباقر(ص) عندما قال له مالك الجهني : يا مولاي إنا لنصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي لا يكون فيها أحد من الناس!! فأجابه الإمام الباقر(ص) : لا والله لا يكون ذلك ابدا حتى يكون هو من يحتج به عليكم ويدعوكم إليه!! وهذه الرواية الشريفة بينت قيد زمن الظهور بشكل جلي، والقيد هو ظهور رجل فيه كل الصفات التي ذكرها آل محمد(ص) وهو من يحتج بهذه الصفات على الناس ويدعوهم إلى أمره الذي كلفه الله سبحانه به.
    ولدى هذا الداعي الإلهي لكل أهل ملة من الملل أو نحلة من النحل خطاب يعرفهم به وينقض عليهم به حجتهم وادعاءاتهم، من كان له كتابا الهيا، ومن ليس له كتابا الهيا، ومع أهل الكتب الإلهية فهو (ع) قد ذكر في تلك الكتب بالصفة التي لا يكون بها غيره، وهو من يحتج بذلك، وها هو بدعوته لكل أهل كتاب للمناظرة بكتابهم يثبت ما قاله الإمام الباقر(ص) حرفا بحرف، ويحتج على اولئك الذين يزعمون أن لا دين لهم ببيان علمه الذي يبدي لهم علومهم التي توهمها بديلا عن الله سبحانه بأنها ليست سوى أوهام صنعوها في ظلمة الأنا ما تفتأ أن تتفسر بسهولة عندما تشرق عليها نور الرب، قال تعالى{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}(الزمر/69).
    وهنا ملحظ مهم جدا علينا الالتفات إليه؛ وهو إن الداعي عندما يتكلم بالقرآن ويستشهد به لا يستشهد به كونه كتابا لفئة من الناس، بل هو يتكلم به بوصفه كتاب خالق الخلق، وفيه دواء لكل داء فيهم، ولما ينتبه أهل الأرض إلى أن في القرآن دواء لكل داء فيهم سواء كان روحيا أو نفسيا أو فكريا أو اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا، فسيجدون أنفسهم برضاهم أو قهرا على أنفسهم أنهم مذعنون له، كما أن الاختراع العلمي اليوم يقهر كل أهل الأرض ليذعنوا له ويعملون به بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، فما سيفعله الإمام(ع) مع أهل الأرض وكيف سيكيف علاقتهم بكتاب الله سبحانه، بل وسيكيف علاقتهم بكل انبياء الله ورسله وسيكشف لهم حقائق ما عمي عليهم نتيجة الجهل أو التدليس أو التكبر على اولياء الله سبحانه، وسيبين لهم كم هي الفرص كثيرة وكبيرة التي مرت على الناس ولكن الناس ضيعوها بجهلهم وعنادهم وتكبرهم.
    الله سبحانه يقول في كتابه{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}(يونس/57)، لاحظ الخطاب عام للناس، وفي آخر الآية بين أن هذا الخطاب من أفاد منه وعالج نفسه فيه كان موصوفا من المؤمنين، والايمان بالله سبحانه لا هوية بشرية له بل هو انتساب وانتماء إلى الله سبحانه خالق الخلائق أجمعين، ومن هنا يتبين للناس كافة أن الخطاب الديني الحقيقي هو خطاب يتجاوز الطائفية والعرقية وكل ما من شأنه أن يصنف الناس إلى طبقات وأقسام لا وجود لها إلا في أوهام من اتخذها منهجا للتصنيف.
    وقال تعالى{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(النحل/69)، هل تدبر أي واحد من الناس أن رب النحل الذي جعل ما يخرج من بطونها شفاء للناس بغض النظر عن الوانهم وأعراقهم، وهذا الشراب مختلف الوانه، هو نفسه الاله الذي كتب على نفسه هداية الناس كافة ورحمتهم؟؟!! وهنا قد يقول قائل : إذا كان الأمر كما تقول أن الله سبحانه كتب على نفسه هداية الناس ورحمتهم فلماذا تفرق الناس عن الحقيقة وأعرضوا عنها؟! وجواب هذا السؤال سيثبت لكل الناس معنى أفضلية البشر على باقي مخلوقات الله سبحانه، حيث جعلهم خلقا مختارين لا مقهورين على أن يسلكوا دربا ما رغم أنوفهم، وبالمقابل لم يترك تلك السبل بلا غايات، بل جعل لكل سبيل غاية، فمن سلك سبيل رضا الله سبحانه وقبل ما جاء منه كانت محطته الأخيرة الجنة خالدا فيها، ومن سلك سبيل سخط الله والتمرد عليه كانت محطته الأخيرة جهنم خالدا فيها (نستجير بالله)، ولذا فالحق سبحانه وضع قانونا ثابتا والناس هي من يختار السبيل وعليهم أن يتحملوا عاقبة ذلك السبيل الذي اختاروه بملء إرادتهم.

    والحمد لله وحده وحده وحده.
    (الاستاذ زكي الصبيحاوي)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎