إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اضحكوا قليلا وستبكون غدا كثيرا!!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    اضحكوا قليلا وستبكون غدا كثيرا!!

    اضحكوا قليلا وستبكون غدا كثيرا!!

    مرة سمعت مثلا شعبيا دارجا من أحد الأخوة وهو يتكلم عن حال الناس المتقلب الذي ليس له قرار أو استقرار لتعالج ما يقع من مشاكل ومصاعب، فقال هؤلاء حالهم حال المثل القائل [لا تكظه يصيح، لا تهده يطيح] فإن أمسكته صاح بك، وإن تركته وقع لوجهه، وأنت في حيرة ما بعدها حيرة، كيف السبيل للمعالجة والعمل مع بشرية هذا منطقها، وسأورد لكم حدثين وقعا مع نبي الله موسى(ع)، وهذان الحدثان تكررا مع كل الأنبياء والمرسلين والأوصياء(ص)، فأولهما في بدء دعوة موسى وحركته الإصلاحية، وعونه للضعفاء أو المستضعفين ونصرته لهم عند محاربته للطاغوت وجند الطاغوت، ماذا قيل لموسى(ع) وهو يفعل ذلك؟! قيل له ما حكاه الله سبحانه في كتابه عن لسان جندي من جنود الطاغوت، حيث قال تعالى{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ}(القصص/19)، والحادث الثاني عندما أمر اتباعه بقتال الأعداء أجابوه بما حكاه الله عنهم بقوله تعالى{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}(المائدة/24)!!!
    هذان المنطقان برزا مع كل الدعوات الإلهية من دون استثناء، ومع رسول الله محمد(ص) كذلك ظهرا في فتح مكة لما قال لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟! قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، وقبل التمكين كان منطقهم: لو كنت نبيا من الله فافعل كذا وكذا، قال تعالى{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً}(الإسراء/93)، فعندما يكلمهم خليفة الله بلسان الرحمة ويواجههم برحمة الله ابتداء يستكبرون ويزدادون طغيانا ويكون لسان حالهم يقول {يد الله مغلولة}، ولكن بعد أن يستنفد كل فرص الحوار والنقاش بالحسنى، ويستنفدوا هم كل رصيدهم من الرحمة المعطاة لهم ويستخفوا بها، ويروا الوجه الآخر وجه النقمة والشدة، هنا يطأطئون رؤوسهم ويهزون أذنابهم، ويطلقون لألسنتهم العنان: كيف يكون مبعوثا إلهيا ويكون بهذه القسوة؟؟!!
    اليوم مع دعوة يماني آل محمد(ص) المنطق نفسه يعيده الناس ولا يكادون يغيرون العبارات، استهزاء واستخفاف وسخرية، والإمام(ع) يواجههم بالرحمة والشفقة، وهم يواجهونه بالصلف وقلة الحياء فلم يبقوا له حرمة إلا انتهكوها، وهم يحسبون أن بهم عزة، وبه ـ وحاشاه ـ هوانا على الله سبحانه، ولذلك نسمع منهم هذه المقالة المضحكة المبكية : كيف يكون منقذا للعالم وهو يخاف التهديد ويختبئ عن عيون أعدائه؟؟!! وهم بذلك لا ينتبهون إلى أن هذا الأمر الإلهي الذي يفعله الإمام أحمد الحسن(ع) هو وجه من أوجه الرحمة بالناس بل مبالغة في إظهار الرحمة الإلهية، لأن ظهوره أمام الناس وترك الفرصة لهم لقتله سيكون له (ص) راحة من مجاورة اللئام، وانتقال إلى دار الكرام إلى دار ابائه الطاهرين، ولكن بعد أن يقع هذا الفعل الشنيع ما هي العاقبة؟؟!!
    العاقبة أن غضب الله سبحانه سيحل بالأرض كلها، وينقلب عاليها على سافلها، ولا ينجو من الخلق أحد دون أن يطاله عذاب الله، وقد جرب الناس هذا الأمر المفجع مرات ومرات مع الأنبياء والمرسلين والأوصياء(ع)؛ جربوها مع شبيه عيسى(ع) لما صلبوه وقتلوه ماذا حصل؟؟ وجربوها مع الحسين(ص) لما قتلوه ومثلوا بجسده الطاهر المقدس، لم يبق حجر إلا وسال من تحته دم عبيط، بل في أقصى الأرض ظهرت آيات تلك الجريمة النكراء وتحدث عنها التاريخ، وقديما قيل : من جرب المجرب حلت به الندامة!!! فمالكم ألا تتعظون؟!
    بدلا من أن تستثمروا هذه الفسحة الإلهية كون الإمام(ع) بينكم وصوته يصلكم وهو يدافع عنكم ويصد عنكم كيد فقهاء السوء الذين استعبدوكم كل هذه السنين المتطاولة، ويبين لكم حلال الله وحرامه، ويرفع عنكم إصركم والأغلال التي كانت عليكم، وها هو اليوم يقف طودا شامخا وسيفا باترا بوجه الفكر الإلحادي البغيض، ويدافع عن حياض الدين ليعيد له هيبته التي عاث بها فقهاء السوء فسادا، وصيروا الدين ساحة لاستهزاء وسخرية الملحدين، لأن الملحدين استغلوا منطق العلم والتجربة لتسفيه مبادئ الدين وعقيدة الإيمان بالغيب، ووقف الفقهاء المنشغلون بالدنيا والصراع من أجل الجاه أمامهم حيارى صما بكما لا يحرون جوابا، وليس لديهم غير إصدار الفتاوى الجوفاء التي فضحت هشاشتهم وفتحت الطريق واسعا أمام الالحاد ليقطع كل هذه الاشواط ويستخف العقول التي يئست من منطق الدين الجاري على لسان أولئك الفقهاء المتخلفين.
    إذن ما تظنونه خوفا، وما تتوهمونه طعنا على وصف الإمام أحمد الحسن(ع) بأنه المنقذ العالمي هو في واقعه فرصة كبيرة وواضحة للرحمة الإلهية ولمد شوط التوبة لكم عسى أن تنتبهوا وتراجعوها من خلال ما بينه لكم من علم أعاد به للدين هيبته ومكانته الحقيقية، والعجيب أن الناس كأنها لما تقرأ كتاب الله فهو بالفعل لا يتجاوز تراقيهم!! ألم تقرؤوا قول الله سبحانه{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}(الرعد/6)، وقوله تعالى{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}(الحج/47)، وقوله تعالى{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}(العنكبوت/53)؟؟!!
    ولكن هذا الاستخفاف برحمة الله والاستهزاء بولي الله سيأتي اليوم ونفس هذه الالسن التي تتطاول وتستهزئ ـ إن أبقاها الله سبحانه ـ ستقول ما روي عن آل محمد(ص) بالرواية الآتية : [أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن حسان الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، قال : " سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ، ولا يعطيها إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم "]( كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 238)، ألا تعتبرون؟؟ ما أكثر العبر، وما أقل المعتبرين.
    والحمد لله وحده وحده وحده.
    (الاستاذ زكي الصبيحاوي)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎