إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

رد الدكتور عبد الرزاق الديراوي على ما كتبه "حيان" صاحب الصفحة الالحادية "الانسانيون الجدد" بخصوص كتاب وهم الالحاد

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ahmed amiri
    مشرف
    • 09-02-2010
    • 331

    رد الدكتور عبد الرزاق الديراوي على ما كتبه "حيان" صاحب الصفحة الالحادية "الانسانيون الجدد" بخصوص كتاب وهم الالحاد

    الرد على ما كتبه "حيان" صاحب الصفحة الالحادية "الانسانيون الجدد" بخصوص كتاب وهم الالحاد تحت عنوان "دليل المرتاد إلى سقطات وهم الالحاد"

    عبد الرزاق الديراوي

    على الرغم من وضوح الوهن والتهافت على ما كتبه "حيان" إلا أنني أردت الرد على ما قاله من باب التوضيح لمن لم يقرأ كتاب وهم الالحاد بأن ما كتبه "حيان" ليس سوى تشويه من رجل جاهل، لا يعي أكثر ما يقول.
    يعلق "حيان" على كلام السيد أحمد الحسن المتعلق بنظرية النشوء، بقوله:
    ((كلامه هذا ابسط مثال يمكن ان نقدمه لمغالطة "اله الفراغات"، وهي المغالطة التي يستخدمها اغلب المؤمنون طوال التاريخ، وتتمثل في البحث عن ظاهرة معينة لم يجد العلم تفسيراً لها حتى الان ليقولوا: هذا دليل على تدخل الاله، فهو الذي تدخل بنفسه لينجز هذا الامر. وبعبارة اخرى فان احمد الحسن يبحث عن ظاهرة مجهولة لا يعرف العلماء تفسيرها بشكل كامل حتى الان ليزج بإلهه كتفسير ديني/غيبي لهذه الظاهرة)).
    هذا الكلام غير صحيح بالمرة، ويدل على أن "حيان" ليس فقط لم يفهم ما قرأه في كتاب "وهم الالحاد"، بل لعله لا يفهم، كذلك، فكرة "إله الفراغات" التي زجها بدون مسوغ.
    فالسيد أحمد الحسن لم يقتنص فراغاً، كما يتوهم "حيان"، ليسده بمقولة الإله، وإنما ناقش فرضيات طرحت بهذا الصدد، وبرهن على أن نسبة احتماليتها منعدمة تماماً في الزمن المتاح لنشوء الحياة في الأرض، بل وفي عمر الكون كله كذلك. وتوصل إلى أن النتائج السلبية التي يضعها أمامنا حساب احتمال نشوء الحياة لا تبقي في الساحة غير تفسير وحيد، هو التفسير بوجود إله تدخل في نشوء الحياة، وهذا ما يهرب منه الملحدون، ولو بأجنحة الوهم الهزيلة.
    يقول "حيان" كذلك:
    ((اما ما نقوله نحن فهو الاتي: توجد عدة فرضيات وضعت من أجل تفسير اصل الحياة وكل واحدة منها تمتلك ادلة تدعمها، لكن هذه الادلة ليست بالقدر الكافي الذي يمنحنا الثقة الكافية بإحدى هذه الفرضيات دون غيرها، وموقفنا من ذلك هو انتظار المزيد من الادلة التي سيتوصل اليها العلماء يوماً ما لتتحول احدى هذه الفرضيات الى نظرية علمية مثبتة ورصينة)).
    يمكنك أن تنتظر الذي يأتي ولا يأتي فهذا شأنك، ولكنك الآن تعترف بأنك – في الأقل – لا تملك قطعاً بمسألة أصل نشوء الحياة، فلا يسعك بالتالي – من منطق علمي – استبعاد فرضية وجود الإله، وبذلك تخسر معركتك.
    ينقل "حيان" النص الآتي من كلام السيد احمد الحسن:
    ((فعند الملحدين معقول جداً ان عدداً كبيراً من النيازك المحملة بكميات هائلة من الأحماض الامينية اختارت كوكب الأرض بالتحديد والذي يمثل للكون حبة غبار في صحراء حتى لو كانت نسبة احتمال هذا الحدث قليلة الى حد التلاشي!
    ومعقول جداً ان هذه النيازك تعرضت وهي في طريقها الينا لضوء نجم نيوتروني لكي تكون حوامضها الامينية يسارية و .. و .. و .. و .. و .. وهكذا كل هذه الفروض والتي نسبة تحققها ضئيلة الى حد التلاشي معقولة جداً، ولكن ان يكون وراء القانون الذي انشأ البروتين الناسخ لنفسه او الحامض النووي مقنن، فهذا غير معقول عند الملحدين وان يكون وراء الخريطة الجينية اللغوية متكلم ايضاً عند الملحدين!
    اعتقد ان ما تقدم كاف لينهي الامر، فهل يوجد عاقل يعرف ان حدثاً ما نسبة احتمالية حدوثه هي قليلة الى حد التلاشي، وعمر الكون كله لا يكفي لوقوعها ثم يذهب للقول ان حصوله خلال مليار او مليار ونصف سنة التي سبقت وجود الحياة على الارض هو امر عادي في نفس الوقت الذي يرفض فيه مناقشة اي احتمالية لان يكون الحدث اعجازي، ومن ثم يبحث عن اي قشة ليثبت بها فرضه))
    ثم يعلق قائلاً:
    ((ومغزى كلامه يتعلق بفرضية محددة لنشوء الحياة على الارض، وهي التي تقول بان اصل الحياة على الارض جاء عن طريق النيازك المحملة بالمواد العضوية ويحاول ان يصور الامر وكأن الملحدون هم الذي يأتون بهذه الفرضيات من التأمل او التفكير المجرد بعيداً عن الامور الملموسة، ويذهب الى اكثر من ذلك عن طريق استبدال كلمة "علماء" بكلمة "ملحدين". فواقع الامر ان فرضيات اصل الحياة لم يأتِ بها ملحدون او مؤمنون، بل علماء مختصون قاموا بوضع فرضيات ثم اجروا بعض التجارب التي تم نشرها في مجلات علمية محترمة. والذي يدفع كل انسان عاقل ويتبنى التفكير العلمي الى مساندة هذه الفرضيات هو وجود الادلة التي تؤيدها وليس لأنها جاءت من طرف ملحد او مؤمن ولنبين لك عزيزي القارئ ان كلام العلماء ليس مجرد هواء في شبك، وانه يحتوي على اكتشافات تؤيده ـ على عكس الكلام الخاطئ الذي قاله احمد الحسن ـ سنقوم بنقل بعض الاخبار العلمية لهذه الاكتشافات)).
    وبعدها ينقل بعض الأخبار، كما عبر هو.
    أقول: السيد أحمد الحسن لا ينكر وجود ما يسميه "حيان" أخباراً عن اكتشافات لأحماض أمينية في أحجار نيزكية، وليست هذه هي مشكلة البحث، وإنما ما هي فرصة نشوء الحياة، أو انتاج البروتين القابل لنسخ نفسه من هذه الأحماض؟ هذه المسألة أثبت السيد أحمد الحسن بأنها منعدمة الاحتمال في الوقت المتاح. فعلى "حيان" أن يفهم قبل أن يكتب.
    أما قول "حيان":
    ((ورأينا في هذه المسألة هو ان نتبع محاولات واكتشافات العلماء لا ان نقول ان هنالك شيئاً مجهولاً قامت به قوة غيبية مجهولة ونترك الموضوع جملة وتفصيلاً)).
    فهو، أولاً، يتضمن اعترافاً بأن ما ذكره مجرد محاولة فاشلة للشغب، حتى هو لا يقرها، ولهذا يفضل الانتظار، وثانياً، يدل على عناد لا علاقة له بالعلم البتة، فالقوة الغيبية المجهولة التي يشير لها إذا كانت هي وحدها التفسير المناسب فالمفترض بكل عاقل أن يقبل لها.
    عنوان تحت "مناقشة افكار الفصل الثالث"، ينقل "حيان" النصوص الآتية:
    ((الله سبحانه وتعالى بدأ خلق آدم في السماء الاولى (سماء الأنفس)، ولكن لكي يكون آدم وذريته مؤهلين للنزول الى الارض والاتصال الجسدي، فلابد من رفع الطينة للسماء الاولى وخلق نفس آدم (عليه السلام) وبقية الناس منها، فهذا أمر ضروري حيث أن الروح بثت في هذه الطينة المرفوعة وأصبحت هذه الطينة المرفوعة هي آلة اتصال الروح بالجسد، فالروح لا يمكن ان تمس الجسد لأنهما في ـ ومن ـ عالمين مختلفين وبينهما عوالم، فكان لابد من وجود آلة لها وجود في كل مراتب التدرج والعوالم بين السماء الجسمانية والسماء الأولى وعندما يرفع الجسم يكون له هذه المراتب فله أن يتحرك ضمن حدودها)).
    ((فأخذت الملائكة بأمر من الله سبحانه شيئاً من تراب وماء الأرض ورفع الى السماء الأولى وصب منه جسم آدم اللطيف في السماء الأولى ووضع في الجنة الدنيوية، أي في نهاية السماء الاولى أي في باب السماء الملكوتية (السماء الثانية)، وهي أولى الجنان الملكوتية تمر عليه الملائكة)).
    ثم يعلق بقوله:
    ((وبعد ذلك يستدل ببعض النصوص الدينية لتأييد ما ذكره، والاعتراض الذي يرد على كل هذا الكلام الطويل هو امكانية استعراض سيناريو اخر للخلق ولن يختلف اي شيء لعدم وجود واقع او معيار نعود اليه لترجيح صحة هذا السيناريو او ذاك. فان قلنا ان الاله خلق البشر في السماء السابعة لا الاولى او ان الاله خلق البشر مرة واحدة في الجنة ثم انزلهم الى الارض او غير ذلك من الكلام المحشو بعبارات وكلمات قرآنية، في حال قلنا ذلك فان القارئ لن يستطيع ترجيح صحة احد القولين على الاخر. وعليه فان كل هذه السيناريوهات لا يمكن ان تكون واقعية ولا يمكن ان يفحصها العلم ليكتشف صحتها من خطؤها، والمحصلة انها مجرد كلام فارغ)).

    البحث اللاهوتي الذي قدمه السيد أحمد الحسن الهدف منه إثبات عدم تعارض نظرية التطور مع دين الله الحق، وهذه قضية لا علاقة لـ"حيان" بها، ولا مدخلية لها بإثبات نظرية التطور. نعم تدخل "حيان" هنا وفي المواضع اللاحقة الآتية لأنه لم يجد ما يرد به على كتاب "وهم الالحاد"، ولأنه لا يريد الإقرار بالحق المتضمن فيه – إن كان فهمه – فعمد إلى تصيد جزئيات بغرض التشويش والسخرية، كما هو ديدن الملحدين للأسف. على "حيان" أن يفهم أن ما قاله السيد أحمد الحسن ليس مجرد سيناريو مبني على الفراغ، وإنما حقائق لها منطقها، ودليلها الخاص.
    ويقول "حيان":
    ((في الفصل الثالث نراه رجل دين تقليدي يحاول لي عنق النص ليثبت فكرة هزيلة ومتهافتة، إلا وهي فكرة الاعجاز العلمي في القرآن وأحاديث الائمة الاثني عشر)).
    هذا الكلام يستطيع أي جاهل أن يقوله، فطالما تعلق الأمر بالاتهام بدون دليل، فلا يحتاج المرء سوى نسبة جيدة من الجهل، ليكتب ما كتب "حيان".
    ينقل "حيان" أيضاً قول السيد أحمد الحسن الاتي:
    ((نحن سماويون، أصلنا سماوي، وخلقنا في السماء الأولى وكان امتحاننا الأول فيها وهو امتحان الذر الذي ذكر في القرآن، فنحن أنفس وليس أجساداً أرضية فقط، أبونا آدم (عليه السلام) خلق من طينة رفعت إلى السماء الأولى ووضعت في باب الجنة، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: [كانت الملائكة تمر بآدم (عليه السلام) أي بصورته وهو ملقى في الجنة من طين فتقول لأمر ما خلقت]، ومن ثم نفخت الروح في هذه الطينة المرفوعة وخلق آدم وخلقت منه حواء، وسكن آدم وحواء في الجنة الدنيوية التي في السماء الأولى (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى).
    ثم نحن بنو آدم خلقنا الله في السماء الأولى في عالم الذر وامتحنا الامتحان الأول (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، ووجودنا الأرضي وجود طارئ ومؤقت وليس دائماً ولا أبدياً ولا حتى ستكون لنا عودة لنفس هذه الأرض للعيش بعد الموت إذا كنا ممن يختار إنسانيته وينبذ الحيوانية الأرضية التي اتصلنا بها ليمتحننا الله سبحانه، فكيف يمكن والحال هذه أن ينسب الإنسان السماوي إلى الحيوانية الأرضية التي اتصلت بها نفسه لإجراء الامتحان الثاني، فمسألة أصل أجسامنا وتطورها عن كائن آخر في الأرض لا تغير شيئاً في حقيقة أن أًصلنا سماوي)).
    ويعلق عليه قائلاً:
    ((لكي يتسنى لك عزيزي القارئ ان "تؤمن" بهذا الكلام يجب ان تؤمن اولاً بوجود اله ثم تؤمن بضرورة ان يرسل هذا الاله مجموعة من الانبياء لكي يهدونك الى ما يريده، ثم تؤمن بان الاسلام هو دين الحق، ثم تؤمن بان التشيع هو افضل المذاهب ثم تؤمن ان كلام احمد الحسن هو الرأي الراجح، وبعد هذا كله سيتسنى لك ان تؤمن بالأفكار المطروحة في الاقتباس الذي نقلناه.
    وفي حال اردت ان تقنع شخصاً لا يؤمن فلا توجد طريقة لإثبات صحة اننا قد خلقنا في السماء الاولى عن طريق طين مرفوع وووالخ)).
    هذا الكلام لا يخدم قضية "حيان" ولا قضية الالحاد، فهو لا يرد هنا، وإنما يتساءل: "كيف يمكنني أن أؤمن بهذا الكلام"؟ ويجيب نفسه قائلا: "إن الإيمان به يقتضي الايمان بما تقوله الأديان السماوية"، ويظن إن هذا أمر غير منطقي، إذ كيف تقنع شخصاً لا يؤمن؟
    الحق إن السيد أحمد الحسن أثبت ضرورة وجود الإله، وأثبت بالنتيجة صحة منطق ومنهج الأديان، فلا يرد عليه شيء مما قاله "حيان"، هذا علاوة على الأمر الأهم المتمثل بحقيقة كون هذا الجزء من البحث موجه لحل إشكال لاهوتي وايجاد التوفيق المناسب بين منطق الدين ومنطق العلم.
    يقول "حيان":
    ((نصل الان الى الحديث عما قاله احمد الحسن فيما يتعلق بكون القرآن قد اكتشف نظرية التطور قبل تشارلز داروين بألف سنة، حيث يقول: "نظرية التطور عبارة عن نظرية علمية، ولهذا فنحن عندما نورد نصوصاً دينية متوافقة معها فهذا لا يعني أننا نريد إثبات نظرية التطور من خلال النص الديني، بل غاية ما نريد هو إثبات توافق النص الديني مع هذا الاكتشاف العلمي، وربما أيضاً إثبات أحقية الدين من خلال إثبات المعارف الغيبية التي احتواها النص الديني، حيث يمكن أن يقال مثلاً: إن القرآن ذكر التطور في قوله تعالى: (والله أنبتكم من الارض نباتا)، وفي حين لم يتمكن الانسان من اكتشاف هذه الحقيقة العلمية الا حديثاً، وبهذا تثبت أحقية القرآن وأحقية الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) من خلال إخباره الغيبي عن حقيقة علمية قبل أن تكتشف بأكثر من ألف عام)).
    قبل أن أنقل تعليق "حيان" أود التنويه إلى أنه قد دلس متعمداً، أو جاهلاً، فالسيد أحمد الحسن لم يقل: "القرآن قد اكتشف نظرية التطور قبل تشارلز داروين بألف سنة"، وكلامه أمامكم. إن القرآن ليس كتاباً علمياً متخصصاً بعلم الأحياء لكي يتحدث عن نظرية تتعلق بالتطور. نعم السيد أحمد الحسن قال إن القرآن "ذكر التطور"، والتطور – ولا أدري إن كان يفهم هذا "حيان" أم لا – شيء آخر غير نظرية التطور. فالتطور هو الحقيقة الخارجية، أما نظرية التطور فهي التصور العلمي المتعلق بهذه الحقيقة، كشفاً وبرهاناً. وإذا شئنا التعبير بكلمات أخرى نقول: التطور هو الحقيقة، والنظرية هي معرفتنا بها. فالحقيقة موجودة دائماً عرفنا أم لم نعرف بها.
    أما تعليق "حيان" فهو الآتي:
    ((يبدو ان قلة اطلاع أحمد الحسن جعلته يطلق الاحكام جزافاً، فهو لا يعلم بان فلاسفة اليونان القدماء قد طرحوا افكاراً تطورية صريحة ـ على عكس القرآن الذي يخلو من مثل هذا الامر ـ ولهذا يجب ان نسهب في شرح ذلك له.
    قدم عدة فلاسفة يونان فكرة التطور قبل الاسلام بمئات السنين ومنهم الفيلسوفان أنكسمندروس و أنبادوقليس، وفي حال وجود نظرية التطور في القرآن ـ وهي غير موجودة ـ فان ذلك ليس بشيء معجز على اعتبار ان الفكرة قد تم طرحها سابقاً من قبل فلاسفة عاديين وغير متصلين بقوى غيبية مجهولة. وأما بالنسبة للآية القرآنية التي استدل بها على وجود نظرية التطور في القرآن (والله أنبتكم من الارض نباتا)، فنود ان نقول له بان هنالك قبيلتين هما بويبلو ونافاجو تملكان أسطورة عن الحياة تنص على ان الحياة قد بزغت من الكرة الارضية كما برعم النبات الذي ينمو كمراحل متتالية. وبذلك نصل الى ان اغلب الافكار التي يدعي احمد الحسن بأنها موجود في القرآن هي اما غير صحيحة او مسروقة)).
    لا يهمني التعليق على نفس التحامل الواضح في كلام "حيان"، فليس هذا بغريب، ولكني أود الإشارة إلى أن التبجح بالعلم لا يليق بـ "حيان"، فحاله من الجهل على ما عرفتم.
    والآن، هل حديث فلاسفة اليونان عن بعض الجزئيات المتعلقة أو الشبيهة بالتطور، وقبلهم السومريون والصينيون، يعني أن هؤلاء يعرفون نظرية التطور كما عرفها دارون مثلا؟ بل هل حقاً عرف فلاسفة اليونان التطور؟ إن ما جاء انكسماندر هو أنه ((اقترح أن الحيوانات الأولى عاشت في الماء وأن حيوانات اليابسة تولدت منها))، وهذا لا يقول عاقل إنه يُعد اكتشافاً ولا معرفة لنظرية التطور، وإن كان يمثل علامة في طريق ستنتظر الانسانية زمنا طويلا قبل أن تقطعه.
    المهم إن جميع ما عرفته الحضارات قبل الاسلام لا يرقى لما قدمته النصوص الاسلامية وبالنتيجة يصح القول إن القرآن أخبر عن حقيقة التطور قبل اكتشافها، وعلى "حيان" أن يثبت أنه ليس مجرد لساناً طويلاً عبر إثبات عدم صحة ما قاله القرآن، أو كونه مسروقاً، وبطريقة علمية، فإنه مجرد التشابه لا يعني السرقة كما يفهم العقلاء.
    ويبلغ العجز بـ "حيان" درجة أن يكتب:
    ((كعادة جميع دعاة الدين لا يمكن لأحمد الحسن وأمثاله ان يتنصلوا من تبعات الروايات الدينية التي يقومون بنقلها، ومن هذه الروايات: "لما طاف آدم (عليه السلام) بالبيت مائة عام ما ينظر إلى حواء، ولقد بكى على الجنة حتى صار على خديه مثل النهرين العجاجين العظيمين من الدموع، ثم أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: حياك الله وبياك فلما أن قال: "حياك الله" تبلج وجهه فرحا وعلم أن الله قد رضي عنه، ولما قال: "وبياك" ضحك ومعنى بياك أضحكك، قال: ولقد قام على باب الكعبة وثيابه جلود الإبل والبقر، فقال: اللهم أقلني عثرتي واغفر لي ذنبي وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها، فقال الله جل ثناؤه: قد أقلتك عثرتك وغفرت لك ذنبك وسأعيدك إلى الدار التي أخرجتك منها".
    ونحن نتساءل، عن اي بيت يتكلم هذا الحديث؟ وهل الكعبة موجودة عند تطور الانسان في افريقيا قبل آلاف السنين؟ وكيف بقي آدم مدة مائة عام يطوف حول الكعبة باستمرار، وحياته لا يمكن ان تصل لمثل هكذا رقم بحكم كثرة مسببات الموت قديماً؟
    فنحن نعلم ان اعمار البشر القدماء لا تصل الى هذا الرقم، وبالاعتماد على الاحصائيات الحديثة يمكننا ان نقول انه في زمن وليم شكسبير، طفل واحد فقط من بين كل ثلاثة اطفال يصل الى عمر الـ 21 سنة. وفي زمن تشارلز دارون طفل واحد فقط يصل الى هذا العمر من بين كل طفلين. ويدل هذا الامر على استحالة وصول الانسان الى عمر 100 عام قبل 120 ـ 200 الف سنة)).
    هذا عجز، لأنه محاولة لتصيد عيب لا علاقة له بموضوعة الكتاب المتمثلة باثبات وجود الإله من خلال نفس مقولات نظريات النشوء والتطور ونشوء الكون. والذي ألجأ "حيان" له هو "دائماً" عجزه عن العثور على ثغرة في البناء المتكامل للكتاب، وعجزه كذلك عن التخلي عن الافكار المغلوطة التي تستوطن رأسه.
    "حيان" كعادته لم يفهم أن الكلام في الرواية عن آدم بوصفه نفساً، فلا علاقة للأمر بتطور الإنسان، أما اعتراضه على وجود البيت في تلك الفترة، فالروايات تثبت أن آدم أقام البيت، والحجر الأسعد نزل عليه. وإذا كان "حيان" لا يسعه الايمان بهذا، فهذا شأنه ولم يلزمه أحد بشيء، فكما قلت، وأكرر، هذه الروايات مسوقة كجزء من بحث لاهوتي لاثبات عدم تناقض النص الديني مع نظرية التطور.
    ينقل "حيان" النص الآتي:
    ((من الغريب حقاً أن يقبل بعض الناس أن تكون بداية جسم آدم (عليه السلام) مباشرة من الطين أو التراب ولا يقبل أن تكون بدايته من كائن حي مع أن الكائن الحي أرقى في الدرجة الوجودية الحياتية بكثير من الطين الجماد)).
    ثم يعلق قائلاً:
    ((الامر ليس غريبا ابدا فهو ما يصرح به النص القرآني)).
    لكي يكون لكلام "حيان" قيمة عليه أن يثبت أن هذا هو ما يصرح به القرآن، وعليه أن يناقش ما ساقه السيد أحمد الحسن من أدلة على أن القرآن يتحدث عن عالم الأنفس، أما كلامه بالصورة التي يعرضها فينطبق عليه تماماً وصف أنه كلام مجاني.
    ويقول:
    ((أمر اخر يمكن ملاحظته هنا هو عدم زوال المركزية الانسانية بالنسبة لأحمد الحسن، فهو يبقي اهتمامه على تطور آدم دون غيره من الكائنات على الرغم من وجود ملايين الانواع الحية ضمن كوكبنا الصغير التابع لنجم واحد من بين 100 مليار نجم، داخل مجرة من بين 100 مليار مجرة في كوننا)).
    أقول: السيد أحمد الحسن تحدث باسهاب عن نظرية التطور، وكلامه عن آدم الذي يصوره "حيان" على أنه " عدم زوال المركزية الانسانية بالنسبة لأحمد الحسن" منشؤه أن الإشكالية الدينية فيما يخص التطور متعلقة بالنصوص التي تتحدث عن خلق آدم. فالقضية لا علاقة لها بالمركزية التي حشرها "حيان" حشراً، لتكثير الكلام لا غير.
    وينقل النص التالي:
    (
    (يمكن ان يقال: إن العلم متعارض مع فهم بعض المتصدين للافتاء ممن يسمون بالفقهاء من المسلمين السنة والشيعة والمسيحيين واليهود للنص الديني، وهذا الإشكال يوجه لهؤلاء ولا يوجه للدين الإلهي عموماً أو للنص الديني الإلهي الثابت، فهم يتحملون عاقبة آرائهم ولا يصح أن يُحمّل الشاكون أو الملحدون الدين الإلهي أو النص الديني نتيجة آراء هؤلاء، فهذه كذبة كبيرة وخدعة يخدع الملحدون أو من يشكون بوجود إله أنفسهم بها وبأن الدين الإلهي والنص الديني يساوي آراء هؤلاء، وإذا كان الملحدون يريدون أن يعيشوا مع هذه الكذبة ويخدعوا أنفسهم بانتصار وهمي للإلحاد على الدين فهذا شأنهم ولكني أعتقد أنهم بهذا لن يكونوا أحسن حظاً من رجل الدين المخادع الذي ينتقدونه)).
    ويعلق قائلاً:
    ((ان الفهم الذي يتحدث عنه متسق مع حقيقة النص الديني بدون تلاعب او لي لعنق النصوص كما يفعل هو)).
    "حيان" يريدها عنزة ولو طارت، فهو يصر على أن النص الديني يتعارض مع العلم، وما ذُكر من توجيهات توافق العلم لا يعجبه إلا أن ينظر لها على أنها لي لعنق النصوص كما يعبر!
    هذه أهم اشكالاته، وبقية ما كتبه بعضه تكرار، وبعضه مردود عليه مثل الاعتراض التافه على تلقيب رسل بلقب عالم الفلك، وبعضها لا تستحق الرد.
    واليكم الرابط الى ما كتبه "حيان":
    http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=47...eFoZg.facebook

    رد الدكتور عبد الرزاق الديراوي اعلاه متاح على:
    https://www.facebook.com/permalink.p...00004860219218
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    #2
    رد: رد الدكتور عبد الرزاق الديراوي على ما كتبه "حيان" صاحب الصفحة الالحادية "الانسانيون الجدد" بخصوص كتاب وهم الالحاد

    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎