إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

إنتصارك ... لنفسك أم لله؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Ansariyat Ahmed
    عضو نشيط
    • 08-06-2013
    • 212

    إنتصارك ... لنفسك أم لله؟

    إنتصارك ... لنفسك أم لله؟

    بما أننا جميعاً وللأسف نعاني من الظلمة (الأنا) التي لابد للمخلوق منها ، فلنسلط الضوء على موقف الإمام علي (ع) في غزوة الخندق لنجيب بعدها على السؤال:
    هل أن إنتصارنا هو إنتصاراً لأنفسنا الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربنا ،، أم لله ولدينه؟



    قيل إن عليا (عليه السلام) صرع في بعض حروبه رجلا (عمرو بن عبد ود)، ثم قعد على صدره ليحتز رأسه،
    فبصق ذلك الرجل في وجهه، فقام علي (عليه السلام)
    وتركه، فلما سئل عن سبب قيامه وتركه قتل الرجل بعد التمكن منه قال:
    إنه لما بصق في وجهي اغتضت منه، فخفت إن قتلته أن يكون للغضب والغيظ نصيب في قتله، وما كنت أحب أن أقتله إلا خالصا لوجه الله تعالى.
    (1)

    لو أننا وضعنا أنفسنا مكان علي (ع) لما تخيل أحد منا أنه كان سيقوم بهذا الفعل بل لتصرفنا بسرعة ودون تفكير ،
    ولكن نجد علي (ع) - رغم أن بصقة اللعين أثارت غضبه - تمشى قليلاً لتهدأ نفسه واستغفر ربه ولم يرضى أن يقدم إرادته على إرادة الله..
    نجده أنه (ع) [ سحق أناه ولم يطلب أن يذكر فوهبه الله حكما وعلما وفضله على العالمين ]
    (2)

    وقول علي (ع): ( نحن أهل البيت ليس لدينا شيء إلا في سبيل الله.... إذا أسرعت وأطفئت غضبي بقتلك فإني أكون قد قدمت رضاي على رضا الله.. )
    وهذا يذكرنا بقول الامام أحمد الحسن (ع): "إرادتي هي إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته . أن لا يريد أهل الأرض إلا ما يريده الله سبحانه وتعالى"
    (3)
    وقد حذرنا أحمد الحسن (ع) أن نفرح بنصر نحققه ، إلا اذا كان فرحنا لإنتصار دين الله وليس لأنفسنا وبأنفسنا وان نتذكر قوله تعالى: (لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص: ٧٦)
    وقوله تعالى: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد: ٢٣).

    وإلا فإن انتصرنا لأنفسنا وقدمنا إرادتنا على إرادة الله فالنتيجة ستكون ان الله سيذوقنا طعم الهزيمة والإنكسار كما حصل مع المسلمون في أُحد وحُنيناً عندما اعتمدوا على أنفسهم وظنوا أنهم قادرين بأنفسهم ..
    وغيرها من أقوال الامام (ع) التي لا تُعد بخصوص محاربة الأنا ، ولكن السؤال: هل نعي ما يكتبه أحمد الحسن (ع) لنا ويعرق جبينه من أجل ايصاله لنا؟
    هل نعي ونعمل بما يسهر عليه أحمد الحسن (ع) ليالي طويلة من أجل حرصه علينا أن لا نقع في حفرة إبليس التي سقط فيها بسبب داء التكبر- الأنا؟
    أظن ان كل واحد منا سيجيب وبعجلة بــ (
    لا) كبيرة ! ... وللأسف

    نعم الأنا لابد منها .. ولكن كل منا له مرتبة معينة عند الله فان صفحة وجود الإنسان هي ظلمة ونور فكلما علم وعمل وأخلص الإنسان زاد النور في صفحة وجوده ..
    فلنحارب أنفسنا والظلمة التي سودت صفحة وجودنا بتحصيل العلوم والعمل بها - وهو المهم - والاخلاص طبعا فعلى قدر الإخلاص ينزل توفيق الله ..
    كثيراً ما نقرأ كلمات السيد (ع) وتحذيره لنا ونصائحه المباركة بخصوص عدم التكبر وعدم النظر لأنفسنا ونمر بها ربما يومياً ولكن ليس بعمق ، ونقرأها فقط ،
    بل ونعرف أننا لا نطبقها ، ولا نعالج هذه المشكلة ونعبر الكلام دون محاسبة أنفسنا .. والمتحدث أولهم ..

    علماً أننا مكلفون حتى بما نفكر به ونحاسب عليه: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: 284)

    فلنسأل الله قبل كل عمل نقوم به: هل الله يحب أن يراني بهكذا موضع؟
    فلنقدم مشيئته على مشيئتنا ولنرضى بإنتصار الله لنا حتى نكون هكذا: ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ،
    وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار.
    (4)

    وفلتكن هويتنا هي هوية أحمد الحسن (ع)
    (5):
    ((ابن آدم اذكرني حين تغضب اذكرك حين اغضب فلا امحقك فيمن امحق فإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك ))
    (6)



    أختم بهذه الكلمات للنور أحمد (ع) التي أقلقتني وأثرت بي:
    "إذا كنتم تريدون أن تكونوا فعلاً عوناً للحق فاعملوا بهذه الآية ، وإلا يستبدل الله بكم قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ،
    وأنتم تعلمون فهم إلى جواركم وقد حان وقتهم ، فاتقوا الله ، واقتلوا أنفسكم وأهواءكم ، وانصروا ربكم ."
    (7)

    أسال الله ان اكون قد ذكرت نفسي وذكرتكم بما ينفعنا جميعا ان شاء الله
    وأعلم إني لست اهلاً لنصحكم لكن كما إني احتاج لتذكيركم فلعل أحداً ينتفع بقرائته ان شاء الله
    واسالكم الدعاء

    (1) - موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) ج ٩ - الصفحة ١٥٥
    (2) - رسالة الإمام أحمد الحسن (ع) بمناسبة عيد الغدير - 1433 هـ .ق
    (3) - من كتاب الجواب المنير عبر الاثير ج1 من السؤال 2 للإمام أحمد الحسن ع
    (4) - كتاب رسالة الهداية
    (5) - منقول عن أحد الانصار ان السيد أحمد الحسن (ع) أخرج ورقة مكتوب عليها هذا الحديث القدسي وقال هذه هويتي
    (6) - نشره
    Ahmed Alhasan احمد الحسن (ع) في صفحته المباركة في الفيسبوك
    (7) - مع العبد الصالح ج1



    [..أنا كجدي الحسين (ع) وأنفي كالحجر .. ووالله أُذبح ألف مرة ولا أطأطئ رأسي لطاغية..]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎