Tweet
“البحر المتوسط”.. مناورات روسية صينية لمواجهة التحالف الأمريكي الأوروبي
الأحد, مايو 3, 2015 | محمود علي
لأول مرة في تاريخهما العسكري، تجري القوات البحرية الصينة والروسية مناورات في البحر الأبيض المتوسط لتعميق التعاون وعمل البلدين في تسيير قدراتهما العسكرية البحرية المشتركة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن البحري، وكان البحر المتوسط لطالما بعيدًا عن اهتمامات الصين العسكرية ودائمًا ما كان يجري هذه المناورات في المحيط الهادي، إلا أن هذه المرة قررت بالمشاركة مع روسيا إجراؤها بالشرق الأوسط لتوسيع النفوذ العسكري البحري.
يشكل الخبر حدثا عسكريا للدول الأوروبية والولايات المتحدة، إذ أنه يعتبره المحللون ردًا على الاستفزازات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من عقوبات وتضيق في السياسات ضد روسيا على خلفية الاختلاف الشديد بالملف الأوكراني، كما أن هذه الخطوة تأتي في ظل تعزيز واشنطن تعاونها العسكري مع حلفائها في آسيا، لمواجهة ما تعتبره مساع صينية للمطالبة بحقها في السيادة على مناطق بحرية.
بوتين: سنوفر الظروف لمرابطة سفننا الحربية بالمتوسط
وكالة الأنباء الصينية نقلت عن الناطق باسم وزارة الدفاع في بكين، جينغ يانشينغ مشاركة تسع سفن حربية في المناورات العسكرية التي ستجري في منطقة البحر المتوسط، وهي سفن حربية روسية وصينية، وهذه الأخيرة تابعة للأسطول العشرين الصيني.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط منذ فترة توترًا شديدًا على خلفية أوضاع أمنية مرتبكة في أكثر البلدان العربية لاسيما في سوريا وليبيا والعراق، إلا أن عند سؤال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية ما الهدف من المناورات، نفى ربطها بالوضع المتوتر في بعض مناطق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أنها لتعميق التعاون وعمل البلدين في تسيير قدراتهما العسكرية البحرية المشتركة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن البحري.
صواريخ روسية
بدأت بكين وموسكو مناورات عسكرية بحرية مشتركة سنة 2012، لكنها جرت كلها في مياه المحيط الهادي، وعليه يبقى الرهان على المتوسط مؤشرا على الرغبة في الوجود في كل بحار العالم، لاسيما إنه استراتيجيا يعتبر امتدادا للمحيط الهندي على مستوى مضيق باب المندب وقناة السويس، وهذا ما يجعله مهم للبحرية الصينية لا سيما وأن هذا التواجد لأول مرة وترافقه مناورات عسكرية مع روسيا، الأمر الذي يحمل مؤشرات قوية على اهتمام صيني بالمتوسط.
وعلى الجانب الروسي فمنذ فرضت القوى الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا، العام الماضي، بسبب الأزمة الأوكرانية كثفت موسكو جهودها لتعزيز العلاقات مع دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وكذلك تحسين العلاقات مع الجمهوريات السوفياتية السابقة.
علم اوكرانيا
ومن بين الخطوات غير الودية تجاه روسيا التي اتخذها «حلف شمال الأطلسي»، تكثيف الوجود الأميركي في دول تجاور روسيا، ونقل السلاح والعتاد العسكري إلى بلدان البلطيق، وتشكيل ما يسمى بقوات الرد السريع في بولندا والتي يُفترض أن يصل حجمها العددي إلى 30 ألف جندي.
ومن المنتظر أن يزور الرئيس الصيني تشي جين بينغ موسكو هذا الشهر، لحضور عرض عسكري بمناسبة ذكرى النصر السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، كما ضمت لائحة المدعوين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون، وأكد المسؤول الصيني أن روسيا والصين تقفان جنبا إلى جنب في مجمل القضايا الدولية، كما أن الصين رفضت المشاركة في نظام العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا عقب الأزمة الأوكرانية.
الرئيس الصيني: علاقات موسكو وبكين ضمانة للتوازن الدولي
ومن جانب آخر تزامنت أنباء المناورات مع تسريب أخبار تقول إن الجيش الروسي سيضم في المستقبل أسطولا من طائرات النقل الثقيلة، يمكنها نقل وحدة استراتيجية تتكون من 400 دبابة آرماتا وذخيرتها الكاملة، إلى أي مكان في العالم، وربما تحلق هذه الطائرات بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يتيح لروسيا الاستجابة لأي مستجدات عسكرية عالمية في وقت قياسي.
وفقا لمواصفات التصميمات الجديدة من هيئة الصناعات العسكرية في موسكو، فطائرات النقل هذه سيطلق عليها اسم PAK TA، وسوف تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت (ستصل سرعتها إلى 2000 كم/ساعة)، وسوف تكون قادرة على نقل حمولات ضخمة تصل إلى 200 طن، وسيصل مدى هذه الطائرات على الأقل إلى 7000 كيلومتر.
ومن المتوقع أن يضم برنامج تصنيع PAK TAحوالي 80 طائرة شحن جديدة، سيتم بناؤها جميعا قبل عام 2024، وهذا يعني أنه في خلال عقد من الزمن ستكون القيادة العسكرية المركزية لروسيا قادرة على وضع جيش كامل من المدرعات الجاهزة للحرب في أي مكان بالعالم.
الأحد, مايو 3, 2015 | محمود علي
لأول مرة في تاريخهما العسكري، تجري القوات البحرية الصينة والروسية مناورات في البحر الأبيض المتوسط لتعميق التعاون وعمل البلدين في تسيير قدراتهما العسكرية البحرية المشتركة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن البحري، وكان البحر المتوسط لطالما بعيدًا عن اهتمامات الصين العسكرية ودائمًا ما كان يجري هذه المناورات في المحيط الهادي، إلا أن هذه المرة قررت بالمشاركة مع روسيا إجراؤها بالشرق الأوسط لتوسيع النفوذ العسكري البحري.
يشكل الخبر حدثا عسكريا للدول الأوروبية والولايات المتحدة، إذ أنه يعتبره المحللون ردًا على الاستفزازات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من عقوبات وتضيق في السياسات ضد روسيا على خلفية الاختلاف الشديد بالملف الأوكراني، كما أن هذه الخطوة تأتي في ظل تعزيز واشنطن تعاونها العسكري مع حلفائها في آسيا، لمواجهة ما تعتبره مساع صينية للمطالبة بحقها في السيادة على مناطق بحرية.
بوتين: سنوفر الظروف لمرابطة سفننا الحربية بالمتوسط
وكالة الأنباء الصينية نقلت عن الناطق باسم وزارة الدفاع في بكين، جينغ يانشينغ مشاركة تسع سفن حربية في المناورات العسكرية التي ستجري في منطقة البحر المتوسط، وهي سفن حربية روسية وصينية، وهذه الأخيرة تابعة للأسطول العشرين الصيني.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط منذ فترة توترًا شديدًا على خلفية أوضاع أمنية مرتبكة في أكثر البلدان العربية لاسيما في سوريا وليبيا والعراق، إلا أن عند سؤال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية ما الهدف من المناورات، نفى ربطها بالوضع المتوتر في بعض مناطق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أنها لتعميق التعاون وعمل البلدين في تسيير قدراتهما العسكرية البحرية المشتركة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن البحري.
صواريخ روسية
بدأت بكين وموسكو مناورات عسكرية بحرية مشتركة سنة 2012، لكنها جرت كلها في مياه المحيط الهادي، وعليه يبقى الرهان على المتوسط مؤشرا على الرغبة في الوجود في كل بحار العالم، لاسيما إنه استراتيجيا يعتبر امتدادا للمحيط الهندي على مستوى مضيق باب المندب وقناة السويس، وهذا ما يجعله مهم للبحرية الصينية لا سيما وأن هذا التواجد لأول مرة وترافقه مناورات عسكرية مع روسيا، الأمر الذي يحمل مؤشرات قوية على اهتمام صيني بالمتوسط.
وعلى الجانب الروسي فمنذ فرضت القوى الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا، العام الماضي، بسبب الأزمة الأوكرانية كثفت موسكو جهودها لتعزيز العلاقات مع دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وكذلك تحسين العلاقات مع الجمهوريات السوفياتية السابقة.
علم اوكرانيا
ومن بين الخطوات غير الودية تجاه روسيا التي اتخذها «حلف شمال الأطلسي»، تكثيف الوجود الأميركي في دول تجاور روسيا، ونقل السلاح والعتاد العسكري إلى بلدان البلطيق، وتشكيل ما يسمى بقوات الرد السريع في بولندا والتي يُفترض أن يصل حجمها العددي إلى 30 ألف جندي.
ومن المنتظر أن يزور الرئيس الصيني تشي جين بينغ موسكو هذا الشهر، لحضور عرض عسكري بمناسبة ذكرى النصر السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، كما ضمت لائحة المدعوين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون، وأكد المسؤول الصيني أن روسيا والصين تقفان جنبا إلى جنب في مجمل القضايا الدولية، كما أن الصين رفضت المشاركة في نظام العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا عقب الأزمة الأوكرانية.
الرئيس الصيني: علاقات موسكو وبكين ضمانة للتوازن الدولي
ومن جانب آخر تزامنت أنباء المناورات مع تسريب أخبار تقول إن الجيش الروسي سيضم في المستقبل أسطولا من طائرات النقل الثقيلة، يمكنها نقل وحدة استراتيجية تتكون من 400 دبابة آرماتا وذخيرتها الكاملة، إلى أي مكان في العالم، وربما تحلق هذه الطائرات بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يتيح لروسيا الاستجابة لأي مستجدات عسكرية عالمية في وقت قياسي.
وفقا لمواصفات التصميمات الجديدة من هيئة الصناعات العسكرية في موسكو، فطائرات النقل هذه سيطلق عليها اسم PAK TA، وسوف تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت (ستصل سرعتها إلى 2000 كم/ساعة)، وسوف تكون قادرة على نقل حمولات ضخمة تصل إلى 200 طن، وسيصل مدى هذه الطائرات على الأقل إلى 7000 كيلومتر.
ومن المتوقع أن يضم برنامج تصنيع PAK TAحوالي 80 طائرة شحن جديدة، سيتم بناؤها جميعا قبل عام 2024، وهذا يعني أنه في خلال عقد من الزمن ستكون القيادة العسكرية المركزية لروسيا قادرة على وضع جيش كامل من المدرعات الجاهزة للحرب في أي مكان بالعالم.
