إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اسطورة ننورتا وطائر الآنزو - سرقة الواح القدر - فراس السواح

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    اسطورة ننورتا وطائر الآنزو - سرقة الواح القدر - فراس السواح



    ننورتا وطائر الآنزو - سرقة الواح القدر - فراس السواح

    تدور أحداث هذه الأسطورة في الأزمان البدئية الأولى التي تلت الخلق والتكوين. والبطلان الرئيسيان هنا هما الطائر آنزو (إمدوجد السومري وهو طائر عملاق له رأس أسد) والإله ننورتا وهو من الآلهة السومرية القديمة ذات الخصائص الحربية، واكتسب بمرور الوقت، ولا سيما في الميثولوجيا البابلية، خصائص ذات علاقة بالخصب والزراعة والري. وقد اختلط هذا الإله بالإله السومري الآخر المدعو ننجيرسو الذي كان أيضاً إلهاً ذا علاقة بالحرب وبالخصب والزراعة. وصلنا من هذه الأسطورة نص بابلي قديم يعود إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، وهو نص مختصر في الأصل ووصلنا في حالة غير سليمة تماماً، ونص آخر طويل يعود إلى النصف الأول من الألف ويطلق عليه الباحثون اسم النص المعياري البابلي. وهذا النص الثاني هو الذي سنقدمه كاملاً فيما يلي. تدور القصة حول قيام الطائر آنزو، الذي عينه الآلهة حاجباً لدى كبير الآلهة إنليل، الأول قبل الميلاد، بسرقة ألواح الأقدار من إنليل، وهي الألواح التي تعطي حاملها سلطة مطلقة على الطبيعة وعلى الآلهة، وما قاد إليه ذلك من خوف وجزع لدى الآلهة من سوء استخدام هذه الألواح، وبحثهم عن إله جريء قادر على التصدي للطائر واستعادة الألواح من يديه:

    اللوح الأول:

    إني أغني بحمد الإله الرائع، ملك كل الديار،
    الإله القوي، ابن إنليل، الأثير لدى الإلهة مامي.
    إني أمجد ننورتا الرائع الأثير لدى الإلهة مامي،
    الإله القوي، ابن إنليل،
    نسل معبد الإيكور، قائد الأنوناكي، قوة معبد الإنينو،
    الذي يسقي حظائر الماشية، ويروي المزارع، الذي أوجد البيوت والمدن،
    البطل الخبير في المعارك، والمجلي في القتال،
    الذي تخشى العفاريت الشرسة هجومه الصاعق.
    فاسمعوا لمديح القوي المقدام،
    الذي أخضع أعداءه، وقيد في فورة غضبه الجبال الصخرية،
    الذي قهر بسلاحه آنزو المحلق الهارب،
    الذي قضى على الرجل الثور في داخل البحر،
    دعه يقف على الدوم حاجباً أمام القاعة الداخلية.
    (ثلاثة أسطر مشوهة)
    اتخذ إنليل لنفسه هيكلاً [.. .. ..].
    وأخذ بإدارة شؤون جميع الآلهة.
    كان يقرر المصائر ويصدر الأوامر وكان آنزو ينفذها.
    لقد عينه حاجباً على القاعة الداخلية التي كمَّل بناءها،
    وكان يستحم بالماء المقدس في كل يوم وهو ماثل أمامه.
    فرأت عينا آنزو حلي سلطة إنليل ورموزها،
    رأى تاج السيادة وثوب القداسة،
    وألواح الأقدار بين يديه،
    لقد أطال آنزو التحديق إلى رب الدورانكي وأبي الآلهة،
    وعزم في النهاية على اغتصاب سلطة إنليل:
    «سوف آخذ لنفسي ألواح الأقدار التي يمسك بها،ولسوف أتحكم بمقادير كل الآلهة.
    سوف يكون العرش لي وأكون سيد الشعائر،
    وستكون لي السلطة على كل واحد من آلهة الإيجيجي».
    لقد دبر آنزو في سره خطة للتمرد،
    وعند مدخل القاعة الذي كان يتلصص منه،
    انتظر طلوع الصباح.
    فلما بدأ إنليل يأخذ حمامه الصباحي في الماء المقدس،وبعد أن خلع ثيابه ووضع تاجه على العرش،
    انقض آنزو واختطف ألواح الأقدار،
    استولى على قوة إنليل،
    فهُجرت الشعائر،
    ثم طار ووجد لنفسه مخبأً.
    فاختفى الألق والبهاء من القاعة،
    وعمَّ الصمت،وإنليل مستشار الآلهة وقف مشدوهاً،لأن ألق القاعة وبهاءها قد اختفيا.
    اجتمع الآلهة وأخذوا يبحثون عن حل.
    ثم فتح آنو فمه وقال لأبنائه الآلهة:«إن أي إله منكم يذهب لملاقاة آنزو ويصرعه،سوف يعلي من اسمنا في كل الديار».
    فدعَوا ناظم القنوات، ابن آنو، وتكلم معه صاحب القرار.
    دعوا أداد ناظم القنوات، ابن آنو، وتكلم معه صاحب القرار (آنو):«أي أداد القوي، أيها الضاري، إن هجومك لا يرده أحد.اضرب آنزو بالبرق، سلاحك،
    وسيكون اسمك معظماً في مجمع الآلهة الكبار،
    ولن يكون لك من منافس بين إخوتك الآلهة،
    ولسوف تُبنى لك المقامات المقدسة،
    وتنتشر عبادتك في كل الجهات الأربع،
    وتقام لك مراكز عبادة في الإيكور (معبد إنليل)،
    أظهر بسالتك أمام الآلهة وسيكون اسمك قوياً».
    فأجاب أداد مخاطباً آنو أباه بهذه الكلمات:«مَنْ يا أبتاه قادر على الانطلاق إلى تلك الجبال المستعصية؟
    ومَنْ بين الآلهة أبنائك جدير بقهر آنزو؟
    لقد حاز لنفسه ألواح الأقدار،لقد استولى على قوى إنليل، وهُجرت الشعائر،لقد طار آنزو ولجأ إلى مخبئه،لقد حلت كلماته محل كلمات رب الدورانكي (إنليل)،وما عليه سوى أن ينطق.
    حتى تحول كلماته أياً شاء إلى تراب.
    والآن، على الآلهة جميعاً أن تخشى من كلماته».
    وهكذا استنكف أداد عن المهمة، وقال بأنه لن يقوم بالحملة.
    فدعوا الإله جيرا بن أنونيتو (= أنتوم زوجة آنو)،وآنو، صاحب القرار،
    تحدث إليه:«أي جيرا القوي، أيها الضاري، إن هجومك لا يرده أحد.
    احرق آنزو بالنار، سلاحك،وسيكون اسمك معظماً في مجمع الآلهة الكبار،
    ولن يكون لك من منافس بين إخوتك الآلهة،
    وسوف تُبنى لك المقامات المقدسة،وتنتشر عبادتك في كل الجهات الأربع،
    وتقام لك مراكز عبادة في الإيكور (معبد إنليل).
    أظهر بسالتك أمام الآلهة وسيكون اسمك قوياً».
    فأجاب جيرا مخاطباً أباه آنو بهذه الكلمات:
    «من يا أبتاه قادر على الانطلاق إلى تلك الجبال المستعصية؟
    ومَن بين الآلهة أبنائك جدير بقهر آنزو؟
    لقد حاز لنفسه ألواح الأقدار،لقد استولى على قوى إنليل،
    وهُجرت الشعائر،لقد طار آنزو ولجأ إلى مخبئه،
    لقد حلت كلماته محل كلمات رب الدورانكي (إنليل)،وما عليه سوى أن ينطق، حتى تحول كلماته أياً شاء إلى تراب.
    والآن على الآلهة جميعاً أن تخشى من كلماته».
    وهكذا استنكف جيرا عن المهمة،
    وقال بأنه لن يقوم بالحملة.
    فدعوا شارا بن عشتار،وصاحب القرار آنو تحدث إليه بهذه الكلمات:
    «أي شارا القوي، أيها الضاري، إن هجومك لا يرده أحد.
    اضرب آنزو بـ .... سلاحك،وسيكون اسمك معظماً في مجمع الآلهة الكبار،
    ولن يكون لك من منافس بين إخوتك الآلهة،
    ولسوف تبنى لك المقامات المقدسة،وتنتشر عبادتك في كل الجهات الأربع،
    وتقام لك مراكز عبادة في الإيكور (معبد إنليل).
    أظهر بسالتك أمام الآلهة، وسيكون اسمك قوياً».
    فأجاب شارا مخاطباً أباه آنو بهذه الكلمات،«من يا أبتاه قادر على الانطلاق إلى تلك الجبال المستعصية؟
    ومن بين الآلهة أبنائك جدير بقهر آنزو؟
    لقد حاز لنفسه ألواح الأقدار،لقد استولى على قوى إنليل، وهُجرت الشعائر،لقد طار آنزو ولجأ إلى مخبئه،لقد حلت كلماته محل كلمات رب الدورانكي،وما عليه سوى أن ينطق حتى تحول كلماته أياً شاء إلى تراب.
    والآن على الآلهة جميعاً أن تخشى كلماته».
    وهكذا استنكف شارا عن المهمة، وقال بأنه لن يقوم بالحملة.
    فخيم الصمت على الآلهة، وأُسقط في أيديهم.
    جلسوا في قنوط واستولى عليهم الهم.
    ثم إن رب الفهم، (إيا) الحكيم الذي يسكن في الآبسو،
    خطرت له فكرة وتملاها في فؤاده،والتفت إلى آنو وأفضى إليه بما يجول في أعماقه:«(إن قاهر آنزو موجود).
    دعوني أصدر الأوامر وأبحث بين الآلهة،وأختارُ من بين الآلهة قاهر آنزو،أنا نفسي سوف أبحث بين الآلهة،وأختار من بين الآلهة قاهر آنزو».
    أنصت الإيجيجي إلى كلامه وارتاحوا وقبلوا قدميه.
    ثم إن البعيد النظر (إيا) فتح فمه وقال لآنو وداجان:فلتُدع إلى هنا بيليت إيلي (مامي) أخت الآلهة،الحكيمة مشيرة إخوتها الآلهة،وليُعلن علو شأنها في المجمع، وتُبجل من قبل الجميع.
    ولسوف أُفضي لها بالفكرة التي تجيش في فؤادي».
    فدعوا إليه بيليت إيلي أخت الآلهة،
    الحكيمة مشيرة إخوتها الآلهة،
    وأعلنوا علو شأنها في المجمع وبُجِّلت من قبل الجميع.
    فأفضى إليها إيا بالفكرة التي تعتمل في أعماقه:
    «قبل الآن كنا ندعوك مامي،أما الآن فسيغدو اسمك سيدة كل الآلهة.
    قدمي لنا ابنك المحبوب، الإله المتفوق،عريض المنكبين الخبير في تنظيم صفوف القتال،
    قدمي لنا ننورتا ابنك المحبوب، الإله المتفوق،عريض المنكبين الخبير في تنظيم صفوف القتال.
    وسيكون اسمه سيد مجمع الآلهة الكبار.
    وليظهر بسالته أمام الآلهة ويكون اسمه قوياً،وليتعظم اسمه في كل الديار».
    (أربعة أسطر مشوهة)
    أنصتت مامي إلى حديثه،
    بيليت إيلي السامية قالت: نعم فابتهج الآلهة لما سمعوه منها،وفارق القلق الإيجيجي وأقبلوا عليها وقبلوا قدميها.
    ثم إنها دعت ابنها ليقف في مجمع الآلهة،
    وقالت له:لقد أعطيتُ الميلاد لكل آلهة الإيجيجي،وخلقتُ كل واحد من آلهة الآنوناكي،ثم أني صنعت مجمع الآلهة، أنا مامي.
    أوكلت قوى إنليل لأخي،وخصصت ملوكية السماء بآنو،
    ولكن آنزو قد زعزع الملوكية التي خصصت،وأخذ لنفسه ألواح الأقدار [.. .. ..].لقد سرق إنليل، ونبذ أباك.
    فافتح الطريق، وعين الساعة.

    لقد سرق الشعائر وجعلها لاستعماله الخاص.

    اللوح الثاني:

    فافتح الطريق وعين الساعة،دع النور يشرق على الآلهة الذين خلقتُهم.جهز قواك الحربية المدمرة،
    أطلق رياحك الشيطانية، دعها تغمره،واقبض على آنزو المحلق الهارب،
    اجلب السلام على الأرض التي خلقتُها،
    وحطم مسكن آنزو،دع رعبك يسيطر عليه،
    وخوف هجومك يهزه،
    هيج زوابعك المدمرة وأطلقها ضده،
    شد قوسك واغمس سهامك بالسم،
    غير هيئتك لتغدو مثل هيئة عفريت الجالو،وأطلق أمامك الضباب حتى لا يتبينك،
    وليشع ألقُك المهيب فوقه،لتكن قفزة هجومك عالية،
    وتوهجْ بنور يفوق الذي يصدره إله الشمس شَمَشْ،
    أبهره حتى يتحول ضوء النهار في عينيه ظلاماً،
    ثم اقبض على عنقه واصرعه،
    واجعل الرياح تحمل ريش أجنحته مثل البشائر الطيبة.
    عندها ستعود الملوكية إلى إيكور (معبد إنليل)،
    وتعود الشعائر إلى أبيك الذي أنجبك،
    ولسوف تبنى لك المقامات المقدسة،وتنتشر عبادتك في كل الجهات الأربع،
    وتقام لك مراكز عبادة في الإيكور،
    أظهر بسالتك أمام الآلهة، وسيكون اسمك قوياً».
    أنصت الإله المحارب لكلمات أمه،فاستعر غضبه وثارت حميته وتأهب للانطلاق نحو مخبأ آنزو.
    جهز الرب السبعة المقاتلين،
    جهز الرياح الشيطانية السبعة،
    جهز الزوابع السبع التي تثير الغبار،
    ونظم صفوف المعركة بترتيب يبعث الذعر،
    والرياح الهوجاء إلى جانبه تزعق في استباق للنزال.
    عندما رآه آنزو هاج في وجهه،
    كشر عن أنيابه مثل عفريت الأومو وملأ ألقه الجبال.
    أطلق زئير الأسد في ثورة عارمة،وفي صخب وهياج صرخ في وجه المحارب:«لقد أخذتُ لنفسي كل شعيرة،وأنا الآن من يصرّفَ مقادير الآلهة.
    فمن أنعلى المنحدرات الجبلية التقى آنزو وننورتا.
    أيها القادم لقتالي؟ اكشف هويتك».
    فأجابه ننوتا: «أنا المنتقم لرب معبد الدورانكي (إنليل).
    تلقيت الفهم العميق من إيا رب المصائر والأقدار،ولقد جئت لقتالك، جئت لأطأ عليك».
    استمع إليه آنزو، ثم أطلق صيحة صاخبة،فهبط الظلام على الجبال وغطى قممها وسفوحها.
    ثم إن أداد زأر مثل أسد فالتقى زئيره بزئير آنزو،وفي معمعان القتال أطلق أربعة عشر طوفاً.
    ثم إن القوي المتفوق، ابن مامي،محل ثقة آنو وداجان، ومحبوب الإله إيا،جمع السهم إلى القوس وشده بإحكام وأطلقه نحوه.
    ولكن آنزو صرخ بالسهم فارتد: «أيها السهم المنطلق نحوي عد إلى دغلة القصب،وأنت أيها القوس عد إلى أيكتك،وأنتِ يا رياش السهم عودي إلى أجنحة الطائر»
    .كان يمسك بيده ألواح الأقدار،فكبحتْ وتر القوس ولم يصل إليه السهم،فخيم الصمت المهيب على أرض المعركة،
    وتوقف النزال،شُلت الأسلحة ولم تؤثر في آنزو وسط جباله.
    عند ذلك دعا ننورتا سلاحه شارور وقال له:
    «امض إلى إيا البعيد النظر وأخبره بكل ما رأيت: (إعادة لكامل مشهد المعركة وكيف ارتد السهم عن آنزو) »انحنى شارور وحمل الرسالة،
    روى كل ما رآه لبعيد النظر إيا(يعيد شارور على مسامع إيا مشهد المعركة مما قاله له ننورتا)أصغى إيا البعيد النظر لكلمات ابنه ثم قال لشارور: «كرر على مسامع سيدك كل ما أقوله لك،قل له: أخضعه، سلط عليه ريح الجنوب فتنزع قوادمه،
    وخذ سلاح التيللوم وادعم به سهامك.
    اقطع قوادمه وبعثرها ذات اليمين وذات الشمال،
    فعندما يرى ماذا حل بجناحيه، سوف يتلعثم،
    وسوف يصيح: وا جناحي، وا جناحي، فلا تخشاه.
    شد قوسك ودع سهمك ينطلق مثل البرق،دع ريش أجنحته يتطاير مثل الفراشات،
    ثم اقبض على عنقه واصرعه،ودع الريح تحمل ريش أجنحته مثل البشائر الطيبة.إلى الإيكور،
    إلى بيت أبيك إنليل،اندفعْ وأطلق الطوفان في وسط الجبال.
    اقطع حنجرة آنزو الشرير،عندها ستعود الملوكية إلى الإيكور ثانيةً،وتعود الشعائر إلى أبيك الذي أنجبك.ولسوف تُبنى لك المقامات المقدسة،
    وتنتشر عبادتك في كل الجهات الأربع،
    وتقام لك مراكز عبادة في الإيكور،أظهر بسالتك أمام الآلهة، وسيكون اسمك قوياً».
    انحنى شارور وحمل الرسالة: (تكرار لكل ما قاله إيا في رسالته إلى ننورتا).
    استمع الرب ننورتا لكلمات إيا البعيد النظر،فاستعر غضبه وثارت حميته وتأهب للانطلاق نحو مخبأ آنزو.
    جهز الرب السبعة المقاتلين، جهز الرياح الشيطانية السبعة،جهز الزوابع السبع التي تثير الغبار،ونظم صفوف المعركة بترتيب يبعث الذعر.جهز الزوابع السبع التي تثير الغبار،ونظم صفوف المعركة بترتيب يبعث الذعر،والرياح الهوجاء إلى جانبه تزعق في استباق للنزال.(سبعة أسطر بعضها متشظٍ وبعضها غير واضح المعنى)

    اللوح الثالث:

    غمر عرق المعركة الاثنين معاً،نال التعب من آنزو، وفي غمرة العواصف الهوجاء أسقط قوادمه.
    فاستل ننورتا سلاح التيللوم وأتبعه بسهمه،فقطع قوادمه وبعثرها ذات اليمين وذات الشمال.
    عندما رأى آنزو ما حل بجناحيه تلعثم،
    ولما أخذ يصرخ: وا جناحي، وا جناحي، أتاه سهم مارق،نفذ السهم إلى حيث القلب.
    ثم أطلق ننورتا سهماً مرق بين القوادم والجناح،سهم مرق عبر القلب والرئتين.
    لقد ذبح الجبال(؟) وأغرق أراضيها الشماء بالطوفان،لقد ذبح ننورتا الجبال (؟) وأغرق أراضيها الشماء بالطوفان،
    أغرق الأرض الواسعة في هياجه،أغرق شعاب الجبال وذبح آنزو الشرير،
    واسترد ننورتا بيده ألواح الأقدار،ومثل البشائر الطيبة بعثرت الريح ريش آنزو.
    لقد رأى داجان هذه البشرى وابتهج،
    دعا إليه الآلهة وتكلم أمامهم بفرح:
    «حقاً لقد ذبح الإله الجبار آنزو في جباله،واسترد بيده ألواح الأقدار لآنو وداجان.
    تعالوا فلندعُه إلينا،دعونا نفرح معه ونلهو ونمرح.(سطران متشظيان)وليمنحه إنليل [.. ..] إخوته، الشعائر».
    فتح إنليل فمه وقال متحدثاً إلى داجان:«(سطران متشظيان)عندما ذبح آنزو الشرير في وسط جباله،
    استرد ننورتا الصنديد بيده ألواح الأقدار.
    فلنرسل في طلبه ليحضر إلينا،ويضع بين أيديكم ألواح الأقدار».
    ثم التفت إلى وزيره نوسكو وقال له:«امض يا نوسكو وادع إليَّ الإله بيردو».فمضى نوسكو ودعا بيردو ليمثل في حضرة إنليل.
    فتح إنليل فمه وقال لبيردو:«سوف أبعث بك يا بيردو سوف [.. ..]»(فجوة تقدر ببضعة أسطر)»فتح ننورتا فمه وقال لبيردو:«ما الذي دعاك إلى الحضور بمثل هذه اللهفة؟»ففتح بيردو فمه وقال لننورتا:«سيدي إنليل، أبوك بعثني إليك لأقول:لقد سمع الآلهة بأنك قد ذبحت آنزو في وسط جباله،ففرحوا وابتهجوا [.. .. ..]،وبعثوا بي إليك لكي [.. .. ..].
    فاذهب إليه لكي [.. .. ..]
    (نحو 28 سطراً بعضها مشوه وبعضها مفقود كلياً).
    فليُنعِم إنليل، في قمة عنفوانه، النظر إلى آنزو الشرير.
    أيها المحارب ننورتا، عندما صرعتَ الجبل (؟) في فورة قوتك،أمسكت بآنزو وذبحته في فورة قوته،
    ذبحت آنزو المحلق الهارب في فورة قوته.
    لقد أظهرت بسالتك وصرعت الجبل،وجعلت كل أعداء إنليل أبيك يركعون عند قدميه.
    بقية اللوح متشظية،
    ولكننا نفهم منها أن عبادة ننورتا انتشرت في كل الأصقاع، وأنه أعطي في كل مكان اسماً خاصاً به. ففي الحقول الزراعية هو ننجرسو، وفي عيلام هو هورابتيل، وفي إيكور- ماخ هو ننازو... إلخ.تعيد هذه الأسطورة إلى الأذهان أسطورة التكوين البابلية بما فيها من صراعات بين آلهة الفوضى والشَوَاش وآلهة الحضارة والنظام. فلقد تغلب إنكي في أسطورة التكوين على فوضى المياه العذبة، ونظمها فبنى سكنه فوقها وراح يتحكم بها ويوزعها بما يتلاءم وحاجة الإنسان والطبيعة. وبعد ذلك تغلب ابنه مردوخ على فوضى المياه المالحة فروضها وأخرج الكون المنظم من لجتها. ولكن قوى الفوضى والشواش لم تهزم إلى الأبد، وما زال هنالك شخصيات ميثولوجية تنتمي إليها وتحاول تدمير النظام وإعادة العالم إلى الحالة الهيولية التي نشأ عنها.
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎