إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    لنقرأ معا .....
    مجموعة مواضيع لقراءة تباحث ودراسة كتب الامام احمد الحسن (ع)...
    كل فترة سوف نضع فقرة من الكتاب
    بالتتابع
    ونناقشها
    عسى الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بعلم ال محمد (ع)
    ونسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا عاملين بما نتعلم
    "فلا خير في من يعلم ولا يعمل"

    بعد مجموعة من الحصص سوف نطرح مجموعة من الاسئلة حول الكتاب ونجيب عنها....

    والجميع مدعو للمشاركة...

    كتابنا الاول هو :
    كتاب العجل الجزء الاول للامام احمد الحسن (ع)...
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    #2
    رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

    إصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) / العدد (1- أ)

    العِجْــل
    (الجزء الأول)



    المذنب المقصر
    أحمد الحسن



    طبعة محققة

    الطبعة الثالثة
    1431هـ - 2010 م



    لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن (ع)
    يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي :




    بسم الله الرحمن الرحيم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تقديم
    أنصار الإمام المهدي (ع)
    صوت مدوٍ وصرخة لابد أن تمر بها الدعوة الإلهية، صوت هدم وبناء، بيان وعمل، لابد أن يقوم داعية الله بها، يقوم بالهدم والتحرّك ضد قوى الضلالة، لابد من نسف العجل؛ ولذا كانت الدعوة السرية لحركة أنصار الإمام المهدي (ع) - أعني حركة ناصر آل محمد ويمانيهم السيد أحمد الحسن (ع) - تتطلب منه العمل على تحطيم العجل؛ ليتسنى للمجتمع بعدها العودة إلى جادة الحق.
    قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ ([1]).
    ولذا بادر (ع) إلى كتابة كتاب العِجل، ومن ثم كان أول إصدارات أنصار الإمام المهدي(ع)، وهو دعوة موجهة إلى هذا المجتمع المُعرِض كل الإعراض عن محمد وآل محمد (ع)، فما زال الرجل يدعوهم ليلاً ونهاراً، جهراً وإسراراً، حتى أعذر فيهم.
    هذا وقد نشره السيد (ع) مخطوطاً في فترة الدعوة السرية بين طلبة النجف الأشرف؛ إذ رفض أصحاب المطابع طباعته؛ لما امتاز به من تحطيم العِجل كيفما كان، وأينما حل، سواء في هذا الحكام الفراعنة الفجرة أو فقهاء الدين الخونة.
    ويستطيع القارئ أن يلتمس الأمر العظيم في الكتاب - أي إنّ السيد مرسل من الإمام المهدي(ع) - من خلال الآية التي ساقها السيد في ختام المقدّمة، حيث أورد التحصين ثم الآية القرآنية الكريمة، فقال:
    (تحصنت بذي الملك والملكوت، واعتصمت بذي القدرة والجبروت، واستعنت بذي العزة واللاهوت، من كل ما أخاف وأحذر، وبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي و محمد و علي والحسن ومحمد (ع)، والحمد لله وحده).
    بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾([2]).
    فيا من تدعون الولاية لعلي بن أبي طالب وأبنائه (ع)، بم عرفتم حق علي بن أبي طالب؟!
    أرجعوا لأنفسكم وانظروا في الأدلة التي تحتجون بها على غيركم من أبناء العامة؟! أليست هي بعينها التي رفعها السيد أحمد الحسن (ع).
    إنّ للرجل حقاً عظيماً، انظروا الأحاديث التي تكلمت عنه، ومنها حديث الأصبغ بن نباته في حديثه مع أمير المؤمنين (ع)، فعلي وهو علي شغلته هذه الشخصية حتى أخذت لبه، وأجال فيها ذهنه، أنصت للحديث وتدبره جيداً فإنّك مسؤول عنه يوم القيامة.
    قال الأصبغ بن نباته: أتيت أمير المؤمنين علياً (ع) ذات يوم فوجدته مفكراً ينكت في الأرض، فقلت: (يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض أرغبة منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط، ولكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، تكون له حيرة وغيبة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: إنّ هذا لكائن؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق، قلت: أدرك ذلك الزمان؟ فقال: أنى لك يا أصبغ بهذا الأمر، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة، فقلت: ثم ماذا يكون بعد ذلك؟ قال: يفعل الله ما يشاء، فإنّ له إرادات وغايات ونهايات) ([3]).
    فعاودوا رشدكم وتفكّروا فإنّ تفكر ساعة خير من عبادة ألف عام.
    فأين يراد بكم، بل أين تذهبون، كيف بكم غداً في ساحة العرض على الإمام المهدي (ع) في القيامة الصغرى، وما الجواب الذي تجيبونه به؟ كيف بكم عند الحسيب الرقيب يوم القيامة الكبرى، وما الحجة لديكم؟! أتقولون لم يصلكم حديث أهل البيت فيه! أم تقولون إنهم لم يصفوه أو يسموه! أم إنّه لم يدع إلى كتاب الله وسنة الأطهار من آل بيته (ع)! أم تقولون أنّه لم يبلغ البلاغ التام ولم يخبر عن نفسه!
    بم تعتذرون حينما يعيد عليكم ما قاله اليوم: (ووالله لولا أنّ الله كتب على المؤمنين إنكار المنكر، ولولا أني اطلعت على كثير من الحقائق التي ملأت كبدي قيحاً، سواء من الحكام المفسدين أم من علماء السوء الفاسدين - ﴿لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً﴾([4]) - لألقيت حبلها على غاربها، ولما اخترت هذه المواجهة الدامية، مع ألوف مؤلفة مسلحة، بكل أنواع الأسلحة المادية والعسكرية والإعلامية).
    نعم فإنّ رسول الله (ص) بلغ بأوصيائه إلى قيام الساعة، ولكن لابد من التمحيص. وكما قال سيدي ومولاي في هذا الكتاب: (هذا والنبي (ص)لم يترك المسلمين في حياته دون أن يوجههم إلى القيادة من بعده، وإلى الأوصياء من ولده (ع) حيث أمره الله سبحانه بذلك. ولكن لابد من الفتنه للتمحيص، ولابد من السامري، ولابد من العجل).
    وفي الختام أقول: إنّ هذا الكتاب صرخة بوجه الأمة أن عودي لرشدك وانتبهي لأمرك، وارجعي لكتاب الله وسنة نبيه لتحظي بعيشة السعداء وميتة الشهداء كما ضمن الرسول (ص) لنا ذلك، ودعي فراعنة الزمان من حكام خونة وفقهاء فسقة فـ مع الأسف كثيرون يعدون أنفسهم علماء مع أنّهم لا يحسنون تفسير سورتين من القرآن الكريم، على ما ورد عن آل محمد (ع). ولم يقرؤوا إلاّ اليسير من روايات المعصومين (ع) مقتصرين على بعض الروايات الفقهية في الغالب. فبماذا يعدون أنفسهم علماء، أبالمنطق الذي وضعه أرسطو قبل آلاف السنين، وربما يوجد من الملاحدة من هو أعلم به منّا، أم بالمجادلات والإشكالات المنطقية وغيرها الخالية من ثمرة علمية أو عملية، ولا تعدوا كونها ترفاً علمياً وضياعاً للوقت؟!! ألسنا نروي عن رسول الله (ص) ما معناه: (إنّ المرء يحاسب عن عمره فيما أفناه) ([5]).
    والحمد لله أولاً وأخراً، وظاهراً وباطناً
    خادم الأنصار الأحقر
    ضياء الزيدي

    هذه الطبعة
    بلطف الله وعنايته تفضل علي سيدي ومولاي السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) متكرماً عليّ بان أقوم بمهمة تصليح كتاب العجل؛ وذلك لاحتواء طبعته الأولى على أخطاء مطبعية كثيرة جداً، وهذه الأخطاء غيرت المعاني كثيراً، بل إنّ هناك مواضع حذفت فيه آيات قرآنية، أو روايات، وقد يصل النقص في الطباعة إلى سطر أو عدة أسطر مقارنة بالنسخة الخطية.
    والحمد لله تم تصليح ما أمكن تصليحه، سائلاً الله أن تكون هذه الطبعة قليلة الأخطاء. وتم تغير الكتاب شكلاً، فبدلاً من أن يكون كتاباً واحداً يحتوي على جزئيين كما هو الحال في الطبعة الأولى، أصبح كتابين كل جزء كتاب منفصل، وأسال الله العلي القدير أن يتقبل منا هذا العمل القليل، وأساله سبحانه وتعالى أن يثبتنا مع رسول الإمام المهدي ووصيه وخليفته وولده حتى نتمكن من الثبات بين يدي الإمام (ع).
    (اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني).
    ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ آل عمران: 53.
    السيد صالح الموسوي

    الإهــداء
    إلى حملة كلمة لا إله إلا الله ...
    إلى من حملوا أكفانهم وساروا إلى الله ...
    إلى الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام ...
    أيها السادة الكرام
    هذا المسكين يهديكم السلام ويهديكم هذه البضاعة المزجاة
    ويقول وقلبه مفعم بتوحيد الله والتسليم لكم
    لقد مسنا وأهلنا الضر فتصدقوا علينا أن الله يجزي المتصدقين
    أحمد الحسن
    27 شوال 1421 هـ . ق


    المقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله، وصلى الله على محمد وآل محمد المعصومين، وصلى الله على مسك الختام نور الله وبقيته في أرضه (روحي فداه).
    قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾([6]).
    في قصص الأنبياء السابقين وأممهم التي اتبعتهم تارة واتبعت السامريين تارة أخرى، ونصرت الأنبياء مرّة وخذلتهم ونصرت الطواغيت مرّات، عبرة لمعتبر، وذكرى لمدّكر.
    فالبحث فيها ضروري، والمرور من خلالها إلى ما حصل بعد وفاة النبي (ص) من تنحية الوصي(ع) والاستيلاء على السلطة - وما جرّه هذا الحدث على الأمة من مآسي، لا نزال نعاني منها إلى اليوم أشد العناء - يساعد على فهم ما حدث بعد وفاة النبي (ص) سواء مع أمير المؤمنين(ع)، أم مع ولده المعصومين (ع)الذين عانوا من الطواغيت المتسلطين على دفة الحكم بالقوة الغاشمة، كما عانوا الأمرين من السامريين أئمة الضلال، الذين حاولوا دائماً حرف الشريعة واستخفاف المسلمين.كما أنّ النظر إلى حالنا اليوم من خلال قصص الأنبياء السابقين وأممهم يساعد على قراءة المستقبل المرتقب فيه ظهور خاتم الأوصياء المهدي (ع)، وما سيلاقيه سواء من الطواغيت الذين سيستخفون المسلمين ويقاتلونه كالسفياني، أم من السامريين (علماء السوء غير العاملين).
    ولهذا ارتأيت أنا المسكين قليل العمل كثير الزلل، أن أكتب هذا البحث لعله يكون واقية لبعض المؤمنين من التردي في الهاوية. فالوقاية خير من العلاج، بل إنّ الوقوف مع السفياني أو علماء السوء الذين سيقاتلون المهدي (ع) لا علاج له إلاّ شرب الحميم ومعالجة الأغلال في الجحيم. ولعله يكون حافزاً لبعض المؤمنين للعمل على تهيئة الأرضية الملائمة لإقامة دولة لا إله إلاّ الله على الأرض، دولة الإمام المهدي (ع)، والحق والعدل في وقت خيّم فيه الظلم على كل بقعة في هذه الأرض. فالطاغوت الأمريكي يُضيّق الخناق يوماً بعد يوم على الشعوب المستضعفة، ويسير بأهل الأرض نحو الهاوية، والطواغيت المتسلطون على الشعوب الإسلامية إذا لم يكونوا عبيداً لهذا الطاغوت الذي لم يعرف له تاريخ الإنسانية على الأرض مثيلاً، فهم يشتركون معه بعبادة الشيطان، والشعوب الإسلامية التي هي أكثر الشعوب استضعافاً في العالم، تعاني الأمرّين:
    أولاً: من مطارق الطاغوت الأمريكي والطواغيت المتسلطين عليها.
    وثانياً: من الطواغيت الموجودين داخل الإطار الإسلامي، - أعني بعض علماء الدين غير العاملين الذين يدّعون تمثيل الإسلام - بل لعل بعضهم أستخف هذه الشعوب ووجد له كثيراً من الأتباع؛ ليعلمهم السكون والخضوع والاستسلام للطواغيت، وبالتالي القهر والجوع والذل.
    فهي أذن حرب مستمرة في الخارج والداخل. عدو كافر يضرب باستمرار، ومنافق ينخر في الداخل، فرعون والسامري، بيلاطس وعلماء بني إسرائيل غير العاملين.
    فمن جانب طاغوت يشن حرباً لا هوادة فيها ضد الدين: تلفزيون يعرض آيات من القرآن الكريم ثم بعد قليل أغاني ونساء شبه عاريات ومسلسلات الغرض منها تفكيك البنية الإسلامية للمجتمع، أو قل ما بقي من البنية الإسلامية للمجتمع أن تحلق اللحية وتطيل الشارب كما يفعل المجوس في العصور الغابرة، هذا هو الإسلام في نظر هؤلاء!! وكل من يقول لا إله إلاّ الله يُقتل وتُسبى نساؤه، وتهدم داره!! والطامة الكبرى أنّ بعضهم يدّعون أنّهم عرب، ويفعلون هذا باسم العروبة، وهم يعتدون على النساء وينتهكون الأعراض، وسجونهم مليئة بالنساء والأطفال.
    والحال أنّ العربي شريف، إذا عادى يعادي الرجال ولا يعتدي على النساء، فأي عروبة يدعون هؤلاء الغجر، بقايا المغول والتتر!! لقد سودوا وجه الإنسانية، وارتكبوا جرائم وفضائح يندى لها جبين فرعون ونمرود (لعنهم الله) صاحبي موسى وإبراهيم (عليهما السلام).
    وفي الجانب الآخر السامري (العالم غير العامل) الذي يحاول حرف الشريعة، ولا يكلف نفسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله باللسان، بل واليد إن أمكن، متـناسياً أنّ رسول الله (ص) قال ما معناه: (لتأمرون بالمعروف ولتنهُنَّ عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم ثم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم) ([7]).
    وهل يوجد أشر من الطواغيت المتسلطين على الأمة الإسلامية اليوم؟ إنّ النتائج موجودة فحتماً إنّ المقدّمات كانت موجودة، ولا تزال إلى اليوم.
    إذن فسبب التسلط الطاغوتي على المجتمعات الإسلامية اليوم هو: ترك هذه المجتمعات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسبب ترك هذه المجتمعات لهذا الواجب هو: أنّ العلماء غير العاملين تاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إذا فسد العالِم فسد العالَم).
    حتى ترسخت اليوم في نفوس كثير من المسلمين جذور الذل والخضوع والاستسلام للطاغوت، وحب الدنيا وحب الحياة، والخوف من الموت بشكل غير طبيعي. وأصبحوا يرون الحياة مع الذل خير من الموت مع العز، وهكذا ينكس الإنسان ويمسي يرى المقاييس مقلوبة، وهذا هو أقصى ما يريده الشيطان (لعنه الله)، أن تبقى الشعوب الإسلامية المستضعفة ساكنة بين المطرقة والسندان، أو قل بين فرعون والسامري، بين طاغوت يفسد ويقتل وينهب وعالم دين (غير عامل) لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وخلف الستار أصابع الطاغوت الأمريكي تحرك الخيوط يميناً وشمالاً، وهكذا لا يبقى من الإسلام إلاّ إسمه.
    إنّ واجب العلماء اليوم هو التصدي لإصلاح الأمة الإسلامية، واجبهم هو حمل ثقل الرسالة التي تصدوا لحملها. أنتم يا طلبة العلوم الدينية، ويا علماء الإسلام - الشيعة والسنة - هـل تعتقدون أنّ كل ما أنتم مكلفون به هو تحصيل العلوم العقلية والنقلية دون العمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ضمن تكليفكم الذي هو إصلاح الأمة وتبليغ وإنذار أبنائها، والجهاد في سبيل الله بالغالي والنفيس؟!
    إذا كنتم تعتقدون هذا فالحق أقول لكم: إنكم مخطئون.
    إنّ تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس بعسير، ولكن أن تعطي طعامك ثلاثة أيام لِأسير وابن سبيل ومسكين وتطوي جائعاً. كما فعل الإمام علي (ع) هو الأمر العسير([8]). أن تعيش حياتك من أجل إسعاد الناس ورفع الحيف والظلم عنهم هو الأمر العسير، أن تعطي في سبيل الله كما أعطى الإمام الحسين (ع) هو الأمر العسير.
    السلام عليك يا أبا عبد الله، بأبي أنت وأمي أعطيت كل شيء ولم تبقِ حتى الطفل الرضيع والنساء، لم تبق لمتخاذل حجة.
    أيها السادة إذا اقتصرتم على تحصيل العلوم وعباداتكم، فأنتم بذلك تكونون قد أعطيتم للطواغيت كل ما يريدون، أن يحولونكم إلى عباد لا علماء، بل إنّ صفة العابد لا يمكن أن تخلع على العالم الذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر، هذا وإن المعنى الذي ورد عن المعصومين(ع) أنّ العالم أفضل من سبعين عابد؛ وذلك لأنّ العالم همه خلاص الناس والعابد همه خلاص نفسه.
    روي عن الإمام الصادق (ع): (الراوية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد)([9]).
    وقال تعالى: ﴿فَلَوْلا نفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾([10]). لينذروا قومهم، لا ليناموا .. أو ينذروا فرداً أو فردين. فإذا كان همكم أيها السادة خلاص أنفسكم فلا تقولوا إننا طلبة علوم دينية أو علماء، ولا تلبسوا ملابسهم لتخدعوا الناس. لا تكونوا ذئاباً ترتدي جلود حملان، كما هو حال الكثيرين اليوم، فهذا ليس موضعاً لطلب الدنيا، وليس هذا موضعاً لتـنفيس الشهوات وقضاء الوطر، هذا موضع حمل ثقل رسالة الأنبياء والمعصومين (ع) فكونوا على حذر، وإلاّ فهو خسران الدنيا والآخرة.
    قال عيسى (ع): (مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت على فم نهر، لا هي تشرب ولا هي تترك الماء يخلص إلى الزرع) ([11]).
    في عام 1971 عندما كان السيد الخميني (رحمه الله ) في النجف الأشرف وكان تلاميذه ينتظرون منه درساً في تهذيب النفس، بدأ السيد بالقول: ( إنني أشعر بأنّ التكليف أن أذكّر السادة في بعض المناسبات بما يتعلق بمصائب المسلمين … ثم قال: والآن هل تريدونني أن أتحدث عن الأخلاق؟! إننا لن نكون مهذبين ما لم نفكر بهذه الأحوال ولو كنا مهذبين لفكرنا بالأوضاع).
    فللعلماء غير العاملين أقول: اعرضوا عملكم على سيرة الأنبياء والمرسلين، والحمد لله في القرآن الذي بين أيدينا اليوم ما يكفي من قصصهم (ع)، وستجدون أنّ سيرتكم مخالفة لهم تماماً، فأمّا أن تسيروا بسيرة الأنبياء والمرسلين، و أمّا أن تتـنحوا عن هذا الطريق، فلا تكونوا قطّاع الطريق إلى الله كما قال أمير المؤمنين (ع).
    وأقول لكم ما قاله عيسى (ع) لعلماء اليهود غير العاملين المتكبرين: (الويل لكم أنتم تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا أنتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون) ([12]).
    أفيقوا قبل أن تبسل نفس بما كسبت، وقبل أن يأتي يوم تقولون يا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله.
    إنّ جذور الإسلام والمسلمين تتعرض اليوم للإبادة، ثم تريدونني أن أجلس وأتحدث عن تهذيب النفس؟!
    أفيقوا قبل أن يخرج سيف ابن فاطمة (ع)من غمده، وعندها ستـندمون على أفعالكم التي وضعتكم اليوم في الخندق المقابل له، أفيقوا واعترفوا بخطئكم الفاحش، فالعار أولى من دخول النار.
    وفي ذات الوقت فإني أشد على يد العلماء العاملين المجاهدين الزاهدين في الدنيا، الذين يدلك ظاهرهم على باطنهم، والذين يعملون ليلاً ونهاراً لنشر كلمة: (لا إله إلاّ الله)، ونشر العدالة في المجتمع الإسلامي. ومع أنّهم شرذمة قليلون كما قال الإمام الصادق (ع) ([13]).
    إلاّ أنّ الله سيبارك عملهم ويجعل فيه الخير الكثير إن شاء الله، فلا تهنوا ولا تنكلوا وأنتم الأعلون إن شاء الله، طوبى للمعروفين في السماء، المجهولين في الأرض مع كثرة عملهم وقلة ذات يدهم. أسأل الله أن يجعلني من خدمهم، وأن يحشرني في زمرتهم، مع كثرة جهلي وقلة علمي وقليل عملي بفضله ورحمته وعطائه الابتداء.
    هذا وما أردت إلاّ الإصلاح ما استطعت، متوسلاً بالحي الذي لا يموت أن أكون ممن لا يخشون في الله لومة لائم، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب، هو وليي وهو يتولى الصالحين وأعوذ بالله من الخزي في الدنيا والآخرة.
    تحصنت بذي الملك والملكوت، واعتصمت بذي القدرة والجبروت، واستعنت بذي العزة واللاهوت، من كل ما أخاف وأحذر، وبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي و محمد و علي والحسن ومحمد (ع)، والحمد لله وحده.
    بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمعُونَ﴾ ([14]).

    * * *


    انتهت الحصة الاولى
    ويتبع ان شاء الله بعد التباحث ...
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

    Comment

    • اختياره هو
      مشرف
      • 23-06-2009
      • 5310

      #3
      رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

      إصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) / العدد (1- أ)
      الكتاب هو اول عدد من اصدارات الامام احمد الحسن (ع)...
      فقد اصدره الامام احمد الحسن (ع) بتاريخ :
      27 شوال 1421 هـ . ق
      الموافق تقريبا لـ 14/1/2001
      يعني وقت كانت الدعوة سرية ولم يكن قد اعلن الامام احمد الحسن (ع) دعوته للعلن بعد...

      بسم الله الرحمن الرحيم
      تقديم
      أنصار الإمام المهدي (ع)
      ...........
      خادم الأنصار الأحقر
      ضياء الزيدي
      قدم هذه النسخة من الكتاب
      الشيخ الانصاري الاستاذ
      ضياء الزيدي
      وهو في مطامير سجون دولة بني العباس الاخرى في العراق

      نسال الله سبحانه وتعالى ان يفرج عنه قريبا عاجلا بحق ال محمد (ع) وعن كل المؤمنين ويمكن لقائم ال محمد الامام احمد الحسن (ع)...
      وهو صاحب عدة كتب في الدعوة اليمانية المباركة :

      المهدي والمهديين في القرآن والسنة- الأستاذ ضياء الزيدي
      المهدييــــــــن في حديث اهل البيت- الأستاذ ضياء الزيدي
      البلاغ المبين الجزء الثالث - جمع و اعداد الأستاذ ضيـاء الزيدي
      الرؤيا في مفهوم اهل البيت...بقلم الاستاذ ضياء الانصاري
      النور المبين في اخبار الصادقين- الأستاذ ضياء الزيدي
      بحث في التفسير المقارن للاستاذ ضياء الزيدي
      يحيى العصر- الاستاذ ضياء الزيدي
      قراءة جديدة في رواية السمري ردا على الحائري- ضياء الزيدي
      إظهار بطلان منكر حجية القرآن - ضياء الزيدي
      وقفات مع صحيح البخاري ـ الوقفة الاولى ـ بقلم الاستاذ ضياء الزيدي

      هذه الطبعة
      ...
      السيد صالح الموسوي
      صحح النسخة المطبوعة السيد صلاح الموسوي جزاه الله كل خير
      النسخة المطبوعة كان فيها اخطاء في النقل من النسخة الخطية للامام احمد الحسن (ع)....

      الان سنبدا في كلام الامام احمد الحسن (ع) ... من الاهداء
      السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

      Comment

      • mahdyoon
        عضو جديد
        • 24-07-2009
        • 17

        #4
        رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

        السلام عليكم و رحمة الله..
        جزاكم الله خيرا. و إن شاء الله نستفيد ما أمكن من علوم الإمام أحمد الحسن عليه السلام.
        بانتظار إن شاء الله موضوع التباحث.

        Comment

        • فأس ابراهيم
          عضو مميز
          • 27-05-2009
          • 1051

          #5
          رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

          اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

          Comment

          • hmdq8
            عضو نشيط
            • 10-08-2011
            • 450

            #6
            رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            الله يبارك بعملكم ويوفقكم على هذه المبادره

            [ قال ما معناه: (لتأمرون بالمعروف ولتنهُنَّ عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم ثم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم) ] مقدمة العجل ج1

            انا لله وانا إليه راجعون [ أسأل الله أن يجعلني من خدمهم ] مقدمة العجل ج1

            [ إنّ تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس بعسير، ولكن أن تعطي طعامك ثلاثة أيام لِأسير وابن سبيل ومسكين وتطوي جائعاً. كما فعل الإمام علي (ع) هو الأمر العسير. أن تعيش حياتك من أجل إسعاد الناس ورفع الحيف والظلم عنهم هو الأمر العسير، أن تعطي في سبيل الله كما أعطى الإمام الحسين (ع) هو الأمر العسير. 
            السلام عليك يا أبا عبد الله، بأبي أنت وأمي أعطيت كل شيء ولم تبقِ حتى الطفل الرضيع والنساء، لم تبق لمتخاذل حجة. ] مقدمة العجل ج1

            لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...

            [ طوبى للمعروفين في السماء، المجهولين في الأرض مع كثرة عملهم وقلة ذات يدهم. أسأل الله أن يجعلني من خدمهم، وأن يحشرني في زمرتهم، مع كثرة جهلي وقلة علمي وقليل عملي بفضله ورحمته وعطائه الابتداء. ] مقدمة العجل ج1

            Comment

            • almawood24
              يماني
              • 04-01-2010
              • 2174

              #7
              رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

              احسنتم اختي الفاضله اختياره هو فعلا موضوع يستحق التقيم ولابد لنا الالتفات الى هذا الكتاب المظلوم مما فيه من علوم واسرار مخفيه وكم مره قرأته كل مره اقرأه كأني لم اقرأه اصلا فسبحان الله
              من اقوال الامام احمد الحسن عليه السلام في خطبة الغدير
              ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.

              Comment

              • مستجير
                مشرفة
                • 21-08-2010
                • 1034

                #8
                رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                جزاكم الله خير الجزاء..
                فكرة جميلة، نتمنى دائما أن نعطي كتب الإمام أحمد الحسن (ع) حقها (ولن نستطيع) ونسأل الله أن يغفر لنا التقصير..

                وددت أن أشارك بهذه الكلمات للإمام (ع) والتي تبين ماذا يقصد (ع) بهذه الكلمات في الإهداء...

                [ الإهــداء
                إلى حملة كلمة لا إله إلا الله ...
                إلى من حملوا أكفانهم وساروا إلى الله ...
                إلى الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام ...
                ]

                قال الإمام أحمد الحسن (ع):
                [ الجهاد الأصغر
                الجهاد في الأديان الإلهية:
                الجهاد أو القتال لإعلاء كلمة الله ونشر التوحيد والدين الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى قضية قررها الله سبحانه، وحث عليها المؤمنين وأوجبها عليهم وواعد من جاهد في سبيله الجنة وتوعّد من أعرض عن الجهاد بالنار.
                والأنبياء والمرسلون (ع) هم حملة كلمة الله سبحانه وهم حملة راية الجهاد والقتال في سبيل الله سبحانه، وهذا تاريخ الأنبياء والمرسلين (ع) بين يديك تصفّحه في التوراة والإنجيل والقرآن لتجد موسى (ع) يحمل سيفه ويتأهّب لدخول الأرض المقدسة، ويوشع بن نون (ع) يحمل سيفه ويدخل الأرض المقدسة، وداوود (ع) يقضي أيامه في القتال لإعلاء كلمة الله ونشر التوحيد:
                ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. وقال تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾.
                وسليمان (ع) يخلفه ليبني هيكل العبادة بيد ويقاتل في سبيل إعلاء كلمة الله باليد الأخرى، قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾.
                ﴿فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ*ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّـةً وَهُمْ صَـاغِرُونَ﴾.
                والتوراة حافلة بمعارك داوود وسليمان (ع).
                ثم إنّ عيسى (ع) يقول لأتباعه: (من أراد أن يتبعني فليحمل خشبته على ظهره)، أي إنه يدعو للثورة على الظلم والفساد ويأمر أتباعه بالجهاد والقتال في سبيل الله، فالخشبة في ذلك الزمان نظير الكفن عندنا اليوم، أي كأنه يقول لأتباعه من أراد أن يتبعني فليحمل كفنه معه.
                أمّا الرسول محمد (ص) فقد قضى جل أيامه في المدينة المنورة بعد الهجرة في الجهاد والقتال في سبيل الله ، وقضى أيامه في مكة يجاهد ويقاتل بالكلمة والحجة هو ومن آمن معه حتى عُذبوا وأُذوا وقتل منهم من قتل فذهب إلى ربّه شاهداً وشهيداً.
                ولا شك أنّ سيرة الأنبياء والمرسلين (ع) حجة ما بعدها حجة، وأمر الله سبحانه وتعالى بالجهاد والقتال في سبيله لإعلاء كلمته سبحانه وتعالى والذي جاء به الأنبياء والمرسلون حجة ما بعدها حجة، فلم يبق للمتخلّف عن أمر الله سبحانه وتعالى عذر ولا عاذر، ولم يبق لمن ينكر أمر الله سبحانه وتعالى إلاّ أن يقال عنه أنه كافر، فبأي حديث بعد الله وآياته وسيرة أنبيائه ورسله تؤمنون....
                ]

                المصدر: كتاب الجهاد باب الجنة


                قال الامام أحمد الحسن ع:
                [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
                "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
                وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
                ]

                "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

                Comment

                • GAYSH AL GHADAB
                  مشرف
                  • 13-12-2009
                  • 1797

                  #9
                  رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل عل محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما
                  ان شاء الله نكون من المتابعين والمتباحثين في هذا الكتاب الذي من اسمه
                  تنزل قطرات من المعارف وتفتح نوافذ من التساؤلات التي يجب عل المؤمن ان يجيب عليها
                  والحمد لله قاصم الجبارين
                  sigpic

                  Comment

                  • وا احمداه
                    مشرف
                    • 22-09-2008
                    • 833

                    #10
                    رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                    السلام عليكم اخواني الانصار
                    اسجل متابعتي كذلك للموضوع و اسال الله ان ننتفع بعلم ال محمد ع.
                    لكن كيف تريدون ان يكون النقاش ان شاء الله؟

                    Comment

                    • اختياره هو
                      مشرف
                      • 23-06-2009
                      • 5310

                      #11
                      رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdyoon مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم و رحمة الله..
                      جزاكم الله خيرا. و إن شاء الله نستفيد ما أمكن من علوم الإمام أحمد الحسن عليه السلام.
                      بانتظار إن شاء الله موضوع التباحث.
                      امين رب العالمين

                      فأس ابراهيم
                      اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
                      اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
                      نتشرف بوجودكم شيخنا

                      hmdq8
                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                      الله يبارك بعملكم ويوفقكم على هذه المبادره

                      [
                      قال ما معناه: (لتأمرون بالمعروف ولتنهُنَّ عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم ثم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم)
                      ] مقدمة العجل ج1

                      انا لله وانا إليه راجعون [ أسأل الله أن يجعلني من خدمهم ] مقدمة العجل ج1

                      [
                      إنّ تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس بعسير، ولكن أن تعطي طعامك ثلاثة أيام لِأسير وابن سبيل ومسكين وتطوي جائعاً. كما فعل الإمام علي (ع) هو الأمر العسير. أن تعيش حياتك من أجل إسعاد الناس ورفع الحيف والظلم عنهم هو الأمر العسير، أن تعطي في سبيل الله كما أعطى الإمام الحسين (ع) هو الأمر العسير.
                      السلام عليك يا أبا عبد الله، بأبي أنت وأمي أعطيت كل شيء ولم تبقِ حتى الطفل الرضيع والنساء، لم تبق لمتخاذل حجة.
                      ] مقدمة العجل ج1

                      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...

                      [
                      طوبى للمعروفين في السماء، المجهولين في الأرض مع كثرة عملهم وقلة ذات يدهم. أسأل الله أن يجعلني من خدمهم، وأن يحشرني في زمرتهم، مع كثرة جهلي وقلة علمي وقليل عملي بفضله ورحمته وعطائه الابتداء
                      . ] مقدمة العجل ج1
                      فعلا اخونا الكريم
                      وكما قال امامنا ووالدنا الامام احمد الحسن (ع) ونقلته...
                      تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس هو العسير
                      الايثار الحقيقي هو العسير
                      نسال الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على انفسنا بحق ال محمد ع

                      almawood24
                      احسنتم اختي الفاضله اختياره هو فعلا موضوع يستحق التقيم ولابد لنا الالتفات الى هذا الكتاب المظلوم مما فيه من علوم واسرار مخفيه وكم مره قرأته كل مره اقرأه كأني لم اقرأه اصلا فسبحان الله
                      نعم فعلا
                      ولانه اول كتاب نشر من اصدارات انصار الامام المهدي (ع)
                      سنبدا به
                      ونسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من العاملين بما يعلمنا امامنا (ع)..

                      مستجير
                      جزاكم الله خير الجزاء..

                      فكرة جميلة، نتمنى دائما أن نعطي كتب الإمام أحمد الحسن (ع) حقها (ولن نستطيع) ونسأل الله أن يغفر لنا التقصير..

                      وددت أن أشارك بهذه الكلمات للإمام (ع) والتي تبين ماذا يقصد (ع) بهذه الكلمات في الإهداء...

                      [
                      الإهــداء
                      إلى حملة كلمة لا إله إلا الله ...
                      إلى من حملوا أكفانهم وساروا إلى الله ...
                      إلى الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام ...
                      ]

                      قال الإمام أحمد الحسن (ع):
                      [
                      الجهاد الأصغر
                      الجهاد في الأديان الإلهية:
                      الجهاد أو القتال لإعلاء كلمة الله ونشر التوحيد والدين الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى قضية قررها الله سبحانه، وحث عليها المؤمنين وأوجبها عليهم وواعد من جاهد في سبيله الجنة وتوعّد من أعرض عن الجهاد بالنار.
                      والأنبياء والمرسلون (ع) هم حملة كلمة الله سبحانه وهم حملة راية الجهاد والقتال في سبيل الله سبحانه، وهذا تاريخ الأنبياء والمرسلين (ع) بين يديك تصفّحه في التوراة والإنجيل والقرآن لتجد موسى (ع) يحمل سيفه ويتأهّب لدخول الأرض المقدسة، ويوشع بن نون (ع) يحمل سيفه ويدخل الأرض المقدسة، وداوود (ع) يقضي أيامه في القتال لإعلاء كلمة الله ونشر التوحيد:
                      ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. وقال تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾.
                      وسليمان (ع) يخلفه ليبني هيكل العبادة بيد ويقاتل في سبيل إعلاء كلمة الله باليد الأخرى، قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾.
                      ﴿فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ*ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّـةً وَهُمْ صَـاغِرُونَ﴾.
                      والتوراة حافلة بمعارك داوود وسليمان (ع).
                      ثم إنّ عيسى (ع) يقول لأتباعه: (
                      من أراد أن يتبعني فليحمل خشبته على ظهره
                      )، أي إنه يدعو
                      للثورة على الظلم والفساد
                      ويأمر أتباعه بالجهاد والقتال في سبيل الله، فالخشبة في ذلك الزمان نظير الكفن عندنا اليوم، أي كأنه يقول لأتباعه من أراد أن يتبعني فليحمل كفنه معه.
                      أمّا الرسول محمد (ص) فقد قضى جل أيامه في المدينة المنورة بعد الهجرة في الجهاد والقتال في سبيل الله ، وقضى أيامه في مكة
                      يجاهد ويقاتل بالكلمة والحجة
                      هو ومن آمن معه حتى عُذبوا وأُذوا وقتل منهم من قتل فذهب إلى ربّه شاهداً وشهيداً.
                      ولا شك أنّ سيرة الأنبياء والمرسلين (ع) حجة ما بعدها حجة، وأمر الله سبحانه وتعالى بالجهاد والقتال في سبيله لإعلاء كلمته سبحانه وتعالى والذي جاء به الأنبياء والمرسلون حجة ما بعدها حجة، فلم يبق للمتخلّف عن أمر الله سبحانه وتعالى عذر ولا عاذر، ولم يبق لمن ينكر أمر الله سبحانه وتعالى إلاّ أن يقال عنه أنه كافر، فبأي حديث بعد الله وآياته وسيرة أنبيائه ورسله تؤمنون....
                      ]

                      المصدر: كتاب الجهاد باب الجنة
                      احسنتم جزاكم الله كل خير
                      حملوا اكفانهم ............... وساروا الى الله
                      من أراد أن يتبعني فليحمل خشبته على ظهره

                      GAYSH AL GHADAB
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      اللهم صل عل محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما
                      ان شاء الله نكون من المتابعين والمتباحثين في هذا الكتاب الذي من اسمه
                      تنزل قطرات من المعارف وتفتح نوافذ من التساؤلات التي يجب عل المؤمن ان يجيب عليها
                      والحمد لله قاصم الجبارين
                      اسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقكم لكل خير
                      ونسال الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا به

                      وا احمداه
                      السلام عليكم اخواني الانصار

                      اسجل متابعتي كذلك للموضوع و اسال الله ان ننتفع بعلم ال محمد ع.
                      لكن كيف تريدون ان يكون النقاش ان شاء الله؟
                      امين رب العالمين
                      بالنسبة للطريقة هذا ما اقترح ويمكن ان يكون عندكم اقتراحات اخرى ... فالموضوع للجميع ...

                      سوف نقرا جميعا المقطع (اعتقد ان هذا تم)
                      ثم نحاول فهم الكلمات بطرح تساؤلات حول المقاطع... تدريجيا
                      نربطها بكلام اخر للامام احمد الحسن (ع)
                      كما فعلت اختنا مستجير...
                      يمكن ان نسال فقط... ويمكن ان نسال ونضع الجواب ... او نسال ونضع كلمات اخرى للامام احمد الحسن (ع) تساعد على الفهم والتعمق.

                      جزاكم الله كل خير جميع من كتب وعلق وقرا ............ ونسال الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بهذا فهو الجواد الكريم
                      السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

                      Comment

                      • اختياره هو
                        مشرف
                        • 23-06-2009
                        • 5310

                        #12
                        رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                        يقول الامام احمد الحسن (ع) في الاهداء :
                        هذا المسكين يهديكم السلام ويهديكم هذه البضاعة المزجاة
                        ويقول وقلبه مفعم بتوحيد الله والتسليم لكم
                        لقد مسنا وأهلنا الضر فتصدقوا علينا أن الله يجزي المتصدقين
                        ما معنى المسكين في كلام ال محمد (ع) ؟
                        السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

                        Comment

                        • almawood24
                          يماني
                          • 04-01-2010
                          • 2174

                          #13
                          رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                          هذا المسكين يهديكم السلام ويهديكم هذه البضاعة المزجاة
                          ويقول وقلبه مفعم بتوحيد الله والتسليم لكم
                          لقد مسنا وأهلنا الضر فتصدقوا علينا أن الله يجزي المتصدقين

                          قال اليماني احمد الحسن ع في وصف ابن السبيل والمسكين في سؤال وجه له عبر كتاب المتشابهات الجزء الرابع
                          سؤال/ 166: قال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ ( ). ما معنى هذه الآية؟ وكيف يكون التبذير؟ وهو ربما من صغائر الذنوب بهذه الخطورة ويجعل الإنسان أخاً للشيطان مع أن كبائر الذنوب لم يعبر عنها بهكذا تعبير: ﴿كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ ؟!
                          الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
                          والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
                          في الآية التي قبلها قال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾ . وذو القربى: آل محمد ( )، قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ ( )، وهم مساكين الله، فلا يوجد إنسان يتذلل ويتمسكن بين يدي الله مثلهم، فهم مساكين الله.
                          وابن السبيل أيضاً هي في آل محمد ، فابن السبيل أي سبيل الله، أي طريق الله، فهم أي آل محمد أبناء سبيل الله، وحقهم عند كل إنسان هو كل ما يملك من مال وقوة بدنية، وكل ما وهبه الله له فهو حقهم ، أي أن يسعى معهم ، بعد إيمانه بهم، لأنه يسعى بماله وجسده و … و … وكلها حقهم الذي خوَّله الله به، وجعله أمانة عنده، ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ ( )؛ لأنه لولا محمد وآل محمد لما خلق الله الخلق ، فهم الأدلاء على الله.
                          ﴿وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾: أي لا تُضعْ حقهم الذي بينته فيما سبق، فتبذل جهدك وسعيك مع عدوهم، أو من يخالفهم، فتكون كمن يرمي نعمة الله في المزبلة والنجاسة، لأن أعداءهم ومخالفيهم هم المزبلة والنجاسة والبالوعة، فتكون بذلك نظير عدوهم اللعين (الشيطان) وأخاً له، بما ضيعت من حقوقهم التي خولك الله التصرف بها وتكون بذلك قد خنت الأمانة التي ائتمنك الله عليها.
                          ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ ( )، هذا هو معنى الآية، أي الذين يبذرون حقوق آل محمد ( )، ومن التبذير أيضاً إعطاء أسرارهم وجواهر كلامهم لعدوهم ومخالفهم الذي لا ترجى هدايته.
                          من اقوال الامام احمد الحسن عليه السلام في خطبة الغدير
                          ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.

                          Comment

                          • almawood24
                            يماني
                            • 04-01-2010
                            • 2174

                            #14
                            رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                            هذا المسكين يهديكم السلام ويهديكم هذه البضاعة المزجاة
                            ويقول وقلبه مفعم بتوحيد الله والتسليم لكم
                            لقد مسنا وأهلنا الضر فتصدقوا علينا أن الله يجزي المتصدقين

                            قال اليماني احمد الحسن ع في وصف ابن السبيل والمسكين في سؤال وجه له عبر كتاب المتشابهات الجزء الرابع
                            سؤال/ 166: قال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ ( ). ما معنى هذه الآية؟ وكيف يكون التبذير؟ وهو ربما من صغائر الذنوب بهذه الخطورة ويجعل الإنسان أخاً للشيطان مع أن كبائر الذنوب لم يعبر عنها بهكذا تعبير: ﴿كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ ؟!
                            الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
                            والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
                            في الآية التي قبلها قال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾ . وذو القربى: آل محمد ( )، قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ ( )، وهم مساكين الله، فلا يوجد إنسان يتذلل ويتمسكن بين يدي الله مثلهم، فهم مساكين الله.
                            وابن السبيل أيضاً هي في آل محمد ، فابن السبيل أي سبيل الله، أي طريق الله، فهم أي آل محمد أبناء سبيل الله، وحقهم عند كل إنسان هو كل ما يملك من مال وقوة بدنية، وكل ما وهبه الله له فهو حقهم ، أي أن يسعى معهم ، بعد إيمانه بهم، لأنه يسعى بماله وجسده و … و … وكلها حقهم الذي خوَّله الله به، وجعله أمانة عنده، ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ ( )؛ لأنه لولا محمد وآل محمد لما خلق الله الخلق ، فهم الأدلاء على الله.
                            ﴿وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾: أي لا تُضعْ حقهم الذي بينته فيما سبق، فتبذل جهدك وسعيك مع عدوهم، أو من يخالفهم، فتكون كمن يرمي نعمة الله في المزبلة والنجاسة، لأن أعداءهم ومخالفيهم هم المزبلة والنجاسة والبالوعة، فتكون بذلك نظير عدوهم اللعين (الشيطان) وأخاً له، بما ضيعت من حقوقهم التي خولك الله التصرف بها وتكون بذلك قد خنت الأمانة التي ائتمنك الله عليها.
                            ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ ( )، هذا هو معنى الآية، أي الذين يبذرون حقوق آل محمد ( )، ومن التبذير أيضاً إعطاء أسرارهم وجواهر كلامهم لعدوهم ومخالفهم الذي لا ترجى هدايته.
                            من اقوال الامام احمد الحسن عليه السلام في خطبة الغدير
                            ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.

                            Comment

                            • GAYSH AL GHADAB
                              مشرف
                              • 13-12-2009
                              • 1797

                              #15
                              رد: لنقرأ معا : 1. كتاب العجل الجزء الاول ـ الامام احمد الحسن اليماني (ع)

                              السلام عليكم ورحمة الله
                              يقول الامام احمد ع عن المسكين في موضع اخر
                              وهو السفينة انها كانت لمساكين
                              " وهي سفينة لجماعة من المؤمنين المخلصين وهم مساكين الله سبحانه وتعالى، أي مستكينين في العبادة بين يديه لا مساكين بمعنى محتاجين ، فمن يملك سفينة ليس بفقير فكيف يكون مسكيناً ( )، والمسكين وهو من لا يملك لا قليلاً ولا كثيراً. وهؤلاء المؤمنون مساكين الله كانوا يتضرعون إلى الله ويدعونه أن يجنبهم الملك الطاغية وجنوده الذين كانوا يأخذون السفن ويسخرونها للعمل لصالح الآلة الإجرامية لهذا الملك، فهؤلاء المساكين كانوا لا يريدون أن يكونوا سبباً في إعانة هذا الطاغوت وذلك عندما يسخر سفينتهم لصالح إجرامه، وكانوا لا يريدون أن يفقدوا سفينتهم ولهذا أرسل الله لهم العالِم ع "

                              وفي موضع اخر من الجواب المنير

                              " قال رسول الله محمد لعلي u: (يا علي ... أنا وأنت أبوا هذه الأمّة فلعن الله من عقّنا...) ( )، ( ).
                              ﴿وَبِذِي الْقُرْبَى﴾: هم آل محمد وبالخصوص الحسن والحسين.
                              قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ ( ).
                              ﴿وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ﴾: واليتيم هو الفرد في قومه الذي لا نظير له فيهم ( ). والمسكين هو المضطر إلى الله، وآل محمد هم اليتامى فلا نظير لهم، وهم مساكين الله المتضرعون إليه سبحانه في كل زمان ومكان وحال ( ).
                              قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناًَ﴾( ). والميثاق أُخذ على بني اسرائيل وغيرهم من العباد، على موالاة ولي الله وحجته وخليفته سبحانه. ففي هذه الآية أيضاً الوالدان وذو القربى واليتامى والمساكين هم محمد وعلي ع والأئمة والمهديون من آل محمد ."
                              sigpic

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎