إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 24 ربيع الاول 1436 هجري ( المحكم والمتشابة)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابو شهاب 313
    عضو جديد
    • 30-12-2013
    • 27

    جانب من خطبة الجمعة 24 ربيع الاول 1436 هجري ( المحكم والمتشابة)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.

    قال الله سبحانه وتعالى): ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ([1]).
    وقد نص الرسول محمد (ص) وآل بيته (ع) على أن متشابه القرآن لا يعلمه إلا الرسول (ص) والأئمة من ذريته (ع)، ولا يعرف إلا عن طريقهم وبابهم (ع).
    عن أبي جعفر (ع): (نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله) ([2]).
    وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (الراسخون في العلم: أمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده (ع)) ([3]).
    وعن أبي جعفر في قوله: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ ([4])، قال: (هم الأئمة المعصومون (ع)) ([5]). ]
    مقدمة كتاب المتشابهات للشيخ ناظم العقيلي ج1 ص(7-8)


    - عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في رسالة: [ فأما ما سألت عن القرآن، فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة، لأن القرآن ليس على ما ذكرت وكل ما سمعت فمعناه (على) غير ما ذهبت إليه، وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم، ولقوم يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، وأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم، وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنه) ليس شئ أبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله، وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه، وأن يعبدوه، وينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه، والناطقين عن أمره، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم، لا عن أنفسهم، ثم قال: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * فأما عن غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا، ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر، لأنهم لا يجدون من يأتمرون عليه ومن يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواص ليقتدى بهم، فافهم ذلك إن شاء الله وإياك وإياك وتلاوة القرآن برأيك، فان الناس غير مشتركين في علمه، كاشتراكهم فيما سواه من الأمور، ولا قادرين على تأويله، إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله، واطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله.
    وسائل الشيعة (ال البيت) ج27 ص190 - باب عدم جواز استنباط الاحكام النظريه من ظواهر القرأن.


    جاء في كتاب مع العبد الصالح ج2 ص(22-23)...
    قلت متسائلا :هناك آية في كتاب الله تقول إن الكتاب كله متشابه، وآية أُخرى تقول كله أُحكمت آياته، وآية ثالثة تقول فيه محكم ومتشابه، فما هو القول الفصل في بيانها ؟
    فأجاب ع: أين هي الآيات ؟ أم أنك تسأل كيف أنه (محكم) و(متشابه) و(محكم ومتشابه) في نفس الوقت ؟
    الكتاب محكم عند الإمام، ومتشابه عند الناس، ومتشابه ومحكم عند شيعة الإمام؛ لأنهم يعرفون ويقبلون ما أحكمه الإمام.
    هناك تفصيل عن الكتاب، وكيف يكون محكما ومتشابها، ولماذا يكون محكما ومتشابها تجده في (كتاب المتشابهات) اقرأه، وإذا فهمته لا أظن أنك تحتاج أن تسأل كثيرا عن هذا الأمر، ولكني قبل فترة سمعت لأحد إخوتكم تكلم في شرح هذا الأمر، فشرح بعض الأُمور بصورة خاطئة، أي أنه لم يكن ربما قد فهم الكلام في (المتشابهات) عن المحكم والمتشابه ].
    وما تحسن الإشارة له عدة أُمور:
    أولا: إن للسؤال آداب لم أراعها في سؤالي، وللفائدة أقول الآن:
    إن الآيات هي:
    اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الر * كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
    هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَات


    سؤال/ 19: ما هو المتشابه والمحكم؟ وكيف نعرف المتشابه من المحكم؟!
    الجواب: المتشابه: (ما اشتبه على جاهله) كما ورد عنهم ([6])، والآيات المحكمات هن أم الكتاب ([7]). والأم : ما يولد منه ويرجع إليه، أي إنّ الأم هي الأصل، فالآيات المتشابهة ليعلم المراد منها يجب أن تُردّ إلى المحكم. ولمعرفة الفرق بين المحكم والمتشابه يجب معرفة أن القرآن والأحاديث القدسية وكلام الأنبياء والأئمة ة تحتوي على:
    1/
    كلام من أم الكتاب (كتاب المحكمات): وهو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل، وهو علم ما كان أو يكون إلى يوم القيامة دونما أي تبديل، وهو علم الغيب الذي لا يُطلِع عليه الله سبحانه أحداً إلا الأنبياء والمرسلين والأئمة، فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة. ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَـداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً﴾ ([8]).
    2/
    كلام من لوح المحو والإثبات (كتاب المتشابهات): وهو أيضاً علم ما كان أو يكون، ولكن على وجوه كثيرة، واحتمالات عديدة لنفس الواقعة، أحدها سيقع وهو الموجود في (أم الكتاب)، أما البقية فلا تحصل لسبب ما، ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها. وللمثال نقول: (فلان عمره 50 سنة مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب، ولكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر ويعيش عشر سنوات أخرى. وبعد مضي العشر سنوات إذا برّ والديه فإنه سيمدّ عمره خمس سنوات أخرى).
    فهنا في لوح المحو والإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان، فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب، وربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى، وربما بعد العشر سنوات يموت، وربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى ([9]). ولولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل والدعاء، قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير﴾ ([10]).
    أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير، فمثلاً مكتوب فلان يعيش 65 سنة ، أو مكتوب فلان يعيش 60 سنة، أو 50 سنة ، واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط .
    إذن، فلوح المحو والإثبات هو لوح المتشابهات، ولكن من يعرف تفاصيل هذه المتشابهات كالأئمة تصبح لديه محكمات، فلا يوجد متشابه بالنسبة للمعصومين ، فالقرآن كله محكم بالنسبة لهم ([11]). كما لا يوجد محكم بالنسبة لغيرهم إلا من أخذ عنهم ، فالقرآن بالنسبة لغير المعصومين كلّه متشابه ([12])؛ لأن غير المعصوم لا يميز المحكم من المتشابه فيه.
    ومن أين لغيرهم التمييز والصادق (ع) يحتجّ على أبي حنيفة أنه لا يعلم المحكم من المتشابه إلا الأئمة ([13]) ؟!
    ثم إنّ الناس لا يعرفون من القرآن إلا الألفاظ ([14])، وهي قشور وشيء من المعنى يحصلونه؛ إما من الوهم والعوالم السفلية، فهو باطل. وإما من الملكوت وحقائق الأشياء فيه، وهي من لوح المحو والإثبات ([15]).
    والأحداث فيه إما أنها لا تقع أصلاً، وبالتالي فإنّ معنى اللفظ المرتبط بها لا يتحقق أيضاً في أي زمن من الأزمنة. وإما أنها تقع وصادقة ولكنها وجوه عديدة لكلٍ منها أهل وزمان ومكان تقع فيه، وتبيَّن للناس في هذا العالم السفلي من قبل المعصوم (ع).
    فنفس الآية القرآنية تؤوَّل في زمن الصادق (ع) تأويلاً مغايراً تماماً للتأويل في زمن الإمام المهدي (ع)؛ لاختلاف الزمان والمكان والناس، أو قل: لتبدل المتنافيات في عوالم نزول القرآن سواء في الملكوت أو الملك ([16]). وهكذا، فإنّ إحكام المتشابهات هو وظيفة المعصوم، ولا يعلم المحكم من المتشابه إلا المعصوم ([17]).
    والتشابه الموجود في الآيات يشمل المعنى المراد والأحداث التي تحققت وتتحقق مع مرور الزمن فنفس اللفظ القرآني يمكن أن يراد منه معاني عديدة، وينطبق كل من هذه المعاني على أحداث عديدة. ولذا فإنّ للقرآن ظهوراً كثيرة لا يعلمها إلا الله ومن أراد الله إطلاعه عليها، وهم المعصومون ، ولهذا لا تستغرب أن أمير المؤمنين علياً (ع) يمكنه أن يكتب في البسملة حمل سبعين بعيراً ([18]).
    وفي المتشابهات حِكَم:
    منها: معرفة الحاجة والاضطرار إلى المعصوم (ع) ([19]).
    ومنها: إحياء الرجاء في النفوس ([20]) .
    ومنها: الامتحان والتمحيص ([21]). وحكم كثيرة لست بصدد استقصائها.
    والمتشابهات أمر حتمي ملازم لنزول القرآن إلى عالمي الملك والملكوت، أو نزول لوح أم الكتاب إلى عوالم الكثرة والمتنافيات، وتكثّرهُ فيها، ليُكوِّن لوح المحو والإثبات ([22]).
    وفي المتشابهات الحلّ الأمثل ليُكلّم الأنبياء والمرسلون والأئمة الناس على قدر عقولهم ([23]).
    ثم إنّ إحكام المتشابهات - التي هي وظيفة الإمام المعصوم (ع) - علامة وآية يعرف بها الإمام المهدي (ع) ومن يبلغ عنه (ع)، ولهذا ورد عنهم ما معناه: (إذا ادعاها مدعٍ فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله) ([24])، والعظائم اليوم تُسيِّر سفينة آل محمد في خضمّ موج الفتن واللجج الغامرة، وإنهاء حكومة الطاغوت على الأرض.


    إنّ في الشبهات حكمة إلهية، فالذي نزّل القرآن قادر على أن يجعل جميع آياته محكمة - أي بينة المعنى -، ولكنه سبحانه جعل فيه آيات متشابهات - أي مشتبهة على جاهلها وتحتمل أكثر من وجه في التفسير والتأويللحكمة، ولعلها- والله العالم - بيان الحاجة إلى المعصوم ع الذي يعلم تفسير وتأويل المتشابه. فعن رسول الله ما معناه: (أمر بيّن رشده فيتبع، وأمر بيّن غيه فيجتنب، ومتشابهات بين ذلك يرد حكمها إلى الله وإلى الراسخين في العلم العالمين بتأويله)([25]).
    إذن، ففي الشبهات إشارة إلى حاجة الأمة إلى الراسخين في العلم وهم الأئمة بعد النبي ، وفي زماننا صاحب الأمر ع، ولعل الذي يفتي في الشبهات يلغي هذه الإشارة، بل لعله يشير إلى الاستغناء عن المعصوم عندما يفتي فلا حاجة لنا بك، فقد أصبحنا بفضل القواعد العقلية نفتي في كل مسألة وما عدنا نتوقف وما عاد لدينا شبهات، ومع أننا فقدناك فإننا اليوم لا نواجه عسراً في تحصيل الحكم الشرعي!!
    العجل ج2 ص35


    بالنسبة لمتشابه القرآن الإيمان به، وإنه نزل من الله ويجب الرجوع في تأويله إلى آل محمد (ص). فمتشابه الكتاب من أعظم الأدلة الدالة على إمامتهم وحاجة الأمة إليهم، ولعل اشتباه كثير من الأحكام اليوم وعدم معرفة الحلال من الحرام؛ لبيان الحاجة إلى خاتم الأوصياء المهدي (ع).
    وبالنسبة إلى العلماء، فالنظر فيهم وفي أحوالهم فهم غير معصومين، وربما كان فيهم سامريون وأئمة ضلال. وإياك أن تكون مقلداً أعمى فتتبع من يحل لك الحرام ويحرّم عليك الحلال، فتكون عابداً له لا لله. ... ]
    كتاب العجل ج2 ص49
    وهذا مثال واحد فقط للزلات التي وقعت بالتاريخ في أخذ الاحكام من القرأن من غير أهله...

    - تفسير العياشي: عن زرقان صاحب ابن أبي داود (٥) وصديقه بشدة، قال:
    رجع ابن أبي داود ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم. فقلت له في ذلك فقال: وددت اليوم أني قدمت منذ عشرين سنة، قال: قلت له: ولم ذاك؟ قال: لما كان من هذه الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين، قال: قلت له: وكيف كان ذلك؟ قال: إن سارقا " أقر على نفسه بالسرقة، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي فسئلنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟.
    قال: فقلت: من الكرسوع قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع والكف إلى الكرسوع، لقول الله في التيمم " فامسحوا بوجوهكم وأيديكم " واتفق معي على ذلك قوم، وقال آخرون: بل يجب القطع من المرفق.
    قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأن الله لما قال: " وأيديكم إلى المرافق " في الغسل دل ذلك على أن حد اليد هو المرفق. قال: فالتفت إلى محمد بن علي فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟
    فقال: قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين، قال: دعني مما تكلموا به، أي شئ عندك؟ قال: اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين، قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه، فقال عليه السلام: أما إذا أقسمت على بالله، إني أقول: إنهم أخطأوا فيه السنة، فان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف.
    قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله " السجود على سبعة أعضاء: الوجه، واليدين، والركبتين، والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال الله تبارك وتعالى: " وأن المساجد لله " يعني هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها " فلا تدعوا مع الله أحدا " " وما كان لله لم يقطع، قال: فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف.
    قال ابن أبي داود: قامت قيامتي وتمنيت أني لم أك حيا ".



    الخطبة الثانية

    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الذكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.

    سؤال/ 106: ما معنى قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ([23]) ؟
    الجواب: لبيان المراد بهذه الآية المباركة أضرب هذا المثال كتقديم لفهمها: فلو أنّ ناراً مشتعلة في مكان معين، فأنت تصدق أنّ هذه النار مشتعلة في ذلك المكان، وتتيقن من اشتعالها فيه بإحدى هذه الطرق:
    1- أن يأتيك مجموعة من الناس يخبروك باشتعالها.
    2- أن تذهب وتراها بعينك.
    3- أن تذهب وتراها بعينك وتضع يدك فيها حتى يحترق أصبعك.
    4- أن تذهب وتراها بعينك وتلقي نفسك فيها حتى تحترق.
    والعلم الأول والثاني يمكن أن ينقض، فلو جاءك مجموعة من الناس وأخبروك بعدم وجود النار لحصل عندك شك بالخبر الأول، ولو جاءك مجموعة من الناس وأخبروك أنّ ما تراه هو سحر عظيم لحصل عندك شك بما رأيته بعينك. أما العلم الثالث والرابع فلا ينقض؛ لأن أثر النار موجود في يدك أو جسمك، أو أنك احترقت حتى أصبحت أنت النار.
    ومن المؤكد أنّ معرفة من احترق إصبعه بالنار أقل من معرفة من احترقت يده أو احترق جزء كبير من جسمه بحقيقة النار، وهؤلاء معرفتهم بالنار أقل من معرفة من احترق حتى أصبح هو النار.
    وإذا انعطفت بهذا المثال على معرفة الخلق بالله سبحانه وتعالى لوجدت أنّ من فتح له مثل سم الإبرة وأخذ يخفق وأميطت في آنات عن صفحة وجوده شائبة العدم هو من قال فيه تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾.
    الفتح، وهو محمد بن عبد الله (ص)، عبد الله وإسرائيل الله ووجه الله في خلقه، بل هو الله في الخلق، (وظهورك في جبل فاران) ([24]) أي ظهور الله في مكة بمحمد (ص).
    فمحمد (ص) هو النار في هذه الآية، وهو البركة التي يبارك بها الله على من في النار ومن حولها أما الذي في النار فهو علي (ع)، قال (ع) في إحدى خطبه: (أنا من كلّم موسى) ([25])، ولا تنكر هذه الكلمة على أمير المؤمنين علي (ع) وتكون من الهالكين، قال تعالى:
    ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ ([26]).
    ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت﴾ ([27]).
    ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم﴾ ([28]).
    ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ ([29]).
    ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ ([30]).
    ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ﴾ ([31]).
    تدبّر هذه الآيات لتعرف ماذا أراد علي (ع) بكلمته المباركة التي مع الأسف أنكرها الكثير من الناس بجهلهم وقلة تدبرهم، فالله سبحانه وتعالى يتوفى الأنفس؛ لأنه الخالق المهيمن على جميع العوالم المحيي والمميت، وملك الموت (عزرائيل (ع)) يتوفى الأنفس؛ لأنه قائد لملائكة الموت، والملائكة يتوفون الأنفس؛ لأنهم المنفذون لأمر ملك الموت المنفذ لأمر الله سبحانه.
    أما الذين حولها - أي حول النار - فهم الأئمة (ع)، كحلقة أقرب إلى مركز النار، ثم تليهم حلقات تلتف حول المركز، وهم المهديون الإثنا عشر بعد القائم (ع)، والأنبياء والمرسلون وخاصة الشيعة من الأولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون كالثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب القائم (ع) وسلمان المحمدي وأشباههم.
    إذن، فموسى (ع) أراد أن يأتي لأهله بالخبر والهدى من النار لعلهم يصطلون بالنار أي يحترقون بها، ليكونوا على اليقين الذي لا يخالطه شك، ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً﴾ ([32]).
    أما في هذه الحياة الدنيا فالنار هي المصاعب والآلام التي تعرضوا لها (ع) من أذى الطواغيت والفراعنة لعنهم الله، وروي أنّ الدجال يأتي ومعه جبل من نار من دخله دخل الجنة ([33])، وأمريكا هي الدجال وجبل النار آلتها الحربية الضخمة، ويدخل الجنة المؤمنون بمحاربة أمريكا، وإبراهيم (ع) دخل النار في هذه الحياة الدنيا، النار التي أشعلها الطواغيت والفراعنة لعنهم الله بالظلم والجور والفساد ليحرقوا بها كل من يقف بوجه ظلمهم وجورهم وفسادهم، ولكن هذه النار كانت على إبراهيم (ع) برداً وسلاماً.
    وستكون على كل من يلقي نفسه فيها برداً وسلاماً، سنة الله ولن تجد لسنة الله تحويلاً ولن تجد لسنة الله تبديلاً. ]

    قال تعالى: ﴿هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ﴾ ، ما معنى مسومين؟
    الجواب:
    ((﴿مُسَوِّمِينَ﴾ : أي معلَّمون، وعلامتهم العمامة، فعن أبي الحسن (ع): في قوله تعالى: ﴿مُسَوِّمِينَ﴾ ، قال: (العمائم اعتمّ رسول الله فسدلها من بين يديه ومن خلفه، واعتمّ جبرائيل فسدلها من بين يديه ومن خلفه).
    والعمامة ترمز إلى العلم، وحقيقة سمة هؤلاء الملائكة هي العلم بأسماء الله سبحانه، وكل منهم يختص بعلم معين وبقدر معين منه. وأصل الملائكة المسومين هم ثلاث مائة وثلاثة عشر ملكاً، وهؤلاء هم القادة والبقية عمال وجنود لهؤلاء القادة، وهؤلاء الثلاث مائة والثلاثة عشر كل واحد منهم مخلوق من اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، فهو عبد ذلك الاسم، وعبودية الاسم الرباني هي سمة كل ملك منهم، فمثلاً أحدهم سمته أنه عبد الحق، والآخر سمته أنه عبد النور، وهكذا. وهذه العبودية هي علمه، وهي عمامته.
    وأُفق الملائكة ضيق نسبة إلى أفق الإنسان؛ لاختلاف الفطرة في كلا المخلوقين، ففطرة الإنسان تؤهله لأنْ يعرف كلّ أسماء الله سبحانه، فإنّ الله خلق آدم على صورته، وفطرة الملائكة تؤهلهم لمعرفة بعض أسماء الله سبحانه وتعالى، وتختلف الملائكة فيما بينها وتتفاضل بحسب الأسماء الإلهية التي فطرت وأهلت لمعرفتها:
    ﴿جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .))

    بعض الاحكام من الشرائع :
    نتعرف الآن على أحكام قضاء الصلوات وما يتعلق بها من خلال نقاط ثلاث:1. سبب القضاء:من خلال طرح الأسئلة والأجوبة التالية:س/ متى يسقط قضاء الصلاة ؟ج/ ما يسقط معه القضاء سبعة أمور: الصغر، والجنون، والإغماء، والحيض، والنفاس، والكفر الأصلي، وعدم التمكن من فعل ما يستبيح به الصلاة من وضوء أو غسل أو تيمم (أي فاقد الطهورين: الماء والتراب).س/ وما عدا المذكورين إذا فاتته الصلاة فما هو حكمه من ناحية القضاء ؟ج/ يجب عليه القضاء كما لو ترك الفريضة ولم يأتِ بها عمداً أو سهواً، عدا صلاة الجمعة والعيدين، فإنها لو فاتت لا تقضى، كما تقدم.س/ وهل يسقط القضاء عن المريض ؟ج/ لا يسقط عنه القضاء.س/ومن عليه قضاء صلاة كثير، والآن هو في غير عافية، فما حكم القضاء ؟ج/ المريض الذي في ذمته قضاء صلاة أيام كان في عافية إذا كان يرجو الشفاء من مرضه ينتظر حتى يشفى ويقضي، وإلا فيقضيها بما يتمكن من جلوس أو غيره بحسب ما يسمح حاله أو مرضه.س/ ولو كان المرض بنحوٍ يسلب فكر المريض ويسبب له اختلاطاً في معرفة أوقات الصلاة والأحكام، هل تبقى الصلاة واجبة عليه ويقضي هو عن نفسه إن شفى أو ابنه الأكبر إن مات وهو على حالته المذكورة ؟ج/ إذا كان يعي وجوب الصلاة عليه فيجب عليه أن يصلي ضمن الحدود التي يتمكن الصلاة بها وقد تقدمت، أما إذا كان المرض قد غلب عليه بحيث فقد الوعي ولم يعد يميز - حتى إن كان مستيقضاً - أنّ الصلاة واجبة عليه فهذا يكون حاله كالمجنون والمغمى عليه من جهة سقوط الأداء والقضاء عنهما.س/ ولو نام عن الفريضة حتى خرج الوقت، هل يجب عليه القضاء ؟ج/ نعم.س/ وهل يجب القضاء لو زال عقل المكلف بفعلٍ من نفسه كالسكر وشرب المرقد ؟ج/ وجب القضاء، لأنه سبب في زوال العقل غالباً. س/ ولو أكل غذاء مؤذياً فأدى إلى الإغماء، فهل يقضي ؟ج/ لم يقضِ. س/ وما حكم من ارتد إذا كان مسلماً أو كافراً أسلم ثم كفر من ناحية قضاء الصلاة ؟ج/ وجب عليه قضاء زمان ردته.
    اللهم انا نسالك بحق من اصطفيتهم من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم احد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تمكن لقائم ال محمد ص وان تنجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين انك نعم المولى ونعم النصير اللهم ونسالك بحق احب الخلق اليك محمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تؤلف بين قلوب الانصار وتوفقهم للعمل بين يدي قائم ال محمد ص وان تختم لهم بالحسنى وان تمن على مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وان تمن على احياءهم باللطف والكرامة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة انك نعم المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎