إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ثبت الملوك السومري لغز يحيّر المؤرّخين بعد مرور اكثر من قرن من البحث

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    ثبت الملوك السومري لغز يحيّر المؤرّخين بعد مرور اكثر من قرن من البحث






    ثبت الملوك السومري لغز يحيّر المؤرّخين بعد مرور اكثر من قرن من البحث


    كلكامش نبيل
    الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 21:59
    المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



    من بين العديد من الآثار الرائعة التي تمّ إكتشافها في مواقع أثريّة في العراق، حيث قامت يوما ما مدن سومريّة مزدهرة، القليل منها فقط كانت أكثر إثارة للفضول من ثبت الملوك السومريّين، وهو نصّ أثريّ قديم دوّن أصلا باللغة السومريّة، ويسرد قائمة بأسماء ملوك سومر (جنوب العراق القديم) من سلالات سومريّة وأخرى مجاورة، وفترات حكمهم المفترضة، ومواقع الملوكيّة الرسميّة. إنّ ما يجعل هذه القطعة الأثريّة فريدة جدّا هو حقيقة كونها تمزج بين من قد كانوا حكّاما أسطوريّين من عصر ما قبل السلالات بحكّام تاريخيّين نعرف على وجه الدقّة بأنّهم قد وجدوا حقّا على أرض الواقع.

    وقد عُثر على الكسرة الأولى من هذا النص الفريد والمميّز، المدوّن على لوح مسماري عمره 4000 عام، في مطلع القرن العشرين من قبل الباحث الألماني الأميركي هيرمان هيلبرخت في موقع مدينة نيبور القديمة وقام بنشره عام 1906. ومنذ إكتشاف هيلبرخت، تمّ العثور على ما لا يقل عن 18 نسخة من قوائم الملوك، يعود تاريخ معظمها إلى النصف الثاني من حكم سلالة إيسن (حوالي 2017-1794 ق.م.). ولا تتطابق أي نسختين من هذه القوائم. وعلى الرغم من ذلك، فهناك ما يكفي من المعلومات المشتركة بين كل تلك النسخ من القوائم بما يجعل من الواضح ان تكون جميعها قد أشتقّت من رواية واحدة ونموذجيّة للتاريخ السومري.

    ومن بين جميع نسخ ثبت الملوك السومري، يمثّل موشور فيلد-بلوندل المحفوظ في المجموعة المسماريّة لمتحف أشموليان في أكسفورد النص الاكثر شمولا والنسخة الأكثر كمالا من نسخ ثبت الملوك. حيث يضمّ الموشور الذي يبلغ إرتفاعه 8 إنجات، أربعة أوجه وعمودين على كلّ جانب. ويُعتقد بأنّه كان للموشور محور من الخشب يمرّ خلال مركزه ليتمّ تدويره وقراءة أوجهه الأربعة. وتُعدّد القوائم أسماء ملوك سلالات ما قبل الطوفان وصولا إلى الحاكم الرابع عشر من سلالة إيسن (حوالي 1763-1753 ق.م.).

    ويعتبر الثبت ذو أهميّة عظيمة لأنّه يعكس تقاليد موغلة في القدم وفي الوقت نفسه يُوفّر إطارا مهمّا للتراتب الزمني لفترات مختلفة للملوكيّة في سومر، بل ويُظهر تماثلا ملحوظا بينه وبين روايات سفر التكوين.

    حضارة سومر القديمة

    تقع بلاد سومر، موقع أقدم حضارة معروفة في العالم، في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين نهري دجلة والفرات، في المنطقة التي أصبحت فيما بعد تعرف بإسم بلاد بابل والآن جنوب العراق الحالي من بغداد وحتّى الخليج الفارسي.

    في حدود الألف الثالث ق.م. كانت سومر موقعا لما لا يقل عن إثنا عشر دويلة-مدينة منفصلة: كيش، أوروك "إيريخ"، أور، سيبار، أرشاك، لاراك، نيبور، أداب، أومّا، لكش، باد-تيبيرا، ولارسا. وقد تألّفت كل واحدة من هذه الدويلات من مدينة مسوّرة والقرى والأراضي المحيطة بها، وقد عبدت كلّ منها إلهها الخاص، والذي كوّن معبده البناء المركزي للمدينة. وقد كانت السلطة السياسيّة للمواطنين في باديء الأمر، إلاّ أنّه ومع تصاعد التنافس بين دويلات المدن المختلفة، تبنّت كلّ دويلة مؤسّسة الملكيّة.

    ويدوّن ثبت الملوك السومري بانّ ثمانية ملوك كانوا قد حكموا في الفترة التي سبقت طوفانا عظيما. وبعد الطوفان، تمكّنت دويلات مدن مختلفة وسلالات ملوكها من فرض سيطرتها المؤقّتة على دويلات أخرى.

    ماضي سومر الأسطوري

    ويبدأ ثبت الملوك السومري منذ البداية الأصيلة للملكيّة، والتي ينظر إليها على أنّها مؤسّسة إلهيّة: "هبطت الملوكيّة من السماء". وينسب الثبت لحكّام السلالات الأولى فترات حكم طويلة بشكل خيالي:

    "بعد أن هبطت الملوكيّة من السماء، أصبح مقرّ الملك في أريدوك. في اريدوك، أصبح ألوليم ملكا، وقد حكم 28800 عام. ألالجار حكم 36000 عام. ثمّ ملكين حكما 64800 عام."

    كما إنّ بعض الحكّام المذكورين في القائمة الأولى، كالملك إيتانا ولوكال بندا وكلكامش، شخصيّات أسطوريّة أو خياليّة كانت مفاخرها البطوليّة موضوعات لسلسلة من المؤلّفات المرويّة السومريّة والبابليّة.

    تذكر القائمة الأولى أسماء ثمانية ملوك حكموا ما مجموعه 241.200 عام من الوقت الذي هبطت فيه الملكيّة من السماء ووحتّى الزمن الذي غمر فيه الطوفان الارض لتهبط الملكيّة مرّة أخرى من السماء بعد الطوفان.

    تفسير فترات الحكم الطويلة

    أثارت فترات حكم الملوك الأوائل الطويلة بشكل مدهش محاولات عديدة لتفسير ذلك. فمن جانب معيّن يميل البعض إلى الطرح الكامل لهذه الأزمنة الكبيرة بشكل فلكي على أعتبار أنّها ملفّقة بالكامل وإعتبارها غير جديرة بالإعتبار والدراسة الجديّة. ومن جانب آخر، هنالك من يعتقد بأنّ هذه الأرقام لها أساس من الصحّة وبأنّ الملوك الأوائل كانوا آلهة حقيقيّين وهذا ما يفسّر قدرتهم على العيش لفترات تفوق بكثير قدرة بني البشر.

    وبين هذين الطرفين تقف الفرضيّة التي تقترح أن يكون أولئك الأشخاص تمثيلا لقوّة أو نصر أو أهميّة نسبيّة. على سبيل المثال، في مصر القديمة، تشير عبارة "مات في سنّ 110 عام" إلى من عاش حياته كاملة ومن قدّم للمجتمع مساهمة عظيمة. وبذات الطريقة، قد تكون الفترات الزمنيّة البالغة الطول للملوك الأوائل تعبيرا عن أهميّتهم العظيمة في عيون أبناء شعبهم. ولكنّ هذا التفسير، على أيّة حال، لا يوضّح سبب تغيّر فترات الحكم اللاحقة إلى فترات واقعيّة.

    وفيما يتعلّق بهذا الرأي فإنّ هنالك إعتقادا بأنّه وعلى الرغم من كون الملوك الاوائل غير موثّقين تاريخيّا، فإنّ هذا لا يستعبد وجود شخصيّات لحكّام تاريخيّين مناظرين لهم تمّت صياغة الأساطير حولهم فيما بعد.

    ختاما، حاول بعض الباحثين إيجاد طرق لتفسّر فترات حكم هذه الشخصيّات بإستعمال تفسيرات ودراسات رياضيّة (مثل دراسة هاريسون، 1993).

    العلاقة بسفر التكوين

    لفت بعض الباحثين، مثل وود، عام 2003، الإنتباه إلى حقيقة وجود تشابهات ملحوظة بين ثبت الملوك السومري وقصص سفر التكوين. على سبيل المثال، يقصّ علينا سفر التكوين "قصّة الطوفان العظيم" ومحاولات نوح لإنقاذ كل أجناس الحيوانات على الأرض من الدمار. وبالمثل، هنالك في ثبت الملوك السومري مناقشة لمسألة الطوفان العظيم فنقرأ: "وغمر الطوفان عموم الارض".

    ويتوفّر ثبت الملوك السومري على قائمة بأسماء ثمان ملوك (في بعض النسخ تُذكر عشرة اسماء) ممّن حكموا لفترات طويلة قبل الطوفان، تتراوح ما بين 18.600 و43.200 عام. وهذا يماثل ما ورد في سفر التكوين، الإصحاح الخامس، حيث تدوّن الأجيال التي عاشت منذ الخليقة وحتّى الطوفان. ومن الأمور المدهشة، وجود ثمانية أجيال بين آدم ونوح، كما هو حال وجود ثمان ملوك بين بدء الملكيّة وحدوث الطوفان في ثبت الملوك السومري.

    وبعد الطوفان، يسجّل ثبت الملوك أسماء حكّام حكموا لفترات اقصر بشكل كبير. وعليه فإنّ ثبت الملوك السومري لا يوثّق لحدوث طوفان كبير في تاريخ البشريّة المبكّر فحسب، بل إنّه يعكس ذات النمط في إنخفاض عُمر الإنسان كما هو الحال في الكتاب المقدّس – فقد كان الإنسان يعيش لفترات طويلة جدّا قبل الطوفان وأعمار أقصر بكثير بعد الطوفان (وود،2003).

    إنّ ثبت الملوك السومري لغز محيّر بحقّ. فما هو السبب الذي دعا السومريّين لمزج حكّام أسطوريّين بحكّام تاريخيّين واقعيّين في وثيقة واحدة؟ ولماذا نجد فيه الكثير من التشابهات مع سفر التكوين؟ ولماذا وُصِف الملوك الأوائل وكأنّهم حكموا لمدّة آلاف السنين؟ كل هذه تمثّل بعض الأسئلة التي لا تزال بلا جواب رغم مرور أكثر من قرن من الزمن من الدراسات.

    المصدر


    The Sumerian King List still puzzles historians after more than a century of research -
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎