إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حوار افتراضي في منزل انصاري ( حوار قصصي من واقعنا الملموس)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • 3aLa SaBiL Al NaJaT
    عضو نشيط
    • 14-05-2011
    • 510

    حوار افتراضي في منزل انصاري ( حوار قصصي من واقعنا الملموس)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمن
    اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما


    حوار افتراضي

    ( الحلقة الأولى )


    ( تجتمع مجموعة متألفة من شيعي وشيعي بتري و وهابي في منزل انصاري في موضوع حواري عن دعوة السيد احمد الحسن اليماني (ع)... وهو حوار افتراضي قريب من واقعنا الملموس )


    الأنصاري :
    يمكنكم قراءة هذه الرواية ففيها ادلة وبيان واضح عن شخصية القائم وسأضعها امامكم

    عن جابر الجعفي عن أبي جعفر(ع) يقول ...ما أشكل عليكم فلن يشكل عليكم عهد نبي الله(ص) و رايته و سلاحه قال إياك وشذاذ من آل محمد فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (ع) ثم صار عند محمد بن علي (ع) ويفعل الله مايشاء فألزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...)) إلزام الناصب ج2ص 96.97……… بحار الانوار ج52 ص224

    الوهابي :
    وما هو ذلك العهد ؟

    الأنصاري :
    هو عهد من الله تعالى انزله جبرئيل على رسول الله (ص) وفصّل العهد في وصيته المقدسة.

    الوهابي :
    ليس لرسول الله صلى عليه وسلم اية وصية بل ترك الأمر شورى بين الناس

    الشيعي :
    هو اراد صلوات الله عليه وآله ان يوصي ولكن اعترضه عمر بن الخطاب ، فعلت الأصوات في حضرته فطردهم ولم يكتب الوصية.

    الأنصاري :
    إتّق الله اخي ! ألا ترى انك التقيت بصديقك الوهابي بأتهام النبي صلى الله عليه وآله الأئمة والمهديين بترك الوصية وهي واجبة عند حضور الموت ؟.

    الوهابي :
    نحن لا نتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم تصلنا من كتبنا يوما ان النبي قد اوصى رغم خلافي مع صديقي الشيعي حول طرحه للرواية المذكورة.

    الشيعي :
    ما أتيت الرواية من عند نفسي وهي مذكورة في كتب الشيعة وهناك شواهد من كتب اهل السنة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اراد ان يوصي و ممكن ان اريك رواية رزية الخميس واعتراض عمر واتهامه لرسول الله بالهجر مما دعا بالنبي الى طردهم في حضرته من منزله مما حال من كتابة الكتاب العاصم من الضلال.

    الأنصاري :
    اخي اترك النقاش الجانبي معه. وبما انكما ضيفان عندي وطلبتما مني ان اثبت صحة الوصية والمدعي الحق الذي احتج بها علينا وهو احمد الحسن اليماني (ع). ولكن لا بد ان نحاور في الأوليات ونؤصل للحوار نقاط اساسية نرتكز عليها قبل ان نبدأ بالمصاديق وهم الأئمة والمصداق الآخر وهو يماني آل محمد (صلى الله عليه وآله) والمهدي الذي يولد في اخر الزمان في كتب العامة.
    اما صديقك الوهابي فأنه سيستفيد من خلال الحوار لأن الحوار شامل وواسع. وان كان له اعتراض فله حق السؤال والمداخلة.

    الشيعي :
    ممكن ان اثبت لك بطلان الوصية التي انت تريد ومن تبعكم ان تعضدوا بها صاحبكم احمد مدعي المهدوية.

    الأنصاري :
    كلّي آذان صاغية ان اسمع منك النقاط او المباني التي اعتمدت عليها في رفض وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله).

    الشيعي :
    كيف ارفض وصيته ؟! ، بل اني اضحي بنفسي من اجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) و آله الأطهار(عليهم السلام). ولكن اريد ان اقول لك انه اصلا ليست هناك وصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كي ارفضها.

    الأنصاري :
    سبحان الله ! لقد التقيت مع صاحبك الوهابي بقولكما ان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يوص.

    الشيعي :
    لا يا اخي انا اختلف معه في الكثير ، فهو يرفض رزية الخميس وقول عمر اللا مسؤول بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله). ولكني وكل الشيعة الذين هم مثلي نخالف الوهابية وما بدر من سيّدهم عمر بحق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) .

    الوهابي :
    رضي الله عن عمر و أرضاه

    الأنصاري :
    وما فائدة هذه الوقفة منكم ؟ وماذا استفاد المسلمون من وقفتكم هذه بوجه الوهابية ؟
    فهي مجرد اصبحت مادة او سلاحا تشهرونه بوجه الوهابية عندما تشتد وطيس الحديث بينكم و بينهم ، و تركتم الأمة باقية على ضلالها ، لأنكم بفعلكم وقولكم هذا اردتم افساد مشروع رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ، والحمد لله تعالى فهو سبحانه صان ويصون دينه بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 33] ، فصدّقني لن يفيدكم صدّكم للوصية فهي امر الله وعهده سبحانه ولن تقدروا ان تنالوا من عهد الله ابدا.

    الشيعي :
    اتفق معك في قولك هذا ان كان هناك حقا كتاب مكتوب وعاصم عن الضلال. وسأثبت لك ان هذا الكتاب غير موجود.

    الأنصاري:
    نعم ... هات ما عندك وانا اسمعك

    الشيعي :
    سيدي الفاضل في الرواية رجال مجاهيل ونحن لا نأخذ من المجاهيل ان لم تكن هذه الشخصيات موثقة لدينا.

    الوهابي :
    احسنت ... لله درك يا رافضي

    الأنصاري :
    محظوظ يا وهابي ، جعلتم الشيعة يقتدون بعلم الرجال وهو علم ابتدعه ابناء العامة لدفع الحق عن علي (عليه السلام) و آل علي (عليهم السلام) ، و استطعتم ان تكسبوا الملايين من الشيعة الى جانبكم وتتحدون معا في هذه النقطة وهي نقطة التقاء كبيرة لأنها منها ستبدؤون بمحاربة القائم (عليه السلام) وتؤسسون جيوشكم لقتاله.

    الوهابي :
    يضحك ضحكة صفراء كأنه سعيد بما سمعه ما دام الهدف هو ضرب المهدي (ع) في مهده قبل ان تهوي عروشهم.

    الشيعي :
    ايها الوهابي الرافضية وسام احمله على صدري ، وانا رافضي و أفتخر. ( وبدأ يوجه كلامه للأنصاري وهو يقول)
    سيدي الفاضل فأودّ ان اقول لك ان الرواية وحيدة ويتيمة وذكره فقط الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة ورغم ان الرواية انتقلت في كتب الشيعة المعتبرة الا انها كلّهم نقلوها من كتاب الغيبة للطوسي ولهذا فلا تواتر للرواية ونحن في عقيدتنا لا نعتمد على رواية آحاد.

    الشيعي البتري :
    وفي الرواية ذكر للمهديين وهذا دليل على بطلانه لأن الرجعة تبدأ بعد وفاة الأمام الحجة (عج) فلا وقت لحكم المهديين ، وهذا يعني ان الأمام المهدي (عج) لا ذرية له. و ممكن ان يكون للأمام الحجة ذرية تحكم في الرجعة اما في هذه الدنيا فلا.

    الشيعي :
    لا استطيع ان اؤيدك و اعارضك فيما طرحت عن المهديين ايها الصديق الموالي ، لأن مسألة الرجعة غير واضحة في ذهني ولكن اعلم ان هناك رجعة ولهذا لا ارغب ان اشتت سلسلة افكاري.

    الأنصاري :
    توقف هنا اخي العزيز الشيعي كي لا تكثر نقاط البحث ويضيع الحوار. فلنحرر هاتين النقطتين اولا ثم يمكن ان ندخل في غيرها ان سنح لنا الوقت.

    الشيعي :
    جيد ايها اليماني ... اعطنا ردّك كي نعلم صحة ادعاء صاحبكم احمد الحسن اليماني !

    الأنصاري :
    سلام الله على احمد الحسن.

    فلنرجع للرواية التي وضعتها امامكم في بداية هذا الحوار وهي :

    عن جابر الجعفي عن أبي جعفر(ع) يقول ...ما أشكل عليكم فلن يشكل عليكم عهد نبي الله(ص) و رايته و سلاحه قال إياك وشذاذ من آل محمد فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (ع) ثم صار عند محمد بن علي (ع) ويفعل الله مايشاء فألزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...)) إلزام الناصب ج2ص 96.97……… بحار الانوار ج52 ص224

    هناك جملتين في الرواية وهما :
    1- ما اشكل عليكم
    2- فلن يشكل عليكم عهد نبي الله(ص) و رايته و سلاحه

    فهل فكرت وتمعنت في هاتين الجملتين ضيفي العزيز الشيعي ؟

    الشيعي :
    لم افهم قصدك. فهما مجرد جملتان.

    الأنصاري :
    اسأل المولى تعالى ان يفتح بصيرتك ويوسع مداركك.

    الشيعي :
    ( ساكت لم يرد و ينتظر ما تنطوي من اسرار في الجملتين فهما مجرد جملتان عاديتان )

    الأنصاري :
    اخي الشيعي انظر للرواية مع من كان يتحدث الأمام (ع) ولمن كان يوجه كلامه ؟

    الشيعي :
    ( يقرأ الرواية من جديد كي يعرف من خاطب الأمام (ع) في هذه الرواية )

    كان يخاطب شيعته بقوله (ع) : (عليكم )، يعني كان يقصد الشيعة برمتهم.


    الأنصاري :
    احسنت اخي الشيعي ، ولكن اخي الفاضل ألا ترى ان هناك فئتين من الشيعة ؟

    الشيعي :
    لا ارى ذلك.


    الأنصاري :
    انظر للرواية جيدا اخي فهو يخاطب شيعته بقوله (ع) : ما اشكل عليكم. فمتى ينتفي او ينتهي هذا الأشكال ؟

    الشيعي :
    ينتفي بالجملة الثانية (فلن يشكل عليكم عهد نبي الله(ص) و رايته و سلاحه )

    الأنصاري :
    بارك الله بك اخي. ولكن هنا يتبادر سؤال للأذهان وهو :
    من هم الذين لا يستشكل عندهم عهد الله ومن هم اؤلئك الذين يستشكل عندهم عهد الله او لا يعرفونه ؟

    الشيعي :
    ( ينحرج ويعلم انه وقع في مأزق وبدأ يراوغ في كلامه كي يجد مهربا لمأزقه بقوله )
    ولكن الأمام (ع) لم يفرق بين شيعتهم ولم يقسمهم الى فئتين. ونحن شيعة ولن نتخلى عن ائمتنا ( عليهم السلام )

    الأنصاري :
    اخي هداك الله كنت جيدا في الحوار وقضيت شوطا جيدا في الحوار ، فلنتمعن سوية في قوله (ع) انه عند ظهور القائم لا يستشكل على شيعته المخلصين لأنهم يعرفونه من خلال عهد نبي الله (صلى الله عليه وآله) و من خلال رايته وهي راية البيعة لله وسلاحه وهو علومه الذي يبثه في الناس.

    الشيعي :
    بقولك هذا جعلت كل الشيعة الذين توفوا قبل ظهور صاحبكم ضالين وماتوا على الضلالة.

    الأنصاري :
    لا تقولني ما لم اقل اخي ... سامحك الله.

    الشيعي :
    بالله عليك انت قلت قبل قليل : فهناك من الشيعة من استشكلوا على عهد نبي الله (ص) وقسم آخر لم يستشكلوا ، وانت تقصد بالأخير بأنهم انصار احمد اليماني. وهؤلاء ماتوا ولم يعرفوا هذا العهد.

    الأنصاري :
    اخي الأمام (ع) لم يقل نصا بأن الشيعة مقسمة في هذه الرواية بالذات ، ولكنه أمر بديهي فالذين لا يستشكلون على عهد الله فهم الذين سيعرفون قائم آل محمد صلوات الله عليهم والذين يستشكلون على العهد فهم بلا شك لا يعرفون امام زمانهم ويضلون الطريق و يخرجون من الولاية. انها ليست معادلة رياضية صعبة كي لا نعقلها.

    اما قولك بأن الذين ماتوا من الشيعة قبل ظهور احمد الحسن (ع) ماتوا على الضلالة ، فهو اتهام ظالم اتهمت به انصار الله ، لأن رواية الأمام ابو جعفر (ع) تخص الشيعة بعد الظهور المقدس اما الشيعة المخلصون والموالون لأمام زمانهم الأمام الحجة بن الحسن (ع) والذين ماتوا ولم ينكثوا عهدهم ، فهم بخير ان شاء الله لأن الرواية لا تتعلق بهم مطلقا.
    وهذه الرواية دليل على صحة الوصية المقدسة لأن لا يملك المسلمون بكل مذاهبهم وصية غيرها على وجه هذه الأرض وهي ذلك العهد الذي ذكره الأمام ابو جعفر (ع) وفقك الله.

    الشيعي :
    ( يضعف الشيعي و ينتابه الشكوك في عقيدته ولكنه يقوم من مكانه ويتبعه الشيعي البتري ومن ثم يقف الوهابي وهو يقول )
    تأخر الوقت فعليّ الأنصراف فورائي الكثير عمله هذه الأمسية.

    الأنصاري :
    كنت اتمنى البقاء ولا تظن ان بقية اسئلتك لا ردود عليها. وتيقن اخي والله يشهد على ذلك فليس هدفي هو الغلبة او اهزم خصمي ، بل كل هدفي هو النصرة لبقية ال المصطفى صلوات الله عليهم والتعجيل بالتمكين لهم بأذن الله تعالى.

    ( يهز البتري رأسه ببطأ شديد معربا عن رفضه لما دار من نقاش )

    الشيعي :
    ان شاء اعود اليك لنكمل الحوار ولكن اعذرني الآن فعليّ بالأنصراف.

    الوهابي :
    تركتكم اليوم مع بعضكم يا رافضة. ولكن تأكدوا فأني سأعود اليكم وافتح معكم حوارا غير هذا الذي اداره هذا الرافضي ( وهو يشير بيده الى الشيعي).

    ( يرحب الأنصاري بهم ويدعوهم لزيارته ثانية بكل رحابة صدر ويشيعهم الى باب داره )



    18 محرم الحرام 1436
    12 تش2/ نوفمبر 2014
  • 3aLa SaBiL Al NaJaT
    عضو نشيط
    • 14-05-2011
    • 510

    #2
    رد: حوار افتراضي في منزل انصاري ( حوار قصصي من واقعنا الملموس)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ملاحظة/
    منحت للشخصيات المحاورة اسماء رمزية لتسهيل لغة المخاطبة والحوار، فالأنصاري يرمز له بالحرف (أ) والشيعي بحرف (ش) والبتري بحرف (ب) وأخيرا الوهابي بحرف (و).


    ( الحلقة الثانية )


    [ يرن الهاتف و يرفع الأنصاري سماعة الهاتف ويسلم بسلام الله ويرد الشيعي ( ش ) عليه قائلا : ]

    الشيعي :

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . اخي الأنصاري اعتذر منك لأن لبيت دعوتك الثانية متأخرا بسبب ظرفي الخاص وكثرة اعمالي الوظيفية و ما يترتب عليّ من اعمال البيت والأسرة.

    الأنصاري :

    لا عليك عزيزي وفقك الله فلم اقصد منك تلبية سريعة رغما اني سأكون سعيدا لو زرتني كل يوم. ولكن لا ارهقك فوق طاقتك فهذا منزلك ومتى قدمت فأهلا بك في كل حين.

    الشيعي :

    اخ كريم ومتفضل وأشكرك فأنك كريم الضيافة جزاك الله خيرا.
    سيدي الفاضل احببت ان ابلغك ان اخانا ( ب ) طلب مني ان ابلغك بأنه يتمنى ان تعطى له فرصة للرد على بعض الأسئلة من قبلكم والتي هي في جعبته فهو يرغب ان يكون له مساحة اكبر للنقاش لأن نقاش الأسبوع الماضي غطى على كل شئ فلم يكن هناك مجالا اوسع لتوجيه الأسئلة.

    الأنصاري :

    لا بأس اخي لا مانع لدي من ان يبدأ اي منكم بتوجيه الأسئلة حتى هناك فرصة لأخينا ( و) بتوجيه اسئلته او يختار يوما محددا له.

    الشيعي :

    عذرا لأن ( ب ) سبق ( و) في طلبه ولهذا سنؤجل رغبة ( و) الى يوم اخر ان شاء الله وهو يعلم مسبقا بطلب ( ب) هذا.

    الأنصاري :

    اذن اتفقنا واحسن وقت هو ان نلتقي في الثامنة مساءا حيث تكون هناك فرصة اوفر لأدامة الحوار بعد اداء صلاة العشاء.


    الشيعي :

    اتفقنا اخي الفاضل وسأبلغ الآخرين بأتفاقنا فأستودعكم الله.


    الأنصاري :

    حياكم الله وخير من استودعت ... في رعاية الله.


    [ قبل ساعة من حضور الضيوف بدأ الأنصاري ( أ ) بترتيب طاولة الضيافة بأحضار بعض الحلوى و أعدّ الشاي لتقديمه حال توافدهم].
    [ تجاوزت الساعة الثامنة مساءا بدقائق قليلة واذا بالضيوف يطرقون الباب ويتوجه الأنصاري وهو يفتح الباب ويرحب بهم. وبعد تناول بعض من الحلوى المقدمة مع اقداح من الشاي المعطر يبدأ الجمع بتناول احاديث الظهور المقدس وعلاماته المتحققة والتي لا ينكرها الا مبطل. و يظهر ان الوهابي ( و ) كان ينكرها بقلبه رغم حقيقة ما تحققت منها ولكن من غير ان ينطق بحرف واحد هذه المرة خوفا من انهيار مذهبهم الذي بنوه لأنفسهم ].


    الأنصاري :

    [ يتفحص وجه البتري ( ب ) بعينين فضوليتين وكأنه مسبقا يعلم ما في جعبته من الأسئلة وهو يقول :]

    اخي ( ب ) علمت من الأخ ( ش ) انه لك الرغبة في توجيه الأسئلة هذه المرة وان ادخل في حوار معك هذه الأمسية وانا في خدمتك وانتظر منك ما تطرحه.

    البتري :

    نعم جزاك الله خيرا هو صحيح ما ذكرته فأتفقت مع اخواني المحاورين اي تكون لي اليوم فرصة الحوار ما دام امامنا العديد من اللقاءات في الأيام المقبلة ان شاء الله.

    سيدي الفاضل : انتم بدأتم تلوون الروايات لكي تخدم صاحبكم مدعي المهدوية بأنه هو من ولد الأمام المهدي (عج) ، ولم يثبت لنا ان الأمام الحجة ( عج ) تزوج في الغيبة الكبرى.

    فقولكم :
    روى الشيخ الطوسبي في كتاب الغيبة ص ١٦٢ في الحديث تحت الرقم ١٢٠، احمد بن إدريس عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن المستنير عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.
    وقبل الدخول في أبحاث المحاور الثلاثة ننقل هذا الخبر عن (غيبة الطوسي) و(غيبة النعماني).


    ففي كتاب (الغيبة) للنعماني في الباب العاشر في الفصل الرابع ص١٧٦ الحديث الخامس قال النعماني: (واخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم من كتابه قال حدثنا عبيس بن هاشم عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن المستنير عن المفضّل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم يقول قتل وبعضهم يقول ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطّلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره).

    وروى الشيخ الطوسي في (الغيبة) ص٦١ في الحديث تحت الرقم ٦٠ قال: (وروى إبراهيم بن المستنير عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما أطول من الأخرى حتى يُقال مات وبعض يقول قُتل فلا يبقى على أمره إلا نفر يسير من أصحابه، ولا يطلع أحد على موضعه وأمره، ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.

    وروى الشيخ في نفس الكتاب ص ١٦٢ في الحديث تحت الرقم ١٢٠، احمد بن إدريس عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن المستنير عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.

    ان رواية: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) قد رواها الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة للشيخ الطوسي: ص161 -162).

    وقد جرى فيها التصحيف، والذي قد يكون من الرواة أنفسهم أو من النساخ، والتصحيف هو تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى وتصحفت الكلمة أو الصحيفة تغيرت إلى خطأ. (راجع القاموس الفقهي للدكتور سعدي أبو حبيب: ص208).

    والتصحيف هنا واقع في كلمة (ولده) لان الشيخ النعماني قدس سره ذكر عين هذه الرواية بلفظ آخر فقال: «عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين: إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، وبعضهم يقول: قتل، وبعضهم يقول: ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره». (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص176).

    وقد روى الشيخ الطوسي قدس الله روحه أيضا رواية ثانية تحمل نفس المضمون، من دون ذكر لكلمة الولد فقال عليه الرحمة والرضوان في كتابه الغيبة عن المفضل بن عمر رضوان الله تعالى عليه قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما أطول من الأخرى حتى يقال: مات، وبعض يقول: قتل، فلا يبقى على أمره إلا نفر يسير من أصحابه، ولا يطلع أحد على موضعه وأمره ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره». (الغيبة للشيخ الطوسي: ص61).
    فالتصحيف واقع بين كلمة (ولده) وكلمة (ولي) والعبارة الصحيحة هي (لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره).


    [ واسترسل البتري ( ب ) حديثه بقوله : ]

    وفي الحقيقة ان ما وجدناه بعد أن رجعنا إلى المصادر الأولية التي أشار إليها الشيخ النوري وجدنا ان الرواية مروية في الغيبة للشيخ الطوسي بغير المتن الذي يرويه الشيخ النعماني في غيبته.
    ولنا هنا وقفات ثلاث:

    الوقفة الأولى الوقفة السندية، والوقفة الثانية اخي الفاضل هي .....



    الأنصاري :

    [ يقاطعه الأنصاري ( أ ) وهو يقول : ]

    لا بأس عزيزي ( ب ) سأعطيك الفرصة كاملة للخروج من جميع إشكالاتك التي ستطرحها ولكن فلنتوقف هنا حتى نحرر هذه النقطة لأن طرح الأشكالات في آن واحد سيربكنا ويضيع علينا طريق الحوار السليم للخروج الى افضل النتائج. فأرجو ان تسمح لي بالرد قبل الدخول في المزيد مما تحمله.


    البتري :

    لا بأس اخي ( أ ) فلك الرد وممكن ان انتظر لسرد البقية الباقية مما عندي.


    الأنصاري :

    اخي الحبيب (ب):
    سأضع ردي على اشكاليتك هذه في عدة نقاط وهي:

    1- كيف عرفت ان الرواية حدث فيها تصحيف من الناقل او الناسخ ؟ اريد منك ردا مقنعا انه فعلا حدث تصحيف في كلمة (ولد) الى ( ولي) ! وان عجزت فلا اعطي لأشكاليتك اي اعتبار عندي وسأتعامل معه كمجرد احتمال والأحتمالات لا تبنى عليها العقيدة لأنها من الظنيات.

    اذن انت مطالب بأن تحضر لي اصل الرواية الصحيحة.

    2_ سأرد عليك بنفس اشكاليتك ، وهذا لا يعني اني سأرفض الرواية التي فيه (ولي) لأني سأقبلها كما قبلت الرواية التي فيها (ولد) لأننا نحن انصار الله وانصار الأمام المهدي (ع) وبأختصار لا نرد روايات محمد وال محمد صلوات الله عليهم. فالرواية التي توافق القرءان ولا تخالفه نقبلها وخاصة فهي روايات متعاضدة بروايات اخرى لها تواتر معنوي ولفظي كذلك.


    فسؤالي لك هو :

    لما لا يكون التصحيف في كلمة (ولد) نفسها اي الناقل غيّرها لأنه لم يقدر ان يفهم ان الأمام الحجة (عج) انه له ولد. فشك في كلمة (ولد) وغيّرها او حوّرها الى( ولي ).

    ، هو مجرد احتمال ولن ادّعيه لأن لا دليل عندي ولكن ممكن ان احتج عليك انت بالذات ما دمت انت بدأت تحتج عليّ بالظنون والأحتمالات وكما يقال : البادي اظلم. ان لم تقبل احتجاجي هذا عليك فيسقط احتجاجك وان قبلته مني فعليك اذن ان تقبل بالرواية التي تذكر ( ولده ).


    البتري :

    لا لن اقبل الرواية التي تذكر كلمة (ولده).


    الأنصاري :

    اذن لا مفاضلة في احتجاجك على احتجاجي ولن يصمد احتجاجك لنفس الأسباب.

    3_ فلنترك (ولده) ولنتمعن معا في ( ولي ) او ( المولى) الذي يلي امره.

    الرواية تقول : (ولا يطلع أحد على موضعه وأمره ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره ).

    فكيف للأمام الحجة (ع ) مولى يلي امره ؟

    وهل الأمام الحجة بحاجة الى مولى كي يلي امره اذا كان هو الأمام المهدي الذي لا عقب له كما تزعمون ؟.
    فهو بلا شك لا يحتاج الى احد أو لوليّ يلي امره الا اذا كان هذا المولى اماما سيلي الأمام المهدي (ع) ويستلم الأمامة منه بعد استشهاده.

    وهذه هي الحقيقة التي عرفناها من امامنا احمد (ع) حيث كنا مثلكم سابقا نجهل ذرية الأمام الحجة (ع ) اي المهديين الأثنى عشر عليهم السلام من بعده الذين سيحكمون في دولة العدل الألهي المرتقب.

    فروايات محمد وال محمد صلوات الله عليهم تروي لنا هذه الحقيقة وهي كثيرة بتوترات لفظية حينا ومعنوية احيانا اخرى وكلها تعضد الوصية المقدسة التي اشارت للأئمة والمهديين صلوات الله عليهم.

    واذكر لك منها :
    عن الصادق (ع) إنه قال : (( إن منّا بعد القائم (ع) إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين (ع) )) مختصر بصائر الدرجات ص49 . وعن الإمام السجاد (ع) قال: (( يقوم القائم منا ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً )) شرح الأخبار 3 /400.

    وعن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في ذكر الكوفة قال: (...فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وصلى فيه ومنها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه والقوام من بعده وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين )) وسائل الشيعة الإسلامية 3 /524.

    وعن حبة العرني قال : خرج أمير المؤمنين (ع) إلى الحيرة فقال : لتصلن هذه بهذه وأومى بيده إلى الكوفة والحيرة حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير وليبنين بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله فرجه لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً...الحديث )) التهذيب 3/253، معجم أحاديث الإمام المهدي 3 /112.

    والأدعية المأثورة التي تذكر المهديين وهذه الأدعية تؤكد انهم ائمة ، فأليك هذه الأدعية وأسمعها و تمعّن فيها :


    1-اللهم صل على محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن الرضي و الحسين المصفى و جميع أوصياء مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم و صل على وليك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و مد في أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِير)ٌ بحار الانوار ج99 ص11-مفاتيح الجنان ص85.

    2-نسخة الدفتر الذي خرج من الناحية المقدسة في الدعاء لصاحب الزمان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.......و صل على وليك و ولاة عهده و الأئمة من ولده و مد في أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ) بحارالأنوار ج : 52 ص 20


    3-في مفاتيح الجنان في الدعاء لصاحب الزمان (ع ) ص616 و في نسخ اخرى ص 778 وتسلسله بعد دعاء العهد الشريف . كما نقله الكفعمي في مصباحه ص : 548 :

    4-ذكر الشيخ عباس القمي (رحمه الله): و قال الكفعمي رحمه الله في مصباحه روى يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه السلام أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر ع بهذا الدعاء: {اللهم ادفع عن وليك .......................اللهم أعطه في نفسه وأهله ووَلَدِه وذريته و أمته وجميع رعيته ما تقربه عينه وتسربه نفسه,,,
    الى نهاية الدعاء.



    البتري :

    اختلف معك فهؤلاء المهديين هم من ذرية الحسين (ع ) اي العلماء السادة سيحكمون فترة حتى تكون الرجعة على هذه الأرض. او ممكن هم الأئمة انفسهم سيعودون في الرجعة ويحكمون كما اشارت الروايات بخصوص الرجعة وعودتهم ويحكمون الأرض من جديد.




    الأنصاري :

    اخي (ب) ستر الله عنك. كلامك هذا اصلا يخالف عقيدة الشيعة جملة وتفصيلا وسألخصها في هذه النقاط :


    1- ان قلت ان المهديين هم مجرد علماء عاديون ولكنهم من نسل الحسين (ع) وسيحكمون الأرض بعد استشهاد الأمام الحجة (ع ) ، فهذا يعارض قول رسول الله محمد واله الأطهار صلوات الله عليهم ، لأنهم ليسوا معصومين وان لم يكن الرجل معصوما فلا يكون حجة على الناس وعند افتقاد الأمام المعصوم على وجه البسيطة فلا تبقى للأرض قائمة.

    وروي عنهم (عليه السلام) أنّه قال: (لو بقيت الأرض يوماً واحد بلا إمام لساخت الأرض بأهلها، ولعذّبهم الله بأشدّ عذابه.. إنّ الله تبارك وتعالى جعلنا حجّة في أرضه وأماناً في الأرض لأهل الأرض، لن يزالوا بأمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم ثمّ لا يمهلهم ولا ينظرهم، ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثمّ يفعل الله تعالى بهم ما شاء وأحبّ)

    ... إكمال الدين وإتمام النعمة: 204 الحديث (14) الباب الحادي والعشرون..


    وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهر مشهوراً، وإمّا خائفاً مغموراً)

    ...نهج البلاغة لمحمّد عبده 4: 37 (147) ومن كلام له(عليه السلام) لكميل بن زياد.


    والدليل من القرآن الكريم:

    قال تعالى: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم )) (الأنفال:33)..

    فقد روي عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: ((قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليهما السلام): لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام؟ فقال: (لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام؛ قال الله عزّ وجلّ: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم ))، وقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون...) ))
    .... علل الشرائع 1: 123 العلّة التي من أجلها يحتاج إلى النبيّ والإمام(عليهما السلام).

    اما قولك انهم انفسهم الأئمة (ع ) يعودون ويحكمون. فهل عقلك يقبل ان يكون امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع ) من ولد الحسين ومن ولد الأمام المهدي (ع ) بالذات؟
    فالروايات تشير ان المهديين من عقب الحسين (ع ) ومن ولد الأمام المهدي الحجة بن الحسن (ع) ارواحنا لمقدمه الفداء.



    البتري :

    ولكن اعود واقول :
    لنا هنا وقفات ثلاث

    الوقفة الأولى الوقفة السندية، الوقفة الثانية الوقفة الدلالية، الوقفة الثالثة تحت عنوان تنبيه.

    ففي كتاب (الغيبة) للنعماني في الباب العاشر في الفصل الرابع ص١٧٦ الحديث الخامس قال النعماني: (واخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم من كتابه قال حدثنا عبيس بن هاشم عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن المستنير عن المفضّل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم ....... الى اخر الرواية

    وروى الشيخ الطوسي في (الغيبة) ص٦١ في الحديث تحت الرقم ٦٠ قال: (وروى إبراهيم بن المستنير عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما أطول من ..............الخ

    وروى الشيخ في نفس الكتاب ص ١٦٢ في الحديث تحت الرقم ١٢٠، احمد بن إدريس عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن المستنير عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما ..... الخ

    وهذه الرواية ضعيفة السند بعبد الله أو إبراهيم المستنير سواء كانت حسب ما روى الشيخ النعماني أو الشيخ الطوسي لأن الرواية بكِلا طريقيها تمر بعبد الله أو إبراهيم المستنير، وبذلك تكون هذه الرواية غير صالحة للاستدلال بأي شكل من الأشكال.

    الوقفة الثانية:
    الدلالية: ان متن الرواية مضطرب من جهات عديدة اذ لا تنسجم مع كثرة من هم باقون على أمره عليه السلام مع طول غيبته التي استمرت إلى الآن، بل وان الكثير من الروايات تؤكد على أن هناك الكثير من الشيعة الذين يؤمنون وباقون على أمر الإمام المهدي عليه السلام وهم بالملايين

    ١- ان متن الرواية مضطرب من جهات عديدة اذ لا تنسجم مع كثرة من هم باقون على أمره عليه السلام مع طول غيبته التي استمرت إلى الآن، بل وان الكثير من الروايات تؤكد على أن هناك الكثير من الشيعة الذين يؤمنون وباقون على أمر الإمام المهدي عليه السلام وهم بالملايين.

    ٢- ان الرواية تتحدث عن عصر ما قبل الظهور للإمام المهدي عليه السلام فهي أجنبية عن دعوى هؤلاء بالمرة.

    ٣- ان الرواية بحسب متن الشيخ الطوسي الثاني تنفي أن يكون ولد الإمام المهدي عليه السلام مطلعاً على موضعه، وهذا يُشكل قرينة قوية على أن الولد على فرضه ليس مؤهلاً لأن يطلع على مكان الإمام وهو ما يقصم ظهر هؤلاء المدعين من ارتباطهم المباشر بالإمام المهدي وأنهم رسله إلى الناس كافة.

    ٤- ان الرواية تؤكد على أفضلية شخص آخر وهو وإن كان مجهول الهوية بالنسبة إلى الرواية إلا انه مطلعٌ على مكان الإمام عليه السلام لأنه هو الذي يلي أمره، وليس في الرواية ولا في غيرها ما يثبت حجيةً لهذا المولى من جهة اطلاعه على موضع الإمام المهدي عليه السلام وولايته لأمره، وبه يتضح أن اطلاع الشخص على موضع الإمام عليه السلام أو تحمله لأمره وخدمته له لا يعني حجية ذلك الشخص.

    إذن يتبيّن من هذه الأمور أن ولد الإمام المهدي عليه السلام على فرض القول به ليس له خصوصية بل أنه معرّضٌ به في هذه الرواية من جهة عدم اطلاعه على موضع الإمام، بل ويحتمل انه لا يبقى على أمر الإمام عليه السلام. فكيف يكون حجة على الناس ورسولاً من قبله إليهم؟

    الوقفة الثالثة: تنبيه

    ان الرواية وردت بأكثر من متن وهي بذلك تكون مجملة ولا يمكن اعتمادها، هذا إذا تنزّلنا عن ضعف سندها فالشيخ النعماني يرويها بلفظة من ولي بينما الشيخ الطوسي يرويها مرةً بغير ولي وولد، ومرةً بولد، وهذا التعدد في المتون يوجب سقوط الرواية عن الحجية، وهذا ما يؤكده هؤلاء من أن الرواية لا يجوز العمل بها إلا إذا كانت قطعية الدلالة أي ان لها وجهاً واحداً ولا تحتمل غيره، وحيث أن هذه الرواية لها أكثر من وجه من حيث الظهور، ولها أكثر من متن من حيث النقل، وهي علاوة على ذلك ضعيفة السند فتكون ساقطة عن الاعتبار والحجية.
    وهكذا نرى ان دعاوى هؤلاء أو ما يسمونه بالأدلة بدأت تتهاوى وتسقط، بل هي لم تثبت حتى تسقط وليس ذلك إلا لأنهم يتشبثون بكل متشابه وكل سقيم ليزيغوا قلوب ضعفاء النفوس بعد أن زاغت قلوبهم وأصبحوا عبيداً للشيطان.




    الأنصاري :

    اخي العزيز (ب):

    اولا :
    لا دليل عندك ان ذلك المولى الذي على صلة بالأمام الحجة بأنه مجرد ككثيرين ممن التقوا بالأمام (ع) في الغيبة الكبرى ولا صلة له بالدعوى المهدوية.

    ثانيا :
    ان كان الكثيرين ممن التقوا بالأمام المهدي (عج) في عصر الغيبة وكما قلت جنابك الموقر ، فلما لم تشر روايات العترة الطاهرة (ع) لهم وتذكرهم. بل اهملتهم الروايات ، وأي اهمال !!؟

    ما عدا المولى الوحيد الذي يعلم بمكانه وموضعه الذي اشارت اليه الروايات. وحتى بقية ولد الأمام (ع) والمفروض ان يكونوا كثيرين فلم تشر اليهم الروايات.

    من هذا نفهم مدى خطورة دور هذا المولى في التمهيد للأمام الحجة (ع) واهميته القصوى وحجيته على الناس وعصمته حيث ذكره رسول الله (ص) بقوله :


    ورد في كتاب سليم بن قيس – تحقيق محمد باقر الأنصاري:
    عن رسول الله (ص) في خبر طويل … إلى أن يقول: ( ثم ضرب بيده على الحسين عليه السلام فقال: ( يا سلمان ، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما من ولد هذا. إمام بن إمام ، عالم بن عالم ، وصي بن وصي ، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم . قال : قلت : يا نبي الله ، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال : أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم لأن الله هداهم به )([1]).

    رسول الله في هذا الحديث يعرفنا بالمهدي، ويقول عنه (أبوه الذي يليه)، أي إن أبا المهدي يأتي بعد المهدي، فكيف يستقيم هذا المعنى؟

    نحن نعلم جميعاً أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قد جاء قبل الإمام المهدي محمد بن الحسن عليه السلام، فلابد أن يكون المقصود من المهدي شخص آخر غير الإمام محمد بن الحسن عليه السلام، فمن يكون؟
    لاشك أن المقصود هو أحمد ابن الإمام المهدي الذي ذكرته وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وغيرها من الروايات وفيها سماه رسول الله (ص) بالمهدي.

    اما اللجوء الى علم الرجال في تضعيف الروايات فهو باطل وبدليل قرءاني فضلا ان علم الرجال علم ابتدعه العامة للنيل من احقية الأمام علي واولاده المعصومين (ع) في تسنم خلافة المسلمين.

    فالإمام الصادق (ع) ينهى شيعته من رفض الرواية أو عدم الأخذ بها ، ولو جاء بها فاسق (معروف بالكذب بالحديث ، والكاذب فاسق) ، بل والرواية تشير إلى شيء آخر قال (بالحديث فنستبشعه) أي إن الحديث مستبشع بالإضافة إلى انه فاسق معروف بالكذب فيقاطعه الإمام ويرفض منه هذا جملة وتفصيلا .
    ولا يكتفي آل البيت (ع) بهذا القبول لرواياتهم (ع) ، بل تقبل رواياتهم من الخارجين عن دائرة الولاية ، بل والخارجين من الإسلام أساساً ، وليس من الفاسق فحسب ، ومن هذه الروايات ما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال :

    (لا تكذبوا الحديث أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فأنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذبون الله عز وجل فوق عرشه)مختصر بصائر الدرجات ص77

    والأحاديث كثيرة في هذا المجال نكتفي بهذا لمن أراد أن يسير على خط آل بيت العصمة فقانونهم (ع) ثابت ومسنون منهم (ع) :

    (خذوا ما رووا ، ودعوا ما رأوا)

    وقد امرنا اهل البيت (ع) بعرض الحديث على القران فما وافقه ناخذ به وماخالفه نرده الى ال محمد لا ننكره وهذه الاية تثبت ان الله سبحانه يامرنا ان نتبين لا ان ننكر .

    وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال :(لا تصدق علينا إلا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله).
    وسائل الشيعة 18/89


    قال الله تعالى :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6

    ففي أسوأ الحالات امرنا الله ان لا نرمي الرواية حتى لو كان ناقلها فاسقا. فليس من واجبنا التحقق من فسق الناقل لأن القرءان اخبرنا عن حاله اي بفسقه وبقي علينا ان نتفحص متن ما نقل الينا فأن وافق القرءان فنقبله وان عارضه فلا نبني عقيدتنا عليه.


    البتري :

    ولكن ومنذ سنين عديدة ونحن نقرأ تفسير الآية بأن نتحقق من صدق الرجال.



    الشيعي :

    [ يقف على قدميه كأنه يريد اعلام الحاضرين ان الوقت عنده تأخر فعليه مغادرة المكان ، وهو يستدير بوجه وبدنه نحو البتري وهو يقول :]

    اخي ( ب ) شخصيا لا احب المكابرة فالقرءان صريح في قوله فعلينا الأذعان فلا كلام فوق كلام الله سبحانه. واني اؤيد أخانا ( أ ) في تفسيره للآية الكريمة. و أظن ضاق بي الوقت فتركت العيال مع امهم ولن ابتعد عنهم اكثرمن هذا، وان شاء الله لنا عودة اخرى في لقاء جديد.



    الأنصاري :

    انه ليس تفسيري بل تفسير المعصومين عليهم السلام.

    ( يقف البتري من مكانه وهو صامت وكذلك الوهابي ويستودعون الأنصاري وهو يشيعهم بكل احترام وتقدير الى الباب الخارجي للمنزل على امل العودة من جديد وفي لقاء اخر مرتقب )


    ( يتبع)

    ملاحظة/
    بعض مقاطع الحوار نقلت من مواقع الشيعة وبعض اخر من مقالات الأخوة الأنصار وفقهم الله



    29 محرم الحرام 1436
    23 تش2/ نوفمبر 2014

    Comment

    • حزن احمد
      عضو نشيط
      • 18-06-2013
      • 244

      #3
      رد: حوار افتراضي في منزل انصاري ( حوار قصصي من واقعنا الملموس)

      اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
      القصه جدا شيقه وذات فائده كبيره فمن خلالها اثبت ادله احمد الحسن ع بصوره سهله تسهل على القارئ الاستمتاع بقراتها وايضا الاستفاده منها
      بارك الله فيك ووفقكم لكل خير يرضى الله ورسوله واهل بيته والمهديين وان شاء الله ننتظر تكملة القصه

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎