إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

وقائع زمان الظهور و حديث المفضل بن عمر ( الزام الناصب ج 2)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    وقائع زمان الظهور و حديث المفضل بن عمر ( الزام الناصب ج 2)

    الزام الناصب في  اثبات الحجة الغائب ، الجزء الثاني
    الريحان الرابع : في الحديث المروي عن مفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) :



    عن المفضل بن عمر سألت سيدي الصادق (عليه السلام): هل للمأمول المنتظر المهدي (عليه السلام) من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا، قلت: يا سيدي ولم ذلك؟ قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى: *(يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض)(1) الآية، وهو الساعة التي قال الله تعالى: *(يسألونك عن الساعة أيان مرساها)(2) وقال *(وعنده علم الساعة)(3) ولم يقل إنها عند أحد وقال *(فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها)(4) الآية وقال *(اقتربت الساعة وانشق القمر)(5) وقال *(وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد)(6) قلت: فما معنى يمارون؟ قال: يقولون متى؟ ولد ومن رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكل ذلك استعجالا لأمر الله وشكا في قضائه ودخولا في قدرته أولئك الذين خسروا الدنيا وإن للكافرين لشر مآب، قلت: أفلا توقت له وقت؟ فقال: يا مفضل لا اوقت له وقتا ولا يوقت له وقت، إن من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه وادعى أنه ظهر على سره وما لله من سر إلا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن الله الراغب عن أولياء الله وما الله من خير إلا وهم أخص به بستره وهو عندهم، وإنما ألقى الله إليهم ليكون حجة عليهم. قال المفضل: يا مولاي فكيف بدء ظهور محمد المهدي وإليه التسليم؟ قال: يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين فيعلو ذكره ويظهر أمره وينادى باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به، على أنه قصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه وقلنا سمي جده رسول الله وكنيه لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسما ولا كنية ولا نسبا، والله ليتحقق الإيضاح به وباسمه وكنيته على ألسنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعض، كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهره الله كما وعد به جده (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله عز وجل: *(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(7) قال المفضل: يا مولاي فما تأويل قوله تعالى: *(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)* قال (عليه السلام): هو قوله تعالى: *(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)(8) فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كله واحدا كما قال جل ذكره: *(إن الدين عند الله الإسلام)(9) وقال الله: *(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)(10) قال المفضل: قلت يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الإسلام؟ قال: نعم يا مفضل هو الإسلام لا غير، قلت: يا مولاي أتجده في كتاب الله؟ قال (عليه السلام): نعم من أوله إلى آخره ومنه هذه الآية: *(إن الدين عند الله الإسلام)* وقوله تعالى: *(ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين)(11) ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل: *(واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك)(12) وقوله تعالى في قصة فرعون *(حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)(13) وفي قصة سليمان وبلقيس *(قبل أن يأتوني مسلمين)(14) وقولها *(أسلمت مع سليمان لله رب العالمين)(15) وقول عيسى *(من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)(16) وقوله عز وجل *(وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها)(17) وقوله في قصة لوط *(فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)(18) وقوله *(آمنا بالله وما أنزل إلينا)(19) إلى قوله *(لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)(20) وقوله تعالى: *(أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت)* إلى قوله *(ونحن له مسلمون)(21) قلت: يا سيدي كم الملل؟ قال: أربع وهي شرائع قال المفضل: قلت: يا سيدي المجوس لم سموا المجوس؟ قال (عليه السلام): لأنهم تمجسوا في السريانية وادعوا على آدم وعلى شيث (عليهما السلام) هبة الله، أنهما أطلقا لهم نكاح الأمهات والأخوات والبنات والخالات والعمات والمحرمات من النساء وأنهما أمراهم أن يصلوا إلى الشمس حيث وقفت في السماء ولم يجعلا لصلاتهم وقتا. وإنما هو افتراء على الله الكذب على آدم وشيث. قال المفضل: يا مولاي وسيدي لم سمي قوم موسى اليهود؟ قال (عليه السلام): لقول الله عز وجل *(إنا هدنا إليك)(22) أي اهتدينا إليك، قال: فالنصارى؟ قال (عليه السلام): لقول عيسى *(من أنصاري إلى الله)(23) وتلا الآية إلى آخرها فسموا النصارى لنصرة دين الله، قال المفضل: فقلت: يا مولاي فلم سمي الصابئون الصابئين؟ فقال (عليه السلام): إنهم صبوا (24) إلى تعطيل الأنبياء والرسل والملل والشرايع وقالوا كلما جاءوا به باطل فجحدوا توحيد الله تعالى ونبوة الأنبياء ورسالة المرسلين ووصية الأوصياء فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول وهم معطلة العالم، قال المفضل: سبحان الله، ما أجل هذا من علم! قال (عليه السلام): نعم يا مفضل فألقه إلى شيعتنا لئلا يشكوا في الدين، قال المفضل: يا سيدي ففي أي بقعة يظهر المهدي (عج)؟ قال (عليه السلام): لا تراه عين في وقت ظهوره إلا رأته كل عين، فمن قال لكم غير هذا فكذبوه، قال المفضل: يا سيدي يرى وقت ولادته؟ قال: بلى والله ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه سنتين وتسعة أشهر، أول ولادته وقت الفجر من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول من ستين ومائتين وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة بشاطئ دجلة، بناها المتكبر الجبار المسمى باسم جعفر الضال الملقب بالمتوكل وهو المتأكل لعنه الله تعالى وهو مدينة تدعى بسر من رأى وهي ساء من رأى يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ولا يراه المشكك المرتاب وينفذ فيها أمره ونهيه ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيلقاه هناك من يسعده الله بالنظر إليه ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستين ومائتين فلا تراه عين أحد حتى يراه كل أحد وكل عين، قال المفضل: قلت يا سيدي فمن يخاطبه ولم يخاطب؟ قال الصادق (عليه السلام): تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ويخرج أمره ونهيه إلى ثقاته وولاته ووكلائه ويعقد ببابه محمد بن نصير النميري في يوم غيبته بصابر ثم يظهر بمكة، والله يا مفضل كأني أنظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجليه نعل رسول الله المخصوفة وفي يده هراوته، يسوق بين يديه أعنزا عجافا حتى يصل بها نحو البيت ليس ثم أحد يعرفه ويظهر وهو شاب. قال المفضل: يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبة؟ فقال (عليه السلام): سبحان الله وهل يعرف ذلك يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجده وجل ذكره، قال المفضل: يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟ قال (عليه السلام): يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل: يا سيدي قولك مقبول وأمرك جايز فيمسح يده على وجهه ويقول: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ويقف بين الركن والمقام فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ايتوني طائعين، فيرد صيحته عليهم وهم في محاريبهم وعلى فرشهم في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل فيجيبون نحوها ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه بين الركن والمقام فيأمر الله عز وجل النور فيصير عمودا من السماء إلى الأرض فيستضئ به كل مؤمن على وجه الأرض ويدخل عليه نور من جوف بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلام ثم يصبحون وقوفا بين يديه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر. قال المفضل: يا مولاي وسيدي فاثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين بن علي يظهرون معهم؟ قال: يظهر منهم أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) يظهرون في اثني عشر ألفا من مؤمنين من شيعة علي وعليه عمامة سوداء. قال المفضل: يا سيدي فبغير سنة القائم بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه؟ فقال (عليه السلام): يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع لها والمبايع له، بل يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء ويقول: هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثم يتلو هذه الآية *(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه)(25) الآية، فيكون أول من يقبل يده جبرئيل ثم يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجن ثم النقباء ويصبح الناس بمكة فيقولون: من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة؟ وما هذا الخلق الذي معه؟ وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها؟ فيقول بعضهم لبعض: هذا الرجل هو صاحب العنيزات، فقال بعضهم: انظروا هل تعرفون أحدا ممن معه؟ فيقولون: لا نعرف أحدا منهم إلا أربعة من أهل مكة وأربعة من أهل المدينة وهم فلان وفلان ويعدونهم بأسمائهم، ويكون هذا أول طلوع الشمس في ذلك اليوم فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من في السماوات والأرضين: يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسميه باسم جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويكنيه وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين، بايعوه تهتدوا ولا تخالفوا أمره فتضلوا، فأول من يقبل يده الملائكة ثم الجن ثم النقباء ويقولون سمعنا وأطعنا ولا يبقى ذو أذن من الخلايق إلا سمع ذلك النداء وتقبل الخلايق من البدو والحضر والبحر والبر يحدث بعضهم بعضا ويستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم، فإذا دنت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغربها: يا معشر الخلايق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فبايعوه تهتدوا ولا تخالفوا عليه، فيرد عليهم الملائكة والجن والنقباء قوله: ويكذبونه ويقولون له سمعنا وعصينا ولا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر إلا دخل بالنداء الأخير وسيدنا القائم مسند ظهره إلى الكعبة ويقول: يا معشر الخلائق، ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث، فها أنا ذا آدم وشيث ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام، فها أنا نوح وسام ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع، فها أنا ذا موسى ويوشع، ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسى وشمعون، ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فها أنا ذا محمد وأمير المؤمنين، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين (عليهما السلام) فها أنا ذا الحسن والحسين، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من ولد الحسين (عليه السلام) فها أنا ذا الأئمة، أجيبوا إلى مسألتي فإني أنبئكم بما نبئتم به وما لم تنبأوا به، ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع مني ثم يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله على آدم وشيث يقول: أمة آدم وشيث وهبة الله: هذه والله هي الصحف حقا ولقد أمرنا ما لم نكن نعلمه فيها وما كان خفي علينا وما كان سقط منها وبدل وحرف، ثم يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور: هذه والله صحف نوح وإبراهيم حقا وما أسقط منها وما بدل وحرف منها هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والإنجيل الكامل وإنها أضعاف ما قرأنا منها ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون: هذا والله القرآن حقا الذي أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أسقط منه وحرف وبدل، ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن وفي وجه الكافر كافر ثم يقبل على القائم رجل وجهه إلى قفاه وقفاه إلى صدره ويقف بين يديه فيقول: يا سيدي أنا بشير أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم: بين قصتك وقصة أخيك فيقول الرجل: كنت وأخي في جيش السفياني وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء وتركناها جما وخربنا الكوفة وخربنا المدينة وكسرنا المنبر وراثت بغالنا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرجنا منها وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد إخراب البيت وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها فصاح: بنا صايح يا بيداء أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الأرض وبلعت كل الجيش فوالله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة مما سواه غيري وغير أخي فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى فقال لأخي: ويلك امض إلى الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء وقال لي: يا بشير إلحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين وتب على يده فإنه يقبل توبتك فيمر القائم يده على وجهه فيرده سويا كما كان ويبايعه ويكون معه. قال المفضل: يا سيدي وتظهر الملائكة والجن للناس؟ قال: إي والله يا مفضل ويخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته بأهله، قلت: يا سيدي ويسيرون معه؟ قال: إي والله يا مفضل ولينزلن أرض الهجرة ما بين الكوفة والنجف وعدد أصحابه حينئذ ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن، وفي رواية أخرى ومثلها من الجن بهم ينصره الله ويفتح على يديه. قال المفضل: فما يصنع أهل مكة؟ قال: يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلا من أهل بيته ويخرج يريد المدينة. قال المفضل: يا سيدي فما يصنع بالبيت؟ قال: ينقضه فلا يدع منه إلا القواعد التي هي أول بيت وضع للناس ببكة في عهد آدم (عليه السلام) والذي رفعه إبراهيم وإسماعيل فيها وإن الذي بني بعدهما لم يبنه نبي ولا وصي ثم يبنيه كما يشاء الله وليعفين آثار الظالمين بمكة والمدينة والعراق وسائر الأقاليم وليهدمن مسجد الكوفة وليبنينه على البنيان الأول وليهدمن القصر العتيق، ملعون ملعون ملعون من بناه. قال المفضل: يا سيدي يقيم بمكة؟ قال: لا يا مفضل، بل يستخلف فيها رجلا من أهله فإذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون ويتضرعون ويقولون: يا مهدي آل محمد التوبة التوبة فيعظهم وينذرهم ويحذرهم ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد إليهم أنصاره من الجن والنقباء يقول لهم ارجعوا فلا تبقوا منهم بشرا إلا من، آمن فلولا أن رحمة ربكم وسعت كل شيء وأنا تلك الرحمة لرجعت إليهم معكم فقد قطعوا الأعذار بينهم وبين الله وبيني فيرجعون إليهم فوالله لا يسلم من المائة منهم واحد لا والله ولا من ألف واحد. قال المفضل: قلت يا سيدي فأين يكون دار المهدي ومجتمع المؤمنين؟ قال: دار ملكه الكوفة ومجلس حكمه جامعها وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة وموضع خلواته الدكوات البيض من الغريين. قال المفضل: يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟ قال (عليه السلام): إي والله لا يبقى إلا كان أو حواليها وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم، إي والله ليودن أكثر الناس إنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خطة من خطط همدان وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها قصور كربلاء وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من الشأن وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة، ثم تنفس أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: يا مفضل إن بقاع الأرض تفاخرت ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة الحرام ولا تفتخري على كربلاء فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة وإنها الربوة التي أويت إليها مريم والمسيح إنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (عليه السلام) وفيها غسلت مريم أو عيسى واغتسلت من ولادتها وإنها خير بقعة عرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها وقت غيبته وليكونن لشيعتنا فيها حيرة إلى ظهور قائمنا. قال المفضل: يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين؟ قال: إلى مدينة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين. قال المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؟ قال (عليه السلام): يرد إلى قبر جده (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا معاشر الخلايق هذا قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقولون: نعم يا مهدي آل محمد، فيقول: ومن معه في القبر فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر، وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله وعسى المدفون غيرهما فيقول الناس: يا مهدي آل محمد ما هاهنا غيرهما إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبوا زوجتيه فيقول للخلق، بعد ثلاث إخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ولم يشحب لونهما فيقول: هل فيكم من يعرفهما؟ فيقولون: نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؟ فيقولون: لا، فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبرين ويقول للنقباء: ابحثوا عنهما فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها فيقول المرتابون من أهل ولايتهما: هذا والله الشرف حقا ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ويخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما ويحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي: كل من أحب صاحبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضجيعيه فلينفرد جانبا فتجزأ الخلق جزئين: أحدهما موال والآخر متبرئ منهما فيعرض المهدي على أوليائهما البراءة منهما فيقولون: يا مهدي آل رسول الله نحن لم نتبرأ منهما ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة وهذا الذي بدا لنا من فضلهما، لا نتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما وغضاضتهما وحياة الشجرة بهما بل والله منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما ومن صلبهما وأخرجهما وفعل بهما ما فعل، فيأمر المهدي (عج) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم (عليه السلام) وجمع النار لإبراهيم وطرح يوسف في الجب وحبس يونس في بطن الحوت وقتل يحيى وصلب عيسى وعذاب جرجيس ودانيال وضرب سلمان الفارسي وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) لإحراقهم بها وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة (عليها السلام) بالسوط ورفس بطنها وإسقاطها محسنا وسم الحسن وقتل الحسين وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره وسبي ذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإراقة دماء آل محمد وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل خبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغم مذ عهد آدم إلى وقت قيام قائمنا، كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه ويعترفان به. (قال المؤلف (أقول: والعلة والسبب في إلزام ما تأخر عنهما من الآثام عليهما ظاهر، لأنهما بمنع أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حقه ودفعه عن مقامه صار الجبين لاختفاء ساير الأئمة ومظلوميتهم وتسلط أئمة الجور وغلبتهم إلى زمان القائم وصار ذلك سببا لكفر من كفر وضلال من ضل وفسق من فسق، لأن الإمام مع اقتداره واستيلائه وبسط يده يمنع جميع ذلك، وعدم تمكن أمير المؤمنين من بعض تلك الأمور في أيام خلافته كان لما أتياه من الظلم والجور، وأما ما تقدم عليهما فلأنهما راضيان بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحق عن مقامهم وما يترتب على ذلك من الفساد، ولو كانا منكرين لذلك لم يفعلا مثل فعلهم وكل من رضي بفعل فهو كمن أتاه كما دلت عليه الآيات الكثيرة حيث نسب الله تعالى فعل آباء اليهود إليهم وذمهم عليها لرضاهم بها ولا يبعد أن يكون لأرواحهم الخبيثة مدخلا في صدور تلك الأمور عن الأشقياء كما أن أرواح الطيبين من أهل الرسالة كانت مؤيدة للأنبياء والرسل، معينة لهم في الخيرات، شقيقة لهم في دفع الكربات). ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حصر ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما نسفا. قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟ قال (عليه السلام): هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين والأئمة وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا وليقتص منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ويردان إلى ما شاء ربهما، ثم يسير المهدي إلى الكوفة والنجف وينزل وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن والنقباء ثلاثة مائة وثلاثة عشر نقيبا. قال المفضل: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
    قال (عليه السلام): في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يحلب الجريرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد، والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سكنا فإن المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله، والله ليبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال إنها هي الدنيا وإن دورها وقصورها هي الجنة وإن بناتها هي الحور العين وأن ولدانها هم الولدان وليظنن أن الله لم يقسم رزق العباد إلا بها وليظهرن فيها من الافتراء على الله وعلى رسوله والحكم بغير كتابه ومن شهادات الزور وشرب الخمور والفجور وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا إلا دونه، ثم ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات حتى ليمر عليها المار فيقول: هاهنا كانت الزوراء، ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيب كنوز، الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد على البرازين الشهب بأيديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي ويقولون يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا؟ فيقول: اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد، وهو والله يعلم أنه المهدي وأنه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته الغضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبته البراق ومصحف أمير المؤمنين فيخرج له ذلك، ثم يأخذ الهرواة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك إلا أن يرى أصحابه فضل المهدي حتى يبايعوه، فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه ساير العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية فإنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم فيختلط العسكران فيقبل المهدي على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدادون إلا طغيانا وكفرا فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثم يقول لأصحابه: لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها. قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام): يثور سرابا على السفياني إلى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ثم يظهر الحسين (عليه السلام) في اثني عشر ألف صديق واثنين وسبعين رجلا أصحابه يوم كربلاء فيا لك عندها من كرة زهراء بيضاء ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب وينصب له القبة بالنجف ويقام أركانها: ركن بالنجف وركن بهجر وركن بصفا وركن بأرض طيبة لكأني أنظر إلى مصابيحها تشرق في السماء والأرض كأضواء من الشمس والقمر، فعندها تبلى السرائر وتذهل كل مرضعة عما أرضعت إلى آخر الآية، ثم يخرج السيد الأكبر محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أنصاره والمهاجرين ومن آمن به وصدقه واستشهد معه ويحضر مكذبوه والشاكون فيه والرادون عليه والقائلون فيه إنه ساحر وكاهن ومجنون وناطق عن الهوى ومن حاربه وقاتله حتى يقتص منهم بالحق ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهور رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ظهور المهدي مع إمام إمام ووقت وقت ويحق تأويل هذه الآية *(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).(26) قال المفضل: يا سيدي ومن فرعون ومن هامان؟ قال (عليه السلام): أبو بكر وعمر. قال المفضل: يا سيدي ورسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما يكونان معه؟ فقال: لا بد أن يطأ الأرض، إي والله حتى ما وراء الخاف، إي والله ما في الظلمات وما في قعر البحار حتى لا يبقى موضع قدم إلا وطئاه وأقاما فيه الدين الواجب لله تعالى، ثم لكأني أنظر يا مفضل إلينا معاشر الأئمة بين يدي رسول الله نشكو إليه ما نزل بنا من الأمة بعده وما نالنا من التكذيب والرد علينا وسبنا ولعننا وتخويفنا بالقتل وقصد طواغيتهم الولاة لأمورهم من دون الأمة ترحيلنا عن الحرمة إلى دار ملكهم وقتلهم إيانا بالسم والحبس فيبكي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقول: يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم ثم تبتدئ فاطمة وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر وأخذ فدك منها ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار وخطابها له في أمر فدك وما رد عليها من قوله: إن الأنبياء لا يورثون، واحتجاجها بقول زكريا ويحيى وقصة داود وسليمان وقول عمر: هاتي صحيفتك التي ذكرت أن أباك كتبها لك وإخراجها الصحيفة وأخذه إياها منها ونشره لها على رؤوس الأشهاد من المهاجرين والأنصار وساير العرب وتفله فيها وتمزيقه إياها وبكائها ورجوعها إلى قبر أبيها رسول الله باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها واستغاثتها بالله وبأبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتمثلها بقول رقية بنت أصفى: قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل أهلك فاشهدهم فقد لعبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما نأيت وحالت دونك الحجب لكل قوم لهم قرب ومنزلة * عند الإله على الأدنين مقترب يا ليت قبلك كان الموت حل بنا * أملوا أناس ففازوا بالذي طلبوا وتقص عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذ وعمر بن الخطاب وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضم أزواجه وتعزيتهم وجمع القرآن وقضاء دينه وإنجاز عداته وهي ثمانون ألف درهم باع فيها تليده وطارفه (27) وقضى عن رسول الله، وقول عمر: أخرج يا علي إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك وقول فضة جارية فاطمة (عليها السلام): إن أمير المؤمنين مشغول والحق له إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه، وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة، وإضرامهم النار على الباب وخروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب وقولها ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله والله متم نوره، وانتهاره لها وقوله: كفى يا فاطمة فليس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حاضرا ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد من المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا، فقالت (عليها السلام) وهي باكية: اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك وارتداد أمته علينا ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حماقة النساء فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب وإدخال قنفذ يده يروم فتح الباب وضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى كان كالدملج (28) الأسود، وركل الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن لستة أشهر وإسقاطها إياه وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد وصفقه خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها وهي تجهر بالبكاء وتقول وا أبتاه وا رسول الله! ابنتك فاطمة تكذب ويقتل جنين في بطنها، وخروج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمر العين حاسرا حتى () لقي ملاءته عليها وضمها إلى صدره وقوله لها: يا بنت رسول الله قد علمت أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين فالله الله أن تكشفي خمارك وترفعي ناصيتك فوالله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى الله على الأرض من يشهد أن محمدا رسول الله ولا موسى ولا عيسى ولا إبراهيم ولا نوح ولا آدم ولا دابة تمشي على وجه الأرض ولا طائر في السماء إلا أهلكه الله، ثم قال: يا بن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه، أخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني عابر الأمة فخرج عمر وخالد بن وليد وقنفذ وعبد الرحمن بن أبي بكر فصاروا من خارج وصاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة ورده الباب فأسقطت محسنا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): فإنه لاحق بجده رسول الله فيشكو إليه حمل أمير المؤمنين (عليه السلام) لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وكلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار يذكرهم بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله ورسوله وبايعوا في أربعة مواطن في حياة رسول الله وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها فكل يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه ثم يشكو إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) المحن العظيمة التي امتحن بها بعده وقوله: لقد كانت قصتي مثل قصة هارون مع بني إسرائيل وقولي كقوله لموسى يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين، فصبرت محتسبا وسلمت راضيا وكانت الحجة لهم في خلافي ونقضهم عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله واحتملت يا رسول الله ما لم يحتمل وصي نبي من ساير الأوصياء من ساير الأمم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي وخروج طلحة والزبير بعائشة إلى مكة يظهران الحج والعمرة وسيرهم بها إلى البصرة وخروجي إليهم وتذكيري لهم الله وإياك وما جئت به يا رسول الله فلم يرجعا حتى نصرني الله عليهما حتى أهرقت دماء عشرين ألفا من المسلمين وقطعت سبعون كفا على زمام الجمل فما لقيت في غزواتك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعدك أصعب منه أبدا لقد كان من أصعب الحروب التي لقيتها وأهولها وأعظمها فصبرت كما أدبني الله بما أدبك به يا رسول الله في قوله عز وجل: *(فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)(29) وقوله: *(واصبر وما صبرك إلا بالله)(30) وحق والله يا رسول الله تأويل الآية التي أنزلها الله في الأمة من بعدك في قوله: *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين).(31)


    الهوامش
    (1) سورة الأعراف: 187.
    (2) سورة النازعات: 42.
    (3) سورة الزخرف: 85.
    (4) سورة محمد: 18.
    (5) سورة القمر: 1.
    (6) سورة الشورى: 17 - 18.
    (7) سورة التوبة: 33.
    (8) سورة الأنفال: 39.
    (9) سورة آل عمران: 19.
    (10) سورة آل عمران: 85.
    (11) سورة الحج: 78.
    (12) سورة البقرة: 128.
    (13) سورة يونس: 90.
    (14) سورة النمل: 38.
    (15) سورة النمل: 44.
    (16) سورة آل عمران: 52.
    (17) سورة آل عمران: 83.
    (18) سورة الذاريات: 36.
    (19) سورة المائدة: 59.
    (20) سورة البقرة: 136.
    (21) سورة البقرة: 133.
    (22) سورة الأعراف: 156.
    (23) سورة الصف: 14.
    (24) صبوا: خرجوا.
    (25) سورة الفتح: 10.
    (26) سورة القصص: 5 - 6.
    (27) التليد: العبد الذي ولد عنده، والطارف نقيضه (لسان العرب: 3 / 193).
    (28) الدملج: المعضد من الحلي (كتاب العين: 6 / 206).
    (29) سورة الأحقاف: 35.
    (30) سورة النحل: 127.
    (31) سورة آل عمران: 144.

     
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    #2
    رد: وقائع زمان الظهور والرجعة ( الزام الناصب ج 2 ر 4)

      


    يا مفضل ويقوم الحسن إلى جده فيقول: يا جداه كنت مع أمير المؤمنين في دار هجرته بالكوفة حتى استشهد بضربة عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله فوصاني بما وصيته، يا جداه وبلغ اللعين معاوية قتل أبي فأنفذ الدعي اللعين زيادا إلى الكوفة في مائة ألف وخمسين ألف مقاتل فأمر بالقبض علي وعلى أخي الحسين وسائر إخواني وأهل بيتي وشيعتنا وموالينا وأن يأخذ علينا البيعة لمعاوية فمن يأبى منا ضرب عنقه وسير إلى معاوية رأسه، فلما علمت ذلك من فعل معاوية خرجت من داري فدخلت جامع الكوفة للصلاة ورقيت المنبر واجتمع الناس فحمدت الله وأثنيت عليه وقلت: معشر الناس عفت الديار ومحيت الآثار وقل الاصطبار فلا قرار على همزات الشياطين، وحكم الخائنين الساعة والله صحت البراهين وفصلت الآيات وبانت المشكلات ولقد كنا نتوقع تمام هذه الآية وتأويلها قال الله عز وجل *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)(1) فلقد مات والله جدي رسول الله وقتل أبي وصاح الوسواس الخناس في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنة وخالفتم السنة فيا لها من فتنة صماء عمياء، لا تسمع لداعيها ولا يجاب مناديها ولا يخالف واليها، ظهرت كلمة النفاق وسيرت رايات أهل الشقاق وتكالبت جيوش أهل المراق من الشام والعراق، هلموا رحمكم الله إلى الافتتاح والنور الوضاح والعلم الحجاج والنور الذي لا يطفأ والحق الذي لا يخفى. أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة ومن تكانيف الظلمة فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة وتردى بالعظمة لئن قام إلي منكم عصبة بقلوب صافية ونيات مخلصة لا يكون فيها شوب نفاق ولا نية افتراق لأجاهدن بالسيف قدما قدما ولأضيفن من السيوف جوانبها ومن الرماح أطرافها ومن الخيل سنابكها فتكلموا رحمكم الله، فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرين رجلا فإنهم قاموا إلي فقالوا: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نملك إلا أنفسنا وسيوفنا فها نحن بين يديك، لأمرك طايعون وعن رأيك صادرون فمرنا بما شئت، فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم فقلت: لي أسوة بجدي رسول الله صلى الله عليه وآله حين عبد الله سرا وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا، فلما أكمل الله له الأربعين صار في عدة وأظهر أمر الله فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ثم رفعت نحو السماء فقلت: اللهم إني قد دعوت وأنذرت وأمرت ونهيت وكانوا عن إجابة الداعي غافلين وعن نصرته قاعدين وعن طاعته مقصرين ولأعدائه ناصرين اللهم فانزل عليهم رجزك وبأسك وعذابك الذي لا يرد عن القوم الظالمين ونزلت ثم خرجت من الكوفة راحلا إلى المدينة فجاءوني يقولون إن معاوية أسرى سراياه إلى الأنبار والكوفة وشن غاراته على المسلمين وقتل من لم يقاتله وقتل النساء والأطفال فأعلمتهم أنه لا وفاء لهم فأنفذت معهم رجالا وجيوشا وعرفتهم أنهم يستجيبون لمعاوية وينقضون عهدي وبيعتي فلم يكن إلا ما قلت لهم وأخبرتهم، ثم يقوم الحسين (عليه السلام) مخضبا بدمه هو وجميع من قتل معه فإذا رآه رسول الله بكى وبكى أهل السماوات والأرض لبكائه وتصرخ فاطمة فتزلزل الأرض ومن عليها ويقف أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن عن يمينه وفاطمة عن شماله ويقبل الحسين فيضمه رسول الله إلى صدره ويقول: يا حسين فديتك، قرت عيناك وعيناي فيك، وعن يمين الحسين (عليه السلام) حمزة أسد الله في أرضه وعن شماله جعفر بن أبي طالب الطيار ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهن صارخات وأمه فاطمة تقول *(هذا يومكم الذي كنتم توعدون)(2) *(يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا).(3) قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر قال: فبكى المفضل بكاء طويلا ثم قال: يا مولاي ما في الدموع يا مولاي؟ فقال: ما لا يحصى إذا كان من حق، ثم قال المفضل ما تقول في قوله تعالى: *(وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت).(4) قال: يا مفضل والموؤدة والله محسن لأنه منا لا غير فمن قال غير هذا فكذبوه. قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟ قال الصادق (عليه السلام): تقوم فاطمة بنت رسول الله فتقول: اللهم انجز وعدك وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني وضربني وجزعني بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السماوات السبع وحملة العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا ومن تحت أطباق الثرى صائحين صارخين إلى الله تعالى فلا يبقى أحد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة دون من قتل في سبيل الله فإنه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عز وجل: *(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)(5) قال المفضل: يا مولاي إن من شيعتكم من لا يقول برجعتكم، فقال (عليه السلام): أما سمعوا قول جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن ساير الأئمة يقول: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، قال الصادق (عليه السلام): العذاب الأدنى عذاب الرجعة والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة *(يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار).(6) قال المفضل: يا مولاي نحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله *(نرفع درجات من نشاء)(7) وقوله *(الله أعلم حيث يجعل رسالته)(8) وقوله *(إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).(9) قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل فأين نحن في هذه الآية؟ قال المفضل: فوالله *(إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين)(10) وقوله *(ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين)(11) وقوله عن إبراهيم *(واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)(12) وقد علمنا أن رسول الله وأمير المؤمنين ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين وقوله *(إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)(13) والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم قال: يا مفضل وما علمك بأن الظالم لا ينال عهد الإمامة؟ قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به ولا تختبرني ولا تبتلني، فمن علمكم علمت ومن فضلكم على الله أخذت، قال الصادق (عليه السلام): صدقت يا مفضل ولولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت هكذا، فأين يا مفضل الآيات من القرآن في أن الكافر ظالم؟ قال: نعم يا مولاي قوله تعالى: *(والكافرون هم الظالمون) *(والكافرون هم الفاسقون) ومن كفر وفسق وظلم لا يجعله الله للناس إماما قال الصادق (عليه السلام): أحسنت يا مفضل، فمن أين قلت برجعتنا، ومقصرة شيعتنا تقول معنى الرجعة أن يرد الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي؟ ويحهم، متى سلبنا الملك حتى يرد علينا؟ قال المفضل: لا والله ما سلبتموه ولا تسلبونه لأنه ملك النبوة والرسالة والوصية والإمامة، قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا، أما سمعوا قوله عز وجل: *(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)(14) والله يا مفضل إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا وإن فرعون وهامان تيم وعدي. قال المفضل: يا مولاي فالمتعة؟ قال: المتعة حلال طلق والشاهد بها قول الله عز وجل: *(ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله إنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا)(15) أي مشهودا والقول المعروف هو المشتهر بالولي والشهود وإنما احتيج إلى الولي والشهود في النكاح ليثبت النسل ويصح النسب ويستحق الميراث وقوله: *(وأتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)(16) وجعل الطلاق في النساء المزوجات غير جائز إلا بشاهدين ذوي عدل من المسلمين وقال في سائر الشهادات على الدماء والفروج والأموال والأملاك *(واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)(17) وبين الطلاق عز ذكره فقال: *(يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ربكم)(18) ولو كانت المطلقة بثلاث تطليقات تجمعها كلمة واحدة أو أكثر منها أو أقل لما قال الله تعالى: *(واحصوا العدة واتقوا الله ربكم)* إلى قوله: *(تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا فإذا بلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف واشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر)(19) وقوله: *(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)(20) هو نكر يقع بين الزوج وزوجته فيطلق التطليقة الأولى بشهادة ذوي عدل، وحد وقت التطليق هو آخر القرء والقرء هو الحيض والطلاق يجب عند آخر نقطة بيضاء تنزل بعد الصفرة والحمرة وإلى التطليقة الثانية والثالثة ما يحدث الله بينهما عطفا أو زوال ما كرهاه، وقوله تعالى: *(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُرُوءٍ لا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أردوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم)(21) هذا بقوله في أن للبعولة مراجعة النساء من تطليقة إلى تطليقة إن أرادوا إصلاحا وللنساء مراجعة الرجال في مثل ذلك ثم بين تبارك وتعالى فقال: *(الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)(22) وفي الثالثة فإن طلق الثالثة وبانت فهو قوله: *(فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره)(23) ثم يكون كسائر الخطاب لها، والمتعة التي أحلها الله في كتابه وأطلقها الرسول عن الله لسائر المسلمين فهي قوله عز وجل: *(والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم إن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما)(24) والفرق بين المزوجة والمتعة أن للزوجة صداقا وللمتعة أجرا فتمتع سائر المسلمين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحج وغيره وأيام أبي بكر وأربع سنين في أيام عمر حتى دخل على أخته عفراء فوجد في حجرها طفلا يرضع من ثديها فنظر إلى درة اللبن في فم الطفل فأغضب وأرعد وأزبد وأخذ الطفل على يده وخرج حتى أتى المسجد ورقى المنبر وقال: نادوا في الناس أن الصلاة جامعة وكان غير وقت صلاة فعلم الناس لأمر يريده عمر فحضروا فقال: معاشر الناس من المهاجرين والأنصار وأولاد قحطان من فيكم يحب أن يرى المحرمات عليه من النساء ولها مثل هذا الطفل قد خرج من أحشائها وهو يرضع على ثديها وهي غير مبتعلة؟ فقال بعض القوم: ما نحب هذا، فقال: ألستم تعلمون أن أختي عفراء بنت خيثمة أمي وأبي الخطاب غير متبعلة؟ قالوا: بلى، قال: فإني دخلت عليها في هذه الساعة فوجدت هذا الطفل في حجرها فناشدتها: أنى لك هذا؟ فقالت: تمتعت، فأعلموا ساير الناس أن هذه المتعة التي كانت حلالا للمسلمين في عهد رسول الله قد رأيت تحريمها فمن أبى ضربت جنبيه بالسوط، فلم يكن في القوم منكر قوله ولا راد عليه ولا قائل لا يأتي رسول بعد رسول الله أو كتاب بعد كتاب الله لا تقل خلافك على الله وعلى رسوله وكتابه بل سلموا ورضوا. قال المفضل: يا مولاي فما شرايط المتعة؟ قال (عليه السلام): يا مفضل لها سبعون شرطا من خالف فيها شرطا واحدا ظلم نفسه، قال: قلت يا سيدي قد أمرتمونا أن لا نتمتع ببغية ولا مشهورة بفساد ولا مجنونة وأن ندعو المتعة إلى الفاحشة فإن أجابت فقد حرم الاستمتاع بها وأن نسأل أفارغة أم مشغولة ببعل أو حمل أو بعدة؟ فإن شغلت بواحدة من الثلاث فلا تحل وإن خلت فيقول لها متعيني نفسك على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، نكاحا غير سفاح أجلا معلوما بأجرة معلومة وهي ساعة أو يوم أو يومان أو شهر أو سنة أو ما دون ذلك أو أكثر والأجرة ما تراضيا عليه من حلقة خاتم أو نعل أو شق تمرة إلى فوق ذلك من الدراهم والدنانير أو عرض ترضى به، فإن وهبت له حل له كالصداق الموهوب من النساء المزوجات اللائي قال الله تعالى فيهن: *(فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)(25) ثم تقول لها ألا ترثيني ولا أرثك وعلى أن الماء لي أضعه منك حيث أشاء وعليك الاستبراء خمسة وأربعين يوما أو محيضا واحدا فإذا قالت نعم أعدت القول ثانية وعقدت النكاح فإن أحببت وأحبت هي الاستزادة في الأجل زدتما، وفيه ما رويناه فإن كانت تفعل فعليها على ما نزلت من الأخبار عن نفسها ولا جناح عليك، وقول أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام: فلولاه ما زنى إلا شقي، أو شقية لأنه كان يقول للمسلمين غناء في المتعة عن الزنا ثم تلا *(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)(26) ثم قال: إن من عزل بنطفته عن زوجته فدية النطفة عشرة دنانير كفارة، وإن من شرط المتعة أن ماء الرجل يضعه حيث يشاء من المتمتع بها فإذا وضعه في الرحم فخلق منه ولدا كان لاحقا بأبيه. ثم يقوم جدي علي بن الحسين وأبي الباقر فيشكوان إلى جدهما رسول الله ما فعل بهما ثم أقوم أنا فأشكو إلى جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل المنصور بي ثم يقوم ابني موسى فيشكو إلى جده رسول الله ما فعل به الرشيد ثم يقوم علي بن موسى إلى جده رسول الله فيشكو ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد فيشكو إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المتوكل ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو إلى جده رسول الله ما فعل به المعتز ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه وكسر رباعيته والملائكة تحفه حتى يقف بين يدي جده رسول الله فيقول: يا جداه وصفتني ودللت علي ونسبتني وسميتني وكنيتني فجحدتني الأمة وتمردت وقالت: ما ولد ولا كان وأين هو؟ ومتى كان؟ وأين يكون؟ وقد مات ولم يعقب، ولو كان صحيحا ما أخره الله تعالى إلى هذا الوقت المعلوم فصرت محتسبا وقد أذن الله لي فيها بإذنه يا جداه، فيقول رسول الله: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ويقول *(جاء نصر الله والفتح)(27) وحق قول الله سبحانه وتعالى *(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(28) ويقرأ *(إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا)(29) ، فقال المفضل: يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله؟ فقال الصادق (عليه السلام): يا مفضل إن رسول الله قال: اللهم حملني ذنوب شيعة أخي وأولادي الأوصياء ما تقدم منها وما تأخر إلى يوم القيامة ولا تفضحني بين النبيين والمرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها وغفر جميعها. قال المفضل: فبكيت بكاء طويلا وقلت: يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم، قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل ما هو إلا أنت وأمثالك، بلى يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلمون على هذا الفصل ويتركون العمل فلا نغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تعالى فينا *(لا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون).(30)
    قال المفضل: يا مولاي فقوله: *(ليظهره على الدين كله)(31) ما كان رسول الله ظهر على الدين كله؟ قال: يا مفضل لو كان رسول الله ظهر على الدين كله ما كانت مجوسية ولا يهودية ولا صابئية ولا نصرانية ولا فرقة ولا خلاف ولا شك ولا شرك ولا عبدة أصنام ولا أوثان ولا اللات والعزى ولا عبدة الشمس والقمر ولا النجوم ولا النار ولا الحجارة وإنما قوله: *(ليظهره على الدين كله)* في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة وهو قوله *(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).(32) فقال المفضل: أشهد أنكم من علم الله علمتم وبسلطانه وبقدرته قدرتم وبحكمه نطقتم وبأمره تعملون، ثم قال الصادق (عليه السلام): ثم يعود المهدي إلى الكوفة وتمطر السماء بها جرادا من ذهب كما أمطره الله في بني إسرائيل على أيوب ويقسم على أصحابه كنوز الأرض من تبر (ه) (33)ولجينها (34) وجوهرها. قال المفضل: يا مولاي من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون؟ قال الصادق (عليه السلام): أول ما يبتدئ المهدي (عج) أن ينادي في جميع العالم: ألا من له عند أحد شيعتنا دين فليذكره حتى يرد الثومة والخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأملاك فيوفيه إياه. قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا يكون؟ قال: يأتي القائم بعد أن يطأ شرق الأرض وغربها الكوفة ومسجدها ويهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لعنه الله لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ومسجد ليس لله، ملعون ملعون من بناه. قال المفضل: يا مولاي فكم يكون مدة ملكه؟ فقال: قال الله عز وجل: *(فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)(35) والمجذوذ: المقطوع أي عطاء غير مقطوع، عنهم بل هو دائم أبدا وملك لا ينهد وحكم لا ينقطع وأمر لا يبطل إلا باختيار الله ومشيئته وإرادته التي لا يعلمها إلا هو ثم القيامة وما وصفه الله عز وجل في كتابه، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا كثيرا.(36)



    الغصن التاسع:
    الفرع الأول: في وقوعات زمانه
    في الإرشاد عن أبي جعفر (عليه السلام): كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد.(37) (وفيه) عنه (عليه السلام) بعد ذكر المهدي قال: يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين (عليه السلام) نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كري.(38) (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام) ذكر عنده مسجد السهلة فقال: أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله.(39) (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلا.(40) (وفيه) عنه (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى، وتظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله ماله ويأخذ منه زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك واستغنى الناس بما رزقهم الله من فضله.(41) (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا أذن الله تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم بالله ودعاهم إلى حقه أن يسير فيهم بسنة رسول الله ويعمل فيهم بعمله، فيبعث الله جل جلاله جبرئيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول: إلى أي شيء تدعو، فيخبره القائم، فيقول جبرئيل: أنا أول من يبايعك، أبسط يدك فيمسح على يده وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيبايعونه ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ثم يسير منها إلى المدينة.(42) (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام القائم (عج) من آل محمد أقام خمس مائة من قريش فضرب أعناقهم ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات، قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم منهم ومن مواليهم.(43) (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام القائم (عج) هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة.(44) (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا قام القائم (عج) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون التبرية، عليهم السلاح فيقولون: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضى الله عز وعلا.(45) (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام القائم جاء بأمر جديد كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدء الإسلام إلى أمر جديد. وعنه (عليه السلام): إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله سبحانه يقول: *(وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)(46) وحكم بين الناس بحكم داود (عليه السلام) وحكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبره لشمول الغنى جميع المؤمنين، ثم قال: إن دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا عنده سيرة هؤلاء وهو قول الله تعالى: *(والعاقبة للمتقين).(47) في الموائد: إذا ظهر القائم (عج) قام بين الركن والمقام وينادي بنداءات خمسة: الأول: ألا يا أهل العالم أنا الإمام القائم، الثاني: ألا يا أهل العالم أنا الصمصام المنتقم، الثالث: ألا يا أهل العالم أن جدي الحسين قتلوه عطشان، الرابع: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين (عليه السلام) طرحوه عريانا، الخامس: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين (عليه السلام) سحقوه عدوانا.(48) (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ولم يبق مسجد على وجه الأرض لها شرف إلا هدمها وجعلها جماء ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب، ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها ويفتح قسطنطينة والصين وجبال الديلم فيمكث على ذلك سبع سنين كل سنة عشر سنين من سنينكم هذه ثم يفعل الله ما يشاء قال: قلت له: جعلت فداك فكيف يطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون، قلت: إنهم يقولون إن الفلك إن تغير فسد. قال: ذلك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله تعالى القمر لنبيه ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون.(49)


    الهوامش
    (1) سورة آل عمران: 144.
    (2) سورة الأنبياء: 103.
    (3) سورة آل عمران: 30.
    (4) سورة التكوير: 8 - 9.
    (5) سورة آل عمران: 169.
    (6) سورة إبراهيم: 48.
    (7) سورة الإنعام: 83.
    (8) سورة الأنعام: 124.
    (9) سورة آل عمران: 33 - 34.
    (10) سورة آل عمران: 68.
    (11) سورة الحج: 78.
    (12) سورة إبراهيم: 35.
    (13) سورة البقرة: 124.
    (14) سورة القصص: 5 - 6.
    (15) سورة البقرة: 235.
    (16) سورة النساء: 4.
    (17) سورة البقرة: 282.
    (18) سورة الطلاق: 1.
    (19) سورة الطلاق: 2.
    (20) سورة الطلاق: 1.
    (21) سورة البقرة: 228.
    (22) سورة البقرة: 229.
    (23) سورة البقرة: 230.
    (24) سورة النساء: 24.
    (25) سورة النساء: 4.
    (26) سورة البقرة: 204 - 205.
    (27) سورة النصر: 1.
    (28) سورة التوبة: 33.
    (29) سورة الفتح: 3.
    (30) سورة الأنبياء: 28.
    (31) سورة التوبة: 33.
    (32) سورة الأنفال: 39.
    (33) التبر بالكسر: الذهب.
    (34) اللجين: الفضة.
    (35) سورة هود: 105 - 108.
    (36) الحديث بطوله في الإختصاص: 216 حديث المفضل، ومختصر البصائر: 179.
    (37) الإرشاد: 2 / 379 علامات القائم.
    (38) الإرشاد: 2 / 380.
    (39) الإرشاد: 2 / 380.
    (40) الإرشاد: 2 / 380.
    (41) الإرشاد: 2 / 381.
    (42) الإرشاد: 2 / 382.
    (43) الإرشاد: 2 / 383.
    (44) الإرشاد: 2 / 383.
    (45) الإرشاد: 2 / 384.
    (46) سورة آل عمران: 83.
    (47) سورة الأعراف: 128.
    (48) الإرشاد: 2 / 384.
    (49) الإرشاد: 2 / 385.

     

    Comment

    • راية اليماني
      مشرف
      • 05-04-2013
      • 3021

      #3
      رد: وقائع زمان الظهور والرجعة ( الزام الناصب ج 2 ر 4)

        


      (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ضرب فساطيط ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف.(1) وفي غيبة النعماني عن علي (عليه السلام) يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل قيل: يا أمير المؤمنين أوليس هو كما أنزل؟ قال: لا محا عنه من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك اسم أبي لهب إلا ازراء برسول الله لأنه عمه.(2) (وفيه) عن الباقر (عليه السلام) قال: أصحاب القائم (عج) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم بعضهم يحمل في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وخليته، وبعضهم نائم على فراشه فيوافيه في مكة على غير ميعاد.(3) (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم.(4) (وفيه) عنه (عليه السلام): يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد، على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف، لا يستنيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم.(5) (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما تستعجلون بخروج القائم؟ فوالله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف.(6) في الإرشاد عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حكم بين الناس بحكم داود، لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال سبحانه: *(إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم)(7).(8) (وفيه) عن مفضل عنه (عليه السلام): يخرج مع القائم (عج) من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهتدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما.(9) وفي غيبة النعماني عنه (عليه السلام) يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة تحارب القائم (عج) أهلها، ويحاربونه أهل مكة وأهل المدينة وأهل الشام وبنو أمية وأهل البصرة وأهل دميسان والأكراد والأعراب، وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الري.(10) (وفيه) عنه (عليه السلام) قال: إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة وأن القائم (عج) يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه، وفي رواية: ثم قال: والله ليدخلن عليهم عدله، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر.(11) وفي الدمعة عن غيبة الطوسي عن أبي بصير في حديث له إلى... أن قال: إذا قام القائم (عج) دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة... إلى أن قال: ثم لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الأسكرة (12) عشرة آلاف، شعارهم يا عثمان، ويدعو رجلا من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد ثم يتوجه إلى كابل شاه وهي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره ويتهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب. وفي رواية أخرى: يفتح قسطنطينة لأنها نسبت إلى منشئها وهو قسطنطين الملك وهو أول من أظهر دين النصرانية، ولها سبعة أسوار (عرض) السور السابع منها المحيط بالستة واحد وعشرون ذراعا وفيه مائة باب وعرض السور الأخير الذي يلي البلد عشرة أذرع، وهي على خليج يصب في البحر الرومي وهي متصلة ببلاد رومية والأندلس، وأما رومية فهي أم بلاد الروم وكل من ملكها يقال له الباب وهو الحاكم على دين النصرانية بمنزلة الخليفة في المسلمين وليس في بلاد الروم مثلها، كثيرة العجائب محكمة البناء.(13) (وعن الأخبار الطوال) الأول: رومية الكبرى مدينة رياسة الروم ودار ملكهم وهي في شمالي غربي القسطنطينة وهي في يد الإفرنج ويقال لملكها ألمان وبها يسكن البابا الذي تطيعه الإفرنج وهو عندهم بمنزلة الإمام وهي من عجائب الدنيا لعظم عمارتها ولكثرة خلقها وحصانتها وذلك خارج عن العادة إلى حد لا يصدقه السامع.(14) (وعن عقد الدرر): إن عليها سورين من حجارة، عرض الأول اثنان وسبعون ذراعا وعرض الثاني اثنان وأربعون ذراعا، ومسافة ما بين السورين من الفضاء ستون ذراعا، ولها ألف باب من النحاس الأصفر سوى العود والصنوبر والخشب والأبنوس المنقوش الذي لا تدرى قيمته، ومسافة ما بين الغربي منها إلى الشرقي مائة وعشرون ميلا، وبين السورين نهر مغطى ببلاط من نحاس، طول كل بلاطة سبعون أو أربعون ذراعا، وهذا النهر الذي بين السورين يتصل بالنهر الكبير الذي تدخل فيه المراكب وتعلوه إلى داخل البلد فتقف على جانب البحر فتبيع وتشتري وفيها ألف ومائتا كنيسة وأربعون ألف حسام وفيها طلسمات للحيات والعقارب تمنعهم من الدخول إليها وطلسم يمنع الغريب من الدخول إليها، وفي وسطها سوق يباع فيه الطير مقدار فرسخ، ومن جملة ما فيها من الكنايس كنيسة بنيت على اسم بولس وبطرس من الحواريين وهما بهما في جوف من رخام مدفونان وطول هذه الكنيسة ثلاثة آلاف ذراع وعرضها ثلاثة آلاف ذراع، وقيل: ألف ذراع وهي مبنية على قناطر من صفر ونحاس وكذلك سقوفها وحيطانها وهي من العجائب، وفيها كنيسة أخرى على عرض بيت المقدس وطوله مرصعة باليواقيت والجواهر والزمرد، طول مذبحها عشرون من الزمرد الأخضر وعرضه ستة أذرع يحملها اثنا عشر تمثالا من الذهب، طول كل تمثال ذراعان ونصف ولكل تمثال عينان من الياقوت الأحمر يضئ المكان منهما ولها ثمان وعشرون بابا من الذهب الأحمر.(15) (وعن ابن عباس) أن الرومية مدينة كثيرة العجائب ومن عجائبها أن في وسطها كنيسة عظيمة وفي وسط الكنيسة عامود من الحديد الصيني وعليه تابوت من نحاس أحمر وفيه سودانية (16) وهي زرزواه في منقارها زيتونة وفي مخلبيها زيتونتان من نحاس فإذا كان أيام الزيتون لم يبق في الدنيا سودانية على وجه الأرض إلا جاء وفي منقارها زيتونة وفي مخلبيها زيتونتان فتأتي به فتلقيه في التابوت فمنه يأكلون ومنه يأدمون ومنه يوقدون من السنة إلى السنة من زيته، وفيها من العجائب ما يطول ذكره في هذا المقام، انتهى. وليعلم أن هذا المذكور نبذة يسيرة عن عجائبها وقطرة من غزير بحر غرائبها ومن أعطى التأمل حقه في هذه الصفات وهذه الحصون المحكمة والسمات والطلاسيم التي تمنع الغريب عن دخولها وتبعد من أراد الدنو من غير أهلها ونظر في صعوبة مالكها وقوة ممالكها عرف أن فتحها ليس إلا بنصر إلهي رباني وتأييد سماوي سبحاني، ولا يتيسر بطول الحصار والقتال ولا بقوة الحيل وكثرة الخيل والرجال ومع ذلك أن المهدي (عج) إنما يفتحها بالتسبيح والتكبير لذي الجلال من غير قتال فيكون ذلك من المعاجز الجليلة الخارجة عن قوة الطاقة البشرية.(17) وعن عقد الدرر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا عليها فلم يقاتلوها بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط حائطها الذي في البحر ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فتفتح لهم فيغنمون، فبينا هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقالوا: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون.(18) وفي غيبة النعماني عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا قام القائم (عج) في أقاليم الأرض في كل إقليم رجل يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها: قال: ويبعث جندا إلى القسطنطينة فإذا بلغوا إلى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون.(19) (وفيه) عن بشر بن غالب الأسدي قال: قال لي الحسين بن علي (عليهما السلام): يا بشر ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي (عج) منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبرا ثم خمسمائة فضرب أعناقهم قال: فقلت: أصلحك الله أيبلغون ذلك؟ فقال الحسين بن علي (عليهما السلام): إن موالي القوم منهم، قال: فقال لي بشر بن غالب أخو بشير بن غالب أشهد أن الحسين بن علي (عليهما السلام) عد على أخي ست عدات(20).(21) وفي إثبات الهداة للحر العاملي عن غيبة الطوسي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها عندنا، وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران (عليه السلام).(22) وعن عقد الدرر عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قصة المهدي (عج) وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق قال: ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب فيبنى أربعمائة سفينة في ساحل عكا، ويخرج الروم في مائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرسوس فيفتحونها بأسنة الرماح ويوافيهم المهدي (عج) فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم وينهزم من في الروم فيلحقوا أنطاكية وينزل المهدي (عج) على قبة العباس فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي ويطلب المهدي (عج) منه الجزية فيجيبه إلى ذلك غير أنه لا يخرج من بلد الروم، فلا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج، ويقيم المهدي (عج) بأنطاكية سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون على حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه. لا إله إلا الله فيتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته حتى ينزل على القسطنطينة فيكبرون عليها تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل ويستخرج منها ثلاثة كنوز ذهب وكنز فضة وكنز أبكار فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقتسمون الأموال بالغرابيل فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصايح: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم فيكشف الخبر فإذا هو باطل ويسير المهدي (عج) إلى رومية ويكون قد أمر أربعمائة مركب من عكا فيقيض الله تعالى لهم الريح، فما يكون إلا يومين وليلتين ويحيطوا على بابها ويعلقون رجالهم على شجرة على بابها مما يلي غربيها، فإذا رآهم أهل الرومية أحضروا إليهم راهبا كبيرا عنده علم من كتبهم فيقولون انظر ما يريد فإذا أشرف على المهدي (عج) فيقول: إن صفتك التي هي عندي وأنت صاحب رومية فيسأله الراهب عن أشياء فيجيبه عنها فيقول له المهدي (عج) ارجع فيقول: لا أرجع، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فتكون كالرمانة على نشر فيدخلونها فيقتلون بها خمسمائة ألف مقاتل ويقتسمون الأموال حتى يكون الناس في الفئ شيئا واحدا لكل أبناء منهم مائة ألف دينار ومائتا رأس ما بين جارية وغلام.(23) وعن الكتاب المزبور عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح يقاتلون معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم. ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارسين فيقتلون مقاتليهم ويسبون ذراريهم فيقول الروم: قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فيقولون: قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبدا فيقولون: غدرتم ثم ترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينة فيقولون، العرب غدرت بنا ونحن أكثرهم عدة وأشد منهم قوة فأمرنا نقاتلهم، وقد كان لهم الغلبة في طول الدهر علينا، فيأتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيتوجهون بثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا في البحر فيقولون إذا أرسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا على أنفسكم فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام برها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمفتق ويخربون بيت المقدس. قال: فقال ابن مسعود: وكم تسع دمشق من المسلمين؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تتسعن على من يأتيها من المسلمين كما تسع الرحم على الولد، قال: قلت: وما المفتق يا نبي الله؟ قال: جبل من أرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط فيكون ذراري المسلمين في أعلى المفتق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم مساء وصباحا فإذا نظر ذلك صاحب القسطنطينة وجه في البر إلى قنسرين ثلاثمائة ألف حتى يجيئهم مادة اليمن سبعون ألفا ألف الله بين قلوبهم بالإيمان فيهزمونهم من جند إلى جند حتى يأتوا قنسرين ويجيئهم مادة الموالي، فقلت: يا رسول الله من هم؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): عتقاؤكم وهم منكم، قوم من فارس فيقولون: يا معاشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين، وتجتمع كلمتهم فيقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم إلى العمق فيقاتلونهم فيرفع الله نصره على العسكرين وينزل حصره عليهما حتى يقتل من المسلمين الثلث ويفر الثلث ويبقى الثلث، فأما الذين يقتلون من المسلمين فشهيدهم كعشرة من شهداء بدر ويشفع الواحد من الشهداء بسبعين ملاحم وشهيد الملاحم يشفع في سبعمائة، وأما الثلث الذي يفرون فإنهم يتفرقون ثلاثة أثلاث ثلث يلحق الروم ويقولون: لو كان لله بهذا الدين حاجة لنصرهم وهم مسلمة العرب، وثلث يقولون، منازل آبائنا وأجدادنا حيث لا ينالنا الروم أبدا مروا بنا إلى البدو، وهم الأعراب، وثلث يقولون: اسم كل شيء كاسم الثوم فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز حيث لا نخاف الروم، وأما الثلث الباقي فيمشون بعضهم إلى بعض فيقولون: الله الله دعوا عنكم العصبية ولتجتمع كلمتكم وقاتلوا عدوكم فإنكم تنصرونا ما تعصبتم، فيجتمعون جميعا ويبايعون على أنهم يقاتلون حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قتلوا، فإذا أبصر الروم إلى من تحرك إليهم ومن قتل ورأوا قلة المسلمين بين الصفين يقوم رجل معه جند في أعلاه صليب فينادي غلب الصليب، فيقول رجل معه جند فينادي: بل غلب أنصار الله وأولياؤه، فيغضب الله على الذين كفروا من قولهم، غلب الصليب فيقول، يا جبرئيل أغث عبادي فينزل جبرئيل في مائة ألف من الملائكة ويقول: يا ميكائيل أغث عبادي فينزل ميكائيل في مائة ألف من الملائكة ويقول: يا إسرافيل أغث عبادي فينحدر إسرافيل في ثلاثمائة ألف من الملائكة وينزل الله نصره على المؤمنين وينزل بأسه على الكافرين فيقتلون وينهزمون ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية وعلى سورها خلق كثير يقولون: ما رأينا شيئا أكثر من الروم، قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة، فيقولون: آمنونا على أن نؤدي لكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية ويجتمع إليهم أطرافهم فيقولون: يا معاشر العرب إن الدجال قد خلفكم في دياركم والخبر باطل فمن كان فيهم منكم فلا تقبلوا شيئا مما معه فإنهم قوام لكم والخبر باطل ويثب الروم على من بقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم حتى لا يبقي بأرض الروم لا عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلا قتل فيبلغ ذلك الخبر المسلمين فيرجعون غضب الله تعالى فيقتلون مقاتليهم ويسبون الذراري ويجمعون الأموال ولا ينزلون على مدينة ولا حصن فوق ثلاثة أيام إلا يفتح لهم وينزلون على الخليج فيصبح أهل القسطنطينة يقولون للصليب: مد لنا ببحرنا والمسيح ناصرنا، فيصبحون والخليج يابس فيضرب فيه الأخبية ويحتسر البحر عن القسطنطينة ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتسبيح والتهليل والتحميد ولا يرى فيهم نائم ولا جالس فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة فيسقط ما بين البحرين، فيقول الروم: إنما كنا نقاتل العرب والآن نقاتل ربنا وقد هدم لهم مدينتنا فيمكنون ويكيلون الذهب بالأترسة ويقتسمون الذراري ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله، ثم يخرج الدجال حقا ويفتح الله القسطنطينة على يد أقوام هم أولياء الله، يدفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عيسى ابن مريم فيقاتلون معه الدجال أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن عماد في كتاب الفتن.(24) وفي الدمعة عن عقد الدرر عن كعب الأحبار أن أمة تدعي النصرانية في بعض جزائر البحر تجهز ألف مركب في كل عام فيقولون: اركبوا إن شاء الله وإن لم يشأ، فإذا وقعوا في البحر أرسل الله عليهم ريحا عاصفة كسرت سفنهم قال: فيصنعون مرارا فإذا أراد الله تعالى اتخذت سفنا لم يوضع على البحر مثلها قال: فيقولون اركبوا إن شاء الله فيركبون ويمرون بالقسطنطينة فيفزعون لهم فيقولون ما أنتم؟ فيقولون: نحن أمة تدعي النصرانية نريد هذه الأمة التي أخرجتنا من بلادنا وبلاد آبائنا فيمدونهم سفنا فينتهون إلى عكاء فيخرجون سفنهم ويحرقونها ويقولون بلادنا وبلاد آبائنا، وأمير المسلمين يومئذ ببيت المقدس فيبعث إلى مصر فيستمدهم فيجيئه رسوله من قبل مصر فيقول بحفرة بحر والبحر حمال فلا يمدونه قال: فيمر الرسول بحمص وقد أغلقها أهلها من العجم على من فيها من المسلمين وتمدهم أهل اليمن على قلصهم قال: ويكتم الخبر ويقول: أي شيء تنتظرون؟ الآن تغلق كل مدينة على من فيها من المسلمين ويأخذ ثلث بأذناب الإبل ويلحقون بالبرية فيهلكون في سهيل الأرض لا إلى هؤلاء. ولا إلى هؤلاء قال: ويفتح البلد فيقبلونهم في جبل لبنان حتى ينزل أمير المؤمنين في الخليج ويصير الأمر إلى ما كان عليه الناس أن يحمل لواه قال: فيركز لواه ويأتي الماء ليتوضأ منه لصلاة الصبح قال: فيتباعد الماء منه قال: فيتبعه فيتباعد منه فإذا رأى ذلك أخذ لواه واتبع الماء حتى يجوز من تلك الناحية ثم ينادي أيها الناس أغيروا إن الله عز وجل قد فرق لكم البحر كما فرقه لموسى بن عمران قال: فتجوز الناس فيستقبل القسطنطينة قال: فيكبرون فيهتز حائطها ثم يكبرون فيسقط منها ما بين اثني عشر برجا فيدخلونها فيجدون فيها كنوزا من ذهب وفضة وكنوزا من نحاس فيقتسمون غنائمهم على الترسة. أخرجه الإمام أبو عمر الداني في سننه.(25) وفي البحار عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا خسف بجيش السفياني... إلى أن قال: والقائم يومئذ بمكة عند الكعبة مستجيرا بها يقول: أنا ولي الله، أنا أولى بالله وبمحمد فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ومن حاجني بنوح فأنا أولى الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ومن حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد فمن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين إن الله تعالى يقول: *(إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)(26) فأنا بقية آدم وخيرة نوح ومصطفى إبراهيم وصفوة محمد، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله وسيرته وأنشد الله من سمع كلامي لما يبلغ الشاهد الغائب، فيجمع الله له أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فيجمعهم الله على غير ميعاد، قزع كقزع الخريف، ثم تلا هذه الآية *(أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)(27) فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد رسول الله، قد تواترت عليه الآباء فإن أشكل عليهم من ذلك الشيء فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه.(28) (وفي رواية): فيقوم رجل منه فينادي: أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله فيقومون إليه ليقتلوه فيقوم ثلاثمائة أو ينيف على الثلاثمائة فيمنعونه خمسون من أهل الكوفة وسائرهم من أفناء الناس لا يعرف بعضهم بعضا، اجتمعوا على غير ميعاد.(29) وفيه: عنه (عليه السلام) يقول القائم لأصحابه يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلالة النبيين وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا، ابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا ونحن نستنصركم فانصرونا، فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط عن عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ثم يحمد الله ويثني عليه ويذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس فيكون أول من يضرب على يديه ويبايعه جبرئيل وميكائيل ويقوم معهما رسول الله وأمير المؤمنين فيدفعان إليه كتابا جديدا هو على العرب شديد، بخاتم رطب فيقولون: اعمل بما فيه ويبايعه الثلاثمائة وقليل من أهل مكة ثم يخرج من مكة حتى يكون في مثله الحلقة، قلت: وما الحلقة؟ قال: عشرة آلاف رجل، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ثم يهز الراية الجلية وينشرها وهي راية رسول الله السحابة ودرع رسول الله السابقة ويتقلد بسيف رسول الله ذي الفقار. وفي خبر آخر: ما من بلدة إلا يخرج معه منهم طائفة إلا أهل البصرة فإنه لا يخرج معه منها أحد.(30) وفي العوالم عن الأنوار المضيئة عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا يخرج القائم من مكة حتى تستكمل الحلقة، قلت: وكم الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية المغلبة ويسير بها فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا بلغها ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف من القبايل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة.(31) وفي الخصال عنه (عليه السلام): سيأتي من مسجدكم هذا - يعني مكة - ثلاثمائة وثلاثة عشر يعلم أهل مكة أنهم لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة تبعث الريح فتنادي: هذا المهدي يقضي بقضاء آل داود لا يسأل عليه بينة.(32) وفي البحار عن الرضا (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما عرج بي إلى السماء نوديت: يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن تبعك خلقت جنتي ولمن خالفت خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي فقلت: يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم مهدي أمتي فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي بعدي؟ فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة.(33) وفيه: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة، وراية لم تنتشر منذ طويت ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشد، من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون برايتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقيان(34)، يتمسحون بسرج الإمام، يطلبون بذلك البركة ويخفونه به بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم، رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل يبيتون قياما على أطرافهم ويستحيون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيده، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعائرهم يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله أمام الحق.(35) وفيه: عنه (عليه السلام): كأني بالقائم على النجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله فينتقض هواها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة (36) من استبرق ويركب فرسا أدهم، بين عينيه (37) شهراح فينتفض فيه انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم، فينشر راية رسول الله من عمود العرش وسايرها من نصر الله لا يهوي بها على شيء أبدا إلا أهلكه الله فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، قلت: كل هؤلاء الملائكة؟ قال: نعم، الذين كانوا مع نوح في السفينة والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه وأربعة آلاف ملك مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام) فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة ورئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلى شيعوه ولا يمرض مريض إلا عادوه ولا يموت ميت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم (عج) إلى وقت خروجه.(38) وفيه: عن كتاب سعد السعود لابن طاووس (رحمه الله): إني وجدت في صحف إدريس النبي عند ذكر سؤال إبليس وجواب الله له قال: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال: لا ولكنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فإنه يوم قضيت وحتمت أن أطهر الأرض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي وانتخبت لذلك الوقت عبادا لي امتحنت قلوبهم للإيمان وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدنيا والرغبة فيما عندي واجعلهم دعاة الشمس والقمر واستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ثم يعبدونني لا يشركون بي شيئا، يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألقي في ذلك الزمان الأمان على الأرض فلا يضر شيء شيئا ولا يخاف شيء من شيء ثم يكون الهوام والمواشي بين الناس قد يؤذي بعضهم بعضا وأنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها وأذهب سم كلما يلدغ وأنزل بركات من السماء والأرض وتزهر الأرض بحسن نباتها ويخرج كل ثمارها وأنواع طيبها والقي الرأفة والرحمة بينهم فيتواسون ويقتسمون بالسوية فيستغني الفقير ولا يعلو بعضهم بعضا ويرحم الكبير الصغير ويوقر الصغير الكبير ويدينون بالحق وبه يعدلون ويحكمون، أولئك أوليائي اخترت لهم نبيا مصطفى وأمينا مرتضى فجعلته لهم نبيا ورسولا وجعلتهم له أولياء وأنصارا، تلك أمة اخترتها للنبي المصطفى وأميني المرتضى، ذلك وقت حجبته في علم غيبي ولا بد أنه قائمكم واقع، أبيدك يومئذ وخيلك ورجلك وجنودك أجمعين فأذهب فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.(39) وفي الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان (40) قبائه كتابا مختوما بخاتمه بخاتم ذهب فيفكه فيقرأ على الناس فيجفلون إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه وإني لأعلم علم الكلام الذي يتكلم به.(41) وفي الدمعة عن عقد الدرر عن حذيفة بن يمان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قصة المهدي (عج) في فتحه لرومية، ثم يكبرون عليها أربع تكبيرات فيسقط حائطها فيقتلون بها ستمائة ألف ويستخرجون منها حلية بيت المقدس والتابوت الذي فيه السكينة ومائدة بني إسرائيل ورضاضة الألواح وعصا موسى ومنبر سليمان وقفيز (42) من المن الذي أنزل على بني إسرائيل أشد بياضا من اللبن، قال حذيفة: قلت يا رسول الله كيف وصلوا إلى هذا؟ فقال رسول الله: إن بني إسرائيل لما اعتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله عليهم بخت النصر فقتل بها سبعين ألفا ثم إن الله رحمهم فأوحى إلى ملك من ملوك فارس أن سر إلى عبادي واستنقذهم من بخت نصر وردهم إلى بيت المقدس مطيعين له أربعين سنة ثم يعودون فذلك قوله تعالى في القرآن *(وإن عدتم عدنا)(43) أي إلى المعاصي عدنا عليكم بشر من العذاب فعادوا فسلط الله عليهم طيالس ملك رومية فسباهم واستخرج حلي بيت المقدس، ثم يسيرون حتى يأتي مدينة يقال لها القاطع وهي على البحر الذي لا يحمل جارية وهي السفينة قيل: يا رسول الله ولم لا يحمل جارية؟ قال: لأنه ليس له قعر وإن ما ترون من البحار خلجان ذلك البحر، جعله الله تعالى منافع لبني آدم لها قعور فهي تحمل السفن، قال حذيفة: فقال عبد الله بن سلام: والذي بعثك بالحق إن صفة هذه المدينة في التوراة طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لها ستون وثلاثمائة باب يخرج من كل باب ثلاثمائة ألف مقاتل فيكبرون عليها أربع تكبيرات فيسقط حائطها فيغتنمون ما فيها ثم يقيمون سبع سنين ثم ينقلون منها إلى بيت المقدس فيبلغهم أن الدجال قد خرج في يهودية أصفهان. أخرجه الإمام أبو عمر والمقري في سننه.(44) وعن الكتاب المذكور عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قصة المهدي قال: ويتوجه إلى الآفاق فلا تبقى مدينة وطأها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها ولا يبقى كافر إلا هلك على يديه ويشفي الله قلوب أهل الإسلام ويحمل حلي بيت المقدس ويأتي مدينة فيها ألف سوق وفي كل سوق مائة دكان فيفتحها ثم يأتي مدينة يقال لها القاطع وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا ليس خلفه إلا أمر الله عز وجل، طول المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل فيكبرون الله عز وجل ثلاث تكبيرات فيسقط حيطانها فيقتلون بها ألف ألف مقاتل ويقيمون فيها سبع سنين يبلغ الرجل منهم في تلك المدينة مثل ما صح معه من ساير بلاد الروم ويولد لهم الأولاد ويعبدون الله تعالى حق عبادته، ويبعث المهدي إلى أمرائه لسائر الأمصار بالعدل بين الناس، ويرعى الشاة والذئب بمكان واحد ويلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا يضرهم شيء ويذهب الشر ويبقى الخير ويزرع الإنسان مدا يخرج سبعمائة مد ويذهب الوبا والزنا وشرب الخمر والربا وتقبل الناس على العبادة والمشروعات والديانة والصلاة في الجماعة وتطول الأعمار وتؤدي الأمانة وتحمل الأشجار وتتضاعف البركات ويهلك الأشرار ويبقى الأخيار ولا يبقى من يبغض أهل البيت، ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلى القدس الشريف بألف مركب فينزلون شام وفلسطين بين صور وعكا وغزة وعسقلان فيخرجون ما معهم من الأموال فينزلون المهدي بالقدس الشريف ويقيم بها إلى أن يخرج الدجال وينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقتل الدجال.(45)
      وفي البيان لمحمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله: غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل فسباهم وأخذ حلي بيت المقدس وأحرقها بالنيران وحمل منها ألف وتسعمائة سفينة في البحر حتى أوردها رومية. قال حذيفة: سمعت رسول الله يقول: ويستخرج المهدي ذلك حتى يرده إلى بيت المقدس، ثم يسيرون إلى مدينة يقال لها: القاطع على البحر الأخضر المحدق بالدنيا ليس خلفه إلا أمر الله تعالى، طول المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل، لها ثلاثة آلاف باب وذلك البحر لا يحمل جارية أي سفينة لأنه ليس له قعر وكلما ترونه من البحار إنما هو خلجان ذلك البحر، جعله الله منافع لبني آدم، قال رسول الله: فالدنيا مسيرة خمسمائة عام. أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي.(46) وفي الدمعة عن عقد الدرر قال كعب الأحبار: يخرج المهدي إلى بلد الروم ويفتح القسطنطينة ثم يأتيه الخبر بخروج الأعور الدجال وهو رجل عريض عينه اليمنى مطموسة وأما اليسرى فكأنها كوكب، بين عينيه مكتوب: كافر بالله وبرسول الله، يخرج ويدعي أنه الرب ولا يسمعه أحد إلا تبعه إلا من عصمه الله عز وجل ويكون له جنة ونار فيقول هذه جنة لمن سجد لي ومن أبى أدخلته النار.(47) وقال وهب بن منبه عن خروج الأعور الدجال: تهب ريح قوم عاد وسماع صيحة كصيحة قوم صالح ويكون مسخ كمسخ أصحاب الرس وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويسفكون الدماء ويستحلون الزنا ويعظم البلاء ويشرب الخمر ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء فعند ذلك يخرج الدجال من ناحية المشرق من قرية يقال لها دراس يخرج على حماره، مطموس العين مكسور الظفر ويخرج منه الحيات محدوب الظهر قد صور كل السلاح في يديه حتى الرمح والقوس، يخوض البحار إلى كعبه ويكون أجناده أولاد الزنا ويجئ إلى الشجرة وإذا جاء بلدا قال: أنا ربكم. فقال الخضر: كذبت يا دجال، إن ربنا رب العالمين رب السماوات والأرضين فيقتله الدجال ويقول: قل لرب العالمين يحييك فيحيي الله الخضر (عليه السلام) فيقوم ويقول: ها أنا ذا يا دجال ويقول لأصحاب الدجال: ويلكم لا تعبدوا هذا الكافر الملعون ويقتله ثلاث مرات فيحييه الله تعالى ثم يخرج الدجال نحو مكة فينظر الملائكة محدقين بالبيت الحرام ثم يسير إلى المدينة فيجدها كذلك يطوف البلاد إلا أربع مدن مكة والمدينة وبيت المقدس وطرسوس، فأما المؤمنون فإنهم يصومون ويصلون غير أنهم تركوا المساجد ولزموا بيوتهم، والشمس تطلع عليهم مرة بيضاء ومرة حمراء ومرة سوداء والأرض تزلزل والمسلمون يصبرون حتى يسمعون بمسير المهدي إلى الدجال فيفرحون بذلك، قال: ويقال إن المهدي يسير إلى قتال الدجال وعلى رأسه عمامة بيضاء فيلتقون ويقتتلون قتالا شديدا فيقتل من أصحاب الدجال ثلاثين ألفا وينهزم الدجال ومن معه نحو بيت المقدس فيأمر الله عز وجل الأرض بإمساك خيولهم ثم يرسل عليهم ريحا حمراء فيهلك منهم أربعين ألفا، ثم يسير المهدي في طلبه فيجد من عسكره نحوا من خمسين ألفا فيريهم الآيات والمعجزات ويدعوهم إلى الإيمان فلا يؤمنون فيمسخهم الله تعالى قردة وخنازير، ثم يأمر الله تعالى بجبرئيل أن يهبط بعيسى (عليه السلام) إلى الأرض وهو في السماء الثانية فيأتيه فيقول: يا روح الله وكلمته، ربك يأمرك بالنزول إلى الأرض فينزل ومعه سبعون ألفا من الملائكة وهو بعمامة خضراء متقلد بسيف على فرس بيده حربة فإذا نزل إلى الأرض نادى مناد: يا معاشر المسلمين جاء الحق وزهق الباطل فأول من يسمع بذلك المهدي فيسير إليه ويذكر الدجال فيسير إليه فإذا نظر الدجال إليه ارتعد كأنه العصفور في يوم ريح عاصف فيتقدم إليه عيسى فإذا رآه الدجال يذوب كما يذوب الرصاص، فيقول عيسى: ألست زعمت أنك إله تقتل فلم لا (تدفع عن)(48) نفسك القتل؟ ثم يطعنه بحربة فيموت ثم يضع المهدي سيفه وأصحابه في أصحاب الدجال فيقتلونهم فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى ترعى الوحوش والسباع وتلعب بهم الصبيان وتأمن النساء من أنفسهن حتى لو أن امرأة في العرباء (49) لم تخف على نفسها، ويظهر الله كنوز الأرض للمؤمنين ويستغني كل مؤمن فقير بقدرة الله.(50)


      الهوامش
      (1) الإرشاد: 2 / 386.
      (2) غيبة النعماني: 318 ح 5 باب 21.
      (3) غيبة النعماني: 315 ح 8 باب 20.
      (4) غيبة النعماني: 233 ح 18 باب 13.
      (5) غيبة النعماني: 253 ح 13 باب 14.
      (6) غيبة النعماني: 285 ح 5 باب 15.
      (7) سورة الحجر: 75 - 76.
      (8) الإرشاد: 2 / 386.
      (9) الإرشاد: 2 / 386.
      (10) غيبة النعماني: 299 وفيه: وأهل دست ميسان.
      (11) غيبة النعماني: 297 باب 17 ح 1.
      (12) في المصدر: الدسكرة.
      (13) غيبة الشيخ: 475 فصل في ذكر طرف من صفاته.
      (14) عقد الدرر بتفاوت: 125 الباب التاسع.
      (15) عقد الدرر: 125 - 126 الباب التاسع، وبالهامش: المالك، والممالك: 113 - 115.
      (16) في بعض النسخ: سودائية.
      (17) مجمع النورين: 319، وعقد الدرر: 127، والبحار: 57 / 239 بتفاوت.
      (18) كنز العمال: 14 / 305 ح 38775 والمستدرك للحاكم: 4 / 476.
      (19) غيبة النعماني: 319 ح 8 باب 21 وفيه: ما يشاؤون.
      (20) وقال ست عددات على اختلاف الروايات.
      (21) غيبة النعماني: 235 ح 23 باب 13.
      (22) إثبات الهداة: 3 / 540 ح 508 والكافي: 1 / 231 ح 1 باب ما عندهم من آيات الأنبياء.
      (23) عقد الدرر: 135 في فتوحاته وسيرته - الفصل الأول.
      (24) عقد الدرر: 137.
      (25) عقد الدرر: 137 - 139.
      (26) سورة آل عمران: 33 - 34.
      (27) سورة البقرة: 148.
      (28) إثبات الهداة: 3 / 582 ح 770، والاختصاص: 257.
      (29) البحار: 52 / 306 ح 79.
      (30) البحار: 52 / 307 ح 81.
      (31) غيبة النعماني: 155.
      (32) الخصال: 649 ح 42 أبواب الواحد إلى المائة.
      (33) مختصر البصائر: 181، والهداية الكبرى: 394، والبحار: 18 / 346 ح 56.
      (34) الذهب.
      (35) البحار: 52 / 307 ح 82.
      (36) في غيبة النعماني: 309 بحداجة. وفي اللسان: (2 / 447) الحدائج والاحداج مراكب النساء.
      (37) في كامل الزيارات 234: شمراخ وهو غرة الفرس دقت وسالت وجللت الخيشوم.
      (38) البحار: 52 / 328 ح 48.
      (39) سعد السعود: 34، والبحار: 52 / 384.
      (40) أي من جيبه.
      (41) الكافي: 8 / 167 ح 185.
      (42) قفيز: مكيال.
      (43) سورة الإسراء: 8.
      (44) العطر الوردي: 68 كما في معجم أحاديث المهدي: 1 / 348.
      (45) الصراط المستقيم: 2 / 257 والعطر الوردي: 68.
      (46) البيان: 140 باب 20، وعقد الدرر: 143.
      (47) عقد الدرر: 191 الفصل الثاني من الباب الثاني عشر.
      (48) في المطبوع: تنهي.
      (49) في المصدر: العراء.
      (50) عقد الدرر: 191 - 192 - 193.

       

      Comment

      • راية اليماني
        مشرف
        • 05-04-2013
        • 3021

        #4
        رد: وقائع زمان الظهور والرجعة ( الزام الناصب ج 2 ر 4)

          


        وفي غيبة النعماني عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: لو قد خرج قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين، يكون جبرئيل أمامه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن يساره والرعب مسيره أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه، أول من يتبعه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) الثاني، ومعه سيف مخترط، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر. يا أبا حمزة لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتيت وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا، وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط فيها طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه، قال: يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد، على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم.(1) وفيه: عن الصادق (عليه السلام): ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومى بيده إلى حلقه.(2) (وفيه) عن سدير الصيرفي عن رجل من أهل الجزيرة كان قد جعل على نفسه نذرا في جارية وجاء بها إلى مكة قال: فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها وجعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلا قال: جئني بها وقد وفى الله نذرك، فدخلني من ذلك وحشة شديدة فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكة فقال لي: تأخذ عني؟ فقلت: نعم، فقال: انظر الرجل الذي يجلس عند (3) الحجر الأسود وحوله الناس وهو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) فأته فاخبره بهذا الأمر فانظر ماذا يقول لك فاعمل به، قال: فأتيته فقلت: رحمك الله إني رجل من أهل الجزيرة ومعي جارية جعلتها علي نذرا لبيت الله في يمين كانت علي وقد أتيت بها وذكرت ذلك للحجبة وأقبلت لا ألقى منهم أحدا إلا وقال: جئني بها وقد وفى الله نذرك، فدخلني من ذلك وحشة شديدة فقال: يا عبد الله إن البيت لا يأكل ولا يشرب فبع جاريتك واستقض وانظر أهل بلادك ممن حج هذا البيت، فمن عجز منهم عن نفقة فأعطه حتى يقوى على العود إلى بلادهم ففعلت ذلك ثم أقبلت لا ألقى أحدا من الحجبة إلا قال: ما فعلت بالجارية فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر (عليه السلام) فيقولون: هو كذاب جاهل لا يدري ما يقول فذكرت مقالتهم لأبي جعفر فقال: قد بلغتني فبلغ عني، فقال: قل لهم: قال لكم أبو جعفر: كيف بكم لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة، ثم يقال لكم: نادوا نحن سراق الكعبة. فلما ذهبت لأقوم قال: إنني لست أفعل ذلك وإنما يفعله رجل مني.(4) وفي إثبات الهداة للشيخ حر العاملي (رحمه الله) سأل عن الصادق (عليه السلام) معلى بن خنيس: أيسير القائم بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام): نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم وأن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي وذلك أنه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعد أبدا.(5) (وفيه) عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا قال: يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق يا معشر الرجالة سيروا على جنبي الطريق.(6) (وفيه) عن القرطبي من علماء أهل السنة في كتاب التذكرة بأحوال المولى وأمور الآخرة أن ملوك جميع الدنيا أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين والكافران نمرود وبخت النصر وسيملكها هذه الأمة خامس وهو المهدي عجل الله فرجه.(7) وفي البحار عن الحكم بن الحكم قال: أتيت أبا جعفر (عليه السلام) وهو بالمدينة فقلت له: علي نذر بين الركن والمقام إن أنا لاقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا، فلم يجبني بشيء فأقمت ثلاثين يوما ثم استقبلني في طريق فقال: يا حكم وإنك لها هنا بعد، فقلت إني أخبرتك بما جعلت لله علي فلم تأمرني ولم تنهني عن شيء ولم تجبني بشيء فقال: بكر علي غدوة المنزل فغدوت عليه فقال (عليه السلام): سل حاجتك فقلت: إني جعلت لله علي نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا، فإن كنت أنت رابطتك وإن لم تكن أنت سرت في الأرض وطلبت المعاش فقال: يا حكم كلنا قائم بأمر الله فقلت: فأنت المهدي (عج) قال: كلنا يهدي إلى الله، قلت: فأنت صاحب السيف؟ قال: كلنا صاحب السيف ووارث السيف، قلت: فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟ فقال: يا حكم كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين فإن صاحب هذا أقرب عهدا باللبن مني.(8) أقول: أقرب عهدا باللبن مني أي بحسب المرئي والنظر أي يحسبه الناس شابا بكمال قوته وعدم ظهور أثر الكهولة والشيخوخة فيه. وفي الدر النظيم عن علي (عليه السلام) كأنني به وقد عبر من وادي سلام إلى سبيل السهلة على فرس محجل له شمراخ (9) يزهو ويدعو ويقول في دعائه: لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، اللهم معز (10) كل مؤمن ومذل كل جبار عنيد، أنت كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق علي الأرض بما رحبت، اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة وأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك المذلة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون، أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك فكل لك مذعنون، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجز لي أمري وتعجل لي في الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنك على كل شيء قدير.(11)
        في العوالم عن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب واتصلت بيوت الكوفة بنهر كربلاء.(12) (وفيه) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة ورد إليه قوته.(13) (وفيه) عن التهذيب: إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى أهله هم أهله ويعطي الناس عطايا مرتين في السنة ويرزقهم في الشهر رزقين ويسوي بين الناس حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة ويجئ أصحاب الزكاة بزكاتهم إلى المحاويج من شيعته فلا يقبلونها فيصرونها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم فيقولون: لا حاجة لنا في دراهمكم. وساق الحديث إلى أن قال: وتجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها فيقال للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدم الحرام وركبتم فيه المحارم فيعطي عطاء لم يعطه أحد قبله.(14) (وفيه) عن كتاب الخرايج عنه (عليه السلام) قال: العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا (عج) أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا.(15) في مدحه (عليه السلام) للشيخ رجب البرسي عليه الرحمة: فليس للدين من حام ومنتصر * إلا الإمام الفتى الكشاف للظلم القائم الخلف المهدي سيدنا * الظاهر العلم ابن الطاهر العلم بدر الغياهب بل بحر المواهب - منصور الكتائب حامي الحل والحرم يا بن النبي ويا بن الطهر حيدرة * يا بن البتول ويا بن الحل والحرم أنت الفخار ومعناه وصورته * ونقطة الحكم لا بل خطة الحكم متى نراك فلا ظلم ولا ظلم * والدين في رغد والكفر في رغم أقبل فسبل الهدى والدين قد طمست * ومسها نصب والحق في عدم (16) أيضا في مدحه (عليه السلام) عن البهائي (رحمه الله): خليفة رب العالمين وظله * على ساكن الغبراء من كل ديار هو العروة الوثقى الذي من بذيله * تمسك لا يخشى عظائم أوزار إمام هدى لاذ الزمان بظله * وألقى إليه الدهر مقود خوار علوم الورى في جنب أبحر علمه * كغرفة كف أو كغمسة منقار فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه * ولم يغشه عنها سواطع أنوار رأى حكمة قدسية لا يشوبها * شوائب أنظار وأدناس أفكار بإشراقها كل العوالم أشرقت * كما لاح في الكونين من نورها الساري إمام الورى طود النهى منبع الهدى * وصاحب سر الله في هذه الدار به العالم السفلي يسمو ويعتلي * على العالم العلوي من دون إنكار ومنه العقول العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار أيا حجة الله الذي ليس جاريا * بغير الذي يرضاه سابق أقدار ويا من مقاليد الزمان بكفه * وناهيك من مجد به خصك الباري أغث حوزة الإيمان واعمر ربوعه * فلم يبق منها غير دارس آثار وخلص عباد الله من كل غاشم * وطهر عباد الله من كل كفار وعجل فداك العالمون بأسرهم * وبادر على اسم الله من غير أنظار تجد من جنود الله خير كتائب * وأكرم أعوان وأشرف أنصار(17)



        الهوامش
        (1) غيبة النعماني: 234 ح 22 باب 13.
        (2) غيبة النعماني: 236 ح 24 باب 13.
        (3) بحذاء.
        (4) غيبة النعماني: 236 ح 25 باب 13.
        (5) إثبات الهداة: 3 / 449 ح 52 وعلل الشرائع: 149 ح 9 باب 22.
        (6) التهذيب: 10 / 314 ح 1169 باب 28 وإثبات الهداة: 3 / 455.
        (7) الخصال: 1 / 121 بتفاوت بسيط.
        (8) البحار: 51 ب 140 ح 14.
        (9) الشمراخ: غرة الفرس إذا جللت الأنف.
        (10) في المصدر: معين.
        (11) دلائل الإمامة: 458.
        (12) إعلام الورى: 2 / 287 الفصل الثالث.
        (13) غيبة النعماني: 317 ح 2 باب 21 والخصال: 2 / 541 ح 14.
        (14) البحار: 52 / 390 ح 212 عن غيبة السيد علي بن عبد الحميد.
        (15) الخرائج والجرائح: 2 / 841.
        (16) الغدير: 7 / 65.
        (17) لم أجده في مصادره.
         

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎