إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

البداء : كيف بينه الامام احمد الحسن (ع) ؟ + رد شبهات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    البداء : كيف بينه الامام احمد الحسن (ع) ؟ + رد شبهات

    معنى البداء لدى الانسان:
    البداء لغة: هو الظهور، بدا الامر لفلان أي ظهر له.
    فالبداء في الإنسان أي ظهور الامر له بعد خفائه عليه. وسبب خفاء الأمر عليه هو جهله ثم علمه وهذا يؤدي به الى ان يبدل رأيه نتيجة ظهور الامر الخافي عنه سابقاً.
    وأكيد أن مثل هذا المعنى لا يجوز نسبته الى الله سبحانه والقول باتصافه به، لأنه متضمن للجهل وهو منفي عنه تعالى الله عن ذلك علوأ كبيراً.
    لذا قال الامام الصادق (ع): ( من زعم ان الله بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم )، وقوله (ع): ( من زعم أن الله بدا له في شيء ولم يعلمه أمس فأبرأ منه ).
    إذن هناك بداء يستلزم الندامة والجهل كما يكون عادة لدينا نحن بني البشر، وهو منفي عنه سبحانه، وليس هو البداء الذي نؤمن به والذي لا يستلزم جهل او ندامة ، كما أكده كتاب الله وروايات خلفائه الطاهرين (ع)، كما يأتي توضيحه.

    المخالفون لأهل البيت (ع) يتهمون الشيعة بنسبة الجهل الى الله تعالى:
    ولأن المخالفين آثروا لأنفسهم نهجا مغايراً لآل محمد (ع) وقرروا السير بعيدا عن هديهم ولم يقتبسوا من نورهم، صاروا يتهمون ائمة الهدى (ع) وشيعتهم بأنهم ينسبون الجهل الى الله سبحانه لأنهم يقولون بالبداء، ولست بحاجة الى بيان نماذج من التهريج والتشنيع الذي انتهجه المخالفون الذين لم يمنحوا انفسهم فرصة لفهم معنى البداء الذي قال به آل محمد (ع) وآمن به أتباعهم ، والإنسان عدو ما جهل كما هو معروف.

    بعض روايات الطاهرين (ع) في البداء:
    ورد في كتاب الكافي في الجزء الاول ص146 ، باب البداء روايات تتحدث عن البداء وهذه بعضها :
    عن زرارة بن أعين، عن أحدهما عليهما السلام قال : ما عبد الله بشئ مثل البداء . وفي رواية ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ما عظم الله بمثل البداء.
    عن مالك الجهني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لو علم الناس ما في القول بالبداء من الاجر ما فتروا عن الكلام فيه .
    عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء .
    عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في هذه الآية : " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال : فقال : وهل يمحى إلا ما كان ثابتا وهل يثبت إلا ما لم يكن ؟
    عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال : الاقرار له بالعبودية ، وخلع الأنداد ، وأن الله يقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء .
    عن زرارة عن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : " قضى أجلا و أجل مسمى عنده" قال : هما أجلان : أجل محتوم وأجل موقوف .
    عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : العلم علمان : فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلم وملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله فإنه سيكون ، لا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ، ويؤخر منه ما يشاء ، ويثبت ما يشاء .

    قائم آل محمد (ع) يوضح معنى البداء:
    ولكي نعرف معنى البداء وأين يكون، علينا ان نقرا النص التالي للسيد أحمد الحسن (ع) وهو يوضح فيه ام الكتاب ولوح المحو والإثبات اجابة على سؤال في الفرق بين المحكم والمتشابه، فيقول:
    (( ج/ ... ولمعرفة الفرق بين المحكم والمتشابه يجب معرفة إن القرآن والأحاديث القدسية وكلام الأنبياء والأئمة عليهم السلام (ع) تحتوي على :
    1/ كلام من أم الكتاب (كتاب المحكمات) وهو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل وهو علم ما كان أو يكون الى يوم القيامة دونما أي تبديل وهو علم الغيب الذي لا يطلع عليه الله سبحانه أحد ألا الأنبياء والمرسلين والأئمة فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)
    2/ كلام من لوح المحو والإثبات (كتاب المتشابهات) وهو أيضاً علم ما كان أو يكون ولكن على وجوه كثيرة واحتمالات عديدة لنفس الواقعة أحدها سيقع وهو الموجود في أم الكتاب أما البقية فلا تحصل لسبب ما ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها وللمثال (( نقول فلان عمره 50 سنه مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب ولكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر ويعيش عشر سنوات أخرى وبعد مضي العشر سنوات إذا بر والديه فانه سيمد عمره خمس سنوات أخرى )) فهنا في لوح المحو والإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب وربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى وربما بعد العشر سنوات يموت وربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى .
    ولولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل والدعاء قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد 22) أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير فمثلا مكتوب فلان يعيش 65 سنة أو مكتوب فلان يعيش 60 سنة أو 50 سنة واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط أذن فلوح المحو والإثبات هو لوح المتشابهات ...
    .) المتشابهات ج1
    ويقول أيضاً:
    (( {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ} الأعراف 143. ولم يكن سبحانه وتعالى يجهل أن الميقات أربعين ليلة ، ولم يكن سبحانه وتعالى يكذب على موسى سبحانه وتعالى علوا كبيرا ، وإنما واعده ثلاثين ليلة ، وكانت العشر التمام للأربعين معتمدة على أمر أخر لم يحدث بعد ، كدعاء أو صدقة أو أي عمل يقوم به موسى (ع). أو تقصير من جماعة بني إسرائيل يعاقبون عليه بغياب موسى (ع) عشر ليالي إضافية ، ففي علم الله سبحانه أن موسى سيغيب أربعين ليلة ، لكن في لوح المحو والإثبات أن موسى سيغيب ثلاثين ليلة ، فان حصل الأمر الفلاني من موسى (ع) أو بني إسرائيل فانه سيتمها أربعين ليلة قال تعالى : (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) الرعد:39 .
    وهذا يشبه دعاء أيٌ منّا ليدفع الله عنه البلاء ، أو يرزقه من رحمته ما يشاء . فلو كانت الأمور لا تتبدل لبطل الدعاء ولأمسى لغوا لا نفع فيه ، لكن الله سبحانه قدر المقادير ويداه مبسوطتان يوسع على من يشاء ، ويقتر كيفما يشاء ، وهو احكم الحاكمين ، وهذا هو البداء الحق المبين في الذكر الحكيم ، الذي أنكره الجاهلون وقالوا أن الله فرغ من كل شيء . وجعلوا يداه مغلولتان يظاهون قول اليهود
    )) كتاب العجل ج1.
    فالبداء الذي أكدته الآيات والروايات هو ان تكون هناك عدة مقادير في لوح المحو والإثبات وهذه المقادير مرتبطة بأعمال صالحة كالدعاء والصدقة وصلة الرحم وما شابه، ولتلك الاعمال تأثير في تحديد تقدير معين من بين تلك التقديرات والخيارات المتعددة، وبالنهاية يتحقق ما هو مثبت في (ام الكتاب) ، ولكن حيث انه خافٍ على الانسان فسيكون ذلك باعثا للعبد للجد والسعي وعمل الخير. وهذا مدعاة لتنمية فضيلة الرجاء في قلبه. هذا من جهة.
    ومن جهة اخرى بالنسبة للمؤمن يكون مدعاة لتنمية فضيلة الخوف منه سبحانه، اذ ليس بوسعه – بعد ايمانه بالبداء بمعناه الحق - ان يركن لعمل عمله ويقول ان عاقبته قد ختمت بخير وهو لا زال في دنيا الامتحان ، اذ تضمن لوح المحو والاثبات لعدة تقديرات يجعل من قلبه خائفا ومتعلقا بربه الى نهاية المطاف .
    ومن ثم ، فلا خوف المؤمن ينقطع ولا رجاؤه، لذا ورد عن ائمة الهدى (ع) : ( ما عبد الله بشيء مثل البداء ) . فلولاه لبطل الدعاء (مخ العبادة) وفعل الخيرات.

    البداء بالمعنى الحق يؤمن به بعض المخالفين:
    قال السيد أحمد الحسن (ع) في تتمة كلامه السابق عن البداء : ( هذا وهناك من علماء السنة من يثبت البداء كابن الجوزية في كتابه الجواب الكافي في فصل الدعاء وهو وان لم يصرح باللفظ فقد اثبت المعنى سواء بالروايات عن النبي (ص) أو بمناقشته لفائدة الدعاء ) كتاب العجل: ج1.
    ويقول النووي في بيان "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" ما حاصله: ( ينسأ مهموز أي يؤخر والأثر الأجل لأنه تابع للحياة في أثرها وبسط الرزق توسيعه وكثرته وقيل البركة فيه واما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها أن هذه الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضياع في غير ذلك والثاني أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فان وصلها زيد له أربعون وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى الله ما يشاء ويثبت ..) شرح مسلم: ج16 ص114.
    وذكر المناوي ما يلي : ( "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره " قال الحكيم : زيادة العمر في هذا ونحوه على وجهين أحدهما البركة فالقصير من العمر إذا احتشى من أعمال البر أربى على كثير . الثاني أنه تعالى قدر الآجال والأرزاق والحظوظ بين أهلها ثم أثبت ذلك في أم الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه أحد ، فما في أم الكتاب لا زيادة فيه ولا نقص وما في صحف الملائكة يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء بالإحداث التي تكون من أهلها في الأرض ) فيض القدير: ج6 ص123.
    وغيرها، وهي واضحة في اثبات البداء وان لم يتم التصريح بلفظه، ولكنه غير مهم بعد ايمانهم بمضمونه الذي يقول به اتباع ال محمد ع.

    منقول من درس العقائد ـ المرحلة الاولى ـ الحوزة العلمية المهدوية العالمية الانترنيتية ـ الشيخ علاء السالم.
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    #2
    رد: البداء : كيف بينه الامام احمد الحسن (ع) ؟ + رد شبهات

    سؤال:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سيدي الوصي اليماني العظيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هناك إشكالية في كيفية التوفيق والجمع بين الاوامر الالهية بالرضا بالقضاء وانه من أعلى درجات العبوديه له سبحانه وبين الاوامر الالهية بالدعاء والتضرع اليه سبحانه وسؤاله حتى في أبسط الامور واعتبار الدعاء من صميم العبودية له سبحانه وتعالى؟
    وبعبارة أخرى ألا يتعارض الامر بالرضا بالقضاء والأمر بالدعاء؟ وكيف يمكن ان اتصور الامرين معا؟

    عارف الحلي / العراق


    الجواب:
    [ بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    دعاؤنا المتعلق بالقضاء الاتي وان يكون خيرا لنا لا يتنافى مع رضانا بالقضاء الحالي والواقع الذي نحن فيه، فمثلا انا راض بالمرض الذي اصابني الان لانه واقع ضمن قضاء الله وفي نفس الوقت ادع ان اشفى بعد الان فعلمي بأن مرضي الان واقع ضمن قضاء الله ورضاي به لا يعني اني اعلم او اقول ان الله قضى ان ابقى مريضا يوم اخر او سنة اخرى او بقية العمر لكي اقول رضيت بقضاء الله الذي لا يبدل واترك الدعاء.
    وحتى لو علمت من الله بطريق من طرق معرفة الغيب – كرؤيا منذرة - ان هذا الحدث سيحصل غدا وهو حدث فيه اذى وضرر فيمكن ان تدع الله او ان تتصدق ليدفع الله هذا الضرر والاذى لانه ليس قضاء الله الذي لا يبدل والمكتوب في ام الكتاب بل هو اخبار بوجه من الوجوه الموجودة في لوح المحو والاثبات لأمر ما وقد لا يحدث ويحدث وجه اخر.
    فنحن ندعوا لأننا لا نعلم النتيجة النهائية القطعية التي ستحصل والتي هي قضاء الله المستقبلي فينا ونحن ندعوا ان لا يبقى الاذى الذي حصل لنا نتيجة اخطائنا ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ))
    ودعائنا هذا لا يتنافى مع رضانا بقضاء الله الذي امضي فينا الان وهو واقع نعيشه ونشكر الله عليه.

    أحمد الحسن
    1433 هـ
    ]

    المصدر:
    منتدى الإجابة عن الأسئلة العقائدية الموجهة للإمام أحمد الحسن (ع)، الرابط




    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎