إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

صفية بنت عبد المطّلب(رضوان الله عليهما)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    صفية بنت عبد المطّلب(رضوان الله عليهما)

    صفية بنت عبد المطّلب(رضوان الله عليهما)(1)


    قرابتها بالمعصوم

    عمّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعمّة الإمام علي(عليه السلام).
    اسمها ونسبها

    صفية بنت عبد المطّلب بن هاشم.
    أُمّها

    هالة بنت وهيب بن عبد مناف.
    ولادتها

    ولدت حوالي عام 53 قبل الهجرة، أي في عام ولادة النبي(صلى الله عليه وآله)، ومن المحتمل أنّها ولدت في مكّة باعتبارها مكّية.
    زوجها

    تزوّجت في الجاهلية الحارث بن حرب بن أُمية أخو أبي سفيان فمات عنها، فتزوّجها العوّام بن خويلد بن أسد، أخو خديجة بنت خويلد زوجة النبي(صلى الله عليه وآله).
    من أولادها

    أبو عبد الله الزبير، وعبد الكعبة.
    جوانب من حياتها

    * أسلمت وبايعت النبي(صلى الله عليه وآله).
    * هاجرت إلى المدينة المنورّة، وأطعمها النبي(صلى الله عليه وآله) أربعين وسقاً بخيبر.
    * روت أحاديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).
    كانت القابلة لفاطمة الزهراء(عليها السلام)

    قال ابن عباس: «لمّا كان مولد الحسين بن علي صلوات الله عليهما، وكانت قابلته صفية بنت عبد المطّلب، فدخل عليها النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: يا عمّة ناوليني ولدي. قالت: فداك الآباء والأُمّهات، كيف أناولكه ولم أطهّره بعد!
    قال: والذي نفس محمّد بيده، لقد طهّره الله من علا عرشه، فمدّ بيده وكفّيه فناولته إيّاه، فطأطأ عليه برأسه يقبّل مقلتيه وخدّيه، ويمجّ لسانه كأنّما يمج عسلاً أو لبناً.
    ثمّ بكى طويلاً(صلى الله عليه وآله)، فلمّا أفاق قال: قتل الله قوماً يقتلوك! [قالت صفية:] فقلت: حبيبي محمّد، مَن يقتل عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ قال: يا عمّة، تقتله الفئة الباغية من بني أُمية»(2).
    شجاعتها

    كانت من أشجع النساء، وقد سجّلت موقفاً شجاعاً يوم خيبر عندما قتلت يهودياً جاء ليتجسّس على المسلمين، بعدما جبُن حسّان بن ثابت عن قتله.
    «قال ابن إسحاق: وحدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عبّاد قال: كانت صفية بنت عبد المطّلب في فارع حصن حسّان بن ثابت، قالت: وكان حسّان بن ثابت معنا فيه، مع النساء والصبيان.
    قالت صفية: فمرّ بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنّا، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) والمسلمون في نحور عدوّهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت.
    قالت: فقلت: يا حسّان، إنّ هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإنّي والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنّا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأصحابه، فأنزل إليه فاقتله، قال: يغفر الله لك يابنة عبد المطّلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا.
    قالت: فلمّا قال لي ذلك، ولم أر عنده شيئاً، احتجزت ثمّ أخذت عموداً، ثمّ نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتّى قتلته. قالت: فلمّا فرغت منه، رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسّان، انزل إليه فاسلبه، فإنّه لم يمنعني من سلبه إلّا أنّه رجل، قال: مالي بسلبه من حاجة يابنة عبد المطّلب»(3).
    صبرها

    كانت من الصابرات عند الشدائد، فقد صبرت على مقتل أخيها حمزة وقد مثّل به في معركة أُحد، قال ابن إسحاق: «وأقبلت فيما بلغني صفية بنت عبد المطّلب لتنظر إلى حمزة، وكان أخاها لأبيها وأُمّها، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لابنها الزبير بن العوّام: القها فارجعها لا ترى ما بأخيها. فلقيها الزبير فقال لها: يا أُمّه، إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يأمرك أن ترجعي، فقالت: ولِمَ وقد بلغني أنّه مُثّل بأخي، وذلك في الله قليل، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله، فلمّا جاء الزبير رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأخبره بذلك، قال: خل سبيلها. فأتته فنظرت إليه، وصلّت عليه، واسترجعت، واستغفرت له»(4).
    شعرها

    كانت(رضوان الله عليها) شاعرة فصيحة اللسان، كأخواتها الأُخريات بنات عبد المطّلب.
    وقال فيها السيّد محسن الأمين(قدس سره): «كانت أديبة عاقلة شاعرة فصيحة، وكان لعبد المطّلب ستّ بنات كلّهن من أهل الأدب والشعر والفصاحة»(5).
    ولمّا حضرت عبد المطّلب الوفاة، قال لبناته: أبكين حتّى أسمع كيف تقلن، فقالت صفية وهي ترثي أباها:
    «أرقت لصوت نائحة بليل ** على رجل بقارعة الصعيد
    ففاضت عند ذلكم دموعي ** على خدّي كمنحدر الفريد
    على الفيّاض شيبة ذي المعالي ** أبيك الخير وارث كلّ جود
    طويل الباع أروع شيظمي ** مطاع في عشيرته حميد
    عظيم الحلم من نفر كرام ** خضارمة ملاوثة أسود»(6).
    وقالت في رثاء أخيها حمزة(رضوان الله عليه):
    «أسائلة أصحاب أُحد مخافة ** بنات أبي من أعجم وخبير
    فقال الخبير إنّ حمزة قد ثوى ** وزير رسول الله خير وزير
    دعاه إله الحقّ ذو العرش دعوة ** إلى جنّة يحيا بها وسرور
    فذلك ما كنّا نرجي ونرتجي ** لحمزة يوم الحشر خير مصير
    فوالله لا أنساك ما هبت الصبا ** بكاء وحزناً محضري ومسيري
    على أسد الله الذي كان مدرها ** يذود عن الإسلام كلّ كفور
    فياليت شلوي عند ذاك وأعظمي ** لدى أضبع تعتادني ونسور
    أقول وقد أعلى النعي عشيرتي ** جزى الله خيراً من أخ ونصير»(7).
    وقالت في رثاء النبي(صلى الله عليه وآله):
    «يا عينُ جُودي بدمعٍ منكِ مُنحدرِ ** ولا تَمُلِّي وابكي سـيّد البشـرِ
    اِبكي رسولَ الله فقد هدّت مصيبتُهُ ** جميعَ قومي وأهل البدوِ والحضرِ
    ولا تَمُلِّي بكاءكِ الدهر مُعولةً ** عليه ما غرّد القمري في السحرِ»(8).
    وقالت أيضاً:
    «ألا يا رسولَ الله كنتَ رجائيا ** وكنتَ بنا برّاً ولم تكُ جافيا
    كان على قلبي لذكر محمّد ** وما خفتُ من بعد النبي المكاويا
    أفاطم حيّ الله ربّ محمّد ** على جدث أمسى بيثرب ثاويا
    فدىً لرسولِ الله نفسي وخالتي ** وأُمّي وعمى قصرة وعياليا
    فلو أنّ ربّ الناس أبقاك بيننا ** سُعدنا ولكنّ أمره كان ماضيا
    عليكَ من الله السلام تحية ** وأُدخلت جنّات من العدن راضيا»(9).
    وفاتها

    تُوفّيت(رضوان الله عليها) عام 20ﻫ، ولها من العمر 73 عاماً، ودُفنت في مقبرة البقيع بالمدينة المنوّرة.
    ـــــــــــــــــــــــ

    1. اُنظر: أعيان الشيعة 7/390 رقم1362.
    2. مناقب الإمام علي: 234 ح699.

    3. السيرة النبوية لابن هشام 3/711.
    4. تاريخ الطبري 2/208.
    5. أعيان الشيعة 7/390 رقم1362.
    6. سيرة ابن إسحاق: 46 ح50.

    7. السيرة النبوية لابن هشام 3/665.
    8. أنساب الأشراف 1/594 رقم1204.
    9. المصدر السابق، رقم1205.




    مقتبس
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎