إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما


    من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

    (1)

    نصيحة الإمام أحمد الحسن (ع) إلى أنصار الله..

    [بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين .

    (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(القصص:83)

    الاخوة أنصار الإمام المهدي (ع) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اليوم وانتم تقفون هذا الموقف الكريم بين يدي الله سبحانه وتعالى وانتم تمثلون أمة الإيمان التي هي محط نظر الله سبحانه وتعالى ومحط نظر وفخر الأنبياء والمرسلين (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) (الطور:48) ، الأمة التي يباهي بها الله سبحانه وتعالى ملائكته ، أنبياءه ورسله ، أولياءه وخيرته من خلقه ، الأمة التي تمناها جميع الأنبياء (ع) ، الأمة التي يفرح بها نوح النبي (ع) ويتذكر أيامه وهو يصنع تلك السفينة المباركة وكلما مر به فوج يستهزؤون ، والأمة التي يفرح بها إبراهيم الخليل (ع) وهو يرى فأسه المبارك من جديد يهوي على رؤوس أصنام الضلالة الخونة ، يفرح بهذه الأيدي الزاكية المباركة التي اختارت أن تحمل فأس إبراهيم وتعرض عما تواضع عليه أهل الدنيا ، وأمة يفرح بها موسى الكليم (ع) وهي تذكره بطور سيناء وبتلك الكلمات المباركة التي طرقت إذنيه الكريمتين وهمست في قلبه (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(القصص:30) لأن هذه الأمة أختارت كما اختار موسى (ع) أن تسمع كلمات الله وان تؤمن بكلمات الله ، وان تخضع للحكمة .

    والأمة التي طالما انتظرها عيسى المسيح (ع) ليعود إلى هذه الأرض وليصرخ بوجه الرومان عبدة المادة ، عبدة الطين والحجارة ، كلا لديمقراطية روما الوثنية (العلمانية) كلا لقيصر ، كلا ليس المحراب للأنبياء والملك لقيصر ، بل المحراب والملك للأنبياء والأوصياء . وليصرخ بوجه العلماء غير العاملين الويل لكم انتم كحجر وقع في فم نهر لا انتم تشربون ولا تتركون الماء يخلص إلى الزرع الويل لكم انتم في باب الملكوت تقفون لا انتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون ، الويل لكم تأكلون حقوق الأرامل واليتامى ، الويل لكم تهتمون بظاهركم وتنسون باطنكم ، تظهرون أنكم تطيلون الصلاة وتكبرون العمائم وتطيلون اللحى وتتركون أهم ما في الشريعة العدل والرحمة والصدق . والأمة التي تمخض عنها تيه أمة محمد (ص) كما تمخض تيه بني إسرائيل عن الأمة التي فتحت الأرض المقدسة مع (يوشع بن نون) (ع) .

    الأمة التي كل ما قلت هو قطرة في بحر كرمها وإحسانها وفضلها على سائر الأمم منذ أن خلق الله آدم (ع) .

    ولن تكونوا كذلك ، ولن تكونوا هذه الأمة ما لم تكونوا خير أمة أخرجت للناس ، بل وخير أئمة أخرجت للناس ، بل لن تكونوا كذلك ما لم تكونوا المصداق الأمثل والأتم والأكمل لهذه الآية (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(الفتح).

    فليرحم كبيركم صغيركم وليوقر صغيركم كبيركم ، وقدموا علماءكم العاملين فانهم وفدكم إلى الله ، اتخذوا الشيطان عدوا كما اتخذكم أعداء ، يريد إضلالكم(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)(فاطر)

    إنما شغل الشيطان فيكم فإن غيركم من الناس قد كفوه أنفسهم بخروجهم عن الصراط والولاية .

    لا تقابلوا الإساءة بالإساءة ، احسنوا إلى المسيء ألا تحبون أن يقابل الله إساءتكم بالإحسان كذلك كونوا مع الناس ، أما إساءة أحد الأنصار لكم فهي إحسان فالمؤمن المسيء بحقك سيحمل عنك وزرك الذي أنقض ظهرك .

    كما تكيلون يكال لكم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (الحشر).

    أنا المذنب المقصر قليل العمل كثير الزلل ، أرى من فضل الله عليَّ وإحسانه الذي لا طاقة لي على شكره أن أكون هذه الأيام كما كان جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يسب على المنابر ثمانين عاماً . ولا يحزنيّ إلا أنهم يتسافلون بهذا في ظلمات بعضها فوق بعض ، ويبتعدون عن النور والهدى إلى صراط الله المستقيم ، يحزني إنهم يختارون عن علم أو جهل الضلالة والنار على الهدى والجنة ، ويشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله إن قلبي يعتصره الألم عندما أجد أني سبب في تسافلهم ، وأسال الله أن يغفر لمن يجهل الحقيقة منهم ويهديه إلى الصراط المستقيم ويعرفهم حقي وحجتي عليهم .

    هذا ليس اختياري أنا العبد المسكين ، بل هو اختيار الله سبحانه وتعالى إن يجعلني عقبة في طريق كل الناس فلا يدخلوا الجنة إلا باجتيازها : (فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ)(البلد) .

    وإذا كنت أنا العبد الظالم لنفسه يرق قلبي رحمة لهم فكيف بالله سبحانه وتعالى وهو الرؤوف الرحيم أسأله سبحانه برحمته أن يهدي أهل الأرض ، ويعرفهم صاحب الحق ويعينهم على اجتياز العقبة . ولكن هيهات فقد تمت الكلمة (كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ)(يونس) ولقد شاء الله ومشيئته كائنة ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً * وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) (الإسراء:58-59)و (قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ )ظهور الإمام المهدي (ع) وبين يديه رسوله وهكذا شاء الله أن تكون آية رسول الإمام المهدي (ع) هي العذاب ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15)و( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) لأنهم يكذبون كما كذب الأولون فلا ترسل آية إلا العذاب لكن لا لأمره يعقلون ولا من أولياءه يقبلون (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) (القمر:5) . وقد اخبرنا سبحانه وخبره حق وصدق وعدل (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)(النساء:159) فلابد أن يؤمن فوج من أهل كل كتاب بداعي الحق الجديد القديم المصلوب المقتول ( وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً)(النساء: 157) الميت الحي والنذير (مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى)(النجم: 56) الذي شبه لهم والذي (يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) في يوم قيام الإمام المهدي (ع) (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ * رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ)(الحجر:1-4)( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ …… إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) (الطور:8)

    فالقرآن هو القرآن ، والكتاب هو الكتاب المسطور المعلوم وهو الطور والطور الذي وعدكم الله ( وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ)(طـه: 80) وهو الطور الذي نودي منه موسى (ع) (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً)(مريم:52) وحرز فاطمة (ع) (بسم الله الرحمن الرحيم …… الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، ……) (مفاتيح الجنان) ، والكساء اليماني الذي به شفاء الخمسة أصحاب الكساء (ع) فبه يجبر ضلع الزهراء (ع) المكسور ويسكن دم الحسين (ع) الذي يفور ، وبنصره ينتصرون وبحكمه يحكمون ، وبين يديه (عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) ، وثمود هم ثمود قال الصادق (ع) : ( قوله تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال : ثمود رهط من الشيعة ، فإن الله سبحانه يقول : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُون)(فصلت:17) فهو السيف إذا قام القائم عليه السلام : وقوله تعالى : (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ) هو النبي صلى الله عليه وآله : ( نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) قال : الناقة الامام الذي فهمهم عن الله (وَسُقْيَاهَا) أي عنده مستقى العلم ) بحار الأنوار ج 24 ص 72 ، البرهان .

    (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43) .

    كما أرجو منكم أيها الاخوة والأخوات أنصار الإمام المهدي (ع) أن تتعاملوا بينكم بالرحمة والرأفة الصادقة النابعة من الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، ابتعدوا عن الرياء والمماراة وحب الظهور والفخر والكذب والحرص … ، تجنبوا الأخلاق الذميمة كما تتجنبون النجاسة ، وتحلوا بالصدق والوفاء والرحمة والكرم والشجاعة والعفة … ، كما تتعطرون بالريح الطيبة . فليعامل الصغير منكم والكبير كما فرض الله على الابن أن يعامل والده وليعامل الكبير منكم الصغير كما يعامل ابنه بغاية العطف والرحمة .

    (كونوا زينا لآل محمد ولا تكونوا شيناً عليهم) .

    عرفوا الناس بالحق برحمة ، وعاملوهم كما تحبون أن تعاملوا ، اقتلوا الشيطان الذي في بواطنهم بالكلمة الطيبة ، جادلوهم بالتي هي احسن وبالحجة البالغة ولا تعاملوهم بقسوة وغلظة فتكونوا بذلك عوناً للشيطان وجهلهم عليهم . قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل) .

    أسألوهم لماذا يعرض فقهاء آخر الزمان عن مناظرتي بكتاب الله سبحانه وتعالى (القرآن) حيث يدعون انهم حملته دوني ، فإن المناظرة ستثبت من هو صاحب القرآن الذي لا يفارقه ، ولكن هيهات كما قال أمير المؤمنين (ع) : (وانه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيئاً أخفى من الحق ولا اظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله !! . وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا انفق منه إذا حرف عن مواضعه ، ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا اعرف من المنكر ، فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته ، فالكتاب يومئذٍ وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مأوىً !! . فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليس معهم ، لان الضلالة لا توافق الهدى ، وان اجتمعا فاجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ! فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره !! ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثله وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة )) .

    سبحان الله هل أمسوا يعدون الفرار من مناظرتي منقبة وفضيلة كما كان أسلافهم يعدون الفرار من سيف أبي علي بن أبي طالب (ع) منقبة وفضيلة .

    أنا أخاطبهم كما خاطبهم أبي أمير المؤمنين (ع) (( أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ، كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم . بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى . إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم . لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم … آثروا عاجلا وأخروا آجلا ، وتركوا صافيا وشربوا آجنا … أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، والأبصار اللامحة إلى منار التقوى . أين القلوب التي وهبت لله وعوقدت على طاعة الله . ازدحموا على الحطام وتشاحوا على الحرام . ورفع لهم علم الجنة والنار فصرفوا عن الجنة وجوههم ، وأقبلوا إلى النار بأعمالهم . دعاهم ربهم فنفروا وولوا . ودعاهم الشيطان فاستجابوا وأقبلوا ) (نهج البلاغة)

    والسيد محمود الحسني حيث يدعي انه الأعلم فأنا ادعوه للمناظرة العلنية ليعرف صاحب الحق إن كان يهدف لمعرفة صاحب الحق ، ولا يقل أنا فقيه اعلم بالفقه لا بالقرآن فإن الأعلم بالفقه لابد أن يكون الأعلم بالقرآن ، لان القرآن هو أصل الفقه ومعدنه .

    ولكي لا تبقى حجة لمحتج فأنا لا أقيده بأي شرط ، وله أن يشترط ما شاء على أن لا يتعدى القرآن والرسول (ص) والأئمة (ع) .

    أسألوهم هل إن القرآن ما زال يجري مجرى الشمس والقمر كما اخبر الأئمة (ع) فإذا كان كذلك فمن هو صاحب هذه الآية في هذا الزمان : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)(الصف) .

    فقد نزلت بمحمد (ص) ولكن القرآن حي لا يموت ، فمن هو احمد الذي بشر عيسى (ع) بإرساله قبل عودته(ع) إلى أهل الأرض في زمن ظهور الإمام المهدي(ع) ، ومن هو احمد الذي ذكره رسول الله (ص) والأئمة (ع)

    1. وقال رسول الله (ص) في وصيته (في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ، وساق الحديث إلى أن قال وليسلمها الحسن (ع) إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين) بحار الأنوار ج53 ص147 والغيبة للطوسي ص150 .

    2. عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين (ع) - وهو على المنبر - : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان( الى ان قال … له اسمان : اسم يخفى واسم يعلن ، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد ...) كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 653 .

    3. عن رسول الله (ذكر المهدي: انه يبايع بين الركن والمقام اسمه احمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها) غيبة الطوسي ص470

    4. وقال الإمام الباقر (ع) (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم أحمد ، أحمد) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج ) منتخب الأنوار المضيئة ص343.

    5. وقال الإمام الصادق (ع) (ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم ! يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد(أي يا أنصار احمد) أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ، ليست من فضة ولا ذهب ، بل هي رجال كزبر الحديد … ). بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج53 ص15.

    6. وعن الإمام الصادق (ع) (ومن البصرة عبد الرحمن واحمد ) بشار الإسلام 181 ، وما ورد عن أمير المؤمنين (ع) (ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الإبدال … ) بشارة الإسلام ص 148 .

    أسألوهم لماذا يعرضون عن مباهلتي ، اسألوهم بماذا يفسرون آلاف الرؤى التي رآها عدد كبير جداً من المؤمنين وفي بلدان مختلفة ، رأوا رسول الله (ص) والأئمة (ع) في المنام وهم يخبرون إن احمد الحسن حق وما سواه زخرف وباطل ، عن عبد الله بن عجلان قال : ذكرنا خروج القائم ( عليه السلام ) عند أبي عبد الله (ع) فقلت : كيف لنا نعلم ذلك ؟ فقال (ع) : يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب : طاعة معروفة (اسمعوا وأطيعوا) منتخب الأنوار المضيئة – السيد بهاء الدين النجفي ص 311 / كمال الدين ص654 وهذه الصحيفة هي رؤيا رآها النائم قبل ان يستيقظ صباحاً، أسألوهم هل الحق في حاكمية الله التي يدعو لها احمد الحسن وهي التي أمر بها الله تعالى في كتابه الكريم أم في حاكمية الناس والانتخابات التي يدعون لها ويلهثون وراءها وهي بقايا مائدة الأمريكان الكفرة ، ثم ها قد جاءتنا أيام الحج فاسألوهم هل سيلبون في الحج وهل سيقولون (لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لكوالملك لك لا شريك لك ) ، ثم ألا يستحي من يلبي هذه التلبية منهم من نفسه ، أو ليسوا بانتخاباتهم يصرخون (الملك لنا) أوَ ليسوا يصرخون ( الملك لغيرك لاشيء لك ) فأي ملك ابقوا لله حتى يقولوا له سبحانه (الملك لك لا شريك لك) أو ليس هذا هو النفاق بعينه فعملهم يخالف قولهم ، ويخالف راية الإمام المهدي (ع) ( البيعة لله )،واسألوهم بماذا يفسرون عشرات الأدلة على هذه الدعوة وكلها أدلة الأنبياء والمرسلين (ع) : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)(الأحقاف:9)

    أيها الاخوة أنصار الإمام المهدي (ع) لقد كلفني الله مالا طاقة لي على حمله إلا أن يعينني بحوله وقوته . وهو استقامتي واستقامتكم (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(هود) .

    فأعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد وإصلاح ذات بينكم .

    واستغفر الله لكم ولي من كل ذنب أذنبناه وكل خطيئة اخطئناها . اذكروا الله يذكركم . واستغفروه يغفر لكم واستعينوه يعينكم واستنصروه ينصركم واستغيثوه يغثكم ، وليكن القرآن شعاركم ودثاركم ، ولتكن الصلاة والدعاء معراجكم إلى الله بولي الله . ولا تنسوني من دعائكم في أناء الليل وأطراف النهار .

    والسلام عليكم يا أنصار الله وأنصار الأنبياء والمرسلين وأنصار الإمام المهدي (ع) ورحمة الله وبركاته وصلواته وصلوات ملائكته عليكم .وعظم الله أجوركم بوفاة الإمام الصادق (ع) (احيوا أمر آل محمد رحم الله من أحيا أمر آل محمد)

    ربي (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) لدينك *** ربي (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) لدينك *** ربي (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) لدينك


    خادمكم الذي يتشرف بخدمتكم
    المذنب المقصر بحق الله وحق الإمام المهدي (ع)
    احمد الحسن
    25 / شوال / 1426 هـ . ق .
    ]

    المصدر: بيان نصيحة إلى أنصار الإمام المهدي مكن الله له في الأرض، الرابط



    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    #2
    رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

    من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

    (2)

    نصيحة الإمام أحمد الحسن (ع) إلى من يتصدى للمناظرات...

    [ إلى ......... وإلى كل من يتصدّى للمناظرات من أنصار الإمام المهدي (ع) حفظهم الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلّم تسليما كثيراً
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أرجو منك أن تتوكل على الله توكلاً حقيقياً بكلّ قلبك، ولا تعتمد على فهمك، بل أخلص لله سبحانه وتعالى حتى لا ترى نفسك بل تراه هو سبحانه، هو فقط، عندها تجعل الله ينطق على لسانك ويقول ما يريد بك ويظهر حقه من خلالك.
    إياك أن تغتر أو أن تظن بنفسك الظنون (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان: ١٨)، فمن أنت، ومن أين مبدأك، وإلى أين منتهاك؟ أنت إن ذكرت نفسك وغفلت عن ربك فأنت ظلمة ومبدأك منيّ ومنتهاك جثة لولا أنها تدفن لتمنّى من تعيش معهم اليوم أنك لم تكن، وإن ذكرت ربّك وكنت من الذاكرين في كل حال وآن فأنت نور وروح قدسية تتمسّح بها الملائكة وتتبرّك بالدنوّ والاقتراب منها؛ حيث إن مبدأك ومنتهاك هو الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فانظر في أمرك وتدبّر حالك واختر من تريد أن تكون.
    الله سبحانه وتعالى يحبّكم، ولهذا فإن غفلتم عن ذكره وظننتم أنكم قادرون ومنتصرون بأنفسكم وبقدرتكم فإنه لن يترككم للشيطان ليستحوذ عليكم، بل يذكّركم وينبّهكم كما ذّكر من كان قبلكم ونبّههم بالهزيمة والانكسار أمام الأعداء والكفار، وها أنتم تذكرون أُحد وحُنيناً عندما ظن المسلمون أنهم قادرون على النصر بأنفسهم وغفلوا عن ذكر الله فرحمهم الله وذكّرهم به سبحانه عندما جعلهم يذوقون طعم الانكسار والهزيمة، وهذا لأنّ النصر الحقيقي هو الانتصار على النفس والإخلاص لله سبحانه وتعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة: ٢٥).
    فإيّاك أن تفرح بنصر حقّقته، اللهم إلا إن كان فرحك لانتصار دين الله وليس لنفسك وبنفسك، وتذكّر قوله تعالى: (لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص: ٧٦) وقوله تعالى: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد: ٢٣).
    واعلموا سددكم الله، أنّ من أراد شيئاً أعدّ له عدته، فكونوا جميعاً كالبنيان المرصوص وأعدوا العدة، وهيّئوا أنفسكم بالعلم والعمل الجادّ والإخلاص لله سبحانه وتعالى، وعليكم بالطهارة والصلاة والدعاء وفقكم الله وسددكم ونصركم نصراً عزيزاً، على الأقل اغتسلوا قبل كل مناظرة ومنازلة غسل التوبة لتبرزوا وقد خرجتم من ذنوبكم، وصلّوا بعد كلِّ مناظرة ركعتي شكر لله سبحانه وتعالى ليرحمكم الله ويزيدكم من فضله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: ٧). ويا لها من نعمة أن تكونوا عباداً شاكرين قد مدحكم الله في الملأ الأعلى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ: ١٣).

    المذنب المقصر
    أحمد الحسن
    رمضان المبارك 1431 هـ ق
    ].

    المصدر: كتاب مع العبد الصالح (الجزء الثاني)، صفحة 81



    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

    Comment

    • مستجير
      مشرفة
      • 21-08-2010
      • 1034

      #3
      رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

      من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

      (3)

      نصيحة الإمام أحمد الحسن (ع) لكل فتاة مؤمنة تضمن لها حياة طيبة وكريمة...

      السؤال/457: السلام عليكم سيدي ومولاي وصي ورسول الإمام المهدي.
      عفواً لهذا السؤال لكني أود الإجابة عنه؛ لأنه ولّد صراع في داخلي، هل الدين الإسلامي حرم الحب بين المرأة والرجل إذا كانت نية زواج وارتباط رسمي، هل يجوز للمرأة أم أنه محرم ؟ إني أعتذر لهذا السؤال وأترجاكم أريد السيد أحمد الحسن يجاوب على سؤالي.
      المرسلة: الطالبة الجامعية - العراق


      الجواب:
      [ بسم الله الرحمن الرحيم
      والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

      الله سبحانه وتعالى شرع قانوناً للعلاقة العاطفية والجنسية بين المرأة والرجل باعتبارهما ذكراً وأنثى، وهو عقد الزواج الذي يشترط فيه الشاهدان على العقد أو الإشهار بعد العقد إن لم يكن هناك شاهدان .. وهذا ليضمن حقوق المرأة وثمرة الاتصال بين الأنثى والذكر البشريين ...

      ويعلم الله إني سأحاول النصح لك ولكل فتاة مؤمنة لعلكم تضعون أقدامكم على سبيل صحيح يضمن لكم حياة طيبة وكريمة.

      إن ما تسمينه أنت حب فهو في الحقيقة لا يتعدى مسألة الإعجاب بالشكل أو المظهر أو بعض التصرفات والكلمات التي معظمها غير حقيقية ومتكلفة وبعيدة عن واقع الشخصية الحقيقية للمرأة أو الرجل, ولتعلمي أنه مجرد إعجاب بمظاهر بعضها غير حقيقي، انظري إلى الواقع الخارجي، فلا أريد أن أقول أكثر مما يقوله الواقع الخارجي، ومما قالته الأبحاث والدراسات الاستقرائية للواقع الخارجي، التي تبين ومن خلال استقراء الواقع الخارجي أن ما يسمى بالحب أو علاقة الحب بين المرأة والرجل تنتهي بعد الزواج بفترة ليست بطويلة أو بعد المعاشرة الزوجية كما في الغرب اليوم، وربما في أحسن الأحوال لا تتعدى سنوات قليلة، بينما الحب الحقيقي لا يمكن أن ينتهي ليس بعد سنوات بل وحتى بعد الموت ومفارقة هذه الدنيا، فالحب الحقيقي والحي والباقي هو حب الله سبحانه وتعالى؛ لأنه مرتبط بالحي الباقي سبحانه وتعالى، وبالتالي فكل حب مرتبط بهذا الحب سيكون حياً بحياة هذا الحب الحقيقي، فحب المرأة قرينها أو حب الزوج قرينته لأجل الله وطاعة لله، ولأجل أن قرينه قريباً من الله مطيعاً لله سيكون حباً حياً وحقيقياً؛ لأنه في الحقيقة نابع من حب الله ... ومن بيده القلوب ويقلبها كيف يشاء غير الله سبحانه وتعالى ؟ فهو القادر أن يديم حباً بين زوجين بني على حبه هو سبحانه وتعالى.

      ولهذا حث الرسول المؤمن أن يتحرى صاحبة الدين ويقترن بها، وكذا حث المرأة أن تتحرى صاحب الدين وتقترن به، وفقكِ الله كوني كريمة عزيزة مطيعة لله سبحانه الكريم الذي لا يضيع أولياءه ويرحمهم في الدنيا والآخرة، فهو القادر أن يجعل من المؤمنة التي تتوجه إليه رغبة به سبحانه وتعالى أن تقترن بإنسان مؤمن وصاحب دين.

      أما العلاقات التي تسمى بالحب قبل عقد الزواج والاقتران فهي في الحقيقة في كثير من الأحيان تكون سبباً لأن تفقد المرأة عزتها وكرامتها وعفتها، فالمفروض بالمؤمنة الكريمة العزيزة أن تتجنب هذا الأمر وتجعل عاطفتها وحبها تتوجه إلى الشخص المؤمن الصالح الذي تقترن به بالعقد الشرعي.

      والمفروض أن تجعل المؤمنة ثقتها بالله وتتوكل عليه وتطلب منه سبحانه أن يجعل من تقترن به إنساناً مرضياً عنده حقيقةً، وبالتالي تعيش معه في الأيام التي قدرها الله لها في هذه الدنيا حياة كريمة عزيزة يحفها الحب والمودة.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      وهذه بعض النصوص التي تلخص ما توصل إليه بعض علماء الاجتماع من خلال دراسات استقرائية:

      يقول عالم الاجتماع الأمريكي ويليام روبنسون مستنداً إلى استقراء مجموعة قصص حب: (أن العمر الافتراضي للحب هو ثلاث سنوات ليس أكثر بعد الزواج)، ويقول: (عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي يصبح نوره خافتاً، وقد يتطلب ما يقرب العام حتى يدرك طرفاً علاقة الحب هذه الحقيقة التي تغلفها الحياة المشتركة).

      وقال: (أن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب تظل تولد شحنات وشحنات حب وطاقة عواطف لمدة ثلاث سنوات ثم تتوقف تلك الشحنات وكأنها بطارية فرغت، ولا يمكن إطلاقاً إعادة شحنها، ثم تتحول العلاقة القائمة على الحب إلى علاقة دفء وإخلاص).

      البروفيسور سيندي هازان من جامعة كورنيل بنيويورك أجرى دراسة استقرائية على عينة تضم خمسة آلاف رجل وامرأة ينتمون إلى 37 ثقافة مختلفة على مستوى العالم المتقدم والمتخلف، والدراسة كانت عبارة عن مجموعة من الاختبارات النفسية والبيولوجية لقياس مستوى الحب بين كل اثنين متحابين، والنتيجة كانت: (أنه لا يوجد حب يمكنه الاستمرار مدى الحياة، حيث أكدت الدراسة أن الحب لا يعيش مع العلاقة الحميمية إلا لمدة أربع سنوات كحد أقصى، ثم يموت بعدها).
      أحمد الحسن
      أواخر صفر/ 1431 هـ
      ]

      المصدر: الجواب المنير (الجزء الخامس): ص 73-74


      قال الامام أحمد الحسن ع:
      [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
      "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
      وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
      ]

      "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

      Comment

      • مستجير
        مشرفة
        • 21-08-2010
        • 1034

        #4
        رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

        من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

        (4)

        نصيحة أخرى إلى أنصار الله...

        السؤال/ 234: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
        فيما يلي نصيحة السيد أحمد الحسن للأنصار، وجاءت جواباً على استفهام وطلب من الأخ العزيز الغالي علاء، وكانت بتاريخ: الأربعاء/ 16صفر/ 1430 هـ. ق.



        الجواب:
        [ بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين كما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين الهداة الأطهار وسلم تسليماً.
        اشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، واشهد أنّ سيدي ومولاي محمداً بن عبد الله عبده ورسوله إلى العالمين.
        أحمده سبحانه وتعالى أن تفضل عليّ بفضله الذي لا يعلمه إلاّ هو سبحانه وتعالى أن جعلني عبداً له، وتكرّم عليّ بأن جعلني من الساجدين وكتبني مع الذاكرين، والحق لا أجد نفسي إلاّ غافلاً لا أستحق هذا الكرم الذي أفاضه علي سبحانه، ولكنه الكريم الذي يجازي بالكثير، ووالله لا أجد نفسي قد قدمت القليل لأقول إنّه جازاني بالكثير على القليل الذي قدمته، ثم كانت مشيئته سبحانه وتعالى أن حشرني بين سادتي آل محمد الأئمة والمهديين عليهم صلوات ربي فكتبني منهم وحشر وجهي الأسود بين وجوههم المشرقة بنوره سبحانه، فوجدتني بين أمره سبحانه الذي ألجمني وبين معرفتي بنفسي التي أقلقتني وكان ما أراد سبحانه أن يمتحن الخلق بحجر إسوَدَّ من الذنوب، لا يضر ولا ينفع.
        فما قلته لكم: (لا تكونوا أنصار أحمد الحسن العبد الذي يموت، والذي لا يقدر على شيء، بل كونوا أنصار الحي الذي لا يموت والذي يقدر على كل شيء)، أي: لا تشغلكم القبلة عن الحقيقة التي تقصدون، فلتكن قلوبكم متعلقة به سبحانه وتعالى لا بعبد من عباده وإن كان هذا العبد هو خليفة الله في أرضه فأطيعوا خليفة الله؛ لأنّ الله أمركم بهذا، ولتكن تضحياتكم مع خليفة الله؛ لأنّ الله أمركم بهذا، لا لأنكم تحبّون هذا الإنسان الذي جعله الله خليفته في أرضه، فهذا من الشرك الذي يمنع الإنسان المؤمن الصالح من الارتقاء في طرق السماوات: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾.
        واعلموا إنّ الله قد جعل لنا في قلوب الذين آمنوا ودّاً وحبّاً ترق قلوبهم لذكرنا وتسيل دموعهم شوقاً إلينا، وأنتم ممتحنون بهذا أيضاً فلا يشغلكم هذا عن الله، لا تكونوا كمن شغلته المرآة عن الصورة التي فيها وإنما هي وجدت لتوصلك إلى الصورة، فأعلموا يرحمكم الله إنّ خلفاء الله في أرضه ما هم إلاّ أدلة يعرفهم من عرفهم وبهم يُعرف الله، فغايتكم الله وغرضكم معرفته سبحانه وتعالى فإياكم ثم إياكم أن تنشغلوا بالأدلة (سلام الله عليهم أجمعين) عن هدفكم الذي أشاروا ويشيرون إليه.
        واختصر كلامي بكلمتين ضعوها في أعناقكم: (إياكم والانشغال عن القبلة، فهي قبلة أُمرتم بالتوجّه من خلالها، وإياكم والانشغال بالقبلة فهي قبلة يُراد ما بعدها).
        أحذركم أن تهملوا شيئاً من خليفة الله في أرضه فهو قبلتكم إلى الله، وأحذركم أن تنشغلوا بخليفة الله عن ذكر الله سبحانه فخليفة الله ما هو إلاّ قبلة إلى الله.
        ثم ليكن شغلكم في إصلاح ذات بينكم وكونوا رحماء بالمؤمنين يرحمكم الله، فأنتم إن شاء الله ليس فيكم من يعتقد أنّ لله سبحانه شريك، وليس فيكم من يعتقد أنّ الله سبحانه وتعالى وهو نور لا ظلمة فيه يحل في عالم من عوالم الخلق وهي ظلمة مختلطة بالنور، بل هي قائمة بنوره سبحانه وتعالى الله علواً كبيراً، كما أظن إنّكم تعلمون أنّ الله يخاطب من أخلص له - من خلقه - أنا حي لا أموت وقد جعلتك حياً لا تموت، أنا أقول للشيء كن فيكون وقد جعلتك تقول للشيء كن فيكون [1].
        قال تعالى: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾، فهؤلاء لا يموتون ولا يعرفون من الموت إلاّ خروجهم من هذه الدنيا، وقال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾، وهؤلاء لا يموتون بل ولا يتفاجئون ويصعقون عند نفخ إسرافيل بالصور، وقال تعالى: ﴿يَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، وهؤلاء لا يفنون؛ لأنهم وجه الله، أي: إنّ الله واجه بهم بقية الخلق.
        ولكن أين الحي الذي لا يموت بغيره، من الحي الذي لا يموت بنفسه، وأين الذي يقول للشيء كن فيكون بحول وقوة غيره بل ويحتاج لإذن غيره، من الذي يقول للشيء كن فيكون بحوله وقوته: ﴿ ... قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ ............... وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي﴾.
        فدعوا الجدال والمراء يرحمكم الله وكلموا الناس على قدر عقولهم.
        وأوصيكم أن توصلوا الحق لطلابه برفق ورحمة وعطف فأنتم تحملون لهم طعام السماء فلا تتبعوا صدقاتكم بالمن والأذى: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى﴾، فإن لم يكن لكم في هدايتهم حاجة فلتكن لكم في أن تكونوا عوناً لنا في عرصات القيامة حاجة كونوا ممن يفاخر بهم الجليل ملائكته.
        أعينونا بعلم وعمل وإخلاص وإصلاح ذات بينكم، كونوا خير أمة أخرجت للناس، وإن لم يكن أصحاب الكهف فكونوا أنتم لمن قبلكم ومن يأتي بعدكم عجباً.
        قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، وسمع رأس الحسين بن علي (ع) يقرأ منها فقط: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، أي: أصحاب الكهف في الآخرين، وهم أصحاب القائم الذين يأخذون بثأره ويلتزمون بدين الحسين الذي قتل لأجله وهو حاكمية الله.
        لقد تمسكتم بالدين كله وهو حاكمية الله ولا يضر من جاء بحاكمية الله يوم القيامة شيء ولا ينفع من فرط بها شيء، والحق أنّ الذين فرّطوا بحاكمية الله يكتبون من أعداء محمد وإن ادعوا أتباعه، ويكتبون من أعداء علي وإن ادعوا مشايعته، ويكتبون من أعداء الحسين الذي ضحّى حتى بالرضيع ورفع رأسه على الرماح لأجل تثبيت حاكمية الله، والله الذي لا إله إلاّ هو إنهم حملة رأس الحسين على الرماح في هذا الزمان ويكفيهم خزي وعار أن يجدوا أنفسهم في نهاية المطاف لا يفقهون شيئاً من الدين الإلهي أو من ثورة الحسين (ع).
        فأنتم تسمعونهم سنين طوال على المنابر وهم يصدعون بقولهم إنّ الحسين لم يخرج لأجل الحكم، وهم يعتقدون إنهم ينزهون الحسين (ع) بهذا في حين إنّ مطالبة خليفة الله بالحاكمية الإلهية منقبة له بقدر ما هي عار ومنقصة لغيره؛ لأنّ خليفة الله بمطالبته بالحاكمية الإلهية ينفذ إرادة الله في حين مطالبة غيره بحاكمية الناس هي معارضة لإرادة الله، فمن نصبه الله إماماً لا يرضى منه الله أن يرفض الإمامة أو أن يتخلى عن مهامها في هداية الناس إلى الصراط المستقيم، فكيف يفرضون أنّ الحسين لم يطالب بحاكمية الله ولم يطالب بالحكم مع أنّ بها يُمتحن الخلق فينقسم الناس في كل زمان قسمين؛ منهم كإبليس يقولون أنا أو نحن، ومنهم كالملائكة في سجودهم يقولون هو.
        ثم انظر لمصيبة هؤلاء الذين اعتبروا فيما مضى أنّ الحسين لم يخرج للمطالبة بالحكم واعتبروها بزعمهم منقبة للحسين (ع)، هل هم اليوم ملتزمون بما اعتبروه فيما مضى منقبة؟؟؟!!!
        أترك الحكم لكم وللناس وهي تراهم ينزون على كرسي الحكم نزو القرود.
        أيّها الأحبة يا أنصار الله، أنتم قد عرفتم جهلهم والضياع الذي هم فيه، لقد ضاعوا وأضاعوا فترفقوا بمن أضاعوهم لعلهم يهتدون ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
        أحمد الحسن
        ]

        المصدر: الجواب المنير عبر الأثير (الجزء الثالث)



        ---------------------

        هامش:
        [1]- يشير (ع) إلى الحديث القدسي الذي جاء فيه: (يا بن آدم، أنا حي لا أموت، أطعني فيما أمرتك حتى أجعلك حياً لا تموت، يا بن آدم، أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون) مستدرك الوسائل: ج11 ص258، بحار الأنوار: ج90 ص376 .


        قال الامام أحمد الحسن ع:
        [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
        "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
        وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
        ]

        "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

        Comment

        • مستجير
          مشرفة
          • 21-08-2010
          • 1034

          #5
          رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

          من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

          (5)


          هل يمكن أن يضيعوا هدفهم من يطلبون العبد الصالح اليوم؟...

          قال الإمام أحمد الحسن (ع):
          [ نصيحـــة:
          موسى ضيع مجمع البحرين (العبد الصالح) مع أنه كان مستعداً أن ينفق عمراً طويلاً في البحث عنه.

          موسى ضيع هدفه ولم يعرفه مع أنه جلس بقربه.

          موسى (عليه السلام) تجاوز هدفه مع أنه مر به، وفي هذا عبرة وعظة بالغة لموسى(عليه السلام) ولكل سائر في طريق الله سبحانه.

          أما موسى فقد أخذ عظته في حينها وعلم أن تضييع الهدف ممكن حتى مع المبالغة في طلبه وشدة الاهتمام به، ولهذا كان منكسراً عندما عاد للعبد الصالح الذي ضيعه وربما يمكن أن نقول: إنه لما مر بقرب هذا الإنسان لم يتصور أنه هو الهدف الذي يطلبه وكان هذا هو الدرس الأول لموسى(عليه السلام) حيث بقدر التفاته إلى نفسه وانشغاله بها ضيعه، ولهذا عندما عاد خاطب العبد الصالح بلغة المذنب (هل تقبل بعد أن ضيعتك مع اقترابي منك أن أرافقك وأتعلم منك) .. ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾.

          أما نحن فلابد أن نعتبر ونتعظ بما حدث لموسى (عليه السلام) مع العبد الصالح فإذا كان موسى(عليه السلام) مع شدة طلبه للعبد الصالح حتى إنه جعل إمضاءه الحقب في البحث عنه أمراً طبيعياً بالنسبة له أي إنه قرر أن لقاءه بالعبد الصالح أمر عظيم يهون معه إمضاء الدهور بحثاً عنه، مع هذا مر بقربه ولم يعرفه، فهل يمكن أن يضيعوا هدفهم من يطلبون العبد الصالح اليوم؟ مع أنهم ليسوا كموسى(عليه السلام) لا من جهة الإخلاص ولا من جهة الاهتمام الذي جعل موسى(عليه السلام) يرى أن إمضاء الدهور سائحاً هائماً على وجهه أمراً قليلاً إن كانت نتيجته لقاءه بالعبد الصالح، هل يمكن أن يسأل كل إنسان عاقل يخاف سوء العاقبة نفسه هذا السؤال؟
          ]

          المصدر: كتاب رحلة موسى إلى مجمع البحرين


          قال الامام أحمد الحسن ع:
          [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
          "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
          وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
          ]

          "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

          Comment

          • مستجير
            مشرفة
            • 21-08-2010
            • 1034

            #6
            رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

            من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

            (6)


            دعوا الأمر حتى يأتي وقته...

            كتب أبو حسن:
            (دعوا الأمر حتى يأتي وقته..)
            أختم هذه المحطة مع العبد الصالح (ع) بنصيحة له، كانت قد جاءت بعد أن سألته عن روايتين، وهما وإن كانتا لم يحن وقتهما زمن السؤال إلا أني أذكر ذلك لأجل ما جاء في كلامه روحي فداه.
            سألته فقلت: هناك روايتان؛ الأولى: عن محمد بن مسلم، قال سألت أبا جعفر (ع).. ﴿والنهار إذا تجلى﴾، قال (ع): (النهار هو القائم منا أهل البيت (ع)، إذا قام غلب دولة الباطل، والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب نبيه (ص) به ونحن فليس يعلمه غيرنا) [بحار الأنوار: ج24 ص71 – 72].
            والأخرى: عن أبي عبد الله (ع)، قال: (قوله تعالى: ﴿والفجر﴾ هو القائم و(الليالي العشر) الأئمة (ع) من الحسن إلى الحسن، و﴿الشفع﴾ أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام و﴿الوتر﴾ هو الله وحده لا شريك له، ﴿والليل إذا يسر﴾ هي دولة حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم (ع)) [بحار الأنوار: ج24 ص78].
            هل الأولى في المهدي الأول (ع)، والثانية في الإمام المهدي (ع) ؟
            فأجابني (ع): [ دع هذه يرحمك الله، أنتم تقسّمون الآن فدعوا الأمر حتى يأتي وقته، اقترب الطوفان ولم يبقَ الكثير، أنت إذا كنت تريد شيئاً فلديك الروايات، وأيضاً لديك المتشابهات ].
            فقلت: اقترب الطوفان ولا ضمان أن لا نهلك معهم والعياذ بالله، فسلام لك ممن أحبك بروحه وقصّر في جنب الله كثيرا .
            فقال (ع): [ أسأل الله أن ينجيكم. للأسف أنهم يتبعون هؤلاء الفقهاء الضالين وسيوردونهم نار جهنم، فهم لأجل هؤلاء الفقهاء ولأجل الدنيا التي ستحترق عليهم يسبوني ويحاربوني ويخسرون الدنيا والآخرة.
            لو كانت نجاتهم وهدايتهم بإراقة دمي لما تأخرت اليوم قبل غد، والله إني حزين ومتألم لأجل عامة الناس المخدوعين، فأنا أرى أنّ الهلاك قد أظلهم وهم يحسبون أنهم باقون في هذه الدنيا وهي باقية لهم
            ].

            المصدر: كتاب مع العبد الصالح (الجزء الأول)


            قال الامام أحمد الحسن ع:
            [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
            "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
            وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
            ]

            "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

            Comment

            • مستجير
              مشرفة
              • 21-08-2010
              • 1034

              #7
              رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

              من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

              (7)


              المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح...

              كتب أبو حسن:
              (كيف يكون الايمان مستقراً)..
              طلبت من العبد الصالح (ع) يوماً نصيحة، فقلت: الإنسان على نفسه بصـيرة، قليل الصبر، ويضيق صدري سريعاً، وكثرة الهموم، بماذا تنصح وكلامك بلسمي في مسيري.
              فقال (ع): [ الحمد لله رب العالمين أنكم لستم قليلين، ويشد بعضكم بعضاً، ويعين بعضكم بعضاً، وإن كان هناك تقصير من إخوتك فأسأل الله لك ولهم الإخلاص والتوفيق في العمل في سبيل الله.
              تذكّر ما كان حال من سبقوكم من الأنبياء والأوصياء والقلة الذين نصروهم، لقد مهدوا لكم الطريق، كم مرة ومرة يكون جوابكم على الذين ظلموا أنفسهم بالتمثل بالأنبياء والأوصياء وأحوالهم، لقد مهدوا لكم الطريق وخففوا الكثير من عنائكم ولكن بعنائهم وبآلامهم
              ].
              فقلت: سلام الله عليهم أجمعين، وفقنا الله للسير على هداهم وخدمة حججه على خلقه.
              فقال (ع): [ ومتى كان الحجج يبحثون عن خدم ].
              فقلت: أعتذر مولاي، فصرت لا أعرف ماذا أقول بالدعاء فاعذرني على كلامي معك والخطأ لا يفارقني.
              فقال (ع): [ المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح بين "أنا ........ هو"، وعندما يكون الاختيار صحيحاً، وعندما ينجو الإنسان المؤمن من الأنا يحقق ما جاء لأجله الأنبياء والأوصياء (ع) ].
              فقلت: وكيف يستقر ذلك في القلب، فهل من طريق ؟
              فقال (ع): [ المعرفة ].
              فقلت: قد يعرف الانسان شيئاً ، لكن سرعان ما ينساه، فيزول أثره فيقع في الخطأ من جديد.
              فقال (ع): [ المعرفة الحقيقية تكون هي حقيقة المخلوق ولا تنسى ولا تزول، هي الإيمان المستقر ].
              فقلت: وما هو السبيل إلى أن يجعل الإنسان من معرفته وإيمانه حقيقياً ومستقراً لا يزول ؟
              فقال (ع): [ عندما يكون هو المعرفة، الذي يحترق بالنار ويصبح ناراً، أما إن كنت تقصد العمل الذي يؤدي لهذا:
              أولاً: أن يطبق كل ما يأمره الله به، وكل ما يرشده له، ويتخلق بكل خلق يرضاه الله، ويجتنب كل خلق يسخطه الله، ومن ثم لا يطلب جنة ولا تجنب نار ولا ولا، بل فقط أن يكون واقفاً في باب الله ويعمل بما يشاء، ومن ثم يعرف الآتي: أنه إن قال اشفني، أعطني، ارزقني، افعل بي كذا، فهو في كل هذه الأدعية يقول " أنا ".
              فالمفروض أن يقتنع قناعة كاملة أنه يكفيه أن يقف في باب الله ويستعمله الله متفضلاً عليه، فلو أنه سبحانه استعمله منذ أن خلق الدنيا إلى قيام الساعة ومن ثم أدخله النار لكان محسناً معه، وكيف لا يكون محسناً من أوجدني من العدم، ومن ثم شرفني أن استعملني لأكون حجراً يرميه كيفما يشاء، وأي فضل أعظم من هذا، بل لو أدخلني النار خالداً بعد هذا لكان محسناً معي؛ لأنه في كل ما مضى محسن، وفيما يأتي محسن، استحق أكثر من النار ؛ لأني ناظر إلى نفسي.
              المفروض أن يبقى الإنسان دائماً واقفاً في باب الله يرجو أن يتفضل عليه ويستعمله، والمفروض أن لا يكون عمل الإنسان مع الله مقابل ثمن أو جزاء، أي المفروض أن لا يطلب ثمناً أو جزاء. وهل تعتبره إنساناً جيداً من يطلب ثمناً أو جزاء مقابل خدمة بسيطة يقدمها لإنسان كريم وفّر له فيما مضى بيتاً ومالاً وعملاً وكل ما يحتاج في حياته دون مقابل، فكيف بالله سبحانه الذي إن استعملك شرفك، وكان عملك معه شرفاً لك وخير يصيبك، فكيف تطلب مقابلاً على ذلك ؟!
              ].

              المصدر: كتاب مع العبد الصالح (الجزء الأول)



              قال الامام أحمد الحسن ع:
              [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
              "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
              وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
              ]

              "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

              Comment

              • مستجير
                مشرفة
                • 21-08-2010
                • 1034

                #8
                رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                (8)


                إذا قست القلوب فاعرجوا بها على ذكر الله...

                كتب أبو حسن:
                (علاج قساوة القلب)..
                قلت للعبد الصالح (ع): يمر وضعنا بعض الأحيان بركود، يعني قلة في الحركة هكذا فجأة ولا أعرف هل هو نتيجة تقصير وهو أكيد موجود، أم أن القضية بيد الله ويهيأ لها أسبابها، هذا أمر. والأمر الآخر: يشعر الانسان بعض الأحيان بقساوة في قلبه وقلة إقباله، فهل من علاج ؟
                فقال (ع): [ الدعوة بيد الله، وأيضاً الله يعطي للمؤمن بحسب إخلاصه.
                والقلب يرق لذكر الله وذكر أوليائه، فإذا قست القلوب فاعرجوا بها على ذكر الله، واقرؤوا القرآن وما يمكنكم من الدعاء، وتدبروا سيرة أولياء الله واتعظوا بها
                ].

                المصدر: كتاب مع العبد الصالح (الجزء الأول)



                قال الامام أحمد الحسن ع:
                [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
                "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
                وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
                ]

                "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

                Comment

                • مستجير
                  مشرفة
                  • 21-08-2010
                  • 1034

                  #9
                  رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                  من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                  (9)


                  من أعطاكم الأمان من الهلاك معهم وأنتم تصرخون أنا أنا أنا ؟!...

                  كتب أبو حسن:
                  (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً ....)
                  طرح أحد الإخوة بعض المشاكل عليه (ع)، فقال في نصيحته: [... هل تظنون أنّ شغلي فيكم فقط، سيهلك أكثر الناس وهم على ضلال ويذهبون إلى جهنم، وأنتم كل واحد مشغول بنفسه، كل واحد منكم يصيح أنا ؟!
                  لا أحتاج كلاماً كثيراً، أريد منكم عملاً قليلاً.
                  أعمالكم تعرض علينا وفيها كل واحد يصرخ أنا، لماذا لا تجاهدون أنفسكم ؟ ألا تستحون من الله، من محمد، من علي، من آل محمد (ع) ؟! الكل، الكل، الكل.
                  والله الذي سيأتي يشيب الصغير ؟؟ هل تعون ؟؟ أقول لك هلاك أكثر الناس !! أنتم لا تخافون الموت وتصرخون أنا أنا أنا !! من أعطاكم الأمان من الهلاك معهم وأنتم تصرخون أنا أنا أنا ؟!
                  ]
                  ولما أراد الأخ تبرير موقفه، قال (ع): [ طيب، وما تنقله الملائكة ماذا أفعل به ؟! ].
                  ثم قال (ع): [ نصيحتي لكم قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، تدبروه وعوه وتجنبوا اتباع أهوائكم، والانتصار لأنفسكم على الحق.
                  إذا كنتم تريدون أن تكونوا فعلاً عوناً للحق فاعملوا بهذه الآية، وإلا يستبدل الله بكم قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم، وأنتم تعلمون فهم إلى جواركم وقد حان وقتهم، فاتقوا الله، واقتلوا أنفسكم وأهواءكم، وانصروا ربكم.
                  ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا﴾: لم يقل الله نصيب من الدار الآخرة، ولم يقل نجعل له نصيباً من الدار الآخرة، بل قال: تلك الدار الآخرة نجعلها، أي الدار الآخرة بما فيها يجعلها لهؤلاء، أي إنهم ملوك الآخرة، فهؤلاء هم آل محمد (ع) وخاصة شيعتهم، فاعملوا أن تكونوا منهم، وإلا فلا أريد أن أرى صوركم وأنتم تتبعون أهواءكم.
                  وفي نهاية الآية ، قال تعالى: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، والمتقون هم آل محمد (ع) ، وقد قال الصادق (ع) لمن قرأ: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾: (لقد طلبوا عظيماً، إنما هي: واجعل لنا المتقين إماماً) [تفسير القمي: ج1 ص10]، فما هي الأمور التي يعملها الإنسان ليكون من هؤلاء ؟
                  ﴿لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا﴾، أنتم لا تريدون علواً، ولا تريدون فساداً ؟؟ هل تعرف معنى هذا ؟ أي أن لا يمر بخاطرك أنك خير من أحد، ولا تفضّل نفسك على أحد.
                  لا يريدون علواً ولا فساداً .. لا يريدون الفساد، وليس لا يعملون الفساد. في آيات أخرى قال تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾، أما هنا في هذه الآية ليس لا يفسدون، بل لا يريدون الفساد، أي لا يمر بخاطرهم الفساد، ولا يخطر ببالهم الفساد. أين أنتم من هذا ؟؟؟
                  اتقوا الله، وانشغلوا بإصلاح أنفسكم، كل واحد منكم يرى نفسه أنه خير الخلق، وأنه أفضل من كل الأنصار، أو أفضل من بعض الأنصار ؟!!
                  هذه نصيحتي لكم واعذرني على شدتي معكم
                  ].

                  المصدر: كتاب مع العبد الصالح (الجزء الأول)



                  قال الامام أحمد الحسن ع:
                  [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
                  "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
                  وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
                  ]

                  "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

                  Comment

                  • مستجير
                    مشرفة
                    • 21-08-2010
                    • 1034

                    #10
                    رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                    من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                    (10)


                    نصائحه (ع) في البحوث...

                    كتب أبو حسن:
                    (نصيحة منه بكتابة بعض البحوث)..
                    قال العبد الصالح (ع): [ هل لديكم الوقت لكتابة بعض الكتب أو الأبحاث الضرورية لنصرة دين الله أنت وإخوتك ممن لديهم القدرة على ذلك.
                    أولاً: كتاب منكري خلفاء الله في أرضه منذ آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ليس ضرورياً أن يكون هذا هو العنوان، ولكن هذا هو مختصر لما يتضمنه الكتاب أو البحث، والذي يكتب هو يختار العنوان المناسب، ويمكن أن يتعرض الكتاب إلى:
                    - اليوم الأول آدم خليفة الله في أرضه.
                    - معترضون يتوبون ، منكر لا يتوب .. أي الملائكة وإبليس على التوالي.
                    - والمرور بأنبياء الله ورسله إلى يومنا هذا.
                    - المقارنة بين كل المنكرين.
                    - مقولاتهم التي قصها تعالى علينا في القرآن وما يجمعهم من وحدة المنهج في الإنكار والمحاربة والمحاججة بالباطل ووحدة الأهداف ووحدة المضمون.
                    - أيضا الكثرة ومناقشتها.
                    - لماذا المنكرون دائماً هم الكثرة ؟ هل المشكلة في خلفاء الله أم في الناس، وما هي مشكلة الناس ؟
                    إذا عرفت سبب الفشل في الامتحان الأول تستطيع الإجابة على هذا السؤال ، إظهار "أنا" المخلوق بشكل جلي يعاقب عليه، أي إنه طالما استبطن مواجهة ربه بـ " انا "، فالآن تجلى له في خليفة ليقول: أنا خير منه، ولم يكن ليجرأ على النطق بها أمام الله القهار، ولكنه كان ينطق بها في كل آن بنظره المنصبّ على نفسه، أولئك الذين لا يكادون يرون أيديهم، أعمتهم الأنا، فهم كل همهم أنفسهم وما يلائمها وتجنب ما ينافيها ظاهراً. الآن، تجلى لهم الذي خلقهم في خليفته ليظهر على الملأ ما انطوت عليه أنفسهم الخبيثة من إنكار له سبحانه ولفضله.
                    ولو قربت لك الصورة أكثر في مثل مادي: فحالهم كمن ركز نظره على نفسه وهو يواجه ربه دون أن ينطق أو يقول: أنا خير ممن خلقني، أو أن يقول نفسي أهم عندي ممن خلقني، ولكن حاله ونظره المنصبّ على نفسه ينطق بهذا. الآن، امتحنه الذي خلقه بمثله - ظاهراً - إنسان فمباشرة نطق بما انطوت عليه نفسه فقالها جهاراً دون حياء: أنا خير منه.
                    أيضاً: بحث آخر عن عمر، وآخر عن أبي بكر، وعن عثمان من كتب السنة، المهم هو طريقة مناقشة الروايات بالاستعانة بالله وبالتوكل على الله والإخلاص لوجهه الكريم سبحانه وتعالى.
                    أيضاً: لديكم شيء آخر هو أنكم تنظرون إلى الروايات نظرة جديدة ونظرة أخرى تختلف عمن سواكم، فالأنصار الآن إن شاء الله يختلفون عمن سبقوهم في نقد أهل الباطل، وسيكون عملكم مباركاً إن شاء الله
                    ].
                    فقلت: كيف مولاي علمنا.
                    فقال (ع): [ اعملوا، وستجدون أنّ كل شيء جديد، هل تسألني عن شيء دون أن تبدأ به، ما أدراك ربما لا تحتاج للسؤال ].
                    وفعلاً لما باشرت بكتابة البحث لم أسأله (ع) عن شيء كما أخبر.
                    ثم قال (ع): [ أيضاً: كتاب وبحث مهم حول كسر ضلع الزهراء:
                    - تحقيق الروايات والدلالة على صحتها.
                    - البحث من خلال روايات السنة وروايات الشيعة.
                    - روايات اقتحام الدار.
                    - روايات التهديد الذي صدر من الظلمة.
                    - تحليل الروايات.
                    كمثال: يمكنكم الاستفادة من رواية غضب فاطمة (ع) على أبي بكر وعمر وطلبهم من أمير المؤمنين (ع) أن يدخلا على فاطمة ليطلبا منها أن تصفح عنهما وتغفر لهما ما عملاه، وإنهما دخلا على فاطمة وطلبا منها المغفرة ولم ترضَ عنهما [1]، فلأي شيء طلبا المغفرة إن لم يكن اقتحام دارها وكسر الضلع ؟!!
                    - أيضاً تغييب فاطمة (ع) موضع قبرها، ما هو السبب ؟؟؟ لأنها غاضبة منهم.
                    - أيضاً حرص فاطمة (ع) أن لا يحضروا جنازتها، ما هو السبب ؟؟؟
                    - أيضاً بيان فضلها من كتب السنة، ولو لم يكن إلا رواية سيدة نساء العالمين لكفى، وهي يصححها حتى الوهابية [2]
                    ].

                    (إعمال بحوث مقارنة)..
                    نقلت له في يوم رؤيا، فقلت: هناك رؤيا فيها أنّ التبيلغ الآن يكون بالنبوة الخاتمة.
                    فقال (ع): [ هناك أمر، المفروض أن تفعلوه وفقكم الله وهو المقارنة، مثلاً: مسألة ختم النبوة، هناك كتب فيها، اختر أفضل ما عندهم ، مثلاً مطهري عنده كتاب في هذا، الطباطبائي وغيره ماذا قالوا في التفسير، وقارنها بما قلت. اعملوا بحوث مقارنة، هذا أمر مهم لتعريف الناس وفقكم الله ].

                    المصدر: كتاب مع العبد الصالح (الجزء الأول)


                    -------------------------
                    هامش:
                    [1]- انظر : بحار الأنوار : ج28 ص303، ومصادر أخرى كثيرة، وبخصوص غضب فاطمة عليهما ووجدهما منهما فبالامكان مراجعة : صحيح البخاري : ج4 ص41، الامامة والسياسة : ج1 ص، وغيرهما.
                    [2]- فقد صححها على سبيل المثال : محمد ناصر الالباني في صحيح الجامع الصغير : ج1 ص77، الطبعة المنقحة.




                    قال الامام أحمد الحسن ع:
                    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
                    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
                    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
                    ]

                    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

                    Comment

                    • مستجير
                      مشرفة
                      • 21-08-2010
                      • 1034

                      #11
                      رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                      من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                      (11)


                      اعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم...

                      قال الإمام أحمد الحسن (ع):
                      [ بسم الله الرحمن الرحيم
                      والحمد لله رب العالمين.
                      ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
                      قال عيسى بن مريم (ع): (يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة، اقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم. فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال إنّ أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى (ع): بالتواضع تعمر الحكمة، لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع، لا في الجبل) [الكافي : ج1 ص37]. في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.
                      أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.
                      كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾.
                      تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾.
                      وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار (ع): (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.
                      واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.
                      وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي (ع) اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
                      اعلموا أيها الأحبة أنّ الحسين (ع) ذبيح الله وطريق الحسين (ع) هو كهف الله الحصين.
                      أيها الأحبة، كثيرون راسلوا الحسين (ع) في هذا الزمان وقالوا أقدم يا بن رسول الله على جند لك مجندة، فلما جاءهم وامتحنهم الله بقليل من تراث الدنيا والخوف من الدجال الأكبر (أمريكا) قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾، وأعاد أهل الكوفة في هذا الزمان الكرة فتعساً لهم بما قدمت أيديهم ونطقت ألسنتهم من الباطل، وهم ذراري قتلة الحسين بن علي (ع).
                      وأقسم بالله ما قدمنا عليهم إلا بعدما دعونا صباحاً ومساءً وهم يئنّون من وطأة الظالمين والفراعنة، فلما حللنا بين أظهرهم عَدْوا علينا يقاتلوننا، وسلّوا علينا سيفاً لنا في أيمانهم، وأمسوا ظهيراً لأعدائهم على أوليائهم، فويل لمن كان أولياؤه أعداءه يوم القيامة، وخصمهم جدّي رسول الله (ص)، رضينا بالله حكماً والموعد القيامة ومن ورائهم جهنم يصلونها وبئس الورد المورود.
                      يا أنصـار الله.
                      يا أنصـار الأنبياء والمرسلين.
                      يا أنصـار الحسين (ع).
                      يا أنصـار الإمام المهدي (ع).
                      اتقوا الله وتيقنوا وانظروا كيف تخلفون الإمام المهدي (ع) في أمانته عندكم ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾.
                      والحمد لله وحده.
                      ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾.

                      المذنب المقصر
                      أحمد الحسن
                      ]

                      المصدر: مقدمة كتاب المتشابهات (الجزء الثالث)


                      قال الامام أحمد الحسن ع:
                      [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
                      "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
                      وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
                      ]

                      "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

                      Comment

                      • نجمة الجدي
                        مدير متابعة وتنشيط
                        • 25-09-2008
                        • 5278

                        #12
                        رد: من نصائح العبد الصالح الإمام أحمد الحسن (ع)...

                        احسنتم ، الله يوفقكم لنقل كلام النور
                        قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

                        Comment

                        Working...
                        X
                        😀
                        🥰
                        🤢
                        😎
                        😡
                        👍
                        👎