إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

لدي شبهتين بما يخص حجية الرؤى

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    لدي شبهتين بما يخص حجية الرؤى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    طرأت لي شبهتين بما يخص حجية الرؤيا وارجو الإجابة عليها

    الشبهة الأولى:
    هناك روايات نفهم منها بأن الشيطان من الممكن أن يتدخل في الملكوت ويري النائم رؤيا كاذبة فمثلا:
    صحيحة سعد بن أبي خلف، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «الرؤيا علىٰ ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن، وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام»( الكافي 8: 90/ ح 61).
    ما رواه الكليني قدس سره، عن أبي بصير، قال: قلت: لأبي عبد الله عليه السلام: جُعلت فداك، الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟ قال: «صدقت، أمَّا الكاذبة مختلفة، فإنَّ الرجل يراها في أوّل ليلة في سلطان المردة الفسقة، وإنَّما هي شـيء يُخيَّل إلىٰ الرجل، وهي كاذبة مخالفة، لا خير فيها، وأمَّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة، وذلك قبل السحر، فهي صادقة، لا تخلف إن شاء الله، إلَّا أن يكون جُنُباً، أو ينام علىٰ غير طهور، ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره، فإنَّها تختلف وتبطئ علىٰ صاحبها»( الكافي 8: 91/ ح 62).
    وما رواه ابن شهر آشوب، عن أمير المؤمنين عليه السلام في جوابه عن سؤال النصـرانيين، قال: «إنَّ الله تعالىٰ خلق الروح، وجعل لها سلطاناً، فسلطانها النفس، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه، فيمرّ به جيل من الملائكة وجيل من الجنّ، فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة، ومهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجنّ. فأسلما علىٰ يده، وقُتلا معه يوم صفّين»( مناقب آل أبي طالب 2: 179).
    ما رواه الشيخ الصدوق قدس سره بسنده عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: «إنَّ لإبليس شيطاناً يقال له: هزع، يملأ ما بين المشـرق والمغرب في كلّ ليلة، يأتي الناس في المنام»( أمالي الصدوق: 210/ ح (234/18).).

    وفي المقابل ذكر السيد أحمد ع في إحدى خطاباته: (ما أنصفتم الله إذ جعلتم الملكوت بيد الشيطان)
    فكيف نجمع بين هذين القولين؟

    الشبهة الثانية:
    بأن الرؤى لا يؤخذ بها في الأحكام الشرعية فكيف نأخذ بها في العقائد والتي هي أهم من الأحكام الشرعية؟
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    #2
    رد: لدي شبهتين بما يخص حجية الرؤى

    ساجيب باختصار ان شاء الله ثم افصل بحول الله وقوته...


    هناك روايات نفهم منها بأن الشيطان من الممكن أن يتدخل في الملكوت ويري النائم رؤيا كاذبة................
    ..........وفي المقابل ذكر السيد أحمد ع في إحدى خطاباته: (ما أنصفتم الله إذ جعلتم الملكوت بيد الشيطان)
    فكيف نجمع بين هذين القولين؟
    وباسناده إلى علي عليه السلام ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا ؟ فقال رسول الله عليه السلام : انه ما من عبد ينام الا عرج بروحه إلى رب العالمين فما راى عند رب العالمين فهو حق ، ثم اذا امر العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والارض ، فما راته فهو اضغاث احلام ))

    فما راته الروح من الملكوت فهو من الله وما راته من الارض (اي بتأثير الهوى والشيطان ) لانها من العالم الجسماني وليس من عالم الملكوت.

    وهنا ممكن ان يرد اشكال : كيف يمكن تمييز الرؤيا وتصنيفها هل هي من الله او من الشيطان ؟ هل هي من الملكوت او من ابليس وجنده والهوى؟

    (اجبت عنه في التفصيل)


    الشبهة الثانية:
    بأن الرؤى لا يؤخذ بها في الأحكام الشرعية فكيف نأخذ بها في العقائد والتي هي أهم من الأحكام الشرعية؟
    الرؤى لا ناخذ منها لا حكم فقهي ولا عقيدة...... الاحكام الفقهية والعقيدة تؤخذ من المعصوم.
    الرؤى تشخص خليفة الله .... فالعقيدة ثابتة وهي حاكمية الله سبحانه وتعالى ... والرؤيا ممكن ان تشخص خليفة الله وهذا وارد في القران الكريم (يوسف ع مثلا) وفي الروايات (من امنوا بالرسول (ص) وبال البيت (ع) بالرؤى الصادقة وقبل ايمانهم...)

    التفصيل
    الانسان تصل اليه الكثير من المعلومات وهذه المعلومات لها مصادر (( فمعلومات الإنسان يأتي بعضها من هذا العالم الجسماني عن طريق البصر والسمع مثلاً ، ويأتي بعضها من الملكوت الأعلى ومثال ما يأتي من الأعلى هو الوحي للأنبياء والرؤيا الصادقة .)) رحلة موسى الى مجمع البحرين ص 30

    أي ان المعلومات اما تكون من عالم الملكوت او من هذا العالم الجسماني.

    والمعلومات من العالم الجسماني التي ترد على فكر الانسان (يعني غير المعلومات التي ترده عن طريق الحواس) ايضا تنقسم قسمين الاول من ابليس وجنده والثاني من النفس والهوى.

    فتكون بهذا للمعلومات ثلاث مصادر :
    المصدر الاول : اما من النور او لنقل من الله وحي مباشر من الله أو بتوسط ملائكة او بتوسط ارواح او ما يشاء الله.
    المصدر الثاني : هي من ابليس وجنده
    المصدر الثالث : النفس والهوى

    وما ذكرناه الان هو عام اي انهم يعم حالات الانسان في اليقظة والنوم.

    والمعلومات التي ترد للانسان في حال النوم ايضا ينطبق عليها نفس الشيء...
    قال الامام احمد الحسن (ع) (( الروح كالشمس فإذا صعدت إلى السماء أو توفاها الله في النوم بقي شعاعها متصل بالجسد يدبره )) الجواب المنير .

    ولكن فارق ظهور المعلومات ( الرؤيا ) في النوم وبروزها الى الذهن بسرعة وبوضوح اكثر هو لعلة انشغال الروح باليقظة بتدبير الجسد ؛ فالروح غير مشغولة الى تدبير الجسد اثناء النوم لانه في سبات النوم فتكون المعلومة اوضح لها احيانا ..

    علما ان مسألة الاطلاع على الملكوت اوسع من ان نحصرها في فترات النوم فورود المعلومة للمستيقظ موجود دائما ولكنك لاتسمعها احيانا وتسمعها اخرى لعلة انشغال الروح بالبدن والدنيا ومافيها وثقل البدن وحاجاته ...الخ.
    فإذا كان انشغالك بالاخرة وبالروح وخففت عن البدن ستسمع وترى كثيرا ان شاء الله.

    يقول الامام احمد الحسن (ع) ((والحقيقة التي يجب أن يعرفها الناس هي أنه بالطعام يموت أبن آدم فبالطعام والشهوات تشغل الروح عن رقيها وتنكب على تدبير هذا البدن الجسماني وهذا الانشغال بالنسبة للروح هو نوع من الموت التدريجي كما أن الذكر والسعي في طريق الله سبحانه وتعالى هو نوع من الحياة والرقي التدريجي .)) المتشابهات ج3

    اذن في المرحلة الاولى توصلنا الى معرفة ان تلك المعلومات الواردة للانسان سواء في اليقظة او في النوم مصادرها واحدة فهي نفس المعلومات اما من الله او من النفس او من ابليس ولكن اين يقع اثر تلك المعلومات ؟
    ((وهذه المعلومات تنطبع في صفحة الإنسان أو يمكنك تسميته موضع الذاكرة أو المعلومات ، وهو في النفس الإنسانية (الروح) ........ )) الامام احمد الحسن (ع).

    فالملكوت بيد الله .. والانسان يستلم الرسالة الالهية الصادقة الحقة من الملكوت.
    لكن.. في طريق العودة من عالم الملكوت فالنزول يكون ضمن سلطان العالم الجسماني وقيود الجسد والاهواء والظلمة التي تكون منفذا لتسلل شياطين الانس والجن للعبث في تلك الرسالة الالهية المقدسة المستلمة من عالم الملكوت المحضور على الشياطين عند انطباع الرؤيا في صفحة وجود الانسان وعودة الانسان للوعي في هذا العالم الجسماني.
    فيحدث الخلط عند الانسان ويكون للخيالات والاوهام والهوى دخلا في وجود الاحلام الباطلة في تلك المساحة المحصورة بين عودة الروح الى الجسد وبين رجوع الوعي الكامل للانسان على نفسه فتحصل حالة الخلط بين المعلومة الصادقة و المعلومة الكاذبة او لنقل بين الرؤيا الصادقة وبين الرؤيا الكاذبة.

    عن النوفلي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : المؤمن يرى الرؤيا فتكون الرؤيا كما يراها وربما راى الرؤيا فلا تكون شيئا ؟ فقال .
    ان المؤمن اذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء ، فكلما رآه المؤمن في ملكوت السموات في موضع التقدير والتدبير فهو الحق ، وكلما رآه في الارض فهو أضغاث أحلام...))

    وباسناده إلى علي عليه السلام ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا ؟ فقال رسول الله عليه السلام :
    انه ما من عبد ينام الا عرج بروحه إلى رب العالمين فما راى عند رب العالمين فهو حق ، ثم اذا امر العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والارض ، فما راته فهو اضغاث احلام ))

    فما راته الروح من الملكوت فهو من الله وما راته من الارض (اي بتأثير الهوى والشيطان ) لانها من العالم الجسماني وليس من عالم الملكوت.

    وهنا ممكن ان يرد اشكال : كيف يمكن تمييز الرؤيا وتصنيفها هل هي من الله او من الشيطان ؟ هل هي من الملكوت او من ابليس وجنده والهوى؟

    هناك قانون يجعلنا نميز الرؤيا الصادقة من الكاذبة...
    علة داخلية: وهنا التشخيص يكون من ذات الانسان : وهي الحالة التي تكون في فئة تقع ضمن مساحة المعصومين فاذا كان تشخيص الرؤيا عند المعصومين (ع) في ذواتهم الشريفة وهذا لا خلاف فيه مع منكري الرؤيا.
    في الكافي عن زراره عن أبي جعفر (ع) ((قال النبي (ص) لا يعاين ملكاً إنما ينـزل عليه الوحي ويرى في منامه ، قلت ما علمه في منامه إذا رأى إن هذا حق ؟ قال يبينه الله حتى يعلم إن ذلك حق)) .
    وذلك لانهم معصومون عن "القاء الهوى والقاءات الشياطين" بالله سبحانه وتعالى او عن طريق الحجة عليهم الموجود في زمانهم مثل الذي حدث مع السيدة فاطمة الزهراء (ع) ورسول الله محمد (ص).

    علة خارجية: وسنعطي هنا مجموعة من العلل التي تبين ان الرؤيا حق من الله سبحانه وتعالى :
    العلة الاولى : وجود معصوم في الرؤيا ... فالمعصوم لا يتمثل به الشيطان ابدا
    العلة الثانية : تحقق امر غيبي او حدث مستقبلي... فالشياطين لا تعرف الغيب
    العلة الثالثة : وجود رموز الرؤيا والحكمة... فالحكمة من الله والسفه من الشيطان
    وغيرها من العلل المذكورة في روايات اهل البيت ع التي تعصم الرؤيا وتشخصها عن الاحلام الكاذبة بما لا يقبل الشك .

    ويبقى الاشارة هنا الى ان الرؤى الصادقة كلام الله سبحانه وتعالى مثل القران وكلام المعصومين (ع) : فيه محكم ومتشابه. وفيه رموز ورسائل وشفرات لا توجد كلها حتى عند بعض الانبياء والمرسلين (ع).
    ولذلك نحتاج الى المعصوم في تفسير وتاويل الرؤيا.
    الا ان كان موضوع الرؤيا هو نفسه المعصوم ... اي رؤى الشهادة : لانه ليس عندك من تلجا اليه لتاويل الرؤيا لان المعصوم غير موجود او انت لم تتاكد بعد باحقيته فهو نفسه موضوع الرؤيا. فهنا تكون الرؤيا واضحة ولا تحتاج الى التفسير والتاويل.
    واترك التفصيل هنا.

    الموضوع ماخوذ من درس فصل الخطاب في حجية رؤى اولي الالباب ـ للاستاذ احمد حطاب ـ مع زيادة ونقصان وتصرف ليناسب الموضوع.
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

    Comment

    • ansari
      مشرف
      • 22-01-2011
      • 9069

      #3
      رد: لدي شبهتين بما يخص حجية الرؤى

      بوركتم كفيتم ووفيتم جزاكم الله كل خير

      Comment

      • اختياره هو
        مشرف
        • 23-06-2009
        • 5310

        #4
        رد: لدي شبهتين بما يخص حجية الرؤى

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ansari مشاهدة المشاركة
        بوركتم كفيتم ووفيتم جزاكم الله كل خير
        الحمد لله رب العالمين ... بارك الله بك اخي وبكل المؤمنين
        شكرا لتعليقك
        السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎