إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أصول الفقه والدليل العقلي والعقل... ببيان يماني آل محمد (ص)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    أصول الفقه والدليل العقلي والعقل... ببيان يماني آل محمد (ص)



    [ التشريع بدليل العقل
    بعد وفاة النبي (ص) كان على المسلمين الرجوع إلى أوصيائه (ع)؛ لمعرفة الأحكام الشرعية المشتبهة عليهم أو التي تستجد مع مرور الزمن، ولكن بما أنّ جماعة من المسلمين انحرفوا عن الأوصياء (ع)، وتركوا الأخذ عنهم - وهم أهل السنة - فقد أدّى مرور الزمن بهم إلى تأليف قواعد عقلية مستندة إلى القواعد المنطقية، اعتمدوا عليها في إصدار بعض الأحكام الشرعية، وسمّوها بـ (أصول الفقه)، وأعرض بعض علمائهم عنها والتزم بالقرآن وما صح عندهم أنّه صدر عن النبي (ص).
    أمّا الشيعة فكانوا دائماً يرجعون إلى الإمام المعصوم (ع) بعد النبي (ص)، ولما وقعت الغيبة الصغرى كانوا يرجعون إلى سفير الإمام (ع)، فلمّا وقعت الغيبة التامة كانوا يرجعون إلى الفقهاء الذين كانوا يروون عن المعصومين (ع)، ومع مرور الزمن رجع بعض علماء الشيعة إلى القواعد العقلية التي بدأ بكتابتها علماء السنة. وقيل: إنّ أول من كتب في القواعد العقلية من الشيعة هو العلامة الحلي (رحمه الله)، حيث قام باختصار أحد كتب السنة في أصول الفقه.
    وقع بعد ذلك خلاف كبير بين علماء الشيعة حول التوقف عند محكمات القرآن والروايات الواردة عن المعصومين (ع) في تحصيل الحكم الشرعي أو تجاوز الأمر إلى دليل العقل، وزاد آخرون الإجماع. وكل استدل على صحة طريقه بأدلة هي:
    1- الأدلة على أنّ دليل العقل من أدلة التشريع:
    وإنّه لا يجب التوقف عند محكمات الكتاب والروايات، ومنها:
    أ- إنّ المشرّع سبحانه من جملة العقلاء - حسب ما قاله بعض الأصوليين - فما اتفق عليه العقلاء أقرّه المشرّع سبحانه ([63]).
    ب- إنّ الشريعة موافقة للعقل، فكل ما حسّنه العقل حثت عليه الشريعة، وكل ما قبّحه العقل نهت عنه الشريعة ([64]).
    ج- إنّ التوقف عن الفتوى عند الشبهات يلزم العسر؛ لأنّ العمل بالاحتياط قد يكون فيه عسر على المكلفين، كصلاة القصر والتمام أو صيام اليوم وقضاءه.
    د- إنّ التوقف عن الفتوى عند عدم وجود رواية أو آية محكمة، يلزم جمود الشريعة وعدم مواكبتها للتطور. والمستحدثات أصبحت كثيرة خصوصاً في المعاملات، كأطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي، والمعاملات المصرفية والمالية المتنوعة وتقنية الاستنساخ البشري والحيواني وغيرها.
    2- الأدلة على وجوب التوقف عند الروايات والآيات المحكمة:
    والتوقف عن الفتوى عند الشبهات والمستحدثات التي لا يوجد دليل نقلي عليها والعمل فيها بالاحتياط، ومنها:
    أ- إنّ العقل حجة باطنة، وهذا ورد في الروايات عنهم (ع) ([65])، فبالعقل يستدل على وجود الخالق، ثم بالعقل تعارض الروايات وتُعرف دلالة كل منها، وبالعقل تُفهم الآيات ويُعرف المتشابه والمحكم. وهذا لا اعتراض عليه، إنّما الاعتراض على وضع قاعدة عقلية غير مروية يستـنبط بواسطتها حكم شرعي ([66]).
    فهذه هي عبادة العباد للعباد ([67])، وهكذا نعود إلى الحام والبحيرة والسائبة ([68])، وعدنا إلى تحريم علماء اليهود بأهوائهم وتخرّصاتهم العقلية وتحليلهم المحرّمات، وهكذا نقرّ للطواغيت تشريعاتهم الوضعية الباطلة.
    ب- اتفاق العقلاء المدّعى غير موجود ([69])، ثم إنّ بعض القواعد العقلية لم يتحرّر النـزاع فيها في الأصول بين الأصوليين أنفسهم، فكيف يعتمد عليها في استنباط الأحكام الشرعية ([70]). هذا فضلاً عن إنّ اعتبار المشرّع سبحانه من جملة العقلاء غير صحيح ([71]).
    ج- إنّ بعض الأشياء التي نهى عنها الشارع قبحها بيّن، فالعقل يحكم بقبحها، ولكن هناك كثير من الأشياء غير بيّنة القُبح والحُسن في الظاهر، فلابدّ من الاطلاع على حقائق الأشياء لمعرفة الحَسِن من القبيح. ولا يعرف حقائق الأشياء إلاّ خالقها أو من شاء الله اطلاعه عليها، ثم لعل بعض الأشياء نعتقد نحن بقبحها لعدم اطلاعنا على حقائقها وبواطنها، واكتفائنا بمنافاة ظاهرها لطباعنا وأحوالنا وتقاليدنا الاجتماعية التي عادة يعتبرها الناس نواميس إلهية يحرُم خرقها. قال تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ ([72])، وقال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ ([73]).
    وبعض الأشياء فيها حسن وقبح وملائمة ومنافاة ولكن أحدهما أرجح من الآخر، قال تعالى:
    ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾([74])، فنحن وإن قلنا بأنّ الحسن والقبح مفهومان عقليان، ولكن تطبيق هذين المفهومين على الموجودات في الخارج - أي المصاديق - أمرٌ متعسّر؛ لأنّ بعض الموجودات متشابهة.
    د- إنّ في الشبهات حكمة إلهية، فالذي نزّل القرآن قادر على أن يجعل جميع آياته محكمة - أي بينة المعنى -، ولكنه سبحانه جعل فيه آيات متشابهات - أي مشتبهة على جاهلها وتحتمل أكثر من وجه في التفسير والتأويل – لحكمة، ولعلها- والله العالم - بيان الحاجة إلى المعصوم (ع) الذي يعلم تفسير وتأويل المتشابه.
    فعن رسول الله (ص) ما معناه: (أمر بيّن رشده فيتبع، وأمر بيّن غيه فيجتنب، ومتشابهات بين ذلك يرد حكمها إلى الله وإلى الراسخين في العلم العالمين بتأويله) ([75]).
    إذن، ففي الشبهات إشارة إلى حاجة الأمة إلى الراسخين في العلم وهم الأئمة (ع) بعد النبي (ص)، وفي زماننا صاحب الأمر (ع)، ولعل الذي يفتي في الشبهات يلغي هذه الإشارة، بل لعله يشير إلى الاستغناء عن المعصوم عندما يفتي فلا حاجة لنا بك، فقد أصبحنا بفضل القواعد العقلية نفتي في كل مسألة وما عدنا نتوقف وما عاد لدينا شبهات، ومع أننا فقدناك فإننا اليوم لا نواجه عسراً في تحصيل الحكم الشرعي!!
    هـ- ربما يكون الفساد الذي يحصل من فتوى غير صحيحة مستندة إلى دليل العقل أكبر بكثير مما نعتقده جمود في الشريعة عند الاحتياط والتوقف عن الفتوى. ثم إنّ الدين لله فمتى أصبح هناك عسر في الدين والشريعة، فإنّه سبحانه سيفرج هذا العسر حتماً وفق حكمته وعلمه بما يصلح البلاد والعباد. ثم إنّه سبحانه وتعالى لم يكلفنا أمر التشريع، فما الذي يدفعنا للتصدّي لهذا الأمر الخطير المحصور به سبحانه؟ ولم يتصدَ له الأنبياء والمرسلون والأئمة (ع) مع تمام عقولهم، وانكشاف كثير من الحقائق لهم.
    بل لعله عندما يفتي في أي مسألة وإن لم يكن عليها دليل نقلي يقول بلسان الحال للإمام المهدي (ع): ارجع يا ابن فاطمة فلا حاجة لنا بك!!
    و- الروايات الدالة على وجوب التوقّف عند الأدلة النقلية:
    ومنها : قال أمير المؤمنين (ع): (واعلموا عباد الله إنّ المؤمن يستحل العام ما استحل عاماً أوّل، ويحرّم العام ما حرّم عاماً أوّل، وإنّ ما أحدث الناس لا يحل لكم شيئاً مما حرّم عليكم، ولكن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرّم الله. فقد جربتم الأمور وضرستموها ووعظتم بمن كان قبلكم، وضربت الأمثال لكم ودعيتم إلى الأمر الواضح، فلا يصم عن ذلك إلاّ أصم ولا يعمى عن ذلك إلاّ أعمى. ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشيء من العظة وأتاه التقصير من أمامه حتى يعرف ما أنكر وينكر ما عرف. وإنما الناس رجلان: متبع شرعة ومبتدع بدعة، ليس معه من الله سبحانه برهان سنة، ولا ضياء حجة، وإنّ الله سبحانه لم يعظ أحد بمثل هذا القرآن، فإنّه حبل الله المتين وسببه الأمين وفيه ربيع القلب وينابيع العلم. وما للقلب جلاء غيره، مع أنّه قد ذهب المتذكّرون، وبقي الناسون والمتناسون، فإذا رأيتم خيراً فأعينوا عليه، وإذا رأيتم شرّاً فاذهبوا عنه، فإنّ رسول الله (ص) كان يقول: يا بن آدم اعمل الخير ودع الشر، فإذا أنت جواد قاصد) ([76]).
    وعن النبي (ص): (إنّ المؤمن أخذ دينه عن الله، وإن المنافق نصب رأياً واتخذ دينه منه).
    وعن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: (إنّ من أبغض الخلق إلى الله عزّ وجل لرجلين: رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته. ورجل قمش جهلاً في جهّال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سمّاه أشباه الناس عالماً ولم يغن فيه يوماً سالماً، بكر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن، واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره وإن خالف قاضياً سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشواً من رأيه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر، ولا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهباً، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له: لا يعلم. ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركاب شبهات، خبّاط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرّم بقضائه الفرج الحلال، لا ملئ بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق) ([77]).
    وروي أنّه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة وكثرته، فقال قوم: لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر، وما تصنع الكعبة بالحلي؟ فهمّ عمر بذلك وسأل أمير المؤمنين، فقال (ع): (إنّ القرآن أنزل على النبي (ص) والأموال أربعة: أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض، والفيء فقسمه على مستحقيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها، وكان حلي الكعبة فيها يومئذٍ فتركه الله على حاله. ولم يتركه نسياناً، ولم يخف عليه مكاناً فأقرّه حيث أقرّه الله ورسوله)، فقال عمر: لولاك لافتضحنا، وترك الحلي بحاله ([78]).
    وعن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنّة فننظر فيها، قال: (لا، أما إنّك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله عزّ وجل)([79]). عن الصادق، عن أبيه، عن علي (ع) قال: (من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس) ([80]).
    قال: وقال أبو جعفر (ع): (من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم) ([81]).
    وعن أبي عبد الله (ع) في محاججته لأبي حنيفة في حديث طويل، قال: (يا أبا حنيفة، تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم. قال: يا أبا حنيفة، لقد ادعيت علماً!! ويلك ما جعل الله ذلك إلاّ عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلاّ عند الخاص من ذرية نبينا (ص)، ما ورثك الله من كتابه حرفاً فإن كنت كما نقـول ولست كما تقول …… ) ([82]).
    وعن عبد الله بن شبرمة، قال: ما ذكرت حديثاً سمعته من جعفر بن محمد (ع) إلاّ كاد أن يتصدع له قلبي، سمعته يقول: (حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله (ص)، قال ابن شبرمة: - وأقسم بالله ما كذب أبوه على جدّه ولا جدّه على رسول الله (ص) - قال: رسول الله (ص): (من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك) ([83]).
    وعن الصادق (ع): (إيّاك وخصلتين ففيهما هلك من هلك، إيّاك أن تفتي الناس برأيك، وأن تدين بما لا تعلم) ([84]).
    وعن الباقر (ع): (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه) ([85]).
    وعن النبي (ص): (من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح) ([86]).
    وعن الصادق (ع): (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلاّ بعداً)([87]).
    وعن الصادق (ع): (إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس، فلم يزدهم المقاييس عن الحق إلاّ بعداً، وأنّ دين الله لا يصاب بالمقاييس) ([88]).
    وعن الكاظم (ع) : (من نظر برأيه هلك، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر) ([89]).
    وعن أمير المؤمنين (ع): (يا معشر شيعتنا والمنتحلين ولايتنا إياكم وأصحاب الرأي فأنهم أعداء السنن، تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها، وأعيتهم السنة أن يعوها، فاتخذوا عباد الله خولاً، وماله دولاً، فذّلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب، ونازعوا الحق وأهله فتمثلوا بالأئمة المعصومين الصادقين، وهم من الجهّال الملاعين، فسألوا عن ما لا يعلمون، فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون، فعارضوا الدين بآرائهم، وضلوا فاضلوا، أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما) ([90]).
    وقال الصادق (ع): (أيتها العصابة المرحومة المفلحة، إن الله أتم لكم ما أتاكم من الخير، واعلموا أنّه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس، قد أنزل الله القرآن، وجعل فيه تبيان كل شيء، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلاً، لا يسع أهل علم القرآن - أي آل محمد (ع) - الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس. أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه، وخصّهم به، ووضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها، وهم أهل الذكر) ([91])، ([92]).
    ]
    العجل ج2 ص(107-115)

    [ سؤال/ 50: يقول أصحاب العلم: إنّ القائم (ع) إذا خرج سوف يحتج على الحوزة بالأصول والفقه وليس بالعقائد كما تدعي أنت، فما جوابك بصفتك رسول الإمام المهدي (ع) وتقول إذا غبت عنكم سوف يأتي أبي الإمام المهدي بالسيف لا بالمحاججة.
    الجواب: أصول الفقه وضعه الناس لتحصيل الأحكام الفقهية الظنية في حال غياب الإمام المعصوم (ع) أو من يمثله تمثيلاً مباشراً، فإذا حضر المعصوم (ع) أو من يمثله كنائبه الخاص انتفت الحاجة لهذا العلم، وهذا هو قولهم الذي لا يختلف فيه أي من فقهاء السنة والشيعة. فحتى فقهاء السنة لا يقولون بجواز الاجتهاد مع وجود النبي (ص) وحضورهم بين يديه إلا شاذ منهم مع اشتراط بعض الشروط، ولا يعول على قوله أحد. أما فقهاء الشيعة فهم مطبقون على عدم جواز الاجتهاد مع حضور الإمام المعصوم (ع) أو من يمثله كنائبه الخاص. فإذا كان الأمر كذلك، فأي معنى يبقى لاحتجاج الإمام (ع) أو من يرسله الإمام (ع) بأصول الفقه؟!
    ثم إنّ العقيدة هي الأصل والأساس الذي تبنى عليه الشريعة، وكل الأنبيـاء والمرسلين (ع) ابتدؤوا بالعقيدة قبل التشريع، فموسى (ع) - في القرآن الذي لا يختلف المسلمون في صحة صدوره عن الله سبحانه وتعالى - جاء بالتشريع بعد مرحلة عبور البحر بمدة ليست بقصيرة، أي إنه قضى مدة طويلة في إصلاح اعتقاد القوم قبل أن يبدأ بإصلاح شريعتهم.
    إذن، فالعقيدة أصل والتشريع فرع، وهم يقولون: أصول الدين وفروع الدين، فأيهما أولى أن يحتج به الأصل أم الفرع؟!
    ]
    المتشابهات ج2

    [ هلم معي إلى هذه الطامة الكبرى حيث إنّ السيد محمود الحسني يقول لابد أن يأتي رسول الإمام المهدي (ع) بعلم الأصول، مع العلم أنّه علم ظني، وكأنّه لم يقرأ قوله تعالى:
    ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾([49]).
    وقوله تعالى: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾([50]).
    وقوله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً﴾([51]).
    ]
    كتاب نصيحة إلى طلبة الحوزات العلمية وإلى كل من يطلب الحق للامام أحمد الحسن ع ص19


    [ وكأنه لا يعلم إن أصول الفقه علم ظني ونظريات ظنية مستندة إلى قواعد وضعها كفرة اليونان وقالوا إنها بديهيات منطقية لا خلاف فيها بين العقلاء ، وليت شعري لو كان هؤلاء اليونانيين عقلاء لما اعرضوا عن الأنبياء : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الحجر:72) ، ولو كان دين الله يصاب بعقول بني آدم الناقصة لصح استدلال كارل ماركس ومن أسس لإنكار وجود الله سبحانه وتعالى ولكانوا معذورين ، فقد تبنوا قواعد ادعوا إنها بديهيات وأسسوا عليها نظريات أنكروا بها وجود الله سبحانه وتعالى وضلوا وأضلوا بها نصف أهل الأرض .
    واصل المشكلة إن الإنسان لم يعرف نفسه فتكبر وتجبر ، وظن إن ظل العقل الذي أودع فيه هو عقل تام فتوهم إن عقله معصوم أو انه يستطيع أن يعصم عقله بعقله : (كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق:6-7) ، فتوهم بديهية ( كما ادعاها كفرة اليونان ) ووضع نظرية قال إنها الحق المبين والصراط المستقيم ، لا يخالفها الا جاهل او مجنون لان اكثر الناس قبلوها ، والله يقول : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116) ويقول : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) (المؤمنون:70) فالأنبياء والأوصياء بحسب هؤلاء جهلة ومجانين ، حاشاهم من ذلك وصلوات الله عليهم فقد عاشوا غرباء بين الناس فليت شعري من المجنون ومن العاقل ، فعند أهل الأرض انهم هم العقلاء والأنبياء (ع) مجانين وعند أهل السماء الأنبياء (ع) الغرباء هم العقلاء ، فنبي الله ذو الرس لم يصدقه ولا واحد من أهل زمانه بل كذبوه بأجمعهم وبحسب نظرهم انهم هم العقلاء العلماء وهذه هي آفة بني آدم التي أردتهم في هاوية جهنم وجعلتهم يحاربون الأنبياء والأوصياء على مدى العصور ويتهمونهم بالجهل والجنون ومخالفة العقلاء كما أوهمهم الشيطان (لعنه الله) بذلك (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) (الصافات:36) ، (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) (الدخان:14) ، (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذريات:39) ، ( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذريات:52) ، (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) (القمر:9) ، والله يقول (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ) (الطور:29) فبربكم من تريدون أن نصدق الله وسكان سماواته أم أهل الأرض ،لا والله لا نختار على تصديق الله سبحانه وتعالى شيء صدق الله ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله ، فأهل الأرض هم المجانين على كثرتهم والأنبياء الغرباء هم العقلاء على قلتهم .
    والحق ولا أقول إلا الحق إن ظل العقل الذي عند بني آدم ترد عليه أوهام الشياطين من الأنس والجن كما يرد عليه الحق من الملائكة والصالحين فلابد للإنسان من عاصم يميز به الحق ليتبعه فان كان نبياً أو وصياً كان العاصم هو الله سبحانه وتعالى (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجـن:27-28) ، أما غير الأنبياء والأوصياء (ع) فلا عصمة لهم إلا بالأنبياء والأوصياء (ع) ، ولا حيلة لهم إلا اتباعهم واقتفاء آثارهم فان اعرضوا عنهم (ع) تخبطوا العشواء وخاضوا في الجهالات والأوهام ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(الكهف: 104) ، ويحسبون جهالاتهم وأوهامهم هي تمام العقل والعلم والكمال وهي الشيطنة والجهل والنقص ، وكما عبر الإمام الصادق (ع) عن عقولهم بأنها النكراء والشيطنة (راجع الكافي ج1) ، لان العقل ما عبد به الرحمن واكتسبت به الجنان ، ولا تكسب الجنان ولا يعبد الرحمن إلا باتباع واقتفاء اثر صاحب العقل الكامل المعصوم من الله وهو حجة الله على خلقه ولا يكون إلا نبي أو وصي وباتباعه واقتفاء آثاره تكمل العقول وتعصم بفضل الله وفضله (ع) (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31) ، فهذا ظل العقل إن أودعه ابن آدم الجواهر من العلم والمعرفة بالله والحق من اتباع حجة الله واقتفاء أثره ارتقى به في ملكوت السماوات الست حتى يصل الى تمام العقل في السماء السابعة الكلية فيكون من المقربين.
    ]
    مقدمة كتاب الإفحام لمكذب رسول الإمام (ع) للشيخ ناظم العقيلي


    [ السؤال/ 158: تشيع بين الأخوة الأنصار نظرة تزدري العقل تماماً دون تمييز بينه وبين الدليل العقلي المزعوم.
    ما القول الفصل في هذه المسألة ؟
    عبد الرزاق هاشم - البصرة
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
    بالعقل يعرف حجة الله، وبالعقل يعرف الله، وبالعقل يعبد الله، والسماء السابعة هي سماء العقل، والأنبياء والأوصياء هم أصحاب العقول، والعقل الأول هو محمد (ص).
    أمّا ما موجود عند كل الناس فهو صورة للعقل، إن أخضعها الإنسان لقانون الله سبحانه وتعالى وصل بها إلى الحق وأوصلته إلى اتباع حجة الله والسجود مع الساجدين. وإن أخضعها للشيطان (لعنه الله) أمست الشيطنة النكراء التي تزدري بالإنسان في ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ([308])، والحمد لله وحده.
    السيد أحمد الحسن
    وصي ورسول الإمام المهدي (ع)
    ]
    الجواب المنير عبر الاثير ج2
    Last edited by مستجير; 12-07-2014, 14:17. سبب آخر: طلب الكاتب
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    #2
    رد: أصول الفقه والدليل العقلي والعقل... ببيان يماني آل محمد (ص)

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    بارك الله فيكم وتقبل الله منكم


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

    Comment

    • hmdq8
      عضو نشيط
      • 10-08-2011
      • 450

      #3
      رد: أصول الفقه والدليل العقلي والعقل... ببيان يماني آل محمد (ص)

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستجير مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

      بارك الله فيكم وتقبل الله منكم

      اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

      الله يبارك فيكم ويتقبل منكم صالح الاعمال ان شاء الله

      [وفقكم الله وسدد خطاكم، وأسال الله لكم دوام الإيمان والثبات على الحق، وأن يرزقكم خير الآخرة والدنيا]
      الجواب المنير ج6 من السؤال563

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎