إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع - الجزء الثاني

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع - الجزء الثاني

    قلنا بأن شخصية المخلص العالمي الإمام المهدي ع أو القائم أو صاحب الأمر لن تكون من السهولة بمكان التعرف عليها أو اتباعها أو حتى مسايرة تحركاتها وأهدافها للذين سيؤمنون بها. فبحسب روايات الشيعة - على الأقل - فإن ظهور هذه الشخصية لن يمر بدون اختبار وتمحيص يفشل فيها الكثير بغض النظر عن معتقدهم أو كمية المعلومات التي يملكونها. ومثلما تخلى الناس عن الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء كذلك لا يستجيب أحد لدعوة الإمام الحجَّة عند نهضته المباركة إلا القليل من الذين أمنوا به في عالم الميثاق وذلك بسبب كثرة الأعداء والمكذبين له.
    ما هي أسباب فشل الشيعة في التعرف على المهدي ع
    6.التشكيك في العلوم التي سيبثها القائم ع
    جاء في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (العلم سبعة وعشرون جزءاً، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين، فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءاً فبثها في الناس، وضم إليها الجزئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءا).
    فعن الصادق عليه السلام قال: (لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داوود ولا يسأل البينة، يعطي كل نفس حقها).
    وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داوود لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه).
    ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنَّه قال: (... ولو قد قام قائمنا وتكلَّم متكلّمنا ثمّ استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لأنكر أهل البصائر منكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً)
    وسُئل الإمام الباقر عليه السلام: عن القائم عجل الله فرجه إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: - بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يظهر الإسلام. قال الراوي: وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أبطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل.
    قال ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ قَالَ عَنْهَا سَأَلْتُكَ لَيْسَ عَنْ غَيْرِهَا قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ مُوسَى (ع) حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِيثٍ لَمْ يَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ بِمِصْرَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ انَّ عِيسَى (ع) حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِيثٍ فَلَمْ يَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ بِتَكْرِيتَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى‏ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ وَإِنَّهُ أَوَّلُ قَائِمٍ يَقُومُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَا تَحْتَمِلُونَ فَتَخْرُجُونَ عَلَيْهِ بِرُمَيْلَةِ الدَّسْكَرَةِ فَتُقَاتِلُونَهُ فَيُقَاتِلُكُمْ فَيَقْتُلُكُمْ وَ هِيَ آخِرُ خَارِجَةٍ تكُون‏. بحارالأنوارج7ص284/ بحارالأنوارج52ص375/ الزهد ص104
    قال الامام احمد الحسن ع: لقد اجهد الانبياء والاوصياء عليهم صلوات ربي في بيان حرفين من المعرفة والتوحيد ولم يقبلها منهم الا بعض بني ادم بعد اللتيا والتي , والمطلوب اليوم والذي سيصار اليه غدا هو بيان سبعة وعشرين حرفا من المعرفة والتوحيد .
    فقد جاء في رواية عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال : ( والله لودّت قريش لو عندها موقفاً واحد جزر جزور .... ثم يحدث حدثاً أي المهدي فإذا هو فعل ذلك قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية ، فوالله لو كان محمدياً ما فعل ولو كان علوياً ما فعل ولو كان فاطمياً ما فعل فيمنحه الله أكتافهم فيقتل المقاتلة ...).
    ويتضح لنا وبشكل جلي مما تقدم من الروايات أن المقصود من قريش هم سادة بني هاشم من الشيعة بدليل قولهم أنه لو كان علوياً أو فاطمياً ما فعل بهم ذلك ، لأنه من المعلوم إن أهل السنة لا يذكرون الإمام علي والزهراء (عليهما السلام) في هذه المواقف ، أو يعترفون ويستشهدون بأفعالهم وأقوالهم على أنهم هم ميزان الحق والعدالة دوناً عن غيرهم .
    7.القائم شخصية أخرى
    يتنظر الشيعة خروج المهدي الحجة بن الحسن ع ليخلصهم من الظلم ولكن نسوا أو تناسوا بأن هناك شخصيات ستظهر قبل المهدي ع تمهد لظهوره المقدس ولم يضعوا احتمالا بأن احدى هذه الشخصيات ربما ستكون هي القائم بالسيف وصاحب الأمر المذكور في الروايات.
    عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (( لو قد قام القائم عليه السلام لأنكره الناس ، لأنه يرجع إليهم شابا موفقا ، لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول )) . الغيبة للنعماني ص219 .
    وفي غير هذه الرواية انه قال (ع) ( وان من اعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيرا ) ( غيبة الطوسي ص240 ح 398 )
    وقد وردت فيه رواية في غيبة الطوسي،عن حذلم بن بشير عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام قال: قلت لعلي بن الحسين عليه السلام المهدي عليه السلام وعرفني دلائله وعلاماته فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق.ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند،ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبه بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي،ثم يخرج بعد ذلك.
    وعن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت أثني عشر آخرهم القائم (ع)؛ ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي)) (من لايحضره الفقيه / ج 4: 180. وسائل الشيعة / ج 11: 490).
    عن أبي عبيدة الحذاء ، قال : ((سألت أبا جعفر (ع) عن هذا الأمر، متى يكون؟ قال: إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه)) (المعجم الموضوعي : 767). أليس في حديث الإمام الباقر (ع) إشارة الى أن الشيعة سيمرون باختبار وسيقع الكثير منهم في اللبس لأنهم يأملون أن يجيئهم من وجه وإذا به يجيئهم من وجه آخر لم يحسبوا له حساباً ؟ أما الحديث الثاني فيمثله قول الإمام الصادق (ع) : (( إذا قلنا لكم في الرجل منا قولاً فلم يكن فيه ، وكان في ولده، فلا تنكروا ذلك)) .
    8.الإبتعاد عن منهج أهل البيت ع
    نظر أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى الحسين عليه السلام فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله سيدا ، وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق ، يخرج على حين غفلة من الناس ، وإماتة للحق، وإظهار للجور ، والله لو لم يخرج لضربت عنقه ، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها ، وهو رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، بفخذه اليمنى شامة ، أفلج الثنايا ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا )) غيبة النعماني ص222.
    أقول : إن في هذا الحديث دلالة واضحة على أن قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام تكون غفلة عند الناس ويموت الحق ويظهر الباطل . وموت الحق سببه هو الخروج عن سيرة أهل البيت عليهم السلام كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكثرة الاختلاف والفتن في الدين ، وعدم الاهتمام بأمور المسلمين كمراعاة اليتيم وإطعام الفقير والمسكين وغيرها كثير من الانحرافات عن سلوك أهل البيت عليهم السلام .
    فعلى الناس أن ينهضوا من نوم الغفلة وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم الإمام قبل حساب الله تعالى ، وأن لا يتبعوا أحدا حتى يضعوه تحت مجهر أهل البيت عليهم السلام ليعرفوا الخبيث من الطيب ولا يكونوا مصداقا لقوله تعالى ((هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) الكهف / 103 – 104 .
    ابتعاد الناس عموماً عن الدين، وعن الإسلام بحيث يتحول الدين عندهم إلى غير حقيقته الإلهية التي نزل بها. ومن جملة تلك الأخبار ما رواه الصدوق (رحمه الله) في (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال) بسندٍ موثّق عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على أُمتي زمانٌ لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يُسمَّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرُّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) (راجع ثواب الأعمال وعقاب الأعمال / الصدوق / ص301).
    9.وجود الأمة بدون راع:
    عن أمير المؤمنين (ع) قال يصف أهل آخر الزمان : ( مساجدهم يومئذ عامرة من البني ، خراب من الهدى سكانها وعمارها شر أهل الأرض منهم تخرج الفتنة واليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها ويسوقون من تأخر عنها يقول الله تعالى فبي حلفت لا بعثن على أولئك فتنة اترك الحليم فيها حيران ) بحار الأنوار ج52 ص259
    وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( لا يظهر القائم حتى يكون أمر الصبيان وتضيع حقوق الرحمن ويتغنى بالقرآن ) . إلزام الناصب ص178
    · عن أبي عبد الله (ع) : ( ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعى بدعاء الغريق ، قال (ع) : يقول : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك …) إلزام الناصب ج1 ص417 . وعن أمير المؤمنين (ع): (لا تنفك هذه الشيعة حتى تكون بمنزلة المعز، لا يدري الخابس على أيها يضع يده، فليس لهم شرف يشرفونه ولا سناد يستندون إليه في أمورهم).
    10.أنصاره واتباعه الضعفاء والبسطاء في نظر الناس
    عن أبي يحيى حكيم بن سعد قال سمعت علياً (ع) يقول ( ان أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد واقل الزاد الملح ) غيبة النعماني ص330
    عن ابراهيم ابن عبد الحميد يقول : أخبرني من سمع أبا عبد الله يقول : إذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من كان يظن انه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ) غيبة النعماني ص 332
    (فَقَالَ الْمَلاُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ) هود : 27
    11.الإستئناس بالكثرة وبالعلم المتداول بين الناس
    يجب على كل إنسان متتبع للحق ومحب ومنتظر للإمام المهدي (عليه السلام) أن يتمعن ويقف عند الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) ويفهمها فهما صحيحاً ولا يستغرب مما يرد فيها ، حتى وإن كان بعضها للوهلة الأولى ينصدم مع بعض ما اعتاد عليه.
    الم يخبرهم الله في كتباه ان الكثرة مذمومة والقلة ممدوحة قال تعالى
    {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }المؤمنون70
    {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }الزخرف78
    (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ){7}يس
    عن الإمام الرضا (ع) : (( والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تُمحّصوا وتُميّزوا ، وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر )) [غيبة النعماني 216]
    أقول واضح إن الأقل ، والأندر فالأندر ليسوا ملايين ، وليسوا آلافاً.
    عن الإمام الصادق عليه السلام: - إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ فَضُلَّ عنه الجمهور...-.
    وعنه أيضاً عليه السلام: - الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ... يستأنف الداعي منّا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    إن هذه الروايات وأمثالها، تثير سؤالاً هاماً ألا وهو: هل إن الدين الذي يدعو إليه الإمام المهدي عجل الله فرجه ويطبقه، يختلف عن الإسلام المعروف لدينا والموجود حالياً في أيدينا؟ فإذا لم يكن يختلف عنه فإن دعوته إذاً ليست دعوة جديدة، وليست أمراً جديداً، ودعاءً جديداً، واستئنافاً جديداً، وكتاباً جديداً... كما تشير إليه الأحاديث السابقة.
    مما لا شك فيه ولا ريب إن الإمام المهدي عليه السلام يدعو إلى الإسلام والقرآن والسنة المحمدية السامية، ولكن دعوته إلى الإسلام الحقيقي والقرآن والسنة الصحيحة، بيد أن هذا الأمر يثير السؤال الثاني: هل الدين المتداول عند الناس في الوقت الراهن هو نفس الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول الكرم صلى الله عليه وآله وسلم؟
    إن الجواب يتضح جلياً على ضوء الأحاديث السالفة عن أهل البيت عليهما السلام إن الدين الإسلامي المعروف عندنا قد شوهت الكثير من معالمه طوال القرون الماضية بأفكار وآراء واجتهادات العلماء وبنظريات الفلاسفة والمتكلمين والمناطقة
    12.مفهوم "لا علاقة لي بالغيبة"
    في ثقافتنا الشيعية لا يبدو مفهوم الغيبة ملتبساً للغاية فحسب، بل يتخذ في الغالب، وربما في الدائم، دلالات بعيدة كل البعد عن حقيقته، بل لنقل بكلمة صريحة إن فهمنا للغيبة منحرف، يستوي في هذا الكبير والصغير! بل لعل المسؤولين عن صناعة الوعي الشيعي وهم الطبقة المثقفة، أو العالمة، يقفون على رأس قائمة من أساءوا فهم الغيبة!
    فالجميع يتوهم الآن بأن الغيبة تمثل قدراً إلهياً خارج إرادة الناس، وخارج مسؤوليتهم، فلا علاقة لهم في صنعه، ولا باستمراره، وهذا انحراف ما بعده انحراف. لأنه ببساطة يلقي بمسؤولية الغيبة وما يترتب عليها من تأخير الفرج، بالمعنى الأوسع للكلمة، على عاتق الإمام الذي تخلى – وحاشاه – عن وظيفته!
    وقد ترتب على هذا الفهم المغلوط للغيبة فهمٌ مغلوط للانتظار حيث اتخذ صورة بعيدة تماماً عن كل ما هو معقول. فالإنسان الذي يؤمن في قرارة نفسه أن غيبة الإمام وظهوره بالتالي أمرٌ غير خاضع لإرادته على الإطلاق سيكون انتظارُه أشبهَ ما يكون بالمسير في نفق مظلم لا يوجد ما يدل على نهايته المقابلة، فهو بالنتيجة عذاب مستمر بلا أمل.
    13.البداء في بعض ما أخبرت عنه الروايات
    ورد قي توقيع الامام المهدي ع للسمري: "وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" كمال الدين/516
    عَنْ ضُرَيْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع):- أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنِ الصَّوْتُ الَّذِي قُلْنَا لَكُمْ إِنَّهُ يَكُونُ مَا أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ قُلْتُ أَنْتَهِي فِيهِ وَ اللَّهِ إِلَى أَمْرِكَ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ التَّسْلِيمُ وَ إِلَّا فَالذَّبْحُ وَ أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ. بحارالأنوارج2ص201/ بصائرالدرجات ص522
    إذا لو حصل البداء في الصيحة أو الصوت (إذا كان الصوت هو نفس الصيحة) ولم يحصل هذا الصوت فسيظل ينتظر الشيعة الإمام المهدي ع وهو في حقيقة أمر ظاهر وأتاهم من طريق غير التي يتوقعونها.
    قال تعالى { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَاب }
    قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: " كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام) فجرى ذكر السفياني وماجاء في الرواية من أن أمره من المحتوم فقلت لابي جعفر(عليهما السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدولله في القائم، فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد ".
    نموذج من الانتظار الفاشل
    كان اليهود والنصارى منتظرين للرسول محمد (ص) ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة:89) . وقال تعالى ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) ؟ (البقرة: 146)
    قال الإمام العسكري (ع) ( وذم الله اليهود فقال ( ولما جاءهم ) يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود ، جاءهم ( كتاب من عند الله ) القرآن ( مصدق ) ذلك الكتاب ( لما معهم ) من التوراة التي بُين فيها إن محمداً الأمي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله ( وكانوا ) يعني هؤلاء اليهود ( من قبل ) ظهور محمد بالرسالة ( يستفتحون ) يسألون الله الفتح والظفر ( على الذين كفروا ) من أعدائهم والمناوئين لهم فكان الله يفتح لهم وينصرهم ، قال الله عز وجل ( فلما جاءهم )جاء هؤلاء اليهود ( ما عرفوا ) من نعت محمد وصفته ( كفروا به ) جحدوا بنبوته حسداً له وبغياً عليه ، قال الله عز وجل ( فلعنة الله على الكافرين ) …) تفسير البرهان ص 126 .
    · عن إسحاق ابن عمار قال سالت أبا عبد الله (ع) عن قوله تبارك وتعالى ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة: 89) قال : كان قوم (في) ما بين محمد وعيسى (ع) وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي (ص) ويقولون :ليخرجن نبي وليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم ، ما يفعلن ، فلما خرج رسول الله كفروا به ) تفسير البرهان ج1 ص128 .
    وسكن اليهود مع الأوس والخزرج في المدينة المنورة لأنهم يعلمون ان النبي الخاتم محمد (ص) سوف يهاجر الى هذا المكان ولكن عندما بعث محمد (ص) وجاءهم بما لا تهوى أنفسهم كفروا به وكذبوه واتهموه بالسحر والشعر والكذب وغيرها من التهم التي اعتاد الناس إلصاقها بالأنبياء والرسل قال تعالى ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (البقرة: 87) . فالمنتظرون لمحمد (ص) هم اليهود وعلماؤهم والنصارى وعلماؤهم والأحناف وعلماؤهم ، ولكنهم فشلوا في انتظارهم له ولم يؤمن به إلا القليل منهم ، وعانى الرسول الأكرم (ص) اشد المعاناة من الذين كفروا حتى انهم كانوا يرمونه بالحجارة وينهالون عليه ضربا حتى يخر مغشيا عليه من نزف الدماء وشدة الضرب . ولكن شاء الله لدينه ان يبدأ بمحمد وعلي وخديجة ثم ينتشر ويملأ الخافقين .
    قال تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ؟ (التوبة:32) .
    اللهم اجعلنا ممن يفعل ما يقول ويعمل بما يعلم وممن يستمع القول فيتبع أحسنه
    اللهم انصر الطهر أحمد ع وأنصاره على إبليس وأعوانه إنك على كل شئ قدير وبالإجابة جدير إنك نعم المولى ونعم النصير
  • Duha Ansaria
    عضو جديد
    • 19-03-2014
    • 5

    #2
    رد: أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع - الجزء الثاني

    احسنتم أخي وبارك الله فيكم وجعلنا من انصار الله حقاً وعجل الله فرج مولانا الامام المهدي عليه السلام وولده احمد عليه السلام وأخزى الله جنود إبليس لعنهم الله

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎