إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع- الجزء الأول

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع- الجزء الأول

    عقيدة المخلص الذي سيأتي آخر الزمان موجودة في معظم الأديان والمذاهب الإسلامية إن لم كلها. ولكل معتقد فكرته في صفات وتفاصيل هذا المصلح العالمي. وكل دين أو مذهب يعتقد بأن هذا المصلح سيظهر من بين أصحاب هذا المعتقد )المسيحي يعتقد أن المخلص سيكون مسيحي والسني يعتقد أن المهدي سيكون على اعتقاد أهل السنة والجماعة والشيعي يعتقد بأن المهدي سيأتي موافقا لمذهب الأصوليين الشيعة ويبارك للمراجع خدمتهم للدين). ويعتقد الناس أيضا أنه سيكون من الممكن التعرف على هذا المصلح بسهولة إما بسبب اعتقادهم بأن صفاته ستكون مطابقة لما جاء في كتب كل فريق منهم أو أنه سيأتي بأفعال خارقة للعادة (معاجز) تجعل من السهولة التعرف عليه ومن ثم اتباعه.
    ما يهمنا هو ما يعتقده المسلمون عموما والشيعة خصوصا حول قضية هذا المصلح العالمي والمسمى بالمهدي (عليه السلام). فكلا الفريقين من السنة والشيعة يعتقدون بظهور المهدي في آخر الزمان مع فارق هو أن السنة يقولون بأنه سيولد آخر الزمان بينما يعتقد الشيعة بأنه مولود منذ حوالي 1200 سنة. وما يعتقده سنة وشيعة هذا الزمان في قضية الإمام المهدي ع هو أنه سيتم التعرف عليه بسهولة عند ظهوره، ولأنه هو المهدي فعليه أن يعرف الناس بنفسه واقناعهم بطرقه الخاصة من دون أن يكلفوا هم أنفسهم عناء البحث والتدقيق والتأكد من الشخصية التي تدعي بأنها هي المهدي المذكور في الروايات. ولذلك تجد علماءهم لا يتطرقون في كتبهم أو محاضراتهم حول طرق التعرف على المهدي ع، وحتى العامة من المسلمين السنة والشيعة لا يعطون هذه القضية أهمية في حياتهم إما أنهم اعتمدوا على علمائهم أو أنه "لكل حادثة حديث" كما يقال أو لدرجة الكفر بهذه الشخصية وذلك بسبب اهمالها من قبل رجال الدين والإعلام. فأصبحت هذه الشخصية في عالم الاساطير والخرافات عند عامة أهل السنة واسمها مرتبط بالشيعة فقط.
    ما هي أسباب فشل الشيعة في التعرف على المهدي ع
    (( ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )) العنكبوت/ 1-2
    عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ((مع القائم عليه السلام من العرب شئ يسير . فقيل له : إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير . قال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ، وسيخرج من الغربال خلق كثير )) الغيبة ص 212 .
    أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله الحمدي من كتابه في سنة ثمان وستين ومائتين ، قال: حدثنا محمد بن منصور الصقيل ، عن أبيه ، قال: دخلت على أبي جعفر الباقر عليه السلام وعنده جماعة ، فبينا نحن نتحدث وهو على بعض أصحابه مقبل إذ التفت إلينا وقال: (( في أي شئ أنتم؟ هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحصوا ، هيهات ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلا بعد إياس ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد )) الغيبة /216 .
    أقول هذا أكبر دليل على أن الناس قبل الظهور وخاصة الشيعة تتحدث بأمر الإمام المهدي عليه السلام وتنتظره ظاهرا . ولكن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فتسقط أكثر الناس من خلال الغربلة والتمحيص حتى لا يبقى إلا من أخذ الله ميثاقه.
    1.اختلاف كبراء الشيعة فيما بينهم
    اختلاف كبراء الشيعة سينتج عنه تيه عامة الشيعة وتخبطهم لعدم وجود من يثقون به للرجوع إليه في معرفة المسائل المصيرية ومن ضمنها معرفة راية الحق.
    عن علي بن الحسين عليه السلام قال: لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويتفل بعضكم في وجوه بعض ، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضا . فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير ؟ فقال علي بن الحسين عليه السلام : الخير كله في ذلك الزمان ، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله )) الغيبة/ ص213 .
    عن مالك بن ضمرة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام ((يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما عند ذلك من خير ؟ قال: الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد )) الغيبة ص214 .
    ووردت عند أهل السنة مثل هذه الروايات وتحكي لنا نفس مضامين رواياتنا هذه مع تعميمها لذلك الإختلاف وحصوله بين المسلمين عموماً وإليك بعض ما وجدناه في هذه العجالة:
    1- روى نعيم بن حماد في كتابه (الفتن 1/333) وعنه المتقي الهندي في (كنز العمال 14/587 ح29663) عن علي قال: (لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضكم في وجه بعض).
    2- وروى أحمد في مسنده وأبو داود في سننه وابن ماجة في سننه أيضاً والحاكم في مستدركه عن أبن عمرو عن رسول الله (ص) قوله: (كيف بكم بزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى فيه حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا ـ وشبك بين اصابعه ـ قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟ قال: تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم). ورواه البخاري أيضاً مختصراً (1/123) .
    أقول هذه الأحاديث تدل دلالة واضحة على اختلاف الشيعة قبل الظهور حتى يعادي بعضهم بعضا وهذا ما يشهد به واقع الحال الذي نعيشه الآن من الفرقة والتناحر ((كل حزب بما لديهم فرحون)). هذا الإختلاف في حد ذاته تمحيص للشيعة علهم يهتدون ويرجعون إلى ويطلبون خليفة الله، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) الأنعام 41
    سبحان الله فرغم اختلافهم الذي وصل لحد التفسيق لبعضهم البعض لكنهم اتحدوا في محاربة الحق لما جاءهم وجيشوا اتباعهم للرد على الدعوة وتضليل الناس واتفقوا على أن فقهاءهم هم صمام أمان يجب التمسك به لضمان النجاة من ادعاءات المدعين!!
    2.قيام القائم ع بتكسير الأصنام
    الأقوام السابقة بعثت لها الأنبياء والرسل وقد كانوا يعبدون الأصنام فكان شديدا عليهم أن يأتي الرسول ويسفه أصنامهم بل ويكسرها كما فعل النبي ابراهيم ع، فكان مصير الرسل التكذيب بهم واتهامهم بشتى أنواع التهم. وفي زمن القائم ع ستوجد أصناما بشرية تعبد من دون الله، فيقوم القائم بالقضاء على هذه الأصنام بالدليل تارة وبالسيف تارة أخرى.
    أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عبدالله بن زرارة، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر ".
    عن مالك ابن ضمرة قال أمير المؤمنين (ع) ( يا مالك ابن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك أصابعه ودخل بعضها في بعض ، فقلت يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ، قال الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ) غيبة النعماني ص214
    قال الامام الصادق (ع) ( إذا خرج القائم ينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلموا فتعساً لهم ولأتباعهم أوَ كان الدين ناقصاً فتمموه أم كان به عوجاً فقوموه ، ....) . إلزام الناصب ج2 ص200
    وعندما تفشل هذه الأصنام في اتباع الحق وتسقط يسقط معها كثير ممن يعبدونها ولا يبقى إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان.
    عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: ((قال: إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فانبذوه إليهم نبذا ، فمن أقر به فزيدوه ، ومن أنكره فذروه ، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا )) الغيبة للنعماني ص210 .
    3.تاويل القران على القائم ع
    يظهر القائم علومه بالقران ولكن يقوم الفقهاء بتأويل الآيات التي يفسرها القائم فتختلط الأمور على الناس ويصعب على الكثير منهم تمييز الحق من الباطل لأن كلا الفريقين يدعي التمسك بالقران. ولكن عبدة الأصنام لا يهمهم ما يقوله القائم ولا يتفكروا ويتدبروا في كلامه، فقط يكفيهم أن المعمم الفلاني رد على أدلة الدعوة بدون أن يقرأ هو أدلة الدعوة أو يقرأ الرد. ومن الطبيعي أن يدعي أعداء القائم ع التمسك بكتاب الله لأن هذه أفضل وسيلة لخلط الأوراق على الناس وإيهامهم بأنهم ردوا على الدعوة وانتهى الأمر فلا داعي بأن تتعبوا أنتم ياشيعة أنقسكم في البحث. وفعلا تجد الكثير من يعيد إرسال رسائل تدعي الرد على أدلة الدعوة وفي الحقيقة لم يكلف المرسل نفسه عناء قراءة الرسالة قبل إعادة إرسالها.
    جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك في الكافي الشريف بسندٍ صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس، إنما بَدْءُ وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبَع وأحكام تُبتدَع، يُخالَف فيها كتابُ الله، يتولى فيها رجال رجالاً. فلو أن الباطل خلص لم يخفَ على ذي حِجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيُمزجان فيجيئان معاً فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى). (الكافي / ج1/ ص54/ باب البدع والرأي والمقاييس / ح1).
    - يقول الإمام الرضا عليه السلام: - إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت، لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجّال-، حيث يكون علماء السوء هم أشد فتنة.
    2- ويقول الإمام الصادق عليه السلام: -... وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه.
    3- وجاء في (بشارة الإسلام) و(إلزام الناصب) و(يوم الخلاص) و(نور الأنوار) و(بيان الأئمة) و(ينابيع المودة) و(علائم الظهور) وغيرها من المصادر، أن -... أعداءه الفقهاء المقلَّدون، يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه.
    4- وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: - إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهالة الجاهلية. قلت: وكيف ذلك؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتي الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوته، وإن قائمنا إذا قام أتي الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به...-.
    4.كثرة الرايات المشتبهة
    ستخرج في آخر الزمان رايات تدعي موالاتها لأهل البيت ع مما سيجعل عامة الناس تتيه ولا تعرف بأي راية تتمسك وستشتبه عليها حتى راية الحق التي سيكون مصيرها التكذيب من قبل أغلب الناس عموما والشيعة عموما. فبموازات دعوة السيد أحمد الحسن ع ظهرت دعوات أخرى من قبيل دعوة حيدر مشتت ومحمد ناصر اليماني، فتجد الشيعة يقولون ما أكثر الإدعاءات في هذا الزمان. فتكون كثرة الإدعاءات - في نظرهم- دليلا على بطلان جميع الدعوات.
    فعن الإمام الصادق عليه السلام أنَّه قال: (ينادي منادٍ باسم القائم عليه السلام)، قلت: خاصّ أو عامّ؟ قال: (عامّ يسمع كلّ قوم بلسانهم)، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: (لا يدعهم إبليس حتَّى ينادي في آخر الليل ويشكّك الناس)
    روي عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ــ الصادق عليه لسلام ــ يقول: «إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات، قتل، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي، قال فبكيت ثم قلت: كيف نصنع؟ قال فنظر عليه لسلام إلى الشمس داخلة في الصفة فقال عليه لسلام: يا أبا عبد الله ترى الشمس؟ قلت نعم، قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس» «راجع أصول الكافي للشيخ الكليني: ج1/ ص336، باب الغيبة الحديث الثالث. بحار الأنوار للمجلسي: ج52/ ص281. مكيال المكارم للميرزا محمد تقي الأصفهاني: ج2/ ص160
    عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه سئل عن الفرج ، متى يكون ؟ فقال : إن الله عزوجل يقول : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين . ثم قال : يرفع لآل جعفر بن أبي طالب راية ضلال ، ثم يرفع آل عباس راية أضل منها وأشر ، ثم يرفع لآل الحسن بن علي (ع) رايات وليست بشئ ، ثم يرفع لولد الحسين (ع) راية فيها الأمر ) شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج 3 ص 356 .
    [أخبرنا] على بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى ; وأحمد بن علي الاعلم قالا: حدثنا محمد بن على الصيرفي، عن محمد بن صدقة ; وابن اذينة العبدي ; ومحمد ابن سنان جميعا، عن يقعوب السراج، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو امية، وأهل البصرة، وأهل دست ميسان، والاكراد، والاعراب وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الرى ".
    عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه ).
    5.وجود روايات متشابهة
    هناك الكثير من الروايات التي تتحدث عن علامات آخر الزمان ولكنها لن تكون واضحة وضوح الشمس في تشخيص الحق أو مصداق الشخصية. وهذه حكمة إلهية حتى يأتي صاحب الحق ويحل رموز هذا النوع من الروايات. ومن جهة أخرى فإن بعض الروايات تتحدث عن تحرك للقائم ع فلا يصلح أن تكون واضحة وضوح الشمس وإلا انكشفت الخطة وصار من السهل تتبع القائم ع والقضاء عليه.
    عن أمير المؤمنين (ع) قال ( صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها ) غيبة النعماني ص259. عن أبي عبد الله (ع) ( وينادي منادي أن علياً وشيعته هم الفائزون)
    عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام (قال المفضل : يا مولاي ! فكيف بدؤ ظهور المهدي عليه السلام وإليه التسليم ؟ قال عليه السلام : يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين ) بحار الأنوار ج53
    عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهما السلام) أنه قال : صاحب مصر علامة العلامات وآيته عجب لها إمارات , قلبه حسن ورأسه محمد ويغير أسم الجد , أن خرج فأعلم ان المهدي سيطرق أبوابكم , فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب (الطائرات) أو أئتوه زحفاً وحبواً على الثلج).
    وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ؟ أن يكون في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه ، حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه، كما أذن ليوسف حين قال :هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ. قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي) ( البحار:51/142 ).
  • ناصر السيد احمد
    مشرف
    • 22-02-2009
    • 1385

    #2
    رد: أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع- الجزء الأول

    أسباب فشل الشيعة في التعرف على القائم ع- الجزء الثاني

    قلنا بأن شخصية المخلص العالمي الإمام المهدي ع أو القائم أو صاحب الأمر لن تكون من السهولة بمكان التعرف عليها أو اتباعها أو حتى مسايرة تحركاتها وأهدافها للذين سيؤمنون بها. فبحسب روايات الشيعة - على الأقل - فإن ظهور هذه الشخصية لن يمر بدون اختبار وتمحيص يفشل فيها الكثير بغض النظر عن معتقدهم أو كمية المعلومات التي يملكونها. ومثلما تخلى الناس عن الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء كذلك لا يستجيب أحد لدعوة الإمام الحجَّة عند نهضته المباركة إلا القليل من الذين أمنوا به في عالم الميثاق وذلك بسبب كثرة الأعداء والمكذبين له.
    ما هي أسباب فشل الشيعة في التعرف على المهدي ع

    6.التشكيك في العلوم التي سيبثها القائم ع

    جاء في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (العلم سبعة وعشرون جزءاً، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين، فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءاً فبثها في الناس، وضم إليها الجزئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءا).
    فعن الصادق عليه السلام قال: (لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داوود ولا يسأل البينة، يعطي كل نفس حقها).
    وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داوود لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه).
    ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنَّه قال: (... ولو قد قام قائمنا وتكلَّم متكلّمنا ثمّ استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لأنكر أهل البصائر منكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً)

    وسُئل الإمام الباقر عليه السلام: عن القائم عجل الله فرجه إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: - بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يظهر الإسلام. قال الراوي: وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أبطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل.
    قال ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ قَالَ عَنْهَا سَأَلْتُكَ لَيْسَ عَنْ غَيْرِهَا قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ مُوسَى (ع) حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِيثٍ لَمْ يَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ بِمِصْرَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ انَّ عِيسَى (ع) حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِيثٍ فَلَمْ يَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ بِتَكْرِيتَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى‏ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ وَإِنَّهُ أَوَّلُ قَائِمٍ يَقُومُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَا تَحْتَمِلُونَ فَتَخْرُجُونَ عَلَيْهِ بِرُمَيْلَةِ الدَّسْكَرَةِ فَتُقَاتِلُونَهُ فَيُقَاتِلُكُمْ فَيَقْتُلُكُمْ وَ هِيَ آخِرُ خَارِجَةٍ تكُون‏. بحارالأنوارج7ص284/ بحارالأنوارج52ص375/ الزهد ص104

    قال الامام احمد الحسن ع: لقد اجهد الانبياء والاوصياء عليهم صلوات ربي في بيان حرفين من المعرفة والتوحيد ولم يقبلها منهم الا بعض بني ادم بعد اللتيا والتي , والمطلوب اليوم والذي سيصار اليه غدا هو بيان سبعة وعشرين حرفا من المعرفة والتوحيد .

    فقد جاء في رواية عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال : ( والله لودّت قريش لو عندها موقفاً واحد جزر جزور .... ثم يحدث حدثاً أي المهدي فإذا هو فعل ذلك قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية ، فوالله لو كان محمدياً ما فعل ولو كان علوياً ما فعل ولو كان فاطمياً ما فعل فيمنحه الله أكتافهم فيقتل المقاتلة ...).
    ويتضح لنا وبشكل جلي مما تقدم من الروايات أن المقصود من قريش هم سادة بني هاشم من الشيعة بدليل قولهم أنه لو كان علوياً أو فاطمياً ما فعل بهم ذلك ، لأنه من المعلوم إن أهل السنة لا يذكرون الإمام علي والزهراء (عليهما السلام) في هذه المواقف ، أو يعترفون ويستشهدون بأفعالهم وأقوالهم على أنهم هم ميزان الحق والعدالة دوناً عن غيرهم .

    7.القائم شخصية أخرى

    يتنظر الشيعة خروج المهدي الحجة بن الحسن ع ليخلصهم من الظلم ولكن نسوا أو تناسوا بأن هناك شخصيات ستظهر قبل المهدي ع تمهد لظهوره المقدس ولم يضعوا احتمالا بأن احدى هذه الشخصيات ربما ستكون هي القائم بالسيف وصاحب الأمر المذكور في الروايات.

    عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (( لو قد قام القائم عليه السلام لأنكره الناس ، لأنه يرجع إليهم شابا موفقا ، لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول )) . الغيبة للنعماني ص219 .
    وفي غير هذه الرواية انه قال (ع) ( وان من اعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيرا ) ( غيبة الطوسي ص240 ح 398 )
    وقد وردت فيه رواية في غيبة الطوسي،عن حذلم بن بشير عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام قال: قلت لعلي بن الحسين عليه السلام المهدي عليه السلام وعرفني دلائله وعلاماته فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق.ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند،ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبه بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي،ثم يخرج بعد ذلك.

    وعن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت أثني عشر آخرهم القائم (ع)؛ ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي)) (من لايحضره الفقيه / ج 4: 180. وسائل الشيعة / ج 11: 490).

    عن أبي عبيدة الحذاء ، قال : ((سألت أبا جعفر (ع) عن هذا الأمر، متى يكون؟ قال: إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه)) (المعجم الموضوعي : 767). أليس في حديث الإمام الباقر (ع) إشارة الى أن الشيعة سيمرون باختبار وسيقع الكثير منهم في اللبس لأنهم يأملون أن يجيئهم من وجه وإذا به يجيئهم من وجه آخر لم يحسبوا له حساباً ؟ أما الحديث الثاني فيمثله قول الإمام الصادق (ع) : (( إذا قلنا لكم في الرجل منا قولاً فلم يكن فيه ، وكان في ولده، فلا تنكروا ذلك)) .

    8.الإبتعاد عن منهج أهل البيت ع

    نظر أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى الحسين عليه السلام فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله سيدا ، وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق ، يخرج على حين غفلة من الناس ، وإماتة للحق، وإظهار للجور ، والله لو لم يخرج لضربت عنقه ، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها ، وهو رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، بفخذه اليمنى شامة ، أفلج الثنايا ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا )) غيبة النعماني ص222.

    أقول : إن في هذا الحديث دلالة واضحة على أن قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام تكون غفلة عند الناس ويموت الحق ويظهر الباطل . وموت الحق سببه هو الخروج عن سيرة أهل البيت عليهم السلام كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكثرة الاختلاف والفتن في الدين ، وعدم الاهتمام بأمور المسلمين كمراعاة اليتيم وإطعام الفقير والمسكين وغيرها كثير من الانحرافات عن سلوك أهل البيت عليهم السلام .

    فعلى الناس أن ينهضوا من نوم الغفلة وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم الإمام قبل حساب الله تعالى ، وأن لا يتبعوا أحدا حتى يضعوه تحت مجهر أهل البيت عليهم السلام ليعرفوا الخبيث من الطيب ولا يكونوا مصداقا لقوله تعالى ((هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) الكهف / 103 – 104 .
    ابتعاد الناس عموماً عن الدين، وعن الإسلام بحيث يتحول الدين عندهم إلى غير حقيقته الإلهية التي نزل بها. ومن جملة تلك الأخبار ما رواه الصدوق (رحمه الله) في (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال) بسندٍ موثّق عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على أُمتي زمانٌ لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يُسمَّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرُّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) (راجع ثواب الأعمال وعقاب الأعمال / الصدوق / ص301).

    9.وجود الأمة بدون راع:

    عن أمير المؤمنين (ع) قال يصف أهل آخر الزمان : ( مساجدهم يومئذ عامرة من البني ، خراب من الهدى سكانها وعمارها شر أهل الأرض منهم تخرج الفتنة واليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها ويسوقون من تأخر عنها يقول الله تعالى فبي حلفت لا بعثن على أولئك فتنة اترك الحليم فيها حيران ) بحار الأنوار ج52 ص259
    وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( لا يظهر القائم حتى يكون أمر الصبيان وتضيع حقوق الرحمن ويتغنى بالقرآن ) . إلزام الناصب ص178
    · عن أبي عبد الله (ع) : ( ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعى بدعاء الغريق ، قال (ع) : يقول : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك …) إلزام الناصب ج1 ص417 . وعن أمير المؤمنين (ع): (لا تنفك هذه الشيعة حتى تكون بمنزلة المعز، لا يدري الخابس على أيها يضع يده، فليس لهم شرف يشرفونه ولا سناد يستندون إليه في أمورهم).

    10.أنصاره واتباعه الضعفاء والبسطاء في نظر الناس

    عن أبي يحيى حكيم بن سعد قال سمعت علياً (ع) يقول ( ان أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد واقل الزاد الملح ) غيبة النعماني ص330
    عن ابراهيم ابن عبد الحميد يقول : أخبرني من سمع أبا عبد الله يقول : إذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من كان يظن انه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ) غيبة النعماني ص 332
    (فَقَالَ الْمَلاُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ) هود : 27

    11.الإستئناس بالكثرة وبالعلم المتداول بين الناس

    يجب على كل إنسان متتبع للحق ومحب ومنتظر للإمام المهدي (عليه السلام) أن يتمعن ويقف عند الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) ويفهمها فهما صحيحاً ولا يستغرب مما يرد فيها ، حتى وإن كان بعضها للوهلة الأولى ينصدم مع بعض ما اعتاد عليه.
    الم يخبرهم الله في كتباه ان الكثرة مذمومة والقلة ممدوحة قال تعالى

    {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }المؤمنون70
    {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }الزخرف78
    (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ){7}يس

    عن الإمام الرضا (ع) : (( والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تُمحّصوا وتُميّزوا ، وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر )) [غيبة النعماني 216]
    أقول واضح إن الأقل ، والأندر فالأندر ليسوا ملايين ، وليسوا آلافاً.
    عن الإمام الصادق عليه السلام: - إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ فَضُلَّ عنه الجمهور...-.
    وعنه أيضاً عليه السلام: - الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ... يستأنف الداعي منّا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    إن هذه الروايات وأمثالها، تثير سؤالاً هاماً ألا وهو: هل إن الدين الذي يدعو إليه الإمام المهدي عجل الله فرجه ويطبقه، يختلف عن الإسلام المعروف لدينا والموجود حالياً في أيدينا؟ فإذا لم يكن يختلف عنه فإن دعوته إذاً ليست دعوة جديدة، وليست أمراً جديداً، ودعاءً جديداً، واستئنافاً جديداً، وكتاباً جديداً... كما تشير إليه الأحاديث السابقة.
    مما لا شك فيه ولا ريب إن الإمام المهدي عليه السلام يدعو إلى الإسلام والقرآن والسنة المحمدية السامية، ولكن دعوته إلى الإسلام الحقيقي والقرآن والسنة الصحيحة، بيد أن هذا الأمر يثير السؤال الثاني: هل الدين المتداول عند الناس في الوقت الراهن هو نفس الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول الكرم صلى الله عليه وآله وسلم؟
    إن الجواب يتضح جلياً على ضوء الأحاديث السالفة عن أهل البيت عليهما السلام إن الدين الإسلامي المعروف عندنا قد شوهت الكثير من معالمه طوال القرون الماضية بأفكار وآراء واجتهادات العلماء وبنظريات الفلاسفة والمتكلمين والمناطقة

    12.مفهوم "لا علاقة لي بالغيبة"

    في ثقافتنا الشيعية لا يبدو مفهوم الغيبة ملتبساً للغاية فحسب، بل يتخذ في الغالب، وربما في الدائم، دلالات بعيدة كل البعد عن حقيقته، بل لنقل بكلمة صريحة إن فهمنا للغيبة منحرف، يستوي في هذا الكبير والصغير! بل لعل المسؤولين عن صناعة الوعي الشيعي وهم الطبقة المثقفة، أو العالمة، يقفون على رأس قائمة من أساءوا فهم الغيبة!
    فالجميع يتوهم الآن بأن الغيبة تمثل قدراً إلهياً خارج إرادة الناس، وخارج مسؤوليتهم، فلا علاقة لهم في صنعه، ولا باستمراره، وهذا انحراف ما بعده انحراف. لأنه ببساطة يلقي بمسؤولية الغيبة وما يترتب عليها من تأخير الفرج، بالمعنى الأوسع للكلمة، على عاتق الإمام الذي تخلى – وحاشاه – عن وظيفته!
    وقد ترتب على هذا الفهم المغلوط للغيبة فهمٌ مغلوط للانتظار حيث اتخذ صورة بعيدة تماماً عن كل ما هو معقول. فالإنسان الذي يؤمن في قرارة نفسه أن غيبة الإمام وظهوره بالتالي أمرٌ غير خاضع لإرادته على الإطلاق سيكون انتظارُه أشبهَ ما يكون بالمسير في نفق مظلم لا يوجد ما يدل على نهايته المقابلة، فهو بالنتيجة عذاب مستمر بلا أمل.

    13.البداء في بعض ما أخبرت عنه الروايات

    ورد قي توقيع الامام المهدي ع للسمري: "وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" كمال الدين/516

    عَنْ ضُرَيْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع):- أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنِ الصَّوْتُ الَّذِي قُلْنَا لَكُمْ إِنَّهُ يَكُونُ مَا أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ قُلْتُ أَنْتَهِي فِيهِ وَ اللَّهِ إِلَى أَمْرِكَ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ التَّسْلِيمُ وَ إِلَّا فَالذَّبْحُ وَ أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ. بحارالأنوارج2ص201/ بصائرالدرجات ص522
    إذا لو حصل البداء في الصيحة أو الصوت (إذا كان الصوت هو نفس الصيحة) ولم يحصل هذا الصوت فسيظل ينتظر الشيعة الإمام المهدي ع وهو في حقيقة أمر ظاهر وأتاهم من طريق غير التي يتوقعونها.
    قال تعالى { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَاب }

    قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: " كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام) فجرى ذكر السفياني وماجاء في الرواية من أن أمره من المحتوم فقلت لابي جعفر(عليهما السلام): هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدولله في القائم، فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد ".
    نموذج من الانتظار الفاشل
    كان اليهود والنصارى منتظرين للرسول محمد (ص) ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة:89) . وقال تعالى ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) ؟ (البقرة: 146)

    قال الإمام العسكري (ع) ( وذم الله اليهود فقال ( ولما جاءهم ) يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود ، جاءهم ( كتاب من عند الله ) القرآن ( مصدق ) ذلك الكتاب ( لما معهم ) من التوراة التي بُين فيها إن محمداً الأمي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله ( وكانوا ) يعني هؤلاء اليهود ( من قبل ) ظهور محمد بالرسالة ( يستفتحون ) يسألون الله الفتح والظفر ( على الذين كفروا ) من أعدائهم والمناوئين لهم فكان الله يفتح لهم وينصرهم ، قال الله عز وجل ( فلما جاءهم )جاء هؤلاء اليهود ( ما عرفوا ) من نعت محمد وصفته ( كفروا به ) جحدوا بنبوته حسداً له وبغياً عليه ، قال الله عز وجل ( فلعنة الله على الكافرين ) …) تفسير البرهان ص 126 .
    · عن إسحاق ابن عمار قال سالت أبا عبد الله (ع) عن قوله تبارك وتعالى ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة: 89) قال : كان قوم (في) ما بين محمد وعيسى (ع) وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي (ص) ويقولون :ليخرجن نبي وليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم ، ما يفعلن ، فلما خرج رسول الله كفروا به ) تفسير البرهان ج1 ص128 .

    وسكن اليهود مع الأوس والخزرج في المدينة المنورة لأنهم يعلمون ان النبي الخاتم محمد (ص) سوف يهاجر الى هذا المكان ولكن عندما بعث محمد (ص) وجاءهم بما لا تهوى أنفسهم كفروا به وكذبوه واتهموه بالسحر والشعر والكذب وغيرها من التهم التي اعتاد الناس إلصاقها بالأنبياء والرسل قال تعالى ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (البقرة: 87) . فالمنتظرون لمحمد (ص) هم اليهود وعلماؤهم والنصارى وعلماؤهم والأحناف وعلماؤهم ، ولكنهم فشلوا في انتظارهم له ولم يؤمن به إلا القليل منهم ، وعانى الرسول الأكرم (ص) اشد المعاناة من الذين كفروا حتى انهم كانوا يرمونه بالحجارة وينهالون عليه ضربا حتى يخر مغشيا عليه من نزف الدماء وشدة الضرب . ولكن شاء الله لدينه ان يبدأ بمحمد وعلي وخديجة ثم ينتشر ويملأ الخافقين .
    قال تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ؟ (التوبة:32) .
    اللهم اجعلنا ممن يفعل ما يقول ويعمل بما يعلم وممن يستمع القول فيتبع أحسنه

    اللهم انصر الطهر أحمد ع وأنصاره على إبليس وأعوانه إنك على كل شئ قدير وبالإجابة جدير إنك نعم المولى ونعم النصير
    اللهُمَ صَلِّ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الأئَمّةِ والمَهدِيينْ وَسَلّمْ تَسْلِيمَا
    اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎