إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سيف ذو الفقـــــــار

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    سيف ذو الفقـــــــار





    اللهم صل على‌ محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما




    للسيف منزلة عظيمة لدى العرب والمسلمين فهو وسام شرف لحامله ووشاح فخر لمتقلّدِهِ وبالسيف يُدْحَرْ الأعداءُ ويٌنْحَرْ الباغون فهو الوسيلة المثلى لصدِّ جحافل الكفر ودَحْرِ فلول الضلال والدفاع عن الأرض والعِرْض والمُثُل العُلْيا يوم كانَ هو السلاحُ الأول في سُوْح الوغى ومُعتَرَكْ الميادين، وفي المأثور أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأحاط المسلمون الاهتمام من حيث صناعته وأحكامه،واعتبر أفضل الهدايا التي تقدم للحكام والأمراء والفرسان، ومدح السيف في الأدب العربي في شعره ونثره وكان له القدح الأعلى، وقد تناول أسماء السيوف وصفاتها، فإذا كان السيف عريضاً فيسمى صفيحة، وإذا كان لطيفاً فهو فقيب، وإذا كان صقيلاً فهو حشيب، وإذا كان فيه حزوز على متنه فهو مفقر، وإذا كان قطاعاً فهو حسام ومفصل وهذام، و إذا كان يمر في العظام فهو مصمم، وإذا كان يصيب المفاصل فهو مطبق، وإذا كان ماضياً في الضريبة فهو رسوب، و إذا كان صارماً لا ينثني فهو صمصامة. والملحوظ أنّ العرب لاحظت أسماء السيوف حسب صورها وأشكالها وأماكن صناعتها، واستعمالها، فمثلا إذا امتهن السيف في قطع الشجر فيسمى المعضد والمصنوع في قرى من أرض العرب تدنو من الريف يسمى المشرفي، والمصنوع في بلاد الهند المهند . ثم إن سيف ذي الفقار أشهر مصاديق السيف،وهو عنوان اشتهر المسلمين وإنْ كانت معرفتنا به تتعلق من حيث نزوله من السماء واهداءه إلى () من قبل الرسول الأعظم(ص). وفي مقالتنا هذه جمع كل معلومة وردت في سيف ذي الفقار من دون تمحيص.

    وإن سبب التسمية سيف ذي الفقار لأنه فيه حزوز مطمئنة على متنه، قال ابن منظور في لسان العرب:وذو الفقار بالفتح والكسر وهو سيف مفقر،إذا كان فيه حز أُثّر فيه فقد فُقَّر. وقال أبو :سمي سيف النبي (ص) ذا الفقار لأنه كانت فيه حفر صغار حسان وقد سئل () لِمَ سمي ذو الفقار؟ فقال () : (سمي ذو الفقار لأنه ما ضرب به أمير المؤمنين أحداً إلا افتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة).

    واختلفت الآثار المروية في مصدره وأسباب نزوله من السماء وتاريخ نزوله ففي بعض الروايات أن جبريل أنزله يوم معركة بدر أو معركة أحد،وفي بعضها الآخر أن الله أنزله مع أبينا آدم () من الجنة وكان آدم يحارب أعداءه من الجن والشياطين،وكان مكتوباً عليه (لا يزال أنبيائي يحاربون به نبي بعد نبي وصديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب () فيحارب به عن النبي الأمي).فقد ورد في تفسير السدي عن ابن عباس في قوله تعالى: [ وأنزلنا الحديد ] قال أنزل الله آدم من الجنة ومعه سيف ذي الفقار ). وقيل: غنمه أمير المؤمنين () بعد قتل العاص بن منبه السهمي وأخذه منه، وقيل: غنمه من منبه بن الحجاج السهمي في غزوة بني المصطلق بعد أن قتله، وقيل: كان من هدايا بلقيس ملكة سبأ إلى نبينا سليمان بن داود () ، وقيل: إن الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله (ص) سيفه ذا الفقار ثم صار إلى أمير المؤمنين علي () كما ذكر الزبيدي في تاج العروس،وقيل:إنّه مصنوع من صنم حديد في اليمن بعد كسره واتخاذه لسيف ذي الفقار بأمر جبرائيل إلى نبينا محمد (ص) .أما ما ورد عن أهل بيت النبوة فإنّ مصدر سيف ذي الفقار هو نزوله من السماء كما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا () قال:سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله (ص) من أين هو؟ قال: (هبط به جبرئيل () من السماء وكانت حليته من فضه وهو عندي).وأما كيفية نزوله من السماء فهو كما ورد في رواية () : (إن الله تبارك وتعالى أنزل على محمد سيفاً من السماء في غير غمد،وقال له:فقاتل في سبيل الله). ونزوله بلا غمد تحريض على الجهاد، وإشارة إلى أن سيفه ينبغي أن لا يغمد.

    وأما وصفه فقد روي عن () أنه قال: (سمي سيف أمير المؤمنين () ذا الفقار لأنه كان في وسطه خط في طوله فشبه بفقار الظهر،إلى أن قال وكانت حلقته فضة). وفي بحار الأنوار (كان سيف ذا الفقار ذا شعبتين). وفي رواية عبد الله بن عباس قال: (كان لرسول الله (ص) سيف محلى قائمه من فضة ونعله من فضة وفيه حلق من فضة وكان يسمى ذو الفقار، وكانت له قوس نبع تسمى السداد،وكانت له كنانة تسمى جمع،وكانت له درع وشجة بالنحاس يسمى ذات الفضول،وكانت له حربة تسمى البيضاء،وكانت له مجن يسمى الوافر،وكان له فرس أدهم يسمى السكب،وكانت له بغلة شهباء تسمى دلدل،وكانت له ناقة تسمى العضباء وكان له حمار يعفور،وكان له فسطاط يسمى التركي، وكان له عنز يسمى اليمن وكانت له ركوة تسمى الصادر،وكانت له مرآة تسمى المدلة،وكانت له مقراض تسمى الجامع،وكانت له قضيب شوحط يسمى الممشوق).وكان الفرسان عادة ما تكتب على سيوفهم فقد وجد مكتوباً على ذؤابة سيف ذي الفقار: (إن أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه وقتل غير قاتله).

    وقد ورد في الأثر عن () :إن الناس انهزموا عن رسول الله(ص) يوم أحد،فغضب الرسول غضباً شديداً وكان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلؤ من العرق،فنظر فإذا علي () إلى جنبه،فقال: الحق ببني أبيك مع من انهزم،فقال علي () : يا رسول الله لي بك اسوة،فقال الرسول (ص) :فاكفني هؤلاء وكان علي قد انكسر سيفه ، فقال يا رسول الله : إن الرجل يقاتل بالسلاح وقد انقطع سيفي،فدفع رسول الله (ص) سيفه ذا الفقار إلى () فقال:قاتل بهذا،ولم يكن يحمل على رسول الله (ص) أحد إلا استقبله أمير المؤمنين () فإذا رأوه رجعوا،فانحاز رسول الله (ص) إلى ناحية أحد فوقف وكان القتال من وجه واحد،فلم يزل أمير المؤمنين () يقاتل الكفار حتى أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحة فتحاموه وسمعوا مناديا من السماء:

    لا سيف إلا ذو الفقار
    ولا فتى إلا علي



    فنزل جبرائيل على رسول الله (ص) فقال: يا محمد هذه والله المواساة. وفي رواية ابن مسعود أن ملائكة السماء تعجبت من ثبات () في معركة أحد،وسمع جبرائيل حين يعرج إلى السماء يقول:


    لا سيف إلا ذو الفقار
    لا فتى إلا علي



    وروي عن عكرمة عن علي () قال النبي (ص) :إن ملكا اسمه رضوان كان ينادي في السماء بذلك.






    وقتل () عدو الله مرحبا في واقعة خيبر بذي الفقار


    وقد ورد في شرح نهج البلاغة إن ذا الفقار كان بيد أمير المؤمنين () اليمنى فغاص في عسكر الجمل في وقعة الجمل ودخل وسطهم وضربهم بالسيف قدماً قدماً،والرجال تفر بين يديه وتنحاز عنه يمنة ويسرة حتى خضب الأرض بدماء القتلى. كما إن علياً () كان متقلداً ذا الفقار في يوم واقعة صفين كما جاء في كتاب التوحيد. وتقلده () يوم خلافته ومبايعة الناس له وجلس على منبر رسول الله(ص) وكان متعمماً بعمامة رسول الله (ص) ومتنعلاً نعله.

    وأما فضيلة سيف ذي الفقار فقد روى الصدوق عن بن موسى الرضا () :إن سيف (ذو الفقار) من علامات الإمام بعدما عدد علامات الإمام وصفاته فقال () : (ويكون عنده سلاح رسول الله (ص) وسيفه ذو الفقار)، وذكرت الأخبار أن الرسول الأكرم ألبس أمير المؤمنين () درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعممه عمامته السحاب).

    كما ورد في المأثور بأن منزلة ذي الفقار لنبينا (ص) كمنزلة العصا لنبينا موسى() .وإن بن أبي طالب () ذا خرج إلى أعدائه بسيف ذي الفقار أحسوا بالخطر فيتراجعون وقد وصفت ضربات علي () بذي الفقار أنه إذا اعتلى فيه قد، وإذا اعترض قَطّ، والقد قطع الشيء طولاً،والقط قطعه عرضاً، وإنّ صناعته كانت من السماء،وما كانت صناعته من السماء ما يبغى به على أحد، وظاهر بعض الأخبار الواردة عن نبينا المختار (ص) عن طريق حبر الأمة عبد الله بن عباس أن () يقف على الصراط مع رسول الله (ص) وبيده سيف ذي الفقار فمن لم ينجُ من المرور على الصراط ضرب عنقه فيهوي إلى النار،وذكر ابن شهر آشوب في مناقبه أن بن موسى الرضا () تقلّده أيام ولايته، وأشارت النصوص أنّ ذا الفقار وصل إلى الإمام المهدي الحجة بن الحسن ،وإن من علامات الفرج وخروج الإمام أرواحنا له الفداء،وهو نطق سيف ذي الفقار وخروجه من غمده،وكلامه بلسان عربي مبين (قم يا ولي الله على اسم الله فاقتل بي أعداء الله) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا.








    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎